بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
انتهى بنا البحث إلى أن آدم في القران هذا الاسم فيه احتمالات ثلاثة:
الاحتمال الأول: أن يراد به آدم النبي الذي هو احد الأنبياء.
الاحتمال الثاني: أن يراد بآدم آدم الملكوت يعني الصادر الأول.
الاحتمال الثالث: أن يراد بآدم في النص القرآني الإنسان وهذا معناه حمل هذا الاسم على الرمزية أن آدم عندما يطلق لا يراد به شخص سواء كان شخصاً في هذه الدنيا أو شخصاً في عالم الملكوت وإنما يراد به ممثلاً ورمزاً وتمثيلاً لمقام الإنسانية، وفرق كبير بين أن نقول أن هذا الاسم اسم لشخص وبين أن نقول هذا الاسم رمز لمقام.
طبعاً هذا البحث الآن أقوله وتحقيقه في محل آخر، لا يختص بآدم لا يتبادر إلى الذهن أن إدريس في القرآن عندما يطلق فقط يراد منه شخص إنساني نعم قد يطلق إدريس ويراد به شخص إنساني الشخص المعروف النبي وقد يطلق به مقام الذي يعد إدريس الشخص من مصاديق هذا المفهوم، وهكذا كل الأسماء التي وردت للأنبياء في القرآن من إبراهيم وموسى وعيسى والخاتم ويونس والى آخره، وهذا يفتح لنا باب عظيم في فهم النص القرآني، لان يونس النبي الشخص يكون مصداقاً من مصاديق هذا المقام ويمكن أن يتكرر هذا المقام على مر الأزمنة يعني يمكن أن يوجد في زماننا يونس ويمكن أن يوجد في زماننا إبراهيم ويمكن أن يوجد في زماننا موسى وعيسى وهكذا لا محذور في ذلك طبعاً على نحو التشكيك لا على نحو التواطئ بمعنى لا أريد أقول انه هو موسى المعصوم النبي من أنبياء الله لا أبداً ولكن صفاته، أخلاقه، سيرته، موسوية أم عيسوية؟ لا موسوية وهكذا بالنسبة إلى الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام.
هذه مقامات مقام علي الذي مصداقه الأول علي بن أبي طالب وهذا ليس معناه انه لا يوجد له مصداق آخر نعم لا يداني ذلك المصداق على الإطلاق لا يدانيه ولا يصل إليه ولكنه سيرته، حركته، أخلاقه، سجاياه علوية وهكذا حسينية وهكذا حسنية والى آخر القائمة، هذه نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق.
بناءً على هذا التصور وهو أن آدم في القرآن على الاحتمال الثالث يراد به مقاماً من المقامات لا شخص معين وهو مقام الإنسانية إذن عند ذلك إذا حملنا هذه القضية على الرمزية إذن بعد لا يمكنك أن تحمل السجود وإغواء الشيطان والجنة والخروج من الجنة والهبوط إلى الأرض كلها تحملها على أمور واقعية بل كلها تكون رمزية.
فإذا تمّ كل هذا يعني سواء قلنا السجود عند ذلك ارجع خطوة إلى الوراء الخلق من الطين أيضاً يكون رمزياً ما معنى الرمزية؟ بعد هذا في محله ولكنه مقصودي أن هذه منظومة أنت لا يمكنك في منظومة كاملة مفردة من مفرداتها تحملها على الرمزية وباقي المفردات تحملها على الواقعية هذا غير ممكن، أما كلها رمزية وأما كلها واقعية وأما كلها أسطورية كما سيأتي، المهم هذه القضية لابد أن تتضح للأعزة.
أقف عند هذه المسألة ليتضح من خلال هذه القصة عشرات القصص القرآنية نحن نقص عليك أحسن القصص، (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ) البعض يقول لا اقل أربعين قصة موجودة في القرآن بمختلف أبعادها منها قصة طويلة كقصة يوسف ومنها قصص قصيرة وفي الأعم الأغلب القران الكريم قصصه قصيرة ليست كلها على مستوى قصة يوسف في القران الكريم، وهذه القصص التي قصّها علينا القران الكريم ومنها قصة آدم التي هي محل الكلام، هذه القصص بعضها وقعت في صدر الإسلام والتاريخ كاملاً يشير إليها، مثلاً قصة بدر قصة أحد قصة بعض الأشخاص كأبي لهب هذه التاريخ أيضاً نستطيع من خلال التاريخ التثبت من صحتها وعدم صحتها يعني كاملاً نستطيع أن نفهمها أنها واقعية أم أنها رمزية ممكن هذا لماذا؟ لان التاريخ المدوّن بأيدينا نستطيع أن نتثبت منه هذا القسم الأول من القصص.
القسم الثاني من القصص أنها خارج عالم المادة كما يقول القران الكريم في خلق آدم هذه نستطيع أن نتثبت منها تاريخية أو لا نستطيع؟ لأنه خارجة عن عالم التاريخ حتى نذهب إلى التاريخ لنرى أن الله سبحانه وتعالى متى جمع الطين وجعله كصورة الإنسان ثم نفخ فيه من روحه هذا غير متصور هذا القسم الثاني.
القسم الثالث من القصص القرآنية قصص تاريخية ولكن لا يوجد عندنا تاريخ نتثبت من صحته كطوفان نوح، الآن يوجد اختلاف كبير أنه طوفان نوح أصلاً وقع لم يقع إذا وقع أين وقع كله هذا موجود أو غير موجود؟ غير موجود، ولهذا ينفتح باب كبير لفهم القصة القرآنية من هنا اجمالا أقول، من هنا أقول أن القصص القرآنية فيها اتجاهات ثلاثة بشكل عام الآن لست بصدد التطبيق انه النحو الأول من القصة النحو الثاني، الاتجاه الثاني والاتجاه الثالث والرابع أبداً.
الاتجاه الأول أن كل ما قصّه علينا القران الكريم هي قضايا واقعية واقعة والقرآن يقدم عنها تقرير لا قصة أصلاً فرق كبير بين الحكاية وبين القصة، الحكاية هو انه واقعة وقعت أنا الآن أتي لا اقص قصتها الآن أنت لو رأيت حادثة وقعت في الشارع وتأتي إليّ وتحكيها لي تقول قصّ لي القصة لا ليست قصة هذه بل واقعية تحكيها أنت، فهل أن ما ذكره القرآن حكايا عن قضايا واقعية تحققت إذ هنا يأتي هذا السؤال الاتجاه الأول يقول نعم كلها ما هي؟ قضايا واقعية تحققت والقران غلط يقصّ لغةً غلط يحكي لنا.
من هنا يوجد إشكال هؤلاء في الاتجاه الثاني والثالث يقولون إذا كانت كلها واقعة والقران يحكي تلك الوقائع لماذا يسميها قصة؟ القصة لها مدلولها الخاص ارجعوا إلى اللغة ارجعوا إلى الاستعمال القصة شيء غير الحكاية، هذا الاتجاه الأول هو الاتجاه المشهور لعله المسلّم لعله من الضروريات وهو أن القرآن كله حق كله صدق ومن أصدق من الله قيلا، هذا الاتجاه الأول وهو الاتجاه المشهور.
الاتجاه الثاني يقول ليس الأمر كذلك كما في القرآن توجد حكايات عن قضايا وقعت توجد قصص رمزية لحكاية الواقع، يعني هذا الشكل الذي قاله القرآن لم يقع في الواقع ولكن القرآن تلك الحقائق بينّها لنا بلسان القصة وإلا لا يوجد عندنا شيء آدم هنا أو الملائكة هنا سجود مادي هنا أو سجود بأي معنى من المعاني وانه الملائكة أبداً لا توجد هذه، ولكنه توجد مجموعة من الحقائق هذه الحقائق بدل أن تبين بلسان مباشر، بيّنت لنا بلسان القصص، تقريب إلى الأذهان من قبيل أني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين هذا واقع أو انه رؤيا؟ هذه رؤيا ولكنه لها تعبير هذه الرؤيا ليست واقعية لا يوجد الشمس والقمر سجدوا أبداً بخلاف أني رأيت في المنام أني أذبحك هذا واقع.
الاتجاه الثالث يقول كما توجد عندنا من النحو الأول يوجد عندنا من النحو الثاني توجد في القرآن أساطير، يعني لا هو النحو الأول ولا هو النحو الثاني بل هو نحو ثالث تخيلات أباطيل ولكنّها تترتب عليها عبرة وعظة لأنه يمكن أن يستفاد أن تستفيد من البعد الأدبي للوصول إلى هدف نبيل، إذن صار عندنا ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الواقعي، الاتجاه التمثيلي أو الرمزي وتعبير هذا الاتجاه الثالث الاتجاه الأسطوري.
طبعاً تاريخ هذه التقسيمات حديث جداً في العالم العربي أتكلم وفي العالم الإسلامي وإلا له تأريخه لعله قرنين أو أكثر في الغرب أنا أتكلم في تطبيقاتها في عالمنا العربي وعالمنا الإسلامي خصوصاً العالم العربي.
من أوائل الذين أرادوا أن يبحثوا القصة القرآنية في هذا المجال بهذا الشكل هو الدكتور أمين الخولي، أمين الخولي من تلامذة غير المباشر لمحمد عبدة ربا تلميذاً جيداً في هذا المجال وهو الدكتور محمد احمد خلف الله صاحب كتاب الفن القصصي في القران الكريم متولد 1904 ومتوفى 1989 أول دراسة اكاديمية علمية في هذا المجال مقدمة إلى الأزهر في 1947 ورفضت الرسالة وكفّر صاحبها وحكم عليه بالارتداد هذا الرجل ماذا يقول؟ خلاصة ما يقوله:
يقول بأنّ القران الكريم الفن القصصي في القران الكريم طُبع 1953م الفن القصصي في القران الكريم.
تعالوا معنا إلى صفحة 205 من الكتاب هناك يقول ما يفهم من النظر في هذه الآيات التي هي كل ما تحدث به القرآن عن الأساطير المشكلة هنا مع من؟ مع خلف الله، أن القرآن نفسه لم يحرص على أن ينفي عن نفسه وجود الأساطير فيه.
في صفحة 206 و207، وإذا كان إحساس القوم يعني أولئك الذين خاطبهم القرآن بورود الأساطير في القرآن قوياً عنيفاً وعقيدتهم في ذلك قوية وثابتة وإذا كان القرآن لا ينفي ورود الأساطير فيه وإنما ينفي أن تكون هذه الأساطير هي الدليل على انه من عند محمد صلى الله عليه وآله إذا كان كل هذا ثابتا فإنّا لا نتحرج من القول بأن في القرآن أساطير، ما هو المراد من الأسطورة؟
الآن في أذهاننا الأسطورة يعني مجموعة من الأباطيل مجموعة من الحقائق أو ألا حقائق؟ ألا حقائق طبعاً الآن ليس بحثي قرآني حتى ادخل هذا المصطلح استعماله القرآني في صدر الإسلام يختلف عن المعاجم اللغوية لأنه في الكتب لان الكلمة ليست عربية ولها معاني أخرى ولكن نحن فسرناها تفسيراً عربياً وهي ليست كذلك، الآن ليس محل بحثي.
ولكنه هو عندما يقول أساطير مراده المعنى العربي مع أن اعتقادي الشخصي أن القرآن لا يريد هذا المعنى الذي موجود في معاجمنا اللغوية على أي الأحوال، لانا في ذلك لا نقول قولاً يعارض نصاً من نصوص القرآن وهذه هي صارت سبباً لأنه أنت عندما تقول يوجد في القرآن ماذا؟ بعبارة أخرى يوجد في القرآن أباطيل، توجد في القرآن مجموعة من الحقائق أو ألا حقائق؟ ألا حقائق، تكفير يحتاج أو لا يحتاج؟ إذن هذا ليس بكافر فنحن كافر لا يوجد عندنا، إذا واحد يتعامل مع النص القرآني بهذه الطريقة ولا يقال له كذا وكذا فيوجد كافر أو لا يوجد كافر؟ لا يوجد كافر بتعبير بعضهم إذا محي الدين ليس كافر فنحن كافر لا يوجد عندنا على وجه الأرض كما صرح بعضهم بذلك.
هذا الرجل كاملاً يبين انه توجد عندنا أقسام ثلاثة من القصص ولا يقول لنا قائل انه هذا القرآن نزل انه الحق من ربهم يقول كون القصص القرآنية وصفت بالحق ليست معناه انه لها واقعية وحقيقة خارجية وإنما هي كالأمثال القرآنية، الأمثال القرآنية حق أو ليس بحق؟ وتلك الأمثال نضربها حق أو ليس حق؟ مع انه لها مصداق واقعي أو ليس لها مصداق؟ يقول لا تخوفونا هي تقولون حق حق أنا أيضاً اعلم حق ولكن كونه حقاً لا يلازم انه له واقعية خارجية وإلا اجيبونا القرآن يقول وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون وقد كتبت كتب في الأمثال القرآنية والامثال القرآنية لها مصاديق خارجية أو ليست لها مصاديق خارجية؟ ليس لها مصداق خارجي وواقعي.
هذه النظرية كاملة موجودة هنا الكتاب يقع في 361 صفحة أنا أشير إلى من نقد هذا الكتاب أوّلاً هذا الكتاب خلاصته في 3 ـ 4 صفحات جايب في كتاب الإسلام والحداثة عبد المجيد الشرفي خلاصة هذا الكتاب في صفحة 86 و87 مفيد جداً اقرأ لكم في صفحة واحدة خلاصة الكتاب يقول المؤلف يعتقد أن ما بالقصص القرآني من مسائل تاريخية ليست إلا الصور الذهنية لما يعرفه المعاصرون للنبي عندما يقول قصة هذه ليست بالضرورة وقع في التاريخ ولكن المعاصرين للنبي كانوا يعرفون القصة بهذا الشكل إذن بالضرورة مطابقة للواقع؟ وحق أو ليس كذلك؟ لا ليست كذلك وإنما أولئك الذين كانوا في عصر النبي هكذا يفهمون القصة، وما يعرف هؤلاء لا يلزم أن يكون هو الحق والواقع كما لا يلزم القرآن أن يصحح هذه المسائل أو يردها إلى الحق والواقع تقول هذه كانت أخطاء في عصره موجودة عن هذه القصص لابد أن يصححها يقول لا يوجد أي دليل لان يصححها وإنما ينسجم معها ولكن يستفيد منها كعبرة وعظة للوصول إلى أهدافه.
نحن نقص عليك أحسن القصص بما كذا أليس كذلك عبرة لأولي الألباب، لان القرآن كان يجيء إلى كذا وكذا كما استنتج من تحليله أن المقاصد ومما أثار عليه المحافظين هؤلاء الذين كفّروه وحكموا بخروجه من الدين، اقراره بوجود القصة الأسطورية في القرآن وبان مصادر القصص، مصادر القرآن أو مصادر النص القرآني للقصص مستمدة من البيئة التي نزل فيها القرآن الكريم لا من الواقعيات، وبصفة اخص أن نفسية الرسول قد لعبت دوراً هاماً في تكييف تلك القصة بحسب ثقافة عصره هذا الذي أقوله حتى تعرفون أن بعض الكلمات التي تنسب إلى بعض المفكرين الإيرانيين هذه موجودة من 1950 لا يتبادر إلى البعض أن هذه نظريات جديدة يطرحها فلان وفلان ليست بهذا الشكل قبل ثمانين سنة هذه الكتب موجودة ولكن لأنكم انتم لا تطالعون تتصورون هذه نظريات جديدة، والشاهد على ما أقول أنها قديمة أن السيد الطباطبائي متعرض للنظرية وناقدها، إذن هؤلاء المفكرين الجدد الإيرانيين الذين يطرحوها هذه إبداعاتهم أم قديمة؟ هذه خلاصة.
السيد الطباطبائي في المجلد السابع صفحة 165 من تفسير الميزان في ذيل الآية من سورة الأنعام 74 إلى 83 يقول ومن عجيب الوهم ما ذكره بعض الباحثين طبعاً هذا الذي ذكره بعض الباحثين أصله أصل هذه النظرية من محمد عبدة، محمد عبدة في تفسيره المنار يشير إلى هذه القضية بشكل واضح وصريح في المجلد الأول من تفسيره يقول: بينّا غير مرة قال الأستاذ الإمام يعني رشيد رضا يقول عن أستاذه محمد عبدة بينّا غير مرّة أن القصص جاءت في القرآن لأجل الموعظة والاعتبار لا لبناء التاريخ، ولا للحمل على الاعتقاد بجزئية الأخبار عند الغابرين حتى نعتقد وقع كذا وقع كذا وقع كذا أبداً وانه ـ القرآن ـ ليحكي من عقائدهم الحق والباطل ومن تقاليدهم الصادقة والكاذب ومن عاداتهم النافعة والضار لأجل الموعظة والاعتبار فحكاية القرآن لا تعدو موضع العبرة ولا تتجاوز موطن الهداية ولابد أن يأتي في العبارة أو السياق أو اسلوب النظم ما يدل على استحسان الحسن واستهجان القبيح فقط ليس إلا.
هذه النظرية صارت منشأ لنظرية كاملة وأنا في اعتقادي أن السيد الطباطبائي يناقش لا أن يناقش محمد خلف الله بل يناقش كلام محمد عبدة في تفسير المنار يقول وليس ذلك إلى أن يقول فمن الجائز أن يأخذ القرآن في سبيل النيل إلى مقصده وهو الهداية إلى السعادة قصصاً دائرة بين الناس أو بين أهل الكتاب في عصر الدعوة وإن لم يوثق بصحتها، أو يتبين فيما بأيديهم من القصة إلى كذا وهذا خطأ السيد الطباطبائي لا يوافق عليه.
فإنّ ما ذكره من أمر القصص حق غير أن ذلك غير منطبق على مورد القران الكريم فليس القرآن كتاب تاريخ ولا صحيفة من صحف القصص التخييلية وإنما كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وقد نص على انه كلام الله وانه لا يقول إلا الحق وان ليس بعد الحق إلا الضلال يستدل على ذلك، يقول إذن نحن النحو الثالث من القصص وهي القصص الأسطورية لا نقبلها ولكن هذا لا ينفي النحو الثاني وهي القصص الرمزية.
من أولئك الذين نقدوا هذه النظرية بشكل واضح في كتاب العلمانيون والقران الكريم هذا الكتاب في مرات سابقة أشرت إليه من الكتب التي حاول أن يستعرض كل ما قالوه حول القرآن من النظريات الحديثة والحداثوية وينقدها العلمانيون والقران الكريم تاليف الدكتور احمد إدريس الطعّان جامعة دمشق وفلان فلان والكتاب يقع في 900 صفحة وما من نظرية إلا عرض لها ومنها هذه النظرية المدخل التاريخي الأسطوري من صفحة 547 ـ 593 نقد مباشر لنظرية محمد احمد خلف الله هذا مورد.
وكذلك مباني تفسير عرفاني الدكتور سيد إسحاق حسيني كوهساري هناك في صفحة 161 زبان تمثيل كاركرد كرايانه ثم يقول بأنه هذا الذي قالوه ليس صحيح حدود عشر صفحات ينقد نظرية احمد وممن حتى ننصف الرجل وممن دافع عنه دفاعاً مستميتاً وإذا توجد ثغرات في الكتاب دفعها وقوّى النظرية هذا الرجل، الفن القصصي في القرآن عرض وتحليل خليل عبد الكريم هذا واقعاً زاد في الطين بلّةً ايّدها وأضاف إليها وطبقها على المصاديق قصة موسى يقول كذا قصة إبراهيم يقول كذا خذ أربعة من الطير كلها يأتي إلى تطبيقاتها خليل عبد الكريم هذا الذي يبدأ الكتاب من صفحة 365 نفس الكتاب تتمة للكتاب إلى صفحة 508 حدود 150 صفحة، إذن هذا الاتجاه الأسطوري يبقى عندنا الاتجاه الأول والاتجاه الثاني.
جملة من الأعلام أنكروا الاتجاه الثاني أيضاً قالوا لا توجد رمزية كل القصص التي أشار إليها القرآن هي قصص وقائع خارجية تحققت في الخارج، ولكنه جملة من الأعلام المفسرين ومنهم السيد الطباطبائي يقول لا ليس الأمر كذلك فإن القصص القرآنية على قسمين لا على ثلاثة.
القسم الأول الذي حكاية كما أن القرآن يحكي عن حياة رسول الله موقف أمته منه وما حدث له هذه قصص خيالية؟ هذه أمثال أم وقائع؟ هذه وقائع أو عندما يتكلم عن موسى ويتكلم عن فرعون أو يتكلم عن إبراهيم ويتكلم عن نمرود وغيرها وغيرها هذه كلها قصص واقعية ولكن في القرآن أيضاً قصص رمزية، منها قصة آدم، السيد الطباطبائي وضع يده على ماذا؟ وفي عقيدتي الشخصية أن ما ذكره في قصة آدم هو نموذج لم يجرأ في زمانه أن يطبقها على أنبياء آخرين ماذا يقول في قصة آدم.
خلاصة ما يقوله: في المجلد الأول من الميزان صفحة 132 يقول وبالجملة يشبه أن تكون هذه القصة التي قصّها الله تعالى من اسكان آدم ثم وزوجه في الجنة ثم اهباطهما لسبب أكل الشجرة كالمثل يمثّل به إذن واقعية أو ليست واقعية؟ لا، كما تقول في الصيف كذا ضيعت، كما تقول الأمثال تضرب ولا تقاس، عندما تقول أو جاء بخفيّ حنين أليس كذلك جاء بخفي حنين يعني ماذا؟ هذا مثل ليس واقعي.
فإذن في بحث مطارحات في تجديد الفكر الديني هذه قراءة تختلف عن تلك القراءة هذه قراءتان قراءة ترسلك إلى ذاك العالم وتدخلك في متاهات كن على ثقة عمرك أم تقضيه لا تستطيع أن تحلها ولهذا يقول كالمثل ما كان للإنسان عجيب القرآن يتكلم عن آدم وزوجة آدم وحواء وعصيان يقول لا، هذا مثل ضرب به للإنسان يقول ما كان الإنسان فيه قبل نزوله إلى الدنيا من السعادة ومن الكرامة إلى آخره هذا المورد الأول.
المورد الثاني في الميزان المجلد الثامن صفحة 23 و24 و27 والقصة وان سيقت مساق القصص الاجتماعية المألوفة بيننا وتضمنت أمراً وامتثالاً وتمرداً واحتجاجاً وطرداً ورجماً وغير ذلك من الأمور التشريعية والمولوية غير أن البيان السابق على استفادته من الآيات يهدينا إلى كونها تمثيلاً للتكوين يعني هناك مجموعة حقائق القرآن من أراد أن يبينها لنا بأي لسان بينها لنا؟ ليست اسطورة لا خيال لا أباطيل واقعيات تارة يبينها بلسان الواقعية وأخرى يبينها بلسان التمثيل والقصة.
قال كونها تمثيلاً للتكوين ما معنى ذلك قال بمعنى أن إبليس على ما كان عليه من الحال لم يقبل الامتثال أي الخضوع للحقيقة الإنسانية عجيب نحن نتكلم عن آدم أم حقيقة إنسانية يقول نتكلم عن مقام الإنسانية نريد أن نقول جملة واحدة الله خلق انساناً لا خلق آدم خلق انسانا الملائكة صاروا في خدمته والشيطان صار عدو له هذا كيف يبينها لك مرة يقول بلغة فلسفية انه انقسمت المخلوقات إزاء الإنسان إلى موقفين كأنه الله يعطي درس! موقف موافق وموقف مخالف ومعارض ومرة هذا قصّه علينا بنحو القصة قال فقلنا للملائكة اسجدوا فبعض سجدوا وبعض لم يسجدوا لماذا فعل القرآن، القرآن إذ لا يتكلم للفلاسفة لم يتكلم للمتكلمين لم يتكلم فقط للعلماء بل يتكلم للعلماء وللناس هدى للناس والناس الذي يجتذبهم بيان الواقعيات فقط أم القصص؟
ولهذا السيد الطباطبائي في صفحة 23 وفي صفحة 24 يقول هذا دأب القران الكريم، فلولا الأمر المتوجه فليس من شأنه أن يكون فلولا أن الله فلان إلى أن يأتي في صفحة 27 يقول قلت الذي ذكرناه آنفاً بأن القصة ما تشتمل عليه بصورتها من الأمر والامتثال والتمرد هذه كلها تحكي عن جريان تكويني في الروابط الحقيقية بين الإنسان والملائكة والشيطان هذه روابط أريد أبين هذه الروابط كيف ابينها؟
في المجلد الرابع عشر هناك أوضح السيد الطباطبائي صفحة 218 يقول والقصة كما يظهر من سياقها وغيرها مما ذكرت فيها كالبقر والاعراف تمثل حال الإنسان بحسب طبعه الأرضي المادي فقط خلقه الله سبحانه في أحسن تقويم وغمره في نعمه التي لا تحصى واسكنه جنة…
يعني ماذا اعتدال الله سبحانه وتعالى يقول جنة وخروج يقول لا، هذا مثل جنة الاعتدال ومنعه عن تعديه بالخروج إلى جانب الاسراف وباتباع الهوى والتعلق بسراب الدنيا ونسيان جانب الرب بترك عهده وهكذا يقول إذا تركت العهد الذي عاهدتني عليه في الميثاق مآلك يكون إلى الجحيم إذا مشيت إلى العهد الذي اتفقنا عليه مآلك يكون إلى الراحة والسعادة.
ولكن كله بيّن بأي لسان؟ بلسان القصة أو بلسان التمثيل هذا واقعاً في صفحة 28 من المجلد الثامن يقول فإن قلت رفع اليد عن ظاهر القصة واضح أنه القرآن من يبيّن يبيّن حقائق وأنت تريد ترفع اليد عن هذا الظهور وحملها على جهة التكوين المحضة كما فعلت يوجب التشابه في عامة كلامه نحن ذاك الوقت كيف نستطيع أن نميز هذه القصة تتكلم عن الواقع وهذه القصة تمثيل للتكوين هذا لازمه أن كل القصص القرآنية ماذا تصير؟ تدخل في باب المتشابهات ماذا نفعل؟
يعني عندما نضع يدنا على قصة موسى وانه البحر انفلق له هكذا وانه دخلوا هكذا وانه كذا هذه قصة أم تكوين؟ مثال للتكوين أو أي منهما؟ عندما نقول في إبراهيم خذ أربعة من الطير هذه حكاية عن واقع أم تمثيل لقدرة الله أو إلى آخره أي منهما؟ عندما يقص علينا القرآن قصة أهل الكهف واقعاً 309 سنوات الكلب كان باسط ذراعية بالوسط هذه قصة واقعية أم تمثيل؟ عندما نقرأ قصة العبد الصالح مع موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علّمت رشدا قال لن تستطيع معي صبرا ثم قتله.
هذه أسس لابد قبل أن تدخل القرآن لا تقول لي بسم الله الرحمن الرحيم باء البسملة ما هي؟ هذا جهل الدخول إلى القرآن بهذا المنطق، أنت لابد تعين لي ما هو موقفك من التمثيل القرآني من الرمزية من الواقعية من الأسطورة ولهذا نحن بعد أن كتبنا منطق فهم القرآن ثلاثة مجلدات الآن هذا تفسيرنا الترتيبي إن شاء الله تعالى أرجو قريباً المقدمة كل ما حاولنا اختصارها فقط الكليات بنحو الفتاوى ذكرنا إلى الآن صار 700 صفحة في النتيجة ما هي مبانيك لفهم هذا النص الإلهي؟ المدخل، منهجك ما هو؟
ولهذا السيد الطباطبائي واقعاً هنا يقول يوجب التشابه في عامة كلامه تعالى يلزم أن كل القصص القرآنية تصير متشابهات إذ عند ذلك يقول السيد الطباطبائي لا مانع حينئذٍ يمنع من حمل معارف المبدأ والمعاد على التمثيل القرآن هكذا جنة عنده هكذا نار عنده يعذّب هذه حقائق أم تمثيل؟ فقط يريد يخوفنا أم يوجد واقع؟
قال ولا مانع حينئذٍ يمنع من حمل معارف المبدأ والمعاد بل والقصص والعبر والشرائع كلها تحمل على الأمثال وفي تجويز ذلك إبطال للدين ماذا يبقى من الدين بعد؟ الجواب غد إن شاء الله تعالى والحمد لله رب العالمين.