بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان البحث في هذه المسألة وهي هل أن المرأة خُلقت لأجل الرجل أم لا وبعبارة أوضح واشمل واعم ما هي النسبة القائمة بين هذين الموجودين الذين عبر عنهما القران الكريم بالذكر والأنثى ومن الواضح أن القران الكريم عندما قال أن الإنسان ينقسم إلى ذكر وأنثى قال بأنه لا يتبادر إلى ذهن احد أنهما متماثلان التماثل المنطقي يعني لا يوجد بينهما اختلافات تفاوتات، درجات، لا ليس الأمر كذلك لان نفس القران الكريم كما قال انه هذا الزوج هو ذكر وأنثى بيّن في آيات أخرى وليس الذكر كالأنثى يعني انه توجد هناك اختلافات ولكن الاختلاف شيء والتفاضل شيء آخر لا يتبادر إلى ذهن احد عندما نقول بينهما اختلاف إذن الرجل أفضل من المرأة أو أن المرأة أفضل من الرجل لا ليس الأمر كذلك.
كما انه أنت تقول بين هذين الاصبعين ماذا يوجد؟ اختلاف هذا وهذا، يوجد اختلاف أو لا يوجد؟ نعم يوجد اختلاف إذن هذا أفضل من هذا لا علاقة، الاختلاف ليس دليلاً على أفضلية هذا أو ذاك وإنما القران الكريم بيّن يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله اتقاكم، إذن هناك بيّن إذا صرنا بصدد بيان الأفضلية والأشرفية والأكملية له حساب آخر ولكن هذا لا ينفي وجود الاختلاف فيما بينهما، هذا أصل كلي لابد أن نقبله من القران الكريم فإذا جاء الاختلاف جاء اختلاف الأحكام المرتبطة بكل واحد منهما فعند ذلك لا يمكن أن نقول التساوي التساوي التساوي لا معنى.
التساوي إنما يكون في فرض التماثل لا في فرض الاختلاف إذن نظرية التساوي بين الحقوق أو في حقوق الرجل والمرأة هذا كلام من لم يفهم الرجل جيداً ولم يفهم المرأة جيداً ولكنه هذا ليس بالضرورة عندما نقول إذن اختلاف إذن اختلاف الأحكام إذن المرأة أدنى كما هي نظرية التابعية.
نظرية التابعية حوّلت هذا الاختلاف ما بين الرجل والمرأة إلى محورية الرجل ولهذا أنت عندما تأتي إلى الحقوق تأتي إلى الامتيازات تأتي إلى الواجبات تجد أن محور الامتيازات الرجل محور الواجب المرأة.
إذن نحن عندما نصير في محور الامتيازات فالمحورية لمن؟ للرجل أما عندما نأتي إلى الواجبات والمسؤوليات نجد المحورية من المسكينة؟ المرأة هذه نظرية التابعية إذن الآن لا أريد ادخل في تفاصيل هذه النظريات الأربعة ولكن من أهم خصائص نظرية التابعية هو انه كلما يوجد امتياز فهو في صالح الرجل وكلما توجد مسؤولية وتحمل للواجبات فهو محوره المرأة قلنا أما نظرية التكامل طبعاً نظريات أخرى موجودة خصائصها ما هو إن شاء الله في محل آخر.
نظرية الاستقلالية نظرية التخاصم ونظرية التكامل فيما بينهما قلنا أن الذي نستفيده من القران الكريم انه يعتقد بنظرية التكامل في عالم التكوين طبعاً وتترتب عليه الأحكام في عالم التشريع، هذا التكامل يمكن أن يفرض في دائرتين:
الدائرة الأولى التكامل ما بينهما في الأسرة قلنا بأنه اللبنة الأولى في المجتمع الإسلامي هو ماذا؟ لا الرجل، لا المرأة وإنما الأسرة فلكي تتكامل الأسرة لابد أن تكون مكوّنة من ذكر وأنثى ولا يمكن ـ الأسرة ـ أن تكون متكاملة في النظرية الإسلامية إلا إذا تشكلت من ذكر وأنثى لا من ذكرٍ وذكر أو أنثى وأنثى تلك أيضاً قد يطلق عليها بالمعنى العام أسرة كما يوجد الآن في بعض القوانين في بعض الدول الغربية أقول أسرة نظام الأسرة من قال لابد أن يكون ذكر وأنثى ذكر وذكر أنثى وأنثى؟
الجواب النظرية الإسلامية لا اقل القرآن يقول لا، عندما أقول أسرة عندما أقول اللبنة الأولى للمجتمع الإسلامي فمرادي ذكر وأنثى، هذه الدائرة الأولى، الدائرة الثانية في الواقع الاجتماعي التكامل بين الذكر والأنثى في الواقع الاجتماعي لا في الواقع الأسري هاتان دائرتان ولهما أحكامها الخاصة بهما.
الآن حديثنا في الدائرة الأولى يعني دائرة الأسرة يعني النظام الزوجي لا الزوجي بالمعنى العام لان الذكر والأنثى أيضاً زوج ولكن مرادنا من الزوج يعني هذا الاقتران أن هذا هذه المرأة زوج هذا الرجل وهذا الرجل زوج هذه المرأة إذن حديثنا نحن أين؟ في الدائرة الأولى لا في الدائرة الثانية لأن أحكامها تختلف كما سنشير عندما نصل إلى الدائرة الثانية وهو العلاقة أو الحقوق والواجبات والامتيازات في الواقع الاجتماعي لا في الواقع الأسري.
هنا احتاج إلى مقدمة صغيرة، من المغالطات والأخطاء الشائعة هو أننا نخلط بين عنواني الذكر والأنثى وبين العناوين التي توجد للذكر والأنثى في النتيجة هذا ذكر وتلك أنثى هذا العنوان الأولي توجد عناوين أخرى نعم هذا الذكر قد يكون زوجاً بحسب باب النكاح أليس كذلك؟ ذكر هو ولكن له بالإضافة إلى كونه ذكر ما هو؟ زوج، قد يكون أباً الأب هو ذكر ولكن له عنوان أبوة قد يكون أخاً، قد يكون جداً، قد يكون عماً، قد يكون خالاً إلى آخر العناوين هذه العناوين تعطي أحكاماً خاصة لا بعنوان ذكر بل بعنوانه زوج وأب وكذا ونحن نخلط هذا نقول انظروا كيف يعطي امتيازات لمن؟ لا للذكر هو هذا لعنوان ماذا؟ انه أب، مثلاً الأب تجب النفقة عليه على أولاده هذا بعنوانه انه ذكر؟ لا بل بعنوانه انه أب، المرأة أيضاً كذلك.
تعالوا إلى عنوان المرأة، المرأة نحن لا يوجد عندنا شيء في الواقع الخارجي اسمه مراة لا يوجد، عندنا في الواقع الخارجي أم عندنا بنت، أخت، عمة، أما دلني على شيء هي أنثى وليست لها هذه العناوين ممكن أو غير ممكن؟ يوجد أو لا يوجد؟ أبداً لا يوجد في الواقع الخارجي لأنه إذا وجدت في النتيجة إما هي أم وأما هي أخت وأما هي عمة هذا من قبيل الجنس والنوع، انتم الحيوان يوجد عندكم شيء في الواقع الخارجي حيوان لا إنسان ولا بقر ولا غنم ولا طير ولا سمك ممكن أو غير ممكن؟ أبداً لا يمكن لان الجنس إنما يوجد من خلال الأنواع في الواقع الخارجي كذلك الذكر والأنثى بمنزلة الجنس لا وجود لهما في الواقع الخارجي إلا من خلال عناوين خاصة، ومن هنا للذكر مثل حظ الأنثيين القرآن قال للذكر مثل حظ الأنثيين هذا للذكر مثل حظ الأنثيين؟ للابن مثل حظ الاختين، هذا ليس عنوان الذكر اخذ ماذا؟ حتى يشكل انظروا كيف قدّم الذكر على الأنثى لا هذا ليس عنوان الذكورة بل هذا عنوان الابن بدليل انه عندما نأتي إلى الأم والأب، الأب ما هو؟ ذكر الأم ما هي؟ أنثى عندما نعطيهم الإرث نفرّق بينهما أو لا نفرق؟ لا نفرّق بينهما مع أنهم ذكر وأنثى ولكن اخذا عنوان الأب والأم هذا عنوان الأب والأم لا يفرّق بينهما.
هذه واحدة من المغالطات المشهورة أن القرآن يميز بين الذكر والأنثى أنت ما تعرف المباني واقعاً طبعاً يكون في علمك حتى الذين أجابوا لم يلتفتوا إلى النكتة قالوا باعتبار أن هذا عنده مسؤوليات وكذا، لا، بغض النظر هذه الأحكام لم تترتب على الذكورة والأنوثة تترتب على عنوانين وهذه العناوين لم يؤخذ فيها لا ذكورة ولا أنوثة بل في بعض الأحيان يقدّم عنوان الأنوثة على الذكورة مثلاً لم يترك إلا بنتاً، الآن الأب موجود والأب ما هو؟ ذكر من يأخذ أكثر البنت أم الأب؟ يقيناً البنت مع انه هذه أنثى وذاك ذكر.
إذن هذه المغالطة المشهورة وهو أن القرآن انظروا كيف يقدم الذكور على الإناث هذا فهم دقيق للمنطق القرآني أو لم يفهموا؟ لا، ولهذا أنت تجد بأن الأحكام ينبغي أن ندرس الأحكام ضمن العناوين الثانوية لا ضمن عنوان الذكورة والأنوثة، وهذا القرآن مليء من أوله إلى آخره.
الآن أنا عندما أتكلم هنا أتكلم لا عن الذكر والأنثى في الدائرة الأولى هي دائرة الأسرة بل أتكلم عن عنوان الأولي يعني الذكر والأنثى أم عنوان الزوجية؟ الزوج الذي بلغة غير فصيحة وغير دقيقة الزوجة للتمييز هذه له أحكام غير أحكام الذكر والأنثى.
في ضمن اللبنة الأولى للنظام الاجتماعي أو المجتمع الإسلامي القران الكريم يقول بأنّه لا أفرّق بين الذكر والأنثى في أي شيء؟ في البعد التكويني فكما أن الذكر الذي هو الزوج في تكامله يحتاج إلى الأنثى التي هي الزوجة كذلك أن الأنثى وهي الزوج في تكاملها التكويني تحتاج إلى ماذا؟ إلى الذكر.
الآن الأحكام الفقهية ما هي؟ ذاك بحث آخر الآن نتكلم في البعد النفسي، في البعد التكويني في البعد التكاملي، في بعد درجات القرب الإلهي، إذا أردت أن تتكامل يمر الطريق التكامل من أي طريق الإسلام يرى؟ يعني اقرب الطرق للوصول إلى الله الانفراد والاستقلال للذكر والأنثى أم الزوجية؟ الزوجية.
ولهذا تفهمون الروايات ركعتان يصليهما متزوج تعدل سبعين ركعة يصليهما أعزب، يعني ماذا تعدل؟ يعني أن هذا يوصل اقرب من ذاك، هذا استفدناه من آية سورة الروم الآية 21 قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ومن آياته يعني عالم التشريع أم التكوين؟ عالم التكوين ومن آياته أن خلق إذن مرتبط بالتشريع بالاعتبار أم بالتكوين؟ بالتكوين، أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وبينّا ما معنى السكن؟ قلنا السكن في قبال الحركة وإذا تعدى بإلى يعني يفيد الاطمئنان يفيد الاستقرار، يفيد البعد النفسي، البعد العاطفي، يعني لا يكمل الإنسان إلا من هذا الطريق هذا هو الذي رسمه المكون والخالق هو الخالق لهذا الإنسان قال هذا طريقكم هكذا خلقتكم سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا، أنا هكذا خلقتكم الآن تريد تتلاعب بهذا اطمئن قد يوم يومين سنة عشرة مئة سنة تذهب الطريق منحرفاً ولكن آخر المطاف تلتفت أن هذا الطريق يوصل أو لا يوصل؟ هذا الطريق لا يوصل، تشتبه نظرية الصح والخطأ، الآن نقوم نقول هذا الطريق بعد ذلك خمس سنوات عشر سنوات تفهم أن الطريق سالك ويوصل أو لا يوصل؟ لا يوصل إلى الغاية.
هذا على ما فهمناه ولكنّه مشهور المفسرين فهموا بشكل آخر قالوا خلق لكم يعني للرجال أزواجاً يعني النساء لتسكنوا أي الرجال إلى النساء، من قال هذا، هذا الطبري تفسير الطبري في ذيل هذه الآية المباركة من سورة الروم هكذا يقول، يقول ومن آياته صفحة 478 المجلد 18 في ذيلها خلق لكم من أنفسكم ازواجا يقول تعالى ذكره ومن حججه وأدلته على ذلك أيضاً خلقه لأبيكم آدم إذن خلقكم يعني خلق آدم يعني خلق الذكور خلقكم لأبيكم آدم من نفسه خلق ماذا؟ خلقه لابيكم من نفسه زوجةً ليسكن آدم إلى من؟ إلى الزوجة وذلك لأنه خلق حواء من ضلع من اضلاع آدم، على القراءة الرسمية وإذا تسألهم يقول هذا هو مقتضى قواعد فقه اللغة لأنه هذه خلق لكم هذا الضمير لمن للذكور أم للإناث؟ للذكور، هذا مورد.
وعموم المفسرين أشاروا إلى هذا المعنى الالوسي في ذيل هذه الآية المباركة من سورة الروم المجلد 20 صفحة 433 ومن آياته الدالة على البعث أيضاً أن خلق لكم أي لأجلكم، مع انه إذن النساء مخلوقات لأجل الرجال مع انه سكن لا لأجلكم، لأجلكم من أنفسكم فان أصل خلق أزواجكم حواء من ضلع آدم متضمن لخلقهن من أنفسكم ويجوز إلى آخره هذا المورد الثاني.
المورد الثالث فقط من باب الإشارة ما قاله في مجمع البيان عبارته، يقبل أو لا يقبل، لا اعلم ولكن ينقل يعني قال أي جعل لكم يعني للرجال من شكل أنفسكم، ومن جنبكم أزواجاً وإنما منّ سبحانه بذلك علينا أن الشكل إلى الشكل أمَيل عن أبي مسلم وقيل معناه أن حواء خلقت من ضلع آدم عن قتادة وقيل أن المراد من أنفسكم النساء خلقنا من نطف الرجال لتسكن إلى آخره هذا هو الاتجاه الأول ولكنه الاتجاه الذي نحن بنينا عليه ماذا؟ قلنا لا، أن خلق لكم يعني خلق الإنسان هذا الإنسان خلق من حقيقته إنسان آخر يعني خلق الذكر وخلق الأنثى جعلناكم أزواجا.
هذا المعنى الذي أشرت إليه جملة من الأعلام منهم عبد الكريم الخطيب في التفسير القرآني للقران في ذيل هذه الآية المباركة المجلد الحادي عشر يقول الخطاب هنا للنساء صفحة 496 الخطاب هنا للناس عموماً رجالاً ونساءً وليس للرجال كما فهم ذلك كثيرٌ من المفسرين فكما خلق الله سبحانه للرجال من أنفسهم أزواجا خلق سبحانه للنساء من أنفسهن أزواجا يعني حقيقة ما هي؟ خلقكم من نفس، يتذكر الأعزة كيفية خلق حواء من نفس واحدة يعني من حقيقة واحدة فكان الوفاق وكان الائتلاف بين المتزاوجين بين الذكر والأنثى والمراد بقوله من أنفسكم من طبيعتكم وهذا من شأنه أن يؤلف بين الزوجين وأن يجمع بينهما إذ أن الكائن ينجذب بطبيعته إلى آخره هذا المورد الأول.
المورد الثاني ابن عاشور التونسي في ذيل هذه الآية المباركة المجلد 21 صفحة 32 وهو تذكير بنظام ناس العامة وهو نظام الازدواج يقول يتكلم عن نظام الأسرة هذا أيضاً المورد الثاني.
المورد الثالث وهو سيد قطب في ظلال القرآن والتعبير القرآني كذا إنّ في ذلك فيدركون حكمة الخالق في خلق كل من الجنسين على نحو يجعله موافقاً للآخر ملبياً لحاجته الفطرية نفسية وعقلية وجسدية فلا طريق للتكامل إلا من هذه وإذا وجد طريق آخر فليس هو أفضل الطرق واقصر الطرق وأحسن الطرق، أحسن الطرق قد يقول لا، واحد حصور لا يريد أن يتزوج لا توجد مشكلة ولكنه القرآن يقول أفضل الطرق هو؟ هذا الطريق، فإنّ من سنتي التزويج هذه سنة نبوية وهي سنة مرتبطة بفطرة الإنسان، فلهذا ولهذا نحن قلنا حديثنا في عالم التكوين لا في عالم التشريع.
في عالم التشريع له بحث آخر بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار ويجدان لا أن يجد الرجل لا أن تجد المرأة ويجدان في اجتماعهما السكن و… هذا المورد الثالث.
المورد الرابع السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه المجلد السادس عشر في ذيل هذه الآية في صفحة 166 من الجزء 16 يقول فقوله أن خلق لكم من جنسكم قرائن يعني خلق لكل واحد منكم قرينه لا خلق للرجل قرينه، لا، بل خلق للرجل قرينه وللانثى قرينها.
أن خلق لكم أي خلق لأجلكم أو لينفعكم من جنسكم قرائن وذلك أن كل واحد من الرجل والمرأة مجهز بجهاز التناسل، الآن ذهب إلى ما يرتبط بالتوالد لا توجد مشكلة أيضاً كذلك، تجهيزاً يتم بمقابلته قال: فكل واحد منهما ناقص في نفسه مفتقر إلى الآخر ويحصل من المجموع واحد تام وهذا هو النظام الأصل.
فكل واحد منهما ناقص هنّ لباس لكم وانتم لباس لهنّ، لا يتبادر إلى الذهن هنّ حافظات لكم وانتم حافظون لهن لا يتحقق هذا الحفظ وهذا اللباس إلا بهما الآن لا يتحقق يقول لا، يوجد احد يحفظ نفسه من الانحراف من غير زوجة أقول نعم ولكن القرآن يقول أن افضله احسنه اقصره أي طريق؟ هذا الذي أقوله انه قد يحصل من غير ذلك ولكن ليس اقصر الطرق لا الصراط المستقيم، الصراط المستقيم هذا الطريق الذي أشار إليه القرآن الكريم قال ولهذا النقص والافتقار يتحرك الواحد منهما إلى الآخر لا أن تتحرك المرأة إلى الرجل أو يتحرك الرجل إلى المرأة لا، بل كل واحد منهم يفقد شيئاً يجده عند الآخر وليس بالضرورة التماثل لا الذي يفقده الرجل هو الذي تفقده المرأة لا ليس الأمر كذلك، فما يفقده الرجل غير ما تفقده المرأة هذا معنى الاختلاف ولكنه معنى الاختلاف والتناسب يعني ماذا؟ يعني ما يفقده لا تجد ما تفقده لا تجده إلا عند الرجل وما يفقده لا يجده إلا عند المرأة هذا معنى التناسب لا مطلق الاختلاف، اختلاف مع التناسب، مع نظام هندسي دقيق في نظام التكوين. انه لا يجد ما يفقده إلا عند من؟ وإلا قد جنابك تفقد الماء ولكن تذهب إلى الحجر يرفع عنك العطش أو لا يرفع؟ من الذي يرفع العطش؟
الذي يرفع العطش الماء فلابد أن توجد مناسبة بين المفقود وبين الذي تحتاج إليه وهذا هو نظام الخلقة الذي أشار إليه القرآن قال ولهذا النقص والافتقار يتحرك الواحد منها إلى الآخر حتى إذا اتصل به سكن إليه يعني قبل في حالة الفقدان متحرك أم ساكن؟ متحرك إلى أن يصل إلى ماذا؟ إلى قرينه فماذا يصير؟ سكون لان كل ناقص مشتاق إلى كماله وكل مفتقر مائل إلى ما يزيل فقره وهذا هو الشبق المودع في كل من هذين القرينين ولا يمكن أن ينطفئ إلا إذا انحرف الإنسان عن فطرته ممكن ولكن هذا شاذ عن الفطرة يصير لا شاذ عن التشريع بل شاذ عن الفطرة الإلهية أو الفطرة التكوينية التي خلق الإنسان منها، هذا البيان الذي اشرنا إليه تجده في كل هذا.
الآن ما هو الذي يحتاجه كل واحد منهما ويجده في الآخر؟ ما الذي يفقده الذكر فيجده أين؟ في المرأة وما الذي تفقده المرأة فتجده في الرجل؟ القران الكريم لم يترك الأمر هكذا، قال: (وجعل بينكم مودةً ورحمة) يعني الذي يفقده كل واحد منهما ما هو؟ المودة والرحمة، لا الآمرية والمأمورية التي الآن فقهنا مكتوب على هذا الأساس على أساس الآمرية والمأمورية واجب أفعل هكذا، هذا ليس منطق القرآن، منطق القرآن ما هو؟ لا منطق القانون بل منطق المحبة والمودة والرحمة، وبينكم وبين الله فقهنا في باب العلاقات بين الزوجين مكتوبة على هذا المنطق أم على منطق القانون؟ القانون، واجبها هذا حرام عليها تطلق واجبها انه تستجيب وأنت عندما ترجع إلى هذه المؤسسات التي الآن تعطي مشاورات للطلاق وللنكاح ولكذا تجد أن المشكلة الأصلية انه واجبه لابد يفعل هكذا أنا عندما أتي من خارج البيت تعبان لابد هي كذا تفعل كذا تفعل كذا تفعل إذا لم تقم بواجباتها إذن ما هم؟ القرآن يقول ماذا تفعل لها؟ فاضربوهن، أليس هذا قرآن؟ لأنه الرؤية ليست رؤية قرآنية بل رؤية ارسطية رؤية يونانية رؤية شركية لان اليونان منطقهم منطق شركي لا منطق توحيد.
وبعبارة نظرية التابعية لا نظرية التكامل إذا كانت نظرية التكامل فبالتي هي أحسن أما إذا نظرية التابعية يعني سيد وعبد، مولى وخادم وهكذا، ولهذا إذا صار وقت أذكر لكم كلماتها، جملة يمثلها يضرب مثال يقول تابعة ولابد تكون في خدمته الزوج أو في خدمة الرجل يقول كالمركوبات كالبهائم والأنعام هذه لأجل خدمة الإنسان يقول الزوجة أيضاً بهذا الشكل حقوقها، فإذا ضممنا إلى ذلك بعض النظريات الفلسفيات التي قول حقيقتها ليست إنسان بل حقيقتها بهيمة ولكن شكلها شكل إنسان حتى يستطيع الرجل أن يميل إليها وإلا شكلها حمار فلا يستطيع أن يميل إليها هذه موجود هذه النظريات ومؤثرة في ثقافتنا وفكرنا وتعاملنا مع المرأة.
من هنا تعالوا معنا إلى هذه النقطة وهي انه مودة ورحمة، نكتة يذكرها السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه اليوم روحوا ابحثوا أنا لم يصير لي وقت أراجع كتب اللغة لاجد هذه النكتة يقول ما الفرق بين المحبة والمودة؟
المودة هي الحب لماذا اللغة العربية قالت مودة وقالت سيجعل لهم الرحمان ودا لا حبا، السيد الطباطبائي يشير إلى نكتة يقول الفرق بين الحب والود أو المودة أن الحب لا يلازمه الإظهار بخلاف المودة فانه يستلزم أثره لان الحب أمر ظاهري أم باطني قلبي؟ قلبي يقول فإذا اظهر ذلك الأمر الباطني يسمى ودا ومودة أما إذا لم يظهر فليس كذلك النكتة لطيفة هذه، قال المودة أيضاً صفحة 166 كأنها الحب الظاهر أثره في مقام العمل لا مجرد الحب، بل الحب الذي يظهر أثره الخارجي وإلا إذا كان حب بلا اثر فهو حب أو مودة؟ هو حب إذا ارتباط عاطفي من غير أثر هذا حب وليس مودة أما إذا ظهر أثره الخارجي فهو…
قال الحب المودة كأنها ولم ينسبها إلى احد من اللغويين الآن قلت لكم ولهذا لابد من المراجعة إلى كتب اللغويين لمعرفة انه واقعاً ود يود، مودةً هل يشيرون إلى هذا أو لا؟ يقول الحب الظاهر أثره في مقام العمل فنسبة المودة إلى الحب كنسبة الخضوع إلى الخشوع، الخشوع أمر ماذا؟ رواية تتذكرون عن رسول الله ذاك الذي كان في الصلاة يلعب بلحيته ماذا قال؟ قال لو خشع قلبه لخضعت جوارحه إذن هذا السبب لو كان الخشوع هذا الخشوع أين يظهر؟ في الجوارح يظهر فإذا لا يوجد خشوع فأثره لا يظهر ولهذا تجده منشغلاً بالصلاة واقعاً منشغلاً، نعم الحالة الظاهرية الصلاة هنا يقول فنسبة المودة إلى الحب كنسبة الخضوع الظاهر أثره في مقام العمل إلى الخشوع، الخشوع ما هو؟ الذي هو نوع تأثر نفساني، أمر باطني أم ظاهري؟
الخشوع أمر باطني تظهر آثاره على ماذا؟ المودة أيضاً كذلك، عند ذلك تعالوا معنا إلى الآية 23 من سورة الشورى قال قل لا اسالكم عليه أجراً إلا المحبة؟ إذن يظهر بأنه لا يكفي الحب وإنما لابد أن يظهر هذا الحب أيضاً أين؟ فإذن إذا وجدتم بعض المسلمين يقول نحن أيضاً نحب أهل البيت الجواب القرآن يوافق على ذلك أو لا يوافق؟ لا يوافق يقول هذا الحب لابد أن يظهر أين؟ ولهذا قلت هذه النكتة اللغوية إن تمت قيمة جداً واقعاً وهو انه لا يكفي أن تقول أنا في قلبي أيضاً أحب أهل البيت لا، القرآن لم يريد فقط المحبة لأهل البيت وإنما أراد المودة لأهل البيت والمودة ما هي؟ الحب الظاهر أثره أين؟ في العمل، وهذا الذي يظهر في العمل هذا يرجع إليكم وما سألتكم من أجر فهو لا لهم لا لي وإنما لمن؟ نفعه لكم إذا اتبعتم أهل البيت.
هذه النكتة هواي نكتة فنية واقعاً قرآنية أيضاً لأنه قلتم الآن كثير مما تتكلم أنت معهم من أهل السنة تقول له أهل البيت يقول نحن أيضاً نحب أهل البيت كما انتم ماذا؟ ولكن فرقنا نحن وأنتم هو أننا نحاول أن نظهر حبنا لهم أين؟ في العمل يعني الإتباع أما انتم هذا غير موجود عندكم والآية تريد الإتباع ولا تريد ماذا؟ تريد حباً مقروناً بالإتباع لا حباً مجرداً عن الإتباع.
لكن أنا كلامي الآن مع هؤلاء الذين قالوا أن الآية المباركة من سورة الروم للإنسان يعني الخطيب يعني ابن عاشور يعني سيد قطب يعني الميزان يعني شيخ مكارم شيرازي يعني غير هؤلاء الذين قالوا انه هذه ليست مختصة الرجل بالنسبة الجواب أن المبنى اللغوي يساعد هؤلاء أو لا يساعدهم؟ لا يساعدهم ليس من حقك أن تقول، إلا على مبنانا وإلا على أي أساس تقول خلق لكم من أنفسكم يعني لكم الإنسان، الإنسان تقول من أين تقول إنسان مقتضى قواعد اللغة العربية لكم من؟ الذكور ولهذا إشكالنا وإن كانت النتيجة واحدة يعني ما يقولونه صحيح ولكن مبناه صحيح أو غير صحيح؟ المبنى الذي أسسوا عليه غير تام، هذا إشكالنا على هؤلاء وإن كانت النتيجة نتفق فيها معهم في هذه المسألة ولكن على التأسيس النظري الذي أسسنا له هذا أوّلاً.
وثانياً أيضاً مرتبط بالآية وثانياً وهو أن الآية المباركة قالت وجعل بينكم ماذا؟ ما هي المودة؟ قلنا الحب الظاهر في العمل ومن أوضح المصاديق إذا أحببت الرجل لزوجته أو هي أحبت الزوج أن تظهر ذلك ولهذا من المستحبات انك إذا أحببت أخاك في الله أن تقول له، حتى يتحول الحب إلى ماذا؟ إلى مودة والى ود والى أن تشيع هذه الثقافة ثقافة التراحم ثقافة الحب، ثقافة الرحمة ثقافة التواصل هذا هو المنطق القرآني.
واطمئنوا إذا بنيت الأسرة بهذه الطريقة فالأسرة هي اللبنة الأولى في النظام الاجتماعي فالنظام الاجتماعي والمجتمع ماذا يكون؟ يلعن بعضه بعضا أو يرحم بعضه بعضا؟ فإذا الآن تجدون مجتمعاتنا ماذا؟ أو بعض طبقات مجتمعاتنا ما هي؟ كلما دخلت أمة لعنت أختها طبعاً ليس في الآخرة في الدنيا أيضاً بهذا الشكل كل رئيس جمهورية يأتي أول ما يفعل يشتم رئيس الجمهورية السابق، يعني كلما جاء رئيس جمهورية لعن رئيس الجمهورية السابق، كلما جاء رئيس الوزراء بالعراق شتم الرئيس السابق وهكذا.
هذا منطق قراني أم لا؟ يقول لا، إذا انتم امة إذا انتم مجتمع المسلمين إذا انتم مجتمع المؤمنين لابد أن يكون منطقكم ماذا؟ وجعل بينكم مودة ورحمة وأسرتك ببابك انظر علاقتك في الأسرة علاقة المودة والرحمة أم علاقة الآمرية والمأمورية ؟
فإذا وجدتها آمرية ومأمورية اطمئن أنت تابع للقرآن أم تابع للمنطق الأرسطي بنظرية التابعية، لان منطق القرآن ليس هذا، منطق القرآن ما هو؟ المودة والرحمة وجعل بينكم مودة ورحمة، إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون اطمئنوا ببساطة لا تستطيعون أن تصلوا إلى هذا المقام، مقام يحتاج تفكر، يحتاج أولي الألباب حتى يقيم أساس أسرته على ماذا؟ على أساس المودة والرحمة.
نحن بالأمس كان قرار اليوم ندخل فيه ولكن الوقت لم يسع وهي الآية 189 من سورة الأعراف وهو انه قد يقول قائل بأنه أساساً الآية تتكلم عن طرف واحد لا عن طرفين وهي الآية 189 قال هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها إلى هنا هذا المقطع من الآية ينسجم مع الآية من سورة الروم إلى هنا، ولكن في الآية يوجد تكملة قال فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به إذن الآية تتكلم عن الرجل انه يسكن إلى المرأة فهل يقع التنافي بين الآيتين أو لا يقع؟ لأنه هناك قال واحد مطلق رجل وامرأة ذكر وأنثى الزوجين معاً ولكن هنا يقول السكن من الرجل إلى المرأة ليسكن إليها هذه ليسكن يعني ليسكن الرجل إلى المرأة بأي قرينة؟ بقرينة فلما تغشاها هنا لابد أن نجيب على هذا هل يوجد تنافٍ بين الآيتين أو لا والحمد لله رب العالمين.