نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (192) جواز تقليد المرأة في المعارف الدينية (14)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    بالأمس طرحنا تساؤلاً وقلنا بأنّ النص القرآني هل يحتمل احتمالات متعددة لفهمه ولتفسيره أم لا؟ بعبارة أخرى كيف نظّم هذا النص الإلهي المفروض انه هذا كلام الله، هذا الكلام الإلهي كيف نظّم؟ نظّم لكي يحتمل هذا أو في ذاته يحتمل هذا أو لا، يراد لكل لفظ أو كلام أو جملة معنى واحد قد نصيبه وقد نخطئه.

    لكي يتضح الجواب على هذا التساؤل هناك عدة محاور لابد من فهمها بنحو الإجمال وإلا هذا من الأبحاث المهمة في علم النص الديني أو في علم النص أو فيما يصطلح عليه الآن باللسانيات أو الالسنيات.

    المحور الأول: في المحور الأول لا إشكال لكل كلام ولكل لفظ يعني وجود لفظي أو وجود كتبي لكل كلام مكتوب أو لكل كلام ملفوظ كما قرأنا من الوجودات الوجود اللفظي الذي هو الكلام وقد بينا فيما سبق الفرق بين اللفظ وبين الكلام بين اللغة وبين الكلام بينّاه فيما سبق وكذلك الوجود الكتبي الذي الآن القرآن بأيدينا ما هو؟ وجوده ما هو؟ وجود كتبي أما الذي كان يسمعه أو الصحابي الذي يسمعه من رسول الله وجوده ماذا كان؟ لفظي كان، شفاهي كان، ولذا ميزننا بين الوجود الشفاهي للقران والوجود الكتبي للقران.

    هل لكي يقتنص منه المعنى أو لكي نقتنص المعنى الذي يريده الموجد لهذا الكلام ولهذا الكتاب الموجد والمكون والمؤلف هل انه نحتاج إلى واسطة أو لا نحتاج إلى واسطة؟ حتى يتضح المطلب اضرب مثال للأعزة التفتوا المحور الأول أين هو؟

    نحن لكي نعلم الواقع الخارجي في العلم الحصولي نحتاج إلى ماذا؟ نحتاج إلى صورة ذهنية فلا نعلم الواقع الخارجي مباشرة بل نعلمه من خلال أين؟ الصورة الذهنية يعني هناك واسطة بين علمنا وبين معلومنا الخارجي ما هي الواسطة؟ الصورة الموجودة في الذهن ومن هنا تجدون أن العلم الحصولي يصيب دائماً أو قد يخطأ؟ يخطأ، لماذا؟ لأنه هذه الصورة الذهنية قد تطابق الواقع الخارجي وقد لا تطابق.

    ومن هنا يحصل الصواب والخطأ المطابقة وعدم المطابقة المعنى الذي يريده المؤلف للكتاب الموجد للكتاب للقران الآن حديثنا في القرآن، هل الوصول إليه يحتاج إلى واسطة أو لا يحتاج إلى واسطة؟ هل العلم به حصولي أم حضوري؟ الأعزة قرأوا في علم المنطق العلم الحضوري بعد لا توجد بينه وبين المعلوم واسطة أما في العلم الحصولي توجد واسطة فالمحور الأول هل توجد واسطة أو لا توجد؟

    الجواب أن المعنى المراد المقصود لمؤلف أي نص مكتوب أو ملفوظ لا يكون إلا مع الواسطة ما هي الواسطة؟ الألفاظ التي يوسطها بيننا وبين المعنى الذي يريده، عندما يريد شرب الماء لا طريق له إلا أن يقول لي ماذا؟ أنا لا اعلم ما في نفسه أنا اعلم ما في نفسه بتوسط كلامه بتوسط ألفاظه وكتابه، إذن المحور الأول هناك معنى في وجود معنى مختبئ باطن في وجود المؤلف في وجود المكون في وجود الموجد لا طريق له أو أوصله إليّ بالواسطة أو بلا واسطة؟ أوصله إلي بالواسطة ما هي الواسطة؟

    أما الكلام الملفوظ يعني الوجود اللفظي وأما الكلام المكتوب يعني الوجود الكتبي والآن نحن ماذا بيدنا؟ الوجود الكتبي ولهذا تجدون في البرهان في علوم القرآن للزركشي هكذا يقول، في المجلد الثاني في علوم القرآن في صفحة 162 يقول النوع الحادي والأربعون معنى التفسير لماذا إذن نحتاج إلى تفسير؟ لأنه نحن الذي بيدنا هي الألفاظ من خلال الألفاظ نريد أن نصل إلى المعنى وقد نصيبه وقد نخطئه.

    قال ابن فارس المعنى التفسير التأويل أما المعنى ما هو المعنى؟ فهو القصد والمراد للمتكلم يقال عنيت بهذا الكلام كذا أي قصدت وعمدت، وحيث فمرادهم قلت مشتق كذا الآن معناه من أي شيء مشتق؟ يأتي إن شاء الله قلت وحيث قال المفسرون قال أصحاب المعاني فمرادهم وأما التفسير في اللغة التفسير ما هو؟ فهو راجع إلى الإظهار والكشف أنت تريد من خلال الألفاظ تظهر المعاني.

    هذا المعنى الذي أشرت إليه أوضحه بشكل واضح ودقيق نصر حامد أبو زيد في كتابه مفهوم النص دراسة في علوم القرآن هناك في صفحة 223 يقول هناك خلاف بين اللغويين حول الأصل الاشتقاقي لكلمة تفسير، ما معنى أنه أفسر القرآن ما معنى التفسير؟ هل هي مشتقة من فَسَر أم مشتقة من سَفَر ما الفرق بين فَسَر وسَفَر؟ وإذا كان الفَسر ما هو الفسر أو فسَر ما هو؟ كما ورد في اللسان انظروا إلى المصداق الذي يشير إليه يتضح معنى التفسير فَسَر أو فسر وتفسير نظر الطبيب إلى الماء عندما تعلمون الآن واحدة من أهم طرق الاختبار انه يأخذون تحليل لأي شيء؟ لبول الإنسان، من خلال هذا التحليل يصلون إلى ماذا؟ إلى أي مرض مصاب أليس كذلك؟ أو يأخذون تحليل لدم الإنسان فيما سبق لم يكن ولهذا هو يضرب مثال بالبول وعام هو.

    يقول نظر الطبيب إلى الماء يعني الماء الذي يخرج من الإنسان والتفسرة هي البول الذي يستدل به على المرض وينظر فيه الاطباء يستدلون بلونه على علة العليل فنحن إزاء أمرين ما هو؟ المادة التي ينظر فيها الطبيب للكشف عن العلة وهي التفسرة وكذلك وفعل النظر نفسه الذي يقوم به من؟ يقوم به نفس الطبيب وهو الفعل الذي يمكّنه من فحص المادة واكتشاف العلة إذن هذه المادة هذا الماء يكون الواسطة بين الطبيب وبين المرض، هذا معنى الفَسَر.

    تعالوا إلى التفسير من سفر لا من فسر يقول وفي مادة سَفَر تقابلنا دلالات عديدة مركزها الانتقال والارتحال من مصاديق الآن تقول سافر يعني انتقل من مكان إلى مكان أو من مرتبة إلى مرتبة أخرى إذن فيه نحو من الانكشاف والانتقال من شيء إلى شيء آخر ويتفرع عن هذه الدلالة دلالة الكشف والظهور وسمي المسافر مسافراً لكشفه إلى أن يقول وأسفر السفر الصبح اسفر يعني ماذا؟ يعني انكشف أضاء واسفر القوم اصبحوا واسفر أضاء ولهذا قال وجوه يومئذٍ مسفرة أي مشرقة مضيئة.

    بناء على هذا الشرح يكون معنى السَفَر مرتبطاً بدلالة الكشف والبيان إلى جانب ارتباطه بالحركة والانتقال إذا اتضح ذلك ولكن ما الذي الآن أطبق على محل كلامنا الألفاظ أو المكتوب يريد أن يكشف عن ماذا؟ عن المقصود أليس كذلك؟ سواء أخذناه بمعنى الفسر من اشتقاق الفسر أو من اشتقاق السفر.

    يقول ولكن ما الذي يكشفه ويوضحه المفسر؟ لا شك أن دلالة الكتاب مثل دلالة الكلام وجود اللفظ والوجود الكتبي من حيث أنها تكشف عن ما كان مخبوءاً ومجهولاً وهو ما أشار إليه القدماء بقولهم أن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا فالكتاب يكشف ما كان خبيئاً في قلبي ونفس المتكلم وليس ذاك الخبيء المستور ما هو؟ إلا المعاني المقصود المراد وليس إلا المعاني النفسية أو الأفكار التي تدور ومن هنا كان اشتقاق كلمة المعنى لماذا سمي ذاك الأمر الخبيء المستور يسمى ماذا؟ معنى، ما هو المراد من المعنى لغةً؟ لماذا نسميه معنى؟ وهذا نسميه لفظ؟

    يقول ومن هنا كان اشتقاق كلمة المعنى من المادة اللغوية عناء فيه عناية كان حبيساً والآن يريد أن ينكشف ومنها المعاناة والتعنية بما تتضمنه بمعنى الحبس والأسر فكأن الشيء كان حبيساً في وجود المتكلم الآن يريد ماذا؟ أن يحرره ما هو طريقة تحريره؟ أن يظهره، ولهذا الله سبحانه وتعالى بناءً على اعتقاداتنا كان في وجوده كل معاني الكمال كل معاني القدرة كل معاني العلم كيف يظهره؟ ما هو الطريق لاظهاره؟ أما في وجود لفظي وأما في وجود تكويني، خلق كل هذه لفظاً كتباً تكويناً حتى يظهر ما في وجوده عود هذا المشهور كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف.

    وعلى ذلك يستوي أن يكون التفسير مشتقاً من الفسر أو من السفر فدلالة المادتين واحدة في النهاية وهي الكشف عن شيء مختبئ محبوس من خلال وسيط يعد بمثابة علاقة دالة من خلالها يتوصل إلى هذا الخبيء الغامض لذلك ذهب ابن فارس إلى غير ذلك، هذا هو المحور الأول.

    الآن بعد لا أريد ادخل للبحث عندكم، عود أنت مرآتك لفهم المعنى يمر من خلال وسيط فكل أحكام هذا الوسيط سوف تؤثر في فهم المعنى، أم لم تؤثر؟ لأنه هو الوسيط يعني أنت الآن افترض انه الألفاظ بمنزلة المرآة فإذا كانت المرآة مقعّرة تريك الأشياء صغيرة وإذا كانت المرآة محدبة تريك الأشياء كبيرة هي في واقعها لا صغيرة لا كبيرة هذه المرآة هذا الوسيط يجعلها ماذا؟

    أنا أدعو الأعزة يقرأون هذين الكتابين من أهم ما ينبغي أن يقرأ المرايا المحدبة والمرايا المقعرة كتابان من أهم الكتب تحت هذا العنوان المرايا المقعرة والمرايا المحدبة طبعاً هذا الإنسان كاتب هذين الكتابين في ألف صفحة جداً مهم لنقد الفلسفة الغربية يقول بعض يقرأ الغرب والفكر الغربي بنحو المرايا المحدبة فيراها مضخمة كبيرة جداً وهي في واقعها ألف وألف إشكال موجود فيها ولكن لأنه يراها من خلال مرايا محدبة، ويقرأ تراثه بنحو المرايا المقعرة فيرى تراثه له قيمة أو لا قيمة له؟ لا قيمة له، فينبغي أن نقرأها بنحو المرايا المعتدلة المستقيمة بحث قيم جداً.

    هو أيضاً يقول أنا بقيت سنين هذا الكتاب كتبته لا يوجد عندي عنوان له إلى أن انتهيت إلى هذا من المتخصصين في نقد الفلسفة الغربية حتى الأعزة لا يقولون فقط السيد الحيدري يوجّه الطلبة إلى قراءة الفكر الغربي من غير أن يدلهم على نقدها، نحن أيضاً نشير إلى هؤلاء كلاً نمده هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك هم نقول هذا الفكر الغربي وهذا أيضاً نقده هذا هو ولهذا أحفظوا لي هذا الأصل وهو أصل أن الوسيط هو الذي يدلك على المعنى فكل أحكام الوسيط سوف تؤثر على فهم المعنى.

    فإذا كان الوسيط أعلائياً فيريك المعنى أعلائياً وإذا كان الوسيط ضعيفاً سيريك ماذا؟ ولهذا هنا يأتي مشروع محمد عابد الجابري فقط للإشارة محمد عابد الجابري عنده مشكلة ليس مع الدين ليس مع القرآن يقول أن لغة القرآن هي لغة عربية وعندما نأتي إلى اللغة العربية لغة من كانت؟ لغة امة عالمة أم امة جاهلة ماذا تقولون القرآن هو يقول هؤلاء جاهلية فلغة ماذا تصير؟ لغة العلم أم لغة الجهل؟ الآن لا أريد أقول الإشكال صحيح ولكن انظروا الإشكال أين؟ هذا واحد.

    اثنين لغة الحضارة أم لغة التخلف؟ بذاك الوقت الحضارة أين كانت موجودة والتقدم المدنية؟ كانت أما في الفرس أو في الروم؟ فالعرب كانت لغة التخلف لغة المياه والاشجار والطبيعة الناعمة أم لغة الصحراء الجافة إلى آخره؟ والقران نزل بأي لغة؟ بهذه اللغة أنا ما عندي إشكال أن الله ماذا أراد أنا ما عندي طريق إلى الله أنا عندي طريقي من أين يمر؟ من القرآن ولغة القرآن هي العربية، فكل مشكلات وكل خصائص السلبية للغة العربية أنا تكون كنظّارة أرى بها المعاني الإلهية هذا الكتاب هذه من أهم أركان نظرية نقد العقل العربي هو هذا للجابري جورج طرابيشي يريد ينقد هذه النظرية هذا الكتاب لبيان هذه النقطة اسم الكتاب معضلة اللغة العربية بين الجابري وطرابيشي لأنه الجابري يعتقد بأنه اللغة العربية ما هي؟.

    فإذا كانت اللغة لغة البداوة والصحراء التي تتميز بالبعد الحسي فإنّ العقل العربي سوف يكون نتاجاً لها وإن كانت اللغة لغة الحضارة والتطور فان العقل تبعاً لذلك سوف يكون عقلاً متطوراً حضارياً متكاملا، هذا المحور الأول.

    المحور الثاني وهو اخطر من المحور الأول هذا لكي نفهم أي نص مكتوب أنت هذه المحاور لابد تخليها في ذهنك المحور الثاني العلاقة بين الطبيب وبين الوسيط في المحور الأول تكلمنا عن الوسيط وعلاقته بالمعنى كيف يكشف عن المعنى الآن ماذا نريد؟ العلاقة بين من؟ مثال ضربنا يعني هذا الماء أو هذا الدم لو  أعطيته لغير الطبيب المختص يستطيع أن يفهم منه شيء؟

    إذن معلومات الطبيب خبرة الطبيب ثقافة الطبيب علم الطبيب هو الذي سوف يحدد له كيف يفهم هذه المادة وليس المرض ذاك المعنى لا نستطيع ليس لنا طريق إليه لا عزيزي المعنى خبيء أنا طريقي إليه من خلال الوسيط الآن الوسيط كيف افهمه، الوسيط حتى يدلني على ماذا؟ على المعنى هذا من خلال خبرة الطبيب ولهذا التفتوا مرة أخرى انظروا ماذا يقول؟

    يقول نصر حامد أبو زيد: ولا يمكن لأي إنسان أن يقوم بعملية التفسير هذه فالطبيب هل يستطيع كل واحد أن يفسر هذا الماء دلالته كذا؟ بل لابد أن يكون المفسر للماء طبيباً في المثال أي إنسان لديه معرفة ما بالعلل ومظاهرها وذلك حتى يتمكن من اكتشاف العلة من المادة أي حتى يتمكن من القيام بعملية التفسير، أن الطبيب الذي يفسر المادة لا يفسرها من فراغ بل يفسرها من خلال معرفة مسبقة تسمح له بالتفسير.

    إذن أنت عندما تأتي إلى الجمل والألفاظ والآيات القرآنية لكي تفهمها تحمل مجموعة من الأفكار والقواعد والأصول والثقافات التي يعبر عنها الخلفية الثقافية والفكرية والعقائدية لمن؟ للمفسر، ولهذا أنت آية واحدة أعطيها للعارف يفسرها شكل أعطيها للفيلسوف يفسرها شكل، أعطيها للمتكلم الشيعي أعطيها للشيعي يفسرها شكل أعطيها للمتكلم السنّي يفسرها شكل، أعطيها للاصولي يفسرها شكل، أعطيها للمحدث يفسرها شكل لماذا والسبب ما هو والمشكلة أين؟ في النص؟ لا كله لغة عربية ونص واحد لماذا هذا يفهم منها وحدة شخصية ذاك لا يفهم منها وحدة شخصية؟

    الآن الآيات التي تستدل بها على إمامة أهل البيت في القرآن عندما تعطيها للشيعي يقول واضحة وليس فيها إشكال، لكن عندما تعطيها لشخص مخالف يقول هؤلاء مجانين ولكن أنت مباشرة تتهمه، لا ينبغي الاتهام لماذا؟ لأن خليفته الفكرية والثقافية والعقدية والكلامية تعطيها مرايا مقعرة أم محدبة لا يستطيع غير هذا من هنا دخلت نظرية الفروض المسبقة لفهم النص يعني العلاقة بين المفسّر وبين النص ليس العلاقة بين النص وبين المعنى العلاقة بين المفسّر وبين النص هذا هو علم الالسني.

    أعزائي إلى قبل كانت 1404 وفاته كان الحديث عن المفاهيم والألفاظ في الذهن بما هي وسائل لفهم الواقع الخارجي أصلاً ما كان احد يبحث عن نظرية المعرفة والألفاظ دورها والنص ما هو دوره والكلمات واللغة واللسانية أبداً كانت جاء وقال لا، ينبغي أن نجعل هذه الوسيلة نجعلها موضوعاً وهي نبحثها ونبحث الوسيلة هي نفسها انه ما هي كيفية كشفها سابقاً أنت تبحث عن ماذا؟

    مرة تبحث عن الصورة الذهنية والمعلوم بالذات ويكشف عن ماذا؟ وكل همك كشف المعلوم بالعرض والاخرى لا، تبحث عن نفس المعلوم بالذات الصورة الذهنية هذه خصائصها ما هي؟ ولكنه كانت وقف عند المفاهيم إلى أن وصلت النوبة إلى وكنشتاين المتوفى 1951 يعني أواسط القرن العشرين هذا انتقل من مرحلة المفاهيم معاني في الذهن انتقل إلى مرحلة الألفاظ قال لابد أن نفهم خصوصيات اللغة التي تكشف عن المفهوم والمفهوم يكشف عن الواقع أنت الآن كم مرحلة عندك في الذهن؟ ألفاظ، معاني أو مفاهيم تكشف عن الألفاظ وهذه المفاهيم تكشف عن الواقع.

    انظروا هذه ثلاثة مراحل ما قبل كانت عموماً البحث كان عن الواقع الخارجي كانت الانقلاب الذي أوجده نقل القضية إلى نظرية المعرفة يعني من الانطولوجي إلى الاپستمولوجي من الوجود إلى نظرية المعرفة ونكشتاين أجه نقل القضية من نظرية المعرفة إلى اللغة قال اللغة الإنسان من يفكر ما يفكر بمفاهيم يفكر باللغات فاللغات هي التي تعين لهما وهذا الذي يوجد ولهذا علي حرب في كتابه نقد النقص في صفحة 7 يقول والنص لم يعد مجرد ادات للمعرفة إلى ما قبل كانت النص كان لمعرفة الواقع الخارجي وكانت وما بعد كانت ونكشتاين قالوا لا، نفس النص لابد أن ندرسه قبل أن يكون كاشفاً أصلاً يكشف أو لا يكشف من يقول يكشف والنص لم يعد مجرد ادات المعرفة بل أصبح هو نفسه ميداناً معرفياً مستقلا أي مجالاً لإنتاج معرفة تجعلنا إلى آخره.

    الأعزة راجعوا كتاب فهم الفهم لعادل مصطفى مدخل إلى الهرمونوطيقا نظرية التأويل من افلاطون إلى گاديمير هناك في صفحة 150 إلى 151 يقول نقطة بدأ حقيقة للفهم مادام كل جزء يفترض الأجزاء الأخرى مسبقاً يعني استحالة فهم نص بلا فروض مسبقة لا يمكن أنت الآن جنابك إذا ما تعرف اللغة العربية وقواعد اللغة العربية الصرف، قواعد القرآن علوم الاصولية حجية الظواهر، قواعد حجية الظواهر كذا تستطيع أن تفهم الآيات القرآنية أو لا تستطيع؟ يعني لو كان لابد أن افرغ الذهن من كل معلوماتي تفهم أو لا تفهم؟ يمكن أن تفهم إذن كل واحدة من هذه جزء من الفروض المسبقة فكل فعل للفهم يتم في سياق افق، افق المفسر وحتى في مجاله سؤال هذه حتى في علوم الإنسانية فقط؟ يقول لا، حتى في علوم الطبيعية في العلوم الطبيعية أيضاً افقك السابق وثقافتك ما أريد ادخل هذه هي نظرية التحيز التي كتبت عنها مقالات وكتب كثيرة من هذه الكتب هذا كتاب إشكالية التحيز مجلدين وكل مجلد 1000 صفحة مجموعة من المقالات جمعها عبد الوهاب المسيري في صفحة 5 يقول: التحيز وجود مجموعة من القيم الكامنة المستترة التي توجه الباحث دون أن يشعر بها وان شعر بها وجدها لصيقة لا يستطيع أن يتخلص يعلم انه هذا الذي في ذهنه يؤثر ولكن يستطيع أن يتخلص منه أو لا يستطيع؟ لا يستطيع أن يرفع النظارة لأنه جزء من منظومته المعرفية لفهم النص بالمنهج لصيق لدرجة يصعب معه التخلص منها.

    في صفحة 533 العلوم الطبيعية تتناول بحوث هذا المحور التسعة إشكال التحيز المعرفي في مسلّمات وفروض وزوايا النظر والمقاصد ومناهج البحث وصياغة القوانين كالفيزياء والعلوم الهندسة والطب وغيرها يقيناً يقول وتحاول بحوث هذا المحور أن تكشف المظاهر والى غير ذلك ولذا جملة من المتخصصين قالوا أساساً السؤال عن الموضوعية المحضة هذا خيال ووهم لا يوجد شيء موضوعي محض لا يمكن.

    الأعزة الذين يريدون أن يطالعوا، الموضوعية في العلوم الإنسانية عرض نقدي لمناهج البحث هناك يقول أهم مشكلة تواجه العلوم الإنسانية هذا الإشكال يقول أن الموضوعية في العلوم الإنسانية هي مشكلتها المحورية أهم الإشكالية في العلوم طبعاً ليس علوم الإنسانية فقط في العلوم الطبيعية أيضاً وكل من يعرض لها إنما يعرض بعد ذلك يقول في صفحة 66 هذه عبارته هناك يقول (ما هي الموضوعية؟) وهو أن يتجرد الإنسان عن دوافعه وعرفه وقيمه وتراثه وثقافته ممكن أو غير ممكن؟ ولهذا تجدون كل مولود يولد على الفطرة بعد ماذا الرواية؟ فأبواه لماذا؟ باعتبار هذه الثقافة محيطة به يمجسانه يهودانه ينصرانه طبعاً ليس فقط الأبوين الرسول فقط ما يشير إلى مصداق ويشير إلى مصداق الذي هو الأبوين، الثقافة، المدرسة، الحوزة، الاستاذ، كلها مؤثرة ولا يستطيع أن يتخلص منها.

    سؤال: إذن ماذا ينبغي على الإنسان عندما يريد أن يفسر نصاً؟ الجواب: يقوم بعملين متوازيين يعني كيف يتخلص سيدنا هذا الإشكالية الحل ما هو؟

    تعالوا معنا إلى صفحة 308 أوّلاً أن يتعرف على هذه المفردات وهذا النص بقدر ما يستطيع في زمان نزول النص ليس فقط يكتفي بزمانه لأنه عموماً الآن عندما نريد أن نفسّر النص أين نذهب؟ زماننا ماذا يقول لا، لأنه هذا النص ليس فقط نزل إلينا نزل لمن خاطب؟ ولهذا يقول التمثل يحاول العودة إلى الزمن النص لكي يقرأ مفردات النص بمعانيها السائدة آنذاك فلا تسقط عليها معاني زمن آخر وبذلك تتحقق معرفة النص بحسب ظروفه التاريخية وإحداثياته الزمانية والمكانية هذا العمل الأوّل.

    العمل الثاني: أن المؤول والمفسر للنص مهما بلغ جهده لابد أن يستفيد من محيطه ومن واقعه الثقافي والمعرفي لأنه هذا النص لم ينزل إلى أولئك وانتهى نزل إليهم والينا السلفية اكتفت بالأمر الأوّل قالت لا فهم السلف ماذا فهم الصحابة هو الحجة انتهت القضية وهذا الذي أكد عليه أئمة أهل البيت إذا كان الأمر كذلك فإذا مات القوم ماتت الآية.

    النتيجة التي ننتهي إليها أعزائي وهي انه لا يمكن أن يكون هناك تأويل وتفسير لأي نوع من أنواع النصوص الدينية أو غيرها من دون فروض مسبقة ومن دون تصورات قبلية ومن غير أحكام استباقية وكل هذا مستمد من واقع القارئ وماضيه وتراثه وبالتالي التفسيرات تكون واحدة أو متعددة؟ كل بحسب والحجة علي تفسير الآخرين أم تفسيره؟ تفسيره، والنتيجة هذه وبالتالي التأويلات تتعدد باختلاف مواقف وآفاق التأويل ومن ذلك تكون هناك معاني متعددة بدل المعنى الواحد الدائم الثابت هنا يأتي هذا السؤال الله هم قاصد معاني متعددة أم قاصد معني واحد ماذا تقولون؟ لا، ليس أنا الله عندما أوصل إلي النص عنده ألف معنى كله مقبولة عنده أم يريد ماذا؟

    هذا إن شاء الله في محور ثالث أو رابع سنشير إليه الآن بحسب مقام الإثبات سوف تكون الافهام واحدة أم متعددة؟ متعددة، التفاسير واحدة أم متعددة؟ القراءات واحدة أم متعددة؟ ولا بديل عن هذا يعني من يرفض هذا واقعاً جاهل مركب ليس الا لا طريق لغير هذا لماذا؟ لأنه اختلاف والشاهد والمؤسسات الدينية بعرفك ولهذا في الفقه اختلفوا توجد مسألة لم يختلف فيه الفقهاء؟ توجد مسألة عقائدية لم يختلف فيها؟ حتى في توحيد الله، الله واحد ما معنى واحد؟ وحدة شخصية أم وحدة عددية أم وحدة تشكيكية أي منها؟ هذا هو الكلام في المحور الثاني.

    المحور الثالث الآن ما نتكلم في أي نص بل في النص القرآني هذا النص القرآني الذي بأيدينا هو ثبوتاً لا اثباتاً لأنه اثباتاً قلنا واحد أم متعدد معانيه؟ متعدد، تفسيره واحد أم مختلف؟ مختلف لماذا؟ بحسب تلقيات المتلقي وثقافته واللغة إلى آخره.

    سؤال: بحسب الثبوت والواقع هناك معنى واحد للاية القرآنية أم معاني متعددة ماذا تقول هنا محل الشاهد، ما هي ثمرة هذا البحث؟ إذا قلنا انه في الواقع ونفس الأمر معنى واحد إذن إذا يوجد مائة تفسير واحدة منها مطابقة وصحيحة وصادقة و99 غير مطابقة وخاطئة وباطلة أليس كذلك؟ اما إذا افترضنا أن الآية بحسب ذاتها وثبوتها أيضاً تحتمل مائة معنى والمتكلم أيضاً أراد منها معنى واحد أم مائة معنى مائة معنى إذن يمكن أن يكون هناك مائة تفسير ومائة تفسير هم يكون صحيح إذن بعد لا تكفره ولا تقول ضال مظل هذا فهمه من الآية ولعل هذا الفهم هم مطابق تقول يعني أنا هم عندي فهم آخر؟ أقول ولعل فهمك هم صحيح، ما هو أنا ادعي أن الآيات القرآنية لها معانٍ لا نهاية لها ليس أنها ألف أو ألفين طبعاً عندما هم أقول لا نهاية ليس لا تناهي الفلسفي مقصودي بأنه يمكن تحديديها أو لا يمكن؟ لا يمكن أبداً لماذا؟ للخصوصيتين التاليتين:

    أوّلاً: الخصوصية الأولى أن المتكلم هو من؟ الله تعالى.

    الخصوصية الثانية انه أراد أن يتجلى لي بكل علمه وقدرته وكمالاته في هذا الكلام وتلك الخصوصيتين أتصور اصول موضوعة هذا كلام الله أو ليس كلام الله اعتقادنا؟ ثانياً: النصوص الواردة تجلى الله لخلقه في كتابه ولكن لا يبصرون الله ما أراد أن يكتب كتاباً للبشر في الصف الأول ابتدائي أراد أن ينزل كتاباً تبياناً لكل شيء يعني لو استمر الإنسان في كمالاته إلى بعد مليار سنة بحسب اعتقادنا الكلامي يجد ظالته في القرآن أو لا يجد؟ يجد، إذن القرآن تكلم لقوم دون آخرين لطبقة أو أخرى؟ لثقافة دون أخرى بل تكلم للناس أجمعين.

    تعالوا معنا إلى النصوص الواردة من المدرستين في وصف القرآن تعالوا معنا إلى الكافي للكليني الرواية بغض النظر عن سندها لأنه فيها مضامينها في كثير وعشرات الروايات موجودة، الرواية عن أبي عبد الله الصادق قال: قال رسول الله أيها الناس انكم في دار هدنة وانتم على ظهر سفر خذوا من ممركم لمقركم والسير بكم سريع أليس الصبح بقرين وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز آه من قلة الزاد وبعد السفر قال فقام مقداد بن اسود فقال يا رسول الله وما دار الهدنة؟ هذا تهديد يعني كل كلام النبي تهديد.

    قال: دار بلاغ وانقطاع إذن لا طريق لكم فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل مظلم فعليكم بالقرآن لا هادي لا نور إلا ماذا؟ أقولها بالحصر لا نور الا القرآن تقول الرواية نعم إذا كنت في عصر الإمام آخذ منه الرواية بلي نور ولكن الآن هذا منقول إلي قد يصيب وقد يخطأ ولهذا لابد من عرضه فإذن المحورية للقرآن فعليكم بالقرآن فإنه شافع ومن جعله امامه قاده إلى الجنة، من جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتابٌ فيه تفصيل وبيانٌ وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن يعني معانيه لا تنتهي لا يحصره الإنسان فيما فهمه هذا فهمك وهذا حجة عليك كل حجة عليك لكن لا تحصر معاني القرآن، فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره انيق وباطنه عميق يمكن الوصول إلى منتهاه أو لا يمكن؟ إذا قلت أن علم الله له منتهى فالقرآن أيضاً له ماذا؟ لقانون السنخية، يقول كل يعمل على شاكلته الله انزل هذا الكتاب إذن له عمق يعني ينتهي أو لا ينتهي؟ لا يمكن أن ينتهي، قال: لا تحصى عجائبه (هذا الذي قلت لا متناهي) ولا تستطيع أن تحصيه لا أنت ولا غيرك بل حتى الصادر الأول لا يحصيه لماذا؟ لان الصادر الأول يحصيه بقدره لا بقدر المتكلم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى (ليس فيه مصابيح الهدى لنفر والباقي كلهم على ظلال لا، كل انزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها) ومنار الحكمة ودليل المعرفة لمن عرف الصفة فاليجل جالٍ بصره كل بحسبه واليبلغ الصفة نظره ينجو من عطب هو ينجو ولكن لا يحصر القرآن في ذاك ويتخلص من نشب فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص.

    الآن يأتي هذا السؤال سيدنا الواقع النفس الأمري واحد أم متعدد؟ هذا جوابه إن شاء الله إلى غدٍ والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/07/01
    • مرات التنزيل : 1477

  • جديد المرئيات