نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (177) جواز تقليد المرأة في المعارف الدينية (3)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    خارطة البحث كانت كما يلي وهو أنّه لابد لكي نحقق في مسألة جواز الرجوع إلى المرأة في منظومة المعارف الدينية لابد أن نبحث أساساً في مسألتين:

    المسألة الأولى جواز الاجتهاد بالمعنى الأعم وأنه غير منهي عنه هذه الاعمية غير منهي عنها.

    المسألة الثانية: جواز رجوع غير العالم إلى العالم أو جواز رجوع الجاهل إلى العالم غير المتخصص إلى المتخصص.

    لماذا لابد أن نبحث هذا البحث الثاني؟ لنرى أن الأدلة التي دلت على جواز الرجوع هل فيها ما يدل على أنّ الذي يرجع إليه لابد أن يكون من الذكور أو لا يوجد فيه ذلك؟ أساساً قد يقول قائل أن نفس أدلة جواز الرجوع مختصة بالرجوع إلى الذكور فإذن لا يوجد عندنا دليل أساساً حتى نبحث أنّه أساساً هل يوجد اخذ قيد الذكورة في المرجع أو لم يؤخذ؟ هذا بحث متأخر.

    البعض أنّه تصور نبحث القضية أنّه هل يوجد عندنا دليل على التقييد نعم رجل منكم لا أبداً البحث قبل هذا وهو أن أدلة جواز الرجوع أو جواز التقليد هل أن هذه الأدلة تخصص أن العالم لابد أن يكون ذكراً ورجلاً أو لا تخصص فإذا ثبت أنّه عام يعني الأدلة عامة تشمل الذكور وتشمل الإناث يعني رجوع الجاهل إلى العالم هذا الارتكاز الذي اشرنا إليه لا يميز بين أن يكون العالم ذكراً أو أن يكون العالم أنثى.

    عند ذلك نأتي إلى الشارع لنسأله أنت لأنه هذه قضية عقلائية أو قضية عقلية؟ الآن أنت عندك شرط أو لا يوجد عندك شرط فإن قال عندي شرط أن يكون الذي يرجع إليه لابد أن يكون رجلاً عند ذلك نبحث يوجد دليل على التخصيص أو لا يوجد يعني بعبارة أوضح وبعبارة أصولية يوجد عندنا عام فوقاني يحتاج إلى تخصيص أو لا يوجد عندنا عام فوقاني فعند ذلك بعد لا نحتاج إلى أن نبحث عن المخصص.

    هل واضحة خارطة البحث؟ لأنه البعض قالوا سيدنا ما هي علاقة هذا البحث ببحثنا؟ الجواب أساساً إذا يتذكر الأعزة مراراً تكراراً ذكرت أن المسائل لا يمكن أن تفهم إلا بتجذير المسألة معرفة جذور المسألة هذه المسألة بأي مسألة مرتبطة ما هي الأصول الموضوعة لهذه المسألة وما لم يبحث ذلك في كثير من الأحيان نخطأ الطريق ونخطأ المنهج الذي لابد أن يتبع في فهم الدليل.

    إذا كان الأمر كذلك قلنا يقع البحث في مقامين:

    المقام الأول: ما هي الحجة التي على أساسها يرجع العامي إلى المتخصص أو إلى العالم حجته ما هي لأنه بينا بالأمس لا يمكن أن تكون الحجة تقليد لأنه يلزم الدور أو التسلسل ولا يمكن أن يكون الاجتهاد لأنه يلزم خلف الفرض لان المفروض أنّه عامي ليست له قدرة على أن يجتهد في الآيات والروايات والأدلة العقلية، إذن ما هو طريقه؟ طريقه ذلك الأمر الفطري الجبلي الارتكازي في النفس وهو أنّه إذا لم يكن عارفاً بشيء يرجع إلى من؟ يرجع إلى من يعرف ذلك الشيء ولا يحتاج إلى دليل وراء هذا المقدار.

    ولهذا تجدون بأنه في منتهى الدراية بعد أن نقل إشكالات الشيخ الأصفهاني المحقق الأصفهاني الكمباني الذي اشكلها على أستاذه صاحب الكفاية بأنه أساساً هذا الفطري أي فطري؟ المعنى الأول كذا المعنى الثاني كذا إذن لا يمكن أن يراد الفطري كذا والجمع بين كذا والإشكالات هناك السيد المروج في منتهى الدراية في صفحة 503 يقول لكن يمكن أن يكون مقصود المصنف من الفطرة والبداهة لأنه قال بديهي عقلي فطري جبلي يقول غير ما هو مصطلح أهل الميزان، من قال بأنه كل ما قلنا فطري يعني مرادنا مصطلح والشاهد على ذلك القرآن الكريم قال (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) هنا استعمل الفطرة مراده من الفطرة يعني الفطريات في مصطلح أهل الميزان وأهل المنطق الأرسطي؟ لا أبداً له اصطلاحه الخاص بل هو الحكم العقلي لا العقلي الفلسفي مراراً قلنا لا تخلطون المغروس في نفس كل عاقل وشاعر فالحكم الفطري حينئذٍ هو الحكم الارتكازي الراسخ في نفوس العقلاء كسائر اعمالهم المنبعثة عن ارتكازاتهم.

    ومن هنا إن شاء الله بعد ذلك أنت تجد أنّه استدلال حجية الظواهر حجية الخبر حجية الاستصحاب كلها استناد إلى السيرة العقلائية ما معنى السيرة العقلائية؟ هنا ستتضح لكم معنى السيرة العقلائية فقط انتظروا قليلاً لأنه أساساً تقريباً الآن نصف اصولنا المتأخر مبني على حجية السيرة، انتم الآن لو ترجعون إلى حدود زمان الشيخ الأنصاري إلى يومنا هذا تجدون بأنه نصف المسائل الأصولية دليله ما هو؟ السيرة العقلائية، ما هي السيرة العقلائية؟ اي عقلاء هؤلاء؟ عقلاء زمان، عقلاء امة زمان معين امة معينة كل البشرية اي عقلاء هذه؟ مفهوم غائم غامض واقعاً لا أول له ولا آخر.

    كل مجتمع يقول أنا عقلائي جلسوا وسوا حقوق الإنسان لم يفعلوا حقوق الإنسان بل الآن عقلاء يمكن أربعين دولة ثلاثين دولة سبعين دولة أنا لا أتذكر التقرير عقلاءهم يعني من عقلاءهم؟ يعني الذي انتخبتهم الناس صاروا أعضاء مجلس النواب اجازوا الزواج المثلي ماذا تفعل لهؤلاء هل هم عقلاء أو ليسوا عقلاء؟ عقلاء أم بهائم؟ تقول بهائم وإلا هل يوجد واحد يجوّز الزواج المثلي؟! يقول بلي ما هو الإشكال انتهت القضية.

    فإذا هذه القضية واقعاً يكون في علمكم هذه قضايا كثيرة العقلاء ماذا؟ عقلاء القوم عقلاء من؟ عقلاء الحوزة؟ يجلسون عقلاء الحوزة يقولون هؤلاء البشرية كلهم لا يفهمون اجلسوا إلى عقلاء الأساتذة في الجامعات يقولون والله هؤلاء متخلفين من القرون الوسطى وهكذا.

    ولهذا قضية غائمة وغير واضحة ونصف اصولك وفقهك مبني على ماذا؟ سيرة عقلائية سيرة عقلائية والعرف ببابك اي عرف؟ عرف الفلاسفة عرف المحدثين عرف العلماء عرف البقالين؟ كل جماعة لها عرفها الخاص بها، واقعاً أنا ليس بحثي أصولي وإلا لوقفت عنده كثيراً حتى يتضح بأنه ويكون في علمكم بحث السيرة العقلائية لا أصل له إلى ما قبل مئتين سنة، إلى قبل مئتين سنة استدلال بالسيرة غير موجودة في كلمات الأصوليين.

    السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه عنده بحث تأريخي قيّم جداً وأنا أشرت إليه في بحث الظن في كتاب الظن يقول بأنه بعد أن سقطت حجية الاجماعات وبعد أن سقطت حجية الشهرة وبعد أن سقط حجية عمل الأصحاب وإعراض الأصحاب يعني جملة من المباني الأصولية التي كانت هي أدلة لكثير من المسائل الأصولية سقطت على يد الشيخ الأنصاري عن الاعتبار وجدوا أنّه المسألة لا يمكن التنازل عنها ولكن غطاءها الأصولي سقط عن الاعتبار فنحتوا السيرة العقلائية ليغطوا هذه الخطوط الحمر يعني إبقاء الخطوط الحمر ولكن بأدلة جديدة وهي السيرة العقلائية، الآن ليس بحثي هذا.

    يقول هذا كلام من؟ كلامه ثم في صفحة 503 ثم في صفحة 498 يقول وحيث تعذر استدلال العامي على جواز الرجوع إلى الفقيه يعني لا يمكن أن يكون عالماً لمحذور الخلف على تقدير والدور على تقدير آخر والتسلسل على تقدير ثالث أليس كذلك؟ فلا مناص ماذا يفعل؟ أما أن يكون بلا شريعة يعيش بلا شريعة والتالي باطل لماذا؟ لأنه نعلم قطعاً توجد شريعة وهؤلاء مكلفون وتوجد دين وتوجد آخرة إذن هذا الاحتمال ساقط أو أنّه يقلد لا يوجد عنده دليل آخر عنده دليل آخر دلونا عليه؟ أما سقوط الشريعة أو سقوط التكليف وهذا باطل جزماً وأما هو أيضاً، في النتيجة هالمقدار عقل عنده بأنه في النتيجة يوجد دين وتوجد شريعة وتوجد آخرة ويوجد حساب ويوجد كتاب فتوجد شريعة، إذن لابد ماذا؟ هو أيضاً لا يستطيع أن يجتهد ولا يستطيع أن يحتاط إذن ماذا يفعل؟ يقلد وهذا هو الارتكاز العقلائي.

    الآن السؤال الذي طرحناه بالأمس وهو أنّه هذا الارتكاز الذي يورث الاطمئنان أو العلم العرفي هل هو حجة بنفسه أو يحتاج إلى ماذا؟ إلى حجة من إمضاء أو قطع أصولي ونحو ذلك، لأنه إذا قلنا، هنا يوجد احتمالان:

    الاحتمال الأول كما أن القطع الأصولي حجة الاطمئنان أيضاً حجة، هل تسأل ما هو دليل حجية القطع، ماذا تقول؟ تقول ذاتية ما معنى ذاتية، الذات فيه سبع معاني، ليس مهم الذاتي لا ادري ذات ايساجي ذات باب البرهان ذات العرفي ذات الكلامي ذات الفلسفي أي ذاتي؟ ذات النفس الامري؟ الذات فيه ست سبع معاني هذا ليس لنا فيه شغل.

    أنّه هل أن حجية الاطمئنان أو العلم العرفي على حد حجية القطع الأصولي أم لا؟ فإن قلنا على حد حجية القطع الأصولي إذن بعد لا نحتاج أن نبحث ما هو دليل حجية هذا الاطمئنان، أما إذا قلنا لا، يحتاج إلى.. افترض يوجد ارتكاز له قيمة أو ليس له قيمة، ما هو الدليل على حجية هذا الارتكاز؟

    من هنا من باب ضيق الخناق ذهب جملة من الأعلام أن هذا الاطمئنان حجة بنفسه لأنه وجدوا إذا قالوا حجة بغيره ما هو الدليل على حجية مثل هذا الارتكاز؟

    من الذين أشاروا إلى هذه القضية والتفتوا إلى النكتة هناك نكات دقيقة في كلمات السيد محمد الروحاني رحمة الله تعالى عليه لابد الأعزة يلتفتوا إليها منتقى الأصول تقريرات السيد محمد الروحاني بقلم الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم رحمة الله تعالى عليه الجهة الثالثة صفحة 32 الجهة الثالثة في الاطمئنان، العنوان ليس في القطع الأصولي بل في الاطمئنان لا القطع المنطقي ولا القطع الأصولي وإنما القطع العرفي الذي يصطلح عليه عندنا بالاطمئنان الذي عبّر عنه شيخ علي كاشف الغطاء اليقين للعوام هذا يقين العوام، لا أريد واقعاً هذه الأبحاث مهمة وهي اخرج سؤال وهو أنّه قطع ماذا عنده؟ عرفي واصولي ومنطقي، ثلاثة، أنت تكليفك أي منهما؟ أنت الشخصي لا الكلي هذا كلي أنت تكليفك أي منهما؟ أنا اكتفي بالاطمئنان.

    الجواب يختلف باختلاف الأشخاص إذا كان ابن سينا لا يستطيع أن يقول بأنه أنا اكتفي بالاطمئنان نقول له لا أنت إذا تريد لابد أن تحصل يقين أي يقين لابد أن تحصله؟ اليقين المنطقي، لا تستطيع أن تقول عليّ بدين العجائز هذا إذا كنت عجوزة عليك بدين العجائز أما أنت ماذا؟ أنت ليس من العجائز أنت من الفلاسفة، وأدلة توجد كل بحسبه.

    يقول في ا لاطمئنان وأن حجيته من باب حجية العلم أو من باب حجية الأمارات إذا قلنا من باب حجية العلم فيحتاج إلى دليل للحجية أو لا يحتاج؟ لا يحتاج، أما إذا قلنا من باب حجية الامارات يعني الظنون الخاصة فيحتاج إلى ماذا؟ إلى دليل.

    يقول أما أصل حجيته فهو ليس محل تشكيك وبحث وذلك لان السيرة من البشر جميعاً في اعمالهم فلان وفلان وفلان على الأخذ بالاطمئنان ومنه يظهر يقول أن حجية الاطمئنان لو كانت جعلية إذن حجية الاطمئنان ليست جعلية هذا مبنى هذا المعنى بشكل واضح يشير إليه وهكذا في النور الساطع المجلد الثاني صفحة 27 هذه عبارته يقول العلم القطعي اليقيني للعوام والعلم القطعي، ليس العلم القطعي الأصولي أو العلم القطعي المنطقي هذا العلم الذي للعوام حجة بنفسه لا يحتاج إلى إمضاء الشارع ولا شيء آخر لماذا؟

    يقول لأنه إذا احتاج أيضاً ماذا؟ هذا العامي مسكين لابد أن يستدل تقول له من قال أن ارتكازك حجة فلابد أن يستدل أما أن يقلد فيلزم الدور والتسلسل وأما أن يجب عليه الاجتهاد فيلزم الخُلف.

    إذن أنت الآن مسألة حققها في علم الأصول أن الاطمئنان حجة بنفسه أم لا؟ وإذا قلت أن الاطمئنان ليس حجة بنفسه فتحت عليك أبواب الجحيم، أبواب الجحيم العلمي لأنه كثير من المسائل بعد تبقى بلا غطاء علمي ولا دليل عليه، الآن ما هي العلاقة انتهينا طبعاً هذا مبناي أنا، يكون في علمكم كل بحسبه ما هو المختار عندكم؟

    المختار كل بحسبه يعني الإنسان العادي يكفيه الاطمئنان بوجود الله ولا يحتاج حتى اليقين علم الأصولي بوجود الله أصلاً بعض الأحيان يكفيه الظن بوجود الله وهكذا.

    أما إذا يستطيع أن يحصل على اليقين الأصولي جزاه الله خير هذه فوقه درجة أما يستطيع أن يحصّل على اليقين المنطقي، اليقين المنطقي أيضاً فيه معنيين، اليقين المنطقي المشهور وهو التصديق الجازم المطابق للواقع الثابت المعروف أو لا، هذا المطابق للواقع ليس شرط فقط ثلاثة أركان إن شاء الله بحثه في درس الفارسي أنا سأبينه باعتبار نظرية المعرفة، المهم كلما استطاع أن يرتفع درجة ماذا؟ وأقل ما قسّم بين العباد ما هو؟ اليقين، اقل ما قسّم لماذا لأنه ليست مسألة سهلة ليس كل احد يستطيع أن يرتقي هذه المراتب ولهذا تجدون إبراهيم الخليل وكذلك نوري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين هذا ليس مقام سهل الآن هذا الموقن موقن حضوري موقن أصولي أبحاث إذن هي مسألة تشكيكية.

    ما هي العلاقة السؤال الأساسي ما هي العلاقة بين هذا الارتكاز المغروس في وجود الإنسان بالفطرة والجبلة وبين السيرة العقلائية لان هذا الارتكاز أمر باطني أما السيرة أمر خارجي عملي السيرة يعني عملهم هذا العمل ما هو؟ أمر خارجي أما الارتكاز ما هو؟ أمر داخلي باطني ما هي العلاقة بينهما؟ الجواب أن كل سيرة عقلائية لها قد يكون ليس دائماً قد يكون لها منشأً ارتكازي فالارتكاز هو علّة في كثير من الأحيان للسيرة العقلائية.

    إذن الارتكاز حيثية تعليلية فإذا وجد الارتكاز هذا الارتكاز يتمظهر بصورة سيرة في الواقع الخارجي إذا حتى أريد اطبق على ذهن الأعزة القانون الذي اسسناه نسبة الارتكاز إلى السيرة نسبة المفهوم إلى المصداق يعني كيف يظهر ذلك الارتكاز بحسب العمل، الإنسان بحسب الارتكاز يحتاج إلى غذاء أم لا؟ من يجوع يبحث عن ماذا؟ وهذا أمر ارتكازي حتى غير علمي انظروا الطفل يخرج من بطن أمه يبحث عن ثدي أمه حتى يشرب الحليب ولا يحتاج احد أن يعلمه أنّه كيف تشرب الحليف وكيف تمص ثدي امك أبداً لأنه أمر ارتكازي.

    ولكن كيف عملاً يطلب الطعام هذا يختلف من زمان إلى آخر ماذا يأكل؟ هذه إذن غير مرتبطة بالارتكاز مرتبطة بظهورات الارتكاز بتمظهرات الارتكاز بمصاديق الارتكاز وعلى هذا الأساس الارتكاز ثابت أم متغير؟ ثابت، تمظهراته بحسب الزمان والمكان والظروف والى غير ذلك.

    السؤال تعالوا معنا إلى بحث السيرة العقلائية وهو إننا نقول أن السيرة العقلائية لكي تكون حجةً لابد أن تكون معاصرة لمن؟ لظهور المعصوم لا للمعصوم هذا خطأ لأنه لا توجد سيرة عقلائية إلا وهي معاصرة لمعصوم لان الإمام المعصوم الغائب موجود في كل زمان فهذا التعبير الشائع أنّه لابد أن تكون السيرة معاصرة للمعصوم هذا خطأ شائع لابد أن تكون معاصرة لظهور المعصوم لا في حال غيبته.

    فإذا سكت عنها نستكشف من عدم الردع الإمضاء أليس كذلك السؤال المطروح هنا والذي غالباً ما يقع الاشتباه فيه، أن الذي يمضيه الإمام بسكوته يمضي العمل أم يمضي النكتة العقلائية والارتكاز أي منهما؟

    إذا قلنا يمضي العمل الخارجي فإذا تبدلت السيرة بعد هي ممضاة أو غير ممضاة؟ غير ممضاة لأنه لم تكن معاصرة، أما إذا أمضى الارتكاز ذاك الارتكاز إذن بأي مظهر ظهر الارتكاز فهو ماذا؟ فهو حجة، ماذا تقولون؟ ما هو مبناكم؟ عموم الذين بحثوا ذهبوا إلى العمل الخارجي وهذا هو أصل السلفية أصل الفكر السلفي أن رسول الله هذا كان في عهده وسكت عنه أن الأئمة هذا كان في عهدهم وسكتوا عنه والآن هذا الذي في عهدنا كان معاصراً أو لم يكن؟ لم يكن إذن غير منقاد ومن هنا إذن لابد أن نذهب لنبحث العمل الخارجي لا نبحث النكتة الارتكازي .

    ولهذا نحن في كتاب الظن في صفحة 226 هذه عبارة العنوان مقدار مفاد إمضاء السيرة العقلائية لاشك أن السيرة العقلائية يمكن تحليلها إلى أمرين العمل وسلوك الخارجي للعقلاء الارتكاز النفسي عند العقلاء الذي يكون منشئاً للعمل والسلوك الخارجي وهذا أوسع دائرة من العمل الخارجي أيهما ممضا العمل أم النكتة؟ طبعاً هذا كله على فرض أن الارتكاز ليس بنفسه حجة والا ولو قلنا أن نفس الارتكاز حجة يحتاج إلى امضاء أو لا يحتاج؟ لا يحتاج .

    الآن تنزلنا قلنا انه أساساً يحتاج إلى دليل ودليلنا امضاء الإمام الظاهر الإمام المعصوم الظاهر الآن الإمام المعصوم الظاهر عندما يسكت يمضي العمل ام يمضي الارتكاز؟ لأنه أنت قد تأتي اضرب لك مثال وأريد أطبقه على مورد الذي يعد من ليس فقط من خطوط الحمر بل من خطوط الحمر الحمر الغامقة إلى حد السواد وهو أن الحاجة إلى الأسرة ارتكازي أو غير ارتكازي؟ مظهره ما هو؟ إلى قبل مائة سنة وخمسين سنة واقل وأكثر كانت الأسرة تتكون من ذكرين أو من انثيين أو من ذكر وانثى؟

    الآن تتشكل اسرة فقط يقول بأنه مصداقها ذكرين بلي وهذا معناه يكشف لك بأنه هذا الإنسان أساساً في ارتكازه يحتاج إلى اسرة ما يقدر والا على ماذا الا لابد رفيقه أو جنسه الذي هو كذا وكذا لابد أن يكون معه وهذه قضية الآن حتى ثابتة في الحيوانات انتم اذهبوا إلى عالم الحيوان تجدون بأنه قضية الأسرة وانه كذا وكذا هذه قضية قائمة فيظهر ليس فقط قضية إنسانية ارتكاز حتى في جملة من الحيوانات ولكن كيف يظهر هذا المظهر أو هذا الارتكاز كيف يتحقق؟ أنا وأنت أقول كاسلامى وعلى المباني أقول هذا ليست عنده مشكلة في الارتكاز عنده مشكلة في تطبيق الكبرى على الصغرى يتصور أن الذي يحقق له هذا ارتكاز ماذا يحققه؟ جنس مثله ولكنه دين ماذا يقول؟ يقول لا، لا يتحقق هذا وإنما يتحقق بذكر وانثى لتسكنوا إليها جعل بنيكم مودة ورحمة لتسكنوا هذه لتسكنوا لا يتحقق الا بذكر وانثى لا بذكرين ولا بانثيين إذن هنا هذا بعد مصداق بارز إذا كان الامضاء للعمل فهذا هو الممضاء اما إذا كان الامضاء ماذا؟

    ولهذا السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه عنده تعبير مهم أشارة اجمالية في تقريرات السيد الهاشمي رحمة الله تعالى عليه المباحث يعني الجزء الأول من الحجج والامرات يعني الجزء الرابع من بحوث في علم الأصول هناك في صفحة 246 يقول في مقدار مفاد الامضاء وهل هو في حدود ما هو معمول به خارجاً وقام التعارف عليه في عهد المعصوم أو يكون الامضاء أوسع من ذلك وضمن سعة دائرة النكتة العقلائية التي قد تكون أوسع من مقدار الجري الخارجي النكتة بمنزلة المفهوم والسيرة بمنزلة المصداق فالسيرة على سببية الحيازة للتمليك كانت سيرة انه من حاز شيء ملك الشارع فقط امضى هذه السيرة الخارجية ام امضى النكتة التي نشأت منها هذه السيرة كان المقدار المعمول به منها خارجاً الحيازة بالطرق والوسائل في ذلك الزمان كذا وهذا له آثار مهمة في عملية الاستدلال وما لم تلتفت أنت ماذا تقول؟ تقول الذي امضي في ذلك الزمان غير هذا الذي في زماننا فتمضيه أو لا تمضيه؟ غير ممضى لأنه تقول أن الذي امضي ذلك الذي كان معاصراً له والآن هذا الذي عندنا كان معاصراً أو لم يكن معاصراً؟ ليس معاصراً فلا معنى لان يكون ممضى هذا الارتكازات العقلائية ثابتة أو متغيرة اتضح أن السير العقلائية متغيرة أم ثابتة؟ متغيرة تختلف من زمان إلى زمان مصداق الطعام في ذلك الزمان شيء في زماننا شيء مصداق كذا وهكذا أي مصداق .

    خذ المصاديق ثابتة أو متغيرة؟ المفاهيم كيف؟ يعني الارتكازات تكون أو لا؟ يقيناً ستجيبني الارتكازات تكوينية وثابتة الجواب أي دليل على هذا لا يوجد لماذا؟ لان الإنسان تكوينٌ ثابت أو يتطور؟ يعني إنسان عصر آدم النبي وانسان عصر خاتم الأنبياء وانسان عصرنا واحد أو متغير أنا اثبت لكم أن هذا الإنسان غير ذلك الإنسان بأي دليل؟ بدليل أن الإنسان عصر نوح احتاج إلى شريعة فلو كان نفس إنسان عصر نوح هو إنسان عصر النبي لما احتاج إلى شريعة أخرى لماذا؟ لأنه شريعة نوح موجودة إذن لماذا تنسخ شريعة نوح؟ لأنه هذا الإنسان في طور التكامل والتكويني لا التشريعي فيحتاج إلى شريعة منسجمة مع درجته تكويناً والا لماذا انه الشارع ينسخ أربعة شرائع شريعة نوح وشريعة ابراهيم وشريعة موسى وشريعة عيسى وينتهي إلى شريعة خاتم الأنبياء لماذا؟ إذا كان الإنسان نفس الإنسان وحاجات الإنسان نفس الحاجات وارتكازاته نفس الارتكازات مستواه نفس المستوى وعيه نفس الوعي تكوينه نفس التكوين إذن يحتاج لا يحتاج الا شريعة واحدة خصوصاً وأنتم قلتم أن الدين أمر فطري في الإنسان يعني مرتبط بماذا؟

    (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) انتم تقولون إذن لابد أن تكون كل شريعة منسجمة مع فطرته هنا فإذا كانت الفطرة واحدة ومستواها واحد فالدين ماذا يكون؟ والتالي باطل لان الدين واحد أم متعدد؟ لا اقل الشرائع متعددة إذن هذه الفطرة واحدة أم تتعدد ؟ لا أريد أقول بالضرورة تتعدد بنحو التباين بل تتعدد على نحو التكامل فإذا وجدت ارتكازات جديدة حجة أو ليست بحجة؟ ليست معاصر فإذن حجة أو ليست بحجة؟ الجواب حجة لماذا؟ لما ذكرنا بأن الارتكاز كالعلم حجيته بنفسه لا يحتاج إلى جعل الا أن تبني أن الارتكاز حجيته بالغير.

    يأتي السؤال وهذا الذي نحن أسسنا له في كتاب الظن هذا الحديث أيضاً ليس الآن أقولها قبل عشر سنوات ولكن غير ملتفت له في ذلك الوقت وهو انه من قال بأنه الاركازات العقلائية أوّلاً ثابتة هذا أوّلاً من قال؟ والشاهد آخر لإثبات لأنه هذا كثير بعيد عن اذهانكم أن الارتكازات العقلائية في تطور في تكامل في ازدياد وهو أن الإنسان العاقل بهذا المعنى ليس العاقل الفلسفي الرياضي في عهد ظهور الإمام كالإنسان العاقل في عصرنا أو يختلف؟ يختلف؟ كيف يختلف؟ ألم تقولوا بأنه ثابت لا، غير ثابت لان هذا كما عنده هذه كناية يضع يده على رؤوس العباد فيكون عقل كل واحد باربعين عقلاً ماذا باربعين عقلاً؟

    يعني أنت الآن إذا قستك أنت العالم بعد أربعين عام إلى طفل ما التفاوت بينك وبينه؟ كم يوجد تفاوت بالعقل؟ افترض حتى نحسبه بكمية وبسنين فإذا هو سنة أنت أربعين سنة تفاوتك أربعين سنة يعني أربعين عقلا افترض من باب التقريب هذه الكيفية لا تقاس وهذه من الاخطاء الشائعة في المناهج لأنه قضية كيفية تسأل عنها بالكم هذا خطأ شائع أيضاً كم تحبني شايف بأنه تسأل الطفل اشكد تحبني الحب كمي أم كيفي؟ كيفي كيف تريد تقيسه متر مترين كيلو كيلوين خمسة ليس لها معنى ولكنه خطأ شائع ولهذا أينما وجدت بأنه عن الكيف يسأل بكم اعرف يوجد خطأ منهجي هنا لأنه الكيف لا يمكن أن يقال بماذا؟ ولهذا المسائل الكيفية لا تدخل في العلوم الطبيعية أبداً لماذا؟ لأنه العلوم الطبيعية كلها قائمة على أساس الكم والغيبيات أو المسائل غير لا تقاس بالكميات بعد ليس لها مورد في العلوم الطبيعية لا موضوعاً ولا محمولاً هذا بحث في علم المناهج .

    إذن عندما يأتي شخص في عصر الحجة ويقاس إلى اعلم العلماء في عصرنا ماذا يصير؟ يوجد يعني قياسه قياس سنة أبو أربعين سنة يصير عندنا العالم المرجع الأعلى أنت أيضاً قياسك إلى إنسان عصر الظهور كم؟ نفس المستوى.

    ولهذا الأئمة كلهم من تطلق عليه يقول امام الزمان أو امام زمانه؟ لماذا تقيد؟ اما الحجة ماذا تقول عنه؟ لماذا؟ لأنه هذه كل هذه الأزمنة هو أمامك.

    ومن هنا البعض على أساس هذه النظرية التي لا أريد ادخل في علم الكلام قالوا أن اعلم الأئمة الحجة خاتمهم جملة من الأعلام يقولون الا جدهم بعضهم يقولون ويستندون إلى بعض الروايات أيضاً انه سئل الصادق يابن رسول الله المهدي قال هو السادس من ولدي ولو عاصرته لخدمته.

    ارجع إلى البحث إذن فتحصل هذا الارتكاز العقلائي لرجوع غير العالم إلى العالم يميز بين الذكر والانثى أو لا يميز؟ إذن أهم دليل (ليس من أهم الأدلة) للعامي الذي هو الارتكاز يقول لابد أن الرجوع إلى العالم ذكر أو أنثى؟ هذا مسكوت عنه الارتكاز لا يعين وهذا ما يصرح به السيد الخوئي، السيد الخوئي قدس الله نفسه في التنقيح هو ما يذهب إلى الارتكاز ويذهب إلى السيرة وهذه من الاخطاء الشائعة لان البحث لابد أن يكون على الارتكاز أو عن السيرة؟ السيرة هي مظهر من مظاهر الارتكاز.

    في صفحة 226 من التنقيح هذه عبارته مسألة الذكورة يقول وبهذا الأمر المرتكز القطعي في اذهان المتشرعة يقيد الاطلاق أي إطلاق؟ يقول إطلاق السيرة العقلائية التي هي رجوع الجاهل إلى العالم يقول السيرة العقلائية فيها إطلاق ويردع عن السيرة العقلائية الجارية على رجوع الجاهل إلى العالم مطلقا رجلاً كان أو امرأة يقول لو كنا نحن والسيرة وبتعبيري نحن والارتكاز لا يفرق بين الرجل والمرأة نعم عندنا سيرة متشرعية تقيد إطلاق السيرة العقلائية لابد عند ذلك هذا الذي قلناه في خارطة البحث وهو انه يوجد عندنا دليل على التقليد أو لا يوجد؟ واضح صار تتمة البحث يأتي والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/02/26
    • مرات التنزيل : 1779

  • جديد المرئيات