نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (146) – موقف القرآن من المرأة إيجابي أم سلبي؟ (8)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام انه أهم مقام ذكره القرآن في درجات القرب الإلهي هو مقام الخلافة (إني جاعل في الأرض خليفة).

    من هنا وقع البحث أن هذا المقام هل هو مختص بالرجال والذكور أم هو أعم من الرجال والإناث، قلنا بأنّه حاول البعض أن يشير إلى قرائن ثلاث لإثبات الاختصاص بالذكور، وفي البحث السابق أو في البحوث السابقة وقفنا عند هذه القرائن الثلاث وأجبنا عنها تفصيلاً خصوصاً فيما يتعلق بالقرينة الثالثة وهي أن المرأة هي أصل الخطيئة وقلنا أن هذه المسألة جذورها توراتية انجيلية ولا علاقة لها بالنص القرآني بل النص القرآني على خلاف ذلك مئة في المئة يعني عندما تكلم عن الخطيئة أو عن الخطأ لان الخطيئة لها بُعد أخروي والخطأ ليس كذلك الآن بغض النظر أن آدم الإنسان أو الشخص ارتكب خطأً أو ارتكب خطيئةً هذا ليس مختصاً بالرجال وإنما هو شامل لهما معاً كما اشرنا ونؤكد في هذا اليوم نفس الآيات المباركة.

    بالأمس اشرنا إلى مصدر القصص في القرآن ولكنّه توجد مقالة مختصرة هذه المقالة المختصرة تحت عنوان خطيئة آدم وحواء، عنوان المقالة هذه: خطيئة آدم وحواء بين التصور المسيحي والتصور الإسلامي مقالة مفيدة لأنها فيها استنادات واضحة يعني سواءً كان التصور آدم من باب المثال لا مقصود فقط المسيحية وإنما المسيحية واليهودية وما قبل المسيحية واليهودية حفيظ سليماني باحث مغربي المقالة تبدأ ملخص الدراسة في صفحة 1 إلى صفحة 18 مقالة مختصرة مفيدة مع كل الشواهد الموجودة في التراثين الإسلامي طبعاً من أقول إسلامي يعني القرآني والمسيحي واليهودي وما قبل ذلك.

    إذن إلى هنا اتضح لنا بأنّه القرائن الثلاث التي أشير إليها للاختصاص تامة أو غير تامة؟ غير تامة ولكن نفي الاختصاص لا يثبت التعميم لأنه لازم اعم من هنا نحن نحتاج لشواهد لإثبات التعميم القرآني لإثبات الرؤية القرآنية وأنّ مقام الخلافة في القران الكريم إني جاعل في الأرض خليفة هذا ليس مختصاً بالرجل وبالذكر وإنما يشمل الذكر والأنثى كل بحسبه كما سيتضح، الموارد متعددة أنا أشرت إلى بعضها بالأمس وأحاول أن أضيف إليها.

    المورد الأول الذي اشرنا إليه بالأمس وهو في سورة البقرة الآية 35 قلنا بأنّ الآية المباركة قالت (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) ثمّ قال: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) هذا الخطاب لمن موجّه؟ قلنا اهبطوا، إذا لآدم وزوجه هم اثنين فالمفروض أن يقول اهبطا كما عندنا في آية أخرى اهبطا من هنا وقع الكلام بين المفسرين بأنه لماذا استعملت الآية صيغة الجمع بعض قال اقل الجمع اثنان بعض قال أن المراد ما هو؟ آدم وحواء والشيطان باعتبار انه قالت بعضكم لبعض عدو وشواهد آيات أخرى تشير لا، الخطاب موجّه للإنسان لبني آدم إذن طبيعي من الواضح انه بني آدم جمع أم مفرد؟ جمع لا مفرد له هذا المورد الأول.

    المورد الثاني الآية التي أوضح من هذا في سورة الأعراف الآية 19 قال: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)، (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ)، (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا) ثم قالت الآية (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا)، (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) محل الشاهد (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً) إذن الخطاب لمن؟ لآدم شخص؟ لا، لآدم وزوجه فقط؟ لا، وإنما هذه قصة الإنسانية (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً) هذه كل القصة، القصة لبني آدم هذا المورد الثاني.

    المورد الثالث في سورة طه الآية 116 وما بعد الآية: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى) لو كنا نحن وما يقوله المشهور اسجدوا لآدم يعني من؟ آدم النبي الذي هو رجل وقلنا يا آدم أن هذا عدو لك ولزوجك إذا كان الخطاب موجّه إلى شخص آدم لماذا دخلت الزوجة على الخط؟ هذا يكشف على انه إذن مراد من آدم ليس شخص وإنما الإنسان إلى أن تقول (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ)، (فَأَكَلا مِنْهَا) هو يتكلم مع آدم ولكن مباشرة يذهب إلى التثنية ثم قال (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)، (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى) هذا خطاب من؟ هذا خطاب الإنسان أم خطاب آدم وزوجه فقط، إذ من الواضح هذا السياق كله يقول يتكلم عن الإنسان (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127) أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ الْقُرُونِ) إلى آخره.

    إذن على هذا الأساس واضح من الآيات الموارد التي اشرنا إليها أن مسألة الخلافة مختصة أو أعم هذه شواهد، وتوجد شواهد أخرى، هذه الشواهد لإثبات الأعمية، سؤال آخر: بماذا استحق آدم أن يكون مسجود الملائكة؟ الآن لا نتكلم عن تعليم الأسماء نتكلم عن نفخة الروح يعني ونفخت فيه من روحي هذه الروح التي هي روح إلهية تجلّت أو ظهرت في الإنسان بها استحق أو استعد أن يكون متعلماً لجميع الأسماء وإلا إذا غير موجودة هذه الروح عنده هذا الاستعداد أو لا يوجد هذا الاستعداد؟ لا يوجد هذا الاستعداد فإذا تعلم الأسماء صار مستحقاً لسجود الملائكة. إذن هذه الثلاثة مترابطة ثلاثية انه لماذا استحق الإنسان هذا المقام أن يكون مسجود الملائكة؟

    الجواب لأنه تعلّم ما لم يتعلّمه الملائكة.

    سؤال كيف استطاع الإنسان أن يتعلّم ما لم يتعلّمه الملائكة لأنه فيه ونفخت فيه من روحي.

    ولهذا تعالوا معنا إلى الحجر الآية 28 قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً) لا خالق آدم خالق بشراً من طين من حمإٍ مسنون (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) إذن بماذا استحق الإنسان البشر أن يكون مسجود الملائكة لان فيه نفحة من الروح الإلهية فإذا وجدت هذه الروح يستعد لما لا يستعد له الملائكة يوجد فيه من الاستعداد لا من الفعلية من الاستعداد ما لا يوجد عند الآخرين (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ) هذا المورد الأول.

    المورد الثاني في سورة (ص) الآية 71 وما بعد قال: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَاسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) إذا قايسنا بين النار والطين أيهما أشرف وجوداً؟ النار بلا إشكال ولكن قياس إبليس تام أم باطل؟ باطل لماذا باطل؟ لأنه المقايسة ليست بين النار والطين المقايسة بين ونفخت فيه من روحي الذي لا يوجد في مكان آخر.

    من هنا جملة من الأعلام يستدلون بهذه الآيات انه ليس فقط الظاهر حجة بل الظاهر والباطن لان الروح ظاهر أم باطن؟ باطن والجسد ظاهر فإذا اكتفيت بالظاهر ولم تذهب إلى عمق الظاهر الذي هو الباطن فمسلكك مسلك شيطاني الحمد لله الذي يقولون فقط ظاهر لا علاقة لنا بالتأويل والباطن العرفاني، أمامك هذا، الله اعترض عليه قال فاخرج منها فانك رجيم، الصلاة فقط ظاهر أم ظاهر وباطن؟ بالفقه ماذا تقرأون؟ تقرأ عدد ركعاتها شروطها موانعها، مستحباتها، مكروهاتها، مبطلاتها وهكذا، هذا كله صحيح لم يقول احد انه لا ينبغي أن يقال لان هؤلاء الأعلام يقولون الطريق إلى الباطن يمر من الظاهر لم يقل احد من محققي العرفاء انه نحن نتجاوز الظاهر أبدا نقول لا نقف عند الله فرق بين نتجاوز الظاهر لا نعتني بالظاهر ولا نحصر المعارف والعبادات في الظاهر، هذه من الآيات، ولهذا يقولون بأنه هذا العمل من يريد الحصر يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون على أي الأحوال هذه الآية الثانية.

    الآية الثالثة الآية 11 من سورة الأعراف هذه من الآيات الواضحة الواضحة، الواضحة مهمة جداً قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ) هذا الخطاب لمن هذا ضمير الجمع؟ بناء على ما يقول المشهور هذا لبني آدم الذكور الذي لم نوافق قلنا هذه الضمائر هي لغير الأنثى ليست مختصة بالذكور على أي الأحوال الآن لغير الأنثى يعني خلقنا الرجال والنساء يعني خلقنا الإنسان ذكراً أو أنثى يعني خلقنا البشر أو على مبناكم ليست مشكلة لا آدم هنا آدم وحده أم كل الرجال؟ (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ) إذن آدم من هو؟ هذا أبو البشر؟ لا، آدم يعني الإنسان (ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ) يبدأ بالتعميم ثم لا يخصص لأنه من قال لكم أن آدم ما هو؟ شخص من أين؟ هذا فرضك أن آدم ما هو؟ شخص، لا أبداً لم يثبت أن آدم في القرآن كلما استعمل آدم أريد منه شخص معين أبدا نعم إذا دلت القرائن نلتزم لكنه لا توجد قاعدة كلما ذكر آدم كما ذكر في كتاب المعجم الذي قرأناه انه كل ما ذكر آدم يراد به آدم النبي أبو الأنبياء أو أبو البشر أبداً لم يثبت هذا.

    ولهذا السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه هنا ابدع في هذا المجال في ذيل هذه الآيات من سورة الأعراف يقول وعلى هذا في صفحة 20 وعلى هذا فالانتقال في الخطاب من العموم إلى الخصوص طبعاً لا نوافق الخصوص وهو لم يوافق وهو قبل ذلك قال هذه قصة واقعية أم قصة رمزية ولكنه هكذا يقول اعني قوله ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم بعد قوله لقد خلقناكم ثم صورناكم يفيد بيان حقيقتين:

    الأولى أن السجدة كانت من الملائكة لجميع بني آدم عجيب اسجدوا لآدم لآدم لآدم يقول هذا من باب المثال لا قضية في واقعة لا آدم واسجدوا لآدم الشخص هذا السجود إذن السجود يأخذ معنىً آخر أي معنى يأخذ؟ يأخذ هذا السجود المتعارف القضية في واقعة أم يأخذ الخضوع والطاعة سخّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه قال كانت من الملائكة لجميع بني آدم أي أن السجود للنشأة الإنسانية للإنسان لهذه النشأة الملائكة يخضعون لمن؟ فسجد للإنسان لا تقول آدم لأنه من تقول آدم الذهن يذهب إلى الشخص هذا ليس الشخص بل هذا نوع هذه النشأة الإنسانية للنشأة الإنسانية وإن كان على المبنى الذي هو شخص مع انه في مواضع أخرى قال ليس شخص وإن كان آدم هو القبلة المنصوبة للسجدة أنت قلت في محله انه آدم شخص أو ليس شخص قلت أن هذه قضية رمزية تمثيلية ويستفاد من هذا المعنى أوّلاً أنه السجود لمن؟ للنشأة الإنسانية ماذا يستفاد؟

    أوّلاً: أن قصة الخلافة المذكورة في سورة البقرة فإنّ المستفاد من الآيات هناك أن أمر الملائكة بالسجدة متفرع على الخلافة والخلافة المذكورة في الآيات غير مختصة بآدم بل هي جارية في عامة الآدميين فكل إنسان فهو مسجود الملائكة يعني فرعون مسجود الملائكة نعم فرعون أيضاً مسجود الملائكة، يزيد حتى هذه تخاف تقول يزيد أيضاً مسجود؟ بلي مسجود هذا كلام السيد الطباطبائي وناقل الكفر ليس بكافر.

    أنا انقل كلام السيد الطباطبائي بل جارية الآن أبين معنى الخلافة أنت الآن في ذهنك معنى الخلافة فقط البعد الايجابي لا، في الخلافة يوجد بعد سلبي هذا الذي انتم إلى الآن غير ملتفتين هذا أن شاء الله ما هي الخلافة بناءً على أن آدم ما هو؟ النوع لا الشخص إذا كان شخص لا يكون إلا أمراً ايجابياً اما إذا صار النوع ففي النوع أنا هديناه السبيل اما شاكراً واما كفورا فالكفور هم أيضاً خليفة الله بأي معنى؟ سيأتي لا تستعجلون وثانياً أن إبليس تعرض لهم هذه العداوة ليست بين إبليس ليست عداوة شخصية بين إبليس وبين آدم هذه عداوة بين هذا الموجود الذي سماه القرآن الشيطان أو إبليس وبين الإنسان عدو مبين أبداً هذا هم ثانياً.

    وثالثاً أن الخطابات التي خاطب الله سبحانه بها آدم في سورة البقرة وسورة طه وان كانت هناك مختصة ولكن عممها بعينها في هذه السورة لجميع بني آدم والقرآن ينطق بعضه ببعض يا بني آدم أن خلق آدم كان خلقاً إذن خلق آدم خلقتك بيدي يعني شخص؟ أنت هم مشمول ماذا؟ وأنا وأنت هم مشمولين بخلقتك بيدي والى قيام الساعة آدم كل مولود يولد يخلق ماذا؟ ما معنى بيديه؟ هؤلاء البعض استدلوا بهذه الآية إذن آدم الله سبحانه وتعالى سواه ثم نفخ فيه هذه صريح القرآن يقول كل إنسان الله خلقه إذن ينافي الوسائط أو لا ينافي الوسائط يعني أنا وجودي دفعي أو تدريجي؟ إذن خلقت آدم بيدي ليس معناه الدفعية وإنما يشمل التدريجية.

    قال: خلقاً للجميع كما يدل عليه وبدأ خلق الإنسان من طين أنا مخلوق من الطين؟ لا والله أنا اين مخلوق من الطين؟ أنا من ابوين وابوي هم من ابويهما إلى أن نصل إلى آدم إذا فرضناه مخلوق من الطين إذن تبين القرآن عندما يقول آدم خلقته من طين ليس بالضرورة يريد أن ينفي التدريجية والوسائط وإنما يمكن أن يكون تدريجياً وبدأ خلق الإنسان ليس بدأ خلق آدم أبو البشر من طين وبدأ خلق الإنسان من طين ثم هو الذي خلقكم من تراب ثم إلى آخره هذا مورد.

    المورد الثاني: ذكره إجمالا في المجلد الرابع عشر صفحة 220 من الميزان قال: ومعلوم أن تكريم آدم هو تكريم نوع الإنسان، الإنسان ولقد كرّمنا يعني الطيبين فقط أم كل البشر؟ الله يكرّم الفراعنة؟ امثال نمرود يكرمهم؟ عزيزي هذا التكريم ليس تكريم الشرعي والأخلاقي هذا تكريم الوجودي والاقايون لان ذهنيتهم ذهنية الفقه واصطلاحات الشرعية فماذا يقول؟ كيف يصير الله يكرّم شمر عزيزي هذا ليس التكريم الأخلاقي والتشريف التشريعي يعني عادل تصلي وراه ليس هذا معناه وإنما التكريم تكريم نوع الإنسان في قبال الأنواع يعني وجوده اشرف جميع الوجودات شمنا أقوى كانسان أم شم الكلب ؟ الكلب اشرف من الإنسان؟ عجيب ماذا تقول هذه الاشرفية ليست اشرفية فقهية حتى تقول كيف الكلب النجس العين يكون اشرف ماذا؟ لا، هذه اشرفية وجودية بلحاظ هذه الخصوصية هو أقوى منه.

    تعرف الأشياء باضدادها بينكم وبين الله إذا في العالم لا في مقابل إبراهيم يوجد نمرود ولا في مقابل موسى يوجد فرعون ولا في مقابل النبي الأكرم اكو ابوجهل وابولهب و… ولا في قبال أهل البيت يوجد بني امية بينك وبين الله من اين كنت تعرف مقاماتهم؟ متى عرفت مقامات هؤلاء؟ يعني التكريم الديني والأخلاقي والالهي متى؟ في قبال شؤون أولئك فلولا وجودهم لظهرت هذه المقامات أو لم تظهر؟ فلهذا القرآن الكريم أشار إلى أن الليل والنهار آيتين، النهار فهمنا الليل عدم نور، يقول لان قيمة النهار إنما تظهر بوجود الليل ولهذا واحدة من أركان العرش الظلمة.

    قال: أمر بنوع الإنسان فاصل السبب هو تقدم الإنسان وتأخر الشيطان ثم الطرد واللعن.

    إذن من خلال هذه القرائن اتضح إلى هنا في جملة واضحة أن وعلّم آدم الأسماء يعني علّم الإنسان لوجود المقتضي وعدم وجود المانع، المقتضي شواهد الذي ذكرناه والمانع القراءن التي اشرتم إليها وقد اتضح عدم تماميته ومن هنا تجدون إذن القرآن عندما يقول اخذ العهد الإلهي على آدم والتوبة لآدم ووو يعني العهد على آدم يعني العهد على من؟ ولقد عهدنا.

    تعالوا معنا إلى طه الآية 115 قال: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ) الآن إذا حملت آدم على آدم النبي تصير عندك خمسين مشكلة فنسي كيف المعصوم ينسى، في ذهنك أولي العزم ولم نجد له عزما فإذن آدم ليس من أنبياء أولي العزم، هذه كلها من أي انطلاقات من انطلاق هنا الادم هنا في آية من هو؟ النبي مع انه أي دليل لا يوجد والآية لا تحتاج لا تنزيه الأنبياء للسيد المرتضى ولا غيره .

    (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ) الإنسان (فَنَسِيَ) نسي العهد من دخل صراع الحياة خضم الحياة تزاحم الحياة التزم بالعهد أو لم يلتزم؟ أي عهد؟ العهد الذي أخذناه عليه في الميثاق لأنه الآية 172 من سورة الأعراف ماذا تقول العهد أي عهد؟ قال واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم إذن الادم ما هو المراد في الآية؟ ولقد عهدنا إلى آدم يعني بني آدم هذا الذي اخذ علينا في الميثاق وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى اخذ علينا العهد من هنا ماذا فعلنا؟ التزمنا بالعهد أو لم نلتزم؟ بعضنا التزم وبعضنا لم يلتزم ومن التزم على درجات ومن لم يلتزم على درجات هذا القرآن كتاب الإنسان هذا ليس القرآن كتاب الأشخاص هذا القرآن لأجل هداية الإنسان نعم من مصاديق الإنسان الأنبياء لا يوجد شك في هذا ولكن ليس مختص بالأنبياء هذا إذا ذكر الأنبياء ذكروا بعنوان مصاديق لهذه المفاهيم لا بعنوان أنه هو المخاطب وأنا مخاطب بالعرض أم بالنحو الثاني أم بالدرجة الثانية لا، أنا هم مخاطب كما أن الخاتم مخاطب أنا وأنت مخاطبون هذا القرآن لي يا أيها الناس يا أيها الذين آمنوا.

    قال: (قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) وعلى هذا الأساس إذن وعصى آدم ربه يا آدم هذا؟

    ولهذا تعالوا مرة أخرى تجدون في سورة طه الآية 122 قال: (فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) فقط هو عصى وزوجه لم يعصي؟ كلاهما وجه إليهما الخطاب إذن احدهما عصى أم كلاهما عصى؟ إذن لماذا القرآن يقول وعصى آدم إذن آدم ليس المراد به شخص وإلا لان الآية تقول فوسوس إليهما كله يعني كل ما خاطب به آدم الشخص الذكر خاطب به آدم الشخص الانثى التي هي زوجه إذن لماذا العصيان يختص بآدم لماذا؟ إلا أن تقول المرأة غير مكلّفة (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى).

    عند ذلك تجد بأنه بشكل واضح الآية 122 وغيرها قال (ثُمَّ اجْتَبَاهُ) هذا الاتجتباه لآدم الشخص أو لآدم الإنسان؟ واقعاً اجتبا من بين كل مخلوقاته اصطفانا من كل مخلوقاته طبعاً هذا لا ينافي انه أيضاً اصطفى مريم اصطفى نوح، اصطفى آدم ونوح هذا الآدم أي آدم؟ آدم الشخص والنبي لأنه هذه كلها مثبتات وقد قرأتم في علم الأصول أن المثبتات يوجد تنافي بينها أو لا يوجد؟ لا يوجد حتى نحمل هذا على ذاك المثبت والنافي يكون تعارض فلابد من الحقيقة فلهذا قالت الآية (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ) إذا قمناه على شخص الحوراء الله تاب عليها أم لا؟ إذن تصير حكمها حكم إبليس وهذا الذي فهمه بعض المفسرين هذه يقول انظروا أن القرآن الكريم يقول انه ظلمنا أنفسنا صحيح وتابا إلى الله ولكن الله قبل توبة من؟ وهذه بقيت ماذا؟ الله لم يقبل توبته كابليس وابليس أيضاً لم يتب وهذه المسكينة تابت والله لم يقبل فصارت هي أصل الشر فصارت هي شرٌ.

    بالأمس بيّنا المقارنة اما بناءً على المقارنة الذي أنا أقولها (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى * قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ) إذن رجع الخطاب إلى التعميم يعني أنا أتكلم مع إنسان (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ) التفتوا أوّلاً مفرد بعدين تثنية بعدين جمع هذه الضمائر لماذا تتبدل؟ الخطاب كان معك ثم راح اهبطا ثم قالت الآية فأما يأتينكم مني هدى على ماذا؟ (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى) هذا تمام الكلام في أنه من مجموعة المنظومة القرآنية لا توجد أي قرينة تقول أن مقام الخلافة مختصة بالذكور وقد ذكرنا أن أعلى مقامات الإنسان هي مقاماتك وادنى مراتب الإنسان هم في الخلاف يعقل؟ بلي يعقل وستأتي أن شاء الله لأننا عندما نسمع معنى الخلافة ذهننا اين يذهب؟ إلى البعد الايجابي فقط ولا ينافي انه قوله خلفائي من بعدي اثنى عشر بلي هؤلاء خلفاء الله ولكن هؤلاء خلفاء الله في البعد الايجابي ويوجد خلفاء الله في البعد السلبي كلهم خلفاء الله في ارضه لا يمكن لموجود أن لا يكون خليفة الله الآن في الإنسان نتكلم موجودات أخرى الآن حيوانات ونباتات وملائكة له حساب آخر وذاك بحث آخر الإنسان هو خليفة الله.

    سؤال: ما هو المراد من الأسماء؟  قال تعالى (وَعَلَّمَ آدَمَ) عندما تقرأ الآية المباركة ذهنك لا يذهب إلى شخص بل هو الإنسان وعلّم آدم الأسماء كلها لا اقل هنا يوجد احتمالان، الاحتمال الأول أن يكون المراد من آدم الشخص كما ذكره مشهور المفسّرين ولكنه إذا صار شخصاً فيوجد أيضاً فيه احتمال واحد أم احتمالان؟ قلنا يحتمل أن يكون فيه آدم الملك ويحتمل فيه أن يكون آدم الملكوت يعني الصادر الأول يعني اول ما خلق نور نبيكم بي فتح الخلق وبي يختم هذه الروايات معتبرة عند أهل السنة، بي فتح وبي يختم هذا آدم الموجود هنا مرة نحمل على النوح ومرة نحمله على الشخص آدم الشخصي هنا أيضاً يوجد احتمالان:

    الاحتمال الأول آدم الملك الذي هو اول نبي من الأنبياء أو آدم الملكوت الذي هو اول مخلوق من المخلوقات إذا حملناه على الشخص ما معنى تعليم الأسماء وإذا حملناه على النوع ماذا معناه على تعليم الأسماء، إذا حملنا آدم على الشخص ما معنى علّمه الأسماء إذا حملناه على النوع ماذا معناه علمه الأسماء أن شاء الله إلى يوم غد والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2018/12/25
    • مرات التنزيل : 1882

  • جديد المرئيات