أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في هذه الآية المباركة من سورة التوبة (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ) قلنا بأنه توجد أبحاث متعددة في الآية.
البحث الأول: أن النفر هل هو إلى الجهاد أم إلى طلب العلم؟ بينّا بأنه نحن نعتقد بالاتجاه الثاني لا بالاتجاه الأول وبينا شواهد ذلك في البحث السابق.
البحث الثاني: أن الآية هل هي بصدد حجية خبر المخبر أم هي بصدد حجية انذار المنذر.
من هنا بالأمس وقفنا عند هذا البحث وهو ما هو الفارق بين الإخبار وبين الإنذار، الآية قالت ولينذروا إلا أن يقال أن المراد من الإنذار معنى يسع الإخبار أيضاً ولا يمكن ذلك كما سأبين، إذن الآية على فرض أنها بصدد إثبات الحجية، أنا عندما أقول على فرض أنها بصدد إثبات الحجية يعني الحجية الأصولية، ما هي الحجية الأصولية؟ يعني التنجيز والتعذير لأنه الاصوليون هم بصدد إثبات أن الآية بصدد إثبات حجية خبر الآحاد ما معنى حجية خبر الآحاد؟
يعني قوله قول المخبر الواحد حجة منجز ومعذر نحن الآن نفترض أن الآية بصدد إثبات الحجية ولكن حجية من؟ حجية الخبر أم حجية المنذر؟
من هنا يأتي هذا السؤال ما الفرق بين العنوانين عنوان الإخبار وعنوان الإنذار؟ لماذا أقول ذلك لان جملة من الأعلام أرادوا أن يقولوا بأنه أساساً ما بينهما عموم وخصوص مطلق كل إنذار فهو أخبار وليس كل إخبار فهو انذار ومن هنا جملة من الأعلام قالوا بأنه لما كان الإنذار يتضمن الأخبار إذن الإخبار أيضاً ما هو؟ حجة، إذا صارت الآية بصدد حجية الإنذار فالإخبار أيضاً ماذا؟ خبر الواحد أيضاً يكون حجة وهذا ما يقوله السيد الخوئي وصاحب الكفاية وغيره.
أنا أريد أبين للأعزة أن بينهما تباين لا عموم وخصوص، إذا كان بينهما عموم وخصوص عند ذلك إذا ثبت الأخص قد يقول انه ثبت ما في ضمنه أما إذا قلنا ما بينهما تباين فاثبات احد العنوانين لا يستلزم إثبات العنوان الآخر، حجية الإنذار لا تستلزم حجية الإخبار كيف؟
أعزائي في مسألة حجية الإخبار وحجية الخبر النظر إلى الناقل إلى المخبر بغض النظر عن ما يخبر ماذا يخبر؟ لا علاقة لنا بماذا يخبرنا، أنا أريد أن أرى أن المخبر إذا كان واحداً خبر الواحد بعد، هل أن خبر الواحد النظر إلى المخبر هل انه حجة بحسب الآية أو ليس بحجة؟ بغض النظر أن ما اخبر به مرتبط بالنار أو مرتبط بالجنة؟ لا علاقة لي بماذا اخبر، اخبر بأمر مرتبط بالجنة تصير بشارة اخبر بأمر مرتبط بالنار تصير إنذار اخبر بأمر مرتبط بالمستحب اخبر بأمر مرتبط بالمكروه اخبر بحكم وضعي اخبر بأمر تاريخي ونحو ذلك.
إذن ليس النظر إلى محتوى الخبر وإنما النظر إلى أن المخبر ماذا يقول؟ هذا إذا كان الكلام في حجية الخبر والإخبار أما عندما نتكلم أن الآية تتكلم عن هذا لو تتكلم عن المنذر فالنظر في الآية إلى المنقول لا إلى الناقل، فإذن بينهما عموم وخصوص لو بينهما تباين؟ تباين بينهما بعد لا يمكن أن نقول انه يشمله أو لا يشمله، نريد أن نسأل أن ما نقله حجة أو ليس بحجة مو أن الناقل قوله حجة أو ليس بحجة فإذن الآية لو كانت بصدد حجية الإخبار ليتفقهوا في الدين ولينقلوا مو ولينذروا، ليتفقهوا في الدين وينقلوا إذن ننظر إلى الناقل أما عندما قالت ولينذروا إذن النظر إلى الناقل لو إلى المنقول؟ إلى المنقول.
وهذه النكتة وجدتها عند الاشتياني في بحر الفوائد في شرح الفرائد الاشتياني الجلد الثاني صفحة 195 يقول أقول لا خفاء في أن الظاهر من الإنذار ليس مجرد الإخبار بالشيء أو بالحكم الشرعي عن النبي أو الإمام بل هو الإنذار ما هو؟ بل هو مقابل البشارة فالتخويف مأخوذ في مفهومه كما اشرنا بالأمس أن الإنذار يعني فيه إخبار مع تخويف ويدل عليه مضافاً إلى وضوحه أن كلمة انذر ينذر يدل على التخويف قوله تعالى لعلم يحذرون هذا أيضاً شاهد داخلي فإنه لا معنى لطلب الحذر بقول عقيب الإخبار بقول مطلقا.
يقول لو كانت الآية بصدد الإخبار لا معنى لأنه يقول بأنه يجب الحذر لعله يذكر أمراً مرتبط بالجنة يجب الحذر لو البشارة أي منهما؟ إذن لعلهم يحذرون لو لعلهم يأملون ويستبشرون أي منهما؟ إذا كان النظر إلى الإخبار فالمخبر لا ينقل فقط ما يرتبط بنار جهنم بل ما يرتبط بالجنة أيضاً، المخبر لا ينقل دائماً الأمور المحرمة الأمور الواجبة وقد ينقل الأمور المستحبة والمكروهة إذا نقل أمراً مكروهاً أيضاً لعلهم يحذرون فإذن النظر إلى الناقل أم إلى المنقول؟ إلى الناقل لا إلى المنقول إذا كان الإخبار إذا كان خبر النظر إلى الناقل يقول فلابد أن يكون هناك مقتضي للحذر وليس إلا أن يكون هناك تخويف موجب للخوف كما انه ولهذا يقول لا يتضمن حكماً إلزامياً.
كما انه لا خفاء حسب ما عرفت أن محل النزاع ما هو؟ محل النزاع في حجية خبر الواحد ما هو؟ محل النزاع ومورد البحث في حجية خبر الواحد إنما هو الحكم بصدق الراوي مرتبط بالناقل لا بالمنقول أن الراوي إذا كان واحداً قوله حجة أو ليس بحجة سواء نقل ما يرتبط بالتحذير أو ما يرتبط بالبشارة أو ما يرتبط بالمعاملة أو بأي شيء، حيثية البحث في حجية خبر الواحد مرتبط بالناقل والآية مرتبطة بماذا؟ بالمنقول وهذا الذي خفي على جملة من الأعلام على أي الأحوال.
قال فيما يحكيه فان البحث في مسألة حجية خبر الواحد إنما هو الحكم بصدق الراوي فيما يحكيه عن المعصوم من السنة بأقسامها والبناء على حجية خبره في النسبة من غير أن يكون له تعلق بمدلول السنة المحكية أنها جنة، نار، واجب، مستحب، مكروه، حرام لا علاقة له بذلك.
ومن هنا فإن شئت قلت في صفحة 196 من المجلد الثاني إنه كما لا يصدق على مجرد نقل الأصوات والأقوال المسموعة عن المعصوم المخبر ماذا يفعل؟ المخبر ينقل ما سمعه عن من؟ افترضوا أن هذا المخبر كالآلة المسجلة كل ما سمعه بالدقة مو نقل بالمعنى حتى تشكلون أصلاً نقل باللفظ فهل الآية بصدد إثبات حجية النقل حتى تكون حجية خبر الواحد، يقول كما لا يصدق على مجرد نقل الأصوات والأقوال المسموعة عن المعصوم ولو كان الناقل اعجمياً لا يفهم اللغة العربية بناءً على حجية خبر الواحد قوله حجة أو ليس بحجة؟ حجة لأنه نقل لي كلام المعصوم اسأله ما معناه يقول لا اعلم ولكن الإمام قال لا تنقض اليقين بالشك أنا أيضاً انقله لك وأنت تثق انه نقل لك نص الإمام حجة أو ليس بحجة؟
إذا قلنا خبر الواحد حجة هذا قوله حجة وإن لم يلتفت الناقل إلى معنى الحديث أبداً لان المدار في حجية خبر الواحد إلى ماذا؟ إلى وثاقة الناقل لا إلى مضمون المنقول يقول كما لا يصدق على مجرد نقل الأصوات والأقوال المنقولة عن المعصوم ولو كان الناقل من العوام بل كان الناقل العجمي الذي لا يعرف لسان المعصوم أصلا يقول وهل يصدق على من نقل كلمات الإمام يصدق عليه إنذار، يصدق عليه منذر أو لا يصدق؟ الجواب لا يصدق لان الإخبار شيء والانذار شيء آخر، وعلى العمل عليه فلان كذلك لا يصدق على مجرد تحمل الرواية هذا عنوان آخر، الآية ماذا قالت؟ قالت ليتفقهوا في الدين ولينذروا تحمل الرواية تفقه أو ليس تفقه إذا لا يفهم منه شيء لا يصدق عليه متفقه في الدين.
إذن فتحصل إلى هنا أن الآية المباركة بصدد إثبات حجية ما أنذر به لا بصدد إثبات حجية الناقل، إذن بين عنوان الإخبار الذي هو محل البحث وبين عنوان الإنذار يوجد بينهما تباين لان الإخبار مرتبط بالناقل والإنذار مرتبط بالمنقول هذا أوّلاً.
ثانياً: وأنّ هذا الإنذار ليس مطلق الإنذار من أي منذر كان ولو كان مقلدا بل إنذار عن تفقه في الدين لان الآية قالت ليتفقهوا في الدين ولينذروا.
إذن يوجد عنوان أوّلاً المنذر وأنّ الإنذار لابد أن يكون عن ماذا؟ عن تفقه في الدين عن علم بالدين لا أن يصعد المنبر ينذر الناس هو أيضاً المنذر يعلم ما يقول أو لا يعلم، وإن كان انذاره صحيحاً لأنه ينقل عن الآخرين ولكنه عن تفقه أو ليس تفقه؟ لا ليس عن تفقه.
هذه النكتة التي اشرنا إليها الشيخ الأنصاري كاملاً ولكن أقول بعد ذلك ما هو كلامنا مع الشيخ، الشيخ الأنصاري في الفرائد في الجزء الأول صفحة 284 هذه عبارته يقول لو سلّمنا دلالة الآية على وجوب الحذر مطلقا عند إنذار المنذر ولو لم يفد العلم كما قلنا لو أن الآية بصدد إثبات الحجية لكن لا تدل على وجوب العمل بالخبر من حيث انه خبر لان الآية بصدد الإنذار لا بصدد حجية الإخبار لكن لا تدل على وجوب العمل بالخبر من حيث انه خبر لان الإنذار شيء والإخبار ما هو؟ شيء آخر، لان الإنذار هو الإبلاغ مع التخويف فانشاء التخويف مأخوذ فيه يعني في المنقول لا في الناقل والحذر هو التخوف الحاصل عقيب هذا التخوف الداعي إلى العمل بمقتضاه فعلاً.
هذا المعنى إذن الإنذار غير الإخبار هذا أوّلاً وثانياً أن هذا الإنذار ليس مطلق الإنذار، إنذار عن تفقه ولذا السيد الخوئي في الدراسات المجلد الثالث دراسات في علم الأصول صفحة 187 يقول انه اخذ في الآية عنوان تفقه ليتفقهوا في الدين ففي الحقيقة يكون موضوع الحكم هو الفقيه لان الآية قالت من؟ ليتفقهوا، طبعاً في ذهن السيد الخوئي مقصوده من الفقيه من؟ فقيه الحوزة ولكن نحن قلنا أن المراد من الفقيه ما هو؟ الفقيه القرآني، وما يجب التحذر عنه إنما هو إنذار بما هو فقيه لا إنذار مطلقاً وإن كان واعظاً على المنبر لا، الواعظ أيضاً ماذا؟ ينذر الناس، يخوّف الناس، يحذّر الناس، يفعل أو لا يفعل؟ ولكن عن تفقه لو عن تقليد؟ حتى لو كان عن تقليد لابد أن يكون عن تقليد علمي يعني يعلم لماذا أنّه قال ذلك هذا العالم ذلك العالم افترضوا ينقل عن العالم الكذائي جيد لا يوجد مانع ولكن ينقل عن علم لا عن جهل وتقليد.
يقول إنما هو فلا يعم إنذار الراوي بما هو راوي لأنه بما هو فقيه غير بما هو راوي من هنا إذن أخبار الرواة عن الأئمة الآية تشملهم أو لا تشملهم؟ لماذا لا تشملهم؟ لأنه أولئك رواة والآية قالت ماذا؟ من هنا دخل الأعلام لإثبات أن رواة الأئمة فقهاء حتى يتخلصوا من الإشكال.
عموماً ماذا يفعلون؟ عادةً يضربون لكم أوضح المصاديق زرارة راوي فقط؟ كل الرواة مثل زرارة فقط زرارة واحد يوجد محمد بن مسلم فقط راوي؟ لا، أنا أيضاً اقبل زرارة، محمد بن مسلم، يونس بن عبد الرحمن، بلي عنده عشرة عشرين ثلاثين خمسين هؤلاء كانوا فقهاء ما اختلفنا ولكن أوّلاً لو سلّمنا شمول الآية لهؤلاء فلا تشمل الآخرين.
وثانياً أن هؤلاء أيضاً لا تشملهم لماذا؟ لان هؤلاء ينقلونها من حيثية كونهم رواة لا من حيثية كونهم فقهاء فلا تشملهم الآية.
النقد الأول أوّلاً هذا اخص من المدعى، المدعى كل الرواة وانتم ذكرتم نموذج هذا اخص، ثانياً أن هؤلاء ينقلون بما هم فقهاء لو بما هم رواة؟ بما هم رواة ولهذا يقول ولا يمكن التمسك في المقام بعدم القول الفصل بين حجية قول الفقيه وروايته لعدم ارتباط احدهما بالآخر وفيه أن الفقاهة في الصدر الأول لم تكن من الصعوبة بهذه المرتبة لا هؤلاء كانوا رواة وفقهاء حتى تشملهم الآية على أي الأحوال.
من هنا الشيخ الأنصاري رحمة الله تعالى عليه انتقل إلى بحث آخر قال إذا كانت الآية بصدد إثبات الحجية فهي ليست بصدد حجية إخبار المخبر بل هي بصدد حجية قول المجتهد على مقلده أين قال هذا المعنى بشكل واضح وصريح في صفحة 285 قال فالآية الدالة على وجوب التخوف عند تخويف المنذرين مختصة بمن يجب عليه اتباع المنذر في مضمون الحكاية وهو المقلد له إلى أن يأتي في صفحة 286 أن الاستدلال بالآية فالحق أن الاستدلال بالآية على وجوب الاجتهاد كفاية ووجوب التقليد على العوام أولى من الاستدلال بها على وجوب العمل بالخبر، يقول علماء الأصول جعلوها من أوضح الأدلة على حجية خبر الواحد نحن نقول لا، هي دالة على ماذا؟ على حجية قول المجتهد بالنسبة إلى المقلدين، فيكون من قبيل فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
سؤال ما هو موقفنا من الآية؟ نحن مع الاتجاه الذي يقول بحجية الخبر لو بحجية قول المجتهد؟ الجواب لا هذا ولا ذاك، الآية أساساً ليست بصدد إثبات الحجية مو في هذا العالم انظروا الذهن الأصولي والفقهي ماذا يفعل؟ بمجرد يقرأ الآية ذهنه مؤطر بماذا؟ حجية ففهم الآية في ضوء الحجية، إما حجية خبر الواحد وإما حجية قول المجتهد ولكن النظّارة نظّارة علم الأصول، ولهذا علم الأصول أيضاً على ماذا يدور؟ ما هو الحجة وما ليس بحجة؟ ولهذا من قرأ الآية قرأها بماذا؟ بهذا هذا واضح أم لا؟ هذا الذي أقول بأن الذهن يتأطر، الفيلسوف أيضاً قد يتأطر ذهنه، العارف أيضاً قد يتأطر ذهنه، التجربي قد يتأطر ذهنه.
سيدنا إذن أنت أيضاً قد يتأطر ذهنك؟ أنا أيضاً يمكن، ومن هنا أقول لا يدعي احد أنا مطابق للواقع قلنا نحن والدليل انتهت القضية أنا ما مدعي انه، أنا مدعي بأنه أنا لا يتأطر ذهني أنا أيضاً أقول هذا ولكن أنا الآن بصدد أنت الذي تقول وقد حققنا المسألة بما لا مزيد عليه فهو مطابق للواقع ومن خالف فهو إلى نار جهنم.
لأنه بعض الحقائق يتحملها جميع الناس أو لا يتحملها؟ فإذن المصلحة إظهارها أو عدم إظهارها؟ من قال بأن كل الحقائق لابد أن تظهر يوم القيامة؟ أنت كنت معتقد في فلان اتقى الناس من أولياء الله، من العرفاء وإذا تبين إنسان كذا وكذا في واقعه هو الله سبحانه وتعالى على ماذا يظهر الحقيقة والواقع على ماذا؟
الجواب: لا هذا ولا ذاك الآية ليست أساساً بصدد إثبات الحجية لا حجية الأخبار وخبر الواحد كما تقول مدرسة الميرزا وتلامذة الميرزا لما بيّناه من أن الإنذار شيء والأخبار شيء آخر ولا لما يقوله الشيخ الأنصاري لأنه شيخنا المجتهد هم لا ينذر والمجتهد يكتب رسالة عملية يعطيه بيد الناس صحيح يصدق عليه متفقه في الدين ولكن يصدق عليه منذر أو لا يصدق؟ فيه تخويف أو لا يوجد؟ كتابة رسالة عملية وبيعها في المكتبات هذا تخويف للناس؟ ماذا علاقته الآية تقول وينذروا وكتابة رسالة عملية فيها إنذار للناس واصلا لا علاقة لها وسالبة بانتفاء الموضوع لأنه هو يبين الحقائق يعني ما انتهى إليه في اجتهاده.
الآية تقول ينبغي عليكم ماذا تفعلون؟ أن تخوفوا الناس وكتابة رسالة عملية ليست تخويف للناس حتى لو كان بيان المحرّمات وبيان المحرمات شيء عزيزي وتخويف الناس من ارتكاب المحرّمات شيء آخر.
انظروا الآن قد الإنسان يعلم انه الكذب حرام الغيبة حرام، التهمة حرام، القول على الآخرين كذا زوراً وبهتاناً حرام كله يعلمه لو تسأله يقول بلي هذا كله حرام، شرب الخمر كذلك ولكن قد يذهب إلى المنبر ويستمع لمواعظ صاحب منبر ولعالم مطلع يخوفه من ارتكاب هذه الذنوب ولهذا تجد لو يقرأ مائة كتاب لا يؤثر فيه محاضرة ولا تؤثر فيه كما تؤثر محاضرة واحدة إذن الإنذار شيء وكتابة رسالة عملية شيء آخر والشيخ الأنصاري أيضاً كلامك غير دقيق أنت تقول هذه الآية فالحق أنها بصدد إثبات حجية قول المجتهد على مقلديه الجواب أن الآية ليست بصدد هذا لأنه صحيح يصدق على المجتهد فقيه في الدين ولكن لا يصدق عليه بكتابة رسالة عملية عنوان الإنذار إذن ما هو المراد من الآية؟ الآية بصدد ماذا؟ نحتاج إلى بيان نكتتين أو أصلين.
الأصل الأوّل وهو من الأصول القرآنية أن أهم وظيفة للأنبياء الإنذار طبعاً يوجد في كلامهم أيضاً بشارة يعني بشير ونذير ولكنه الحصر ورد في النذير لان الناس إنما يردعهم للخوف وليس الرجاء طبعاً في فترة عمرية وما أريد ادخل في التفاصيل اقرأ لكم بعض الآيات قال: (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) عجيب يا رسول الله أنت ليس مبشر؟ يقول نعم مبشر ولكن الذي يحرك الناس الإنذار وليس التبشير (إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) الآية 89 من الحجر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين نصير فقد جاءكم بشير ونذير نعم ولكنه الحصر ورد أين إلا بشير ولكن ورد أن إلا نذير هذا يكشف لك عن ماذا؟ يكشف عن أهمية الإنذار على التشريع.
قال: (فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المائدة 19 (مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) الأعراف 184 (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف 188 (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) (إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) ولا يوجد عندك آية في القرآن إنما أنت بشير وعشرات لو تقرؤون فستعلمون كيف انه نذير (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) (قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) (جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا) (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) وهكذا انظروا الآية المباركة هذه في سورة الملك (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) رسول الله نذير فقط؟ لا، نذير وبشير ولكنه الذي يحرّك الناس النذير ولهذا أنا مراراً وتكراراً في كتب الأخلاقية ذكرت قلت هل لو تقرؤون الروايات الواردة في ثواب صلاة الليل وآثارها التكوينية واقعاً يبقى الإنسان متعجباً لكن كم واحد يصلي صلاة الليل؟ولكنه كل يقومون يصلون صلاة الصبح ولو دقيقتين بطلوع الشمس لماذا؟ لأنه يعلم بأنه إذا لم يصلي هي نار جهنم.
الأصل الثاني: هذا الكافي وروايات معتبرة صحيحة عند الجميع عن أبي عبد الله الصادق أن العلماء ورثة الأنبياء يعني أول وظيفة للعلماء ما هي؟ ورثة الأنبياء طبيب دوار بطبه دوار بطبه هذه وظيفة الأنبياء وظيفة الأئمة يعني الأئمة كتبوا كتب للناس ماذا فعلوا؟ علّموا الناس هذه الرواية موجودة هنا في الكافي.
تعالوا معنا في البخاري حتى تعرفون الرواية مجمع عليها وان العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم من أخذه أخذه بحظ وافر ومن سلك طريقاً يطلب به علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة إلى آخره هذا الأصل الأول طبعاً وكذلك هذه رواية ورواية أخرى كثيرة جداً الروايات في هذا المضمون من هذه الرواية أيضاً وان كانت ضعيفة السند ولكنه شواهدها كثيرة.
سمعت من ابن عباس سمعت رسول الله المعجم الأوسط للطبراني المجلد الرابع صفحة 938 رقم الحديث 5846 سمعت رسول الله اللهم ارحم خلفاءنا أو خلفائي قلت يا رسول الله إنما خلفائكم أو من هم خلفائكم قال الذين يأتون من بعدي يروون احاديثي وسنتي ويعلمونها الناس هذه واردة من طرقهم وواردة أيضاً من طرقنا هذه في مجالس امالي الصدوق المجلس 34 قال يا رسول الله عن علي قال رسول الله اللهم ارحم خلفائي ثلاثاً قيل يا رسول الله ومن خلفائك؟ قال الذين يبلغون حديثي وسنتي ثم يعلمونها امتي.
والروايات في هذا المضمون فوق حد الإحصاء عناوينها هذه وهذه من رسالة عوائد الأيام في ولاية الفقيه، كونهم أو كون العالم وارث الأنبياء امين الرسل خليفة الرسول حصن الإسلام مثل الأنبياء وبمنزلتهم إلى آخره هذا هم الأصل الثاني كل استدلال يقوم على مقدمتين المقدم الأولى أن الأنبياء وظيفتهم الأصلية الإنذار.
المقدمة الثانية أن العلماء ورثة الأنبياء إذن النتيجة الوظيفة الأصلية للعلماء الإنذار ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم الآية تبين حقيقة قرآنية أيها الأمة المسلمة أيها المؤمنون، أيها المسلمون، أيها الذين قبلتم بالإسلام ديناً وظيفة طائفة منكم أن تتفقهوا وتنذروا هذه ماذا علاقته بالحجية أصلاً ليس في عالم الحجية في عالم بيان هذا الأصل القرآني وظيفة العالم هذا الثمرة الثالثة الذي اشرنا إليها في بحث الأمس وظيفة طبقة من الناس أي طبقة؟ الذين يجدون في أنفسهم الاستعداد ليس أي إنسان يقول أنا أريد أريد إلى المؤسسة الدينية أو أريد أصير عالم لا، كل ميسّر لما خلق له ليس الكل عنده استعداد أن يكون من علماء الدين فإذا وجدت في نفسك الاستعداد لان تكون متفقهاً في الدين بحسب الاصطلاح القرآني وظيفتك أن تذهب واجب كفائي .
إذن القرآن يشير إلى هذه الحقيقة وهذه ليس بصدد إثبات الحجية الاصولية لخبر الواحد أو لقول المجتمع أصلاً ماذا علاقتها هذه تشير إلى هذا الأصل القرآني وظيفتكم أيها الأمة.
في الأبحاث السابقة قلنا دفع دخل مقدر لأنه قد يتصور البعض أن الوظيفة أن الجميع يذهب إلى الجهاد في سبيل الحرب لا القرآن يقول هذه وظيفة وهذه وظيفة أخرى.
ولهذا خير ما أشار إلى هذه النكتة صاحب بحر المحيط الاندلسي، الاندلسي في جزء الحادي عشر من تفسيره البحر المحيط في صفحة 467 في ذيل الآية يقول وعلى هذه الأقوال لا يكون النفير إلى الغزو والضمير فيها الذي فيها ليتفقهوا عائدة إلى الطائفة نافرة وهذا هو الظاهر التفقه للتي نفرت والذي يظهر أن هذه الآية إنما جاءت للحظ على طلب العلم والتفقه في دين الله وانه لا يمكن أن يرحل المؤمنون كلهم في ذلك فتعرى بلادهم منهم ويستولي عليها وعلى ذراريهم أعدائهم يجب أن تذهب الأمة للدفاع عن بيضة الإسلام وعن حريم الأمة نعم فهلا رحل طائفة منهم للتفقه في الدين ولانذار قومهم فذكر العلة للنفير وهي التفقه أوّلاً ثم الأعلام لقومهم بما علموه من أمر الشريعة النتيجة ما هي؟ يقول في النتيجة هذه الأمة عندما يجدون انه متخصصين من أهل الذكر ذهبوا إلى المؤسسات الدينية والحوزات العلمية وتعلّموا وانذروهم يوجد الحذر أو لا يوجد الحذر؟ لا اقل يحتمل أو يترقى الحق يعني تتم الحجة وليس تتم الحجة الاصولية تتم الحجة العلمية يعني يوم القيامة إذا قيل له لما لم تعمل لا يستطيع أن يقول لا اعلم لأنه يوم القيامة إذا قيل للإنسان لما لم تعلم؟ يقول لا اعلم يقول له هل لا تعلمت؟ فان كان عالماً يقول هل لا عملت؟ فيوم القيامة أنت وظيفتك أن تخرج الناس من ماذا؟ ليس من تقصيرهم أن تخرجهم من قصورهم صحيح هو جاهل قاصر، أنت ما هي وظيفتك؟
لأن البعض يقول السيد الحيدري عندما يقول بجواز التعبد بجميع الأديان والمذاهب إذن على ماذا نذهب إلى التبليغ؟ أقول بحسب الدليل وأنا الدليل اوصلني أن مدرسة أهل البيت هي الحق فلابد أن ابلغ لمدرسة أهل البيت سواءً كانت مطابقة أو لم تكن مطابقة أنا دليلي يقول أن هذا هو الحق فلابد أن (وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ) لابد أن ابلغ ولابد للجميع أن يبلغ ولكن التبليغ في حدود الحجة.
يقول فهلا نفر من كل جماعة كثيرة جماعة قليلة منهم فكفوهم النفير وقام كل بمصلحة هذا لحفظ بلادهم وقتال أعدائهم وهذه لتعلم العملم وافادته فإن قلت ما هي المناسبة بين آيات الكلام وآيات الجهاد يقول وهذا جهاد أيضاً من مصاديق الجهاد في سبيل الله فمصداق منه جهاد بالحرب ومصداق منه جهاد بالعلم والقلم.
احد الأعزة بالأمس سألني قال بأنه أساساً ما هي المناسبة؟ المناسبة واضحة لأنه هذه مصاديق ولهذا مناسبة هذه الآية لما قبلها أن كلا النفيرين هو سبيل الله واحياء دينه هذا بالعلم وهذا بالقتال ولهذا ومن الواضح أن العلم أفضل من القتال قلم العالم أفضل من دم الشهداء طبعاً بشرط أن لا يكون ذاك الشهيد عالماً والا إذا كان عالماً وشهيداً يقيناً أفضل اما إذا كان ذلك شهيد ومجاهد وليس بعالم وهذا عالم وليس بمجاهد هذا بمنطق العلم لان الذي يحفظ ذاك وبعثه إلى تلك المعركة هو هذا العالم واضح صار إذن الآية المباركة ليست بصدد إثبات حجية خبر الواحد لو حجية المجتهد وإنما بصدد بيان وظيفة قرآنية كلية يا من تفقه تنفي دين الله عليكم أن لماذا فقط تنذروا كما ينذرون يبشرون؟
الجواب: في الأنبياء لان هذا الذي تفقه في الدين فقط تعلم الإنذار يعني لم يتعلم التبشير؟ لا، هم تعلّم التبشير هم تعلم الإنذار لماذا الآية وضعت يدها على النذار؟ لأنه كما قلناه في الفصل الأول لماذا؟ قال أن أنا الا نذير مبين لماذا؟ الجواب لأنه طبقة في الأعم الأغلب لا يحرّكم نحو التقوى والخشية الا الإنذار إنما يخشى الله من عباده العلماء لماذا يخشى؟ لأنه واقعاً الخوف والتحذير والانذار يحرّك الإنسان طبعاً لطبقة وهناك طبقة لا يحرّكهم الا التبشير وهذا يختلف باختلاف عمر الإنسان اعمار العشرينات والثلاثينات ووضع المراهقة قد يؤثر فيه الإنذار ولا يؤثر فيه ماذا؟ اما عندما يصل إلى الخمسينات والستينات والسبعينات ويجد نفسه إلى ضعف والى موت هذا يحتاج إلى أن يخوفوه؟ أو يحتاج أن يبشره يقولون له أن شاء الله هذه الحياة التي قضت أربعين خمسين سنة كانت فيها مشاكل كانت فيها كذا كان فيها كذا الله سبحانه وتعالى رحيم الله سبحانه وتعالى يرأف بعبده .
واحدة من أهم وظائف الدين أن يعطي الاطمئنان النفسي في النصف الثاني من حياة الإنسان هذه من أهم أبحاث من العلم النفس الديني ما هي وظيفة الدين نفسياً؟ ليس علم الاجتماع الديني علم النفس الديني من العلوم التي الآن موجودة الدين ما هي وظائفه؟ واحدة من أهم وظائفه في النصف الثاني من عمر الإنسان أن يعطيه لأنه في تنازل من بعد ضعف من بعد قوة ضعفا هنا يأتي ويعطي أمل هذه الآية تقول الوظيفة الأصلية للعلماء الإنذار.
فتحصل إلى هنا موقفنا من الآية المباركة بصدد إثبات حجية خبر واحد ولا هي بصدد إثبات حجية القول المجتهد على المقلد بل بل هي بصدد ايجاد الإنذار في الأمة ومن الواضح انه يؤثر في الإنسان أو لا يؤثر؟ ولهذا الآية قالت لعلهم .
ومن هنا أن شاء الله غد في بحث اللاحق هذه لعلل في القرآن ما هو المراد منه لأنه الأعلام تصوروا لعله هنا دالة على الوجود أبداً لا دلالة فيه على الوجوب دلالة فيها على الترقب وعلى احتمال آخر الإنذار الذي هو التحذير وهذا إن شاء الله بحثه سيأتي وبعد ذلك ننتقل إلى البحث الآخر وهو ان الآية (مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) هل مختصة بالذكور أو عامة؟ لأنه قد تقول سيدنا هذا البحث ماذا علاقته ببحث؟ الجواب لابد أن نقف لغوياً عند مفردة الطائفة هل الطائفة في اللغة مختصة بالذكور؟ ام أنها اعم من الذكور فهذه الوظيفة القرآنية التي هي وظيفة الأنبياء هل هي مختصة بالذكور أو هي اعم من الذكور والإناث أن شاء الله غداً والحمد لله رب العالمين.