بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قلنا أو وقفنا عند هذه الآية المباركة من سورة النساء التي هي محل البحث عند أعلام المفسرين سواء التفسير بالمأثور أو التفسير الاجتهادي إن صح التعبير كما بينا، وهي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً…) هذه الآية المباركة كما قلنا عندما نراجع كلمات المفسرين بالتفسير المأثور من المدرستين من السنة والشيعة، وسواء كانوا من المتقدمين أو من المتأخرين جميعاً نجد أنهم تقريباً تجتمع كلمتهم على أنّ المراد من النفس الواحدة خلقكم من نفس واحدة آدم الشخصي الذي هو ذكر لا آدم النوعي الذي هو الإنسان.
مراد من النفس الواحدة آدم الشخصي يعني أبو البشر ومراد وخلق منها زوجها يعني زوج آدم الشخصي يعني حواء ولهذا تقريباً أنا الآن سأذكر المصادر للأعزة تقريباً يقال من نفس واحدة يعني آدم ويصرّح جملة منهم أن المراد من آدم ليس آدم النوعي وإنما آدم الشخصي لان آدم النوعي يكون كالإنسان يعني اعم من الذكر والأنثى فقط للإشارة فقط نشير ونتجاوز بإذن الله تعالى .
تفسير الطبري في المجلد السادس ـ أتكلم بالتفسير المأثور ـ دار عالم الكتب صفحة 340 هنا يقول، قال حدّثنا فلان عن فلان صفحة 339 حدثنا فلان أما خلقكم من نفس واحدة فمن آدم يا أيها الناس من نفس واحدة يعني آدم قال آدم ونحو ذلك ثم قال يعني بقوله خلق منها زوجها وخلق من النفس الواحدة زوجها يعني بالزوج وهو فيما فلان امرأتها قال أهل التأويل يعني أهل التفسير هنا حواء إلى آخره. ثم يشير إلى الروايات انه كيف خلقت من ضَلعه الأيسر يعني أيضاً الآية المباركة تشير إلى انه من نفس آدم ولكن هؤلاء يطبقونها على بدن آدم وليس على نفس آدم هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني هذه مصادر أهل السنة المورد الثاني ما ورد في تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم المتوفى 327 وذكرنا مراراً للأعزة أن الدر المنثور أصله من أي كتاب؟ من هذا لأنه هذا يقع في عشرة مجلدات وهو أقدم التفاسير بالمأثور وإن كان المشهور التفسير الطبري بالمأثور ولكن مراراً ذكرنا ليس كذلك بل هو تفسير اجتهادي تفسير القرآن العظيم المكتبة العصرية المجلد الثالث صفحة 852 قال الذي خلقكم من نفس واحدة يعني فمن آدم وخلق منها زوجها قال حواء من آدم من ضَلع الخلف وهو من أسفل الأضلاع وخلق منها زوجها خلقت المرأة من الرجل فجعل نهمتها في الرجال وخلق الرجل من الأرض فجعل نهمته في الأرض فاحبسوا نساءكم بعبارة أخرى يعني يرون أن الآية المباركة كما اشرنا بالأمس تطبيق أو بيان لهذه الروايات التي وردت التي بينا أنها إسرائيلية بامتياز كما صرح جملة من الأعلام.
المورد الثالث الدر المنثور في التفسير بالمنثور للسيوطي في ذيل هذه الآية من سورة النساء المجلد الثامن دار الفكر صفحة 423 قال خلقكم من نفس واحدة آدم وخلق منها زوجها حواء من قصيرا آدم فهو نائم فاستيقظ إلى آخره فلا نطيل لأنه هذه الروايات قرأناها فيما سبق هذا فيما يتعلق بهذا الاتجاه.
الاتجاه الآخر يعني أعلام التفسير عند علماء مدرسة أهل البيت تعالوا معنا إلى كنز الدقائق وبحر الغرائب للشيخ محمد القمي المشهدي من أعلام القرن الثاني عشر في الجزء الثالث صفحة 307 يقول في المقدمة الذي خلقكم من نفس واحدة هي آدم يعني نوعي أم شخصي؟ آدم يعني شخصي ثم بعد ذلك يقول سبحان الله خلق حواء وقيل فلان فيقع الروايات كاملة التي اشرنا إليها يعني لا يجد أي اختلاف بين الآية المباركة وبين النصوص الروائية هذا الذي أنا بالأمس أكدت عليه من أن النظّارة والرؤية ما هي؟ رؤية روائية ولكن تطبق على النص القرآني هذا المورد الأول.
المورد الثاني ما ورد في البرهان، البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني المجلد الثاني صفحة 153 نفس الروايات التي اشرنا إليها أيضاً هنا منقولة ست، سبع روايات بإمكان الأعزة يراجعوها.
المورد الآخر في نور الثقلين للحويزي تفسير نور الثقلين للحويزي الجزء الأول صفحة 429 في كتاب انه من نفس واحدة وخلق منها زوجها يعني حواء من المرء من ضلع من أضلاع آدم ونحو ذلك ولكن اللطيف فيها هو ما ورد في تفسير الصافي وتفسير الأصفى للفيض الكاشاني لأنكم تعلمون أيضاً الصافي والأصفى كلاهما للفيض الكاشاني.
في تفسير الصافي ـ مهم جداً ـ يقول بأنه العياشي عن أمير المؤمنين في مجلد الأول 382 قال خُلقت حواء من قصيرا جنب آدم والقصير هو الضلع الأصغر فأبدل الله مكانه لحماً وفي رواية خلقت حواء من جنب آدم وهو راقد وعن الصادق أن الله إلى آخره بعد أن ينقل الروايات تعليقته مهمة التي يفترض بأن النص القرآني يريد يشير إلى هذا المعنى يقول فما ورد أنها خلقت من ضلعه الأيسر إشارة إلى أن الجهة الجسمانية الحيوانية في النساء أقوى منها في الرجال لأنها خلقت من بدنه أم من نفسه؟ القرآن ماذا يقول؟
يقول لماذا نقول أن البعد الجسماني أقوى؟ لأنها خلقت من ماذا؟ من البدن يقول أن الجهة الجسمانية الحيوانية مراد من الحيوانية هنا لا الحيوان العام الذي يشمل الإنسان يعني البهائم عندما يقول حيوانية الرجل أيضاً حيواني مراده من الحيوانية هنا غير الإنسانية في النساء أقوى منها في الرجال والجهة الروحانية الملكية بالعكس من ذلك يعني الرجل البعد الروحاني فيه أقوى وذلك بأي قرينة بأي شاهد؟
يقول لأن اليمين مما يكنّى به عن عالم الملكوت الروحاني والشمال الذي من ضلعه الأيسر والشمال مما يكنّى به عن عالم الملك الجسماني وحيث إنها خلقت من الأيسر لا من الايمن عند ذلك ماذا؟ فالبعد مادي فيها أقوى من البعد المعنوي فالطين عبارة عن مادة الجسم واليمين عبارة عن مادة الروح ولا مُلك إلا بملكوت وهذا معنى إلى آخره إلى أن يقول، يقول فنبه في الحديث على أن جهة الملكوت والأمر يعني البعد الامري لا البعد الخلقي أن جهة الملكوت والأمر في الرجال أقوى من جهة المُلك والخلق وبالعكس منهما في النساء فإنّ الظاهر عنوان الباطن وهذا هو السر في هذا النقص في أبدان الرجال بالإضافة إلى النساء وأسرار الله لا ينالها إلا أهل السر يقول فنقصه الأضلاع هذا امتياز في الرجل أم نقص؟ امتياز لأنه الأضلاع البعد الجسماني والبعد الملكي وعالم الشهادة فإذا انقص يعني البعد الذي فيه توجه إلى عالم الجسم في الرجل انقص مما هو في النساء، يقول فنبه في الحديث على أن جهة الملكوت والأمر في الرجال أقوى فإن الظاهر عنوان الباطن فالتكذيب عنوان المعصومين إنما يرجع إلى آخره هذا في الصافي.
في الأصفى في تفسير القرآن الجزء الأول للفيض الكاشاني المجلد الأول صفحة 191 في ذيل هذه الآية المباركة قال: وخلق منها هي آدم نفس واحدة هي آدم وخلق منها زوجها هي حواء أقول تأويل لعل الضلع الأيسر الجهة التي تلي الدنيا هذه عبارة أوضح من العبارة السابقة وأما الرجل فتوجهه إلى الآخرة وهذه توجهها إلى الدنيا فإنها أضعف من الجهة التي تلي العقبى ولذلك تكون جهة الدنيا في الرجال أنقص من جهة العقبى وبالعكس منهما أين؟ في النساء! بينك وبين الله هذا من أين يخرج من الآية المباركة أنا لا اعلم، يعني الآن الآية المباركة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) أين يخرج منها هذه المطالب؟ الجواب الآية لا يخرج منها هذه المطالب القراءة الروائية تخرج منها هذه المطالب التي هي بتصريحهم أنها من أهل الكتاب ومن الإسرائيليات.
تعالوا معنا إلى ما يتعلق بالتفسير هذا بحسب المنطق الروائي تعالوا معنا إلى البحث التفسيري، البحث التفسير لا أقف طويلاً عند المطالب.
تعالوا معنا إلى التحرير انظروا ماذا يقول ابن عاشور التونسي في كتابه أو في تفسيره التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المجلد الرابع صفحة 9 هذه عبارته قال ومن تبعيضية أن حواء خلقت من جزء من آدم قيل من بقية الطينة التي خلق منها آدم وقيل فصلت قطعة من ضلعه وهو ظاهر الحديث الوارد في الصحيحين ثم يشكل فإن قلت أن الآية قالت خلقكم من نفس واحدة وخلق من النفس الواحدة ماذا؟ يعني تريد أن تقول أن الذكر والأنثى مخلوقان من حقيقة واحدة لا من حقيقتين مختلفتين يقول ومن قال أن المعنى وخلق زوجها من نوعها لم يأتي بطائل هذا كلام فارغ إن شاء الله سنبين مضمون الآية المباركة بأي اتجاه هذا المورد الأول.
المورد الثاني العلامة الالوسي في ذيل هذه الآية المباركة المجلد الخامس صفحة 257 و259 والمراد من النفس الواحدة آدم عليه السلام والذي عليه الجماعة من الفقهاء والمحدثين ومن وافقهم أنّه ليس سوى آدم وهو أبو البشر إلى أن يأتي في صفحة 259 وخلق منها زوجها وهو عطف على خلقكم فلان وهو مراد ماذا؟ يقول بأنه لان فلان والثاني بطريق الإنشاء من المادة يعني حواء خلقت من النفس أم من المادة من الجسم؟ من الجسم فإنّ المراد من الزوج حواء وهي قد خلقت من ضلع آدم عليه السلام الأيسر كما روي عن ذلك عن ابن عمر وعن غيره وروى الشيخان إلى آخره الروايات التي تقدمت هذا على مستوى البحث التفسيري عند أهل السنة.
على مستوى البحث التفسيري عند مدرسة أهل البيت هذا السيد الطباطبائي الميزان في تفسير القرآن المجلد الرابع فقط أمثلة وإلا تقريباً كلهم هكذا وظاهر السياق أن المراد بالنفس الواحدة آدم عليه السلام ومن زوجها زوجته حواء نعم هو لا يقبل الروايات التي تقول من الضلع ولكن يقول مراد من النفس الواحدة آدم هذا في صفحة 135 ذيل الآية تعالوا معنا إلى صفحة 136 يقول وظاهر الجملة وخلق منها زوجها أنها بيان لكون زوجها من نوعها بالتماثل وإلا روايات خلقت من ضلعها يوافق أو يكذبها كما قلنا في البحث السابق انه يقول مكذوبة في الجزء الأول صفحة 147.
تعالوا إلى السيد السبزواري قدس الله نفسه مواهب الرحمن في تفسير القرآن الجزء السابع صفحة 202 و203 قال ثم إنّ خلق الزوج من النفس الواحدة يحتمل المراد من النفس الواحدة من؟ آدم هذا لا يوجد فيه بحث وإنما الكلام كيفية خلق حواء من النفس الواحدة الأول أن يكون خلق الزوج المراد من الزوج يعني حواء بعد تمامية خلق آدم عليه السلام وتعلق الروح به يعني مقتضى الروايات بأن يكون قد انفصل جزء من الحي فصار إنسان آخر هذا الاحتمال الأول.
الاحتمال الثاني: أن يكون الخلق بمعنى التقدير خلق من نوعها وعلى طبعها زوجها ولو بعد حين فلا يكن انفصالاً هذا الذي أشار إليه السيد الطباطبائي وجملة من المفسرين.
الثالث أنها خلقت من الطينة الزائدة التي خلق منها آدم قبل تعلق الروح بهما فيكون آدم وحواء موجودين مختلفين ولكنهما متحدان في أصل الطينة والأولان لا وجه لهما لماذا لا وجه لهما؟ إذا مقتضى الروايات، الروايات ما هي إن لم نقول أنها متواترة فلا اقل مستفيضة لماذا لا وجه له والأولان لا وجه لهما فيتعين الأخير ويشهد لذلك أمور أوّلاً، ثانياً، ومنها الأحاديث الكثيرة المعتبرة التي تنص على أن حواء خلقت من فاضل طينة آدم، ثلاثة روايات قرأنا واحدة منها معتبرة في مقابلها كم كان عندنا؟ عشرين ثلاثين رواية وكثير منها معتبرة لماذا هذا الترجيح لهذا الطرف دون ذاك بلا وجه فني علمي؟
قال ومنها الأحاديث الكثيرة المعتبرة التي تنص على أن حواء خلقت من فاضل طينة آدم وأما ما نقل من أن حواء خلقت من الضلع الأيسر من آدم فهو مما لا دليل له يصح الاعتماد عليه والله غريب جداً مرة تقبل النص الروائي فهي اصح سنداً وأكثر عدداً وأقوى دلالةً وهي ليست قضية مزاجية ومرة تقول لا نقبل النص الروائي وإنما نعرضه على النص القرآني، النص القرآني لا يقبل لا من الطين وأنت تقول من فاضل الطينة مولانا الآية الكريمة تقول من النفس لا من فاضل الطينة فرق كبير من الطينة أو من النفس لا اقل قل من نفس آدم آخر إما تقبل الرواية وإما ترفضها، إذا تقبل الرواية المفروض انه تقدم تلك الطائفة من الروايات التي قالت خلقت من حيين يقول مما لا دليل له يصح الاعتماد عليه اللهم إلا أن يراد من ذلك أن الطينة الفاضلة ومما ذكرنا يظهر انه لا تدل إلى آخره، هذه اثنين.
ثالث الأعزة يراجعون الفرقان في تفسير القرآن بالقران الدكتور محمد الصادقي هذا كنا نتوقع منه ان يرد هذه الروايات لأنها مخالفة للنص القرآني ولكنه أيضاً لم يفعل وغيره من المعاصرين.
ما هو موقفنا من الآية؟ هذا ما فهمه أعلام السنة وأعلام مدرسة أهل البيت وطبّقوا الآية على المأثور الروائي أو طبقوا المأثور الروائي على الآية المباركة تعالوا معنا إلى الآية نفسها أنا بودي انه اليوم تتسلسلون معي بالآية الآية المباركة قالت يا أيها الناس إذن الخطاب لمن موجّه؟ يعني يا أيها الإنسان لأننا ذكرنا لغة الناس مختص أو اعم حتى أولئك الذين مثل الالوسي قال مختصة بقرائن لاحقة قال مختصة وإلا الناس اعم ماذا؟ يشمل كل مكلف صرّحوا بذلك، ذكراً كان أو أنثى هذا قرأناه بالأمس لا نعيده يا أيها الناس اتقوا ربكم من أهم الخصائص القرآنية وهذا مهم جداً عندما يأتي إلى البعد العملي في أي شيء يجعل الحد الأوسط هو البعد النظري، بحسب اصطلاحاتنا في علم الأصول أو الأخلاق يعني لو سأل سائل لماذا تجب علينا أو يجب علينا أن نتقي أو أن نعبد لماذا؟ القرآن يقول اعبد الله اعبد الله لماذا اعبده؟ يوجد دليل أو لا يوجد دليل؟ هنا التقوى أشارت
تعالوا معنا إلى سورة البقرة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ) هناك اعبدوا ربكم الآية 21 من سورة البقرة هذه الآية الأولى من سورة النساء، لو أن سائل سألنا لماذا يجب علينا عبادة الله الجواب مباشرة الدليل أقيم في الآية لأنه خلقكم الذي خلقكم يا أيها الناس اتقوا ربكم جواب السؤال لماذا يجب علينا أن نتقي؟ لأنه خالق نفس هذا الحد الأوسط وهو البعد النظري تجدوه في الآية 21 يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم فإذن كونه خالق يقتضي منا ماذا؟ العبادة، كونه خالق يقتضي منا التقوى والى غير ذلك، هذه الآية بمقتضى يا أيها الناس إذن تتكلم مع من؟ مع الإنسان.
إذن أيها الناس أيها الإنسان نحن خلقناكم من حقيقة الحديث عن الذكر والأنثى أم الحديث عن الإنسان؟ أي منهما؟ عن الإنسان لا علاقة له انه ذكر أو أنثى، يتكلم عن الإنسان يا أيها الناس يا أيها الإنسان إنّا خلقناكم من حقيقة واحدة بعد ذلك سنقف أن هذه الحقيقة الواحدة ما هي؟ ونفخت فيه من روحي ولهذا انتم تجدون في كل الآيات القرآن الكريم ما تكلم مع الذكر قال ونفخت فيه من روحي وإنما تكلم مع الإنسان.
تعالوا معنا إلى هذه الآية المباركة 36 إلى 39 من سورة القيامة قال تعالى (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى) أيحسب الذكر أم أيحسب الإنسان؟ يعني من؟ الإنسان لا يوجد خلاف في أن المراد به ماذا؟ الذكر والأنثى كما تصرح الآية (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى) إذن كل هذه الخصوصيات مرتبطة بالإنسان أم بالذكر؟ هنا الآية تتكلم عن من؟ تتكلم عن الإنسان بأي قرينة؟ بقرينة الناس، نعم عندكم مشكلة في اتقوا ربكم، كم خلقكم وقلنا أي دليل لا يوجد على أن هذه مختصة بمن؟ بالمذكر كل الذي عندكم فقط هذه القرينة وهذه القرينة ما هي؟ لا دليل على التخصيص إذن تتكلم عن غير الأنثى يعني ما يشمل الذكر والأنثى.
طبعاً يشمل مطلق الزوجين زوجين من الإنسان وزوجين من الحيوان غير الإنسان وزوجين خلقناكم أزواجا هذه الآية عامة ولكن بقرينة وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء نفهم يا زوجين مراده هنا؟ مراد زوج الإنسان لا مطلق ماذا؟ لأنه القرآن الكريم صريح في سورة النبأ ماذا يقول؟ خلقناكم أزواجا أو ومن كل شيء خلقنا زوجين عامة صدر الآية عامة ولكن من قوله وبثّ منهما نستكشف أن المراد عن أي زوجة يتكلم؟ زوج الإنسان، من نفس واحدة إذن أيها الإنسان نحن خلقناكم من حقيقة واحدة وهذه الحقيقة التي مرة عبّر عنها القرآن الكريم نفخت فيه من روحي، فقعوا له ساجدين هم نفس المشكلة عندهم القوم له هي مذكر فإذن يختص بمن؟ مع انه قلنا هو ضمير مختص لو لغير المؤنث نفس المشكلة وهذه سارية من أول القرآن إلى آخر القرآن أو في قوله تعالى: (ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ) هذا الخلق الآخر هي الحقيقة الواحدة هذا الخلق الآخر هي الحقيقة الواحدة سؤال إذن الخطاب موجّه إلى الذكر بالخصوص نفس واحدة آدم أم الآية أجنبية عن ذلك؟
كل الأعلام قالوا المراد آدمي أي آدم؟ آدم الشخصي يعني أبو البشر مع أن الآية بقرينة الناس من حقيقة واحدة وشواهد قرآنية تريد أن تتكلم عن خلق الإنسان أصلاً لا علاقة لها بالذكر آيات سورة القيامة.
سؤال الإنسان هل خلق بنحو الزوجية أو خلق بنحو الانفراد أي منهما؟ بمقتضى الآيات ومن كل شيء خلقنا زوجين أو خلقناكم ازواجا الإنسان مستثنى من هذا الأصل القرآني أو ليس مستثنى؟ ليس مستثنى قد واحد يقول مستثنى الإنسان صحيح كل شيء خلقه الله زوجين ولكن من وصل إلى الإنسان خلقه نوع واحد أو صنف واحد ولم يخلقه على زوجين القرآن قال لا، الإنسان غير مستثنى من هذا الأصل فكما أن كل شيء زوجين الإنسان أيضاً زوجين ولكن زوجه من حقيقته أم من غير حقيقته؟ من حقيقته الخطاب إلى من موجه إلى الذكور أو إلى الإناث؟
الجواب: إذا وجهت الخطاب إلى الذكور فنقول للذكر أيها الذكر اعلم أن زوجك من نفس حقيقتك وإذا وجهنا الخطاب إلى الانثان فنقول أيها الانثى اعلمي أن زوجك من نفس حقيقتك الآية ما تريد أن تتكلم فقط تريد أن تشير إلى هذه الحقيقة وهي أن هذا الزوج (الزوج الإنساني) من حقيقة واحدة أيهما أصل أيهما فرع؟ الآية عرضت لها أو لم تعرض لها؟ لا علاقة لهما أيهما الأصل أو أيهما الفرع حتى تسأل الفرع من هذا الأصل من نفسه أو من بدنه لا، أساساً لا يوجد بحث عن الأصل والفرع يوجد بحث أن هذا الزوج الإنسان من حقيقة واحدة.
يبقى عندك مطلب انه عبر زوج وإذا كان المراد الأعم لأنه تلك تصير زوجة وهذه زوج إذن قال عبّر عنها زوجها مراد يعني الانثى بقرينة ضمير المؤنث ها زوجها الجواب هذا ضمير ها على من يعود؟ النفس مؤنث أم مذكر هذا أولاً وثانياً هذا المفردات للراغب الاصفهاني هم يقولون وينسون في مادة زوج يقال لكل واحد من القرينين من الذكر والانثى في الحيوانات المتزاوجة يسمى زوج ولكل قرينين فيها (في الحيوانات المتزاوجة) وفي غيرها (في الحيوانات المتزاوجة) أيضاً يطلق زوج كالخف والنعل ولكل ما يقترن بآخر مماثلاً له أو مضاداً يقال زوج وزوجه لغة ربيئة إذن القرآن عندما يقال الزوج ليس مراده خصوص الذكور أو خصوص الإناث أنت من خلال القرائن لابد أن تشخص ما هو المراد.
فتحصل إلى هنا أن الآية المباركة أجنبية عن مسألة خلق آدم وخلق حواء من بدن آدم ام من نفس آدم أصلاً ليس في هذا العالم أصلاً ليس بصدد هذا تريد أن تقول أن الزوج الإنساني مخلوق من حقيقة واحدة لا شرف لأحد الزوجين على الآخر إلا بالتقوى لا شرف ولا أفضلية لا تكوينية ولا تشريعية ولا اخلاقية للذكر على الانثى أو للانثى على الذكر إذن بماذا يتفاضلون؟ قال القرآن الكريم في آية أخرى يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم أصلاً آية لا علاقة لها بهذا المعنى واصلا ليس في هذا العالم إذن تقول لا المفسرين ألف عام هكذا يقولون، الجواب: لأنه لبس نضارة البحث الروائي وإلا قليلاً جردوا أنفسكم من النص الروائية الآية تقول يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها، نعم، تبقى عندنا مشكلة في الآية المباركة وهو انه كيف تكاثر هذا النسل البشري اخوة واخوات أو جاء جنس ثالث غير بشري .
الإخوة عندما يريدون أن يراجعون يراجعونه في الجزء الرابع بشكل واضح وصريح هناك يؤكد السيد الطباطبائي هذه الحقيقة بما لا مجال للبحث فيه في صفحة 137 يقول أن الازدواج في الطبقة الأولى بعد آدم وزوجته مع انه هو يقول زوجته لغة رديئة.
قال الراغب لكل واحد (من الذكر) وزوجة لغة رديئة في صفحة 36 ولكن ينسى في صفحة 37 أأعني في اولادهما بلا واسطة إنما وقع بين الإخوة والاخوات إذ الذكور والإناث كانا منحصرين فيهم إذن يومئذ ويقول عندنا شاهد قرآني لان الآية الكريمة قالت: وبث منهم أم منهما؟ يعني من هذا الزوج الإنساني الذكر والانثى هذا بحث آخر .
مراراً ذكرنا للأعزة في صفحة 137 يقول ولا ضير فيه فإنه حكم تشريعي راجع إلى الله فله أن يبيحه يوماً ويحرمه آخر هذا الاحلية والإخوة قائمة على المصالح والمفاسد واقعية أم ماذا تقولون؟ مثلك العدلية ماذا؟ واقعية إذن كيف يحلل يوماً ويحرم؟ فلينسجم مع مسلك الاشاعرة الذين قالوا عندما يقول حرام يصير قبيح وفيه فساد عندما يقول يجوز يصير مصلحة يعني الحسن والقبح متقدم أم متأخر؟ على مبنى الاشاعرة متأخر ولهذا يستدل بنفس كلام الاشاعرة يقول والله يحكم لا معقب على حكمه بكيفيه يوم يحلل يوم يحرّم تقدر تسأل أنت؟ لماذا؟ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، يقول فيبيحه أن الحكم ولا يشرك وهو إلى آخره هذا الإشكال الأول الذي يرد على هذه النظرية.
الإشكال الثاني أنت قلت في كل مباني الميزانية أن كل الأحكام الشرعية موافقة للفطرة إذن ياهو الموافق للفطرة التحليل أم التحريم؟ لا يعقل أن يكون التحليل موافقاً للفطرة والتحريم موافقاً للفطرة اللهم إلا أن يجعل مبنى آخر وهو انه الموضوع تبدل وهو انه من يصير مجتمع لحفظ الأنساب وغيرها فيحرم اما إذا لا يوجد مجتمع وما يلزم اختلاف الأنساب فماذا؟ يجوز للأخوة أن يتزوجوا ماذا يصير؟ اخوات ماذا الإشكال؟ يعني بعبارة ثالثة نسأل السيد الطباطبائي لو رجعنا إلى مجتمع أو شكل كما كنا في عهد آدم وزوجه فهل يجوز أو لا يجوز؟ مقتضى القاعدة لأنه الحكم تابع للموضوع والموضوع ماله تحقق إذن لا يجوز اللهم إلا أن تقولوا بالنسخ الطلق وهذا أيضاً لم يثبت في محله على أي الأحوال الآن هذا بحث آخر الآن كلام.
هذا المعنى الذي اشرنا إليه من الآية المباركة بشكل واضح وصريح أعزائي جاء في آيات أخرى تعالوا معنا في سورة الروم الآيات واضحة عند هذه القراءة التي اشرنا إليها الآية 21 من سورة الروم قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً) يعني ومن آياته خلق ذكور نساءً هذا معناه؟ هذه واحدة من الإشكالات التي الآن ترد على المنطق الذكور في القرآن يقولون أن المرأة خلقت لأجل سكن الرجل بأي قرينة؟ قالت: لتسكنوا إليها هذه تسكنوا من؟ أيها الرجال من؟ إلى النساء مع انه الآية تشير إلى هذا المعنى؟ لا، الآية تقول لتسكنوا من؟ أنفسكم هذا ليس مختص بالذكور إليها إلى ماذا؟ إلى الانفس ضمير مؤنث وجعل بينكم يعني ماذا؟ يعني بين الزوجين مودة ورحمة وبتعبير آخر الآية المباركة بصدد بيان هذه النكتة وهي هن لباس لكم وانتم ماذا؟ ليس المرأة خلقت لأجل الرجل كما هي النصوص الروائية انه آدم كان على وحشة منفرد فيعيش كل شيء وكان منفرد فالله خلق له ماذا؟ لا، المرأة سكنٌ للرجل والرجل سكنٌ ماذا؟ هذا تكويني وفطري في وجود الإنسان.
ولهذا يجيب على ذاك السؤال والسؤال دائماً يطرح أن الآية المباركة خلقت المرأة وجعلت المرأة لأجل من؟ لأجل الرجل وليس الآمر كذلك بناءً على هذه القراءة التي اشرنا إليها لأننا قال ومن آياته أن خلق لكم قلنا لكم ليس مختص بالذكور يعني للإنسان من أنفسكم هذه من النفس الواحدة من أنفسكم ازواجا يعني ذكور للإناث والإناث للذكور (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) شواهد أخرى موجودة إلى غدٍ والحمد لله رب العالمين.