نصوص ومقالات مختارة

  • حوار مع الملحدين (36) – هل هناك دليل على وجود الله؟ (7)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    احتاج إلى أن أبيّن مقدمة لربط ابحاثنا وبحثنا لهذا اليوم بالأبحاث السابقة إذا يتذكر الاعزة نحن قلنا توجد مراتب ثلاث:

    المرتبة الأولى: التصديق القلبي وهو المصطلح عليه في القرآن الكريم بالايمان وفي علم الكلام عموماً نقول هذا مؤمن وهذا ليس بمؤمن، ما هو المراد من الايمان بنحو الاجمال؟

    الايمان هو عقد قلبي يترتب عليه اثر فإذا لم يترتب عليه اثر يعني يوجد ايمان أو لا يوجد؟ لا يوجد هذه المرتبة الأولى ولعله تتضح لاحقاً.

    المرتبة الثانية: التصديق المنطقي ذاك تصديق قلبي هذا تصديق منطقي ما هو المراد من التصديق المنطقي؟ يعني أن ذاك الذي آمنت به هل يوجد عندك دليل عليه أو لا يوجد عندك دليل عليه؟ فإذا كان هناك دليل عليه فهذا معناه انه يوجد تصديق منطقي وهو المعبر عنه بالعلم يعني أن يعلم الإنسان شيئاً سواءٌ آمن به أو لم يؤمن به، إذن بناء على هاتين المرتبتين يتضح انه قد يوجد هناك علم ولا يوجد ايمان واعتقاد وقد يكون العكس، يوجد هناك اعتقاد ولا يوجد ماذا؟ أي دليل تقول لماذا انت مؤمن بهذا الأمر يقول لا اعلم ولكن أنا مؤمن، إذن لا ملازمة بين هاتين المرتبتين، مرتبة الإيمان القلبي ومرتبة التصديق المنطقي، ولهذا قد يحصل عند الإنسان تصديق منطقي علم بشيء ومع ذلك لا يؤمن به وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم في بعض آياته قال وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلماً وعلوّا، وأضله الله على علمٍ فهو من حيث العمل ضال أم مهتدي؟ ضال ولكن من حيث العلم ما هو التصديق المنطقي ماذا؟ ليس ضال عن جهل بل ضال عن علم، إذن يمكن أن تفترق هاتان المرتبتان بعضهما عن البعض الآخر.

    المرتبة الثالثة هي التصور يعني انت عندما تكون بصدد إقامة الدليل على شيء لابد أن تتصور أو لا تتصور؟ لا معنى أنا اريد اقيم دليلاً على ماذا؟ إذا كان المتعلق مجهولاً لا معنى لإقامة الدليل، أنا اسالك تريد أن تقيم دليل أم تريد أن تقيم دليل على وجود شيء أو على نفي شيء، وهذا هو محل كلامنا، محل كلامنا الآن اثبات وجود الله أو نفي وجود الله يعني إقامة الدليل على اثبات وجود الله أو إقامة الدليل على نفي وجود الله، هل يمكن أن لا يكون عندك تصور عن الإله أو عن الله وانت بصدد إقامة الدليل على اثباته أو على نفيه أو لا يمكن؟ محال أن الإنسان لا يوجد عنده تصور عن شيء فيكون هو بعد ذلك يكون بصدد اثباته أو نفيه لا يمكن ذلك وهذه هي المقولة المنطقية المعروفة أن كل تصديق مسبوق بتصور، لا يمكن لأي احد أن يصل إلى مرتبة التصديق المنطقي وهو لا يملك تصور أي تصور كان صحيحاً أو خاطئاً ليس مهم اجمالياً أو تفصيلياً لا فرق لابد أن يوجد عندك تصور حتى تصير بصدد اثبات ذلك المتصوَر أو نفي ماذا؟ وهذه من الاخطاء الشائعة في كثير من الكتب الكلامية.

    مباشرة يدخل في بحث أدلة اثبات الله، الله ما هو حتى تريد أن تثبته أو تنفيه؟ انت الآن ادخل إلى الكتب الفلسفية إلى الكتب الكلامية في مسألة وجود الله اثبات وجود الله أدلة براهين وجود الله براهين اثبات الله قبله يوجد بحث عن التصور أو لا يوجد؟ لا يوجد أبداً وهذه من الاخطاء المنهجية لابد أن قبل ذلك وهذا الذي نحن مراراً في أبحاث سابقة قلنا عندما نريد ندخل في بحث مع الآخر لابد أن نحرر محل النزاع أنا اريد أن اثبت شيء ما هو ذلك الشيء انت تريد أن تنفي شيء ما هو ذلك الشيء الذي تريد أن تنفيه؟

    إذن فتحصل إلى هنا المرتبة الأولى بحسب الترتيب المنهجي التصور المرتبة الثانية ما هي؟ المنطقي يعني إقامة الدليل المرتبة الثالثة عند ذلك يحصل للإنسان أما ايمان أو عدم ايمان هو حر وذكرنا مراراً وتكراراً أن التصديق القلبي أمر اختياري عند الإنسان بخلاف التصور والتصديق المنطقي، انت عندما يضع أحد أمامك هذا الكتاب صورته تنعكس في ذهنك أو لا تنعكس؟ تستطيع أن تقول للذهن لا تعكس هذه الصورة أو لا تستطيع؟ نعم ؟؟؟؟ تغمض عينيك أما إذا فتحت عينيك تنعكس صورة خلص هذا أمر اختياري أو اضطراري؟ اضطراري ليس بيدك انت، عندما تسمع اثنان باضافة اثنين ينطبع في ذهنك صورة الاربعة تستطيع أن تقول للذهن لا اقبل منك أن ينطبع في ذهنك صورة أربعة اريد صورة العدد خمسة يمكنك أو لا يمكنك؟ ولهذا تسميها ضروريات يعني اضطراريات.

    نعم هذه من تنعكس الصورة هذا تصور قد يقول لك قائل أن الحواس قد تخطئ من قال هذه الصورة الذي انعكست في ذهنك هي موجودة في الخارج هنا نصل إلى مرتبة التصديق المنطقي إقامة الدليل على ما انعكس في ذهني موجود بالخارج اضرب لك مثال هذا جدار ينعكس في ذهني أنا عندما انظر إلى هذه القطعة ينعكس في ذهني جدار هذا الجدار موجود في الخارج أو غير موجود؟ أو من اشتباهات الحواس؟ لعله من اشتباهات الحواس، الحواس تشتبه أو لا تشتبه؟ الآن اناء من الماء ضع فيه قلم تراه مستقيماً أم في زاوية؟ منكسراً في زاوية هذا الانكسار في زاوية صورة في الذهن لها مصداق في الخارج أم لا؟ ليس لها مصداق العين يقول موجودة هذا الانكسار أما مسّها بيدك اللامسة تقول موجود أو غير موجود؟ ايهما اصدق اللامسة أم الباصرة؟ إذا تعارضت الحواس الحجية لمن؟ هذا بحث في نظرية المعرفة لأنه هنا اللامسة تقول يوجد انكسار أو لا يوجد انكسار؟ لا يوجد انكسار الباصرة تقول يوجد انكسار أليس كذلك؟ إذن انت تحتاج إلى التصديق المنطقي لتثبت انه يوجد انكسار أو لا يوجد انكسار إذن التصور شيء وإقامة الدليل إذا اقمت الدليل نتيجة الدليل أيضاً اضطرارية لا تستطيع أن تقول لا اقبل، من الناحية التصديق المنطقي.

    هنا يأتي دور النفس أو دور الإيمان وهو انه محتار انت أن تؤمن أو أن تجحد وان تكفر هذا أمر اليك ولهذا القرآن الكريم أكد مراراً يا ايها الذين آمنوا، آمنوا أمر اختياري إذن نحن في مقدمة هذه المقدمة إنما اشرت إليها حتى نصل إلى نتيجة قبل أن نصل إلى أدلة اثبات وجود الله أو نفي وجود الله لابد أن يوجد عندنا تصور عن ماذا؟ الله، ماذا نريد أن نثبت ماذا نريد أن ننفي؟

    إذن هذه القاعدة المنطقية الذي ذكرت في علم المنطق انه لا يمكن إقامة دليل إلا بعد تصور هذه هي لا يوجد مجال ولو كان تصوراً اجمالياً عاماً غائماً ضبابياً ولكن يوجد شيء، توجد خصائص توجد صفات تريد تثبتها أو تنفيها.

    الآن نأتي إلى محل الكلام، محل كلامنا هو الله الإله أو الله لأنه نحن ابحاثنا ما هي؟ هل هناك دليل على وجود الله، اريد ابدأ أيضاً بمقدمة مختصرة ومفيدة أيضاً فيما يتعلق توجد اتجاهان اتجاه يؤمن بوجود الله واتجاه لا يؤمن بوجود الله، هذا الاتجاه الأول أو القائلين توجد فيه ثلاث نظريات:

    النظرية الأولى تقول أن الله التصور أي تصور وضعته لله هذا يمكن أن يقام عليه الدليل وقد أقيم عليه الدليل، إذن يتكلم هذه النظرية الأولى تقول انه يمكن إقامة الدليل واقيم الدليل يعني إمكان ووقوع معاً هذا الذي الآن يعتقده المؤمنون بوجود الله لو تسألهم لماذا يؤمن بوجود الله يقول عندي دليل على وجوده فهذا اعتقد بالإمكان واعتقد بالوقوع.

    اتجاه آخر أو نظرية أخرى تقول يمكن إقامة الدليل على الله ولكن إلى الآن لا يوجد دليل على وجوده، هو لا يقول عندي دليل على عدم ولكن يقول إلى الآن انت الذي تقول الله موجود يوجد دليل أو لا يوجد دليل؟ لا يوجد دليل ولعله بعد ذلك يقام الدليل إلى الآن لا يوجد دليل، فاذن هذه النظرية الثانية تقبل الامكان وترفض الوقوع.

    النظرية الثالثة تقول أساساً يستحيل إقامة الدليل على وجود الله، العقل قاصر على إقامة الدليل على وجود الله، العقل لا يستطيع قاصر، هذا من قبيل انك تريد أن ترى بالإذن ممكن أو غير ممكن؟ لا اقل في عالمنا في عالم آخر لا علاقة لنا في عالمنا لا يمكن إذا اردت أن ترى لابد أن ترى بالباصرة بالعين وإذا اردت أن تسمع لابد أن تسمع بالإذن بالسامعة هؤلاء يقولون أن العقل الانساني مصمم بنحو يستحيل عليه إقامة الدليل على وجود الله لا يقول الله غير موجود بل يقول أنا قاصر أن اقيم الدليل على وجوده هذا في طرف اثبات وجود الله إذن في طرف اثبات وجود الله كم نظرية موجودة؟ ثلاثة نظريات.

    في الطرف الآخر أيضاً توجد نظريات أو لا؟ بشكل عام يقولون نحن لا يوجد عندنا دليل على وجود الله فهو ينفي يقول أو لا يوجد عندك دليل على الاثبات؟ ها هو لا يقول بأني يوجد عندي دليل على عدم وجود الله لا لا يدعي هذا.

    في الآونة الأخيرة هناك محاولات من بعض الملاحدة لإقامة الدليل على عدم وجود الله، إقامة الدليل لا عدم الدليل بل دليل على العدم دليل على النفي وهذه اخطر بكثير من الأولى؛ لأنه في المرتبة الأولى انت فقط إذا اقمت الدليل هو يقول سلّمت كان يقول لا يوجد دليل الآن ماذا؟ هذا الدليل تقيم له الدليل بعد تحتاج مؤونة أخرى أو لا تحتاج؟ لا تحتاج أما في هذه المرتبة الجديدة لا يكفي أن تقيم الدليل على وجوده أيضاً هو عنده دليل على عدمه فلابد أن تبطل دليله على عدم الوجود، استطعت أن اوصل المطلب الخطورة بدأت من أين الآن؟

    وهذه محاولات حثيثة في الآونة الأخيرة أو من بعض المفكرين الملاحدة الذين يقولون نحن لا نقول لا يوجد دليل على وجود الله نقول بل يوجد عندنا دليل عقلاني على عدم وجود الله فاذن كما انت عندك دليل على الوجود أنا أيضاً عندي دليل على العدم فيتقابلان انت ما يكفي أن تقيم دليل على الوجود وانا عندي دليل على نفي هذا الوجود لابد أن تبطل دليلي أيضاً.

    من اين بدأ هؤلاء، أنا فقط اشير ولا ابدي بالتفاصيل فقط اخليك بالصورة بعد ذلك نتكلم عن أدلة القائلين بإثبات وجود الله يعني الامكان والوقوع لأنه قلنا إمكان ووقوع إمكان بلا وقوع واستحالة هذا في طرف الاثبات.

    في طرف النفي لا انه فقط لا يوجد عندهم دليل على وجود الله بل يوجد عندهم دليل على عدم وجوده، من أهم خصائص الإله الذي يؤمن به القائلون بوجوده هذه الخصائص، من أهم الخصائص أولاً طبعاً خصائص كثيرة بس أنا مهم عندي أولاً انه له علم أو جاهل؟ عالم، وإلا هو لا يخالفك انه يوجد موجود ازلي المادة ما عندنا مشكلة انت تقول أن هذا الموجود الازلي ما هو؟ عالم أم جاهل؟ عالم.

    الخصوصية الثانية أو الصفة الثانية انه قادر أم عاجز؟ من أهم صفاته هذا الإله الذي يعتقد به الالهيون هو قادر.

    ثلاثة: من أهم صفاته إن لم تكن حاكمة على جميع صفاته انه خير أم شر؟ خير، ثم ضيفوا إلى هذه الصفات أن علمه مطلق أم مقيد يعني يعلم بشيء ولا يعلم بشيء أم يعلم مطلقا؟ مطلقا، يقدر على شيء ويعجز عن شيء أو يقدر على كل شيء؟ قادر على كل شيء، خير في مورد وشر في مورد أم خير كله؟ خير كله.

    إذن تعالوا معنا إلى هذه الصفات الثلاثة عالم بنحو الموجبة الكلية يعني مطلق يعني له نهاية أو لا نهاية له؟ لا نهاية له لا نستطيع أن نقول يعلم إلى هنا وبعد ذلك لا يعلم، لا نستطيع أن نقول يقدر إلى هنا وبعد ذلك لا يقدر، لا نستطيع أن نقول خير إلى هنا وبعد ذلك شر، هذه القضية لم تشغل الفكر الديني بل شغلت الفكر الانساني مذ أن التفت إلى الإله من أين نشأت الإشكالية الأصلية؟ قالوا إذا كان عالماً بكل شيء وقادراً على كل شيء وخير بمطلقا إذن لماذا نجد هذه الشرور الموجودة في عالمنا؟ توجد شرور في عالمنا أو لا توجد؟ شرور طبيعية، شرور حسن وقبح أخلاقية شرور نفسية، آلام، موت ونحو ذلك، ولهذا تجد جملة من الفلاسفة والمفكرين جاءوا قالوا يوجد اله واحد أم إلهان يعني نظرية الثنوية إله للخير وإله للشر حتى يحل أي مشكلة؟ هذه مسألة الشرور.

    هذه مسألة الشرور واقعاً شغلت الفكر الانساني عموماً طبعاً الفكر الانساني الذي يعتقد بوجود إله أما الذي يقول بأنه مادة عمياء عاجزة أصلاً يرد هذا السؤال عليه أو لا يرد؟ أصلاً لا يرد هذا السؤال، السؤال متى يرد؟ إذا انت اعطيت تصور عن الإله الذي بصدد اثباته أي تصور اعطيت عنه؟ إله، عالم، قادر، خير بنحو الإطلاق.

    إذن فرق يوجد أن تصور لي إلهاً محدوداً أو تصور لي إلهاً مطلقاً تصور لي إلهاً عالماً أو إلهاً جاهلاً تصور لي إلهاً قادراً أو إلهاً عاجزاً تصور لي إلهاً خيراً أو إلهاً شراً تختلف أصلاً الادلة التي لابد من اقامتها تختلف، انت ماذا تريد أن تثبت؟ تريد أن تثبت إلهاً بهذه المواصفات أم تريد أن تثبت إلهاً ماذا؟ لا يقول لي قائل كما نحن فيما سبق كنا نقول ولكن كان في اوائل البحث لم نصف قلنا هؤلاء أيضاً يقولون بالازلية يقولون نعم نحن أيضاً نقول أن المادة أزلية وأبدية أيضاً نقول ولكن هذا غير الإله الذي انتم تقولونه انتم تقولون هذا الأزلي ما هو؟ عالم قادر، خير.

    ولهذا في الفكر الديني عموماً من أقول ديني مقصودي يعني اليهودية والمسيحية والاسلامية الاديان التوحيدية هذه القضية قضية الشرور ما ربطوها بأصل وجوده ربطوها بصفاته، قالوا أن الشرور تنافي العدل الإلهي والعدل مرتبطة بوجود الذات أم بوجود الصفات؟ قالوا تنافي الحكمة الإلهية الحكمة مرتبطة بأصل الذات يعني (كان) التامة أم (كان) الناقصة يعني بصفاتها؟ (كان) الناقصة ولهذا تجدون جملة من كبار علماء الكلام المسلمين قالوا لم يثبت أن الله عادل حتى تشكلوا علينا، أما المحدثين من الملاحدة لا حاولوا أن يربطوا هذه القضية يعني وجود الشرور ليس لنفي صفة من صفات الاله بل لنفي أصل وجوده، يعني استدلوا بوجود الشرور في هذا العالم على وجود إله عالم قادر حكيم خيّر أو قالوا لا ينسجمان؟ لا ينسجمان.

    إذن مثل هذا الإله موجود أو غير موجود؟ فهو بصدد نفي الاله الذي أنا صورته له، أنا صورت له أي اله؟ عالم، قادر، خير، مطلقا، تقول له كيف يتنافى؟ يقول إذا كان عالماً مرة تقول هذا الشر موجود وهو شرير نقول لا توجد مشكلة الشر لا يصدر منه إلا شر ولكن انت تقول خير لكن هذا غير كافي مرة تقول هو خير ولكن لا يعلم الشر الواقع حتى يصلحه، جاهل ولكن انت تقول عالم، مرة تقول عالم بالشر ويقع الشر ولكن قادر على تغييره أو ليس قادراً؟ ليس قادر وانت تقول قادر مطلق.

    إذن مع ايمانك بأن الله عالم، قادر، خير، مطلقا لابد أن لا يوجد شر قياس استثنائي والتالي باطل، لان الشر موجود أو ليس بموجود؟ موجود إذن هذا الاله موجود أو ليس بموجود؟ ليس بموجود، وانت عندما ترجع إلى هذا المكتوب عندنا من أفلاطون هذه الاشكالية اشكالية الشرور وكيفية دخولها في القضاء الإلهي قرأتم بالبداية والنهاية الكتب الفلسفية، وذُكر للجواب عن هذه الشبهة ذكر جوابين جواب لأفلاطون وجواب لأرسطو ولكن كافيان أو لا؟ إلى هنا كنا نقول كافيان الآن نقول لا ليسا هذين الجوابين بكافيين نحتاج إلى اجوبة أخرى وتوجد اجوبة كثيرة يعني إن شاء الله إذا دخلنا في هذا البحث يمكن سنة كاملة نبقى فيه لأنه هذا هو أهم دليل للقائلين بعدم وجود الله، إن لم أقول أهم دليل لا من أهم الادلة بل أهم دليل.

    تعالوا معنا إلى الملحدون هذا كتاب؟ ملحدون محدثون ومعاصرون هناك الانتشار العربي في صفحة 26 يقول فمع انتشار الحروب ونزول الكوارث الطبيعية ومع الانفجار السكاني وأعمال العنف بين الأجناس المختلفة لا يصدق الإنسان الحديث ماذا لا يصدق؟ وجود إله قادر على كل شيء لأنه إذا كان قادراً على كل شيء كان يسمح أن تقع هذه الشرور أو لا يسمح؟ إلا أن تقول لا قادر بنحو وعاجز ماذا؟ نقول يرى الشرور يعلم بها هو خوش موجود إنسان خير أو موجود خير ولكن يستطيع أو لا يستطيع؟ لا يستطيع، لكن مع فرض كونه قادر مطلقا بعد لا تستطيع أن ترجعه إلى عدم القدرة وتسع رحمته كل شيء ألستم تقولون انه رحيم خير رؤوف إلى اخره لماذا لا يغير؟ لماذا خلق عالماً فيه هذه الشرور لماذا؟ أما مآله إلى عدم العلم أو مآله إلى عدم القدرة أو مآله إلى عدم الرحمة والرأفة والجود والخير والتالي بأسره باطل كما تدعون تقولون عالم مطلق قادر مطلق رحيم مطلق.

    ولهذا يقول لا يصدق الإنسان الحديث وجود اله قادر على كل شيء وتسع رحمته كل شيء كما زعم اللاهوتيون في الماضي هذا اختصاراً أما تفصيل البحث هذا الكتاب يمكن مترجم في 2018 أنا لا اعلم متى مطبوع الالحاد تعليل فلسفي ليس البحث في أنه لا يوجد دليل على وجود الله، بل يوجد ماذا؟ يقول نحن بالدليل العقلي نثبت عدم وجوده، وهذه مرحلة اخطر من المرحلة السابقة.

    تعالوا معنا إلى صفحة (كتاب كبير جداً 900 صفحة) 48 يقول ليس هدف هذا الكتاب جعل الالحاد اعتقاداً ذا شعبية يقول نحن لا علاقة لنا ان الناس يصيرون ملحدين أم يبقون على الإيمان بوجود الله هذا ليس هدفنا، سأقدم وإنما ما هو هدفك؟ أن الالحاد لديه دفاعات وتعليلات لا فقط يقول عدم الدليل بل سأقدم نقداً شاملاً للجدليات لصالح وجود الله، ما يقوله القائلون بوجود الله ما هي ادلتهم؟ ودفاعاً عن الجدليات ضد وجود الله، شارحاً بالتفصيل صلتها بالإلحاد، لأثبت أن هدفي هو البرهنة، على أن الالحاد موقف عقلاني لا انه لا يوجد دليل بل العقل يقول انه ماذا؟ الله موجود أو غير موجود؟ غير موجود هو البرهنة على أن الالحاد موقف عقلاني وأنّ الاعتقاد في الاله ليس عقلانياً ليس كذلك ودليلكم عقلاني أو غير عقلاني؟ إني مدرك تماماً أن العقائد الايمانية ليست تقوم دائماً على العقلانية أنا ادري عموم الناس يؤمنون بوجود الله ولكن على أساس دليل عقلاني أو انه وجدنا آباءنا.

    إنّ ادعائي لقد قصرت جهودي على البرهنة على انعدام العقلانية في الاعتقاد بوجود الاله العبراني المسيحي الإسلامي هذا الإله الذي يقولوه يعني أصحاب الديانات السماوية هذا الإله الذي نحن نقوله ما هي صفاته؟ عالم، قادر، خير، رحيم إلى غير ذلك أنا مشكلتي مع هؤلاء لا تقولون لي بأن المادة الأولى ازلية ما هي علاقتك انت بالمادة انت تؤمن بإله المادة الأولى أو تؤمن بإله هذه مواصفاته وهو كائن متشخصن يعني شخص موجود انت شخص أم لا؟ متشخصن له وجود وله غير هذا وجود وهذا غير هذا الوجود وإن شاء الله ستأتي بعض التصويرات من هذه المشكلة بعض قال الله موجود ولكن ليس متشخصن ليس له شخصية إن شاء الله عندما نصل إلى المطلق الهيگلي الذي هو قريب من الوحدة الشخصية للوجود للعرفاء بحثه سيأتي.

    قال وهو كائن متشخصن هذا الاله العبراني المسيحي الإلهي ما هو؟ يتسم بأنه كلي العلم والقدرة وخير بالكامل هذه الصفات الثلاثة بعد تنسجم مع وجود الشرور أو لا تنسجم؟ أما ترفع يدك عن صفاته أما ترفع اليد عن وجوده، أعيدها كلي العلم والقدرة وخيّر بالكامل مطلق والذي خلق السماء والارض لقد قمت بهذا لسبب واضح وهو انه كذا وهو أن الجدالات بين الملحدين والمؤمنين في مجتمعنا في معظمه يدور حول ما إذا كان يوجد كائن بهذه المواصفات البحث مو أي ازلي كان ولو مادة عمياء حتى تقولون انتم تؤمنون بمادة عمياء أصلاً نحن نؤمن أزلية المادة ولكن هذا لا يثبتك الهكم، الهكم يختلف عن هذا الذي نعتقد به.

    مرة البحث معكم محل النزاع ما هو؟ وجود أزلي ولو كان جاهلاً عاجزاً، أعمىً لا حياة له لا توجد عندنا مشكلة مرة نحن بحثنا في إله أزلي قادر، سميع، بصير، عالم، إلى اخره، وهكذا في صفحة 745 يقول جادلت خلاصة الكتاب جادلت بأنّ الاعتقاد في كائن عالم بكل شيء قادر على كل شيء وكلي الخيرية والذي يكون قد خلق الكون هذا الاعتقاد ما هو؟ مبرر أو غير مبرر؟ يعني يوجد عندكم دليل على مثل هذا الاله أو لا يوجد؟ لا تقولون نثبت إلهاً لا، تثبتون لنا الهاً بهذه المواصفات، وإذا اثبتموه الهاً بهذه المواصفات إذن قولوا لنا ما هي هذه الشرور؟ هذه تنسجم على مبانينا الكلامية أن العلم والقدرة من الصفات الفعلية أم من الصفات الذاتية؟ من الصفات الذاتية، فنفي صفة ذاتية لازمه ما هو؟ نفي الذات.

    إذن إذا لم نستطع أن نجد توجيهاً لهذه الشرور لازمه مو نفي صفة العلم بل لازمه نفي الذات، بينكم وبين الله الآن شبابنا جامعيّين مثقفينا طلبتنا في الحوزة عندما يستمعون إلى هذه الإشكالات أو هذه الشبهات أو هذه التساؤلات فأين يذهب بالحوزة حتى يجيبها موجود الآن شيء في الحوزة حتى يجيب على هذه التساؤلات؟ لو يجعلون البحث في علم الكلام والفلسفة وكذا في الدروس الجنبية، هذه هي التي الآن تؤرق شبابنا هذه هي التي الآن تجعل شبابنا يذهبون ماذا؟ يقولون هؤلاء لا يوجد عندهم جواب على تساؤلاتنا وكونوا على ثقة في كل مفردة من مفرداتنا العقدية من التوحيد من النبوة من الإمامة من المعاد توجد أسئلة من هذا القبيل.

    ولهذا سوف نقف عند التصورات عن الله، إذا تصورناه بهذه الطريقة ما هي لوازمه إذا تصورناه بهذه الطريقة ما هي لوازمه فاذن انت الآن جنابك بينك وبين الله بل الإنسان على نفسه بصيراً ما هي الصورة التي تملكها عن الله؟ الآن الليلة اذهب فكر في نفسك أي صورة تحمل عن الله يعني عندما تسمع الله ما الذي يأتي إلى ذهنك عندما تسمع الماء يجيء إلى ذهنك صورة أو لا؟ بلي هذا الماء السائل يأتي إلى ذهنك عندما تسمع إنسان تأتي صورة هذا البشر من تسمع الله ماذا يأتي إلى ذهنك؟ شخص أو ليس بشخص؟ ماذا تقولون؟ له غير أو لا يوجد له غير؟ محدود أو ليس بمحدود؟ جسم أو ليس بجسم؟ وعشرات المسائل هذه تطرحها على نفسك ولابد أن تملك الصورة حتى دليلك ينسجم مع التصور الذي تحمله إلا إذا تقول أنا اريد أن اثبت إلهاً يا إله هذا؟ هذا مجهول وهل يمكن إقامة الدليل على أمر مجهول أو لا يمكن؟ محال إقامة الدليل على أمر مجهول هذا التصور الأول الاديان الإلهية التصورات الأخرى تاتي إن شاء الله في غد والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/11/28
    • مرات التنزيل : 1832

  • جديد المرئيات