بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بقي بحث أخير يتذكر الأعزة في الدرس السابق قلنا بأنه قد يقول قائل إذا قبلتم حجية واعتبار كلام كل من أهل الذكر بحسب السائل هذا لازمه أنّه نقول بأنه يمكن للحكم الظاهري يعني غير المصيب للواقع وللجهل المركب بعبارة أخرى أيضاً توصل الإنسان إلى كماله اللائق به لأننا ذكرنا ليس كل سائل يسأل من أهل الذكر الذين يبينون له الواقع ونفس الأمر، فكيف يمكن للآية المباركة أو ما فهمتم من الآية لأنه هذا فهمنا للآية ما فهمتم من الآية المباركة هذا الفهم كيف ينسجم مع قاعدة أن الموصل إلى الحق هو طريق واحد هو صراط واحد هو سبيل واحد، ليست كل السبل موصل إلى الحق ليست كل السبل توصل الإنسان إلى الكمال اللائق به وإنما الذي يوصله ما هو؟ كما نص عليه القرآن الكريم؟ اهدنا الصراط المستقيم، ومن الواضح أن الصراط المستقيم ما هو؟ واحد.
فواحد يكون مصيباً والباقي لا يصيب، فكيف يمكن لهذا الفهم من الآية أن يقبله القرآن الكريم وهذه هي نظرية جواز التعبد بجميع المذاهب والأديان والملل والنحل إلى غير ذلك لكن مع الحجة مع الدليل كما قلنا مراراً وتكراراً بشرطها وشروطها.
من هنا قد يقول قائل نعم إذا كان جاهلاً قاصراً فيكون معذوراً ولكن لا يصل إلى الكمال اللائق به لا يمكن أن يثاب على عمله لا يمكن أن يوصله إلى كمالاته الواقعية النفس الامرية قد أيضاً قد يقول قائل حتى الثواب ممكن ولكنه الكمال الواقعي التكويني لا يمكن أن يصل إليه الإنسان من خلال سبل الضلال سميه سبل الضلال لأنه توجد عندنا سبل الهداية وتوجد عندنا سبل الضلال، (لنهدينهم سبلنا) فسبل الهداية توصل إلى الكمال الواقعي أما من ضل الطريق غير المغضوب عليهم ولا الضالين هذا كيف يمكنه أن يصل إلى الكمال الواقعي النفس الامري وهذا إشكال أساسي ومهم في نظرية المعرفة.
طبعاً الأعلام أعلام الأصوليين أعلام الفقهاء طرحوا هذه المسألة في علم أصول الفقه وربطوا المسألة بالأبحاث الفقهية ولكنه واقع الأمر هذه المسألة ليست مختصة بالمسائل الفقهية في المسائل العقائدية شخص يوصله الدليل إلى أن الله جسم والآخر يوصله إلى أن الله ليس بجسم في النتيجة لا يمكن في الواقع أن يكون الله جسماً وان يكون ليس بجسم شخص يعتقد بتعدد الآلهة كما توجد في بعض الأديان كما توجد في بعض الاعتقادات شخص يعتقد بأن الواحد ثلاثة كما الاقانيم الثلاثة وشخص لا يعتقد بذلك.
في النتيجة كلها مطابقة للواقع يعقل هذا المعنى؟ يلزم تناقض الواقع هذا مراراً ذكرناه هذا الإنسان الذي اعتقد بخلاف الواقع هذا على الصراط المستقيم أما ضال؟ ضال، إذن هذا الاعتقاد يوصله أو لا يوصله ولذلك عادة يضربون مثال لذلك ونحن أيضاً هذا المثال كنا في سابق الزمان أيضاً نشير إليه نقول لو أن شخصاً كان يريد أن يذهب إلى كربلاء إلى النجف إلى الإمام الرضا إلى مشهد وسأل الطريق فبدل من أن يدلوه على الطريق الذي يوصل إلى مشهد دلوه إلى الطريق اللي يوصل إلى اصفهان مثلاً الآن هذا الإنسان وان مشى في هذا الطريق وان كان قاصراً (سأل عن الدليل قال له) ولكن يصل إلى مشهد أو لا يصل إلى مشهد؟ لا يصل إلى مشهد.
إذن يصل إلى الهدف أو لا يصل إلى الهدف؟ يصل إلى الكمال أو لا يصل إلى الكمال؟ هذا أهم إشكال يمكن أن يورده أولئك الذين ينفون نظرية جواز التعبد، أصلاً في الأمور التكوينية واضح هذا وهو أنّه شخص يسأل عن الماء ليشرب الماء ولكن بدل ما يعطوه الماء يعطوه سائل آخر غير الماء، يرفع العطش أو لا يرفع العطش؟ بل قد يكون سبباً في قتله إذا كان سماً وإن كان معذوراً يعني بدل أن يشرب الماء شرب ماذا؟ بعد الدليل وبعد أن شهد عنده شاهدان عدلان بينة معتبرة قال له هذا ماء، فشربه باعتقاده أنّه ماء يؤدي إلى ماذا؟ يؤدي إلى مقتله وهكذا في مسائل الطهارة السنا نقول أن الطهارة شرط واقعي يعني أن الإنسان إذا لم يتوضأ بالطاهر الواقعي صلاته واقعاً صحيحة أم باطلة ولهذا تجدون إلى الآن يقولون، يقولون بأنه لو توضأ مدة من الزمان بماء لا يمكن الوضوء به كالمضاف أو كان وضوءه باطلاً وإن كان قاصراً لا مقصراً بعد ذلك التفت أن وضوءه كان باطلاً ماذا يجب عليه؟ يجزي أو لابد من الإعادة؟ الكل يقول لابد من الإعادة، لماذا؟ يقولون لان الطهارة شرط واقعي.
أو إذا سجد على ما لا يصح السجود عليه وبعد ذلك وإن كان قاصراً صلاته صحيحة أو باطلة؟ يقولون باطلة، ومن هنا هذه الإشكالية ترد بشكل سيال خصوصاً إذا الإنسان تبدل تقليده أيضاً نفس المشكلة ترد، تبدل مذهبه نفس الإشكالية ترد تبدل دينه نفس الإشكالية ترد، أصلاً هو نفس الإنسان عشر سنوات عشرين سنة ثلاثين سنة كان يعتقد بأن الله وحدته وحدة عددية وكان عمره قضاء ولكن في أخريات حياته بعد التحقيق تبين أن الوحدة عددية أو غير عددية؟ واحد لا كالعدد خو هذه الخمسين سنة من سنين عمره الذي قضاها في اعتقاد صحيح لو اعتقاد باطل؟ هذا يرقيه في مراتب القرب الإلهي ودرجات العلو المعنوي أو لا يرقيه؟
نعم كان معذوراً وهذا الذي قلت هذا الإشكال الذي يقولونه، يقولون نحن نقبل من السيد الحيدري في نظرية أن القاصر معذور وهذا ليس جديداً ولكن اشكالنا عليه كيف يقول بأنه يثاب على ما اعتقده من الباطل كيف يثاب ويترقى في مراتب الكمال على أمر لا تحقق له لا واقع له؟
هذا البحث من الأبحاث الأساسية لا فقط في الفروع في العقائد أيضاً بل المشكلة في العقائد لا في الفروع لماذا؟ لأنه انتم تقولون بأنه أساساً الأعمال بلا ولاية أئمة أهل البيت صحيحة أم باطلة؟ باطلة، افترضوا صحيحة ولكن مقبولة أو غير مقبولة؟ الولاية شرط القبول وهذا الولاية لا توجد عنده وإن كان جاهلاً قاصرا لان التكوين لا يتبدل بجهل هذا الإنسان.
إذن هذا الإنسان خمسين عاماً سبعين عاماً مئة عام يصلي ويصوم وينفق ويجاهد وقتل في سبيل الله والى غير ذلك، إذا كان قاصراً هذا يرقيه في مراتب الكمال أو لا يرقيه؟ لا يرقيه لماذا؟ لان قبول هذه الأعمال مشروط بشرط تكويناً وهو الاعتقاد بولاية وإمامة أئمة أهل البيت وهو لم يعتقد بذلك.
فالمسألة سيّالة في كل منظومة المعارف الدينية ماذا نفعل؟ ومع الأسف الشديد هذه أعلامنا لم يبحثوها بشكل دقيق ومفصل ومحقق ماذا نفعل؟ هذا الإنسان ما هو ذنبه خصوصاً أنّه يعاقب هسه لا أريد أقول يعاقب يعني يترتب عليه اثر بما هو خارج عن قدرته وإرادته لا أنّه متعمد إذا كان متعمداً يدخل في الجاهل المقصر ونحن نتكلم في الجاهل القاصر لا المقصر، إذن هذا كيف ينسجم مع القواعد العقلية؟ كيف ينسجم مع القواعد الأصولية؟ كيف ينسجم مع عدل الله سبحانه وتعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث) هسه يقول هذا في باب التعذيب أما في مراتب إليه يصعد الكلم الطيب.
سؤال الله سبحانه وتعالى وعد الإنسان إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه إذ هذا المسكين كان يعتقد هذا اعتقاد صحيح وعمل صالح يصعد أو لا يصعد؟ لا يصعد، باختياره أو خارج عن اختياره؟ هذا تكليف بما لا يطاق، ماذا نفعل بهذه المعضلة والعويصة المعرفية اللي مبثوثة في منظومة المعارف الدينية كل المنظومة.
أنا كما قلت لا أريد أن أقف عندها مفصلاً وإلا لو أريد أقف مفصلاً واقعاً يحتاج وقت لأنه مرتبط بنظرية المعرفة لا مربوط بفقه المرأة ولا بأبحاث أخرى ولكنه إجمالاً لعلنا في محاضرة محاضرتين حتى أضع الأعزة في الصورة وإن شاء الله يذهبوا للمطالعة.
هنا عدة أبحاث أنا فقط أرتبها ترتيباً حتى نرى أنّه أي وقت يسمح للبحث، أساساً هذه النظرية مبنية على الأصول التالية أوّلاً: أنّ هناك واقعاً لكل شيء لله في كل واقعة حكم، أين؟ في الواقع طبعاً لا في كل واقعة في كل اعتقاد هناك حق ويقابله غير الحق إذن في كل منظومة المعرفة الدينية هناك ما هو؟ يوجد واقع قد نطابقه وقد لا نطابقه اللي من هنا جاءت نظرية التصويب والتخطئة هذا الأصل الأول.
وأنّ هذا الواقع مشترك بين العالم به والجاهل به لا أنّه مختص بالعالم والجاهل غير مشمول لا بل هو مشترك بين الجميع هذا الأصل الثاني.
الأصل الثاني وان الجاهل لا فرق بين أن يكون قاصراً أو أن يكون مقصراً لا أن المقصر الواقع موجود في حقه والقاصر لا واقع في حقه بل ما هو؟ بل مشترك بينهما.
وأنّه فعلي الآن مخاطب به الآن، لا أنّه شأني لا أنّه مقيد لا أنّه مشروط لا أبداً، فعلي لان أنّه شأني تقديري هذا الأصل الرابع.
وأنه إذا قال دليل على خلافه يتبدل أو لا يتبدل؟ الجواب لا يتبدل لأنه قلنا مشترك بين الجميع وليس مقيداً مقيداً بمن لا يعلم خلافه فإذا قام عنده دليل على الخلاف تبدل الواقع إلى واقع آخر يعني صلاة الجمعة في ظهر يوم الجمعة هي الواجبة وهذا الإنسان في عصر الغيبة قال عندي دليل على ماذا؟ على عدم الوجوب أو على الحرمة.
هنا عندما قام عنده دليل ولو كان دليلاً قطعيا من أعلى درجات القطع الأصولي بل من أعلى درجات القطع المنطقي ولكن كان مخالفاً للواقع هذا يبدل الواقع أو يبقى المصلحة في صلاة الجمعة أي منهما؟ هذا الأصل الخامس يقول لا، يبقى الواقع على حاله والمصلحة في صلاة الجمعة ما هو دليلك صلاة الجمعة إذا واحد سألكم صلاة الجمعة واجبة بأي دليل ماذا تقولون؟ يعني واقعاً لا تعلمون ما هو الدليل من يقول بأن صلاة الجمعة واجبة؟
الآية (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) هو إذا نودي لصلاة الجمعة أو إذا نودي للصلاة يا صلاة لعله صلاة الظهر الآية لم تقول إذا نودي لصلاة الجمعة إذا كانت الآية تقول إذا نودي لصلاة الجمعة نقول إذن صلاة الجمعة ثابتة في القرآن أما الآية تقول يوم الجمعة إذا نودي للصلاة يا صلاة؟ عامة أحسنتم نعم قد الرسول يقول المراد ماذا؟ المراد الجمعة ميخالف ولكن هذا بعد دليله من أين؟ دليله قراني بيان مصداق نودي للصلاة هذه الصلاة مصداقها صلاة الظهر لو صلاة الجمعة؟
رسول الله صلاها جمعة من قال هذا بأنه حكم أولي لعله حكم ولائي رسول الله صلاها لجمع المسلمين فإذا كانت ولائية تكون ثابتة في كل زمان لو متغيرة؟ شروطها ثابتة لو متغيرة؟ هسه هذا بحث في صلاة الجمعة.
وأنه مع قيام الدليل على الخلاف لا يتبدل الواقع بل الواقع يبقى على حاله هذا الأصل الخامس، الأصل السادس وانه أي الدليل وان الدليل لا يخلق واقعاً مختصاً بهذا الذي قام عنده الدليل قد يقول قائل أن الواقع يبقى ذاك الواقع العام للجميع العالم والجاهل والقاصر والمقصر ولكن إذا قام عندك دليل على شيء الشارع يقول صار واقعك هذا لا أن تبدل الواقع حتى يلزم التصويب بل صار عندك ماذا؟ هذا سميه الواقع العام لو الشخصي؟ هذا الواقع المختص الشخصي هذا واقعك أنت، يعني هذا هو المطلوب منك لا الواقع، مع أنّه مشترك ولكنه ما قام الدليل عندك عليه.
وأنّه الأصل الآخر وانه أي الدليل طريق محض للكشف عن الواقع وليس للطريق موضوعية، قد يقول قائل مرة نقول أن الدليل كاشف عن الواقع، له دور آخر أو ليس له دور؟ ليس له دور أما يصيب الواقع وأما يخطأ الواقع ومرة نقول لا، أن الدليل إذا قام يتحول من طريقي إلى موضوعي من سار ضمن هذا الطريق الله يثيبه لأنه عمل بالطريق، يثيبه لا علاقة له بمتعلق الطريق وإنما انقاد لأي شيء؟ للدليل.
المتعلق مطلوب أو غير مطلوب؟ إذا كان مطابق للواقع مطلوب أما إذا لم يكن مطابق للواقع مطلوب أو غير مطلوب؟ المفروض أنّه ضلال غير مطلوب ولكن الشارع ماذا قال لي؟ قال لي إذا قام عندك دليل واعتقدت أن هذا هو تكليفي لك إذا انقدت ـ من الانقياد ـ لهذا الطريق أنا ماذا؟ أعطيك كما أعطي من يعمل بالواقع، إذن طريق الكمال أما العمل بالواقع إذا أصاب الواقع اللي هو الدليل يكون طريقياً وأما العمل بنفس الطريق يعادل ماذا؟ يعادل من يعمل بالواقع.
مرة أنت الدليل يصيب الواقع فأنت عندما تصلي الظهر ثواب الله يعطيك على ماذا؟ لأنه أنت مطلوب منك صلاة الظهر وأنت صليت صلاة الظهر فيعطيك ثواب على الدليل لو على المتعلق؟ يعطيك ثواب على الدليل لو على المتعلق هذا الجواب يعطيك على المتعلق لماذا؟ لأنه طلب منك صلاة الجمعة وأنت صليت صلاة الجمعة فالثواب على الدليل على صلاة الجمعة لو صلاة الجمعة التي صليتها؟ صلاة الجمعة وأخرى لا، دليلك يقول صلاة الظهر، وصلاة الظهر مطلوبة لو غير مطلوبة؟ غير مطلوبة.
فأنت عندما تصلي صلاة الظهر بعد صلاة الظهر فيه ثواب لو ما فيه ثواب في الواقع؟ لا يوجد فيه ثواب في الواقع ولكن على أي أساس يعطيني؟ يقول أنت انقاديت لي وعملت بما أراد منك الدليل لماذا عملت؟ لأنه اعتقدت هذا اريده منك فهنا الثواب لا على العمل بالمتعلق بل الانقياد لأي شيء؟ لنفس الدليل.
هسه أما مساوي لثواب الواقع وأما لعله أكثر من ثواب الواقع هسه الآن نحن كلامنا في المساوي لأنه كيف يثاب على العمل بدليل لا يطابق الواقع، الآن كم أصل ذكرنا؟ سبعة، ثمانية، تمام اليوم اذهبوا حتى اشوف وين باحثين هذني من الأصول حتى يقول ومن المسلّمات العدلية هالشكل أما والله بالله لو بحثها علماءنا ما عندي مشكلة ولكن لم يبحثوها ما ادري أصلاً صوروها أو لم يتصوروها.
هذا كله إذا فرضنا أنّه يوجد واقع اللي يضيفوه على الأصول السبعة الثمانية هو من يقول يوجد واقع؟ كما نسب إلى بعض الاشاعرة وان كانت النسبة غير صحيحة أنّه أساساً لا يوجد واقع وإنما ما يوصل إليه الدليل هو ماذا؟ هو الواقع، ولكن لا الواقع العام بل الواقع الخاص لكل من قام عنده الدليل، إذن من قال لكم أنّه يوجد واقع واحد مشترك بين العالم والجاهل والجاهل القاصر أبداً أساساً لا واقع نعم عود هنا يشكل عليهم إذا لا يوجد واقع إذن انتم تبحثون عن ماذا، يعني إذا لا يوجد واقع تطلبون ماذا؟ هذا الإشكال الأصلي الذي يريدونه؟ الجواب هذا يمكن الإجابة عليه في محله.
المولى يريد الانقياد يريد أن يوجد لك واقعاً خاصاً هسه قلت لكم الدخول فيه يخرجنا عن البحث، سؤال: سيدنا ماذا تقول؟ الجواب ما اعتقده بنحو الفتوى وإلا تفصيلاً ارجع وأقول لا وقت له أوّلاً أني بحسب الأدلة اعتقد أن هناك واقعاً، اثنين: وأنّ هذا الواقع مشترك هذا الواقع العام بين جميع البشر، هسه هذا من أقول بين جميع البشر هواي هماتين فيه ما فيه يعني قولوا معنا يعني واقع مشكك مشترك بين جميع البشر على مراتبهم وإلا الواقع الذي لرسول الله غير الواقع الذي لزيد وعمر، المطلوب من رسول الله غير المطلوب ممن؟ من عموم الناس، والشاهد على ذلك أنّه له من الواجبات ما ليس لغيره، هذا معناه أن واقعه يختلف عن واقعي، أو مقامات أمير المؤمنين وأئمة أهل البيت غير الواقع المطلوب من الآخرين ولو على نحو التشكيك لا على نحو التباين.
وعندما أقول على نحو التشكيك مرادي من التشكيك في مستوى المسؤوليات والواجبات لا في مستوى الامتيازات والحقوق، من أقول أن رسول الله واقعه أكثر وأوسع وأشد يعني على مستوى مسؤولياته اشد، فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك هذا وظيفته هذه، فمسؤولياته تتسع، أأقبل أن يقال لي أمير المؤمنين ولا اشاركهم مكاره الدهر إذا أريد أكون في هذا المستوى وهو أمير المؤمنين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لابد أن أكون أزهدهم، اتقاهم، أعلمهم إلى آخره.
هذه كلها داخلة في دائرة المسؤوليات لا في دائرة الامتيازات يعني سياراتي أكثر امكاناتي أكثر مالي أكثر لا ليس بهذا الشكل الآن نحن في واقعنا الاجتماعي كلما ازداد موقعاً ازداد مسؤولياته لو امتيازاته لا، على أي الأحوال.
أنا معتقد أن الواقع ما هو؟ أن الواقع موجود في قبال من؟ في قبال من ينكر أصل الواقع أنا لست ممن ينكر أصل الواقع أقول الواقع ولكن أقول أن هذا الواقع ما هو؟ مشترك ولكن على نحو التشكيك لا على نحو التواطئ يعني الواقع المطلوب مني غير الواقع المطلوب ممن؟ من رسول الله أو من الأنبياء أو إلى آخره هذا الأصل الثاني.
وان هذا الواقع الذي يوجد لطبقتي مشترك بين العالم وبين الجاهل، هذا ما فيه مشكلة إلى هنا لا توجد مشكلة ولكن من هنا تبدأ الإشكالية وأن هذا الجاهل اعم من أن يكون قاصراً أو أن يكون مقصراً هذا لا يوجد فيه مشكلة لا محذور فيه نلتزم مشترك وانه فعلي وليس شأنياً هسه من هنا فإذا قام عند الشخص بعد البحث والدقة والتحقيق إذا كان من أهل التحقيق قام عنده دليل اعم من أن يكون دليلاً كشفياً إذا كان يعتقد أن الكشف دليل أو عقلياً إذا كان يعتقد أن الدليل العقلي حجة أو نقلياً إذا كان يرى أن الدليل ينحصر في القرآن أو في الرواية أو في القرآن والرواية أو تاريخياً أو تجريبياً كل بحسبه فقام عنده دليل بحسب ما يعتقد من الدليل على خلاف الواقع المطلوب منه فهل هو معذور فقط أم معذور ومأجور؟ هنا أقول أنا هذا الذي أقوله هنا اتضح ماذا أقول أوّلاً في مسألة التشكيك عموماً لا يقولون أنا أقول بأن الواقع متواطي أو مشكك؟ يعني من قبيل هذه المقولة المعروفة حسنات الأبرار سيئات المقربين يعني المقربين إذا قاموا بالأعمال التي يقوم بها الأبرار يثابون أو لا يثابون؟ لا هذه سيئات هذه تبعدهم لا أنّه تقربهم.
هذه المقولة المشهورة إذن هذه مقامات المقربين لها اقتضاءها الخاص كما أن مقام الأبرار له اقتضائه الخاص ونحو ذلك طبعاً في عرفنا الفقهي أيضاً يقال، يقال بأنه العادل لابد أن يكون لا يعمل بعمل خلاف المروة الإنسان العادي يقول لا، مرجع التقليد أو العالم له خصوصيات يختلف وضعه ماذا؟ فهذا يخدش في العدالة أما الإنسان العادي يخدش أو لا يخدش؟ لا يخدش في العدالة هذا معناه أن الواقع متواطي لو مشكك؟ يعني الأكل في الطرقات يخدش العدالة أو لا يخدش العدالة؟ في النتيجة ماذا؟
الجواب إذا كان لزيد العادي لا يخدش العدالة أما إذا كان لشخصية دينية محترمة كذا كذا يخدش ماذا؟ لباس أهل العسكر يخدش العدالة أو لا يخدش العدالة؟ انتم اقرأوا في الرسائل العملية والكتب الفقهية إلى الآن يقول العالم إذا لبس لباس ماذا؟ الجندي يخدش في عدالته لعله في ذلك الزمان كان يخدش لأنه خلاف المروة أما في هذا الزمان لا يخدش، إذن ذاك الواقع يختلف عن هذا الواقع.
الآن من هنا وهو أنّه لو قام عنده دليل على خلاف الواقع المطلوب منه فهل هو فقط معذور إذا كان قاصراً أو معذور ومأجور؟ الجواب معذور أوّلاً وهذا متفق عليه ولكن الذي اضيفه ومأجور على ذلك لأي شيء مأجور؟ لوجهين:
أما لأن الدليل يولد له واقعاً بمقتضى الدليل فهو الواقع المختص به فلابد أن يعمل بمقتضاها ولا يجوز له أن يعمل بمقتضى غيره ولهذا نحن قلنا في محله أنّه لو كان تابعاً لمذهب من المذاهب لابد أن يعمل بمقتضى ذلك المذهب فلو أراد أن يعمل بما نعتقد أنّه حق نقول باطل حجك باطل صلاتك باطلة، شخص قبل يومين أو ثلاثة اتصل بي قال من بلد من البلاد لا أريد أجيب اسم قال وأنا شيخ وعندي مسجد وأصلي بالناس إلى الآن ولكنه تأثراً بأبحاثك ما طرحته الآن أنا قريب إلى أنت ما تعتقد به فهذه الصلاة اللي اصليها هذه الناس صحيحة لو باطلة؟
إمام جماعة سني يصلي لهم ماذا؟ قلت له اجبني على هذا السؤال؟ أنت تعتقد بصحة هذه الصلاة اللي تصليها أو لا تعتقد؟ قال لا الآن لا اعتقد بها لأني شككت في صحتها قلت له إذن تصلي صلاة باطلة بالناس فيوم القيامة تتحمل مسؤوليتها قال ماذا افعل؟ قلت له اترك الصلاة، لأي سبب لمرض لكذا قال لا استطيع قلت له المهم أنت من قبيل شخص يصلي بالناس من غير وضوء صلاته صحيحة لو باطلة؟ قلت له أنت لا تعتقد بصحة هذه الصلاة فإذن الوجه الأول أن الدليل عند ذلك لا تكون وظيفته كاشفة بل وظيفته مولدة تولد واقعاً ولكن لا مطلقاً لمن قام عنده الدليل ومن يقلده انتهت القضية.
وهذا قريب من مذاقي ومبانيّ تقول سيدنا يلزم التصويب أقول لا لا يلزم التصويب لان الواقع باقٍ أنا أضيف واقعاً آخر لا أن ابدل ماذا؟ لا انفي الواقع ولا ابدل الواقع ولا اجعله مقيداً بالعالمين به ولا ولا أبداً وإنما أقول الدليل بأي كلام؟ أقول مقتضى الأدلة هو هذا، لأنه أنا امرت أن اعمل بمقتضى الدليل فالمتعلق الجديد الذي وجد بهذا الدليل يكون هو الحجة، هو المطلوب مني سميه الواقع الثانوي في مقابل الواقع الأولي المشترك.
هذا المعنى وجدت بأنه بعض الأعلام يشير إليه النور الساطع في الفقه النافع للشيخ علي آل كاشف الغطاء في المجلد الأول صفحة 217 يقول ـ المسألة أين أوّلاً؟ لا يطرحها في الفقه يطرحها في العقائد ـ يقول: الموضع الثاني من الكلام في التخطئة والتصويب هو العقائد الإلهية لا فقط في الفروع الفقهية صحيح نحن في الأصول فقط نطرحها في الفروع لا هو اعم سواء كانت هذه العقائد أساسية بتعبيره واجبة كالتوحيد والنبوة والإمامة والمعاد والعصمة أو غير واجبة يعني كانت ثانوية ككون صفات الله تعالى عين ذاته أم لا؟ يعتقد أن هذه من المسائل الثانوية ليست لها أهمية وأحوال الصراط وبعد ذلك وكيف كان فجمهور المسلمين على أن المجتهدين المختلفين في الرأي في العقائد ليسوا كلهم مصيبين لأنه يوجد واقع مشترك بين العالم والجاهل والجاهل القاصر والمقصر طبعاً هذا يحتاج إلى إثبات ولكن الآن ليس محله.
بمعنى عدم مطابقة اراءهم جميعاً للواقع بل هم مخطئون ما عدا واحداً منهم أو حتى الواحد قد يكون لأنه قد يكون الجميع مخطئ ولكن لا يمكن أن يكون الجميع مصيب وقد يكون كلهم مخطئون وواحد صحيح فانه مصيب إذا كان موافقاً للواقع وإلا فيمكن أن يكون الجميع مخطئين لا محذور في ذلك.
وخالف في ذلك عبد الله بن الحسن العنبري البصري فذهب إلى أن الجميع مصيبون هسه هذا الجميع مصيبون يعني يوجد واقع والجميع مصيبون ما يمكن أو يوجد واقع وبعد قيام الدليل يتبدل الواقع؟ هذا نحو من التصويب أو احتمال ثالث وهو الذي يختاره وهو الصحيح ما هو؟ يقول والحق مع جمهور المسلمين ويمكن أن يتصور النزاع فيها بمعنى المطلوب الواقعي من هذا الشخص ما هو مطلوب منك؟
الآن بقيد هذا الدليل ما هو المطلوب منك؟ الواقع لو ماذا؟ ولهذا بناءً على هذه النظرية إذا قام عنده الدليل على هذا لا يحق له أن يعمل حتى بالواقع لأنه لا دليل عنده على الواقع، إلا أن تقول أن الإصابة للواقع في نفسها ولو من نعاق الغراب ولو من اصطكاك الحجرين هذا خلاف الأدلة التي يقولون.
يقول ويمكن أن يتصور النزاع فيها بمعنى المطلوب الواقعي فيكون المجتهد اللي في العقائد الذي توصل إلى أن المعاد جسماني كالمجلسي مثلاً المطلوب منه واقعاً الاعتقاد بالمعاد الجسماني ولا يحق له أن يعتقد بالمعاد ولو كان الواقع هو المعاد الروحاني والعكس صحيح والمجتهد الذي توصل لكون المعاد روحانياً المطلوب منه الاعتقاد بذلك ولو كان الواقع ما هو؟ معاداً جسمانياً لا أنّه في الواقع يكون المعاد جسمانياً وروحانياً لا لا أن الواقع يكون جسماني وروحاني المطلوب منك مع الدليل ما هو؟ أنت مطلوب منك هذا، هذا الذي تعتقده كما نقول في قاعدة الإلزام.
في قاعدة الإلزام ما هو مضمونها؟ يقول هذا معتقد بأنه الطلاق ثلاثاً يقع أو لا يقع؟ يقع هو يعتقد يقع إذن يقع واقعاً لا ظاهراً، ولكن يا واقع؟ الواقع العام الأولي لو الواقع الثانوي الذي عنده؟ فإذن على هذا الوجه عندنا ماذا يصير؟ واقع واحد لو واقعان؟ واقع أولي مشترك وواقع ثانوي هو مؤدى الدليل يولده الدليل لا أنّه في الواقع يكون المعاد جسمانياً وروحانياً فيكون التصويب في حكم الاعتقاد لا في نفس الاعتقاد والواقع لا، يقول ولعل ما نسب إليهم من التصويب أن كل الآراء صائبة مرادهم هذا المعنى وإلا لا يوجد عاقل يقول الواقع المطلوب المعاد الجسماني والمعاد الروحاني لا يعقل هذا، وكيف كان فلا يعقل ويتصور التصويب في نفس الاعتقاد وإلا لزم اجتماع المتنافيات والمتناقضات.
إذن الوجه الأول الذي به أصحح به ماذا؟ لا فقط أنّه إذا خالف الدليل الواقع لا فقط أنّه معذور بل مأجور لان هذا هو المطلوب منه، الوجه الثاني إن شاء الله إلى يوم الاثنين لأنه غداً تعطيل بمناسبة شهادة الإمام الهادي نعتذر للمتابعين والحمد لله رب العالمين.