بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في هذه الآية المباركة من سورة النساء وهي الآية 34 من سورة النساء قال تعالى: (الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) صدر هذه الآية من الواضح أنها تشتمل على مقاطع ثلاث:
المقطع الأول الرجال قوامون على النساء.
المقطع الثاني: بما فضّل الله بعضهم على بعض.
المقطع الثالث: وبما انفقوا من أموالهم.
طبعاً من الواضح بأنه توجد مقاطع أخرى في الآية فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن إلى آخر الآية نحن الآن كلامنا في هذه المقاطع الثلاثة الأولى في صدر الآية المباركة.
وذكرنا للأعزة بأنه عموم من فضّل الرجال أو الذكور على الإناث تكويناً فطرياً ذاتياً وجودياً مستندهم هذه الآية، حتى ليست الآية من سورة البقرة وللرجال عليهن درجة لماذا؟ لأنه تلك أيضاً مبهمة أي درجة؟ قالوا استناداً إلى هذه الآية من سورة النساء، واستناداً إلى هذه الآية منعوا المرأة من القضاء واستناداً إلى هذه الآية منعوها من تصدي الإمامة العظمى واستناداً إلى هذه الآية منعوها من رئاسة الجمهورية ووووو لماذا؟
لأنه في كل مورد من هذه الموارد يلزم أن تكون النساء لها قوامية على الذكور وهذا خلاف نص الآية المباركة.
إذن فهم هذه الآية مفتاح لكل هذه المسائل مثلاً على سبيل المثال انظروا هذا كتاب ولاية المرأة التي ذكرناها للأعزة فيما سبق عندما يأتي إلى مسألة منع المرأة حكم ولاية المرأة للإمامة العظمى في صفحة 82 من الكتاب الإمامة العظمى منصب عظيم ذو مهام خطيرة فكان من البديهي ألا يتولاه إلا من توفرت فيه جملة من الصفات والشروط.
يقول الرأي الأول المنع لا يجوز أن تتولى الإمامة العظمى أدلة هذا الرأي الكتاب، الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض فلو اجزنا الإمامة العظمى يلزم أن تكون المرأة لها ولاية على الذكور وعلى الرجال وهذا خلاف نص الآية المباركة.
على سبيل المثال تعالوا إلى مسألة القضاء، حكم ولاية المرأة للقضاء أيضاً تجد استناد فأنت عندما تجد أي منع مستنده ما هو؟ هذه الآية المباركة، فلابد أن تدرس جيداً طبعاً الآن إن شاء الله تعالى لا أريد أن أقف عند مسألة القوامية لأن هؤلاء أيضاً خلطوا بين القوامية وبين الولاية فإنّ الولاية شيء والقوامية شيء آخر.
الآية لم تقول على فرض الجمهور جمهور المفسرين الرجال لهم الولاية لان الولي لا يستأذن المولى عليه ولكنّه القوامية تدبير الشؤون إدارة الشؤون شيء والولاية الشرعية ماذا؟ ولكن هذه… منعها من الإمامة العظمى بأي دليل؟ بدليل قوامون على النساء مع أن القوامية هي تدبير إدارة، هذه الإدارة قد تكون مع من؟ مع مشورة من؟ تدبر أمرهم ما المحذور في ذلك الإدارة شيء والولاية لا الولاية المدنية الولاية الشرعية، فإن الأب ولي البنت مثلاً عندما يريد أن يزوجها يستأذن أو لا يستأذن؟ لا أبداً لا يستأذن الصغيرة لا معنى لان يستأذن إذا يريد يزوّج الصغيرة يستأذنها؟ أبداً.
يتصرف في أموالهم المولى عليهم يستأذن؟ أبداً، ولي أمر المسلمين عندما يريد أن يتخذ قراراً في الأمة يستأذن الأمة؟ لا أبداً، بل هو يقرر وعلى الآخرين الطاعة الآية ليست بصدد إثبات الولاية بل الآية بصدد إثبات القيام والقوامية انظروا القوامية هذا التحقيق في كلمات القرآن الكريم إن شاء الله تعالى في بحث وللرجال عليهن درجة سنقف عند هذه المسألة لكن الآن فقط إشارة أريد أبين لكم صورة المسألة.
هناك في التحقيق للعلامة المصطفوي المجلد التاسع صفحة 381 في مادة قَوَمَ يقول القوامون صيغة مبالغة فالقوام من بالغ في كون قائماً في نفسه من دون استناد إلى… فهو يشرف على المرأة في تدبير أمورها ورفع احتياجاتها، تدبير الأمور شيء والولاية الشرعية ماذا؟
مثال اضرب لكم، الطلاق وليه من في المشهور؟ الرجل أو الذكور، عندما يريد أن يطلق يستأذن المرأة؟ لا له الولاية هو يفعل ما يريد حتى أن المولى عليه يقبل أو لا يقبل، لا يقبل لا يهمه شيء بخلاف مسألة التدبير وإدارة الأمور التي الآية بصدد التدبير وإدارة الأمور والتدبير شؤون الأسرة لا الولاية على ماذا؟ نعم عنده ولاية على الأولاد ولكن الولاية والقوامية شيء آخر.
أما المقطع الأول الرجال قوامون على النساء في مفردة الرجال يوجد احتمالان:
الاحتمال الأول لغة واستعمالاً وفهماً وتفسيراً، الاحتمال الأول هو أن الرجال اسم آخر لصنف الذكور من الإنسان، فعندما تقول ذكر كأنك قلت رجل وعندما تقول رجل كأنك قلت ذكر فتكون الآية المباركة بناءً على هذا، المقطع الأول لا علاقة لنا بما فضّل الله هذا المقطع الثاني والمقطع الثالث قلنا هذا الصدر فيه كم مقطع؟ ثلاثة مقاطع الآن نتكلم في المقطع الأول.
تكون الآية الذكور قوامون على الإناث وهذا هو الذي فهمه لا الجمهور بل شبيه الإجماع.
الاحتمال الثاني أن الرجال جمع رجل ليس اسماً للصنف الذكور بل هو وصف هذا الوصف موصوفه قد يكون ذكراً وقد يكون أنثى.
ما هو المراد من الرجل؟ يقول المراد منه يعني من يسعى، له سعي لأي شيء؟ لرفع حاجة وتدبير شؤون من قوّم عليه أعم من أن يكون ذكراً أو أن يكون أنثى، وجه تسمية الذكر بالرجل لهذه النكتة فإذا هذه النكتة تحققت أين؟ في المرأة أيضاً في الأنثى أيضاً، أيضاً لها القوامية، فإذن القوامية هي لوصف الرجولية والرجولية ليست اسماً لصنف الذكور من الإنسان وإنما هي لهذا الموصوف الذي يقوم بهذه الشؤون وعلى هذا إذا صارت وصفاً طبقوا عليها قاعدة أصولية تعليق الحكم القوامية على الوصف الذي هو الرجولية مشعر بالعلية إذن علة أن هذا قوام أن يقوم بهذا الوصف بهذا الأمر وهو أن يسعى للقيام بشؤون من ولّي عليه أحسن قيام.
نعم الآية بقرينة النساء مصداق الرجال فيها من؟ الإناث أم الذكور؟ ولكن هذا ليس معناه أن هذا اللفظ مختص بمن؟ بالذكور، من قبيل مؤمن إذا تتذكرون فيما سبق قلنا لفظ المؤمن في القرآن اعم يطلق ويراد منه المؤمن الذكر والمؤمن الأنثى الذي قد يصطلح عليه بالمؤمنة فإذا قال المؤمنون والمؤمنات، من الواضح المؤمنون هنا يراد به الذكور ولكن هذا ليس معناه للاختصاص فإن المؤمن قد يطلق ويراد به وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة قلنا وهو مؤمن كما سنقرأ اليوم وهو مؤمن ليس معناه الذكر دون الأنثى.
هنا عندما نقول الرجل في الآية مصداقه الذكر ليس معناه أن مفهوم الرجولة أو الرجل يعني ليس له مصداق إلا الذكر، سؤال: المعاجم اللغوية بالأمس ماذا كانت تؤيد؟ تؤيد الاحتمال الأول أو تؤيد الاحتمال الثاني؟ بينّا بأنه بشكل واضح وصريح المحققون من اللغويين يقولون إنما نعم بحسب الاستعمال لكثرة أن القائم بشؤون تدبير الأمة أو بشؤون تدبير الأسرة هما الذكور هذه من باب الغلبة يطلق على الذكور الرجال.
وانتم تعلمون قرأتم في علم الأصول أن الغلبة أو كثرة الاستعمال هذا معناه استعمال حقيقي؟ لا ليس استعمالاً حقيقياً بل هو اعم من ذلك وهذا هو ما بين.
السؤال الثاني: ما هو المرجح في الآية للاحتمال الثاني على الأول؟
قلنا يوجد احتمالان الاحتمال الأول أن الرجل أو الرجال اسم لصنف الذكور من الإنسان المقطع الثاني هنا ينفعنا المقطع الثاني للترجيح لترجيح أن المقطع الأول يراد به الاحتمال الثاني لا الاحتمال الأول كيف؟
الآية قالت بما فضّل الله بعضهم على بعض لو كان المراد هو الاحتمال الأول كما هو المشهور يعني فضّل وانه أمر تكويني فطري لكان التعبير الصحيح المنسجم مع صدر الآية أن يقول بما فضّلهم الله عليهن، لماذا؟ لأنه نريد أن نقول صنف الذكر قوام على صنف الأنثى يعني كل ذكر فهو قوام وكل أنثى فهي تحت القوامية وتحت تدبير الرجل تحت تدبير الذكر أليس كذلك إذا قلنا بأن المقطع الأول من الآية تريد أن تثبت الذكور قوامون أي ذكور؟ بعض الذكور أم كل الذكور؟ إذا قلتم تكويني بعض الذكور أم كل الذكور؟ كل الذكور لأنه ذكور جمع وداخل عليه الألف واللام إذن كل ذكر فهو قوام على ماذا؟
الآن اجعلوها في الأسرة كما قال بعض المفسرين يعني كل زوج هو القوام على ماذا؟ على زوجته، إذا كان الأمر كذلك إذن عندما قالت الآية بما فضّل الله بعضهم بعض من؟ بعض الذكور على بعض الإناث هذا خلاف المقطع الأول لان المقطع الأول ماذا قال: كل الذكور قوامون على كل الإناث في الأسرة لماذا؟ لان بعض الذكور أفضل من بعض الإناث، هذا الدليل ينسجم مع المقطع أو لا ينسجم؟ لا ينسجم لان المفروض أن كل الذكور قوامون على كل الإناث لماذا؟ لان جنس الذكور أو صنف الذكور أفضل تكويناً من صنف الإناث.
هذا من قبيل لا تأكل كل رمان لان بعضه حامض هذا صحيح أم خطأ؟ خطأ، أنت تقول كل الذكور قوامون على كل الإناث في الأسرة لماذا؟ لان بعض الذكور أفضل من بعض الإناث والباء للسببية بيان العلة فهذه العلة تنسجم مع المقطع الأول أو لا تنسجم؟ لا تنسجم.
هذا خير شاهد على أن الاحتمال الأول فيصح أو لا يصح؟ لا يصح، لأنه لو صح لكان ينبغي أن تقول الآية بما فضّلهم الله عليهن كما قال في سورة البقرة وللرجال عليهن درجة هناك واضحة فلا مجال أن نقول أن المراد هنا اعم لا لا لأنه قال عليهن، إذن عندما ننظر إلى المقطع الثاني لابد إذا كان المراد الاحتمال الأول أن التعبير القرآني لابد أن يكون ماذا؟ بما فضّلهم الله يعني الذكور عليهن يعني الإناث.
إذن على هذا المراد لماذا إذن عبر القرآن لما فضّل الله بعضهم على بعض؟ هذه الإشارة للنكتة التي نحن اشرنا إليها للإشارة إلى صحة الاحتمال الثاني لان بعض الذكور قد يكون أفضل من بعض الإناث وقد يكون الأمر ماذا؟ إذا كان بعض الذكور أفضل من بعض الإناث الحالة الأخرى ما هي؟ وقد يكون بعض الإناث أفضل من بعض الذكور، الشاهد على ما أقول أن هذا المقطع الثاني اعم، شواهد ثلاثة:
الشاهد الأول ما ذكرناه في بحث اللغة وهو أن ضمير هم مختص بالذكور أو اعم؟ اعم وذكرنا شواهد قرآنية كثيرة يا أيها الناس إنا خلقناكم هذه خلقناكم يعني ضمير كم مختص بالذكور أم يشمل الناس جميعا وفي الناس ذكور واناث وشواهده تقدمت .
إذن الشاهد الأول أن النص القرآني ليس جزافاً قال بما فضّل الله بعضهم حتى يكون أعم بعض الذكور على بعض الإناث أو بعض الإناث على بعض الذكور.
الشاهد الثاني تعالوا معنا إلى سورة الاسراء في سورة الاسراء الآيات 13 إلى الآية 21 قال تعالى: (وَكُلَّ إِنسَانٍ) ذكر أم أنثى؟ ذكر وأنثى لأنه لفظ الإنسان في القرآن ما هو؟ شامل (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) مَنْ…) من: هذه للذكر أم للأنثى أم للمشترك؟ للمشترك لأنه هذه من الضمائر أو أسماء الموصول المشتركة أم المختصة؟ لا لأنه عندنا مختصة الذي والتي وعندنا مشتركة مثل ما ومثل من هذه مَن، (مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) هذا مَنْ من هو؟ يعني الإنسان الذي الزمناه طائره في عنقه (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ) هذا مؤمن من هو؟ في قبال المؤمنة أم الإنسان؟ الإنسان المؤمن يعني ماذا؟ يعني ذكراً وأنثى هذا الذي قلناه قبل قليل، (فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ) يعني صنف الإنسان الذي يريد الدنيا بلا آخرة وصنف الإنسان الذي يريد الآخرة لا صنف الذكور والإناث بل صنف هؤلاء وهؤلاء هذا ضمير هؤلاء يعود على الذكور أم على الإنسان؟ على الإنسان كل نمد هؤلاء يعني الذين يريدون الدنيا بلا آخرة وهؤلاء يعني الذين يريدون الآخرة وسعى لها سعيها (مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (20) انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) بعض من على بعض من؟ بعض الإنسان مع أن الضمير بعضهم الإنسان بعضهم على بعض يعني فضّلنا بعض أهل الدنيا على بعض أهل الآخرة في الدنيا أو بالعكس ولكنه الله يقول وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا.
إذن قوله فضّلنا بعضهم على بعض هذا للذكور أم فضّلنا بعض الأناسي على بعض بما فضلنا بعضهم على بعض يعني بما فضّلنا بعض الذكور على بعض الإناث؟ لا بل بما فضّلنا بعض الأناسي على بعض آخر من الأناسي الآن هذا الإنسان تارة يكون ذكراً وأخرى يكون أنثى.
آية أخرى تعالوا معنا إلى الآية 71 من سورة التوبة قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) بعض من؟ لا فقط أن المؤمنة تستطيع أن تكون ولياً على مؤمنة أخرى بل قد تكون ولياً على مؤمن نعم في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو فرضنا أن الذي يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر كان أنثى والطرف الآخر ما هو؟ ذكر يحق لها أو لا يحق لها؟ خصوصاً إذا قلنا بأنه ليس فقط الكلام وإنما تحولنا إلى البعد العملي يعني تطبيق الحكم الشرعي افترض دولة المسؤول على جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المسؤول من؟ أنثى فتقيم الحد على ماذا؟
هذا نحو من الولاية إذا قلتم الرجال قوامون على النساء يحق لها أو لا يحق لها؟ وقد يقول قائل لا يحق لها ويوجد هذا الفعل ولهذا اضطر جملة من الأعلام أن يقولوا أن الآية ولو دلت على قوامية الذكور على الإناث مختصة بها حتى يفتح الباب في غير الاسرى خلافاً لما قاله السيد الطباطبائي الذي قال هذه عامة الذكور قوامون على الإناث مطلقا في الأمور السياسية في الأمور القضائية هذه مختصة به.
إذن هذا الشاهد اللغوي أوّلاً وشاهدان قرآنيان ثانياً يرجحون أن قوله (بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) ليس معناه بما فضّل الله الذكور على الإناث بل بما فضل القوام على غير القوام اعم من أن يكون هذا القوام ذكراً أو كان أنثى .
سؤال: هذا التفضيل في الآية بما فضّل الله تكويني ام اجتماعي تربوي أي منهما؟ الآية تقول بما فضّل الله بعضهم على بعض تكويني ام اجتماعي اكتسابي تربوي تعليمي تلقيني أي منهما؟ شاهد هذا.
الجواب: القرآن الكريم بشكل واضح وصريح استعمل التفضيل في التكوين وفي غير التكوين كلاهما استعملها لقد فضلنا بني آدم على كثير ممن خلقنا الإنسان مفضل على الحيوان هذا تعليمي اجتماعي تربوي يعني الحمار هم يستطيع أن يكون إنسانا مثلاً؟ نعم الإنسان يستطيع أن يكون حماراً ولكنه الحمار لا يستطيع أن يكون إنسان صريح القرآن بل هم أظل طبعاً الحمار ما يصير ويصير أظل من الحمار لا يمكنه أن يكون حماراً بل ماذا يصير؟ لأنه له عقل ولكنه يعيش عيشة الحمر المستنفرة حمير وكلاب ولكن الحمار بلغ ما بلغ يريد أن يكون إنساناً يستطيع أو لا يستطيع؟ هذا التفضيل تفضيل تكويني ولا يمكن ولكن وعندنا في القرآن تفضيل اكتسابي تعليمي سعي من نفس الإنسان كما فيما بين البشر النبي مفضل على غيره أو غير مفضل؟ على البشر مفضل على الحيوانات تكويناً ولكنه مفضل على باقي البشر أو غير مفضل؟ تكوينيا أم اكتساباً؟ إذا كان أمراً تكوينياً فطرياً ذاتياً له قيمة أو ليس له قيمة؟ كما انه في الملائكة لا قيمة لها هو جعلهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون أصلاً هذا طبيعة الوجود ولقد فضّلنا بعض النبيين على بعض هذا أي تفضيل؟ تكويني أم اكتسابي؟
الجواب جزماً اكتسابي لأنه إذا صار تكويني له قيمة أن النبي الأكرم اشرف من باقي الأنبياء، الله سبحانه وتعالى خلقه بهذا الشكل وعندنا آية في القرآن صريحة تقول إنما جاء هذا التفضيل سببي وهو اعلم بالشاكرين يعني بسبب ماذا صار أفضل؟ أمر اكتسابي، هذه الآية قالت بما فضّل الله بعضهم على بعض أي منهم التكويني أم الاكتسابي؟
تعالوا معنا أوّلاً إلى المفردات لنعرف مادة فضل يقول في هذه المادة العلامة الراغب الاصفهاني في مفردات الفاظ القرآن قال الفضل الزيادة عن الاقتصاد يعني مقتضى الشيء ما هو فإذا أعطيت فوق ما يقتضي فهو فضل هذا اجرته عشرة دراهم فانت إذا وصلت واعطيته خمسة عشر درهم ماذا يفعلون هذا؟ فضل لان العشرة كانت مقتضى عمله هذا لا يسمى فضل وإنما يسمى حق ويسمى واجب لابد أن تذهب اما إذا أعطيت الزيادة قال الفضل الزيادة عن الاقتصاد وذلك ضربان محمود كفضل العلم والحلم ومذموم كفضل الغضب على ما يجب أن يكون عليه يعني أنت لابد أن تغضب بدرجة سبعين فإذا غضبت بدرجة ثمانين هذا فضل ولكن فضل ممدوح أم مذموم؟ مذموم لان الغضب لابد أن يكون بحده.
ولهذا الله سبحانه وتعالى في الوعد يوجد عنده فضل ولكن في الوعيد هم عنده فضل أم لا يوجد؟ لأنه يعد الإنسان جهنم خمسة سنوات وبعد ذلك يقول ازيدك تفضلاً اسويه عشرة سنوات هذا له معنى أو لا معنى له؟ نعم في البشر قد يحدث هذا اما يقول أنت حقك من الصلاة قصر واحد ولكن أزيد فضلاً أعطيك عشرة قصور ما فيه مشكل ولهذا ممدوح في الطرف الأوّل ومذموم في ماذا؟ الفضل في الطرف الثاني مذموم.
يقول: وهو على ثلاثة اضرب فضل من حيث الجنس كفضل جنس الحيوان على جنس النبات بحسب الوجود وفضل من حيث النوع كفضل الإنسان على غيره من الحيوان (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) وفضل كفضل رجل على آخر.
هذا التعبير قد يشعر بالتكوين ولهذا أنا كثير ما أستسيغه فضل رجل على رجل آخر فذاتي أم اكتسابي؟ اكتسابي واجتماعي قال: والأولان جوهريان لا سبيل للنقص فيهما أن يزيل نقصه وان يستفيد الفضل كالفرس والحمار لا يمكنهما أن يكتسبا الفضيلة التي خص بها الإنسان اما والفضل الثالث قد يكون عرضيا فيوجد السبيل إلى اكتسابه ومن هذا النوع (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) هذا يا تضليل؟ وان ليس للإنسان إلا ما سعى هذا يسعى الله يرزقه كذا ذاك لا يسعى الله هم لا يرزقه كذا تقول هذا لا ينافي عالم الأسباب أو قوله ولا تبتغوا فضلاً من ربكم إذا كان تكوينياً يمكنك أن تزيد أو لا يمكنك أن تزيد؟ لا يمكنك أن تزيد فهو أمر قابل للزيادة هو يعتقد الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض فهو من قبيل قسم الاكتسابي لأنه ثالث هذا باعتبار انه قد يكون في الرجل وقد يكون في الأنثى ولو كان التفضيل ذاتياً في الرجل فلا يمكن أن المرأة من قبيل ما ذكرناه في الحيوان والإنسان إذا قلنا انه ذاتي تكويني يمكن أن يتحول أو لا يمكن؟ فينسد طريق قوامية المرأة أبداً لا يمكن لماذا؟ لان قوامية الرجل أو الذكر على الأنثى تكويني وهذا ما صرّح به هي يؤكدون حتى يغلقوا باب ماذا؟
هذا الكتاب من الكتب القراءة الكلاسيكية مكانة المرأة في القرآن الكريم وسنة صحيحة قضية القوامة صفحة 99 أما هذه الدرجة التي أوجبها الله الرجال على النساء فهي المذكورة الرجال ومعنى هذه الدرجة أن الله قد خلق الرجل على فطرة وطبيعة يكون فيها هو المؤهيأ لقيادة الأسرة وقيادة التصرف في الأمور الحياة التي تجمع بينهم تكويناً هو للذكور فيمكن أن ينقلب أو لا يمكن؟ لا تقول لي إذا تقوم بوظائفه فالمرأة كما قال شيخ جوادي تنتقل المرأة إذا قامت لا، لا يمكن للمرأة ماذا؟ يمكن تكويناً أو لا يمكن؟ لا يمكن، فتتحول قوامية الأسرة إذا كان الرجل مجنون أو لا يقوم تتحول إلى الحكام الشارع إلى الدور والى النظام المرأة تستطيع أو لا تستطيع إذا قلنا تكويناً؟ لا تستطيع .
هذا من قبيل انه الذي هو قوام لابد أن يكون ذكراً عاقلاً تقول هذا الذكر العاقل لم يقم بوظيفته أو مات أو انعدم يقول أتي بطفل ذو خمسة سنوات ليقوم لأنه ذكر يقول لا، تكويناً يصلح الطفل أو لا يصلح؟ المرأة تكويناً لا تصلح وهذا ينافي قولنا بعضنا على بعض إذن لا يمكن هذا التفضيل تفضيل طبعاً يكون في علمكم جملة فيما سبق قرأنا هذا العلامة الالوسي قال وعلل سبحانه تعالى الحكم حكم القوامية بوهب وكسب وهبي يعني ماذا؟ تكويني وليس داخل ما يمكن للمرأة والله ما يهبها هذه القدرة.
والسيد الطباطبائي أيضاً نفس الكلام الذي قرأناه فيما سبق المجلد الرابع قال: والمراد بما فضل الله بعضهم على بعض هو ما يفضل ويزيد فيه الرجال بحسب الطبع على النساء أصلاً طبع الرجل القوامية والإدارة وهو زيادة قوة التعقل فيهم وضعف ماذا؟ وهذا أمر تكويني فطري ذاتي.
سؤال: إذن قولنا بعضهم على بعض فينسجم مع هذا الاحتمال أو لا ينسجم؟ لأنه إذا قلنا بعضهم يعني بعض الذكور على بعض الإناث وقد ينعكس فيكون (بقرينة البعض) بعض على بعض ذكور إذن تكويني أو ليس بتكويني؟ اكتسابي هذا هو الاحتمال الأول ولكنه حتى على (الاحتمال الثاني) الاحتمال التكوينية يمكن أن يكون ما قلناه صحيح على احتمال الاكتسابية واضح على الاحتمال التكوينية الله سبحانه وتعالى يقول خلق الإنسان وهذا الإنسان فيه صنفان (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى) وأنا أعطيناكم استعدادات بامكانكم تكويناً أن تكون المرأة أفضل من الرجل وان يكون الرجل أفضل من المرأة ما المحذور؟ وطبعاً الاحتمال الأول أقوى وهو أن تفضيل هنا تفضيل اكتسابي تعليمي تربوي تلقيني أن تلقن.
كونوا على ثقة أنا بودي أن الأعزة يروحون على دراسات تلقين ويطالعون واحدة من أهم عوامل نجاح الإنسان في الأهداف التي يضعها لنفسه ويريد الوصول إليها أن يلقن نفسه انه قادر لعمله من أهم عوامل النجاح ومن أهم عوامل الوصول إلى الأهداف انتم ملتفتين إلى عبارات السيد الخميني قدس الله نفسه من اليوم الأوّل قال أن الشعب الايراني إذا أراد أن يصل إلى اهدافه لابد أن يعتقد أنه يستطيع أن يصل هذه نظرية نفسية والآن توجد دراسات واسعة النطاق عليها وهي نظرية التلقين ولهذا الآن العلاجات النفسية للامراض البدنية واحدة من أهم طرقها التلقين وهو أن يلقن نفسه أستطيع أن اسيطر واقضي على هذا المرض وهذه المرأة نحن من 1000-2000-3000 سنة لقناها انك تستطيعين أو لا تستطيعين؟ لا تستطيعين هي هم صدقت أنها لا تستطيع وهي أيضاً تقول لا استطيع عندما تقول لها وتعطيها تقول لا اقدر .
إذن فتحصل إلى هنا بما فضل الله بعضهم على بعض الاحتمال الراجح أن هذا التفضيل تفضيل مرتبط بسعي الإنسان وان ليس للإنسان إلا ما سعى وحتى لو تنزلنا وقلنا لا قرينة في الآية على التفضيل التكويني على التفضيل الاكتسابي نقول حتى لو كان تكوينيا الله سبحانه وتعالى خلق هذا الإنسان يمكن أن يكون ذكر أفضل تكويناً ويمكن أن تكون أنثى أفضل تكويناً منه الله ما يقل أنا عندما خلقت فقط فضلت تكويناً الذكر على الأنثى لا، لعوامل خاصة يكون الذكر هو أفضل تكويناً من الأنثى ما هي تلك العوامل؟ عوامل وراثية عوامل في الهندسة الجينية هذه كلها ليست اكتسابية وتكوينية ولكنه يمكن أن تؤثر فيها والآن هذه البنوك الموجودة للنطف نطف الإنسان وللحيوانات المنوية للإنسان فيختارون منها ما يشاؤون أصلاً اذهبوا واقرؤوا أن المرأة إذا حملت إذا أردت الطفل يكون لونه كذا فتأكل كذا إذا أردت أن يكون كذا ذهنه كذا هذا تأثير تكويني وليس تأثيراً اكتسابياً اجتماعياً محض ولكن لا دليل على أن هذا التفضل والتفضيل التكويني مختص بالذكور يمكن أن يكون في الذكور ويمكن أن يكون في الإناث لا محذور .
إذن الراجح أن التفضيل تفضيل اكتسابي اجتماعي والمرجوح وان قبلنا قلنا لا قرينة على انه اكتسابي قلنا حتى لو انه يكون تكويني لا ينافي الأمر الذي اشرنا إليه هل أن هذه القوامة مختصة بالاسرة وعلاقات الزوجية ام أنها عامة ماذا قرأنا فيما سبق؟ السيد الطباطبائي ماذا قال؟ قال عامة هذه عبارته بشكل واضح قال وعموم هذه العلة يعطي أن الحكم المبني عليها ااعني قوله الرجال قوامون على النساء غير مقصور على الأزواج بل يختص القوامية بالرجل على زوجته بل الحكم مجعول لصنف الرجال على صنف النساء قبيل الرجال يعني صنف ماذا؟ في الجهات العامة أيضاً هذا المطلب تستطيع تصير ولي أمر المرأة أو لا تستطيع؟ لا تستطيع، تستطيع أن تكون رئيسة للجمهورية أو لا تستطيع؟ تستطيع أن تكون وزيرة أو لا تستطيع؟ تستطيع أن تكون قاضي أو لا تستطيع؟ هذه كلها مرتبطة بالقوامية الذي السيد هنا أيضاً يفترض أن القوامية هي الولاية فلهذا يمنعه، مع انه ذكرنا أن القوامة غير الولاية.
يقول: فالجهات العامة الاجتماعية التي ترتبط بفضل الرجال كجهتي الحكومة والقضاء الذين يتوقف عليهما حياة المجتمع إنما يقومون بالتعقل الذي هو في الرجال بالطبع أزيد منه في النساء وكذا الدفاع الحربي الذي يرتبط بالشدة وقوة التعقل كل ذلك مما يقوم به الرجال على النساء ولهذا الرجال قوامون ذو إطلاق تام وهذا الذي قرأناه من كلماته في مقابل هذا الرأي هذا نموذج كما قلنا قرأنا للأعزة من كتاب ولاية المرأة يعني الإمامة العظمى منعها من أي آية؟ هذا معناه يعتقد الاختصاص بالاسرة أم بالاعم؟ الأعم.
بخلافه شيخ جوادي في المجلد الثامن عشر صفحة 550 يقول استاد علامه طباطبائي ينقل عبارة هذا المجلد الرابع وميفرمايد عموم علت قوام بودن مرد بر زن دلالت دارد يقول بأنه الآية بصدد بيان قانون العام وما ذكر في ذيل الآية من الأسرة فهو من مصاديق ذلك يقول منحصر نيست بلكه شامل همه زنان ليكن (نظره) بايد گفت اين آيه براى بيان أحكام مطلق مرد و زن نيست، ليست قانوناً عاماً بل هي مختصة بالاسرة فقط هذا من أحكام العلاقة بين الزوج والزوجة من اين تقولون ذلك؟ يقول: با توجه بقرائن داخلي وخارجي اين آيه براى أحكام زن و شوهر است، عندما ننظر إلى ذيل الآية وقرائن أخرى يتضح انه مختصة بالاسرة وعلاقة الزوج بالزوجة ما هو الحق في المسألة يأتي والحمد لله رب العالمين.