نصوص ومقالات مختارة

  • مطارحات في تجديد الفكر الديني (17) المهدوية ونظرية المنجي الموعود (10)

  • بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    الكلام في الآية الثالثة وهي الآية 55 من سورة النور قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

    هذه الآية المباركة لو كنا نحن والنصوص الروائية الواردة في مدرسة أهل البيت نجدها تخصصها بالإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت أنا فقط اقرأ العناوين هذا من كتاب حتى نعرف بأن الذي تقوله الرواية تنطبق على الآية أو لا تنطبق، معجم أحاديث الإمام المهدي تأليف ونشر مؤسسة المعارف الإسلامية المجلد السابع صفحة 497 وما بعد طبّقتها النصوص الروائية على رجعة بعض أصحاب الإمام المهدي هذه واحدة الرواية التي مصادرها كتاب الرجعة كتاب فلان.

    ثانياً: شيعة الإمام المهدي، الإمام زين العابدين هم شيعتنا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منا وهو مهدي هذه الأمة وهو الذي قال رسول الله لو لم يبقَ يوم واحد لطول الله مصادر أيضاً تشير إليه.

    الرواية الثالثة نزلت في القائم واصحابه الرواية هذه عن الإمام الصادق في معنى قوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا) قال حلية الابرار المحجة، البحار، منتخب الأثر، وينابيع المودة إلى آخره.

    الرواية الرابعة: الموعودون هم الأئمة كما قال الإمام الصادق وعد الله الذين ليستخلفهم قال سألت عن قول الله وعد الله الذين قال على ما في تأويل المحجة تأويل الآيات إلى آخره.

    الرواية الأخرى النبي والأئمة والملائكة يطلبون انجاز الوعد لأنه فيها وعد الهي حق مثلما أنكم تنطقون وعد الله الذين آمنوا منكم قال نزلت في المهدي إلى صفحة 480 سبع ثمان روايات وعندما تنظر إلى الروايات الآن صحيحة أو ليست صحيحة لها بحث آخر فقط هذه.

    تعالوا معنا إلى النص القرآني تفسيرياً لا روائياً، تفسيرياً الآية ماذا تريد تقول؟ الآية المباركة مهمة جداً فيها مفردة هذه المفردة لم نكن نجدها في الآيات السابقة وهي أنها يوجد فيها وعد الهي وهذه نقطة امتياز في هذه الآية لا توجد في الآيات السابقة وعد الله الذين آمنوا عندما ترجع أنت إلى القرآن الكريم وفي مسألة الوعد تجد أن القضية فيها مسألة الوعد مسألة مهمة إلهية مثلاً في سورة الرعد الآية 31 (حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ).

    فإذن هذا الوعد الإلهي لابد أن يتحقق، تعالوا معنا إلى الآية 98 من الكهف (وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) تعالوا معنا إلى الآية 52 من سورة يس (هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) تعالوا معنا إلى الآية 111 من التوبة (وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ) هذا من قبيل كتب على نفسه الرحمة يعني يخلف أو لا يخلف؟ لا يخلف، 38 النحل (بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا) الآية 5 من سورة الاسراء (وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً) الآية 104 من سورة الأنبياء (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ).

    الآية 16 من سورة الفرقان (كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْؤُولاً) الآية 61 من سورة القصص (أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ) خلص انتهت القضية كل من نعده وعداً يلقى ذلك الوعد بعبارة واضحة أن الوعد الإلهي من قبيل السنن التي قال عنها القرآن الكريم (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) هذا الامتياز موجود في هذه الآية الذي قلت أنا في البحث السابق إن شاء الله عندما نقرأ الآيتين اللاحقتين أو الآيات اللاحقة نجد فيها بعض الامتيازات لا توجد في الآيتين السابقتين.

    إلى هنا القضية واضحة أما من هنا هذه وعد الله الذين آمنوا لو كانت الآية (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ) لانحلت القضية ولكن الآية ماذا يوجد فيها؟ (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ) هذا الضمير لمن يعود؟ لا اقل ذكرت سبع ثمان احتمالات في منكم القول الأول أن هذا خطاب للكفار والمنافقين في زمانه صلى الله عليه وآله ويعد المؤمنين، لأنهم في مكة ماذا كان حال المؤمنين؟ كانوا في امن أو في خوف؟ كانوا في تمكن أو كانوا مستضعفين؟ كانوا في دولة أو كانوا معذبين؟ كانوا، كانوا، الآية تريد تعدهم المؤمنين الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله إذ هذه الآية لا تستمر بهذه الطريقة وأيضا الله سبحانه وتعالى حقق لهم ذلك، هل  الآية لها ارتباط بالمهدي أو لا علاقة لها؟

    وهذا من جملة من كبار المفسرين يقولون وعد الهي للمؤمنين تقول لماذا يقول؟ لان الآية لم تقول وعد الله الذين آمنوا حتى نقول عامة لكل المؤمنين، وإنما قالت منكم هذا منكم من هؤلاء (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) كنتم في مكة وغير مكة مستضعفين، يقتلونكم، يعذبونكم، لا، ليستخلفنهم في الأرض، وجعلهم خلفاء الأرض.

    جملة من المفسرين منهم سيد قطب وغير سيد قطب يقول وبعد استعراض أمر المنافقين في ذيل هذه الآية والانتهاء منه يدعهم السياق وشأنهم ويلتفت عنهم إلى المؤمنين المطيعين يقول يبين جزاء الطاعة المخلصة ذلك وعد الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات من أمة محمد إلى آخره.

    وهكذا تفسير القران للقران لعبد الكريم الخطيب يقول الخطاب هنا للمؤمنين جميعا في مواجهة المنافقين الذين كانوا يستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها وان هؤلاء المؤمنين موعودون من الله أن يستخلفهم في الأرض أن يجعلهم خلفائه عليها فالإنسان إلى اخره.

    ولهذا من كان احتمال الاحتمال الثاني لا، وعد الله الذين آمنوا منكم، ممن؟ لا، لا يعد جميع المؤمنين بل يعد بعض المؤمنين من المؤمنين لا من المنافقين لا من الذين جاء في عصرهم الرسول صلى الله عليه وآله لأنه نحن عندنا وعد الله الذين آمنوا مطلقا وعندنا وعد الله الذين آمنوا منكم فالخطاب لمن موجه؟ للذين آمنوا لا للكفار والمنافقين بل للذين آمنوا (فمن) هنا ماذا تصير؟ تصير تبعيضية (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ) منكم ايها المؤمنون وعملوا الصالحات لا جميع المؤمنين وإن تظاهروا بالايمان وإن لم يكونوا مؤمنين حقا، هذا الذي يختاره السيد الطباطبائي أن (من) في الآية المباركة (من) تبعيضية تفيد التبعيض.

    في ذيل هذه الآية المباركة المجلد الخامس عشر صفحة 151 يقول (من) فيه تبعيضية لا بيانية والخطاب لعامة المسلمين إذن منكم يعني من؟ ايها المسلمون الذين أسلمتم في عهد النبي صلى الله عليه وآله هناك منكم طائفة وعدهم الله بأنه سيستخلفهم.

    وفي المسلمين المنافق والمؤمن وفي المؤمنين منهم من يعمل الصالحات ومن لا يعمل الصالحات والوعد هذا الوعد الإلهي خاص بالذين آمنوا من المسلمين وعملوا الصالحات محضاً ولهذا العلامة الالوسي يقول و(من) بيانية ووصف الجار والمجرور بين جملة آمنوا والجملة المعطوفة عليها الداخلة معها في حيّز الصفة (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يقول هذه منكم لماذا جاءت؟

    يقول اعني قوله وعملوا الصالحات مع التأخير في قوله تعالى وعد الله فلان للدلالة على أن الأصل في ثبوت الاستخلاف هو الإيمان يعني ايها المؤمنون ايها المؤمنون ايها المؤمنون حقاً انتم ماذا؟ الله سيستخلفكم لا أن يستخلف بعضاً بعضاً منكم، لا بل سيستخلفكم.

    الاستخلاف هذا يا استخلاف؟ هل هو الاستخلاف الفردي أو الاستخلاف السياسي؟ يعني ماذا استخلاف فردي؟ لأنه نحن عندنا آيات في القرآن أن الله سبحانه هو جعل ادم خليفة أو لم يجعل ادم خليفة كما في أول سورة البقرة؟ يوجد خليفة أو لا؟ جعل داود خليفة أو لم يجعل خليفة؟

    ليستخلفكم ليستخلفهم هذا الاستخلاف فرد أم استخلاف السياسي والسلطة؟ السيد الطباطبائي ملتفت لهذه النكتة كاملاً يقول ليستخلفنهم في الأرض إن كان المراد بالاستخلاف إعطاء الخلافة الإلهية كما ورد في ادم وداود وسليمان اني جاعل في الأرض خليفة في ادم يا داود إنا جعلناكم خليفة في الأرض (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) يجعل الوراثة هنا بمعنى الخلافة قال في سليمان وورث.

    فالمراد بالذين من قبلهم لان الآية قالت كما استخلف الذين من قبلهم يعني المراد من؟ سليمان وداود وجملة من الأنبياء أما هذا المعنى الآية تكون مرتبطة ببحثنا وهي قيام الحجة أو لا علاقة لها؟ أجنبية لا علاقة لها.

    أما وإن كان المراد ايراث الأرض وتسليط قوم عليها بعد قومٍ كما قال إنّ الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين وقال أن الأرض يرثها عبادي الصالحون فالمراد بالذين من قبلهم المؤمنين من أمم الأنبياء الماضين الذين أهلك الله الكافرين والفاسقين منهم ونجى الخلص من مؤمنيهم وكم له نظير في القرآن كقوم نوح وهود وصالح وشعيب كما اخبر عن جمعهم في قوله: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ) الآية 13 ـ 14 سورة ابراهيم.

    إذن هذه تنطبق على صدر الإسلام وتنطبق على زماننا وتنطبق على أي زمان آخر لماذا الانحصار في المهدي؟ وإذا تم الدليل على أن المهدي أيضاً فهو من مصاديق ماذا؟ لا أنها نازلة في المهدي إذن لا تقول لي المهدي في القرآن لا يوجد عندك المهدي في القرآن نعم المهدي في الروايات التي فسرت الآيات.

    يقول فهؤلاء الذين اخلصوا لله فنجاهم فعقدوا مجتمعاً صالحاً وعاشوا فيه حتى طال عليهم الامد فقست قلوبهم وأما قول من قال أن المراد فقط بني إسرائيل يقول لا، لا معنى لان نخصها ببني إسرائيل أيضاً بنو إسرائيل من مصاديق هذه الآية المباركة.

    تعالوا معنا إلى العبارة في صفحة 155 يقول فلينطبق على زمن ظهور المهدي يعني الآية بنحو يمكن أن تنطبق على زمن ظهور الإمام على ما ورد من صفته في الأخبار المتواترة وائمة أهل البيت بهذا الشرط لكن على أن يكون الخطاب للمجتمع الصالح لا له وحده؛ لان الآية تقول الذين آمنوا اصلا الذين آمنوا حتى لو اخذنا منكم تبعيضية إذن فرد أم مجموع؟ مجموع، ما علاقة هذه بنظرية المهدي الموعود؟ إلا أن تقول الرواية قالت انه وعلى رأس هذه المجموعة من؟ أنا لا اريد انفي ولكن لا يقول لي واحد المهدي في القرآن المهدي غير موجود في القرآن لا اسماً ولا وصفاً.

    لا وصفاً يعني ماذا؟ يعني لا أن ذكر هناك شخص هو الذي يقيم الخلافة والروايات قالت هذا الشخص من هو؟ الحجة المهدي، لا أبداً وهذا ما يصرح به السيد الطباطبائي وواقعاً الحق معه لماذا؟ لان الآية تتكلم عن العام (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) من هم البعض؟ قال هم الذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات فالآية نص في ذلك غريب والله بينك وبين الله الآية نص أم على اقصى الاحتمالات ظهور؟ بل ولا ظهور لأنه احتمال من الاحتمالات.

    هذه من اين خرج فالآية نص في ذلك؟ فالآية نص في ذلك ولا قرينة من لفظ أو عقل يدل على كونهم هم الصحابة سيدنا لماذا؟ إذا كانوا آمنوا وعملوا الصالحات والله سبحانه وتعالى فتح على ايديهم ما فتح إذ لماذا الصحابة غير مشمولين؟ حتى تعرفون الإنسان الخلفية التي يملكها ما هي؟ يقول لا يوجد قرينة لا من عقل ولا من نقل لكان ضفت ولا من تاريخ حتى أفضل لنناقشك لماذا لا يوجد؟

    وهنا نحن نحتاج في بيان المصداق إلى عقل ونقل؟ لا بل ننظر إلى التاريخ ننظر إلى المفهوم فإذا انطبق على مصداقه نقول هذا من مصاديقه وهذا قانون عام هو سيصرح به ولكن لا يلتزم.

    يقول من لفظ أو عقل يدل على كونهم هم الصحابة أو كونهم هم النبي أو كونهم هم ائمة أهل البيت يقول كلها لان الروايات ماذا قرأناها؟ نحن الأئمة يقول أبداً لا عقل ولا نقل إذن هذه الروايات تبين ليست ثابتة عنده يقول لا، ولا على أن المراد بالذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات جميع الأمة كما يقول الالوسي الذي قال (من) ما هي هنا؟ بيانية وإنما صرف الوعد إلى طائفة خاصة منهم تشريفاً لهم أو لمزيد العناية بهم فهذا كله تحكم من غير وجه.

    سؤال انت الذي تقول هو ماذا يقول في صفحة 156 فالحق أن الآية إن اعطيت حق معناها لم تنطبق إلا على المجتمع الموعود الذي سينعقد بظهور المهدي، بينك وبين الله هذه المقدمات التي قرأناها يوجد فيها هكذا ظهور أو لا يوجد؟ لا تنعقد يعني ليس له مصداق إلا ماذا؟ لا أن احسن واكمل المصاديق ظهور المهدي لا، لا تنطبق إلا يعني حتى على عهد أمير المؤمنين لا تنطبق حتى على عهد النبي أيضاً لا تنطبق لازمه إشكال مهم هذا على قوله هو ويشكل على نفسه.

    يقول فإن قلت ما معنى الوعد حينئذٍ للذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات وليس المهدي احد المخاطبين حين النزول لأنه قال بأنه هذه مختصة بالإمامة أو ليست مختصة ولا بأصحاب الإمام فالله يتكلم مع المؤمنين يقول وعد الله الذين آمنوا منكم، يخاطب أو لا يخاطب؟ لا الحجة موجود ولا اصحابه موجودون كيف يصح هذا؟

    في النتيجة القرآن عندما يخاطب احداً لابد انه مصداقه الأول من يكون؟ المخاطب ولهذا قيل أن المخاطب مصداق نصي في الآية المباركة من قبيل يتكلم عن فرعون، فرعون موسى ولكن يقول غير مشمولة أنا اتكلم عن غير فرعون يصح هذا أو لا يصح؟ نعم انت تستطيع أن تقول هذا مفهوم عام ينطبق على فراعنة آخرين، ولهذا هو يشكل هذا الإشكال اشكال مهم قلت ما معنى الوعد حينئذٍ للذين آمنوا وعملوا الصالحات وليس المهدي احد المخاطبين حين النزول ولا واحد من زمان أهل ظهور بين المخاطبين لا هو ولا شيعته واصحابه، هذا أصل قراني لن يطبقها وكان ينبغي أن يطبقها على هذه الآية.

    قلت فيه خلط بين الخطابات الفردية والاجتماعية لو كان يعبر السيد الطباطبائي بين الخطابات الشخصية والخطابات الخارجية لكان ادق مرة يقول أن القضية شخصية فلابد أن ينظر فيها إلى المخاطب ومرة أن القضية خارجية ينظر إلى المخاطب وغير المخاطب ومرة ينظر إلى قضية ليس المراد فيها المخاطب وإنما سيأتون بعد ذلك هو مقصوده هذا القسم الثالث ولم يقم أيضاً دليلاً على هذا مع أن القضايا على ثلاثة أنواع.

    اعني الخطاب المتوجه إلى أشخاص القوم بما هم أشخاص بأعيانهم يعني القضية الشخصية من قبيل تبت يدا ابي لهب أو فرعون أنا ربكم هذا فرعون شخص أم لا؟ نعم شخص أو نمرود او كالذي مر على قرية أو ابراهيم وهكذا هؤلاء من هم؟ أشخاص وان كان نحن نعتقد بما هم أشخاص يمكن أن يكون مفهوماً كلياً والخطاب المتوجه إليهم بما هم قوم على نعت كذا يقول فإذا توجه الخطاب إلى شخص فيتعدى إلى غيره أو لا يتعدى؟ لا يتعدى.

    أما إذا توجه إلى قوم على أساس صفات فيهم فكلما توفرت الصفات يخاطب أو لا يخاطب؟ وهذا هو ماذا؟ هذا وحدة المفهوم وتعدد المصداق هذا الذي عبروا عنه الأئمة الجري والتطبيق طبعاً هنا لابد نشكل على السيد الطباطبائي إذا نزلت في أشخاص ومات اولئك الأشخاص يلزم موت الآية وتلتزم انت بموت بعض الآيات القرآنية أو لا تلتزم؟ نحن لا نلتزم.

    يقول كل الآيات وإن كانت في شخص فهي ماذا؟ ولهذا وردت الروايات أن ثلث القرآن نزل فينا وثلث القرآن نزل في اعداءنا لماذا؟ نزل في اعداءنا يعني ماذا؟ يعني له مصاديق في زمان النبي والائمة وله مصاديق في زماننا وله مصاديق إلى قيام الساعة.

    فالاول لا يتعدى إلى غير اشخاصهم ولا ما تضمنه من وعد أو وعيد أو غير ذلك يسري إلى غيرهم، لا، نوافق على هذا الكلام أو لا نوافق؟ لا نوافق والثاني يتعدى إلى كل من اتصف بما ذكر فيه من الوصف ويسري إليه ما تضمنه من الحكم وخطاب الآية من قبيل الثاني على ما تقدم يعني في قوم سؤال إذا كان في قوم إذن مصداقه واحد أو متعدد؟ يعني في زماننا لا يمكن الله سبحانه وتعالى يمنّ على بعض المؤمنين ويستخلفهم في الأرض ويمكّن لهم فيعبدونه أمناً لا يخافون احداً ولا ولا، يمكن أو لا يمكن؟ فيه محذور؟ يعني يوجد منع من الآية أو لا يوجد منع من الآية؟ لا يوجد منع من الآية يمكن أن ينطبق كما انطبق في عهد رسول الله في المدينة كما انطبق من يعتقد في عهد أمير المؤمنين أو اولئك الذين اعتقدوا انه بيني وبين الله كان كذا وكذا.

    ومن هذا القبيل اغلب الخطابات القرآنية المتوجه إلى المؤمنين والكفار لا اغلب بل نحن نقول كل الآيات ومنه الخطابات الذامة لأهل الكتاب وخاصة اليهود يقول لأنه عندنا قضية عامة وهو أن القرآن كثيراً ما ذم اليهود أي يهود هؤلاء؟ يهود زمانهم؟ لماذا نحن نشارك يهود زماننا؟ يقول لان الحكم ذهب للتوصيف تعليق الحكم على الوصف مشعر بالعلية.

    ولهذا يقول من هذا القبيل فإذا جاء وعد الاخرة ليسوئوا وجوهكم فإن الموعودين لم يعيشوا إلى زمن انجاز هذا الوعد إذن لماذا القرآن يخاطبهم؟ مع انه سوف هذا الوعد يرونه أو لا يرونه؟

    تعالوا إلى الآية ونظيره الوعد المذكور في قوله ذي القرنين (فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء) وإذا وعده تعالى الناس بقيام الساعة وانطواء بساط حياة الدنيا نراه نحن أو لا نراه؟ لا نراه وقبلنا رأوه أو لم يروه؟ لكن وعد الناس، فإذن المراد من؟ المصاديق الذي سيكون في آخر الزمان.

    سيدنا هو وعد الله الذين آمنوا أصلاً منكم أيضاً اجعلها ما هي؟ تبعيضية سلّمنا لماذا تخصصها بالمهدي واصحاب المهدي؟ ارجع للعبارة فالحق لم تنطبق إلا على المجتمع الموعود الذي، لا بل تنطبق على كل مجتمع اجتمعت فيه هذه الاوصاف (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) انتهت القضية، نعم من حقك أن تقول بحسب المنطق الروائي اكمل المصاديق متى؟ إذا ثبت بالروايات هذا أيضاً تابع للنص الروائي.

    فالآية الحق والانصاف إذا جاء احد وقال بمقتضى البحث التفسيري أقول أن هذه الآية مختصة بمن؟ بمهدي آخر الزمان واصحابه وشيعته فنقول توجد دلالة الآية أو لا توجد؟ لا توجد أي دلالة يعني بعبارة أخرى أنا اشير إلى بعض المحاور.

    من المحاور التي تقدم الكلام عليها أن هناك شخصاً معيناً حي يرزق في هذه الدنيا وانه الإمام الثاني عشر من ائمة أهل البيت تمام اليست هذه كانت من المحاور؟ بينكم وبين الله الآية لها دلالة على هذه أم لا؟ أصلاً تتكلم عن مجموعة من الذين آمنوا وعملوا الصالحات فإذن شخص أم مجتمع؟ مجتمع، هؤلاء المجتمع يريدون يعينوا شخصاً هم احرار أو الذي قادهم هو الإمام الحجة هذا بحث آخر.

    ولهذا نحن قدمنا البحث في المحاور العشرة المتقدمة قلنا بأنه نحن عندما نريد أن نبحث قرآنياً لنرى أن هذه المحاور يمكن اثباتها قرآنياً أو لا يمكن؟

    اثنين: من المحاور أن هذا في آخر الزمان يوجد في الآية شيء يقول في آخر الزمان، لعله في وسط الزمان أصلاً حتى الحجة الذي يخرج ويقيم العدل في الأرض لعله بعد مئة سنة مئتين سنة حكومته تنهار لأنه هو لا يبقى خمسة آلاف سنة ولا يبقى مئتين الف سنة في النتيجة يذهب يأتي خلفائه من بعده وبعد ذلك تنحرف المسيرة، ألم تنحرف المسيرة بعد رسول الله؟ إذ تنحرف بعد من؟ وايضا تستمر الدنيا إلى خمسين مليون سنة ما المحذور في ذلك؟ من اين تقولون انه آخر الزمان؟ ونظرية المهدوية الإسلامية أو الشيعية ماذا تقول؟ هذا من اين يخرج من الآية المباركة؟ من حقك أن تقول إلى الآن كما قال السيد الطباطبائي إلى الآن لم يتحقق فليتحقق بعد ذلك لكن من اين تقول انه آخر الزمان؟

    من المحاور أنها كل الأرض أم ارض فيها دولة قوية الآن بينكم وبين الله الآن في العالم بتعبير الحداثة أو السياسة الفقه السياسي توجد دول متعددة قوية ولا تستطيع الدولة الأخرى أن تفرض عليها آراءها فلعله الإمام عندما يظهر يقيم دولةً قويةً واقعاً كل هذه الشرائط يمكنن لهم دينهم يبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا هذا يستلزم أن يكون كل الأرض أو لا يستلزم؟ أبداً أي استلزام لا يوجد، تقول لا، الروايات قالت أقول صار البحث روائي أنا اتكلم في البحث التفسيري وفي البحث التفسيري لا يشير إلى هذا المحور أيضاً.

    الجواب ولهذا السيد الطباطبائي يقول أما تطبيق الآية على خلافة الخلفاء الراشدين أو الثلاثة الأول أو خصوص علي فلا سبيل إليه البتة سيدنا بأي دليل تقول لا ينطبق؟ المفهوم ما هو؟ عام هذا المفهوم العام أقول ينطبق على زيد وعلى عمر وعلى خالد وعلى محمد وعلى علي تقول لا إلا زيد لا ينطبق عليه ما هو الدليل؟

    من الآية اين؟ إلا أن ترجع إلى البحث الروائي والبحث التاريخي وهذاك يكون بحث مذهبي أم بحث قراني؟ يكون بحثاً مذهبياً بامتياز لأنه رواياته وتأريخه يقول أن الأمة الإسلامية الآن إذا عددها مليارين مسلم 50% منها ببركة الخليفة الثاني الذي فتح هذه البلدان، وإلا إذا لم يكن فاتح العراق لم يفتح الشام لم يفتح الفارس لم يفتح إيران كان يوجد فيها كلمة لا إله إلا الله أو لا يوجد؟

    قد يوجد وقد لا يوجد أنا لا اريد أقول لا يوجد وانت أيضاً تقول ثقّل الأرض بكلمة لا إله إلا الله، ما قال ثقّل الأرض بكلمة لا اله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله والائمة الاحد عشر من بعده وخصوصاً الإمام الثاني عشر هالشكل قال؟ أنا انقل رؤية الآخر هكذا يفكّر يقول وأما تطبيق الآية على خلافة الراشدين أو الثلاثة الأول أو خصوص علي فلا سبيل إليه، لماذا في زمن علي لا سبيل إليه؟ اتركنا من الخلفاء الراشدين الثلاث، لماذا في عصر علي لم يكن كذلك؟

    ولذا انت عندما تأتي إلى العلامة الالوسي يقول الشواهد التي عندهم في صفحة 444 يقول وانت تعلم أن كون الخطاب لعامة الكفرة خلاف الظاهر هذه منكم لا كل الكفار وحمل الفعل الماضي إلى اخره إلى أن يقول وفيما ذكره عن سبب النزول فقد اخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة عن أبي بن كعب قال لما قدم رسول الله المدينة وآوتهم الانصار رمتهم العرب عن قوس واحدة اجتمعت كلمة العرب على اطفاء هذه البقعة المباركة، فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ولا يصبحون إلا في السلاح فقالوا لمن قالوا؟ لرسول الله، ترون إنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله تعالى.

    يعني واقعاً يأتي ذلك اليوم الذي نعيش في بلداننا في المدينة حوالي المدينة في مكة في العراق ونعيش ماذا؟ نحن الأسياد والاخرون ماذا؟ إذا خالفوا ديننا يخافون على أنفسهم لا نحن نخاف منهم على ديننا، أيمكن ذلك؟ فنزلت وعد الله الذين آمنوا منكم الآية وهذا تحقق أو لم يتحقق؟ تحقق ولكن هذا ليس معناه أنه لا مصداق له، لا، لا يقول لي قائل سيدنا هذا خلاف مبناك، لا، اريد أقول وتلك من مصاديقها.

    يقول الحاكم كان كافراً كان منافقاً ثم ماذا؟ الآية لم تقول والحاكم عليكم ماذا؟ إمام معصوم قال الآية؟ فلعه في عهد بني امية حصل ذلك في عهد بني العباس حصل ذلك يعني ماذا؟ يعني مجتمع بيني وبين الله يشعر بكذا وإن كان في عهد بني امية كثير من الناس لم يكونوا بهذا الشكل.

    إذن الآية قابلة للانطباق على موارد كثيرة ولا يتأتى معه الاستدلال بالآية على صحة أمر الخلافة أصلاً ولعله لا يقول به وإن كانت من بيانية إذن انت ماذا تقول في الآية؟ يقول فالمعنى وعد الله الذين آمنوا الذين هم انتم لأنه منكم ليست تبعيضية وعد الله الذين آمنوا من آمنوا؟ أنتم هذه منكم ليست تبعيضية وإنما بيانية أي ليجعلنهم خلفاء متصرفين فيها في الأرض تصرف الملوك في مماليكهم أو خلفاء والمراد بالارض جزيرة العرب وهذا تحقق، طبعاً إشكالنا على الالوسي نقول لماذا تريد أن تحصرها في جزيرة العرب؟ وقيل ما رآه عليه أفضل الصلاة والسلام من مشارق ومغاربها كما قرأنا الرواية زويت لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك امتي ما زوي لي منها وقد بلغ ولعله سيبلغ أوسع، ما فيه محذور، كما استخلف الجار والمجرور متعلق الذين من قبلهم هم بنو إسرائيل أيضاً اشكالنا لا انه لماذا بني الاسرائيل الحصر في بني إسرائيل غير تام، بل من مصاديقه كما اغرق فرعون وجنوده اعطى لهؤلاء استخلفهم الله عز وجل في الشام بعد اهلاك الجبابرة وكذا في مصر على ما قيل من أنها صارت تحت تصرفهم وقرأ وليمكنن دينهم وليستخلفنهم إلى آخر الآية المباركة.

    فتحصل إلى هنا أن ما ذكر في معجم احاديث المهدي أنها مختصة بالقائم واصحابه أو أنها مختصة بالأئمة أو انه ما قاله الطباطبائي انه لا تنطبق إلا على ماذا؟ كلام غير دقيق وغير تام علمياً وتفسيرياً وما ذكر في النصوص الروائية على فرض صدورها عن ائمة أهل البيت تبين واحدة من المصاديق الاكمل كما قلنا نظير ذلك في قوله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا) قلنا كل ما ورد في القرآن يا ايها الذين آمنوا يمكن بقرينة الشواهد يمكن أن يكون على رأسها علي أمير المؤمنين ولكن هذا لا يمنع انه يشملني أو لا يشملني؟ أيضاً يشملني لان الآية تتكلم عن الذين آمنوا وانا مصداق من مصاديق الذين آمنوا وبهذا يتحقق المعنى الذي اشارت إليه النصوص الروائية أن الآية إذا نزلت في قوم ومات اولئك القوم لو قلنا مختصة للزم موت تلك الآية ولكن نحن نقول وحدة المفهوم وتعدد المصداق.

    هذا تمام الكلام في الآية الثالثة، الآية الرابعة والخامسة إذا وجدت آيات أخرى في القرآن تكون مناسبة نقف عندها أيضاً لأنه من الآيات المهمة أيضاً التي بحثت في هذا المجال (من يرتد عن دينه) في سورة المائدة (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) إن شاء الله إلى وقت آخر والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/02/03
    • مرات التنزيل : 2775

  • جديد المرئيات