نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (182) جواز تقليد المرأة في المعارف الدينية (8)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا أن مقتضى الأصل الذي أشارت إليه الآية المباركة أنّه لابد من سؤال أهل الذكر عندما لا يعلم الإنسان بشيء أو بعلم وكذلك اتضح بأنه هذا الأصل ليس أصلاً تأسيسياً بل هو أصل امضائي لما هو مرتكز عند الفطرة العقلائية وان هذا الارتكاز العقلائي لا يميز بين الذكر والأنثى بين المؤمن وغير المؤمن بين المسلم وغير المسلم وإنما المدار على أن يكون ثقةً في مورد علمه حتى يمكن الاطمئنان إليه هذا هو الأصل الذي استفيد من الآية المباركة كما هو المشهور أو كما هو رأي جملة من الأعلام الذين اشرنا إليهم.

    ولكنه قلنا بأنه هذا الارتكاز العقلائي يمكن أن يرد عليه الردع مثلاً أو أن يقيّد إطلاقه وعمومه ومن هنا انتقلنا إلى البحث الروائي وان الروايات تقول أن هذه الآية المباركة لا مصداق لها إلا أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وعلى هذا الأساس إذن لا يمكن الاستناد إلى هذه الآية أو إلى ظهور هذه الآية لا فقط أنّه لا يشمل النساء وينفي دخول النساء بل أيضاً لا يشمل العلماء ولا يشمل أهل الكتاب ولا يشمل أي مورد غير مورد ماذا؟ غير المورد الذي أشارت إليه الرواية.

    من هنا لابد أن نعرف ما هو الموقف إزاء هذه الروايات؟ هذه الروايات بالأمس اشرنا إليها هناك باب عقده الكليني في الكافي وباب عقده الصفار في بصائر الدرجات وباب مفصل عقده صاحب البحار الأعزة الذين يريدون يراجعون صاحب البحار أيضاً أشار إليه صاحب البحار في المجلد الثالث والعشرين بالأمس اشرنا إلى الكافي والبصائر صاحب البحار في المجلد ثلاثة وعشرين في صفحة 172 أنهم عليهم السلام الذكر وأهل الذكر وانهم المسؤولون وأنه فرض على شيعتهم المسألة ولم يفرض عليهم الجواب وهنا أعزائي إذا بالأمس اشرنا من بصائر الدرجات إلى ثمانية وعشرين رواية هنا يشير إلى خمسة وستين رواية من الكتب المعتبرة وغير المعتبرة المهم أنّه الروايات كما يدعى كثيرة في هذا المجال.

    من هنا يوجد بحثان البحث الأول هو البحث السندي البحث الثاني هو البحث الدلالي أما البحث السندي فتوجد أقوال ثلاثة القول الأول أنها جميعاً ضعيفة السند ولا يمكن الاستناد إليها وبهذا تسقط عن الاعتبار الاتجاه الثاني أنها مستفيضة فيها صحيحة السند ومستفيضة الاتجاه الثالث أنها قطعية الصدور وإن لم نقل أنها متواترة.

    بإمكانكم أن ترجعون إلى فرائد الأصول الجزء الأول صفحة 289 قال وإن كان مع قطع النظر عن سياقها ففيه أنّه ورد في الأخبار المستفيضة أن أهل الذكر هم الأئمة وقد عقد في أصول الكافي باباً لذلك بل في بصائر الدرجات أيضاً عقد باباً لذلك وذكر ما يجاوز أكثر من عشرين رواية في هذا الباب ومن هنا يناقش هذا القول الآخر وردّ بعض مشائخنا الذي في الحاشية يقول هو السيد المجاهد في مفاتيح الأصول صفحة 597 ردّ هذه الأخبار بضعف السند بناءً على اشتراك بعض الرواة في بعضها وضعف بعضها في الباقي الشيخ يناقش هذا يقول هذا كلام غير تام والحق كلام غير تام وفيه نظر لأن روايتين منها صحيحتان وهما رواية محمد بن مسلم والوشاء ورواية أبي بكر الحضرمي حسنة أو موثقة هذه ثلاثة روايات بل لعله أكثر من ذلك هذا القول الثاني.

    القول الثالث ما ذكره صاحب التعليقة على كتاب بحر الفوائد في شرح الفرائد يعني السيد محمد حسن الموسوي الذي يقول بأنه فيه تعليقات كذا ويشير في المجلد الثاني صفحة 207 الاشتياني عندما يصل إلى الروايات هكذا يعبر يقول ولكن لا يخفى عليك أن الاستشهاد بالاخبار المذكورة لإرادة خصوص الأئمة من أهل الذكر مع عدم قطعية صدور الأخبار وإن بلغ حد الاستفاضة لا يجوز قطعاً مبنى جداً دقيق يقول بأن الروايات وإن كانت صحيحة بلغت حد الاستفاضة ولكن لا تخرج عن كونها أخبار آحاد ومع كونها أخبار آحاد لا يمكن رفع اليد عن الظهور القرآني بأخبار الآحاد وإن كانت صحيحة ومعتبرة ومستفيضة هذا أصل قرآني أو في علوم القرآن فلا تقول لي بهذا الإطلاق القرآني نقيده بخبر الواحد، فلا يقيد بإطلاقه بخبر الواحد وإنما لابد أن نقطع بالصدور، والقطع بالصدور أما من خلال التواتر وأما من خلال جمع القرائن.

    وعلى هذا الأساس على هذا المبنى إذا لم نقبل أن هذه الروايات قطعية الصدور وإن كانت صحيحة مستفيضة فلا يمكن رفع اليد عن الظاهر القرآني هذا بحث مهم وهذا ما أسسنا له فيما سبق وهنا يشير إليه الاشتياني يقول لكن لا يخفى عليك أن الاستشهاد بالاخبار المذكورة لإرادة خصوص الأئمة يعني حصر أهل الذكر بالأئمة من أهل الذكر مع عدم قطعية صدور الأخبار وإن بلغت حد الاستفاضة لا يجوز قطعاً حسبما عرفت مراراً أن الاستعانة إلى آخره هنا المعلق يقول هذا التعبير لا يخلو من جفاء لأنه الروايات عشرات الروايات قرأناها فإن قطعية صدور الأخبار المزبورة في المقام ولو في الجملة مما لا مجال لانكارها إلا على وجه المكابرة، الاشتياني يكابر يقول هذه ليست قطعية الصدور المبنى مبنى مهم جداً في هذا المجال إذن من حيث السند ما هي؟

    من حيث السند أما أن يدعى قطعية الصدور وأما أن يدعى صحيحة ولكن مستفيضة السؤال أما البحث الدلالي هذا فيما يتعلق بهذا البحث فأنت على المبنى أما أن تقطع بصدورها وأما أن تقول أنها لا تفيد إلا أخبار الآحاد وإن كانت مفيدة أما البحث الدلالي فتوجد ثلاثة اتجاهات.

    ذكرنا بالأمس إننا عندما نصل إلى بحث قراني نقف عنده حتى يتضح المنهج في أي بحث قراني هكذا لابد أن يحقق المطلب.

    الاتجاه الأول وهو الاتجاه الذي يعتقد أن الآية بحسب سياقها وإن كانت واردة في علماء أهل الكتاب والمراد من أهل الذكر علماء أهل الكتاب إلا أنها بصدد تأسيس قاعدة عامة لا تأسيسية بل امضائية لما هو المرتكز عند العقلاء إذن فالمورد وإن كان بحسب الظاهر مرتبط بعلماء أهل الكتاب إلا أنّه إرشاد لقاعدة كلية وعلى هذا الأساس فما ورد في الروايات من بيان نحن أهل الذكر أو آل محمد صلى الله عليه وآله هم أهل الذكر هذا لبيان المصداق بل لبيان الفرد الأكمل من مصاديق الآية المباركة.

    فإن قلت ماذا نفعل بالروايات الدالة على الحصر؟ جوابه سيأتي الآن نحن وهذه الروايات هذا المبنى أشار إليه السيد الخوئي والسيد الروحاني والشيخ بهجت السيد الخوئي بإمكان الأعزة يراجعون السيد الخوئي في مصباح الأصول المجلد الثاني صفحة 189 قال ولا ينافي ذلك ما في الأخبار من أن المراد بأهل الذكر هم الأئمة لان أهل الذكر عنوان عام يشمل الجميع ويختلف باختلاف الموارد فلكل زمان مصداقه الخاص به عند ذلك يقول ومن هنا فلابد من السؤال منهم فيما يتعلق بالأحكام الشرعية كما أن أهل الذكر في زمان الغيبة هم الرواة بالنسبة إلى الفقهاء والفقهاء بالنسبة إلى العوام والمعنى واحد في الجميع إنما الاختلاف في المصاديق بحسب الموارد هذا كلام السيد الخوئي.

    وقريب منه السيد الروحاني في منتقى الأصول المجلد الرابع صفحة 293 والجواب أن التفسير بمثل ذلك يعني ما ورد في النصوص أن أهل الذكر هم أهل بيت يرجع إلى باين المصاديق لا بيان المعنى المراد على سبيل الحصر وهذه نكتة أساسية روايات أهل البيت لابد أن نميز بينها ما هو بصدد بيان المصداق وما هو بصدد بيان التفسير ولهذا هذا التعبير التفسير بالمأثور هذا مسامحة في الأعم الأغلب في كلمات أئمة أهل البيت ليس تفسيراً بل بيان للمصداق ولكنّه مجازاً وتسامحاً يقال التفسير بالمأثور.

    ففي زمانهم يكونون هم مصداق أهل الذكر الذي ينبغي السؤال منهم ومثل ذلك كثير في تفسير الآيات الواردة في النصوص فراجع وهو أمر متداول عرفاً فقد سأل احد آخر عن شيء فيجيبه بالإشارة إلى احد مصاديقه فتدبر وهكذا هذا ما أشار إليه الشيخ بهجت مباحث الأصول الجزء الثالث محمد تقي بهجت الجزء الثالث صفحة 273 يقول ومما ذكرنا ظهر أن المراد من آية السؤال الشريفة هو إرجاع الجاهل إلى العالم يعني إشارة إلى الارتكاز العقلائي وأنّ خصوصية المورد بالعلم المورد ما هو؟ وهو أنّه تحصيل العلم في النبوة وإن كان في أصول الدين وأنّ خصوصية المورد بالعلم بما في التوراة مثلاً من علائم النبوة أن هذه الخصوصية غير مخصصة لا تخصص وإن كان مورد الآية سياق الآية مرتبط بعلائم نبوة نبينا كما أن هذا المورد لا يخصص كذلك الروايات لا تخصص خلافاً لما قرأناه بالأمس من السيد محمد سعيد الحكيم الذي قال نرفع اليد عن ظهور الآية.

    كما أن التفسير بالأئمة لأنهم الأعلم بالحلال والحرام في الاعصار المتأخرة عن عصر النبي فكل علم ينتهي إليهم ولو بالواسطة يقول كما أن ذاك لا يخصص كذلك التفسير بالأئمة لا يخصص دليله ما هو؟ دليله أنّه لو حصرنا الآية مصداق الآية بأهل البيت هذا لازمه أنّه مورد الآية يكون ساقطاً عن الاعتبار لان مورد الآية ما هو؟ علماء أهل الكتاب، اسالوهم أن الأنبياء كانوا بشراً أو لم يكونوا بشراً.

    وقد ذكروا في محله الذي لا يوجد عنده تخصص في علوم القرآن هكذا يتصور وقد ذكروا في محله أن مورد الآية نص لا ظهور لا أن الآية ظاهرة في أهل الكتاب بل الآية نص إذن الرواية التي تحصرها في أهل البيت مخالفة للظاهر أم مخالفة للنص القرآني؟ يقول لابد من رفع اليد هذا السيد محمد سعيد الحكيم في المحكم يقول لابد من رفع اليد عن ظهور الآية البدوي سيدنا هذا ليس ظهور بدوي وإنما هو مورد الآية ما هو؟ أهل الكتاب، وحصرها في أهل البيت يعني إلغاء مورد الآية هذا ماذا تفعل له؟ في النتيجة أنت تقبل أن الآية بصدد ماذا؟ تقول أنت تصرح الآن اقرأ لكم يصرح أن ظهور الآية ما هو؟ عام.

    تعالوا صفحة 253 فإنّه ظاهر في أن وظيفة الجاهل السؤال من العالم فيكون دالاً على إمضاء سيرة العقلاء لورودها في مقام الاحتجاج على الكفار وإبطال زعمهم في امتناع بعث البشر فان مقام الاحتجاج لا يناسب اللجوء للقضايا التعبدية بل ينبغي الاستعانة بالقضايا الارتكازية كما يظهر اندفاع كذا ومثله بالاشكال كذا فإنه يندفع كذا إذن أنت تقبل بأن الآية ليست ظاهرة بل هي عامة في كل جاهل وعالم ولكن موردها ظهور أم موردها نص، شمول كل ظاهر لمورده بنحو النص وهذا ما ذكرناه مراراً.

    هذا مضافاً أساساً الآية لا معنى لها لماذا؟ هذا استدلال آخر الآية ماذا تقول؟ ماذا قرأنا بالأمس في سورة النحل؟ (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) هذا خطاب لمن (وما أرسلنا من قبلك) خطاب لمن؟ خطاب قلنا شأن نزولها للمشركين الذين كانوا يشككون أنّه كيف يمكن أن يكون بشراً وان يكون رسولاً يوحى إليه؟ قال: انتم ارجعوا إلى مراجعكم الذين تطمئنون إليهم من ترجعون إليهم؟ أهل الكتاب الذين كثر في بني إسرائيل الأنبياء اسألوهم هل كانوا بشراً أو لم يكونوا بشراً.

    بينك وبين الله من المنطقي الذي يشكك في النبي أن نقول له ارجع إلى أهل بيت النبي اسأل هذا نبي أم ليس بنبي، هذا منطقي؟ أساساً لا معنى لان نقول بأن الآية مرتبطة ولذا السيد الخوئي وجملة من الأعلام قالوا هذا المعنى الذي اشرنا إليه قال: ففي مقام إثبات النبوة الخاصة وهي نبوة نبينا بما وصف الله نبيه في الكتب السماوية يكون المراد من أهل الذكر علماء اليهود والنصارى ولا يصح أن يراد في هذا المقام الأئمة لان الإمامة فرع النبوة فكيف يمكن إثبات النبوة بالسؤال عن الإمام الذي تثبت إمامته بنص من النبي؟ أوّلاً ثبّت العرش ثم انقش أنت ثبت نبوة النبي حتى تسأل أن أوصيائه كلامهم حجة أو ليس بحجة؟ هذا هو الاتجاه الأول الذي اشرنا إليه مع دليله.

    وكثير من النصوص الروائية ظاهرة أيضاً في أنها لبيان المصداق وليست لإثبات الحصر الأعزة بإمكانهم أن يرجعوا إلى الكافي والى البصائر، الكافي فقط اكتفي لأنه هناك روايات معتبرة جملة منها هناك، تعالوا معنا إلى الرواية الأولى الرواية: قوله عز وجل وانه لذكر لك قال أبو جعفر نحن قومه ونحن المسؤولون، من ينكر ذلك؟ حتى كل علماء المسلمين لو تسألهم أن الصادق هل هو من أهل الذكر؟ يقولون نعم ولهذا تتلمذوا على يده ما فيه مشكلة ولكنه حصراً وليس إلا هذا من أين هذه الرواية الأولى.

    الرواية الرابعة: عن أبي عبد الله في قول الله وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون فرسول الله الذكر وأهل بيته المسؤولون وهم الذكر بلي نحن أيضاً نقبل يوجد احد من علماء المسلمين ينكر أن أهل بيت النبي آل النبي هم من أهل الذكر؟ لا ينكر احد ذلك، كلهم يقولون بأنهم هؤلاء نعم إشكالهم ما هو؟ إشكالهم أنت تقول أن قوله حجة على حد حجية قول رسول الله يقول لا لم تثبت لي عصمته، أو قولكم أنّه لابد أن يسألوا ولا يسأل غيرهم هذا لا يخرج من الرواية إذا كنا نحن والآية فهي عامة نحن والروايات فهي ماذا؟ لا أريد أقول تدل على المصداقية ولكن لا دلالة فيها على الحصر هذه الرواية الثانية.

    الرواية الثالثة الرواية الخامسة عن أبي عبد الله في قول الله تبارك وتعالى وانه لذكر لك قال الذكر القرآن ونحن قومه ونحن المسؤولون الذكر ماذا؟ القرآن لا إشكال ولكنه الآية المباركة لا يمكن أن نقول أهل الذكر يعني أهل القرآن اسألوا أهل القرآن أن هذا رسول الله؟

    إذ لا معنى له الآية تبين مصداقاً آخر بالقرينة التي اشرنا إليها وهو أنّه لا يصدق أن هذا قران حتى أنت تقول اسألوا أهل القرآن الرواية الثامنة في هذا الباب وهي روايات معتبرة عن أبي الحسن الرضا قال سمعته يقول قال علي بن الحسين على الأمة من الفرض ما ليس على شيعتهم وعلى شيعتهم ما ليس علينا أمرهم الله عز وجل أن يسألون يقيناً نحن الذين اعتقدنا بإمامة أئمة أهل البيت ووظيفتنا لمن نسأل؟ نسأل احمد بن حنبل أم نسأل الإمام الصادق؟ إذ وظيفتنا أن نسأل الإمام الصادق ولكن من أين الحصر؟

    تعالوا إلى الرواية صحيحة السند كتبت إلى الرضا كتاباً فكان في بعض ما كتبت قال الله عز وجل اسألوا أهل الذكر الذي أن كنتم لا تعلمون وقال الله عز وجل وما كان المؤمنون فقد فرضت عليهم المسألة ولم يفرض عليكم الجواب انتهت القضية، أصلاً هذا في كلام السائل والإمام يقره عليه، علينا فرضت أن نسأل وعليهم فرض الجواب أو لم يفرض؟ لا لم يفرض هذا عطاءنا ثمن أو امسك بغيره حساب كما وردت في الروايات هذا هو الاتجاه الأول في المسألة الاتجاه الثاني في المسألة أن الآية تفيد الحصر بأي دليل؟ بحسب ظهور الآية أم بحسب منظار الرواية أي منهما؟

    لو كنا نحن وظهور الآية فهي مرتبطة بأهل الكتاب أما لو كنا نحن والنصوص الروائية فالآية مصداقها منحصر بأهل البيت انظروا الشيخ الأنصاري ماذا يقول؟

    تعالوا مرة أخرى إلى 289 من الجزء الأوّل يقول أن الاستدلال أن كان بظاهر الآية فظاهرها بمقتضى السياق إرادة علماء أهل الكتاب هذا لا مجال للبحث فيه وهذا ما ذكره جملة من أصحاب رسول الله كما عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة فان المذكور في سورة النحل اما وان كان مع قطع النظر عن السياق فبلحاظ الروايات منحصرة بمن؟ بأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ولهذا وقرأنا مرتين ثلاث أربعة اقرأ ولهذا تجد كما قرأنا انه سيد محمد سعيد الحكيم ماذا يقول؟ يقول انه لابد من رفع اليد عن ظهور الآية هذا معناه انه يقر أن المقتضي عام أم خاص؟ ولكنه نحكّم ظهور الرواية لا نحكم ظهور الآية وهنا المغالطة يريد أن نسلّم مع بعض الأعلام أن هذه الروايات قطعية الصدور ونسلّم معكم أن الآية ليست نصاً في موردها بل ظاهرة هم سلّمنا ومع ذلك لا يمكن رفع اليد عن ظاهر القرآن طبعاً بماذا؟

    وهذه من المغالطات الشائعة وهي أن قطعية الصدور مرتبطٌ بالسند ونحن كلامنا أن مدلول هذا الصادر ما هو ليس انه صادر او ليس بصادر هؤلاء تصوروا إذا كان السند قطعياً فالدلالة قطعية توجد ملازمة او لا توجد؟ لا توجد ملازمة سيدنا او من يقول بالحصر عليه أن يبين أن الدلالة أيضاً حصرية لا انه ينقل لي رواية من خمسين رواية فإن متنها فقطعي أم ظني؟ ظني فأنت بين الظني الدلالة القرآنية وظني الدلالة الروائية لماذا تقدم ظني الدلالة الروائية على الدلالة القرآنية؟ وهذا كم له نظير حديث الغدير قطعي الصدور نعم أنا وأنت نعلم يوجد شك في حديث الغدير؟ ولكن متنه ماذا هم قطعي الصدور؟ كم اختلاف يوجد في المتن وفي الدلالة؟

    فإذن لا ينفعنا كثيراً حديث الثقلين قطعي الصدور أنا هم اعلم حديث الثقلين قطعي الصدور ولكن يوجد فيه ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض هذا هم قطعي او ليس بقطعي؟ هذا ظني لأنه بعض الروايات آحاد قالت ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض وهذا هو الخطأ وهو انه نعلم أنها يقيناً صادرة نعم من حيث السند أنا أيضاً اعلم انه صدر من أهل البيت شيء في ذيل هذه الآية ولكن من الذي صدر؟ ما هو الصادر؟ هذا هو البحث فيه لأنه يوجد بحثان بحث سندي وبحث دلالي وانتم قفزتم من البحث السندي إلى البحث الدلالي وهذه مغالطة.

    ومن هنا ما ذكره السيد الحكيم وما ذكره الشيخ الأنصاري على فرض تنزلنا على الإشكالات السابقة هذا الإشكال موجود وهو انه الروايات التي ذكرت التي نقطع بصدور بعضها بالجملة بنحو علم الإجمالي ولكنها بعضها دالة على الحصر وبعضها ليست دالة على الحصر فماذا نفعل؟ ما هو العمل؟ في تعارض الروايات ماذا نفعل؟ لابد من ارجاعها او عرضها على القرآن الكريم وعند عرضها على القرآن الكريم ظاهر القرآني ينسجم مع الحصر أم مع المصداق؟ مع المصداق.

    إذن حتى لو سلّمنا وجود روايات دالة على الحصر نرفع اليد عنها لمعارضتها لما هو موافق للقرآن والدال على الحصر مخالف للظاهر القرآن إذن بالكم واياكم تؤخذوا من الناحية العلمية تشك في صدورها؟ لا، لا أشك في صدورها ولكن الشك في صدورها شيء سنداً وان الدلالة الصادرة شيء آخر وهذا عادة ما يقع في المحاججة مع الآخر يقول أهل السنة يعتقدون أن حديث الثقلين ما هو؟ قطعي الصدور ومتواترة أنا معكم ولكن بأي صيغة متواترة واللطيف أن بعضهم يقول واردة في صحيح مسلم بلي واردة في صحيح مسلم ولكن واردة في صحيح مسلم الله الله في أهل بيتي وما فيه وانهما لن يفترقا يقول بالكم هؤلاء أهل بيتي احترموهم ودوهم لا تؤذوهم هم أهل السنة هم يقولون عندنا خلاف في هذا؟! انتم تقولون أساساً لا مرجعية دينية إلّا بعد رسول الله إلّا أهل البيت وفي حديث مسلم لم يرد هذا مع إننا نقطع أن هذا الحديث وارد عن رسول الله فقطعية الصدور شيء وماذا صدر في الدلالة شيء آخر .

    يكون في علم الأعزة هؤلاء لا يوجد عندهم إلّا من روايات قليلة جداً ظاهرها الحصر ولكن أهمها هذه الرواية التي قرأناها مراراً وتكراراً وهي الرواية التي قال في صحيح مسلم قال أن من عندنا يزعمون أن قول الله عزّ وجلّ (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) أنهم اليهود والنصارى قال إذن يدعوكم إلى دينهم قال: قال بيده إلى صدره نحن أهل الذكر ونحن المسئولون هذه ليس فقط دالة على الحصر بل نافية لشمولها.

    سؤال: القرآن اجاز السؤال لأهل الكتاب ام لم يجز فهذه الرواية على فرض صدورها مخالفة لأي شيء؟ مخالفة ليس لهذه الآية القرآنية ومخالفة لآيات قرآنية كما سنشير إليه فلا تستعجلوا.

    الاتجاه الثالث: وهذا الاتجاه كثير تفريطي، يقول أوّلاً أن الآية لا قاعدة عامة فيها أصلاً مختصة بأهل الكتاب نحن ماذا قلنا؟ قلنا عامة من مصاديقها سؤال أهل الكتاب لا، هذا الاتجاه الثالث أنا هم يقين عندي ذهنك راح يروح إلى ما ادري كذا سيتضح من القائل بها يقول لا، قرائن داخلية في الآية أن الآية حصراً مرتبطة بعلماء أهل الكتاب والمراد من الذكر يعني كتب أهل الكتاب والمراد من أهل الذكر يعني علماء أهل الكتاب ولا إطلاق لغير موردها ليس فقط تشمل أهل البيت لا تشمل أهل البيت ولا تشمل العلماء ولا تشمل الرواة من قال لكم الذكر يعني العلم هذا من اين جئتم به انتم اشكاليتكم من هنا بدأت انكم فرضتم أن الذكر يعني العلم فقلتم فاسألوا أهل الذكر يعني اسألوا أهل العلم ثم فأسلوهم في ماذا؟ قلتم أن المتعلق محذوف فأسلوا في ماذا؟ وحذف المتعلق يدل على العموم كلتا هاتين القرينتين ننقضها نقضاً واضحاً من النص القرآني شهيد الصدر رحمة الله تعالى عليه يقول هذه الآية أصلاً اجنبية عما ذكر في الروايات وما ذكر في كلمات الآخرين.

    تعالوا معنا إلى السيد الحائري في الجزء الثاني مباحث الأصول من القسم الثاني صفحة 476 هناك يقول مقتضى سياق الآية وملاحظة مقطعها الواقع في هذه الآية هو أنها (هذه الآية والمقطع فأسألوا أهل الذكر) في مقام الاحتجاج مع خصم الجاهل بأصول النبوة انه المرسل والنبي يمكن أن يكون بشراً او المعركة على هذه المنكر لنبوة الرسول المتخيل أن الرسول ينبغي أن يكون من جنس آخر غير الإنسان فهذا الأمر (فأسألوا) ليس صادراً من المولى بما هو مولى ومتقمصاً قميص المولوية حتى يكون تأسيساً لقاعدة او ارشاداً لمرتكز عقلائي كي يحمل على الأمر المولوي وإنما هو صادر منه بما هو مباحث ومحاد مع الخصم المنكر لرسالة الرسول الآية في مقام الجدال التي هي بالتي أحسن وجادلهم بالتي هي أحسن وهو أن الطرف الآخر له مرجعية او لا يقبل أهل الكتاب؟ ليس انه هذا قبول برأي الكتاب حتى تقول بأنه كيف يقول القرآن ارجعوا إلى علماء أهل الكتاب أنا أيضاً باعتباري معك انتم تعلمون في باب الجدل ليس البحث مطابق للواقع او غير مطابق وإنما البحث أن الطرف الآخر يقبل او لا يقبل، ومحاج مع قسم المنكر فلا يدل على ايجاب السؤال كي يدل على ايجاب القبول.

    فإن قلت أن متعلق السؤال في الآية محذوف فأسؤوال أهل الذكر اسألوهم في ماذا؟ فتقول حذف المتعلق يدل على العموم الجواب يقول: ولكن الواقع أن هناك قرينة تعين المحذوف في المقام ولا يمكن التمسك بحذف المتعلق يدل على العموم وهي سياق الآية وتفريع في الفاء على قوله (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) فهذه قرينة على أن السؤال يكون عن هذا المطلب وهو كون الرسل السابقين من جنس البشر وعدمه دفعاً لكلام الخصم المنكر لرسالة الرسول.

    وثالثاً: على هاتين القرينتين فأٍلوا أهل الذكر يعني من؟ أهل يعني العلماء والذكر يعني ماذا؟ الرسالة السابقة ويعني الكتب السابقة أن الظاهر بالرسالة يعني أن الظاهر بالدين لا العلم يا دين؟ بالقرينتين السابقتين مراد يعني أصحاب دين السابقين فإنه كثيراً ما يطلق في القرآن الكريم على الرسالة باعتبار كونها مذكرة للإنسان.

    ثم يقول والشاهد على ما أقول فيما يتعلق بآية أخرى وهي آية الكتمان (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ) لان هنا الآية في سورة النحل ماذا تقول؟ أن كنتم لا تعلمون بالبيّنات الزبر واضح اما البينات ما هي؟ يقول المراد بالبينات أشار إلى أدلة واضحة معينة معهودة وهي التبشيرات الثابتة في الكتب السابقة التي عند الأنبياء اسألوهم فالآية لا هي مختصة بأهل البيت ولا هي عامة تشمل أهل البيت وإنما هي مختصة بعلماء أهل الكتاب.

    سيدنا ماذا نفعل بالروايات خصوصاً إذا بنينا على أنها قطعية الصدور بغض النظر عن الدلالة في النتيجة توجد عشرين ثلاثين أربعين ولهذا طبعاً هذا البحث بكامله محذوف (هذا في تقريرات السيد الهاشمي محذوف بكامله.

    لا اعلم أن السيد لم يبحثها في الدور الثاني أنا ليس في ذهني ولكنه جداً مختصرة في نصف صفحة مع انه هنا 15-20 صفحة سيد باحثها هناك في المجلد الرابع صفحة 384 الاستدلال بآية الذكر هذه الصفحة ونصف يقول وبما ذكرنا ظهر أن المراد من الذكر هو الكتاب (كتب السابقين) والدين وقد استعمل في القرآن الكريم بهذا المعنى حيث أطلق على الكتاب وكريم وعلى التوراة في عدة مواضع.

    وأما ما ورد في تفسيرها من أن المراد بأهل الذكر الأئمة ماذا تفعل؟ فلاشك في أنهم هم أهل الذكر الحقيقيين ورثة كل الرسالات هذا كله صحيح ولكن هذا لا علاقة لها بالآية المباركة إلّا أن هذا من التفسير بالباطن لا الظاهر والا فلا معنى ولا مناسبة في ارجاع المشككين في نبوة النبي إلى الأئمة لإثبات حقانية الرسول ودفع شبهة بشريته لا معنى له.

    سؤال: ما مقصود هذا التفسير بالباطل؟ الجواب: يعني أنه ينسجم مع ظاهر الآية او لا ينسجم؟ لا ينسجم هذا تقول الأئمة يقول نرجع علمها إليهم والا بحسب القواعد التي اعطوها بأيدينا وقالوا لنا اعرضوا كلامنا على كتاب ربنا نحن عندما نعرض ينسجم مع الظاهر القرآني او لا ينسجم؟ بل مخالفٌ للنص القرآني هذا هم الاتجاه الثالث طبعاً على المباني التي نختارها نقول لا نحن نسير باتجاه الأوّل وهو انه في النتيجة القرآن الكريم لا، يشير إلى امر ارتكازي وهذه الروايات لبيان المصداق لا لأمر آخر.

    يوجد بالإضافة إلى ذلك اشكالان متنيان آخران إذا ترجعون إلى الكافي المجلد الأوّل صفحة 525 الرواية هذه عن أبي جعفر وهي صحيحة السند وهي التي استند إليها السيد محمد سعيد الحكيم لإثبات الحصر عن أبي جعفر قال: أن من عندنا يزعمون أن قول الله عزّل وجل فأسلوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون أنهم اليهود والنصارى يعني نهي من الأئمة للرجوع إلى علماء أهل الكتاب قال ثم قال بيده إلى صدره سؤال: لا يجوز الرجوع إلى أهل الكتاب أم يجوز؟

    تعالوا إلى سورة يونس الآية 94 (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ) فإذن يجوز الرجوع إلى علماء أهل الكتاب او لا يجوز؟ أنا لا ادري آخذ هذه الرواية أنهم لا يجوز الرجوع إلى اليهود والنصارى او هذه الآية أي منهما؟

    تعالوا معنا إلى الآية 101 من سورة الإسراء (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرائيلَ) من لابد أن يسأل؟ رسول الله او قوم في النتيجة هؤلاء مخاطبون (فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرائيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُوراً) وكم آية في القرآن ارجع إلى أهل الكتاب ماذا نفعل؟

    الجواب: أعزائي هؤلاء خلطوا بين أمرين بين أن اسألوا أهل الكتاب لتأخذوا دينكم منهم بلي يدعونكم إلى دينه تسأل العالم المسيحي تقول له أي دين اتدين ماذا يقول لك؟ بالمسيحي، اسأل اليهودي قل له أي دين اتدين؟ يقول لك اليهودية وذاك يقول البوذائية وأخرى لا، في مقام المحاججة والجدال التي هي أحسن والآية في المقام الثاني لا في المقام الأوّل هذا الخلط بين نوعين من السؤال.

    هذا السائل يقول عن أبي جعفر من عندنا قال: قال أنهم اليهود قال الإمام إذن يدعونكم إلى دينهم الرواية أنا أتصور أن الراوي خلط بين نوعين من السؤال، لعله كان يسأل انه يحق لي أن أأخذ ديني منهم؟ الإمام قال لا يجوز لك أن تأخذ دينك منهم فلا علاقة له بمحل الكلام وهذا كم له نظير الآن أنت في باب العلوم الطبيعية الذي يقبلها الآخر هو يقبلها يعني يقول بأن الفيزياء تقول كذا ويقبل بعلمائه يقول على اساس كلمات علماءك جادلهم بالتي هي أحسن تقبل هذا المعنى؟ القرآن الكريم يقول ارجعوا إلى أهل الكتاب للاحتجاج على المشركين ليس لبيان حجية اقوالهم هذا الإشكال المتني الأوّل بغض النظر عن الإشكال السندي أصلاً هذه الرواية من حيث الدلالة فيها اشكال وهي مخالفاً للآية القرآنية فساقطة عن الاعتبار، إشكالات أخرى موجودة على القائلين بالحصر أعزائي أن شاء الله تأتي والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/03/06
    • مرات التنزيل : 2240

  • جديد المرئيات