أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
انتهى بنا البحث في آية النفر إلى أن هذه الآية المباركة لا هي بصدد إثبات حجية خبر الواحد كما حاول جملة من الأصوليين أن يثبتوا ذلك كمدرسة الميرزا النائيني أن الآية من الآيات الدالة على حجية خبر الواحد وكذلك ليست الآية بصدد إثبات حجية قول المجتهد على المقلد كما قد يستفاد من بعض كلمات الشيخ الأنصاري.
وإنما الآية بصدد بيان وظيفة العلماء تبعاً للمسؤولية التي ألقيت على عاتق الأنبياء وهي انه تجب على طائفة من الأمة الإسلامية بنحو الواجب الكفائي بحسب الاصطلاح الأصولي أن يتفقهوا في المعارف الدينية وان يحذروا الناس من ذلك ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، والآية أجنبية عن باب الحجية وإنما بيان هذه المسؤولية.
هذا المعنى الذي أشرت إليه أشار إليه بشكل واضح أيضاً العلامة ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور هناك في ذيل هذه الآية المباركة يعني المجلد العاشر صفحة 227 يقول كان غالب ما تقدم من هذه السورة تحريضاً على الجهاد قلنا أن سياق الآيات سياق الجهاد في سبيل الله كان تحريضاً على الجهاد وتنديداً على المقصرين في شأن الخروج مع رسول الله للجهاد وانتهى الكلام قبل هذا بتبرئة أهل المدينة والذين حولهم من التخلف عن رسول الله فلا جرم كانت قوة الكلام مؤذنة بوجوب تمحض المسلمين للغزو يعني انه يجب على المسلمين جميعاً أن يخرجوا إلى الجهاد في سبيل الله إلى الحرب، هنا الآية دخلت استثنت قالت نعم أن هذا يجب على المسلمين ولكن هذا ليس معناه انه لا توجد هناك مسؤولية أخرى وهي مسؤولية التفقه في المعارف الدينية وإذ قد كانت الآية السابقة قد حرّضت فريقاً من المسلمين على الالتفاف حول رسول الله في الغزو لمصلحة نشر الإسلام ناسب أن يذكر عقبها نَفر فريق من المؤمنين إلى رسول الله للتفقه في الدين.
ومن محاسن هذا البيان النكتة التي يشير إليها:
يقول الآية التي قبلها ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول الله تحريض ماذا؟ ثم قالت وما كان المؤمنون لينفروا كافة أيضاً بنفس الصيغة ما كان لأهل المدينة وما كان المؤمنون لينفروا كافة وهذه الجملة إلى أن يأتي ويقول في كلامه يقول ولولا حرف تحظيظ والفرقة إلى آخره هذا المعنى اشرنا إليه فيما سبق.
وكذلك الأعزة إذا يريدون يراجعون هذا البحث كذلك في شرح الحلقة الثالثة الدليل الشرعي المجلد الحادي عشر هناك في صفحة نحن وقفنا عند هذه الآية والاحتمالات الواردة فيها في صفحة احتمالات متعددة في صفحة 65 من الآية وهي المقام الأول من تفسير الآية إلى آخره.
هذا ما استفدناه من الآية وقلنا هناك توجد شواهد روائية ولكن يوجد أيضاً شاهد قراني داخلي في هذا المعنى لإثبات هذا المعنى لهذا الذي اشرنا إليه، وهو الشاهد ما هو؟ الشاهد وهو ما ورد في ذيل هذه الآية المباركة، في ذيل هذه الآية المباركة كما تعلمون الآية قالت ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون الذي أوقع جملة من الأصوليين في أن الآية بصدد إثبات حجية أما خبر الواحد أو قول المجتهد أو نظر المجتهد واجتهاد المجتهد هذه الجملة الأخيرة لعلهم يحذرون.
ولذا أنا أحاول أن أقف قليلاً عند لعل، في الآية المباركة لنرى أنها دالة على الوجوب تعلمون أن هذه لعل استعمالاتها في القرآن كثيرة جداً هم مستعملة أنا وأنت نستعملها هم الله سبحانه وتعالى يستعملها لعلهم يهتدون لعلهم يشكرون لعلهم يرجعون المتكلم من؟ هذا كلام الله، الله سبحانه وتعالى يقول لعل، هذه كلمة لعل أو مفردة لعل قالوا أن لعل في اللغة لعل تفيد الترجي المعروف أن لعل تفيد الترجي وكلماتهم واضحة استدلالهم هذا، في نهاية الأفكار للشيخ اقا ضياء العراقي القسم الأول من الجزء الثالث للمحقق العراقي في صفحة 126 هذه عبارته: يقول والاستدلال بها من وجوه:
الأول أن كلمة لعل بعد انسلاخها عن معنى الترجي لعل تفيد ماذا؟ الترجي لماذا يقول يجب أن نسلخها عن الترجي يقول لأنه لا معنى أن الله سبحانه وتعالى يترجى احداً فإذا استعملها الحق سبحانه وتعالى لعلهم يحذرون الله المتكلم لعلهم يهتدون لعلهم يرجعون لعلهم يشكرون لا معنى الله سبحانه وتعالى لماذا يستحيل الترجي لان الترجي يستبطن انه قد يقع وقد لا يقع والله سبحانه وتعالى لا معنى لأنه لا يعلم انه يقع أو لا يقع، هذا الكلام أنا وأنت أقول لعله يأتي محتمل لأني اشك يأتي أو لا يأتي أما بالنسبة إلى الحق العالم لا معنى لان نقول الترجي.
ولذا قال إنّ كلمة لعل بعد انسلاخها عن معنى الترجي المستحيل في حقه سبحانه وتعالى لماذا مستحيل الترجي في حقه؟ لأنه فيه ما يستبطن عدم العلم وعدم العلم في حقه تعالى ممتنع إذن ظاهرة في الطلب ومحبوبية مدخولها هذه المقدمة الأولى إذن المقدمة الأولى الترجي يفيد المطلوبية وهو يلازم وجوب الحذر في المقام لماذا؟ لان المقدمة ولينذروا إذن النتيجة أيضاً ماذا؟ فليحذروا لا أنهم مخيرون في أن يحذروا وان لا يحذروا.
ولذا السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه في الحلقات عندما يأتي لتقريب الاستدلال بالآية انظروا ماذا يقول؟ يقول أوّلاً الجزء الأول صفحة 172 الحلقات للسيد الشهيد يقول أوّلاً أنها تدل على وجوب التحذر بأي دليل؟ لوجوه:
احدهما الوجه الأول انه وقع مدخولاً لاداة الترجي إذن اخذ لعلّ بمعنى ماذا؟ بمعنى الترجي والمطلوبية الدالة على المطلوبية في مثل المقام ومطلوبية التحذر مساوقة لأي شيء؟ لوجوبه لان الحذر إن كان له مبرر فهو واجب وإلا لم يكن مطلوباً ببيان آخر لما وجب الإنذار إذن يجب التحذر وإلا يكون لغواً كما اشرنا إلى ذلك فيما سبق.
هنا أنا من باب الفائدة العامة بودي أن أقف طبعاً عندما تراجع أيضاً كلمات اللغويين تجد هذا المعنى بشكل واضح وصريح في كلماتهم تعالوا معنا إلى النحو الوافي لعباس حسن الجزء الأول صفحة 337 قرأتم أن الجملة أما خبرية وأما إنشائية والانشائية أما طلبية وأما غير طلبية الانشائية طلبية كالامر فانه إنشاء طلبي أما الانشائي غير الطلبي من قبيل ليت، لعلّ إنشاء ولكنه فيه طلب أو لا يوجد فيه طلب؟ لا يوجد، فلعل جملة إنشائية غير طلبية.
يقول ويقابل الجملة الخبرية جملة الانشائية ويقابلها يعني يقابل الجملة الخبرية الانشائية وهي التي يطلب بها أما حصول شيء أو عدم حصوله وأما اقراره والموافقة عليه أو عدم اقراره فلا دخل للصدق والكذب فيها.
إذن هذه الجملة التي يقولها للفائدة العامة مفيدة جداً وهو انه عندما نقول صدق القضايا أو صدق ملاك الصدق ليس مطلق الجمل، الخبرية والانشائية وإنما خصوص الخبرية أما الانشائية فيها صدق وكذب أو لا يوجد، يعني تتصف بأنها صادقة وكاذبة أو لا تتصف؟ لا تتصف، أنت عندما تقول بعت كتابي صادقة أم كاذبة؟ لا معنى لأنه هذا إنشاء والانشاء لا معنى انه نسأل إلا إذا كان إخبار تريد أن تخبر عن شيء يعني بعت كتابي فيما سبق قد يقول قائل انه لا لم يبع كتابه لم يبع داره أما إذا كان إنشاء فلا يتصف بالصدق والكذب.
هذه هي نظرية الصدق القضية أو الجملة الخبرية صادقة ما معنى صادقة؟ يعني مطابقة للواقع ونفس الأمر هذه المعروفة بنظرية المطابقة صدق الجملة الخبرية بماذا؟ بمطابقتها وعدم مطابقتها هذه يسموها نظرية المطابقة في مقابلة توجد نظرية ماذا يسموها؟ نظرية الانسجام يقول صدق القضية ما مرتبطة بالمطابقة وعدم المطابقة، إذا كانت الأدلة منسجمة عقلياً فالقضية صادقة سواء كانت مطابقة للواقع أو غير مطابقة نحن ندور مدار الانسجام بين الأدلة لا المطابقة وعدم المطابقة هذه أيضاً نظرية.
نظرية ثالثة نظرية البعد العملي إذا كانت هذه القضية فيها منافع عملية فهي قضية صادقة إذا لم تكن، فهي قضية كاذبة، فأنت جنابك في نظرية المعرفة قلت لكم فوائد مفيدة لكم حتى تذهبون تشتغلون لا اقل، إذن نظرية المطابقة ما هي؟ هذه القضية نقول زيد قائم نقول قضية ما هي؟ صادقة نظرية المطابقة ماذا تقول؟ تقول يعني مطابقة للواقع الخارجي.
في نظرية المطابقة توجد أركان ثلاثة من باب الفائدة هذه في الحاشية من باب الفائدة لأنه ليس معلوم نحن ندرس نظرية المعرفة فلا اقل تستفيدون هذا وتشتغلون الركن الأول المطابق الركن الثاني المطابَق الركن الثالث، هذه النسبة القائمة بين المطابِق وبين المطابَق سأبين معنى النسبة.
أما المطابِق أنت عندما تقول هذه صادقة هذه كاذبة إذن الصدق والكذب ما هو؟ وصفان ما هو موصوفهما؟ لا اقل في كلمات الأصحاب علماء نظرية المعرفة لا اقل إلى الآن أنا تابعت توجد عشرة نظريات، ما هو موصوف الصدق والكذب نعم هذا الذي يقوله الأخ وهو القضية هذا هو المشهور بين المناطقة الإسلاميين والفلاسفة الإسلاميين ولكنه توجد نظريات أخرى لا اقل توجد عشر نظريات حتى تعرفون نحن القضايا كلها نظرية لا تتصورون بأنه السيد لماذا يقول هذا؟ أمامكم موصوف الصدق والكذب ما هو؟ عشر نظريات.
المطابَق ما هو؟ لا اقل الذي احصيته توجد عشرين نظرية، أنت تقول لابد أن يكون مطابقاً للواقع الخارجي النفس الامري هذا الواقع الخارجي النفس الامري ما هو؟ ما هو معناه؟ هذا الواقع النفس الامري لعلك أنا وأنت نشترك لفظاً نقول لابد أن يكون مطابقاً للواقع تعال عرّف الواقع تخرج من الواقع كم نظرية؟ عشرين نظرية.
وإلا واقعاً عندنا مشكلة في المطابَق اجتماع النقيضين محال هذه القضية صادقة أم كاذبة؟ صادقة هل يوجد احد يشك في اجتماع النقيضين؟ غريب من الأعزة أرى لا يجيبون اجتماع النقيضين يوجد شك فيها؟
كما احد الأساتذة كان متصل سامع هذني الاحدى عشر محاضرة لنا في نظرية المعرفة قال سيدنا أنا لم يبقى لي شيئاً ما فقط كان باقي لي اجتماع النقيضين… على أي الأحوال صدق هذه القضية بماذا؟ بمطابقتها للخارج كيف يمكن أن يكون لها مطابق للخارج هو أنت تقول ممتنع شريك الباري ممتنع هذه لها مطابق أو ليس لها مطابق؟ إذا تقول لا مطابَق لها فإذن كاذب، إذا قلت صادقة أين مطابَقها؟ مطابَقها ممتنع في الواقع الخارجي.
اذن ما هو المراد من الخارج، أصلاً تعالوا إلى علم الحق تعالى الله سبحانه وتعالى علمه صادق أو غير صادق؟ فإذا كان صادقاً مطابقها بماذا؟ قبل الخلق الآن أنا وأنت عالم موجود نطابقه أو لا نطابقه قبل الخلق علم الله حق صدق أم لا ؟
ولهذا من أعقد أن لم أقول اعقد مسألة مسألة ما هو المراد من المطابَق في نظرية المطابقة؟ هذه اثنين.
الركن الثالث: النسبة افترضوا انه نحن قلنا بأنه موصوف الصدق والكذب ما هو؟ الآن القضية في المنطق قرأتم عندكم القضية المكتوبة اللفظية وعندكم القضية الكتبية وعندكم القضية الذهنية أو المعقولة افترضوا إننا قلنا القضية المعقولة إذن هذه القضية صدقها بمطابقتها هذه القضية حاكية أم مشابهة أم مماثلة أم عينها ؟ في النتيجة هذه القضية الموجودة في ذهني تحكي الواقع الخارجي تشابه الواقع الخارجي؟ تماثل الواقع الخارجي؟ أو عين الواقع الخارجي؟ كم نظرية توجد؟ أربعة نظريات.
هذا بحث مرتبط بنظرية المعرفة وهو ما يصطلح عليه بملاك الصدق في القضايا بهذه الأركان الثلاثة ثبوتاً يعني بعد أن قلنا الملاك الثبوتي هو مطابقة القضية للواقع الخارجي انتهينا من الموصوف ما هو؟ انتهينا من المطابَق ما هو انتهينا من النسبة ما هي، اتضح لنا الآن في مقام الإثبات كيف اتأكد أن هذه القضية التي اعرفها مطابقة أو غير مطابقة؟ هذا ملاك يحتاج إلى ملاك آخر لأنه ذاك يعين لنا ملاك صدق القضايا ثبوتاً أما إثباتاً كيف اتأكد؟ يحتاج إلى بحث آخر.
ارجع إلى بحثنا خلاصته قال وإنشائية إنشائية طلبية يراد بها طلب حصول الشيء أو عدم حصوله وإنشائية غير طلبية ومنها وإنشائية غير طلبية قال والجملة وجملة فلان إلى أن يقول من قبيل وهبت لك فلان كما يشمل الجملة الانشائية غير الطلبية يشمل ماذا؟ الترجي مثل ماذا؟ مثل لعلّ وأفعال الرجاء مثل عسى مثل ليت والى آخره.
ولذا تجدون انه جملة من الأعلام عندما وصلوا منهم السيد الطباطبائي في الميزان كأنه هذه من المسلّمات في الميزان في تفسير القرآن المجلد الرابع عشر يقول ولعل في كلامه تعالى وهو الترجي لعل في كلامه تعالى يقول الله إذا استعمل في نفسه لعل لا يريد هو المترجي يريد بلحاظ المخاطب لا بلحاظ المتكلم لان المتكلم لا معنى لان يترجى لأنه ينافي علمه بالأشياء يقول ولا تدل عسى ولعل في كلامه تعالى إلا على ما يدل عليه في كلام غيره وهو الترجي غير أن معنى الترجي في كلامه لا يقوم به بالمتكلم تعالى عن الجهل وتقدس وإنّما يقوم بماذا؟ بالمقام بمعنى انه إلى آخره، هذا مورد.
المورد الثاني في المجلد الخامس عشر صفحة 388 من الميزان يقول إنّ عسى ولعل من الله تعالى واجب لان حقيقة الترجي مبنية على الجهل، أساساً لعل أفعال الترجي لعلّ تستبطن ماذا؟ العلم أم عدم العلم؟ عدم العلم فإذا الله قال لعلهم يتقون، لا يمكن انه نقول بأنه المراد من لعلّ هو المعنى اللغوي مبنية على الجهل ولا يجوز عليه تعالى ذلك فمعنى إلى آخره.
الجواب سؤال هذا الذي قالوه صحيح أو ليس بصحيح؟ الجواب أصلاً وفرعاً غير تام، لم يثبت لنا أن لعلّ لأي شيء؟ للترجي، بأي دليل؟ استعمالاته يعني عندما نأتي إلى القران الكريم عندما نأتي إلى الأدعية عندما نأتي إلى كلمات اللغويين عندما نأتي إلى الشعراء عندما نأتي إلى الروايات نجد أن لعلّ ما مستعملة فقط للترجي.
نعم مستعملة يراد منها معنى الترجي من مصاديق ذلك المعنى نظرية المفهوم والمصداق وهؤلاء خلطوا بين المفهوم وبين المصداق ماذا تفيد؟ تفيد إنشاء الترقب والانتظار، إنشاء أوّلاً لأنه لعلّ ليست خبرية وإنما هي ماذا؟ إنشائية هذا أوّلاً ولكن إنشاء ماذا؟ إنشاء الترجي حتى يكون مطلوباً؟ إنشاء الترقب والانتظار، لا أخذ فيها الترجي ولا أُخذ فيها الخوف، ولا أُخذ فيها العلم ولا اخذ فيها الشك لان هؤلاء قالوا أن لعل اخذ فيها الشك إذن يستحيل استعمالها في الحق لا، لعل لا يوجد فيها شك نعم قد يكون من مصاديق لعل ما يفيد العلم ومن مصاديقه ما لا يفيد العلم يعني قد يتكلم المتكلم العالم أيضاً بلعل وهو لا يريد انه لا اعلم لأنه لا اعلم لم يؤخذ فيها الجهل حتى إذا استعملنا يقول كيف استعمل نعم من مصاديقه قد يكون ذلك.
إذن شاهد البحث هذا وهو انه لعلهم يحذرون الله سبحانه وتعالى يقول انتم قوموا بوظيفتكم قد الآخر باعتبار انه هو المستمع مختار قد يحذر وقد لا يحذر ليس البحث في انه يجب أو لا يجب أبداً انتم وظيفتكم أن تنذروا قومكم إذا رجعتم إليهم لماذا نفعل؟ يقول باعتبار انه تتم الحجة يعني غداً لا يستطيع أن يقول لا اعلم الآن علم فهو بالخيار أن يرتب الأثر أو أن لا يرتب الأثر لعلهم يحذرون فلا الآية لا بصدد وجود التحذر من قول ومن خبر الواحد ولا وجوب التحذر من قول المجتهد أبداً أبداً لعل لا تفيد لا الوجوب ولا غير الوجوب وإنما تفيد انشاء الترقب وانشاء انتظار ذلك الشيء.
هذا المعنى أشار إليه المحقق الاصفهاني رحمة الله تعالى عليه المحقق الاصفهاني في نهاية الدراية هناك في شرح الكفاية المجلد الثالث صفحة 232 يقول ثم أن الظاهر، هذا الظاهر من اين جاء به؟ من الاستعمالات ولهذا إذا تتذكرون نحن في مسألة اللغة قلنا أن القرآن له لغته الخاصة به ولهذا أنا من خلال الاستعمالات وجدت بأنه عندما يستعمل هذا الضمير هذا ليس ضمير المذكر هذا ضمير غير المؤنث قد يختص بالمذكر وقد يشمل المذكر والمؤنث وقد يشمل ما ليس بمذكر ولا مؤنث كما انه قال هو الله إذن هو ضمير المذكر؟ الجواب لا، هو ليختص بالمذكر؟ الجواب كلا ماذا يراد من هو؟ من خلال الاستعمال قد يريد به المذكر قد يريد به المذكر والمؤنث قد يريد به ما ليس بمذكر ولا مؤنث نعم إذا قال هي يريد المؤنث لعل أيضاً في لغة القرآن وفي منطق اللغوي للقرآن تفيد الترقب والانتظار اعم من أن يكون بهذا الاتجاه ويستعمله الواجب ويستعمله الممكن يكون للترجي يكون للخوف يكون للمطلوب يكون للمرغوب عنه كله يصدق عليه لعل هذا مصاديقه انظر ماذا يقول؟ يقول ثم أن الظاهر وان كان هذا الذي يقوله هو يقول وان كان مخالفاً للجمهور جمهور اللغويين عدم كون كلمة لعل للترجي لم يثبت أن لعل من أفعال الترجي لوضوح استعمالها كثيراً فيما لا يلائم الترجي كقوله تعالى لعلك تاركٌ بعض ما يوحى إليك، لعلك باخع نفسك هذا اترجى منك أن لا تهلك نفسك الله يريد أن يترجى من رسوله حتى لا يهلك نفسه؟ لا أبداً ولهذا اضطروا يقولون استعارة ويقولون كناية يقولون مجاز مع انه هو الأصل الذي بنوا إليه كان خطئاً والا (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ) يعني لعلك مهلك نفسك يعني ارجوا منك يجب أن تهلك نفسك لاجلهم؟! قال لعلك تارك بعض ما يوحى إليك فلعلك باخعٌ نفسك وكقوله عليه السلام (هذه في دعاء أبي حمزة) ولعلك وجدتني في مقام الكذابين يعني ترجوا مني أن أكون في مقام الكذابين أنا؟ وفي مجالس البطالين والباطلين يعني الله يرجوا منا أن نكون في مجالس الباطلين؟ ولهذا أنت تضطر ماذا تكون؟ لا، محمول على المجاز ومحمول على الكناية أو لعل زيداً يموت بهذا المرض يعني ترجوا أن يموت بهذا المرض يعني أنت إذا دخلت إلى إنسان رأيت بأنه شرائطه واقعاً تكون تقول لعله يموت بهذا المرض يعني إذا لم توصله إلى الطبيب أو المستشفى يعني ماذا؟ يعني ترجوا أن يموت بهذا المرض؟ يعني تطلب أن يموت بهذا المرض؟ لا، يترقب أن يموت إذا لم يصل إليه الدواء ولم توصله إلى المستشفى ولم يأتي إليه طبيب لعله يؤدي به إلى الموت وكل استعمالاته نعم ومن مصاديقها الترجي.
قال: أو لعل زيد يموت بهذا المرض وغيرها من الموارد الكثيرة التي لا شك في عدم التجوز فيها لان جملة من الأعلام عملوها على المجاز وعدم ملائمة إظهار الرجاء في مثل هذه الأمور المنافرت للنفس في غاية الظهور لا معنى لان يكون مطلوباً إذن والظاهر أن هذه الكلمة لعل إنما يقال فيما كان الشيء في معرض احتمال الوقوع إذن الله عندما يقول لعلهم يهتدون ليس انه لا يعلم لا، هو يعلم بحسب علمه الأزلي اما يهتدي ولكن يقول هذا الذي بيّناه باعتبار هو بالخيار اما هو يهتدي واما ماذا؟ لأنه لم يؤخذ فيه لعل لابد أن المتكلم في أن يكون جاهلاً حتى يقول نسلخها إلى كذا إذا قلنا أن الجهل مقوّم في لعل إذن الله لا يحق له ولكن لم يثبت أن الجهل مقوّم للعل أو العلم مقوم للعل أنت تقول لعل وأنت تعلم العاقبة ممكن أو لا يمكن؟ ممكن الله هم عندما إذن يستعمل لعل ولعلهم يهتدون ولعلهم يشكرون لعلهم ولعلهم يحذرون هذا ليس معناه انه جاهل يقول أنا اعلم من سيحذر أو لا يحذر ولكن أنت وظيفتك أن تنذر وهم في الاختيار أن يحذر أو لا يحذرون يقول والظاهر أن هذه الكلمة إنما يقال إذا كان شيء في معرض احتمال الوقوع سواء كان مرجواً ام لا كما لا يخفى على المنصف هذا المعنى هم أيضاً أشار إليه المحقق العراقي في حواشيه على الفوائد الأصول، فوائد الأصول للنائيني بتقرير الكاظمي هناك في المجلد الثالث صفحة 185 في الحاشية رقم اثنين أقول الذي يمكن أن يدعى أن مورد استعمال هذه الكلمة أوسع من كلم الغاية كما يقول النائيني كيف وفي قوله لعلك أن تركع يوماً والدهر قد رفع يعني لعلك أن تركع ولا تتكبر على الآخرين إذا وجدت الآخر ضعيف اليوم لا تتكبر عليه لعل الدهر يوماً أن يرفعه ويضعه يعني هذا الذي يقول لك لعلك لعله يرفعه الدهر ويضعك يعني يرجوا لك أن يضعك الدهر؟ لا أبداً وإنما يقول تلك الأيام نداولها بين الناس اليوم أنت في موضع القوة والامكانات فتستصغر الآخرين ولعل تدور الأيام ويكون الأمر بالعكس هذا ليس طلب وإنما هذا توقع واحتمال أن يقع خلاف هذا الذي أنت عليه وفي قولك لعلك أن تركع يوماً والدهر قد رفعه ليس كونه غاية لعدمه بل هذه الكلمة في أمثال المقام مستعملة في مجرد إبداع الاحتمال انشاء الترقب هذا أو ذاك بمجرد ابداء الاحتمال بلا مطلوبية في مدخوله نعم بعض الأحيان قد يكون المدخول مطلوباً كما في المقام الحذر ولكن ليس هذا مأخوذ في لعل كما في قولنا لا تدخلوا في بيتك لعله عدوك عجيب لعله عدوك يعني ارجوا أن يكون عدوك؟ ليس هذا المقصود ومن هنا ظهر ما ومن هنا أي ظهر ما في توهم اشراب جهة مطلوبية في مضمون تاليه هذا تمام الكلام إذن محل الشاهد الآية تريد أن تقول هذا المعنى بشكل واضح وصريح وعقلائي أيضاً طائفة من الناس يجب عليهم أن يتفقهوا في الدين وينذروا قومهم قد يقول قائل لماذا يجب ليهم أن ينذروا قومهم لعله إذا ارادوا أن يحذروا فاليحذروا مقتضى العقلانية أن يحذر، إذا أراد أن يخالف هو حر لعلهم إذن الآية ليست بصدد لا وجوب الحجية ولا حجية خبر الواحد ولا حجية قول المجتهد.
إذا تم كل هذا تعالوا معنا إلى محل الشاهد ما هو محل الشاهد؟ الآية المباركة قال (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ) هذه طائفة مختصة بالمذكر أم شاملة للمذكر والمؤنث؟ لا، لابد أن نرجع إلى اللغة لنرى بأن الطائفة يراد بها خصوص المذكر إذن هذه الوظيفة التي هي مسؤولية الأنبياء مختصة بالذكور فقط اما إذا لغة طائفة يعني جماعة من الناس ليس جماعة من الذكور جماعة من الناس إذن هذه الوظيفة كما أن الذكور يستطيعون القيام بها الإناث هم أيضاً يستطيعون القيام بها.
إذن هذه الآية ليتفقهوا في الدين يعني ليحملوا المعارف القرآنية والدينية بكل أبعادها والينذروا قومهم أيضاً مختصة بالذكور أو شاملة للذكور والإناث معاً؟ شاملة لهما معاً إذا رجعوا إليهم فإذن كما يمكن للذكور أن يتعلموا في الحوزات والمؤسسات الدينية لان ينذروا قومهم يجب على النساء لأنه قلنا واجب كفائي كما يجب على طائفة من الذكور أو جماعة من الذكور أو مجموعة من الذكور أن يتفقهوا في الدين والينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم كذلك يجب على الإناث ذلك لا فرق بين الذكور وبين الإناث.
تعالوا معنا إلى الراغب الاصفهاني في المفردات صفحة 531 في مادة طوف يقول والطائفة من الناس جماعة منهم إذن كل فرقة طائفة من هذه الأمة يعني ذكوراً؟ لا أبداً قد يكون ذكوراً وقد يكون إناث نعم أنت عندك بحث ولينذروا من ينذروا؟ الذكور ينذرون الذكور والإناث والإناث ماذا يحق لهم أن ينذروا الذكور والإناث أم يختصوا بمن؟ من قبيل امامة الجماعة امام الجماعة يمكن أن يكون امام الجماعة والمأموم ذكراً أو أنثى المرأة ماذا تستطيع أن تكون امام جماعة؟ قول يقول لا، لا يستطيع .
اما هنا يوجد رأيان رأي يقول لابد أن تكون الإمام الجماعة للإناث ورأي يقول لا فرق أن يكون للذكور وللاناث يعني امام الجماعة تقف امرأة يصلي الذكور ورائها؟ نعم أنت والدليل، اللهم الا أن تقول أن صوتها عي وعورة الآن تقوم بطريق آخر تكتب في الانترنت وتنذر الناس إذن أوّلاً لا يثبت أن صوتها عي وعورة بأي دليل لم يثبت وثانياً أقول يوجد لها طريق آخر في ذاك الزمان لا يوجد طريق الا الصوت المتعارف الآن ليس بهذا الشكل إذن هذا المورد الأوّل.
المورد الثاني القرطبي في ذيل هذه الآية المباركة في تفسيره الجامع لأحكام القرآن للقرطبي هناك صريحاً يقول طائفة فلولا نفر الطائفة (صفحة 429 ذيل الآية من سورة التوبة) في اللغة الجماعة ليس جماعة من الذكور لا، الآن هذه واحد أو اثنين أو عشرة يختلف الطائفة في اللغة الجماعة وقد تقع إلى آخره هذا هم المورد الثاني.
المورد الثالث وهو ما ذكره ابن عاشور لذيل هذه الآية المباركة قال والطائفة الجماعة وهكذا جملة من المفسرين من باب الشاهد إذن فتحصل إلى هنا أن الآية المباركة تختص بالذكور أو لا تختص؟ هذا الدليل الثاني كما انه قوله تعالى: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) هذا الذكر اعم من الذكر والإناث أيضاً (فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ) اعم من الذكور والإناث.
يبقى سؤال مهم في الآية المباركة أنا أشير إلى السؤال وجوابه غداً وهو انه إذا تتذكرون قلنا وجدتم الاحتمالات الموجودة في الآية يتذكر الأعزة في الأبحاث الأولى هنا طرحنا هذا التساؤول لماذا أن النص القرآني بتعبير الإمام امير المؤمنين حمال ذو وجود الم يكن بالإمكان أن ينظم الحق تعالى هذا النص الإلهي الذي سيكون معجزة الإسلام إلى قيام الساعة ينظّمه بنحو لا يحتمل الا وجه واحد حتى يقع الاختلاف أو لا يقع الاختلاف؟ لا يحتمل الا المعنى المقصود للمتكلم فقط يحتمل ماذا؟ كما أنت تقول اثنين زائد اثنين 4 يوجد احتمال لعله اثنين زائد اثنين يريد خمسة مثلاً؟ لا، لا تحتمل ولهذا قالوا هذا نص لماذا هذا نص؟ لأنه قضايا رياضية لا تقول لي الله سبحانه وتعالى ليس قادر الله عنده قدرة أن ينزل نص لا يحتمل الا معناً واحد لماذا؟ ام لا أن الحكمة الإلهية اقتضت أن ينزل هذا النص الا يحتمل احتمالات متعددة ام أن الحكمة الإلهية اقتضت أن ينظم هذا النص بهذا النحو الذي بأيدينا حتى يحتمل احتمالات متعددة وتفاسير مختلفة.
اضرب لك نموذج السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى في الميزان في ذيل الآية المباركة 102 من سورة البقرة وهي قوله: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) يقول اختلف المفسرون في تفسير الآية اختلافاً عجيبا لا يكاد يوجد نظيره في آية من آيات القرآن المجيد فقد اختلفوا في مرجع الضمير اتبعوا واختلفوا واختلفوا من صفحة 233 إلى صفحة 234 يعني صفحة ونصف فقط يذكر موارد الاختلاف ومرجع الضمير إلى أن ينتهي هذا فيقول فهذه نبذة ما ذكرت كل الاختلافات هذه بعض وجوه الاختلاف فهذه نبذة من الاختلاف في تفسير كلمات ما يشتمل على القصة من الآية وجمله وهناك اختلافات أخر في الخارج من القصة في ذيل الآية وفي نفس القصة وهي قصة واقعة أو بيان على سبيل التمثيل.
تتذكرون فيما سبق رجاءً احفظ لي هذا الأصل وإذا ضربت بعض الأحكام الذي ذكرناها من الاحتمالات في البعض الآخر ارتقى الاحتمالات الموجودة في الآية المباركة إلى كمية عجيبة يقرب من 1200000 احتمال يأتيك بعض لا علم له وبعض الجهلة يقول واضح القرآن عزيز نعم القرآن هم أقول بيان أنا هم أقول تبيان أنا هم أقول نور ولكن هذا هم موجود فيه يعني أنت لو صرفت كل عمرك تستطيع أن تحصيها أو لا تستطيع؟ لا تستطيع هذه آية واحدة منها لماذا أن الحق تعالى انزل هذا النص بهذا النحو لماذا؟ هذا سؤال لابد أن يجاب عليه في علوم القرآن لماذا البعض قالوا جزء (طبعاً من أقول البعض في بعض الأحيان ما أشير طبعاً أنا) منه مرتبط مثل اللغة لأنه يوجد قصور في اللغة ولكن هذه عشرة في المائة خمسة في المائة سبعة في المائة عشرين في المائة وليس مائة في المائة إذا كانت اللغة العربية بهذا (يعني القابل لهذه المضامين) بهذا النقص الفاحش للمضامين لماذا انزل الله القرآن بلغة العربية كان ينزلها بغير لغات صينية واردوئية مثل ما يقول الأخ كل يجر النار إلى قرصه لماذا؟ أو لا، حتى لو قبلنا انه جزء منه مرتبط بالقابلين اللغة لأنه كما قال بعضهم أن ثوباً خيط من تسعة وعشرين حرفاً عن معاليه قاصر هذه المعاني التي الله يريد أن ينزلها لا يمكن لـ 28-29 حرف أن يستوعب جيد هذا جزء منه ولكن في الجزء الآخر لا، الحكمة الإلهية اقتضت ذلك لماذا؟ هذا أن شاء الله جوابه في قوم الغد والحمد لله رب العامين.