نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (144) – موقف القرآن من المرأة إيجابي أم سلبي؟ (6)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في القصة القرآنية وما هي الاتجاهات الأساسية لفهم القصة القرآنية والتي بينا أنها تشكل مساحة كبيرة من منظومة المعارف الدينية، قلنا توجد اتجاهات ثلاثة:

    الاتجاه الأول هو الاتجاه الواقعي الإخباري التاريخي ونحو ذلك.

    الاتجاه الثاني هو الاتجاه التمثيلي الرمزي وبينّا انه تحت هذا الاتجاه يوجد صنفان والآن كلامنا في الصنف الثاني لا في الصنف الأول الذي هو يقرب من الاتجاه الأول الاتجاه الواقعي والتاريخي.

    الاتجاه الثالث هو الاتجاه الأسطوري وأجّلنا الحديث عن الاتجاه الثالث لمناسبة أخرى لعلنا نوفق إذا جاءت مناسبة أن نقف عند الاتجاه الثالث.

    ولكنه فيما يتعلق بالاتجاه الثاني وما يتعلق بالقسم الثاني أو الصنف الثاني من الاتجاه الثاني يعني انه لا توجد هناك واقعة في الواقع الخارجي ولا يوجد هناك أشخاص ولكنه هناك تخيّل وهناك فرضية تفرض ومن خلال تلك الفرضية يحاول النص القرآني الإيصال إلى تلك الحقائق التي يريد للإنسان أن يتخلق بها أن يتصف بها، أن يؤمن بها ونحو ذلك وإلا لا يوجد في الواقع الخارجي لا أشخاص ولا حوار ولا قضية شخصية في الواقع على سبيل المثال لا يوجد في الواقع الخارجي لا قابيل ولا هابيل على هذا الاتجاه لا يوجد في الواقع الخارجي لا قابيل ولا هابيل كشخصين موجودين في الواقع ويوجد بينهما حوار وإنّما هناك بيان لحقيقة الإنسان الذي فيه بعد الخير وبعد ماذا؟ فألهمها فجورها وتقواها، فيريد أن يبين شخصية الفاجر ما هي خصوصياته وشخصية المتقي ما هي خصوصياته؟ يبين لنا شخصية الخيّر أو الخير ما هي والشخصية الشر أو الشرير ما هي؟ قلنا انه توجد إشكالات ثلاثة إزاء هذا التصوير:

    الإشكال الأول أن لازمه الشبهة المصداقية في القرآن الكريم، وهذا المعنى الذي أشار إليه السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في المجلد الثامن صفحة 28 قال رفع اليد عن ظاهر القصة يعني رفع اليد عن الاتجاه الأول الذي هو الاتجاه الاخباري الحكائي التاريخي ونحو ذلك رفع اليد عن ظاهر القصة وحملها على جهة التكوين المحضة يوجب التشابه في عامة كلامه تعالى، يعني يلزم أن تكون كل ما ذكره القرآن كقصة أو ما يماثل القصة أن يكون من المتشابه لا نعلم أنها قضية واقعية أم أنها قضية خيالية فرضية، ولا مانع حينئذٍ يمنع من حمل معارف المبدأ والمعاد بل والقصص والعبر والشرائع على الأمثال، يا أمثال؟ الأمثال التي هي تخيلية يعني القسم الثاني لا الأمثال الذي هو القسم الأول وإلا الأمثال القسم الأول لا محذور فيه عبرة لأولي الألباب، قضية واقعية ولكن قصّها عليّ القرآن قص عليها لماذا؟ عبرة نحن نقص عليك أحسن القصص، لأي شيء؟ عبرة لأولي الألباب لا محذور في ذلك إنما الكلام أين؟

    في الجزء الثاني من الميزان صفحة 386 في ذيل الآية 261 و274 من سورة البقرة يقول وهي قصة مفروضة خيالية لا أنها لها واقع ولكن يراد منها العبرة، يعني القسم الثاني، وهذا معناه أن السيد الطباطبائي يصرّح في الميزان انه توجد في القرآن قصص ما هي؟ خيالية ما معنى خيالية؟ يعني أنت التكوين الحقائق تبينها بلسان ماذا؟ بلسان الخيال والتخيل وهي قصة مفروضة خيالية إن شاء الله سيأتي أقف عند هذه.

    ولازمه بعد يبقى حجر على حجر أو لا يبقى حجر على حجر؟ لا يبقى حجر على حجر ولهذا يقول إن قال قائل ذلك وفي تجويز ذلك إبطال لهذه القراءة الرسمية للدين هذا لازمه قراءة أخرى للدين، أن الدين ما جاء فيه القرآن لا اقل القرآن كل ما جاء فيه من المعارف لابد أن يحمل على الرمزية فأنت في القرن الخامس تفسره بشكل تفهمه بشكل وأنا افهمه بشكل آخر، قلت الآن يريد أن يجيب على هذا الإشكال قلت إنما المتبع هو الدليل في جملة واحدة فربما دلّ على ثبوتها وعلى صراحتها ونصوصيتها يعني من النص الجلي كذلك لا نحملها على الاتجاه الواقعي ما عندنا مشكلة ونصوصيتها كالمعارف الأصلية والاعتقادات الحقة وقصص الأنبياء يعني إبراهيم في القرآن هذا مثل أم واقع؟ إذا واحد يريد يقول لا، هذا مثلٌ أقول لا هذه كل الشواهد التاريخية والعلمية تثبت انه يوجد إبراهيم ويوجد موسى ويوجد عيسى هذه ليست أمثلة هؤلاء ليسوا أشخاص مفروضين خياليين والأمم في دعواتهم الدينية والشرائع والأحكام وما تستتبعه وربما دلّ دليل وقامت شواهد على خلاف ذلك كما في القصة التي نحن فيها يعني قصة آدم لأنه في سورة الأعراف قصة آدم ومثل قصة الذر عجيب إذن هذا عالم الذر وسئلنا وكذا يقول هذه قصة.

    الآن لو ترجع إلى آية سورة الأعراف آية 178 من سورة الأعراف تقول لا، حقائق كذا، ولكنه في اللفافات يضع بعض كلماته يقول ومثل قصة الذر، وعرض الأمانة، صاحب الكشاف يقول هذه خيالية مفروضة وغير ذلك مما لا يستعقب إنكار ضروري من ضروريات الدين، ولا يخالف آية محكمة ولا سنةً قائمة ولا برهاناً يقينياً طبعاً هذه الضوابط التي ذكرها قد نتفق معه في المنهج ولكن نختلف معه في التطبيق هو يقول هذه محكمة نقول ليست محكمة انتهت القضية، كما وقع مثل ذلك في مسألة العذاب في الآخرة هل العذاب في الآخرة مأخوذ من الألم يعني يعذب يتألم أو مأخوذ من العذب والعذوبة، أي منهما؟ قلنا شواهد كثيرة في القرآن كذا وكذا وكذا جيد لا توجد مشكلة وفي المقابل عنده شواهد أخرى يقول لا، هذه مأخوذة من ماذا؟ فلهذا ابن عربي هذه عباراته عنده أربعة، خمسة أبيات من الشعر:

    وإن دخلوا دار الشقاء (يعني دار جهنم) فإنهم على لذة فيها ولكن هذه اللذة لذة كل قوم  بحسبهم أنت تلتذ بالمسجد هو يلتذ بماذا؟ لا باللهو أصلاً بشرب الخمر، تقول له شرب الخمر يذهب العقل يقول أنت لم تجرب حتى ترى ذهاب العقل كم لذيذ ماذا تفعل له؟ تستطيع ماذا تقول له؟ هو هكذا يتصور، هكذا يتوهم أصلاً سمه لا تصور ولا تصديق وإنما خيال في خيال ولكن هكذا يتوهم ولهذا كل حياته يقضيها يقول على لذة فيها ولكن هذه اللذة نعيم مبائن لا يتبادر انه نقول لذائذ أهل النار كلذائذ أهل الجنة إذن لم تكون جنة ونار، نعيم مبائن، مبائن لأي شيء؟ نعم جنان الخلد يباين أي نعيم؟ نعيم جنان الخلد، فالأمر واحد الجميع يلتذ وبينهما عند التجلي تباين، يسمى عذاباً من عذوبة طعمه لا من الألم الذي يقع عليه، يسمى عذاباً من عذوبة طعمه وذاك له كالقشر يقول إذا وجدت ظاهره العذاب والألم هذا ظاهره، باطنه ما هو؟ باطنه اللذة والراحة كما يعتقد يقول وذاك له كالقشر والقشر صائن يصونه ماذا؟

    تقول لي سيدنا هؤلاء يستدلون بالقران يقولون نعم كيف لا يوجد في القرآن، توجد آية في القرآن تشير إلى هذا الذي نقوله نحن، بحسب فهمه هو، إلا أن تقول عميل سي آي أي أو عميل الموساد بهذا الشكل يفسر القرآن ذاك بحث آخر هذه في سورة الحديد الآية 13 من سورة الحديد بسم الله الرحمن الرحيم (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا) المنافقون والمنافقات أين مكانهم؟ في نار جهنم لكن في الدرك الأسفل من النار، (لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً) محل الشاهد (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ) بين المنافقين وبين الذين آمنوا في الجنة (بِسُورٍ لَهُ بَابٌ) هذا باطنه فيه الرحمة باطن المؤمنين أم باطن المنافقين؟ باطن أهل النار أم باطن أهل الجنة؟ يوجد شاهد في الآية باطن أهل النار هذا لا باطن أهل الجنة يقول لأنه قال باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب إذن أهل الجنة يرونه أهل النار في العذاب وهم في الواقع أين؟ في الرحمة والسعة.

    ولهذا ابن عربي في الفتوحات يقول لماذا جعل ظاهره العذاب يقول حتى لا يتألم أهل الجنة يقولون إذا هؤلاء يعيشون راحة إذن على ماذا نحن شقينا في الدنيا، ولهذا محمد تركة الأصفهاني يقول وما قيل إنّ أهل النار إذا دخلوها وتسلط العذاب على ظواهرهم وبواطنهم ملكهم الجزع والاضطراب فيكفر بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا هذه آيات قرآنية بعد، كل ما دخلت امة لعنت أختها ويلعن بعضهم بعضا متخاصمين متقاولين كما نطق به كلام الله في مواضع وقد أحاط بهم سرادقها وطلبوا أن يخفف عنهم العذاب كما حكا الله عنهم يا مالك ليقضي عنا ربك أو يرجع إلى الدنيا فلم يجاب إلى طلباتهم بل اخبروا بقوله لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون وخوطبوا بمثل قوله أنكم ماكثون وخوطبوا بمثل قوله اخسئوا فيها ولا تكلمون واخسئوا كلمة تقال لمن؟ للكلاب فلما يئسوا ووطّنوا أنفسهم على العذاب والمكث على مر السنين والأحقاب فعند ذلك رفع العذاب عن بواطنهم يقول فإن ما قيل فكلام من ليس له ذائقة إدراك الحقائق كما هي .

    يقول فإن ذلك التكفير والاضطراب والملاعنة والمخاطبة، كلها موائد استلذاهم أصلاً لذتهم بأن يشتم بعضهم بعضا كما كانوا في الدنيا، في الدنيا ماذا كانوا كانوا يلتذون بأهلاً مرحباً، السلام عليكم أم يشتم بعضهم بعضا هناك أيضاً يلتذون.

    الإشكال الثالث في الإشكال الثالث قلنا عندما نرجع إلى القرآن في آيات ثلاث نجد أن القرآن صريح في سورة آل عمران الآية 62 من سورة آل عمران (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ) إذن القرآن الكريم قال كل ما أقصّه عليكم فهو حق.

    تعالوا معنا إلى سورة النساء الآية 87 والآية 122 تعالوا إلى الآية 87 قال أن اصدق من الله حديثا الآية 87 من النساء وهذا القرآن حديثه أو ليس بحديثه؟ حديثه سبحانه وتعالى وكلامه سبحانه وتعالى وهو صادق بل اصدق الصادقين فإذن كل القصص القرآنية ما هي؟ صادقة، والصدق ما هو؟ أن القضية الصادقة ما معنى؟ مطابقة للواقع فإذا صارت خيالية ومفروضة فمطابقة للواقع أو غير مطابقة؟ غير مطابقة هذا نص القرآن والآية كذلك 122 من سورة النساء قال (ومن أصدق من الله قولا) إذن هذا القرآن قول الله أو ليس قول الله حتى يسمع فأجره حتى يسمع كلام الله وهذا كلام الله، إذن هو صادق.

    من هنا لابد أن نرجع إلى اللغة حتى تعرفون انه عندما يكون منهجك كذا أين يوصلك وعندما يكون منهجك كذا أين يوصلك، الآن مباشرة عندما تسمع أن القضية صادقة أين يذهب ذهنك؟ مطابقة محتوى القضية لـ… عندما تقول حق ماذا تفهم أن هذه حقٌ لا ريب فيه يعني ماذا؟ يعني واقعة لا ريب في تحققها خارجاً هذا تفهمه، أم شيء آخر تفهم؟ لا يوجد غيرها واقعاً.

    تعالوا معنا إلى اللغة أما الحق، هذا المتخصص في اللغة القرآنية واستعمالات اللغة القرآنية الراغب الأصفهاني رجل عالم ومفسر والآن تفسيره الحمد الله الآن كم مجلد من تفسيره خرج للاسواق، يقول والحق يقال على أوجه يعني استعمالات الحق في القرآن له استعمالات متعددة:

    الأول يقال لموجد الشيء بسبب ما تقتضيه الحكمة إذا أوجدت شيئاً بمقتضى الحكمة فهو كلام حق.

    اثنين: أن يقول للموجَد لا للموجِد بل للذي وجد خارجاً بحسب مقتضى الحكمة إذا وجد شيء في الخارج ضمن موازين الحكمة فيقال هذا الشيء ما هو؟ حق كما تقول فعل الله كله حق.

    الثالث: في الاعتقاد للشيء المطابق لما هو عليه الشيء في نفسه يعني أن الشيء إذا أوتي به مطابقاً للهدف الذي من اجله وجد الكلام أو الفعل فهو ماذا؟ فهو حق لا مطابق الواقع لا علاقة لنا بالواقع، إذا قلت شيئاً مطابقاً لأي شيء؟ للغاية التي من أجلها أنت قلت هذا الشيء فهو حق.

    الرابع أهمها، الرابع: يقال الحق للفعل والقول هذا جامع ومانع بحسب ما يجب وبقدر ما يجب وفي الوقت الذي يجب، بينك وبين الله في هذه الاستعمالات الأربعة للحق وجدتوا مكان مطابقة للواقع الخارجي أو لم تجدوا؟ يوجد في التعريف؟ لا يوجد، أصلاً لا علاقة له، إذا قلت قولاً بحسب ما يجب، وبقدر ما يجب وفي الوقت الذي يجب، مطابق للواقع لا، أبداً أصلاً قصة خيالية مفروضة لا توجد مشكلة، ولكنّه تحقق غايةً، هدفاً، غرضاً للتربية للاستقامة، للإيصال إلى الحق،  ولا يطلق على هذا كذب لأنه القائل لم يقل هذا حتى يطابق أو لا يطابق حتى تقول إذا كان غير مطابق للواقع فهو ماذا؟ هو كان هدفه تربيتك، ويحقق هذا أو لا يحقق؟

    إذن قيس إلى الهدف الذي من أجله وجد الكلام أو الفعل إذا كان هدفه أن يقول قابيل وحواء ومقصوده في الواقع نطابقه أين؟ الواقع أما إذا كان هدفه شيء آخر أصلاً لا معنى للمطابقة وعدم المطابقة هذا فيما يرتبط بالحق، إذن فماذا بعد الحق إلا الضلال يعني بعد المطابقة للواقع، لغةً أمامكم؟ لا، إذن السيد الطباطبائي عندما قال نقداً لمحمد عبدة أو غيره بأنه هذا يدخل في الباطل وماذا بعد الحق إلا الضلال فيكون ضلالاً وباطلاً الجواب كلا، لأنه ليس معنى الحق هو المطابقة لان هذا المعنى المنطقي للحق لا المعنى اللغوي للحق.

    في الصدق العلامة المصطفوي التحقيق في كلمات القران الكريم المجلد السادس في مادة صَدَقَ يقول إنّ الأصل الواحد في هذه المادة صَدَقَ صاد دال قاف أن الأصل الواحد في هذه المادة أن يكون تاماً وان يكون صحيحاً وان يكون مطابقاً للواقع، صحيحاً بلحاظ ماذا؟ إذا كان بلحاظ الواقع فلابد أن يكون إذا كان مطابقاً للواقع فيكون صادقاً إذا لم يكن مطابقاً للواقع فيكون كاذباً أما إذا كان هناك هدف آخر لا المطابقة وعدم المطابقة فصدقه بماذا؟

    اضرب لكم مثال واضح جداً والقران يشير إليه يقول وهذا المعنى يختلف باختلاف الموارد من موارد الصدق في إظهار الاعتقاد أن يكون مطابق الاعتقاد بلا نفاق يعني أنت تقول شيئاً ومعتقدٌ به وإن كان ما تقوله خلاف للواقع أنت صادق أم كاذب؟ بلحاظ الواقع أنت كاذب بلحاظ اعتقادك أنت صادق هذا ماذا يسموه؟ هذا الذي يسموه الصدق المخبري والصدق الخبري قلنا إذا كان الصدق بلحاظ الخبر فإما مطابق وإما مخالف يعني صادق أو كاذب أما إذا كان بلحاظ المخبر لا بلحاظ الواقع فأيضاً يصدق عليه كاذب وصادق أو لا يصدق؟ يصدق بلحاظ اعتقاد المتكلم فإذا كان معتقداً بشيء وقاله على حسب اعتقاده فهو صادق أما إذا قال شيئاً غير معتقد هو بصحته هو لا يعتقد به وقاله فهو ماذا؟ كاذب وإن كان ما قاله مطابقاً للواقع، هذا المعنى يصير؟ القرآن أمامكم يقولون لي سيدنا أنت من أين جايب نظرية جواز التعبد بكل المذاهب؟

    سورة المنافقون (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) لماذا كاذبون؟ خلاف معتقده يقول وإن كان ما يقوله مطابق لماذا؟ إذن المدار على الواقع أم على الاعتقاد؟ هذه أيضاً آية قرآنية.

    هذا الذي يقوله لهذا الإنسان يقول إنّا نشهد انك رسول الله هذا موافق للواقع أم مخالف للواقع؟ الله يقول صحيح قالوا والله يعلم إنك لرسوله يعني ما قالوه مطابق للواقع بلا ريب ولكن مع ذلك هؤلاء كذّابين لماذا الهي؟ يقول لأنهم قالوا بما لا يعتقدون أو قالوا خلاف ما يعتقدون، فإذن الكذب والصدق بلحاظ واحد أم بلحاظين؟ بلحاظين، فإذن من قال أن القرآن عندما قال ومن أصدق من الله قيلا، يعني المطابقة للواقع نعم إلا تأثراً بالمنطق الأرسطي يعني هذا الصدق المنطقي هذا الصدق الفلسفي هذا صدق في نظرية المعرفة الأرسطية.

    (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) إذن من قال كل ما قلناه صدق ومن اصدق من الله قيلا أو ومن اصدق من الله حديثا يعني المطابقة للواقع، ولهذا عنده جملة العلامة المصطفوي يقول فظهر أن حقيقة الصدق تختلف باختلاف الموارد نعم إذا تكلمنا عن الصدق المنطقي ونظرية المعرفة يعني المطابقة وعدم المطابقة أما إذا تكلمنا القرآن نظرية معرفة أم هداية للناس؟ فإذا ذكر قضية وتكون سبباً للهداية للناس ماذا تكون؟ تكون صادقة وتكون حقّاً لا ريب فيه تقول لي سيدنا الميزان الذي ذكرته ينطبق على الأسطورة ولذا قلنا في محله نبحث أسطورة الآن لا يوجد وقت لبحثه.

    قال باختلاف الموارد والمصاديق فالتمامية وصحة الأمر إما في قول فيقال قوله ما هو؟ صدق أو في عقيدة فيقال صدق في اعتقاده وفكره أو في عمل فيقال هو صادق في أفعاله ولهذا إذا وجدتم في التعريفات وغير التعريفات من يقول الصدق أو الحق مطابقة الشيء للواقع، هذا صحيح أم لا؟ الصدق مطابقة الحكم للواقع، هذه التعريفات للجرجاني الصدق مطابقة الحكم للواقع، هذا كلام ناقص أم كامل؟ نعم بعض مصاديق الصدق بلحاظ الواقع المطابقة وعدم المطابقة.

    تعالوا إلى الفن القصصي للقران للدكتور محمد احمد خلف الله وعلى هذا الأساس صفحة 26 وعلى هذا الأساس لاستعمال لفظة الحق في القرآن أم أنّك قصصت قصة خيالية على طفل صغير أو إنسان كبير تقصد بها ردعه وزجره أو تربيته وتهذيبه أو حتى إدخال السرور على قلبه وتنشيط همته وأحدث القصّ ما إليه قصدت يعني حقق ماذا؟ الهدف فهذه القصة حق أم باطل؟ لماذا؟ لأنها حققت ماذا؟ الهدف تقول هذه لا واقع لها أقول أنا أتكلم بلحاظ الهداية هدىً للناس فهذه حق وهي حق، هي حق لا من حيث الأحداث والأشخاص لأنه من حيث الأحداث والأشخاص حق بالمعنى المنطقي، فهما كما ذكرنا من نسيج الخيال وإنما هي حق من أي جهة؟ من حيث الأثر النفسي الذي تحدثه القصة أي من حيث الوصول إلى الهدف وتحقيق المقاصد والأغراض.

    تعالوا إلى الآية 59 من سورة الإسراء مهمة جداً هذه الآية، (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً) فالله يقول هكذا  افعل واعذبه عذاباً لا يعذبه أحد هذا واقعاً يريد يربيني أم يعذبني، هذه قضية اخبارية أم قضية تمثيلية؟

    أقول جزماً هي ماذا؟ ولكن الاحتمال وارد هي تخويف واحتمال واقع فأنت ماذا تصير؟ بين الخوف والرجاء تقول هكذا احتمال المحتمل أبدي في نار جهنم أنا مجنون أن لا اتجاوز هذا وتذهب هناك وإذا يظهر لك الحق سبحانه وتعالى بلباس ارحم الراحمين واشفع الشافعين ولكن هذا كله لا يجرؤك على المعصية لاحتمال انه يوجد له واقع عود إذا تبين واقع ماذا تفعل؟ يقولون أن الاحتمال هذا في قانون الاحتمال أن الاحتمال بلغ ما بلغ من الضعف بلغ ما بلغ من الوهن إذا كان المحتمل خطيراً فالاحتمال يؤثر وإن كان الاحتمال واحد من المليون وإن كان الاحتمال واحد من المليار ولكن أنت ماذا؟ المحتمل.

    اضرب لك مثال: أمامك اناءن احدهما طاهر والآخر نجس وأنت ابنك عطش لا تعلم الطاهر من النجس افترض ويحرم إعطاء النجس لغير المكلف تعطيه أم لم تعطيه؟ يعني العلم الإجمالي هنا تعتني به أو لا تعتني به؟ لا تعتني لأنه إذا كان طاهر كان نجس مشى أما إذا فرضنا عندك ألف اناء وواحد منها سم قاتل ابنك أيضاً عطش تعطيه أو لا تعطيه؟ مع انه هناك كان خمسين بالمئة هنا واحد من الألف تقول ها صحيح الاحتمال ضعيف ولكن المحتمل هلاك دائم، هذه واحدة من أهم أدلتنا لإثبات وجود الله.

    يبقى احتمال وجود الله قائم فإذا جاء الاحتمال يبقى الاحتمال الآخرة أيضاً موجود فإذا جاء احتمال الآخرة جنة ونار موجودة  مجنون أنت ما تعتقد إلا انك فقدت العقل لا تؤمن بوجوده ولو احتمالاً لان المحتمل خطير إلى ابعد الحدود، هذا إذا واقعاً أعيتنا الأدلة لإثبات وجوده وليس كذلك ألف دليل ودليل سنقيم على ذلك الآن قد الطرف الآخر يقول لا هذا ليس كافي أقول جيد جداً هذا ليس كافي شيء وعدم وجوده ما هو؟ لأنه لازم اعم كما يقولون.

    وهذه نصوص معتبرة وردت من أئمة أهل البيت في مسألة الإيمان بالآخرة قال له إذا لم تكن الآخرة فقد تساوينا أنا وأنت أما إذا كانت هناك آخرة وأنت لم تؤمن ولم تعد لها العدة ماذا تفعل؟ رواية واردة عن الإمام أمير المؤمنين وواردة عن الإمام الرضا أيضاً وهي معتبرة سنداً يقول احتمال يوجد آخرة فإذا توجد آخرة ماذا تريد تفعل؟ من يخسر؟ الذي لم يعتني وإلا الذي اعتنى خسر أو لم يخسر؟ لم يخسر لان طيبات الدنيا يمكنك أن تغنيك عن محرمات الدنيا.

    فخلاصة المطلب وهو انه ينبغي المشكلة الأصلية أن هؤلاء الذين أنكروا وجود القصة التمثيلية الرمزية بحسب القسم الثاني في القرآن واعتمدوا على دليل الصدق والحق خلطوا بين الصدق العقلي والمنطقي وبين الصدق الهدف إن صح التعبير.

    يقول في صفحة 186 أن سر ا لاختلاف يرجع إلى أن بعضهم لا يعرفوا إلا الصدق العقلي وهو مطابقة القول للواقع وهذا منشأه من نظرية المعرفة ومنطق أرسطو وينكر أو ينسى ما عداه ومن هنا رأى في المعاني التي تجيء في صورة التمثيل نوعاً من الكذب لأنه بلحاظ المطابقة وعدم المطابقة ولكن أن الأقدمين قد لمسوا حقيقة الفنية او الأدبية حين عرّفوا الصدق في كتب البلاغة وحين اختلفوا في أن هذا التعريف ولقد إلّا انه لابد أن نميز أنا نؤمن بالحقيقة الأدبية كما الحقيقة المنطقية والفلسفية والحقيقية الحقيقة الأدبية ما هي؟ الحقيقة الدينية ما هي؟ أن توصلك إلى الهدف كما نؤمن بالحقيقة العقلية ونعرف الصدق الفني كما نعرف الصدق العقلي وإذا كان الثاني هو مطابقة للقول الواقع فإن الأول هو الصدق في تصوير ما يخلقه الوجدان او يخترعه الخيال ولكن لهدف بناء الإنسان لهدف تخويف الإنسان لهدف تربية الإنسان لهدف تقوى الإنسان.

    ونعم ما قاله (جملة صغيرة جداً) فخر الرازي عليه شئايب الرحمة، التفسير الكبير او مفاتيح الغيب لأنه إذا مبنانا كلمة الحق لهذه كلمة الحق لابد أن يتحرم عليه، قالها في ذيل الآية 37 إلى 39 من سورة يونس قال: مشكلة المشركين عندما وصفوا القرآن بالاساطير تصوروا انه كلما قصه القرآن عليهم من قصص فهو يريد الحكاية فتصوروا أن هذه لها واقع او ليس واقع لها؟ فقالوا ما هي؟ ولكن من قال لكم أن القرآن كلما قص قصة يريد الحكاية عجيب هذا فخر الرازي في القرن السادس هذا ليس احمد خلف الله يقول أنهم (أي المشركون) كلما سمعوا شيئاً من القصص قالوا ليس في هذا الكتاب إلّا أساطير الأولين لأنهم كأنهم ينطلقون من الاتجاه الواقعي والاتجاه الواقعي هذه قصص واقعية او ليست واقعية؟ لأنه كانوا يرجعون إلى علماء أهل الكتاب يقولون هذا وقع في عصرك يقول لا لم يقع هكذا هذا يكذب عليكم فيقولون هذه كلها أساطير الأولين ولم يعرفوا (هؤلاء المشركين) أن المقصود من هذه القصص ليس نفس الحكاية ليس المقصود الاتجاه الخبري الحكائي الأخبار على الواقع بل أمور أخرى مغايرة لها، ما هي تلك الأمور؟.

    فتلخص أننا نجزم بوجود قصة تمثيلية ورمزية (بنحو كبرى) من القسم الثاني في القرآن، نعم قد نتفق على المساحة وقد نختلف على المساحة، كما إننا لا نختلف على وجود قصص من الاتجاه الأول كما لا نختلف من وجود قصص على الاتجاه الثاني بالقسم الأول.

    إذن إلى هنا تلخص لنا أنه ينبغي في كل قصة قرآنية أن نجمع الشواهد والقرائن النقلية والقرآنية والروائية والتاريخية والعقلية لنرى أنها من الاتجاه الأول او من الاتجاه الثاني بحسب القسم الأول او من الاتجاه الثاني بحسب قسم الثاني.

    وأقولها كفتوى مساحة هذا الاتجاه الثاني واسعة جداً جداً حتى في غير القصة القرآنية لا يتبادر إلى ذهنك أنا فقط أقولها في القصص القرآنية والقرآن ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت هذا واقع او مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت ماذا تريد تقول الآية؟ واقعاً سنبلة وسبعمائة وسبعة آلاف؟ لا، تريد أن تقول في قبال واحد الله يعطي بلا حساب والسيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه هذا المعنى الذي يقول قصة خيالية مفروضة يقولها في ذيل هذه الآية يقول أن المثل في الحقيقة قصة محققة كما في القسم الأول من الاتجاه الثاني او مفروضة وعلى هذا الأساس كقولنا مثل الذين ينفقون أموالهم هي قصة مفروضة خيالية والمعنى مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة ولذا ترجمة هذه الآيات عند السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه يعني تفسير الميزان للسيد محمد باقر موسوي الهمداني يقول ومثلهاي فرضي وخيالي أصلاً مفروضة وتفرض وجود آدم كشخص ولكن هناك آدم كشخص او لا يوجد؟ تفرض وجود هابيل وقابيل، تفرض وجود إبراهيم ويسأل هذا السؤال ارني كيف تحيي الموتى هذا واقع أم فرض؟ يونس دخل إلى بطن الحوت ثلاثة أيام هناك ماذا؟

    البعض يقول السيد يشكك لا أبداً هذه الإشكالات تأتي من الطرف الآخر اما إذا أنت حملتها على المثل والفرض عندك مشكلة او لا؟ وهذا يقلل من قدرة الله؟ إذا هذا صار مثل القرآن تسقط قيمته أبداً هذا باب ينفتح منه ببركة معارف القرآن ليس ألف باب ألف ألف باب والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/12/23
    • مرات التنزيل : 1818

  • جديد المرئيات