نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (161) هل النساء ناقصات العقول، ناقصات الإيمان؟ (5)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في الأبحاث السابقة قرأنا النصوص الروائية التي تكلمت في نصوص المدرستين عن أن النساء ناقصات العقول وبينا بأنه ما هو المراد من هذه الروايات، وأنها إذا عرضت على القرآن ما هو الموقف منها.

    ثمّ أن هذه النصوص التي عرضنا لها تكلمت أيضاً عن أن النساء ناقصات الدين ضعيفات الدين وناقصات الإيمان، ما هو الفرق بين الدين والإيمان إن شاء الله في الأبحاث اللاحقة سيأتي الفرق بينهما ولكن هذا هو عنوان الروايات التي قرأناها وجعلت دليل ذلك لماذا أنها ناقصة الدين أو ناقصة الإيمان؟ جعلت دليل ذلك استدلت هذه النصوص أتكلم لا الرسول باعتبار أن هذه نصوص حاكية لا نعلم أنها صدرت أم لم تصدر ولهذا الآن مرجع الضمير في كلامي ليس الرسول أو الأئمة وإنما مرجع الضمير في كلامي هذه النصوص الواردة أو المنسوبة إلى النبي والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام واستدلت على ذلك بأنها تقعد نصف دهرها لا تصلي ولا تصوم.

    ولهذا يمكن أن يقرر المطلب بهذا لماذا أن النساء ناقصات الإيمان ضعيفات الإيمان ناقصات الدين لماذا؟ لأنها تقعد مقداراً من دهرها لا تصلي ولا  تصوم والأعزة من باب الاستذكار لا من باب التكرار في المسند المصنف المعلل التي هي روايات معتبرة وقلنا أنها اسانيدها تنتهي إلى أربعة من الصحابة الرواية هذه عن رسول الله قال وما رأيت من ناقصات عقل ودين اغلب لذي لب منكنّ قالت يا رسول الله وما نقصان العقل والدين؟

    قال وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين، إذن هذه الرواية تستدل لماذا هي ناقصة الدين؟ لأنها لا تصوم ولا تصلي مقداراً من دهرها وزمانها هذه الرواية الأولى.

    الرواية الثانية في وسائل الشيعة نفس هذا المضمون كما قرأنا فيما سبق في مجلد 27 صفحة 272 رقم الرواية 33756 قال لأنكنّ ناقصات الدين والعقل إنّ إحداكن تقعد نصف دهرها لا تصوم بحيضة الرواية واردة في تفسير الحسن العسكري هذا المورد الثاني.

    المورد الثالث ما ورد في نهج البلاغة في الخطبة 80 قال معاشر الناس إنّ النساء نواقص الإيمان هناك ضعيفة الدين ناقصة الدين هنا نواقص الإيمان لماذا؟ قال وأما نقصان ايمانهن فقعودهن عن الصلاة والصيام في أيام حيضهن.

    سؤال هل هذا أمر تكويني أم لا؟ الجواب أمر تكويني ليس أمراً اعتبارياً تشريعياً اجتماعياً، هل أن هذا الأمر التكويني مذموم ونقص في حقها في نظام التكوين أو ليس كذلك أنا اسأل الروايات، الروايات تقول أنّه نقص تكويني في حقهن، فالله خلقهنّ ناقصات تكويناً من قبيل أنّه الطفل قبل البلوغ يعقل أو لا يعقل؟ رفع القلم هذا نقص ما هو؟ تكويني انتهت القضية فلهذا إذا قيس إلى البالغ فأيهما أكمل وجوداً؟

    الجواب أن البالغ أكمل وجوداً أن الذي يبلغ كذا أكمل كما أنّه النبي أكمل من غيره عقلاً هذه من حيث الإيمان ومن حيث الدين انقص وجوداً ممن؟ من الرجل، إذن بلغت ما بلغت بعد تستطيع أن تصل إلى مستوى الرجل أو لا تستطيع؟ لا تستطيع ولهذا لا يمكن أن تكون إمام له ولا يمكن أن تكون نبياً ولا يمكن أن تكون كذا إلى آخر القائمة، سؤال هذا السؤال الأول.

    السؤال الثاني الله لماذا فعل بهن كذلك؟ الجواب فعل ذلك بهن عقوبةً لهن، عقوبة عاقبهن ماذا نفهم من العقوبة يعني صدر منهن فعل وعلى أساس صدور ذلك الفعل الله ماذا فعل؟ عاقبهن، هذا المدعى تقول ما هي الأدلة على ذلك؟ نحن في النصوص الروائية.

    تعالوا معنا في النصوص الروائية في هذا المجال، في علل الشرائع الجزء الأول صفحة 314 طبعاً هذه الطبعة الموجودة بيدي مؤسسة الأعلمي للمطبوعات يعني الباب 182  الحديث التاسع فإن قيل فلِمَ إذا حاضت المرأة لا تصوم ولا تصلي؟

    قيل لأنها في حد نجاسة نجسة فأحب الله ألا تتعبد إلا طاهرة ولأنّه لا صوم لمن لا صلاة له فإذا سقط عنها الصلاة سقط عنها الصوم أيضاً هذه الرواية الأولى، الرواية الثانية في صفحة 337 عن أبي جعفر الباقر باب 215 علة الطمث الحيض عن الباقر أن بنات الأنبياء صلوات الله عليهن لا يطمثن، دعوا هذا المقطع لأنه استثناء من القاعدة العامة إنما الطمث ما هو؟ عقوبة لا أمر تكويني إذ لو كان أمراً تكوينياً الله سبحانه وتعالى كما خلق هذا الإنسان مجبور انتهت القضية أما يذم لأنه عاقبه على ذلك ذاك بحث آخر روايات تقول ماذا؟ عقوبة إنما الطمث عقوبة وأول من طمثت من؟ سارة هذه رواية.

    عن أبي جعفر عليه السلام محمد بن علي الجواد قال: الحيض من النساء نجاسة رماهن الله بها، وهنا مراد من النجاسة لا النجاسة فقط الفقهية وإنما النجاسة يعني رجاسة بقرينة الرمي الله سبحانه وتعالى جعلها رجساً نجساً قذراً القذارة غير ماذا؟ على أي الأحوال قال وقد كنّ النساء في زمن نوح إنما تحيض المرأة في كل سنة حيضة حتى خرجن، هذه في كتبنا المعتبرة أنا لا أجيب من الكتب غير المعتبرة لا يعرف المؤلف من، رأيته في كتاب عتيق مثل ما يقول المجلسي، لا بل اقرأ الكتب المعتبرة الذي المجلسي وغير المجلسي يقول إذا الرواية وردت في الكتب المعتبرة فهي نطمئن بصدورها، أنا أيضاً أتكلم على ذلك المنهج لا أن أتكلم على المنهج السندي حتى واحد يقول لي سند الروايات كذا ثم هؤلاء معتقدون أن هذه متواترة تواتر إجمالي فيها لا تحتاج إلى البحث السندي.

    كانت تحيض في كل سنة حيضة حتى خرجن نسوة من حجابهن وهنّ 700 امرأة فانطلقن فلبسن المعصرات من الثياب وتحلين وتعطرنّ ثمّ خرجنّ فتفرقنّ في البلاد فجلسن مع الرجال وشهدنا الأعياد معهم وجلسنّ في صفوفهم فرماهنّ الله بالحيض عند ذلك في كل شهر يعني ثواب لهنّ أم عقوبة لهنّ؟ عقوبة أولئك النسوة باعيانهنّ فسالت دمائهن فخرجنّ من بين الرجال وكنّ يحضن في كل حضنة في كل شهر حيضة.

    الله عاقب هؤلاء لأنه خالفوا الموازين الشرعية وجلسوا مع الرجال فبدّل تكوينهم من سنة إلى شهر قال فاشغلهن الله تبارك وتعالى بالحيض وكثرة شهوتهن قال وكان غيرهن من النساء اللواتي لم يفعلن مثل فعلهن كنّ يحضن في كل سنة حيضة ثم ماذا صار؟ تزوجن أكثر واشتغلن أكثر فغلبت جيناتهن على جينات الفقيرات فتزوج بنو اللاتي يحضن في كل شهر حيضة البنات اللواتي يحضن في كل سنة حيضة قال فامتزج القوم يحضنّ بنات هؤلاء وهؤلاء في كل شهر حيضة وكثر أولاد اللاتي يحضنّ في كل شهر حيضة، وقلّ أولاد اللاتي لا يحضن في السنة إلا حيضة فكثر نسل هؤلاء وقلّ نسل أولئك هذه الرواية الثانية.

    الرواية الثالثة: المجلد الثاني من علل الشرائع صفحة 227 الباب 286 قال فقال النبي، اليهودي سأل النبي ما فضل الرجال على النساء؟ فقال النبي كفضل السماء على الأرض وكفضل الماء على الأرض فالماء يحي الأرض وبالرجال تحيى النساء لولا الرجال… هذه الرواية قرأناها فيما سبق فقال النبي صلى الله عليه وآله فلان وفلان إلى أن قال وقد بيّن فضل الرجال على النساء في الدنيا، ما هو؟

    ألا ترى إلى النساء كيف يحضنّ ولا يمكنهنّ العبادة من القذارة فالمرأة حين العادة الشهرية التكوينية ماذا تصير؟ قذرة والرجال لا يصيبهم شيء من الطمث قال اليهودي صدقت يا رسول الله صلى الله عليه وآله.

    إذن الطمث نقص تكويني فإذا قيست إلى الرجل فالرجل أكمل وأفضل تكويناً لماذا؟ لأنه هذه عباداتها أقلّ والرجل عباداته أكثر انتهت القضية يوجد دليل آخر؟ هذا مورد.

    تعالوا معنا إلى الكافي المجلد الخامس من الكافي صفحة 364 قال قلت لأبي الحسن المرأة الرواية باب الحائض تمرّض المريض كتاب الجنائز الرواية قلت لأبي الحسن المرأة تقعد عند رأس المريض وهي حائض في حد الموت يعني المريض في حد الموت قال لا بأس أن تمرّضه فإذا خافوا عليه وقرب ذلك يعني وقرب موته فلتتنحى عنه لماذا؟ وعن قربه فإنّ الملائكة تتأذى بذلك، إن شاء الله بعد ذلك سيأتي بينك وبين الله الجنب يستطيع أن يصلي أو لا يستطيع؟ عود إذا قاعد على راسك مريض أيضاً الملائكة تتأذى منه أو لا؟ إذ هذه المسكين حائض، الله سبحانه وتعالى قال لها في حالة الحيض لا تصلي وإذا قائل لها صلي ما هو الفرق؟ عود لماذا بتعبيرنا العراقي على راس الرجل ريشة إذا صار جنب أبداً الملائكة لا تتأذى منه أما إذا المرأة صارت حائض الملائكة تتأذى!!

    إذن الملائكة المرأة الحائض بالنسبة إلى الملائكة ماذا؟ قذرة رجس، نجس بخلاف ماذا؟ وإن كان أيضاً ذاك لا يصلي ولا يحق له أن يصلي وهو جنب وهو لا يحق هذه أيضاً رواية، تعالوا معنا إلى مستدرك الوسائل المجلد الرابع عشر صفحة 285 الحديث الثاني قال ابن عباس الآن تكلمنا هذه العقوبة من أين جاءت؟ هذه العقوبة منشأها من؟ أمنا حواء، فقال ابن عباس فنوديت يا حواء ومن الذي صرف عنك الخيرات التي كنتِ فيها والزينة التي كنتِ عليها قالت حواء الهي وسيدي ذلك خطيئتي وقد خدعني إبليس بغروره واغواني واقسم لي بحقك وعزتك أنّه لمن الناصحين لي وما ظننت أن عبداً يحلف بك كاذبا قال الآن اخرجي أبدا فقد جعلتكِ ناقصة العقل والدين والميراث والشهادة ومعوجة الخلقة وجعلتكِ أسيرة أيام حياتكِ هذه كلها يعني ثواب لها أم عقوبة لها؟ وأحرمنكِ أفضل الأشياء الجمعة والجماعة والسلام والتحية وقضيتُ عليك بالطمث وهو الدم وجهة الحبل والطلق والولادة فلا تلدين حتى تذوقين طعم الموت فأنتِ أكثر حزناً واكسر قلباً وأكثر دمعة وجعلتكِ دائمة الأحزان ولم اجعل منكنِ حاكماً ولا ابعث منكنّ نبيا، هذه كلها عقوبة لحواء هذه مجموعة الروايات.

    وقد استشهد جملة من الأعلام الذين هذا هو منهجهم الذي هو منهج عام قالوا والشاهد على ذلك أن الطمث ليس أمراً تكوينياً فقط وإنما أمر تكويني مذموم قذر عقوبة استثناء فاطمة من ذلك، فإنّ فاطمة تطمث أو لا تطمث لماذا؟ هذا كمال لفاطمة أو ليس كمال؟ هذا الاستثناء يكشف عن أنّه الطمث ما هو؟ نقص تكويني مذموم لا فقط نقص تكويني وإنما نقص تكويني مذموم الله يذمه لا يقبله والروايات في ذلك أيضاً عشرات الروايات التي نقلوها في هذا المجال.

    هذه الروايات كثيرة أنا أشير إلى نماذج منها والآن ليس محل البحث وهو أنّه أساساً الروايات تقول أن فاطمة إنما سميت فاطمة لأنها واحدة من البيانات لتفسير فاطمة أنها فُطمت من الطمث، فطمت من الحيض فطم الخلق عن معرفتها ليست مانعة الجمع ولكنها فطمت عن الحيض الروايات متعددة.

    الرواية الأولى في الكافي المجلد الثاني صفحة 489 وهذه الرواية من أهم الروايات التي يستدلون بها على أن فاطمة شهيدة المعروفة الرواية وهي صديقة شهيدة وهي سندها معتبر وصحيح الرواية كتاب الحجة باب مولد الزهراء عن أبي الحسن الرواية عن علي بن جعفر عن اخيه أبي الحسن قال أن فاطمة صدّيقة شهيدة، والكل يستدل بهذه الرواية، طبعاً نحن غير معترضين يستدلون بها ولكنه نقول أليس من المنطقي أن الرواية إذا كانت معتبرة أن تعملوا بالرواية جميعا وأنّ بنات الأنبياء لا يطمثن لا أن الزهراء لا تطمث، بنات الأنبياء، إذ لماذا انتم خصصتوها الزهراء؟

    فإن قلت نحن لا نمانع أنّه بنات الأنبياء أيضاً لا يطمثنّ إذن هذا كمال مختص بفاطمة أو ليس مختصاً فما قيمته؟ لماذا فقط على المنابر تقولون من؟ فاطمة تريدون تجعلوها من خصائص فاطمة مع أنّه ليس كذلك وهذه الرواية معتبرة، فإذا ثبت للنبي الأكرم بنات أخريات وجملة من المحققين يثبتون ذلك أو لا يثبتون؟ يثبتون ذلك إذن أيضاً لا طمث لهنّ وأيضاً كمال لهنّ إذن عدم الطمث مرتبط بالعصمة أو ليس مرتبط؟ ليس مرتبط لا ملازمة بينهما.

    الآن أنا لا أريد ادخل في بحث أنّه فاطمة تطمث أو لا تطمث وان هذا النفي كمال لها والإثبات نقص لها، لا، اقسم لكم لا نفيها كمال ولا إثباتها نقص، لا نفي الطمث كمال لها ولا إثبات الطمث نقص لها أبداً على أي الأحوال هذا ليس بحثي أنا لا أريد ابحث ولكن فقط أريد ابحث الاستثناء وهو أن هؤلاء قالوا لما لم تطمث فاطمة أو بنات الأنبياء هذا يكشف عن أن طمث الأخريات نقص مذموم فيهن وإلا لو لم يكن مذموماً لما كان هذا كمال في هذه النسوة، هذه الرواية الأولى.

    الرواية الثانية وهي معتبرة الرواية الثانية في صفحة 496 فسماها فاطمة ثمّ قال إني فطمتك بالعلم وفطمتكِ من الطمث هذه الرواية الثانية.

    الرواية الثالثة في من لا يحضره الفقيه الجزء الأول صفحة 50 إنّ فاطمة عليها السلام ليست كأحد منكنّ هذا بيان أنّه ماذا؟ هذا كمال لها، إنّ فاطمة ليست كأحد منكنّ إنّها لا ترى دماً في حيض ولا نفاس كالحورية، هذه أيضاً رواية.

    والرواية الأخرى في العلل المجلد  الأول صفحة 215 الباب 144، العلة التي من أجلها سميت فاطمة البتول هذه أيضاً موجودة الباب 144 الحديث الأول قال إنّ النبي سُئل ما البتول؟ أن مريم بتول وفاطمة بتول فقال صلى الله عليه وآله البتول التي لم ترى حمرة قط أي لم تحض فإنّ الحيض مكروه في بنات الأنبياء.

    إذن من الاختصاصات أو ليست من الاختصاصات؟ فإذن أوّلاً أنّه إذا كان كمال فليس مختصاً بفاطمة انتهت القضية إذن هي لا تؤكدون على المنابر كذا وكذا لا اختصاص لها ولا اختصاص حتى بالمعصومين لان لم يثبت أن بنات الأنبياء كلهن معصومات، مريم نعم لان الله اصطفاكِ وطهرك واصطفاك على نساء العالم أما بنات الأنبياء لم يثبت ذلك ولم يثبت عندنا بأي دليل من الأدلة أنّ كل بنات الأنبياء لم يحضن على أي الأحوال هذه أيضاً رواية.

    الرواية الأخيرة في دلائل الإمامة صفحة 146 هذا دلائل الإمامة مراراً أنا ذكرت هنا من باب الإشارة دلائل الإمامة للطبري الرواية الوحيدة الوحيدة الوحيدة، المعتبرة بحسب السند الموجود في الكتاب هي التي تثبت لنا أن سبب وفاتها أن قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره فأسقطت محسناً أو محسّنا لا توجد رواية أخرى معتبرة.

    سؤال هذا أي قرن؟ من أعلام القرن الخامس الهجري، هذا السند الذي يقوله هنا، كيف وصل إليه؟ لا يعلم، أصلاً نحن عندنا شخص طبري غير الطبري السني أم لا؟ السؤال الأول.

    السؤال الثاني الطبري الشيعي بعد أن يثبت هل له كتاب باسم دلائل الإمامة أو لا يوجد له هذه اثنين؟

    ثلاثة هذا السند كيف نوصله إلى ذاك؟

    إذا استطعت ثلاثتهن أن تثبتهن عند ذلك هذه الرواية ماذا تصير؟ معتبرة وإذا لم تستطيع أو تأملت في هذه بعد عندك دليل على أنها أسقطت محسّنا أو لا يوجد دليل؟ انظروا البحث بحث علمي، تقول لي أنا معتقد يقيناً الأمر كذا هذا الأمر إليك لا توجد عندي مشكلة، البحث الآن بحث علمي على مستوى البحوث داخل الحوزة العلمية يعني الطرف الآخر يجلس أمامك يقول عزيزي أنا في مصادرنا لا يوجد عندي دليل على أنّه الخليفة الثاني فعل كذا وكذا بأمره أو هو مباشرة انتم في كتبكم ماذا؟ عندك ما هو معتبر؟ واقعاً تستطيع أن تثبت ما هو معتبر أو لا تستطيع.

    وهذا الكلام في مقام الإثبات لا علاقة لها بمقام الواقع، نحن لا نتكلم أنّه وقع في الواقع أو لم يقع لعله أمرّ من هذا بألف مرة وقع في الواقع نحن الآن نتكلم في مقام الإثبات والدليل العلمي لا في مقام الواقع ولعله في الواقع وإلا لسنا بصدد نفي ذلك واقعاً بل بصدد نفي ذلك أو التشكيك أو التأمل أو الإثبات ظاهراً، وبحسب الدليل العلمي أنا بودي أن الأعزة من اليوم فليأخذوا إناء السؤال ويذهبوا إلى الأعلام هذه التساؤلات الثلاثة التي أشرت إليها في دلائل الإمامة يثبتوها حتى نتثبت من صحة هذا الخبر، الرواية كما قرأنا للأعزة قال أن فاطمة خلقت حوراء في صورة انسية وان بنات الأنبياء لا يحضنّ، في صفحة 146 هذا في مصادرنا.

    الرواية في مصادر أهل السنة أما ضعيفة السند وأما موضوعة السند سلسلة الأحاديث الضعيفة للالباني المجلد الأول صفحة 618 رقم الرواية 428 ابنتي فاطمة حوراء لم تحض ولم تطمث وإنما سماها فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبيها من النار موضوع أخرجه الخطيب بإسناد له عن ابن عباس ثم قال في إسناده من المجهولين غير الواحد وليس بثابت. هذا العلامة الألباني.

    تعالوا معنا إلى تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة لابن عراق الكناني 1963 هناك في المجلد الأول صفحة 412 ابنتي فاطمة حوراء لم تحض ولم تطمث وإنما سماها فلان قال من حديث ابن عباس وقال ليس بثابت وفيه غير واحد من المجهولين إلى أن يقول فقلت يا رسول الله فقال أنّه فلا يرى لها كذا وكذا، يقول أورده المحب الطبري في ذخائر العقبى  وهو باطل، لماذا؟ أنت كم تستند بذخائر العقبى للطبري؟ ولكنه أين سنده من أين إذ عندما تأتي الرواية عند السني ولا يذكر السند يعني تصير معتبرة؟ ثم ماذا؟ على أي الأحوال.

    فتحصل مما تقدم من خلال هذه النصوص الروائية إنّ أهم خصوصية في هذه النصوص أوّلاً أنها جعلت عارضة الطمث التي تعرض المرأة تكويناً اعتبرته نقصاً مذموماً وإلا ليس كل أمر تكويني فهو مذموم من قال؟ يعني إذا واحد الله سبحانه وتعالى أعطاه نباهة وعقل وذكاء مئة في المئة والآخر ثمانين في المئة والآخر خمسين في المئة يعني الذي دون المئة مثلاً مذموم؟ لا ليس الأمر كذلك انزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها اختلاف الناس تكويناً هذا مذموم أو ليس مذموم؟ لا ليس مذموم هذه من حكمة الله، ولكن النصوص الروائية جعلت هذا الأمر التكويني أمراً قذراً مذموماً هذا أوّلاً.

    وثانياً أن هذا النقص التكويني المذموم كان عقوبة لها هذه العقوبة من اين جاءت؟ اين ورثنا هذه العقوبة؟ حواء هي التي اذنبت الذنب فالله عاقبها بهذا النقص التكويني المذموم ثم سرى في النساء إلى يوم القيامة لكن هل أذنبن؟ لم يذنبن ولكن امهن قامت بهذا الذنب فلابد أن يكون فيهن إلى يوم القيامة أو تلك 700 امرأة اللاتي قمن بما يخالف الموازين الشرعية فالله سبحانه وتعالى جعله في النساء جميعاً تكويناً الآن ما هو الميزان نقبل هذه الروايات أو نرفضها؟ الجواب على المبنى الذي ذكرناه مراراً وتكراراً لأنه لابد عرضها على القرآن وإذا كان فيها أمور عقلية كلامية تعرض على الموازين العقلية.

    تعالوا معنا إلى السورة البقرة الآية 222 كم عنوان وجدان في الروايات انه رماهن بالنجاسة انهن بنحو تتأذى منهن الملائكة أنهن بالنسبة اليهن عقوبة انهن قذارة كلها قرأناها من النصوص انظروا إلى القرآن الكريم ماذا عبر عن هذه الحالة التكوينية بينكم وبين الله قال: (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) هذه الحالة التكوينية التي عبرت الروايات بأنه نقص تكويني مذموم، قذر، عقوبة، نجاسة إلى آخره (قُلْ هُوَ أَذىً) أم قذر؟ نجاسة؟ لا، البحث الفقهي ليس هنا قلت النجاسة هنا ليس النجاسة الفقهية وإنما الرجاسة رجس نجس لأنه قد تستعمل النجاسة ويراد بها ماذا؟ يعني المستقذر (قُلْ هُوَ أَذىً) .

    تعالوا معنا لنرى ما هو الاذى في اللغة، التحقيق في كلمات القرآن للعلامة المصطفوي التحقيق في اذي قال: والتحقيق أن الأصل الواحد في هذه المادة هو ما يتكره وما لا يلائم واقعاً لا يلائم المرأة يعني بيني وبين الله تتأذى منه أو لا تتأذى يؤلمها أو لا يؤلمها؟ يؤلمها، ضرر عليها أو ليس ضرر عليها؟ نعم تكويناً طبياً كلها ولكن إذا كان ضرراً هذا معناه انه قذر مذموم وعقوبة هذا من اين؟ والا الآن في العلوم الطبية يثبتون أن بعض الأمراض يبتلى بها الرجال أكثر وبعض الأمراض تبتلى بها النساء أكثر افترضوا المرض الخبيث السرطان الرجال يصابون بكذا والمرأة تصاب بكذا يعني عندما يكثر في الرجال هذا مرض وإذا ولكن مذموم قذر عقوبة أو ليس كذلك؟ ليس كذلك إذا كان كذلك في المرأة فهو في الرجال حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد لماذا إذا كان هذا الاذى في المرأة فيكون قذارة ونجاسة ورجاسة وعقوبة ورماهن الله به ولكن إذا صار في الرجل ماذا يصير؟ ابتلاءاً ومصيبة والله يريد يصعد درجات الرجال إلى آخره لماذا هذا القياس بمقياسين أو الكيل بمكيالين إذا اصيب الرجل أو الذكر فيكون نعمة لا نقمة وإذا اصاب المرأة يكون نقمة وعقوبة لماذا؟

    تعالوا معنا إلى المعجم في فقه لغة القرآن وسر بلاغته المجلد الثاني صفحة 15 انظروا ماذا يقول في الاذى، مجمع اللغة اذى اذي ما يصل إلى الكائن الحي من الضرر حساً أو معاً وليس كل ضرر مستقذر مذموم مبعد تتأذى منه الملائكة أبداً بل قد يكون مقرباً للملائكة وتتقرب إلى الملائكة هذا مورد.

    الاذى ما يؤلم الإنسان في نفسه أو ماله أو بدنه قليلاً كان أو كثيرا إذن تعالوا مرة أخرى إلى القرآن (وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً) بيني وبين الله لا فيها إذا اصيبت بالحيض صارت ناقصات الإيمان ولا ناقصات الدين ولا عقوبة لهن ولا قذارت لهن ولا رماهن الله بالنجاسة والرجاسة ولا ولا إلى آخره مع أن القرآن الكريم كان بإمكانه أن يقول هذه الحقيقة بدل أن يكون إذا كان يقول رجسٌ نجسٌ كان بالإمكان يوجد مشكلة؟ الم يقل إنما المشركون نَجَس هذا عندما اصيبت بهذه عندما كان نقصاً تكوينياً مذموماً والى آخره كان يقول هو رجس هو ليس إذن هو رجس هو قذارة هو نجاسة إلى آخره لم يقل القرآن ذلك إذن هذه منسجمة مع النص القرآني أو غير منسجمة هذه الرواية؟

    الإشكال الثاني: أنها منافية للنص القرآني من جهة أخرى ما هو؟ وهو افترضوا أن حواء قامت بذنب ومعصية فصارت حق عقوبة لماذا في بناته إلى يوم القيامة؟ بنات حواء أيضاً قاموا بالمعصية أو لم يقمن؟ لم يقمنا لماذا الله يعاقبهن؟ أليس هذا منافياً بقوله تعالى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ما هو ذنبهن ما هو ذنب بنات حواء ليس أولادها من الذكور بس بناتها، بناتها إلى يوم القيامة لابد أن يتحملن عقوبة ما قمنا بأي عمل ما تستحق بها عقوبة لماذا؟

    الإشكال الثالث: أن هذا الخطأ الذي صدر من حواء كان من عالم فيه تكليف أو لم يكن فيه تكليف؟ تقولون قبل عالم التكليف فإذن تستحق عقوبة عليها أو لا تستحق؟ لا تستحق لان العقوبة إنما هي على ذنب وخطأ في عالم التكليف وانتم تقولون بأنه هذا العمل الذي صدر من حواء على فرض أنها هذا الخطأ صدر من حواء ولم يصدر من آدم افترضوا انه صدر من عالم فيه تكليف ولا يوجد فيه تكليف؟ لا يوجد فيه تكليف إذن لا معنى للعقوبة هناك هذا هم الإشكال الثالث.

    الإشكال الرابع: وهو أنه سلّمنا معكم أن هذا العالم عالم التكليف وأن حواء اخطأ فتستحق عقوبة القرآن الكريم هو نسب الخطأ والعصيان إلى حواء أم نسبه إلى آدم؟ فإذا كان الذنب هناك يستحق عقوبة فلماذا اختصت العقوبة بحواء ولم تشمل آدم لماذا؟ مع أن القرآن يقول فيهما إنهما اخطئا وتابا والله قبل توبتهما فإذا كان يريد العقوبة تكويناً لابد أن يعاقبهما معاً أو لا يعاقبهما لا معنى يعاقب حواء دون آدم واضح هذه الإشكالات الواردة على النصوص وأمر بين أمرين لا ثالث لهما إما أن تقولوا أن هذا زخرف لم يقله كل هذه النصوص لا تقول لي سيدنا متواتر مستفيض متفق عليه هذا كلام ليس له في مبانيّ العلمية له مجال اما أن تسقطوها عن الاعتبار واما أن تقولوا لا، لابد أن نجد لها توجيهاً مناسباً لا ينافي النصوص القرانية.

    يعني بعبارة أخرى التوجيه والحمل على كذا أولى من الطرح الجمع أولى من الطرح فهل هناك توجيه وتفسير لهذه النصوص الروائية على فرض صدورها لا تكون منافية للنص القراني أو لا يوجد مثل هذا التوجيه هذا ما سنعقد له إن شاء الله غد وهو أن هذه النصوص على فرض الصدور ما هو المراد من هذه النصوص والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/01/27
    • مرات التنزيل : 2739

  • جديد المرئيات