بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في منطق فهم القصة القرآنية قلنا أن القصة القرآنية لها خصائصها لها أهدافها لها مقوماتها وكاملاً تختلف عن القصة الأدبية أو عن القصة غير القرآنية بشكل عام لأنه توجد أنواع للقصة قصة الفلسفية كم من كتاب اسمه قصة الفلسفة أو قصة الإيمان وهو انه حكاية المعارف بلسان القصة، الآن حديثنا عن القصة القرآنية، القصة القرآنية أيضاً فيما يتعلق بالاتجاه التمثيلي تحت عنوان الاتجاه التمثيلي أيضاً يوجد قسمان من القصة، تارة القصة تمثيلية تارة أن هناك واقعة في الخارج وهذه الواقعة تؤخذ كمثال لمسائل نطبقها على ابني آدم تارة نفترض أن هذه الواقعة وقعت في التاريخ لا أنها لم تقع، ولكنه هذه مثال لبيان التنازع ونوازع الخير ونوازع الشر ولكن القضية وقعت في التاريخ لا انه لم تقع، هذا قسم.
والقسم الثاني انه لا لم يقع شيء في التاريخ، إذن القسم الأول من القصة الرمزية والتمثيلية هذا القسم الأول فيه بعد واقعي تاريخي لا انه لا يوجد فيه أي بعد واقعي أو تاريخي، فيه ذلك، هذا من قبيل أنكم في باب الفقه تقولون أن هذه المسألة التي سأل السائل فيها الإمام تحمل على المثال يعني توجد سؤال وتوجد قضية ويوجد واقع ولكنه عندما يقول شربت الماء من إناء، افترضوا انه هذا حمله أو الذي جاء في السؤال إناء هذا له موضوعية أو يحمل على ماذا؟ على المثال، يقال هذا يحمل على المثال فلو لم يكن في اناء كان في شيء آخر أيضاً لا يؤثر، هذا الذي هناك درستم بأنه على المثال يحمل أو انه له موضوعية، نفس هذا الكلام نقوله هنا تارة أن القصة التمثيلية أو المحمولة على المثال أو الرمزية لها بعد تاريخي وأخرى لا بعد تاريخي وإنما هو خيال محض للإشارة إلى حقائق تحققت في نظام التكوين لماذا قسّمت هذا التقسيم؟ لأنه في بعض النصوص الروائية تقول أن كل ما يجري في عالمكم هذا يعني في عالم الدنيا مثال لما يقع في عالم الآخرة، مثال يحمل على المثالية لا انه لا يوجد شيء هذا تخيل، لا، بل يوجد واقع خارجي ولكن هذا مثال لأي شيء؟ مثال لأمور أخرى نحن لابد أن ننتقل من هذا إلى ذاك، سواء في قوس الصعود أو في قوس النزول يعني هناك حقائق قبل هذا العالم عندما نزلت إلى عالمنا تمثلت بهذا الشكل.
وإن من شيء إلا عندنا خزائنه في عالم الخزائن ليس على هذه الصورة وعلى هذا النحو من الوجود له نحو آخر، هذا مثال ذاك أما في قوس النزول أو في قوس الصعود، الآن الذي نقرأه في الفن القصصي يراد منه القسم الثاني لا القسم الأول إن شاء الله استطعت انه الفكرة أوصلها إلى الأعزة إذن لا يتبادر إلى ذهنكم أن الاتجاه التمثيلي أيضاً على نحو واحد لا أقل على نحوين الاتجاه التمثيلي.
من هنا ترد عدة إشكالات التي اشرنا إليها في البحث السابق:
الإشكال الأول الذي ذكره السيد الطباطبائي في الميزان (المجلد الثامن صفحة 28) وهو انه لازمه انه أي قضية ذكرت في القرآن يمكن أن تحمل على المثالية، لا فقط في ما ذكر من القصص القرآنية من القصة القرآنية بل حتى في معارف المبدأ والمعاد.
فلنتكلم في مسائل المعاد الله سبحانه وتعالى عنده جنة هكذا عنده نار هكذا، هكذا يعذّب هكذا ينّعم يقول هذه كلها لازمه أن نحملها على ماذا؟ أو لا اقل توجد عندنا شبهة مصداقية هل هذه الأمور التي ذكرها القران الكريم نحملها على الاتجاه الواقعي وإخبار وحكاية أم نحملها على الاتجاه التمثيلي والرمزي خصوصاً القسم الثاني من الاتجاه الرمزي والتمثيلي هذه الشبهة المصداقية ماذا نفعل له؟ الجواب في جملة واحدة الجواب نحن في كل قصة أو ما يشابه القصة في القران الكريم نتبع الدليل ومجموعة القرائن والشواهد فإن كانت مجموعة الشواهد والقرائن طبعاً من أقول شواهد وقرائن تشمل التاريخية والعقلية والروائية ونحو ذلك مجموعتها يعني عندما القران الكريم يتكلم عن أبي لهب في القرآن هذا أبو لهب في القرآن شخص في الخارج أو انه مثال أي منهما؟
القضايا التاريخية تقول انه يوجد شخص اسمه أبو لهب لا توجد عندنا مشكلة أما افترضوا توجد قرائن بالاتجاه المعاكس كما في قضية آدم التي ذكرنا مجموعة من شواهدها فنحملها على ماذا؟ على المثال نحملها على الرمز وهذا يعقّد عمل المفسر يعني المفسر ليس ببساطة إلا إذا استطاع أن يثبت في مقدمة بحثه التفسيري كل ما ذكره القرآن فهو محمول على الواقع الخارجي والحكاية عن الواقع إلا ما خرج بالدليل، بأي دليل؟ افترضوا بدليل أصدق قيلا، نحن نقصّ عليك كذا وهكذا بالحق إلى آخره، هذا يقول أنا أسّس هذا الأصل وفي المقابل أنت تستطيع أن تؤسس الأصل المقابل في التفسير تقول لا، الأصل أن القرآن مبني على الرمزية حقك أنت، وهذا بحث موجود في العلوم الآن في الهرمنطقي وغيرها أنه أساساً الكتب السماوية هل هي الأصل فيها الرمزية أو الأصل فيها الواقعية أي منهما؟ اتجاه يرى مثل أركون يقول لا، الأصل فيها ما هو؟ الرمزية، اتجاه آخر يقول كما هو المشهور الآن بين المفسرين لا اقل القرآن الأصل فيه ما هو؟ الواقعية خلصت القضية والأمر إليك يعني هذا تابع للاجتهاد وهذا الذي الأصل الذي نحن نؤكده مراراً وتكراراً أن هذه كلها قضايا ما هي؟ اجتهادية نظرية لا هذا بديهي ضروري ولا ذاك بديهي ضروري طبعاً الذين يصرّون على الرمزية يقولون لأنه إذا صار النص رمزياً يحتمل دلالات مغلقة أم مفتوحة؟ إذن القرآن يموت أو لا يموت؟ لا يموت لان لكل زمان يحتمل مصداقاً وهذه نحن لم نتكلم عن الواقعية وعن الرمزية تكلمنا عن وحدة المفهوم وتعدد المصداق قلنا حتى لو كان واقعياً فهو مفهوم.
وما ذُكر من الواقعية يُعد مصداقاً من مصاديقه فيكون النص القرآني مغلقاً أو مفتوحاً؟ مفتوحاً. يموت أو لا يموت؟ لان الإمام سلام الله عليه يقول أن الآية إذا نزلت في قوم ومات أولئك القوم ماتت الآية ، لأنه مختصة تكون باولئك القوم.
أما على نظرية وحدة المفهوم وتعدد المصداق مفتوحة كلما تحققت ولذا القرآن ثلث نزل فينا ثلث نزل في أعداءنا ربع كذا نصف كذا كله كذا كله كذا هذه الروايات كلها إذن تكون واضحة الدلالة.
نزلت فينا لا في أشخاصنا نزلت من لهم هذه المواصفات وهذه المواصفات كما مصاديقها في زمن الأئمة هم الأئمة مصاديقها في زمننا من؟ الأولياء العلماء المتقون، الصالحون إلى آخره هذه أيضاً من مصاديقه إذن كونوا مع الصادقين إذا كانت الرواية الإمام هذا ليس معناه انه ماذا؟ الآية مختصة بالإمام، فاسألوا أهل الذكر هذا ليس معناه اختصاص بمن ذكرتهم الرواية وهكذا إذن الإشكال الأول انه أساساً لازمه الشبهة المصداقية الجواب لا ليس ذلك نحن والدليل فالدليل إذا دلّ على الاتجاه الواقعي عندما أقول دليل يعني مجموعة القرائن شواهد تاريخية، عقلية، إلى آخره، كما انه مثلاً على سبيل المثال الله سبحانه وتعالى عندما يقول أينما تولوا فثمّ وجه الله أو عندما يقول بل يداه مبسوطتان عندما يقول خلقت بيدي هذا محمول على الرمزية أم محمول على الواقعية؟ أي منهما؟
القائل بالاتجاه الواقعي يقول لا، الله له وجه، وله يد وله ساق إلى آخره، انتهت القضية لأنه يحمله على الاتجاه الواقعي يقول الله يخبر عن نفسي بأنه أن له وجهاً لماذا تتصرف؟ نعم عندك آية تقول ليس كمثله شيء نقول وجه لا كالوجوه ويد لا كالأيدي وكرسي لا كالكراسي وووو إلى ما شاء الله كل ما تريد أن تقول نقول نعم لا منافاة، الآية أثبتت بشكل خبري ولهذا يسموه هذه الصفات صفات خبرية يعني تخبر عن واقع، أما أنت ماذا تفعل؟ تقول لا، هذه محمولة على الكناية محمولة الاستعارة محمولة هذه استعارة للقوة للقدرة للعناية و… لماذا أنت تفعل ذاك هو يفعل ذاك؟ ذاك عنده اتجاه يمشي عليه وأنت عندك اتجاه آخر تمشي عليه إذن لا يحق لك أن تدخل النص القرآني وأنت خالي الذهن من الاتجاه الواقعي والاتجاه الرمزي بكلا قسميه ولا الآن لا أتكلم في الاتجاه الأسطوري الذي له بحثه المستقل.
الإشكال الثاني: سؤال إذا قبلتم صار مبناكم أن القرآن ولو بنحو الموجبة الجزئية بيّن مجموعة من الحقائق بلسان التمثيل من القسم الثاني لا القسم الأول، إذا القران بيّن مجموعة من الحقائق لا كل الحقائق، بعض الحقائق لا إشكال أنها محمولة على ماذا؟ على الاتجاه الواقعي ولذا الدكتور محمد احمد خلف الله يصرّح بهذا يقول أنا لا أقول كل القرآن ما هو؟ محمول على الرمزية والتمثيلية في صفحة 187 الفن القصصي وهنا أحب أن أصرّح بأنّي لا أقصد إلى القول بأنّ كل المواد القصصية في القصص التمثيلي القرآني وليدة الخيال أنا لا ادعي هذا المعنى وإن كان اتهم ماذا؟ بهذا الاتهام يقول أنا لا أقول هذا، لا أقول موجبة كلية أو سالبة كلية أنا لا أقول هذا، سالبة كلية لا يوجد اتجاه واقعي لا، لان بعضها قد يكون وليد الأحداث الواقعية، وذلك هو الواضح من قصة الملكين السابقة، ملكين ببابل هاروت وماروت إلى آخره أو قضية داود الذي اختصم ونحو ذلك على أي الأحوال.
السؤال الثاني لماذا انه إذا قبلنا الاتجاه التمثيلي بحسب قسمه الثاني لماذا أن الله سبحانه وتعالى بيّن الحقائق بهذا اللسان بلسان القصة الخيالية لماذا؟ كما بيّن حقائق أخرى لا إله إلا هو كان يبين هذه الحقائق أيضاً ماذا؟ مثل ما قلنا في البحث السابق يقول اعلم أني خلقت الإنسان والملائكة وفي قبال الإنسان خلقت الملائكة وخلقت الشياطين وأنّ الملائكة موقفهم ايجابي ويطيعون الإنسان وان الملائكة يعادونه، قضية علمية تجريبية، فكرية انتهت القضية لماذا ذهب إلى ماذا؟ إلى القصة هذا جوابه لا ادخل فيه تفصيلاً فقط أشير إلى بعض الكلمات هذا جوابه فلسفة دخول القصة، في المعرفة القرآنية لماذا الله سبحانه وتعالى أصلاً يقص علينا لا القصص التاريخية، القصص التاريخية نأخذ منها العبر لماذا القسم الثاني؟
الجواب بنحو الإجمال:
الأول: ليس جميع الناس على مستوى واحد حتى يستطيعون أن يفهموا الحقائق الفكرية المجردة وإنما لهم مراتب من الفهم، فبعض يستطيع أن يفهم القضايا بنحو القضية الرياضية والفلسفية والفكرية والعلمية وبعض يحتاج إلى ماذا؟ وفي الأعم الأغلب إن لم اقل 99% أنهم يحتاجون إلى المثال ولهذا انتم في الأبحاث العميقة من يشرح لك الأستاذ تسأله مثل ماذا؟ هذا مثل ماذا يعني شنو؟ يعني تريد مثلاً أو مثالاً أو قصةً أو أي أسلوب أدبي آخر يقرّب تلك الحقيقة العملية إلى ذهنك انتهت القضية وهذا ما نصّت عليه الروايات المعتبرة أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم هذه الرواية واردة في الأصول الكافي الرواية لطيفة جداً الرواية عن الإمام الصادق قال قال رسول الله إنّا معاشر الأنبياء أُمرنا أن نكلّم الناس على قدر عقولهم، لماذا يا رسول الله أو يا إبراهيم يا موسى عليهم أفضل الصلاة والسلام لماذا لا تكلموا الناس على قدر عقلك لا عقلهم؟
الجواب لأنه نحن أنزلنا الدين لأنفسنا أو للناس؟ إذن الناس لابد أن يفهموا ولهذا في قبله رواية عن الإمام الصادق قال ما كلّم رسول الله العباد بكنه عقله قط لأنه يحتمله احد أو لا يحتمله احد؟ لا يمكن أن يحتمله إلا من كان في مقامي، ولهذا هنا شرّاح الحديث قالوا في الأئمة ماذا نقول؟ مشمولون بهذا الحديث أو ليس مشمولين بهذا الحديث؟ إذ البعض قال لا غير مشمولين باعتبارهم نفس رسول الله بمقتضى آية المباهلة هذه نقطة في الحاشية هذا حديث المباهلة قضية تمثيلية مثالية أم قضية واقعية؟ الفاضل المعاصر يقول قد واحد يقول ليس بهذا الشكل انتهت القضية.
ويوجد رأي آخر أريد أقول يوجد احتمال آخر ذكر شواهده أنت من حقك تقول ليس صحيح ومردود وهذا المعنى هو نص الآية المباركة طبعاً هي غير مختصة بالأنبياء مع انه ذكرت الأنبياء وهذا العمل عمل الحكيم أم عمل غير الحكيم؟ عمل الحكيم والله حكيم أو ليس بحكيم؟ إذا أيضاً يكلّم الناس على قدر عقولهم ولذا تجدون القران الكريم بشكل واضح قال انزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدر الماء أم بقدر الأودية؟ يعني ماذا؟ هذه نظرية التلقي، قلنا أي نص كم ركن؟
الركن الأول المؤلف
الركن الثاني النص
الركن الثالث المتلقي للنص
والمتلقي بمستوى واحد أم بمليون مستوى؟ فإذن القراءة واحدة أم متعددة؟ يقولون السيد من أين جاء بتعدد القراءات هذه الآية تقول فسالت أودية بقدرها لا بقدره، يعني كل بحسبه ولذا السيد الطباطبائي عنده جملة لطيفة جداً هنا في المجلد الثالث يقول وبالجملة المتحصل من الآية الشريفة لا ذيل الآية هذه في ذيل آية 7 و9 من سورة آل عمران أن المعارف الحقة الإلهية كالماء الذي أنزله الله تعالى من السماء هي نفسها ماء فحسب لها لون؟ لها كيفية؟ لها حد؟ لها قراءة أو ليس لها؟ ليس لها، من غير تقييد بكمية ولا كيفية ثمّ إنّها هذه المعارف كالسيل السائل في الأودية تتقدر بأقدار ماذا؟ بأقدار الأودية من حيث السعة والضيق وهذه إلى آخره، فالقراءة تكون واحدة أم متعددة؟ الفهم لا اقل يكون واحد أو متعدد؟ متعدد
الآن سؤال لماذا بأنه أساساً القرآن يكتب كتابه فليبينها علمياً؟ الجواب لا، إذا تتذكرون في أول أبحاث هذه السنة قلنا أن القرآن اعتمد المنطق الشفاهي أو المنطق الكتبي، والذي يثبت في أذهان الناس في الشفهي القصة الأدبية أو القواعد العلمية والفلسفية أي منهما؟ وهذه من لوازم المنطق الشفاهي ولهذا الآن اذكر لكم مهم جداً .
هنا يطرح هذا التساؤل وهو أنه لماذا نجد أن الفلاسفة على مرّ التاريخ ما استطاعوا أن يجمعوا لهم أتباع أما الأنبياء استطاعوا أن يجدوا لهم أتباع لماذا؟ كثير من مطالب الفلاسفة هي مطالب من؟ مطالب الأنبياء الجواب لان الفلاسفة تكلموا بلغة بسيط الحقيقة كل الأشياء وليس بشيء منها، أصالة الوجود وأصالة الماهية، المادة والصورة بيني وبين الله هو طالب العلم عشرين سنة في الحوزة أيضاً لا يستطيع فالناس يفهمون هذه أو لا يفهمون؟ لا يفهمون أما يجي واحد يقول له انزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها يفهمها الإنسان أو لا يفهمها الإنسان؟ ابني آدم يقص عليهم قصة وهكذا وهكذا.
ولهذا هذا الكتاب من الكتب الجيدة وهي رسالة دكتوراه سايكولوجية القصة في القرآن كتاب جداً مفيد وهي رسالة دكتوراه والكتاب يقع في 650 صفحة سايكولوجية القصة في القرآن اتهامي نظرة رسالة دكتوراه جامعة الجزائر 1971 أنا بعض الإشارات أشير إليها واتجاوز يقول في صفحة 9 ولئن كان للتقدم البشري الذي حققه العلم في شتى مجالات الحياة شأن في هذا الاعتداد وهذه الثقة فقد بيّنت التجربة أن الحقيقة التي يكشفها العقل المحض يعني القواعد الرياضية والفلسفية ليس لها من القدرة ما للدين من إشعال جذوة الإيمان الصالح لماذا؟ لماذا أن الفلسفة لا تستطيع ولكن الدين يستطيع؟
لان لغة الدين تختلف عن لغة الفلسفة ومن أهم مقومات لغة الدين هي القصة، في حين أن الدين استطاع أن يغيّر مجرى الحياة كما استطاع أن ينهض بالأفراد ويبدل الجماعات ويغيرهم من حال إلى حال ذلك أن الأسلوب القصصي يعتبر من أنجح الاساليب للتقويم والهداية هذه في صفحة 9.
تعالوا في صفحة 10 وإنما يكون تأثير القصة بحسب ما يملك القاص على قدرة اخراج القارء من حدود نفسه وقد انتشرت القصة في عصرنا انتشاراً فاقت به أنواع الأدب الأخرى ولعله أنت فلم تراه لمدة ساعة يؤثر فيك أكثر من كتاب تطالعه إلى أن يقول لذلك استخدمت القصة لبث العقائد الدينية فقد كان الكهنة ورجال الدين يتخذونها وسيلة لنشر العقيدة وهذا الذي وقع في صدر الإسلام أمثال كعب الاحوار هنا تأتي الخطورة وهنا دخلت الإسرائيليات والخرافات والأساطير لأنه الآية القرآنية تعرضت لقصة داوود ولكن دخلت التفاصيل او لم تدخل؟ مباشرة جاءت التفاصيل من اليهوديات والإسرائيليات والخرافات والأساطير وغيرها وانتشرت بين المسلمين.
ثم تعالوا معنا إلى صفحة 23 من الكتاب أهم خصائص القصة القرآنية يقول ولعل الجديد في هذه الدراسة يتمثل في محاولة استخدام بعض القواعد والأصول المقررة عند علماء النفس والتربية والاجتماع لفهم القصة القرآنية.
ثم تعالوا إلى صفحة 25 يقول والسرعة التي تمتاز بها فهدف هذا البحث هو معرفة منهج القرآن في قصصه التي يختلف عن القصص البشري شكلاً ومضموناً كما هو يختلف عن قصص الكتاب المقدّس وكله بتفصيل ذاكر خصائص القصة في الكتب المقدّسة ما هي وخصائص القصة في القرآن الكريم ما هي؟
سؤال: مع أنها كتب مقدسة لأنه لماذا تختلف؟ الجواب: لأنه الكتب المقدسة توراة وانجيل وغيرها كلها بشرية صنع البشر ولكن القرآن بحمد الله تعالى جاءنا من الله ولهذا تجد كاملاً الخصوصيات تختلف إلى صفحة 27 الأعزة يراجعوا ما هي أهم الشروط؟ ومن أهم الشروط يقول باله واياه أن يقرأ القصة في الكتب الروائية ثم يأتي إلى القرآن لأنه هذه الروايات والتاريخ ماذا يسوي في ذهنه؟ يؤطره باطار فعندما يقرأ الآية المباركة ماذا يفهم منها؟ من يسمع آدم اين يذهب ذهنه؟ آدم أبو البشر مع أن القرآن لم يثبت هذا المعنى ولهذا يقول أن يتخلص مبدئياً من التأثر بتحكمات أهل الرأي في تحليلهم لهذه القصص ومواجيد الصوفية وتصورات الرمزيين وآراء أصحاب المذاهب والفرق المختلفة ووجهات عشاق المأثور للروايات الغريبة والإسرائيليات الموضوعة والخرافات الجائعة ويدخل إلى النص القرآني.
ثم تعالوا في صفحة 29 هذا كثير مهم يقول الذين كتبوا في القصص القرآنية على أقسام.
القسم الأول: طريقة التبسيط والتقسيم وهذا ليس لهم طريق الا الخرافات والأساطير والإسرائيليات ثم يذكر الكتب التفسيرية التي قامت بهذا المنهج والكتب التي كتبت على هذا الأساس.
المنهج الثاني: طريق التحليل في حدود نص القرآني التفاسير التي اعتمدت والكتب الموجودة.
المنهج الثالث: طريقة التبسيط والتيسير، طريقة الدراسة للقصص هذه مناهج أربعة والمهم انه في كل منهج يذكر المصادر التفسيرية والكتب التي كتبت في هذا المجال وخلاصة الأمر حتى لا اطيل على الأعزة انظر ماذا يقول هذا الرجل في صفحة 188 يعني خلف الله هذه عبارته هناك بشكل واضح وصريح ماذا يريد من هذا العمل، هذا الإشكال الثاني وجوابه أن أفضل طريق للتأثير في ذهن المخاطب ما هو؟ خصوصاً في المنطق الشفاهي ولهذا هذه عبارته وكثير مهمة وهو أن الحاجة إلى الخيال في القصص القرآني او في التمثيل القرآني لم تأتي لحاجة المولى سبحانه إلى الخيال في تعبير المراد ولا لعجزه تعالى أن يبين الحقائق من خلال منها إذن لماذا فعل؟ الجواب: لحاجة المتلقي إلى ذلك وليس لحاجة المتكلم ليس المشكلة في الفاعل المشكلة اين؟ في القابل أنت عندما عندك طفل فكري لا طريق لك الا من خلال المثال، هذا جواب عن السؤال الثاني وعن هذا الإشكال الثاني لماذا أن الله اتجه بهذا الاتجاه؟
بيّنا القصة قلنا لا لأن الله عاجز عن ذلك بل لان المتلقي لا يؤثر فيه إلّا هذا الأسلوب وبعض الأحيان الله يريد أن يتكلم بمنطق اللغة العربية واللغة العربية لها قوانينها ومن قوانينها القصة والخيال والاستعارة والمجاز والمبالغة، بعض الأحيان اللغة تقيّد المتكلم لا يستطيع أن يفهم لأنه يتكلم بهذا اللغة، وهذا ما بيّناه مفصلاً في كتاب منطق فهم القرآن قلنا وجود المتشابه في القرآن ليس اختيارياً هذا من مقتضيات اللغة العربية من لوازم اللغة وجود المتشابه؟ الجواب: لأنه يتكلم عن مصاديق محسوسة او مصاديق غيبية؟ مصاديق غيبية وأنت ذهنك كاملاً في مفردات اللغة العربية عندما تسمع المفردة كرسي اين تذهب؟ إلى المصادق المحسوس واصلا لا يوجد، يحصل المتشابه او لا يحصل؟ لا يحصل فالتشابه والمتشابه جاء من المصداق لضيق عالم المحسوسات ولهذا الله سبحانه وتعالى.
ولهذا جملة من الأعلام قالوا أن وجود المتشابه في القرآن أمرٌ تعمدي واختياري من الله يعني هو جعل قرآنه بعض آياته محكماً وبعض آياته متشابهاً هو قاصد ذلك ثم صاروا بصدد بيان حكمة وجود المتشابه قالوا حتى نحتاج إليه هذه من الاخباريين ارجعوا إليه أدلتهم، هناك قلنا أبداً اصل الدعوى أنها وجود المتشابه في القرآن امر تعمدي واختياري لا نوافق عليه وإنما اللغة هذا هو اقتضائه وهذا هو قانونها ولهذا هو يقول أن الحاجة إلى الخيال لم تأتي حاجة المولى إلى الخيال في التعبير عن المراد وحاشا لله أن يحتاج إلى الخيال وإنما جاءت لحاجة البشرية لهذا الفرد وان لذلك هو الأسلوب الذي تجري لها عن الأحاسيس والأفكار، أفضل طريق لتحريك الإنسان العقل أم العاطفة؟ إذا العاطفة إذن لماذا تقولون كمال الإنسان العقل، كمال الإنسان ماذا؟
أنا مراراً ذكرت هذا المثال، لو أن الإمام الحسين سلام الله عليه جاء إلى كربلاء ووقف يوم العاشر من اول الصباح إلى خامس عصراً 7-8 ساعات والقى عشر محاضرات في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستدل قرآنياً وروائياً وبسيرة جده والى آخره كانت تصير قضية الإمام الحسين أو كانت تصير نهج البلاغة آخر؟
لماذا الآن قضية الإمام الحسين تملأ كل وجدان المسلمين بل البشرية لماذا؟ لأنه حاول أن يبين تلك الحقائق العقدية والأخلاقية وغيرها من خلال الواقع العاطفي يعني حاول أن يجسر العلاقة مع احاسيس البشرية حركها ويحركها إلى يوم الساعة.
سؤال إذن العاطفة والاحاسيس كمال أم نقص؟ كمال إذن لماذا تقول من تصير بالمرأة المسكينة ناقصات العقول إلى جهنم ناقصات هو من يقول كل الكمال في العقل كمال هم يوجد اين؟ إذن لماذا صارت هذه المسكينة ناقصة وتنظرون إليها بحقارة انظروا تشعرون بالتناقض او لا؟ انتم مرة قولوا لنا أن البعد العاطفي والعقلي والاحاسيس والوجدان وكذا هذا كمال أم نقص؟ إذا كان نقصاً فلماذا كل الملحمة الحسينية محورها العقل أم العاطفة؟ الجواب: ظاهرها العاطفة نعم باطنها وتأويلها العقل بلا اشكال ولكن الناس ينظرون إلى هذا الظاهر فإذن كما أن التعقل كمالٌ البعد القلبي والعاطفي والوجداني أيضاً كمال فعند ذلك يكون الرجل مكملاً للمرأة في هذا البعد وتكون المرأة مكملاً ليس انه ضلع اعوج إذ المرأة ما موجودة كما اليتم لا يتم كما أن الرجل إذا غير موجود كمال المرأة لا يتم هن لباس لكم وانتم لباس لهن، اين يذهب ذهنك عندما تسمع لباس؟
أنا فقط انقل عبارة شيخ جواد مغنية هن فراش لهم وانتم لحاف لهم هذا التفسير اليوم ارجعوا إلى الكاشف لماذا؟ لأنه الذهنية فقط ذهنية ماذا؟ هذا محمد جواد مغنية المنفتح ولكن ذهنيته للمرأة ماذا؟ هذا البعد الجنسي مع أن عيب الرجل لا يستر إلّا بالمرأة وعيب المرأة من أقول عيب مرادي العيب يعني النقص، نقص الرجل لا يكمل إلّا بالمرأة ونقص المرأة لا يكمل إلّا بالرجل والأول اشد من الثاني إذا قبلتم التقديم يدل على الأهمية لان الآية قالت (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) قدّم لباسهن لكم على أن تكونوا لباس لهم إذا فهمتم من هذه الأهمية والاولوية إذن إذا نقص المرأة أربعين نقص الرجل ستين انظروا هذان منطقان لفهم النص القرآني والقرآن الكريم هم استعمل هذا لان القصية أعزائي يكون في علمكم أن القصة محورها ليس على التعقل محورها على الخيال والخيال هو التعقّل أو ما دون التعقل؟ ما دون التعقل يعني يرتبط بأحاسيس الإنسان يرتبط بقلب الإنسان يرتبط بوجدان الإنسان يحرك فيه ما لا يمكن ألف دليل عقلي وفلسفي ورياضي أن يحرّك وجدان الإنسان ولهذا تجد القرآن من أوله إلى آخره عشرات القصص وبمختلف الاساليب شكلاً ومضموناً وكلها لها هدف واحد وهو الايصال إلى العقيدة الصحيحة الأصول إلى الأخلاق الطيبة وبتعبير القرآن الكريم بأنه (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) الايصال إلى تقوا هذا هم الإشكال الثاني أنا كنت اليوم أتصور ننهي البحث.
الإشكال الثالث: وهو أن القرآن الكريم في سورة آل عمران لعله الآية 62 من سورة آل عمران قال تعالى: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) وماذا بعد الحق إلّا الضلال هذا نص.
والنص الآخر (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً) (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً) إذن القرآن يقول عن نفسه أنه حقٌ وأنه صدقٌ والحق والصدق يعني المطابقة للواقع الخارجي والاتجاه التمثيلي وخصوصاً فيما يرتبط بالقسم الثاني الذي اشرنا إليه يعني لا يوجد واقع خارجي وإنما بيّن تلك الحقائق بلسان خيال والقصة هذا ينسجم مع هذه الآيات القرآنية او لا ينسجم؟ لأنه انتم ماذا تقولون؟ هذا كلام صادق يعني ماذا؟ يعني مطابقٌ للواقع إذن يأتي الاتجاه أي اتجاه؟ الاتجاه الأول او الاتجاه الثاني التمثيلي في قسمه الأول لا القسم الثاني من هنا أن شاء الله تعالى في يوم السبت راح نقف انه أساساً الحق والصدق في النص القرآني ينسجم مع الأسطورة او لا ينسجم؟ ذاك بحث آخر الآن نتكلم في الاتجاه التمثيلي الرمزي بحسب قسمه الثاني هل ينسجم مع الحق والصدق او لا ينسجم وهذا ما يأتي والحمد لله رب العالمين.