نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (171) هل يمكن للمرأة أن تصل إلى مقام النبوة؟ (9)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    مقتضى الاستدلال في هذا البحث وهو أنّه هل أن هذا المقام العالي والسامي في المقامات المعنوية القرآنية هل هو مختص بالذكور فقط أم أنّه شامل للذكور والإناث معاً البحث كان هذا، حيث قلنا بأن البعض يرى أن هذا المقام الذي يعد من أعلى المقامات في القرب والمقامات المعنوية القرآنية هذا المقام مختص بالذكور ومن هنا استدلوا على من هذا على أن جملة من المقامات المعنوية لا يمكن للإناث أن تصل أو يصلوا إلى مثل هذا المقام المعنوي.

    في مقام الاستدلال على عدم الاختصاص لابد أوّلاً من إثبات المقتضي لذلك يعني أن المقام عام ثم البحث أنّه يوجد هناك ما يمنع من هذا المقام أو لا يوجد، فيما تقدم في الأبحاث نحن أثبتنا الاقتضاء يعني مقام الخلافة قلنا أن مقام الخلافة مختص بالذكور أو ليس مختصاً؟ ليس مختصاً بالذكور وهذا ما أثبتناه بشكل واضح صريح، مقام الولاية، مقام نفخ الروح الإلهي والى غير ذلك، قلنا أن كل هذه المقامات التي أشار إليها القرآن الكريم لا دليل على الاختصاص بأي نحو من الأنحاء.

    إذن لو كنا نحن والأدلة العامة من الواضح أن الأدلة العامة شاملة للذكور والإناث معاً اللهم إلا على من يرى أن هذه الضمائر مختصة بالذكور وهذا ما لم نوافق عليه في الأبحاث السابقة على ما سلكناه من المباني والقواعد القرآن الكريم لم يفرق بشكل عام لا بالخصوص يعني ليس البحث في الذكور والإناث وإنما بشكل عام يعني الإنسان قادر على أن يصل إلى جميع المقامات المعنوية التي أشار إليها القرآن الكريم.

    نعم هنا حاول البعض أن يستدل بآيات من القرآن أن بعض هذه المقامات مختصة بالرجال الآيات التي تقدمت الإشارة إليها ومن هنا نحن دخلنا في بيان الآيات التي تعرضت لهذه المسألة وهل أن مقام النبوة في القرآن مختص بالرجال والذكور أو ليس مختصاً واتضح لنا فيما سبق بما لا مجال يعني بالمناقشات التي اشرنا إليها أنّه لا دليل على الاختصاص إذن المقتضي العام باقٍ على عمومه ولا يوجد ما يخصص ذلك العموم وما ذُكر من الآيات القرآنية لإثبات الاختصاص بالرجال والذكور غير تام.

    إلى هنا يتضح لنا بشكل واضح وصريح أنّه لا دليل على الاختصاص فهذا الدليل هذا هو الدليل الأول إن صح التعبير هذا هو الدليل الأول لإثبات الأعم والبحث بحث قرآني لم ندخل نحن إلى البحث الروائي وكلمات العلماء أبداً، نحن والبحث القرآني، البحث القرآني المقتضي للعموم تام والمانع موجود أو مفقود؟ مفقود إذن يبقى ذلك العموم على عمومه، ذلك العام والشامل على شموله للذكور والإناث.

    إلا أنّه قد يقال كما ذكر شيخنا الأستاذ شيخ جوادي إلا أنّه قال دليل على المنع لا يوجد ولكن دليل الإثبات أيضاً ليس بتلك القوة لماذا؟ لأنه عموم الضمائر التي وردت في الخلافة والولاية وغيرها مرتبطة بمن؟ بالذكور ولهذا عبارته كما قرأناها في تسنيم في المجلد الرابع عشر صفحة 241 يقول حاصل اينكه دليل منكران نبوت ضعيف است الذين ينكرون نبوة النساء والإناث هذا الإنكار دليلهم قوي أم ضعيف؟ ضعيف ولكن، أما دليل مثبتان نيز چندان قوي نيست ولكن دليل المثبتين للنبوة للإناث وللنساء أيضاً ليس بتلك القوة ما هو منشأ هذا التأمل؟ من شيخ جوادي ما هو منشأه؟

    منشأه أن مقام الخلافة مقام الولاية المقامات الأخرى قال هذه مجموعاً واردة بصيغة المذكر فحملها على النساء أيضاً يحتمل وإن كان في مكانات أخرى هو ذكر أنّه هذا مراد منه الإنسان على سبيل المثال في كتابه زن در آيينه جلال و جمال هذا من كتب شيخ جوادي ايت الله عبد الله جوادي آملي مركز نشر اسراء.

    في صفحة 187 يقول شرح اين اسفار چهارگانه في الأسفار الأربعة الذي هو السفر من الخلق إلى الحق ومن الحق إلى الحق ومن الحق إلى الخلق ومن الخلق إلى الخلق هناك يقول هذه المراحل التي اشرنا إليها في مقام الولاية أين از زن ومرد شامل للرجال والنساء وانتم تتذكرون في النبوة الانبائية بعد مقام الولاية در أين وقت به سوي حق هيج فرقي بين مذكر ومؤنث نيست لا يوجد فرق في السفر من الخلق إلى الحق وفي السفر من الحق إلى الحق أن اكرمكم عند الله اتقاكم إذا يوجد هناك فرق مرتبط بمقام الرسالة والتبليغ ونحو ذلك والآن نحن ليس بحثنا في مقام الرسالة والتبليغ وإنما بحثنا أين؟ في المقامات المعنوية التي عبرنا عنها أنها مقام الولاية.

    وآنچه در سفر دوم إلى أن يقول بحث مفصل عنده مولانا يقول على هذا الأساس وآنچه لازمه أين است يعني نبوت انبائي وتعريفي بين زن ومرد فرقي نيست في النبوة الانبائية هنا يقول ودليل المثبتين أيضاً ليس بذلك القوي هذا مخالف لما هو ذكره في هذا الكتاب على أي الأحوال إذن هذا هو الدليل الأول.

    الدليل الثاني الذي هو أيضاً بحث قراني بمعونة روائية، أساساً نحن نتكلم في النبوة الانبائية وفي النبوة التعريفية وفي النبوة التشريعية هذه المقامات أساساً ما هو الملاك أن نقول هذا نبي وهذا ليس بنبي ما هو الملاك؟ الآن لو جئنا إلى البحث الفقهي واضح عندنا هذا عادل هذا ليس بعادل لابد أن نعرّف ماذا؟ العدالة ما هي؟ إذا شخص قال العدالة هي حسن الظاهر إذن إذا كان ظاهره حسناً فهو عادل أما إذا شخص عرّف العدالة بأنها ملكة فإذن لابد أن تتحقق من وجود الملكة.

    الآن السؤال الذي عادةً مع الأسف الشديد في كتب الكلام لا يوجد هذا البحث بأي ملاك نقول هذا نبي وهذا ليس بنبي، فيما يتعلق بالرسالة واضح وهو أنّه يأتي برسالة إلى قوم قلّوا أم كثروا يونس ارسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون إلى مجموعة واضحة ولكن رسول مرسل أرسلنا، نبي آخر يرسل إلى ما ادري مليون نبي آخر يرسل إلى البشرية ولكن إلى بشرية مؤقتة بزمان كما في شريعة نوح وابراهيم وموسى وعيسى هذه كانت شريعتهم عامة لكل البشرية ولكن من حيث الزمان مطلقة أم مقيدة؟

    أما عندما تأتي إلى الشريعة الخاتمة هي من حيث الشمول شاملة للبشرية جميعاً ومن حيث عمود الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بناءً على الخاتمية أليس كذلك؟ إذن الرسالة واضحة إنما الكلام أين؟ في النبوة ما هو ملاكها.

    الآن لو سألنا احد ما هو ملاك أن نقول هذا نبي وهذا ليس بنبي ما هو الملاك؟ على أي أساس؟ قد يقول قائل إذا كلّم الله أحداً فهذا نبي هنا يأتي السؤال كلّمه بشكل مباشر أو كلّمه بواسطة وحي أي منهما؟ القرآن الكريم عندما نأتي إلى سورة الشورى الآية 51 من سورة الشورى نجد أن القرآن الكريم بشكل واضح وصريح يقول وما كان لبشر نحن الآن نتكلم في دائرة الإنسان لا ما هو خارج عن الإنسان اوحينا إلى النحل لا ليس بحثنا الآن في غير الإنسان الآن بحثنا في الإنسان.

    وما كان لبشر أن يكلمه الله، إذن الله يكلّم البشر ما هي طرق تكليم الله للبشر؟ الآية أشارت إلى طرق ثلاثة: إلا وحياً هذا واحد أو من وراء حجاب هذه اثنين أو يرسل رسولاً مراده من الرسول يعني الملائكة أو يرسل رسولاً فيوحي هذا الرسول لا الله فيوحي الرسول إلى هذا البشر بإذن الله ما يشاء هذه طرق التكليم.

    سؤال كلما تحقق التكليم تتحقق النبوة أو لا؟ هذا واقعاً الأعزة فليتابعوا الأبحاث الكلامية أنّه متى نقول هذه نبوة الله كلّمه بشكل مباشر أو غير مباشر هذا أوّلاً، كلّمه في النوم أو كلّمه في اليقظة كلّم الله إبراهيم متى؟ أني أرى في المنام أني اذبحك الله سبحانه، النبي الأكرم رأى في النوم كذا وكذا أليس كذلك.

    سؤال في اليقظة يراه بعينه أو فقط يسمع أي منهما؟ قد يسمع وقد يرى وقد يسمع ولا يرى، ولا يصح أن نقول وقد يرى وقد يسمع هذا لا يصح، كلما تحقق البصر تحقق السمع ولكن ليس بالضرورة كلما تحقق السمع تحقق البصر.

    سؤال هذه كلها رؤية أو يقظة؟ عفواً في اليقظة يرى أو في النوم؟ يسمع أو لا يسمع؟ يعاين أو لا يعاين؟ يوجد فيه تكليف أمر ونهي أو لا يوجد؟ مثلاً في قضية إبراهيم يوجد تكليف إني أرى في المنام أني اذبحك يعني أمرت بأن ماذا؟ اذبحك هذا تكليف ولهذا إسماعيل امتثل للأمر أو لا؟ إذا كان مسألة اخبارية وما ادري تصورية وما ادري اختيارية ما كان إبراهيم يتله للجبين إذن كان هناك أمر بأن يذبحه، تله للجبين افعل ما تؤمر إذن يوجد أمر أو لا يوجد أمر والأمر كثير.

    تعالوا معنا إلى آل عمران (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى) نادته الملائكة رأى الملائكة لو فقط سمعهم ايهم؟ الآية ساكتة عنها (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِي الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً) هذا أمر ونهي ونحو ذلك.

    في كل هذه المنظومة التي اشرنا إليها وهو أما يقظة أما مباشر وأما غير مباشر المباشر بلا ملك غير المباشر مع توسط ملك أما في يقظة وأما في نوم وإذا كان في يقظة أما يصاحب السماع الرؤيا أيضاً يعاين أو لا وإذا كان هذا أو ذاك أو إلى غير ذلك أما فيه أمر ونهي أو لا، متى نقول هذا نبي وهذا ليس بنبي ما هو الضابط؟

    ولهذا واقعاً الذي يقول ليس بنبي لم يذكر الضابطة والذي يقول نبي أيضاً لم يذكر الضابطة على أي أساس نقوم، وهو أنّه أساساً نحن لابد في البحث القرآني نعرف ما هو ضابط النبوة ليس بالضرورة النبوة تشريعية لا بل اعم من ذلك اعم من الانبائية والتشريعية نحن عندما نأتي نجد بأنه جملة من الأعلام يقولون لا هذه ليس نبوة لماذا؟ لا تفهم على سبيل المثال العلامة الشعراني في حواشيه على شرح أصول الكافي والروضة للمازندراني في المجلد الخامس صفحة 134 يقول وليس صرف ارتباط قلوب الأولياء في العرفاء مثلاً ولا الحجج كأئمة أهل البيت أو اوصياء الأنبياء السابقين مع عالم الغيب نبوة، ليس مطلق الارتباط يطلق عليه نبوة شيخنا لماذا على أي أساس تقول مطلق الارتباط ليس نبوة؟ لماذا؟ بل هو الهام على أي أساس؟

    أعيد القراءة وليس صرف ارتباط قلوب الأولياء مطلق الأولياء بل ولا الحجج حجج الله على خلقه مع عالم الغيب نبوة إذن ما هي النبوة؟ عرّف لنا النبوة؟ يقول كلما اشتد ذاك الارتباط بالغيب بعالم الغيب ارتباط قلوب الأولياء أو الحجج بعالم الغيب كلما اشتد وقوي هذه اثنين وأمنوا من الغلط والاشتباه يعني أن يثبت أن ذاك الولي أو ذلك الحجة معصوم إلا اوحي إليهم الأمر والنهي.

    بيني وبين الله كيف نشخص أنّه هذا ضعيف أو شديد؟ هذا معصوم أو ليس بمعصوم من أين؟ لازم هذا الكلام لازمه إذن الأئمة ماذا يصيرون؟ يكونوا أنبياء ولو نبوة ماذا؟ ولكن هو ماذا يقول؟ يضيف إليها قيداً جديداً، يضيف إليها قيداً جديداً هذا تعريف النبوة عنده يقول إلا أوحي إليهم الأمر والنهي إذن يتبين يقول متى نطلق النبوة إذا وجدت العصمة وكان فيها تشريع أمر ونهي يقول وبعد ذلك سواء كان ذلك الأمر والنهي خاصاً بأنفسهم أو بقومهم هؤلاء القوم قليلاً كانوا أو كثيراً أو لعامة الناس فقط كما في أنبياء أولي العزم أو لعامة الناس والأنبياء الذين يأتون بعدهم يعني ليست فقط شرائعهم عامة أئمة لمن يأتون، إمام كما في النص الذي قرأناه.

    سؤال شيخنا على أي أساس تقول بأنه فقط النبوة هذه وليست ماذا؟ بأي ملاك ولهذا في صفحة 135 هذه عبارته يقول فإن كانت الغلبة على العقل فقط سمي إلهاماً وليست نبوة وقد أطلق عليه الوحي في القرآن وإن غلب مع ذلك على السمع سمع الصوت أيضاً وإن غلب على البصر عين الملك إلى آخره، المهم هذا ليس بحثي ولا أريد الآن الدخول فيه أعزائي.

    إذن على هذا الأساس إذا قلنا بشكل عام إذا قلنا أن خطاب الملائكة وحوار الملائكة مع إنسان يدل على ماذا؟ على النبوة أي نبوة اعم من أن تكون نبوة انبائية أو نبوة تشريعية فهو ما هو؟ فهو نبي، إذا قبلنا هذا الأصل الكلي الذي بحثه لابد يحقق عند ذلك لابد أن نقبل أن مريم نبياً.

    ولهذا تعالوا مرة أخرى معنا إلى الآية من سورة آل عمران انظروا الآية أساساً من أين تبدأ الآية 35 (إِذْ قَالَتْ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) انظروا هنا لا يوجد الله سبحانه وتعالى لا الملائكة خاطبتها ولا الله خاطب امرأة عمران فقط هي تدعو الله كما أنا وأنت أيضاً ندعو الله فلما وضعتها قالت ربِ أني وضعتها أنثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر واني سميتها فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفّلها زكريا.

    زكريا نبي أو ليس بنبي؟ نعم تقولون نبي بأي دليل؟ سيتضح، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لكِ هذا؟ قالت هو من عند الله إلى هنا أيضاً لا دلالة لماذا؟ لأنه الله سبحانه وتعالى قد يرزق الإنسان من حيث لا يرى ولا يسمع ولا يخاطب ولا يشافه هذا لا دلالة فيه على النبوة.

    (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ) نادته الملائكة أما سماعاً ورؤيةً ومعاينةً وأما سماعاً بلا ماذا؟ وانتم تقول هذه دلالة على النبوة هذه أمامكم والقضية فيها أمر ونهي أو لا يوجد فيها أمر ونهي؟ لا يوجد يطلب الذرية مرتبطة بالذرية دعاء بطلب الذرية لا أمر ولا نهي، فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيا مصدقاً بكلمة من الله وسيده حصوراً ونبياً من الصالحين قال ربي أنا يكون انظروا حوار، هذا الحوار مباشر أو غير مباشر لا يفرق ولكن هذا دليل على النبوة هذا الحوار المباشر أو غير المباشر بينه وبين الله دليل على النبوة والا دليل آخر انتم ما عندكم بأنه زكريا نبي من الأنبياء.

    (قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ * وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ) إذا كان مخاطبة الملائكة لزكريا دليل على نبوته لماذا عندما تصل إلى مريم لا يكون دليلاً على نبوته بنفس السياق (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) وفيه أمر ونهي (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) أمر ونهي أو لا يوجد؟ أمر فإذن تشريع أو ليس بتشريع؟ تشريع، وان كان تشريعاً مختصاً بمريم، لم تثبت لنا انه لكي يكون بشراً نبياً لابد أن يكون التشريع له ولغيره ما قلت هذا فإذن ليست فقط النبوة الانبائية لمريم بل النبوة …. أحسنتم .

    نعم قد تكون دائرة التشريع مرتبطة بشخص كما قلنا في بحث سابق أن النبي صلى الله عليه وآله قبل الأربعين كان نبياً لكنه مبعوثاً للاخرين أو مختص بنفسه؟ ولهذا لم يكن متعبداً بشرائع سابقة وإنما متعبد بالشريعة التي هو بها على صحة هذا المبنى والنظرية (اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) (إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ) كما هناك فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب الكلام الكلام (إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) حوار بينها وبين الله، إما بالمباشر (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا) إما مباشر وإما غير مباشر (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).

    وعلى هذا الأساس يتضح ما قاله القرطبي وقرأناه فيما سبق القرطبي المجلد الخامس في ذيل هذه الآيات قال فظاهر القرآن والأحاديث يقتضي أن مريم أفضل من جميع نساء العالم من حواء إلى آخر امرأة تقوم عليها الساعة فإن الملائكة قد بلّغتها الوحي عن الله عزّ وجلّ بالتكليف والأخبار والبشارة كما بلّغ سائر الأنبياء انتم ما هو دليلكم على أن الآخرين أنبياء؟ هذا الخطاب وهذا الحوار هذا أن الملائكة كلمت الآن هم الملائكة كلّمت لماذا هنا يكون الهاماً وهناك يكون نبوة هذا التفريق من اين جاء؟ نعم كل ما تستطيعون أن تقولوا أن مريم لم يكن لها شريعة للآخرين ونحن قلنا فيما سبق لا يوجد أي دليل يقول انه لابد كي يكون الشخص نبياً لابد أن تكون عنده رسالة تتجاوز تكاليف نفسه هذا من اين جئتم به.

    ولهذا عبارته واضحة يقول فإن الملائكة قد بلّغتها الوحي عن الله عزّ وجلّ والأخبار والبشارة كما بلّغت سائر الأنبياء الملائكة نبيك يعني الملاك الذي ذكره القرآن لإثبات نبوة الأنبياء نفس ذلك الملاك موجود في مريم والنبي الآن الذي لم نوافق عليه والنبي أفضل من الولي قلنا هذا الكلام تام أو غير تام لماذا؟ لأنه قلنا بأنه أساساً الولاية هي أصل النبوة ودرجة النبوة تابعة ماذا؟ فإذا ثبت لامرة نعم من حقكم أن تقولوا أن القرآن لم يثبت هذا المقام بشخص الا مريم الحق معكم القرآن لم يثبت هذا المقام يعني مقام مخاطبة الملائكة لامرة غير مريم هذا كلام ولكن إذا ثبت بدليل آخر أن امرأة أيضاً خاطبتها الملائكة كما هو الاعتقاد السائد في مدرسة اهل البيت في مصحف فاطمة الذي كان من الملائكة كانت تخاطبه هذه قضية داخلية وهذا داخل المدرسة وليس خارج هذه مريم مسألة عامة يعني مقصودي عامة يعني قرآنية ذيك روائية مرتبطة بالنصوص الروائية عندما نأتي إلى الروايات طبعاً هنا يوجد بحث قيّم للعلامة الشعراني المجلد الخامس صفحة 134.

    تعالوا إلى الرواية في اصول الكافي هذه مؤيدات المجلد الأوّل صفحة 425 يعني باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة الرواية قال أبو عبد الله الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات هذه أنبياء مرسلون هذا من الناحية اللغوية مختص بالذكور أو اعم؟ بناءً على نظرية المشهور لا، هذه مختصة بمن؟ لا اقل المرسلون باعتبار الواو والنون جمع هذا مختص جمع مذكر السالم هكذا يقولون ولكن نحن على مبنانا اختصاص أما الأنبياء هم قد يقول هذا جمع النبي وإذا كان يريد أن يشمل النساء لابد أن يقول والنبيات مثلاً .

    إذن لو كنا نحن وفقه اللغة وقواعد اللغة على المشهور يقولون هذه مختصة بالذكور اما على المبنى الذي نحن قلنا شامل لهما فإذا عليه فنبي يعني مذكراً كان أو منبأ في نفسه لا يعدو غيرها كما في مريم أصلاً افترض لا يوجد لها تكليف الا في نفسها ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقضة ولم يبعث إلى أحد وعليه امام ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد أرسل إلى طائفة أو كثروا كي يونس وعليه امام والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقضة وهو امام مثل أولي العزم وبين أولي العزم أيضاً درجات لان بعض أولي العزم من حيث الزمان تنتهي وبعضهم لا ينتهي وقد كان ابراهيم إلى آخره.

    هنا العلامة الشعراني يبين البعض لماذا في النوم دون اليقضة ولما إذا كان في اليقضة بعضهم يسمع ولا يرى وبعضهم يسمع ويرى ويمز بين هذه المراتب الثلاث أو الطبقات طبقة فقط عقل وطبقة سمع بلا بصر وطبقة عقل وسمع وبصر بحث قيم ومفيد.

    تعالوا أعزائي إلى صفحة 429 الحديث الثاني كتب الحسن إلى الرضا جعلت فداك اخبرني مالفرق بين الرسول والنبي والامام فكتب الفرق بين الرسول والنبي والامام أن الرسول ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي وربما رأى في منامه نحو رؤيا والنبي ربما سمع الكلام وربما رأى الشخص ولم يسمع هذا بحث آخر إذن هنا النبي ربما سمع الكلام مريم سمعت كلام الملائكة إذ قالت الملائكة افترض انه لم ترى جيد جداً فإذن بحسب النص الروائي أيضاً نبي بحسب الطبقات الأنبياء والمرسلين.

    ومن هنا يتضح أنما ذكره شيخنا الجوادي هذا في الدليل الثاني وهذا الدليل الثاني فرقه عن الأول أن الدليل الثاني دليل على اثبات النبوة لخصوص المرأة الدليل الأول كان دليلاً عاماً اعم من الذكور والإناث الذي أشكل عليه اما هذا الدليل إذا قلنا الملاك مخاطبة أو تكليم الله للبشر إذا هذا الملاك فمريم الله سبحانه وتعالى كلّمها فإذن هي نبية لا يقول لي قائل سيدنا ما هو الفرق بين الدليل الفرق بينهما واضح ذاك للعموم وهذا من باب الخصوص.

    هذا المعنى بشكل واضح أشار إليه شيخنا الجوادي في المجلد الرابع عشر من تسنيم صفحة 241 يقول برهان نقلي در نفي رسالة زنان آيه (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) يقول البرهان النقلي الذي استند إليه لنفي رسالة النساء هذه الآية ووقفنا عندها در صورت إطلاق وشمول رسالة زنان براى زنان يعنى چنانچه إطلاق آيه رسالت زن براى زنان نيز نفي كند نمى تواند نبوة تشريعي را در اين حد كه زن خودش صاحب شريعت باشد خود را به واسطه فرشتگان دريافت كند منكر شد.

    يقول هذه الآية على فرض تماميتها لا يمكن أن تنفي نبوة المرأة لنفسها وللنساء وهذا أن شاء الله تعالى سيأتي في بحث امامة الجماعة هل يمكن للمرأة أن تكون امام الجماعة أو لا يمكن؟ وإذا قلنا نعم انتهينا وإذا قلنا لا، هذا ينفي امامتها للرجال فقط أو لينفي امامتها للرجال والنساء أي منهما هذان بحثان وليس بحث واحد مرة نقول صلاحية لها لإمامة الجماعة ذاك بحث ومرة نقول لا، لا صلاحية لها لإمامة المرأة للرجال وامامة الجمعة أيضاً كذلك نفس الكلام أيضاً نقولها في الرسالة مرة ننفي كون المرأة رسولاً للناس رجالاً ونساءً ومرة نقول لا، لا يمكنها أن تصل إلى مقام الرسالة حتى لنفسها وحتى لو لغيرها بل لنفسها.

    الجواب يقول لا دليل في القرآن على اننا يمكننا أن ننفي الرسالة عن المرأة أن تصل إلى مقام الرسالة لنفسها ولغيرها وان كنا نساءً فقط إذن من الناحية القرآنية في عقيدتي يوجد دليلان قويان محكمان لإثبات أن هذا المقام المعنوي العال والسامي في القرآن وهو مقام النبوة والرسالة ليس مختصاً بالذكور وإنما هو عامٌ شاملٌ للرجال نعم قد تقول لي بحسب الواقع الخارجي نحن لم نجد نبياً ذاك بحث آخر وذاك مرتبط بالظروف التاريخية والأوضاع إلى آخره هل يوجد دليل آخر على المنع؟ يوجد دليلان آخر على المنع يعني على منع وصول المرأة أو عدم امكان وصول المرأة إلى هذا المقام، الدليل الثاني هو الإجماع المدعى في المقام، الدليل الثالث هي النصوص الروائية من الناحية القرآنية ليس فقط لم نجد دليلاً على المنع بل وجدنا دليلاً على الإثبات أيضاً كما اشرنا.

    تعالوا معنا إلى الدليل الثاني وهو الإجماع، ادعى مجموعة من الأعلام أنه هناك إجماع على عدم الإمكان منهم البيضاوي في تفسيره تفسير البيضاوي في ذيل هذه الآية من سورة آل عمران يقول فإن الإجماع على أنه سبحانه لم يستنبأ امرأة يقول يوجد إجماع على أن الله لم يستنبأ امرأة من هنا حاول البعض أن البيضاوي يقول هناك إجماع على عدم وصول المرأة إلى مقام النبوة هذا المورد الأوّل.

    المورد الثاني: في البداية والنهاية لابن كثير يقول وأما على قول الجمهور كما قد حكاه (البداية والنهاية المجلد الثاني صفحة 425 طبعة دار عالم الكتب) أبو الحسن الأشعري وغيره عن أهل السنة والجماعة من أن النبوة مختصة بالرجال وليس في النساء نبياً هذا هم المورد الثاني، وهذا ما أشار إليه أيضاً ابن كثير في تفسيره المجلد الثامن صفحة 93 يقول الذي عليه اهل السنة والجماعة وهو الذي نقله الشيخ الأشعري انه ليس في النساء نبية وإنما فيهن صديقة لا نبية هذا الإجماع تام أو ليس بتام؟ تكملة البحث غداً والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/02/17
    • مرات التنزيل : 2242

  • جديد المرئيات