نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (151) – هل خُلقت المرأة لأجل الرجل؟ (2)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في البحث السابق وقفنا عند هذه المسألة وهي انه هل المرأة خلقت لأجل الرجل أم لا؟ استعرضنا النصوص أو بعض النصوص الروائية الواردة في هذه المسألة واتضح من خلال هذه النصوص ما يلي:

    أوّلاً: أن المرأة خلقت لأجل الرجل وكان في بعض النصوص الروائية أن المرأة خلقت لأجل الرجل.

    الثانية: أنها بيان لماذا خلقت لأجل الرجل الثانية: أنها لاشباع شهوته وحاجاته الجنسية وهذا أيضاً ما اشرنا إليه في بعض النصوص.

    الثالثة: أنها وعاء لتوليد المثل وهذا أيضاً أشارت إليه بعض النصوص المتقدمة، إذا أردنا أن نلخص هذه العناوين في جملة واحدة هذا معناه أن المحورية للرجل وللذكر وأنّ الأنثى تابعة للرجل، وهذه هي النظرية المعروفة في كلمات الحداثويين وغيرهم أن النص الديني يعتقد أن المرأة تابعة للرجل عبروا عنها نظرية التابعية.

    طبعاً هذه المسألة آثارها أيضاً في الفقه موجودة يعني أن المرأة هل تفطر أم تصوم المتزوجة؟ ما هو حكمها؟ تابعة للرجل هذه الرسائل العملية اذهبوا اقرأوها في انه أساساً تقصر أو تتم تابعة للرجل هذه نظرية التابعية تكويناً لها آثارها في التشريع وفي الأحكام الفقهية وآثارها الآن في مسألة الانفاق في مسألة التصرف في مسألة العمل إلى ما شاء الله إلا إذا اشترطت في العقد ذاك بحث آخر نحن نتكلم في الأصل الأولي في الأصل الأولي هي تابعة للرجل تكويناً الآن بحثنا في عالم التكوين كما قرأنا مراراً وتكراراً والنصوص الروائية أيضاً تشير إلى هذا المعنى يعني هذا اللفظ الذي قلته الآن موجود في النصوص الروائية تعالوا معنا إلى وسائل الشيعة في وسائل الشيعة المجلد 20 مؤسسة آل البيت صفحة 13 في باب النكاح هناك أبواب مقدمات النكاح وآدابه في حديث عن أبي عبد الله الصادق عن زرارة بن أعين عن الصادق قال إنّ الله عز وجل خلق آدم من طين ثم ابتدع له حواء فجعلها كذا وذلك لكي تكون المرأة تبعاً للرجل في كل أمورها أساساً المحورية لمن؟ تكويناً أنا لا أتكلم في الأسرة حتى تقول الأسرة نتيجة تحتاج إلى مدبر إلى مدير إلى كذا أنا لا أتكلم الآن هذه أبحاث فقهية الآن نتكلم في البحث التكويني في البحث الوجودي وذلك لكي تكون المرأة تبعاً للرجل هذه بعض النصوص الروائية التي قرأناها فيما سبق وهذه أيضاً موجودة في كتبنا المعتبرة باعتبار وسائل الشيعة.

    جذور هذه المسألة أين؟ يتذكر الأعزة نحن في السنة الماضية اشرنا إلى بعض جذور هذه المسألة تعالوا معنا إلى كتاب أرسطو والمرأة تأليف الأستاذ الدكتور إمام عبد الفتاح هناك في صفحة 35 يقول والواقع إننا لو سرنا قليلاً مع أرسطو لوجدنا أن الفائدة تعود بالدرجة الأولى على الموجود الأعلى من هو الموجود الأعلى في النظام الأرسطي الرجل أم المرأة؟ الرجل ولهذا نراه يقول أن العلاقة بين السيد والعبد الذي يجعل العلاقة بين الرجل والمرأة أيضاً من قبيل العلاقة بين السيد والعبد ولهذا هو يقول الزوج والزوجة السيد والعبد فالعلامة الحاكمة بين الزوج والزوجة علاقة التابع والمتبوع علاقة السيد والعبد وهي من حيث الجوهر لمنفعة السيد ومن حيث العرض منفعة للعبد صحيح أنت تقدم بعض الخدمات للزوجة ولكن في الأصالة لمن الفائدة؟ للمولى الذي ينبغي أن نحافظ وعلى هذا النحو يتحدث أرسطو باستمرار عن كل زوج من هذه العلاقة المراد من الزوج يعني ليس الذكر والأنثى المراد يعني الحاكم والمحكوم، السيد والعبد الزوج والزوجة إلى آخره، إلى أن يقول أن أرسطو يعتبر ذلك أمراً طبيعياً يعني أن الرجل أعلى والمرأة أدنى أو أن الرجل سيد والمرأة عبد أو أن ذاك متبوع وهذا تابع هذه ليست قضية اجتماعية ليست قضية اعتبارية بل هي قضية تكوينية الطبيعة خلقت هكذا فالطبيعة لا تفعل شيئاً باطلاً أو عبثا هي التي رتبت الموجودات على هذا النحو وهي التي حددت لكل موجود وظيفته التي يختم بها الموجود الأعلى وهكذا كانت النساء بالطبيعة أدنى من الرجل بالطبيعة المرأة ناقصات العقول تكوينياً وهذه النظرية أصولها من أين؟ أصولها من اليونان، وكانت وظيفتهم خدمة الرجال هسه خدمة الرجال في حاجاته الجنسية في توليد المثل في في في إلى آخره القائمة ولهذا كان من الطبيعي على هذا الأساس أن يحكمهن الرجال، الرجال القوامون على النساء بهذا التفسير وإلا لا أريد أقول القرآن أيضاً هكذا يقول لا، هذا الفهم الذي يقول قوّامون، قوامون لأنه أعلى عقلاً وكل هذه الوظائف والأوضاع والمراتب بالطبيعة لا بالعرف والعادات والتقاليد ليست أمور اجتماعية أو أمور اعتبارية حتى تكون قابلة للتغيير ومن هنا إلى آخره هذه أيضاً في صفحة 36.

    تعالوا معنا إلى صفحة 57 والنتيجة هذه أليس في ذلك إلى أن يقول الواقع أن هذا النظام الأساسي عند أرسطو هو الذي يفسر بما في ذلك عملية الانجاب التي هي المبرر الوحيد لوجود الأنثى أساساً الطبيعة إنما أوجدت الأنثى حتى تكون وعاءً لمن؟ وهذا ما قرأنا نحن ولا نحتاج إلى إعادة الروايات بالأمس قرأنا.

    قال أن الأنثى موجود يتسم بالعجز والقصور والدونية والسلبية ولهذا ينبغي عليها الخضوع والاستسلام أما الرجل فهو الإيجاب وهو الأعلى وهو الارقى وهو الاسمى ومن ثمّ فهو الذي يأمر وهو الذي يحكم وهو الذي يفكر ويناقش ويكوّن الآراء ويقدّم الحجج وهو وهو إلى آخره.

    بينكم وبين الله انظروا إلى منظومتنا الروائية سنة وشيعة إذا خرجت بنتيجة غير هذه النتيجة لكم الحق، ومن هذه الرؤية الارسطوية انتقلنا إلى الثقافة اليهودية ومن الثقافة اليهودية انتقلنا إلى الثقافة المسيحية ومن الثقافة المسيحية التي كانت لها حكومة في المجتمع العربي قبل الإسلام لان أهل الكتاب علماء أهل الكتاب فتأثر المجتمع العربي بكل ثقافته ولهذا في صفحة 7 من هذا الكتاب يقول فيما يتعلق بالتأثير المسيحي الفيلسوف المسيحي والمرأة هناك في صفحة 7 وفي صفحة 15 في صفحة 7 واضح البحث قال وهكذا نتبين أن الخلفية التي عملت عليها المسيحية منذ ظهورها لم تختلف قط عن تراث التاريخ الماضي وهو تراث كان يعبر عن مصلحة الرجل ومنفعته في مجتمع ذكوري يعمد إلى السيطرة على المرأة واعتبارها في مرتبة أدنى.

    وهكذا في صفحة 15 ولقد ورثت المسيحية عن اليهودية نظرتها إلى الأنثى وما فيها من استخفاف بعقلها وبغض لعواطفها وانفعالاتها.

    هذه الثقافة لمن انتقلت؟ إلى الواقع العربي ومن الواقع العربي إلى الواقع الإسلامي لان الإسلام بيني وبين الله كم استطاع أن يغير من ذهنية العرب المسلمين ولهذا أنا لا أتصور أي واحد يستطيع أن يقول أن النبي استطاع في عشرة وعشرين سنة أن يغير كل ثقافة هذه الأمة وعواطفها ومبانيها نعم كل الذي تغير منه قبل ذلك كان يقول لا إله إلا الصنم الآن صار يقول لا إله إلا الله قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم، هذه طبيعة المجتمعات لا سمح الله لا يتبادر إلى ذهن احد أن النبي قصّر أو لم يستطع، لا، العادات والتقاليد والثقافات والعقائد لا يمكن أن تتغير بكبسولة كلمة أقولها يتبدل كل شيء أبداً نفس الثقافات التي كانت وتحولت وظهرت بشكل جلي بعد وفاة رسول الله انتم اذهبوا اقرأوا تاريخ ما حصل بعد رسول الله لعله هذه الفترة التي عاشها رسول الله كانت فترة ذهبية ولكن بعدها رجعوا إلى الجاهلية الأولى والقران صريح في هذا المعنى.

    يقول هنا كذلك سنجد أفكار أرسطو عن المرأة متناثرة في تراثنا هنا وهناك حتى لقد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا الآن بعد 1400 سنة هذه الثقافة متجذرة في ثقافتنا ماذا نعبر عنها المرأة ضعيفة ضعيفة يعني ضعيفة، ضعيفة في العقل ضعيفة في التفكير إلى آخره إلى الآن نستعمل في أدبياتنا نجدها عند المثقف والمفكر والفيلسوف كما نجدها عند رجل الشارع سواء بسواء وان المرأة ليعجب وهذه هي الثقافة التي وصلتنا من أين؟ وصلتنا من المؤسسين الأوائل في علم الأخلاق الذي منهم الإمام الغزالي وكتابه الكتاب الرسمي لعلم الأخلاق شيعة وسنة بلا استثناء روحوا اقرأوا جامع السعادات اقرأوا المحجة التي كل ثقافتنا الأخلاقية من أين؟ من المحجة أو من جامع السعادات وهما خلاصة مختصرة لأي كتاب؟ للغزالي لا يوجد أي شيء.

    قال وان المرأة ليعجب اشد العجب عندما يجد مفكراً عملاقاً كالإمام الغزالي يرى أن النكاح نوع من الرق، هذا المنطق الرقية السيد والعبد هذا هو المنطق الأرسطي الذي هو تكويني يعني مراتب الوجود فهي أي الزوجة رقيقة للزوج وبما انه نوع من الرق فطاعة الزوج عليها مطلقة في كل ما طلب منها في نفسها مما لا معصية فيه ولا يجد فيه مشاركةً وتعاطفاً ومودةً ورحمة كما جاء في النص القرآني التي سنقرأ نصوص هذه الثقافة الثقافة الارسطوية التي تجسدت في المجتمعات الغربية كان لها ردود فعل وجدت نظرية ضرورة استقلال المرأة عن الرجل هذه لابد أن المرأة تستقل في قبال أي نظرية، نظرية التابعية نظرية الرقية التي كانت تحكم الفكر المسيحي كله بل بعض الداعين لحقوق الإنسان من النساء قالوا لا فقط الاستقلال هذه تطرف من الطرف الآخر وهو انه أساساً بحسب الطبيعة يوجد تخاصم بين الذكر والأنثى لا استقلالية الأنثى عن الذكر بل عداوة توجد بينهما فإذن كم نظرية؟ صارت كم نظرية:

    نظرية التابعية، نظرية الاستقلال، نظرية التخاصم هسه لابد أن نرجع إلى القرآن لنرى ما هو موقف القرآن من هذه النظريات، اتضح لنا أقصى ما استطعنا أن نصل إليه أن النصوص الروائية أيضاً تؤمن بنظرية التابعية تكويناً وتشريعاً أحكام الفقهية انتم راجعوها ستجدوها حتى في التشريعات الحديثة، يعني أنت في الدول الحديثة الأولاد تابعين لمن؟ للرجل فإذا الرجل جنسيته أجنبية والمرأة جنسيتها مواطنة إيرانية أو مواطنة عراقية يعطوها جنسية أو لا يعطون للأولاد؟ هسه أخيراً قالوا في الجمهورية الإسلامية قالوا بأنه الأولاد أيضاً يستطيعون أن يأخذوا جنسية على من؟ هذا من باب الاضطرار وإلا الأصل الأولي تابعية لأنه هذه لها قيمة الأم أو ليس لها قيمة؟ لا توجد قيمة القيمة للرجل، مع انه بعض النصوص الروائية تقول السعيد سعيد في بطن أمه والشقي شقي في بطن أمه يعني الأثر الأصلي لمن؟ للام ولكنه الاعتبار للأب هذه كلها نتائج ارجع وأقول البعض يقول سيدنا لماذا تطرحون النتائج التكوينية؟ الجواب لان المباني الفقهية والأخلاقية والاجتماعية إنما هي نتيجة الرؤيا التكوينية التي أنت تحملها عن الذكر والأنثى عن المرأة والرجل عن الزوج والزوجة ما هو موقف القرآن؟

    لكي يتضح موقف القرآن نحتاج إلى ذكر جملة من الأصول على نحو الفتوى وإلا لو أريد أن أقف عندها لان البعض هي يقول القرآن أين تعرض لهذه التفاصيل؟ عزيزي أنت ما اشتغلت على القرآن تصورت انه لم يعرض لهذه التفاصيل وإلا هذه المسألة المرأة لمن خلقت طبعاً القرآن لم يعرض ما علاقة القرآن بهذه المسائل نحن مضطرين نرجع إلى الروايات هسه الآن سترى أن القرآن عرض لهذه المسألة وعرض لها تفصيلاً أقول.

    الأصل الأول على نحو الفتوى الأصل الأول أن الله تعالى خلق كل شيء في هذا العالم على نحو الزوجية في سورة الذاريات الآية 49 قال تعالى: (ومن كل شيء خلقنا زوجين) إذن نظام هذا العالم نظام ما هو؟ نظام الفردية أم نظام الزوجية؟ يعني نظام التكوين نظام ما هو؟ وعندما نأتي إلى النظام الاجتماعي في الإسلام تجد أن المكوّن الأصلي له الأسرة لا الفرد وهذا هو الفارق بين الرؤية الغربية والرؤية الإسلامية النظام الاجتماعي في الرؤية الإسلامية لا يقوم على أساس الفرد وإنما يقوم على أساس الأسرة وهذا فارق أساسي في القوانين في العلاقات في التعاملات في كذا لأنه من تصير أسرة يعني زوجته ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون الأصل الثاني أن الإنسان مستثنى من هذا القانون أو غير مستثنى؟

    تعالوا معنا إلى سورة فاطر الآية 11 قال تعالى: (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم ازواجا) إذن هذا القانون العام كل شيء خلقنا زوجين الإنسان أيضاً مخلوق أزواج زوجين وجعلكم أزواجا هذه الزوجية أي زوجية؟ لعله ذكر وذكر أيضاً زوج أنثى وأنثى زواج المثلي.

    تعالوا معنا إلى الأصل الثالث في سورة النجم الآية 45 من سورة النجم قال تعالى: (وأنه خلق الزوجين) الذكر والأنثى إذن القرآن عندما يقول زوجين مراده في الإنسان هسه ما عندي علاقة في الجمادات في النباتات له حديث آخر الآن موضوع حدينا في الإنسان في الإنسان هذا الزوج لا ذكر وذكر وأنثى وأنثى بل ذكر وأنثى هذا أيضاً الأصل الثالث.

    الأصل الرابع ولهذا حذر من الانحراف عن هذا الأصل الثالث وهي كاملة موجودة في النص القرآني ولكنه أنت كل على ثقة اقسم بالله العظيم انه لو عُشر معشار ما اشتغلنا على الروايات كنا مشتغلين على القرآن لاستخرجنا منه أضعاف ما نستفيد من الروايات ولكن ما اشتغلنا عن النص القرآني لم نجعله محور فكرنا ثقافتنا تأملنا تدبرنا تفلسفنا أي شيء تريد سمه تعالوا إلى سورة العنكبوت الآية 29 قال (ولوطاً إذ قال لقومه أنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين أنكم لتأتون الرجال) ما هي المشكلة؟ يقول وتقطعون السبيل هذه ليست سنة الله في خلقه الله لم يخلق هذا السبيل لم يخلق سبيل الرجال والرجال والنساء والنساء هذا من باب النموذج يتكلم عن لوط، لوط لم يكن فيه منتشر فيه السحاق كان منتشر فيه اللواط فلهذا هذا يريد يقول هذا ليس السبيل التكويني السبيل التكويني من أين يمر؟ يمر من الذكر والأنثى.

    الأصل الخامس وهذا من أهم الأصول التي أشار إليه القران الكريم عجيب القران الكريم قال ولا يتبادر إلى ذهنكم أن هذا قانون الزوجية مختص بالدنيا، في الآخرة أيضاً نحشركم في الجنة أيضاً على نحو الزوجية لأنه عندنا قوانين وأحكام وأصول مختصة بالدنيا وعندما ننتقل إلى النشأة الأخرى تكون لها قوانين أخرى لان القران الكريم يقول في سورة الواقعة (وننشأكم فيما لا تعلمون) فلعله مما لا نعلم أن الحياة هناك ما هي؟ ولكنه صريح القرآن الآية 25 من سورة البقرة قال (ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون) إذن هذا نظام الزوجية يبقى نظاماً قائماً حتى في نشأة الآخرة سؤال لماذا فعل الله ذلك؟ يعني ما هي الحكمة في جعل التكوين القائم على أساس الزوجية أشار القرآن أو لم يشير هذا كله وإلا ما عندي بحث لا فلسفي ولا كلامي ولا عرفاني عندي بحث قراني لماذا فعل الله ذلك ومحل حديثنا الآن في الإنسان قلت لكم الآن الحيوانات الأخرى والنباتات والجمادات في محل آخر الجواب يتوقف على بيان مفردات قرآنية ثلاث، هذه المفردات الثلاثة نبينها ثم نجيب على هذا التساؤل لماذا جعل الله نظام التكوين قائماً على أساس الذكر والأنثى وانه لا يتحقق إلا بالزوجية المكونة من الذكر والأنثى لا الزوجية المكونة من ذكر وذكر أو أنثى وأنثى ما هي هذه المفردات الثلاثة:

    مفردات ثلاثة المفردة الأولى: الزوج هذه مفردة الزوج عندما تطلق ما هو مصداقها؟ في ثقافتنا عندما نقول زوج يعني يراد الذكر أو الذكر ولكن الاصطلاح القرآني ما هو؟ اعم يطلق على الذكر زوج ويطلق على الأنثى زوج.

    تعالوا إلى الراغب الأصفهاني يقول يقال زوج في مادة زَوَجَ يقال لكل واحد من القرينين المقترنين من الذكر والأنثى يقال زوج إذن لفظ الزوج عندما جاء القرآن أزواج الذي هو جمع زوج لا يروح ذهنك إلى الاستعمال العرفي العشائري العربي لا، وإنما اللغة الفصيحة القرآنية زوج يعني المقترن بغيره ذكراً كان او أنثى يقول إلى أن يقول ولكل ما يقترن بآخر مماثلاً له او مضاداً لأنه الذكر والأنثى مماثل او مضاد؟ من جهة مماثل خلقكم من نفس واحدة ومن جهة مضاد لأنه هذه النفس الواحدة في نظام التكوين صارت ذكراً وانثى فكلاهما يصح قال تعالى: (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) وقال تعالى: (وَزَوْجُكَ) إلى أن قال: وزوجة لغة رديئة وان كان المستعمل عرفاً وحتى في اللغة الفقهية تستعمل زوجات مع أن الصحيح ماذا جمعها؟ لان الزوجة جمعها ماذا تصير؟ اما الزوج جمعها ماذا تصير؟ أزواج وهذا من الأخطاء الموجودة في الكتب الفقهية أيضاً يعني الاستعمال للغة الرديئة في الرسائل الفقهية لماذا؟ لأنه ثقافته ثقافة ذكورية لماذا يصر على اللغة الرديئة؟ هسا اما جاهل طامة وأما عالم لماذا تستعمل اللغة الرديئة لماذا لا تستعمل اللغة القرآنية؟ لماذا تريد أن تشعرها انتي غير ذاك على أي الأحوال.

    قال: وزوجة لغة رديئة وجمعها زوجات قال الشاعر كذا وجمع الزوج أزواج هم وأزواجهم هذه هنا أيضاً تظهر ثمرة نظريتنا في فقه اللغة هذه هم إلى من؟ إذا قلت هم للذكور إذن أزواج ماذا تصير؟ اناث تصير مع انه لم يثبت أبداً انه هم للذكور، لغير الإناث فهم يعني الذكور وأزواجهم الإناث وأزواجهم ولهذا أتذكر بعض الأعزة اتصل معي قبل اسبوع من المتخصصين في اللغة وكذا قال قل لي ماذا فعلت في مسألة المنطق الذكوري في القرآن أنا تكلمت معه كم دقيقة قال هذا تريد تهدم فقه اللغة عندنا قلت بلي ونعم هذا فقه اللغة الذي عندكم واقعاً إشكالية الذكورية في القرآن غير قابلة للحل لأنه هذا أمامكم هم وأزواجهم يعني الرجال ونساءهم احشروا الذين ظلموا وأزواجهم من؟ الذين من؟ الرجال وأزواجهم يعني النساء، أي أقرانهم انظروا إلى صاحب المفردات باعتبار الزوج فسرها بأي تعبير؟ بالقرين قال أي أقرانهم المقتدين بهم في أفعالهم هذه ما مرتبطة بالذكور والإناث ولا تمدن هذه ضمير ولا تمدن إلى من؟ بناءً على المشهور إلى من؟ للرجال ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجاً منهم يعني أيها الرجال لا تنظروا إلى ازواجكم على فقه اللغة عندنا ماذا؟ لا، لا ينبغي للرجال أن يمد عينه إلى نساء غيره ولا ينبغي للنساء أن يمد أعينهن إلى نساء آية مطلقة ترون الاثار، ذكرنا نماذج للأعزة أصلاً كل القراءة القرآنية تختلف الآن لو تعطيه بيد أي فقيه هذه الآية يعني فقه القرآن تقول الآية موجهة لمن؟ للرجال مع أن الآية ليس موجهة للرجال موجهة إلى الإنسان والا لو موجهة إلى النساء لابد كان يستعمل ضمائر النسوة ولكن لم يستعمل المؤنث فيريد به غير المؤنث يعني الأعم منه إلّا وجدت قرينة تخص المذكر.

    قال: أي اشباها وقوله سبحان الذي خلق الأزواج يعني خلق الرجال والنساء ومن كل شيء فتنبيه أن الأشياء هسا هذا على فهمه أن الزوج يقول جوهر والعرض هذه من مصاديق الزوجية الجوهر والعرض ليس الزوجية يعني ماذا؟ والا مصاديقها تختلف من جهة إلى جهة، في الإنسان الذكر والأنثى لعله في الجمادات زوجية بمعنى آخر هذا المورد الأوّل.

    المورد الثاني: التحقيق في كلمات القرآن الكريم للعلامة المصطفوي المجلد الرابع صفحة 381 يقول أن الأصل الواحد في هذه المادة كذا فالزوج لا يكون على هذا الأصل إلّا واحداً كواحد من الذكر والأنثى كما يطلق على الذكر يطلق على الأنثى وهذا النحو من التعادل يعني إطلاق الزوجة على الذكر والأنثى يوجب تقارناً معنوياً هذه أبحاث أخرى إلى أن يقول وعاذ الوصف من حيث هو لا يتوجه فيه إلى جهة تذكير او تأنيث فهو اعم إلّا أن يتوجه هسا يوجد قرائن خاصة له بحث آخر هذا هم المورد الثاني.

    المورد الثالث: معجم مقاييس اللغة لابن فارس بن زكريا في مادة زوج صفحة 464 قال اصل يدل على مقارنة شيء لشيء من ذلك الزوج زوج المرأة والمرأة زوج بعله هذا يطلق على هذا وهو الفصيح فإذا استعمل في محل آخر إذن عندما يقول بأنه ابن فارس المتوفى 395 يعني قبل المفردات إذن اللغة الفصيحة انه يطلق على الذكر والأنثى هذه المفردة الأولى.

    المفردة الثانية: سَكَن، في التحقيق المجلد الخامس لأننا نريد أن نفهم لتسكنوا هذه تسكنوا السكن ما هو يعني بيت واحد؟ ما هو المراد من السكن؟ قال الأصل في هذه المادة هو الاستقرار في مقابل الحركة السكون في مقابل ماذا؟ ولكن مصاديق السكون ما هي في قبال الحركة؟ إذا كان في امر مادي فواضح السكون في قبال الحركة واضحة اما إذا كان في امر معنوي ماذا يكون؟ يكون الاطمئنان في مقابل القلق والاضطراب والتشوش والتردد والى ما شاء الله الذي هو من الأمراض المعاصرة للبشرية هو الاضطراب القليل إلى آخره قال: وهو اعم من الاستقرار المادي في قبال الحركة المادية والروحي في قبال الحركة والاستقرار الباطني يعبر عنه بالطمئنينة ورفع الاضطراب والتشوش وإذا استعمل طبعاً هذه سكن قد يتعدى بحروف الجر المختلف فإذا تعدى بالى لتسكنوا إليها يقول وإذا استعمل بحرف إلى فيكون بمعنى الاعتماد الاطمئنان فيقال سكن إلى فلان أي استقر مطمئناً عليه ومتكئاً وأما إلى أن يقول وخلق لكم من ازواجكم لتسكنوا إليها وجعل منها زوجها ليسكن إليها أن المادة إذا استعملت بحرف إلى وتعديت به تكون بمعنى الاطمئنان والاتكاء فإذا قلنا بأن الزوج يسكن إلى الزوج يعني ماذا؟ يعني يتكأ عليه او عليها إذا هي فتتكأ عليه إذا هو فيتكأ عليها لابد أن ننظر إلى القرآن الكريم أساساً هذا الاتكاء ذكر لهما معاً او ذكر لاحدهما دون الآخر؟ انظروا النظرية القرآنية اين تذهب في أي عالم.

    المادة الثالثة: مادة لبس المجلد العاشر صفحة 178 أن (لبس) الأصل الواحدة في المادة ماذا؟ الستر هذا هو المفهوم، مصاديقه ماذا؟ قد يكون ستراً مادياً كما تلبس اللباس قد يكون ستراً معنوياً ما هو الستر المعنوي؟ أن يحفظك عن ماذا يحفظك؟ الستر المادي يحفظك عن البرد والحر والمرض والجراثيم إلى آخره، الستر المعنوي عن ماذا يحفظك؟ يحفظك عن الانحراف عن صراط الإنسانية، الإنسانية أي كان هسا لأنه قد تكون هذا الصراط المستقيم هذا هو يقول لا ليس هذا المهم يريد أن يحفظ انسانيتك عدم الانحراف عن صراط الإنسانية ومن مصاديقه إذن القرآن عندما قال لباس لباس لا يروح ذهنك مباشرة تقول والعرف ببابك يعني عباية وصاية لا ليس بهذا الشكل هذه عباية وصاية هذه من مصاديق اللباس ومن مصاديقه لباس البدن ومن مصاديقه لباس الكعبة وكل من الزوجين لباس للأخر هن لباس لكم وانتم لباس لهن، ساتر وحافظ للأخر ولهذا في صفحة 79 يقول ثم أن اللباس اعم من المادي والمعنوي فاللباس الظاهري كذا واللباس المعنوي ولباس التقوى.

    هسا تعالوا إلى خلاصة النظرية وما هي؟ خلاصة النظرية قال تعالى في سورة الروم آية 21 (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ) انظروا هذه فقه اللغة كم يؤثر هذه لكم لمن؟ على المشهور للرجال، على مبنانا للإنسان ولغير الإناث (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً) على المشهور يعني نساءً لان لكم ما هو المراد منه؟ مذكر، اما على ما نقول اعم (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ) على المشهور بينكم يعني بين الرجل والمرأة على ما قلت يعني وجعل بين الذكر والأنثى (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ما معنى الأزواج؟

    اتضح هذه الضمائر اعم والازواج هم اعم، لتسكنوا ماذا يصير؟ يعني أن الرجل لا يحصل له الطمئنينة إلّا بالمرأة وان المرأة لا يحصل لها طمئنينة إلّا بالرجل وبعبارة أخرى إذا فصلنا الذكر عن الأنثى يحصل الاطمئنان او لا يحصل؟ إذن النظام التكويني في القرآن يقول لا يحصل لكم الطمئنينة إلّا بالقرين رجلاً او ذكراً كان او أنثى هذه أي نظرية؟ نظرية التابعية او نظرية الاستقلال او نظرية التخاصم؟ هذه نظرية التكامل وهذه النظرية الرابعة فإذن القرآن الكريم العلاقة بين الذكر والأنثى يا علاقة؟ علاقة المتمم هكذا خلق ولن تجد لسنة الله تبديلا قد تدسها في التراب وقد تحرفها يميناً ويساراً ولكنه تستطيع أن تستمر او لا تستطيع؟ لا يمكن (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) هذه الفطرة وهذه التكوين الإلهي طبعاً أنا أتكلم مع الذي مؤمن بأن هذا القرآن قرآن منزل من عند الله الذي لا يعتقد هذا القرآن الآن ليس حديثي الآن أتكلم في الدائرة الإسلامية وفي دائرة المعتقدين في القرآن نحن لا نتكلم مع الملاحدة إذن القرآن الكريم أشار إلى أن هذا المورد الاطمئنان لا يحصل تكويناً إلّا بالاقتران بين الذكر والأنثى وفي مورد آخر ذكر بأن الاطمئنان لا يحصل إلّا بماذا؟ ألا بذكر الله تطمئن القلوب فإذن لا طريق للإنسان في عمود التكوين في نظام التكوين إلّا بذكر الله .

    قال: هن لباس لكم وانتم لباس لهن ما هو المراد من اللباس؟ الستر والحفظ لا يمكن للإنسان أن يحفظ نفسه من الانحراف إلّا بهذا الاقتران فإذا ضممت ذلك إلى الآية 26 من سورة الأعراف قال: (يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا) الشيطان يريد أن ينزعني لباسي؟ أي لباس يريد ينزعه مني الشيطان؟ لباس الحفظ ولباس الذي يحفظني ومن الذي يحفظني؟ ليس أنا الرجل ومن الذي يحفظنا المرأة والرجل؟ هذا الاقتران، قال: (لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ) إلى أن يقول (وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ).

    إذن فتحصل إلى هنا أن المرأة لباس الرجل وان الرجل لباس المرأة، فإذا ضمننا إلى ذلك أن التقديم يدل على الأهمية والاشرفية يتبين لا، أن المرأة تحفظ الرجل أكثر مما أن الرجل يحفظ ماذا؟ فيتبين من هذا أن الرجل بلا مرأة أكثر تعرضاً للانحراف الأخلاقي والديني من الانحراف منه للرجل، هن لباس لكم وانتم لباس لهم إذا قبلنا نظرية التقديم يدل على أهمية والاشرفية والاشدية والاحسنية فإذن هنا الآية ماذا تقول؟ تقول اطمئنوا إذا انتم تحفظون المرأة ثلاثين في المائة عن الاقتران فان المرأة تحفظكم من الانحراف سبعين بالمائة ومنه يتضح النصوص الواردة التي عادة نقرأها للرجال فقط في الوسائل النصوص الواردة الرواية الأولى في المجلد عشرين في باب الأوّل قال: ما بني بناءً في الإسلام أحب إلى الله عزّ وجل من التزويج تتصور هذا الخطاب إلى من موجه؟ ليس بهذا الشكل من اين؟ هذا زواج والزواج والازواج خطاب موجه للرجال؟ لا، هذه رواية لكليهما.

    الرواية الثانية: وما من شيء أحب إلى الله عزّ وجلّ من بيت يعمر في الإسلام بالنكاح ثم تزوجوا فإن رسول الله قال من أحب أن يتبع سنتي فإن من سنتي ماذا؟ ومن تزوج فقد احرز هذا الخطاب لمن؟ للذكر والأنثى لأنه أنت حافظٌ لها عن الانحراف وهي حافظة لك.

    القرآن الكريم في آية 189 التي جعلوها لنظرية التابعية هي ليست لنظرية التابعية هي نظرية المكملية الآية 189 من سورة الأعراف قال (وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ) بعد ما قالت أن المرأة لتسكن إلى الرجل الذي يحتاج لترميم نقصه الرجل يحتاج وليس المرأة جعلوا هذه من الآيات التي دالة أن المرأة خلقت لأجل الرجل مع انه دالة على نقص الرجل وكمال المرأة بمقتضى الآيات التي شرحناها لأنه هذه الآية تقول بأن الرجل محتاج إلى السكن طبعاً إثبات شيء لا ينفي ما عداه ولكن لو أراد احد أن يقول فإذا هذه دلت على الانحصار تدل على نقص الرجل وليس على نقص المرأة تتمة هذا البحث أن شاء الله غداً والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/01/06
    • مرات التنزيل : 9229

  • جديد المرئيات