بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في القصة القرآنية قلنا أنّ القصة تشكل ركناً أساسياً في منظومة المعرفة القرآنية لا اقل إذا تكلمنا فقط عن الأنبياء بالقرآن نجد انه لا اقل 25 إلى 30 قصة توجد عن الأنبياء في القرآن فضلاً عن الأمم السابقة فضلاً عن الحروب فضلاً عن فرعون وما شاء الله، أم تحسب الآيات وتعد الآيات التي تكلمت عن الحوادث التاريخية بنحو القصة مساحة واسعة في المنظومة والمعرفة القرآنية .
من هنا لابد أن نعرف ما هو الموقف الذي لابد من اتخاذه أو المنطق لفهم القصة القرآنية أليس يوجد للقران منطق للفهم وقواعد للفهم، نفس القصة القرآنية كيف نفهمها؟ قلنا بالأمس توجد اتجاهات ثلاثة، طبعاً هنا لا بأس أن أشير في الحاشية أن بعض الأعزة علقوا على الأبحاث قالوا سيدنا لأدنى مناسبة أنت تخرج عن البحث وتذهب إلى البحث القرآني وهذه التفاتة جيدة من بعض المتابعين نعم كذلك لأنني أريد أن الأعزة منظومتهم الفكرية تكون قرآنية لا منظومة روائية الآن في الحوزات العلمية ذائقة ذائقة روائية يعني أنت على المنبر على الفضائية على العلماء على الحوزات على دروس بحث الخارج أنت والرواية، أنت لا علاقة لك لا يوجد احد الآن في كل بحوث الخارج إلا ما ندر عندما يبحث عنده ارتباط بغير الوسائل وبغير… ارتباط روائي محض فالذائقة تكون روائية، الفهم يكون روائي بعبارة الحداثويين النظّارة تكون نظّارة روائية .
قلنا توجد اتجاهات ثلاثة، الاتجاه الأول في القصة هو الاتجاه التاريخي الواقعي يعني هناك حوادث في التاريخ وقعت والآن القران يبينها لنا يحكيها لنا أو يقصها علينا يعني عندما يتكلم عن ابني آدم انه أحدهما قتل الآخر كذا يعني يوجد أخوان في الواقع الخارجي ووقع الخلاف بينهم على شيء ليس مهم على أي شيء، وقع الخلاف بينهما لان الروايات تقول الاختلاف وقع على البنت، القرآن يقول وقع الاختلاف بينهما فقتل احدهما الآخر، هذه الاتجاه الواقعي يقول هذه قضية في واقعة يعني واقعاً توجد أخوان واختلفا وقتل أحدهما الآخر.
عندما تأتي إلى قصة موسى وذلك العبد الصالح يعني تفترض أن موسى واقعاً ذهب إلى منطقة ثمّ التقى بشخص ذاك الشخص قال له أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا فقال له أنت لا تستطيع معي صبرا فأخذ بيده ويتمشون في الشارع أو يتمشون في زقاق مرةً واحدة اخذ له شاة قال جيب هذا قال اقتله وخلاه على كذا وذبحه خلصت القضية لماذا فعلت كذا قال فعلت كذا لأجلك ثم راحوا إلى قرية وجدوا جدار يريد أن كذا وهكذا فالقضية قضية في واقعة تحققت وهكذا في قضية آدم يعني أن الله سبحانه وتعالى بأي شكل من الأشكال جاء بآدم أبو البشر وأوقفه في مكان قال للملائكة اسجدوا لمن؟ اسجدوا لآدم فسجد الجميع إلا واحد منهم وهو إبليس وهكذا هذا الاتجاه الواقعي.
الاتجاه التمثيلي ما هو الاتجاه الأسطوري ما هو؟ يقول بأنه هناك أساطير في القرآن ما معنى الأسطورة أنا في هذه الأبحاث سوف لن أقف عند الاتجاه الأسطوري لأنه يحتاج إلى عدة محاضرات أصلاً نفهم معنى الأسطورة لغةً معنى الأسطورة بحسب التاريخ وان القرآن عندما يقول أساطير ما هو مراده من الأساطير؟ أو عندما يتهم القرآن اتهم قوم النبي اتهموا القرآن هذه أساطير الأولين ما هو مقصودهم من الأساطير؟ فلهذا الاتجاه الأسطوري ضعوها إن شاء الله في مناسبة أخرى أقف عندها، أنا الآن همي عند الاتجاه التمثيلي الذي قد يصطلح عليه أيضاً الاتجاه الرمزي، الرمزية أو التمثيلية ما هو المراد؟ خلاصة الاتجاه التمثيلي.
في الاتجاه التمثيلي لا توجد واقعة أبداً يعني خلينا في ابني آدم لا يوجد في التاريخ انه ابني آدم اختلفا وقتل احدهما في الآخر ولكن توجد مجموعة من الحقائق الدينية التكوينية عبّر عنها ما تشاء القران يريد أن يبين تلك الحقائق أما أن يبينها بالاتجاه الواقعي التاريخي وأما يجعلها في قصة تخيلية ويبينها لنا، أنا عندما أقول اتجاه تمثيلي لا يروح إلى ذهنك بالاتجاه التمثيلي يعني انه واقعة ما هي العبرة منها؟ ليس المراد من الاتجاه التمثيلي هذا يعني في الواقع لا يوجد عندنا موسى التقى بالعبد الصالح والعبد الصالح قتل أحداً أو خرق سفينة أو أقام جداراً، لا يوجد ولكن توجد مجموعة من الحقائق الوجودية القرآن صاغها بصيغة قصة يعني بصيغة تخيلية أبداً ليس له واقع، ولكن هذه الصيغة التخيلية هي تريد أن تصور لك تلك الحقائق، فإذن هي ليست أباطيل وإنما هي حكاية عن حقائق ولكن لا حكاية عن حقائق كما هي، بل بلسان آخر بصيغة أخرى هذا الذي يصطلح عليه باللغة الفارسية زبان قران، لسان وبيان القرآن لهذه الحقيقة بهذه الصيغة ومثاله نموذجه الأول آدم، القرآن توجد مجموعة حقيقتان الحقيقة الأولى انه يوجد موجود اسمه الإنسان هذا الإنسان وهو غير الملائكة وهو غير الجن وهو غير الشياطين والابالسة هذا الموجود وفي قباله يوجد نحوان أو صنفان آخر من الموجودات الموجود الأول أو الصنف الأول الملائكة والصنف الثاني من؟ الابالسة والشياطين إلى غيره.
سؤال ما هو موقف هذين الصنفين من الموجودات إزاء هذا الصنف الثالث؟ نتكلم قواعد عامة الجواب القرآن يريد أن يقول أن الملائكة عموماً في خدمة الإنسان، لا تروح آدم هم تخلط على نفسك في خدمة الإنسان، والشياطين ماذا؟ عدو مبين، لأقعدن لهم صراطك المستقيم، الآن كيف بينّها القرآن لم يبينها قال بأنه كما أنت تدرس بالحوزة العلمية قال القاعدة الأولى القاعدة الثانية القاعدة الثالثة، لم يبينها فلسفياً لم يبينها كلامياً لم يبينها منطقياً رياضياً بينها بلسان القصة ما هي القصة؟ قال بأنه نحن خلقنا إنسان من طين ثم قلنا للملائكة اسجدوا فسجد البعض كذا وهذا الإنسان جعلناه في دار كرامتنا وبعد ذلك عندما عصى هذا آدم عصى أخرجناه من الجنة واقعاً لا يوجد إنسان ادخل الله إلى الجنة وأخرجه من الجنة في القصة التمثيلية وفي الاتجاه التمثيلي إذن لا يوجد هناك بحث انه كيف دخل إبليس إلى الجنة كيف أغوى إبليس آدم أم زوجه حواء لا يوجد كل هذا لا يوجد كل هذه التفاصيل مبنية على الاتجاه الواقعي التاريخي أما الاتجاه التمثيلي ماذا يقول؟ الاتجاه التمثيلي يقول لا توجد أي قضية جزئية وواقعية من هذا القبيل.
الفن القصصي في القران الكريم انظروا ماذا يقول؟ في صفحة 183القصة هي الرمزية والتمثيل ضرب من ضروب البلاغة وفن من فنون البيان العربي والبيان العربي يقوم على الحق والواقع كما هو الاتجاه التاريخي كما يقوم على الخيال، يعني حقيقة تبين بلسان التخيل فليس يلزم في الأحداث أن تكون قد وقعت وليس يلزم في الأشخاص أن يكونوا قد وجدوا وليس يلزم في الحوار أن يكون قد صدر كم عندنا حوارات هذا الحوار بين موسى والعبد الصالح هذا وقع حوار يوجد شخصان أم لا يوجد؟ إذا قلت يوجد فهو الاتجاه الواقعي إذا قلت لا يوجد فهو الاتجاه التمثيلي وليس يلزم في الحوار أن يكون قد صدر وإنّما قد يكتفى في كل ذلك أو في بعض ذلك بالفرض والخيال تفرض إنساناً هكذا خصوصية مثالها الواضح أنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال.
يعني واقعاً الله سبحانه وتعالى قال اسمعوا أيها الجبال أيها السماوات أيها الأرض أيها الإنسان أنا أريد احملكم أمانة هم رفعوا أيديهم قال لا نتحمل لا نتحمل هكذا قالوا؟ طبعاً بلساني أنا لا أريد أقول بلساني أنا كانسان ولكن بلسان الجبال بأي لسان هكذا؟ أم انه الآية تريد أن تبين عظمة المسؤولية التي ألقيت على عاتق من؟ أي منهما؟ أنا لا أريد أقول بالضرورة لابد تقول مثل ولكن هذا اتجاه يوجد في فهم القصة القرآنية، يعني أنت كمفسر لابد في مقدمة التفسير تقول ومبنانا في القصة القرآنية الأصل الواقعية أم الأصل ماذا؟ التمثيلية لا يمكن أن تدخل النص القرآني وأنت لا بشرط من هذه القضية هذا من قبيل تدخل إلى البحث الفقهي واسألك خبر الواحد حجة أو ليس بحجة؟ تقول في كل مورد نفكر نرى ماذا يصير، أنت واقعاً فقيه أو لست بفقيه أقول لك ظواهر القرآن حجة أو ليست بحجة؟ ماذا تجيبني، تقول لي انتظر نرى شيء وننتخب ، لا يمكن، في الفهم القرآني في منطق فهم القرآن هكذا، ولهذا يكتفى بالفرض والخيال.
ومن هنا كانت القصة التمثيلية عند المفسرين قصة بيانية، أي قصة فنية، لا أنها تحكي عن ماذا؟ عن واقعيات خارجية، لا أشخاصاً ولا أمكنة ولا أزمنة ولا حواراً ولا ولا ولا ولا إلى آخر القائمة إذن فبدت لهما سوءاتهما القران الكريم عندما يقول عن آدم وحواء أو عن آدم وزوجه يعني ماذا؟ يعني تعرض كما انه في النصوص تقول ماذا؟ فرأى أحدهما عورة الآخر هكذا؟ أو انه هذه القضية فبدت لهما سواءتهما ما هو؟ هذا ليس لباس مادي، هذا لباس المعنى هذا لباس التقوى فبدت لهما ماذا؟ عندما يعصي الإنسان، يتعرى، يتعرى مادياً أم معنوياً؟ على الاتجاه الواقعي يتعرى الآية قالت بدت سوءاتهما يعني ماذا؟ خرج من الحمام عاري.
ولهذا تعالوا السيد الطباطبائي في المجلد الرابع عشر الميزان صفحة 218 يقول فقد خلقه الله سبحانه تمثل حال الإنسان لا البحث في شخص البحث في مقام الإنسانية، بحسب طبعه الأرضي المادي هذا الطبع الأرضي المادي من أين؟ خلقته من طين فقد خلقه في أحسن تقويم وغمره في نعمه التي لا تحصى الآن بدأ يعطي البعد التمثيلي، أسكنه الجنة يقول لا يتبادر إلى ذهنك يعني بساتين واكل وكذا وأسكنه جنة الاعتدال، ومنعه عن تعديه بالخروج عندما قال نهاه عن الشجرة يعني ماذا؟ يقول الشجرة يعني شجرة المعصية لا انه ماذا؟ هناك شجرة معينة أكل من كل الأشجار هذه الشجرة لا تأكل منها، حتى يأتي إبليس يقول لا، أكل من هذه الشجرة هذه شجرة الخلد.
قال بالخروج إلى جانب الاسراف باتباع الهوى والتعلق بسراب الدنيا ونسيان جانب الرب تعالى بترك عهده إليه لقد عهدنا إلى آدم يعني عهدنا إلى الإنسان إذن فنسي من نسى؟ شخص آدم، لا، الإنسان نسي العهد الذي أُخذ عليه واتباع وسوسة الشيطان الذي يزيّن له الدنيا ويصوّر له ويخيّل إليه انه لو تعلّق بها ونسي ربه الشيطان هكذا يوسوس اكتسب بذلك سلطاناً هذه شجرة الخلد، سلطاناً على الأسباب الكونية يستخدمها ويستدل بها كلما يتمناه من لذائذ الحياة وأنها باقية وهو باقي حتى إذا تعلّق بها بهذه الأمور التي نهي عنها ونسي مقام ربه ظهرت له سوءات الحياة هذه كلها آيات قرآنية السيد الطباطبائي يعطيها البعد التمثيلي ظهرت له سوءات الحياة لا يعني العورة هذه العورات المعنوية سوءات الحياة ولاحت له مساوئ الشقاء بنزول النوازل وخيانة الدهر ونكول الأسباب وتولي الشيطان عنه فطفق يخسف عليه من ظواهر النعم، من ورق الجنة يقول هذه الظواهر النعم هذه إشارة إلى ذاك البعد يستدرك بموجود نعمة بموجود نعمة مفقودة أخرى ويميل من عذاب إلى ما هو اشد منه ويعالج الداء المؤلم بآخر أكثر منه إلى آخره.
فالنتيجة حتى يؤمر أمر آدم بالخروج من الجنة يقول هذا ليس الخروج المادي حتى يؤمر بالخروج من جنة النعمة والكرامة إلى مهبط الشقاء والشر، كل الآيات منظومة قصة آدم السيد لخصها هنا في قصة تمثيلية رمزية، ذاك الاتجاه يعتقد أنها واقعية هذا لا يعتقد أنها واقعية.
هذا المورد الأول في الميزان هذا المعنى في قصة آدم فقط طبعاً لأنه هي واقعاً لأنه شغلت الفكر التفسيري لمئات السنين مع انه الشيخ معرفت محمد هادي معرفت صاحب التمهيد ومن المحققين في هذا المجال وله كتب كثيرة في هذا المجال مع انه يرفض في مقالات متعددة أصلاً أصل الرمزية والتمثيل في القران الكريم عندما يصل إلى قصة آدم لا يستطيع أن يرفع يده يقول هذه القصة ليست حقيقية وإنما رمزية.
التمهيد في علوم القرآن للشيخ هادي معرفت محمد هادي معرفت رحمة الله تعالى عليه في المجلد الثالث صفحة 20 انظر ماذا يقول؟ مثلاً قوله تعالى وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل تعبير رمزي عن شأن الإنسان هذا الذي قلت التمثيل يعني ماذا؟ قد يصطلح عليه يعني ماذا؟ الرمزية بالفارسية يعني سمبليك.
قال تعبير رمزي عن شأن الإنسان بصورة عامة في الأرض انه ذلك الموجود العجيب الذي يملك في ذاته قدرة جبّارة يضيق عنها الفضاء وتخضع لها قوى الأرض والسماء وسخّر لكم ما في السماوات كل ذلك بفضل نبوغه واستعداده الخارق الذي يمنحه القدرة على الخلق والإبداع على إثر تفكيره وجهاده إلى آخره، إذن وعلّم آدم الأسماء يعني فيه استعداد أن يتعلّم كل شيء لا انه يوجد إنسان الله علّمه كل شيء، لا، هذا الموجود الذي اسمه الإنسان هذا فيه قدرة على ماذا؟ أن يترقى على كل الموجودات فيكون سيداً على الموجودات أجمعين هذا البحث هنا.
وهكذا الزحيلي في التفسير المنير للاستاذ الدكتور وهبة الزحيلي رئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه في جامعة دمشق دار الفكر الجزء الأول، هذه القصة أو المحاورة بين الله تعالى وملائكته نوع من التمثيل يعني إذن كانت هناك محاورة أو لا توجد؟ الاتجاه الواقعي يقول نعم هذا الاتجاه يقول لا توجد بابراز المعاني المعقولة ابرازها بأي صورة؟ بصور محسوسة تقريباً للافهام وفيها إلى آخره.
الشيخ المطهري في مجموعه الآثار للعلامة المطهري في المجلد الأول صفحة 515 يقول چون سمبل نوع إنسان هذا الذي قلت يعبرون عنه بالسمبليك أيضاً يشير إلى المطلب، لا أقف عنده.
سؤال قلت لكم بالأمس السيد الطباطبائي تقريباً في كل التفسير اقتصر على ماذا؟ على هذا، وإن كان في اعتقادي نظره أوسع من هذا بكثير كما قرأنا في الإشكال امس وسأشير إليه هل توجد نماذج أخرى في كلمات المفسرين الجواب نعم، عشرات النماذج من مفسرين محققين أعلام يعني أمثال الطبري أمثال محمد عبدة أمثال صاحب البحر المحيط هؤلاء الأعلام لا انه أي واحد لزم قلم صار مفسر هؤلاء الذين قضوا أعماراً في فهم كتاب الله أنا اذكر أربعة إلى خمسة نماذج:
النموذج الأول قال تعالى في سورة المائدة الآية 112 من سورة المائدة (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ) يعني جاءوا إلى عيسى قالوا له نزّل مائدة هو أيضاً قال الهي نزل على هؤلاء سفرة هذا اتجاه والفهم العام ماذا؟ هذا، ولكن في المقابل يوجد اتجاه آخر وأنا لست بصدد الآن ترجيح هذا الاحتمال أو ذاك لا يتبادر إلى الذهن السيد يقول هذا كله تمثيل قرآن كله ليس له واقع لا ليس هذا أنا أريد أقول بأنه يوجد اتجاهان في فهم القصة القرآنية.
قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين، تعالوا إلى الطبري، المجلد تفسير الطبري جامع البيان الجزء التاسع دار عالم الكتب صفحة 125 وصفحة 129 يقول وقد اختلف أهل التأويل مراد من التأويل مراراً ذكرنا مقصود الطبري من التأويل يعني التفسير وقد اختلف أهل التأويل في المائدة هل أنزلت عليهم أم لا؟ وإذا أنزلت ماذا كانت؟
فيذكر بعض قال أنها أنزلت وهذه خصائصها إلى أن يأتي في صفحة 129 يقول ثمّ وقال آخرون لم ينزل الله على بني إسرائيل مائدة ثمّ اختلف قائلوا هذه المقالة لا توجد مائدة فقال بعضهم إنّما هذا مثل ضربه الله تعالى لخلقه انتهت القضية الآن لأي حقيقة ذاك بحث آخر أنا لا أريد أقف، وإلا لو أقف لابد نحتاج إلى أسبوع نبين ما هي الحقيقة التي يريد القرآن بهذا المثل إيصاله إلينا، هذا مورد.
المورد الثاني ومنها ما ورد في سورة البقرة الآية 243 (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) يعني واقعاً مجموعة خمسة عشرة مئة ألف، عشرة آلاف خرجوا الله وسط الطريق ماذا قال لعزرائيل ملك الموت اقبض أرواحهم فقبض الله أرواحهم ثم بعد ذلك بدا لله لسبب ما قال ماذا؟ قال لاسرافيل ارجع إليهم أرواحهم هكذا هو ظاهر الآية .
لا يقول لي قائل سيدنا هذا بعيد عن قلت لا البحث ليس بعيد على قدرة الله نعم الله قادر على كل شيء ولكنه القرآن يتكلم بمنطق الاتجاه الواقعي أو يتكلم بمنطق الاتجاه التمثيلي أنت من حقك تقول أنا أؤصل أصلاً في مقدمة تفسيري يقول كلما ذكر ذلك فالحاكم ماذا؟ الاتجاه الأول من حقك هذا ولكن من حق الآخر يقول لا بالعكس.
تعالوا معنا إلى هذه الآية سورة البقرة تفسير ابن أبي حاتم في ذيلها توجد رواية والرواية هذه في ذيلها بعد أن يذكر الوجه الأول الذي هو المشهور الوجه الثاني: سألت عطا (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ) ماذا قال عطا؟ عطا من المفسرين القداما قال: مثلٌ ضربه الله للناس ليس واقع وليس قضية وقعت وللاتجاه الواقعي وهذه الرواية صحيحة السند كما جملة من الأعلام قالوا بحسب مبانيهم طبعاً هذا في تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير في ذيل الآية 243 ينقل الرواية يقول أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح من طريق فلان وفلان.
الآية 259 من سورة البقرة المورد الثالث: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ….).
تعالوا معنا إلى تفسير المنار المجلد الثالث صفحة 47 بعد أن يذكر الاحتمال الذي قضية في واقعه والاتجاه الواقعي يقول ويحتمل أن تكون القصة من قبيل التمثيل والله اعلم احتمال وارد، نقبل الاحتمال او لا نقبل؟ هذا تابع للقراءن.
إذن كيف نميّز الاتجاه الواقعي عن الاتجاه التمثيلي وتتذكرون السيد الطباطبائي قال هذا يرد حتى في المبدأ والمعاد الله عندما يقول هكذا اعذبكم في نار جهنم هذا تمثيل أم واقع؟ جملة من محققي العرفاء مثل تركه قال لا هذا تمثيل ولا يوجد هكذا نار، هذا مورد.
المورد الاخطر من هذا، في آية 260 (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ) فصرهن أو قطعهن؟ الآية ماذا تقول؟ انتم ماذا في ذهنكم؟ هذا التقطيع من اين جبتها؟ صر يصر يعني املهن إليه من اين جبتم تقطيع وسواهن كذا وجعلهن كذا من اين جبتم به؟ إذن أنت خال على عيونك يا غطاء الرواية خمسين غطاء الرواية أصلاً ماكو في القرآن قطعهن هذه من مجعولات الروايات فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءً، واحد يقول جزءً يعني قطعهن لا أبداً في محله أن شاء الله، (ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) إذا كانت مقطعات واجزاء ادعوهن ضمير العاقل ما يأتي إليه او ضمير الحي لا يأتي إليه مع أن الآية ذكرت ضمير ماذا؟ ليس ادعوها ادعوهن على أي الأحوال لا أريد ادخل البحث التفسيري.
تعالوا إلى التفسير الرازي المجلد السابع صفحة 37 اجمع أهل التفسير على أن المراد بالآية قطعهن وان إبراهيم قطع إلى أن قال غير أبي مسلم فإنه أنكر ذلك قال لا يوجد أبداً وقال أن إبراهيم لما طلب أحياء الميت من الله أراه الله تعالى مثالاً ما هو المثال؟ قال له اخذ أربعة طيور واجعلها بينك وبينها علاقة ثم اجعل كل واحد منها على قمة جمل قل تعالوا أنا بالنسبة إلي كل الموجودات إذا قلت ميتة أقول أحيها مثل ما أنت تقول تعالوا هذه يحيها فهو مثال قرّب به الأمر عليه والمراد بصرهن إليك الامالة والتمرين على الإجابة يمكن او لا يمكن؟
ولهذا تجدون في تفسير المنار المجلد الثالث صفحة 50 و52 بعد أن يشير إلى النظريتين أقول يقول ملخص كذا يقول وجملة القول أن تفسير أبي مسلم للآية هو المتبادر الذي يدل عليه النظم وهو الذي يجل الحقيقة في المسألة فإن كيفية الأحياء كذا وظاهر القرآن وهو ما عليه المسلمين فصفات الله إلى أن يقول هذه المشكلة جاءتنا من اين؟ يقول المشكلة جاءتنا من الروايات وما أدراك ما الروايات هذه التفاصيل الذي ذكرت هذه نظّارة الرواية وحجاب الرواية لا منطق القرآن هذا هم مورد.
المورد الآخر: السورة المائدة الآية 27 إلى 31 قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) إذن يوجد شخصان احدهما ألف والآخر باء القرآن لم يشر هابيل وقابيل ألف وباء فاختلفا فيما بينهما فقتل احدهما الآخر (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ) .
ولذا وجدت بعض الأعزة يقولون إذا كان هناك بشر قبل آدم ويعيشون والآية تقول إن الله علّم الدفن لأولاد آدم إذن هؤلاء القبل ماذا كانوا يفعلون؟ يتركوهم في البحار يقطعهم الحيوانات لأن الآية تقول من ابني آدم تعلموا الدفن.
تعالوا معنا إلى تفسير المنار المجلد العاشر صفحة 211 والحق فيما قصّه علينا الوحي من قتل قابيل لأخيه هابيل إنه بيان لما في استعداد البشر من التنازع ليس قضية في واقعه لا، لا يوجد هكذا ثم يبين يريد أن يقول انه أيها الإنسان بالك وإياك هذه القابلية موجودة فيك يفسد فيها ويسفك الدماء هذه القابلية موجودة بالك وإياك ولكن أراد أن يصور هذه الحقيقة يسفك الدماء ويفسد الأرض فيها بيّنها بصورة قصة ابني آدم ويشرح.
المورد الآخر في سورة ص الآية 23 (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ) والله بودي إذ ترجعون للتفاسير ليس التفاسير الروايات الواردة هؤلاء شخصان كانوا هؤلاء ملكين كانوا؟ هؤلاء بشر كانوا؟ ملائكة كانوا؟ أصلاً من هؤلاء الشخصين؟ ثم داوود كيف استعجلوه كذا وهو نبي من الأنبياء؟
(فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ) .
هذا هو الأصل الكلي ولكن أراد أن يبين هذه القاعدة بيّنها بصورة ماذا؟ شخصين أجوا لداوود وفعلوا هكذا وفي واقعها او بيان هذا الأصل القرآني بصورة ماذا؟
ولهذا في ذيل هذه الآية في البحر المحيط الذي هو من أعلام التفسير للأندلسي القرطاني هناك في المجلد الثامن عشر صفحة 253 يقول والظاهر أبقاء لفظ النعجة على حقيقتها الآن انظر أول أين راح؟ من كونها أنثى الظن فإذن الله يريد يذم الذكور او الإناث؟ الإناث ولا يكنى بها عن المرأة (لان جملة من المفسرين قال إنما قال نعجة حتى ماذا؟ يقول النساء انتم بهذا الشكل) ولا صورة تدعوا إلى ذلك لأن ذلك الإخبار كان صادراً من الملائكة على سبيل التصوير للمسألة لها من غير فمثلّوا بقصة رجل له نعجة ولخليطة تسع فأراد صاحبه تتمة فطمع في فلان وأراد وحاجه في ذلك وهذا التصوير والتمثيل ابلغ في المقصود وأدل على المراد.
اختمها بهذه الآية حتى يكفي الإشكالات غداً أن شاء الله والآية الأخيرة ما ورد في سورة الأحزاب التي اشرنا إليها إجمالاً الآية 72 قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) انظروا واقعاً بيان قيّم عنده الزمخشري في ذيل هذه الآية المباركة من سورة الأحزاب يقول أولاً الاتجاه الواقعي وثانياً أنما كلّفه الإنسان بلغ من عظمه وثقل محمله أنه عرض على أعظم ما خلق الله من الأجرام وأقواه وأشده أن يتحمله ويستقل به فأبا حمله والاستقلال به وأشفق منه وحمله الإنسان هذا مثال يقول ونحو هذا من الكلام كثيرٌ في لسان العرب وما جاء القرآن الا على ماذا؟ فهذا مثلٌ ضربه الله لكم واللسان العربي انتم تقولون نزل القرآن بلسان عربي مبين وفي اللسان العربي للأمثال دور او لا يوجد دور؟ للكناية والاستعارة والمجاز والقصة دور او لا يوجد؟ أصلاً العقل العربي كان قائم على القصة القرآن هم نزل ماذا؟
طبعاً لا أقول لكم وكان على الأساطير ولهذا شاهد مختصر بعد رسول الله بمجرد أن ذهب رسول الله كعب الاحبار اخذ الموقع الأعظم في مسجد رسول الله لماذا؟ لأنه عرف انه مذاق وذوق العربي قصة فقص عليه ولكن ماذا تقص عليه؟ تقص عليه كلما يدمّر القرآن قد دمروا القرآن من خلال القصص وهذه كلها اجت إلى تراث ومورث المسلمين جميعاً سنة قبل الشيعة وشيعة قبل السنة لا يتبادر إلى ذهنكم لا، الشيعة مبرؤون لا ولا مبرؤون ولا كذا الآن انتم اذهبوا وعدوا الروايات المشتركة من الخرافات والإسرائيليات وغيرها في كتب المدرستين سترون أن كم يوجد مشتركات لماذا على رأس السنة كل يوجد مصائب على رأس السنة ومن تصل إلى الشيعة كلهم سلمان وابوذر أي منطق غير علمي هذا لا أقول شيء آخر يقول هذا مثال ضربه الله لنا هنا توجد ثلاثة إشكالات:
الإشكال الأول إذن انه ماذا نفعل بالقرآن إذا جاء الاحتمال بطل الاستدلال إذن في كل شيء قال القرآن يأتي احتمال الواقعي او التمثيلي؟ لا اقل شبهة مصداقية لا اقل هذا الذي ذكره الله في المبدأ ذكره في المعاد وذكره في النبوّة كلها ما هو؟ يعني واقعاً الله أوحى إلى شخص اسمه نبي كذا او هذا تمثيل؟ هذه تسوي لنا مشكلة ما بعدها ماذا؟ وبتعبير السيد الطباطبائي بالأمس ذكرنا ويتذكر الأعزة قال ولازمه ولا مانع حينئذ يمنع من حمل معارف المبدأ والمعاد بل والقصص والعلل والشرائع على الأمثال هذا الإشكال الأول.
الإشكال الثاني: لماذا الله يحتاج إلى تفسير هو كان يبين لنا الحقائق ماذا يبينها بلسان ماذا؟ أهوى عاجز في البيان حتى يبينه؟
الإشكال الثالث: هو قال: كل القرآن حق أم باطل؟ والحق ما هو؟ ومن اصدق على الله قيلا الصدق ما هو؟ مطابقة ما قاله للواقع يعني توجد قضية واقعية جواب هذه الأمور الثلاثة غداً والحمد لله رب العالمين.