وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
ابتداء خير ما نبتدأ به قوله تعالى (ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي) من الواضح إننا نعيش في شهر محرم لسنة 1441 هجري ولذا كما بدأنا في العام الماضي بعض الأبحاث المرتبطة بالنهضة الحسينية وليس من المنطقي أن نبدأ هذه الأبحاث دون الدخول أو دون الإشارة إلى بعض المسائل المرتبطة بهذه الحركة المباركة.
طبعا من الواضح بأنه لا نستطيع أن ندخل في تفاصيل هذه الحركة وهذه النهضة وإنما نحاول قدر المستطاع أن نشير إلى بعض الأصول العامة المرتبطة بهذه القضية والعنوان الذي اخترته للإشارة إلى هذه الأبحاث هو عنوان منطق فهم النهضة الحسينية أقول هذا الكلام باعتبار انني اعتقد أن هذه الحركة لا يمكن أن تفهم جيداً ولا يمكن أن تعطي أُكلها وثمراتها ومعطياتها بشكل دقيق وتؤثر تأثيراتها المطلوبة منها ما لم نفهم منطق هذه الحادثة وقواعد هذه الحادثة وأصول ومباني هذه الحادثة.
وهذا الذي نفتقده في تقريباً في كل من كتب عن القضية الحسينية لا أريد أن أقول كلاماً مطلقاً ولكن في الأعم الأغلب الدراسات أو الكتب التي كتبت عن النهضة الحسينية عادة كتابات سردية وليست كتابات تحليلية لمعرفة منطق هذه الحادثة انتم تعلمون جيداً بأن هذه القضية واقعاً تعدّ قضية عجيبة جداً لماذا عجيبة؟
لأنها الفاصلة بينها وبين ارتحال الرسول الأعظم لا يتجاوز إلا خمسة عقود خمسين عام فقط ما الذي حدث في الأمة الإسلامية حتى يضطر الإمام الحسين أن يقوم بهذه الحركة لارجاع المسيرة إلى طريقها الصحيح والمستقيم ما هو الانحراف الذي حصل في الأمة؟ انتم تعلمون أنّه لو لم يكن هناك انحراف في مسيرة جده صلى الله عليه وآله كما هو قال إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي إذن هناك وقع انحراف في أمة جده في امة رسول الله صلى الله عليه وآله ما هو هذا الانحراف؟ ما هو حجم هذا الانحراف؟ لماذا انحرفت المسيرة في خمسة عقود إلى هذا المستوى من الانحراف؟ الذي لا يمكن إقامته واصلاحه إلا بمثل هذه الدماء المباركة والمقدسة لماذا؟
وهو في كلماته موجود هذا الكلام قال فعلى الإسلام السلام ما الذي حدث؟ لابد أن نعرف منطق صدر الإسلام المنطق التاريخي لصدر الإسلام تحليل هذه الفترة التي لا تتجاوز خمسين عام فقط لأنه 11 من الهجرة رحلة الرسول الأعظم وهذه النهضة وقعت ماذا؟ وهذه الواقعة الأليمة وقعت في 61 من الهجرة إذن الفاصلة كم؟ الفاصلة خمسين سنة خمسة عقود ليست أكثر وكثير ممن عاصروا رسول الله أدركوا الإمام الحسين أيضاً كانوا في المدينة بل كانوا في الكوفة بل بعضهم شارك في هذه الواقعة الأليمة ما الذي حدث؟ لا يكفي أن نسرد الأحداث وان نقرأ المقاتل هذا الذي انتم تجدونه الآن على المنابر أن نقرأ المنبر وان نبكي وان نلطم وان نقيم العزاء هذا كله مطلوب ولكن هذا لا يعطي لهذه القضية حقها الذي تستحقها.
هذه الشجرة المباركة بتعبير القرآن الكريم واقعاً من أوضح مصاديق الشجرة المباركة هذه الواقعة ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين ولكن متى تؤتي القضية الحسينية والملحمة الحسينية أُكلها إذا تعرفنا على منطقها إذا تعرفنا على القواعد التي قامت عليها وهذا الذي لم يبحث إلى الآن وإذا بُحث بُحث بنحو الشذرات متفرقاً هنا وهنا.
أعزائي كمقدمة نحتاج أهم خصوصية في الإنسان هي الفكر هي أنّه كائن مفكر كائن يفكر كائن له ماضٍ وله حاضر وله مستقبل الموجودات الأخرى ليس لها ذلك ولهذا تجدون أن الإنسان هو الذي يبني الحضارات لا الحيوانات لان الإنسان كائن يفكر بماضيه وبحاضره ليبني مستقبله أما الموجودات الأخرى لا اقل بقدر ما نعرفه من الاستقراء لا يوجد فيها هذه الحالة.
انتم عندما ترجعون إلى تاريخ البشرية تجدون أن البشرية بنت لا اقل هذا القدر المعروف منه ستة آلاف إلى سبعة آلاف سنة بنت لا اقل إلى الآن خمسة وعشرين حضارة في العالم يعني من 3200 قبل الميلاد والى يومنا هذا حدود 3500 قبل الميلاد إلى يومنا هذا خمسة آلاف إلى ستة آلاف سنة هذه من خصائص الإنسان ولكن لا يمكن للإنسان أن يفكر ما لم يوجد عنده منطق للفكر وهو المنطق الذي تقرأونه طبعاً عندما أقول المنطق هذا المنطق الأرسطي وإلا قد أكون أنواع أخرى توجد من المنطق ولهذا انظروا إلى ابن سينا في الإشارات والتنبيهات ماذا يعرّف؟ ماذا يقول؟
يقول المراد من المنطق أن يكون عند الإنسان آلة قانونية تعصم مراعاتها عن أي ضلة في فكرة لان الإنسان كائن مفكر فلكي لا يتيه ويضل في الفكر ويخطأ الطريق لابد أن يكون عنده منطق، هذه عبارات الشيخ اقرأها، وأعني بالفكر ما هو؟ واعني بالفكر هاهنا ما يكون عند إجماع الإنسان ينتقل عن أمور حاضرة في ذهنه متصورة أو مصدق بها تصديقاً علمياً أو ظنياً أو وضعياً وتسليماً إلى أن يأتي يقول إلى أمور غير حاضرة فيه، يعني ينتقل من المعلوم إلى المجهول وهذا الانتقال هذا هو المهم أعزائي وهذا الانتقال لا يخلو من ترتيب لابد أن توجد هناك قواعد توجد هناك أسس توجد هناك ضوابط ملاكات حتى ينتقل حتى ينتقل من معلوم إلى مجهول وهذا الانتقال لا يخلو من ترتيب فيما يتصرف فيه وهيئة الآن وذلك الترتيب والهيئة قد يقع على وجه صواب وقد يقع لا على وجه صواب.
قد يكون هذا الترتيب ترتيباً صحيحاً فينتج نتائج صحيحة وقد لا يكون كذلك وكثيراً وهذا هو باب المغالطة وكثيراً ما يكون الوجه الذي ليس بصواب شبيهاً بالصواب وهذه هي المغالطة والمغالطات عشرات ليست فقط هذه المغالطات المنطق الأرسطي عشرات بل مئات المغالطات، أو موهماً أنّه شبيه به فالمنطق علم يتعلم فيه ضروب الانتقالات من أمور إلى آخره.
جيد جداً هذا المعنى الذي أشار إليه الشيخ وقد بيّن في الكلمات واقعاً فقد بُيّن في الكلمات ولعله من أفضل الذين عرّفوا هذه التعريفات بيني وبين الله هذا الذي وصلني أخيراً جزاه الله الشيخ محمد قائم عابدي تعريف منطق بخض أول از نهج أول الذي هو احد المتخصصين في هذا المجال وهو فرامرز قراملكي أنا أدعوا الأعزة واقعاً يطالعوا هذا الجزء لأنه لم يصلني أكثر من هذا الجزء.
هذا الجزء تعريف منطق بخش أول از نهج أول الأخوة يراجعون هذا التعريف كاملاً تجدوه في هذا الكتاب.
من هنا تجدون في الآونة الأخيرة أن العلماء بدأوا يبحثون عن كل علم عن منطقه الخاص هذا هو المنطق العام ولهذا تجد الشهيد الصدر ماذا يكتب؟ يقول علم الأصول ما هو؟ منطق علم الفقه لأنه ما لم يوجد عندك منطق في أي علم من العلوم كيف عندنا فلسفة عامة وفلسفات مضافة عندنا منطق عام ومنطق مضاف إلى علم خاص ولهذا نحن أيضاً يتذكر الأعزة كتبنا منطق فهم القرآن لان القرآن هذا الكتاب الإلهي عنده منطقه الخاص لغته الخاصة قواعده الخاصة لا ينبغي أن تحمل عليه قواعد العلوم الأخرى وهكذا بدأت هذا الباب مفتوح لا إلى نهاية، منطق فهم الحديث الآن هذا كتاب منطق فهم حديث للسيد محمد كاظم طباطبائي.
منطق نقد الحديث روش شناسي الذي هو منطق روش شناسي نقد أحاديث رسالة دكتوراه للدكتور علي نصيري، منطق تفسير القرآن نحن عندنا منطق فهم القرآن وذكرنا مراراً وتكراراً أن التفسير شيء والفهم شيء آخر، تقول لي التفسير متقدم أم الفهم المتقدم ذاك بحث في محله هذه الآن احد الأساتذة المعاصرين الدكتور محمد علي رضا اصفهاني منطق تفسير قرآن الذي يقول مباني وقواعد تفسير قرآن لا يمكن غير هذا لا يمكن ذهب ذلك الزمان الذي أنت تستطيع أن تدخل إلى علم ولا تنقح في المقدمة منطق ذلك العلم مباني ذلك العلم ملاكات ذلك العلم.
هذا الأخير الآن من الكتب التي وصلتني أخيراً لأحد اعزتنا أيضاً من الكتّاب المعاصرين الشيخ حيدر حب الله منطق النقد السندي أساساً عندما نريد أن ننقد أسانيد الروايات ما هو المنطق الذي لابد أن نتبعه في هذا المجال؟ إذا كان الأمر كذلك طبعاً هنا لا يخفى على الأعزة كل علم بالإضافة إلى المنطق العام لكل العلوم يوجد منطق خاص بذلك العلم.
إذا اتضحت هذه المقدمة التمهيدية السريعة ولا أريد أن ادخل في التفاصيل الآن ننتقل إلى القضية الحسينية.
القضية الحسينية ما هي؟ بحث فلسفي بحث وحياني أم بحث تاريخي؟ تاريخي بامتياز إذن ماذا يحتاج؟ منطق علم التاريخ، يعني لكي ندرس هذه الظاهرة التي وقعت في ساعات يعني لا تتجاوز عمر هذه الظاهرة وإلا الأيام الأولى الثاني كذا إلى يوم العاشر الحادثة بدأت مع صلاة الظهر ولم تستمر إلى ثلاث أربعة ساعات والى الساعة الثالثة، الرابعة قبل المغرب هذه الحادثة ماذا؟ ما الذي حدث في كربلاء؟ ولماذا حدث بهذا الشكل؟
لكي نفهم هذه الحادثة هذه الواقعة هذه الملحمة هذه النهضة هذه الحركة سمها ما تشاء تحتاج إلى ماذا؟ أوّلاً تحتاج إلى منطق فهم التاريخ العام كما كان عندنا منطق فهم الفكر بشكل عام يعني المنطق العام ثم نحتاج إلى ماذا؟ المنطق الخاص بهذه الواقعة.
سؤال الآن الدراسات الحديثة في فهم التاريخ كم مدرسة كم اتجاه؟ كم رؤية كم منطق موجود؟
هذا الكتاب وقع بيدي أخيراً بودي أن الأعزة الذين يقرأون العربية لابد من قراءة هذا الكتاب اقرأوه المدارس التاريخية الحديثة باللغة العربية الدكتور الهادي التيمومي في هذا الكتاب يقول لكي نفهم التاريخ الفصل الأول في معنى كلمة التاريخ الفصل الثاني المنطق الإنساني لفهم التاريخ الفصل الثالث المنطق العقلاني لفهم التاريخ الفصل الرابع المنطق الرومنطيقي لفهم التاريخ الفصل الخامس المنطق الوضعي الموجود لكانت لفهم التاريخ الفصل السادس المنطق التاريخاني لفهم التاريخ الآن ما الفرق بين التاريخ والتاريخاني هنا بعد يوضح لك ما الفرق بينهما الذي اركون بشكل واضح أوضحه، الفصل السابع المنطق الماركسي لفهم التاريخ المادية الفصل الثامن المنطق البنيوي لفهم التاريخ الفصل التاسع المنطق الافرويدي لفهم التاريخ الفصل العاشر منطق الحوليات نظرية الحوليات الفرنسية لفهم التاريخ الفصل العاشر المنطق الفلسفي لفهم التاريخ.
سؤال أنت تريد تفهم التاريخ من أين منطق تفهمه؟ بينك وبين الله عود إذا هذه لا تفهمها جيداً تستطيع أن تفهم منطق الثورة الحسينية وما حدث في صدر الإسلام أو لا تستطيع؟ أما أن تستعمل واحدة من هذه المناهج أو تقول لي لا الإسلام له منطقه الخاص من حقك هذا تقول أن أتي إلى القرآن وهذا الذي كتبه جملة كتبوه سنن التاريخ، سنن التاريخ يعني منطق ماذا؟ أو سنن القرآن خو هذا هو المنطق التاريخي.
أنا في هذا اليوم أريد أقف عند بعض النكات التي أشار إليها هذا الرجل تعالوا معنا إلى صفحة 11 هواي مهم أنا امعلق على هذا الكتاب ويا ليت أن حوزاتنا العلمية كانت تهتم بهذه القضايا، هيكل يقول مشكل التاريخ هو تاريخ المشكل، ماركس وانكلس يقول نحن لا نعرف سوى علم واحد وهو علم التاريخ ما لم نقف على علم التاريخ ومنطق التاريخ لا نستطيع أن نفهم أي علم آخر.
إني قادر على فهم ماركس يقول أني قادر على فهم قوانين الرياضيات لكن حيال ابسط الوقائع التاريخية التي تتطلب الحدس أجد نفسي في وضعية صعبة مثل اغبى الأغبياء يقول أدق المسائل الرياضية أنا استطيع أن افهمها أما عندما أقف على الحوادث التاريخية أجد نفسي أنّه عاجز لا استطيع أن احللها، سأبين لماذا العجز؟
هذه في صفحة 11 تعالوا معنا في صفحة 16 هذا هو أهم سؤال في الفهم التاريخي هل بإمكان المؤرخ الذي يعيش في القرن الرابع عشر الآن القرن الخامس عشر الهجري وحادثة كربلاء متى؟ صدر الإسلام قلنا أنّه لابد أن نفهم هذه الحادثة بمقدماتها هذه الخمسين سنة الفاصلة بيننا وبينها كم؟ خمسة عشر قرن هل بإمكان المؤرخ أن يترك جانباً طبيعته بصفته كائناً تاريخياً ويدرس الماضي دراسة موضوعية أو لا يمكن؟ يعني ماذا؟
هناك بحث أنا وأنت هل إننا موجود ضمن التاريخ أم خارج التاريخ أي منهما؟ أنا وأنت وجودي التكويني داخل منظومة التاريخ أم خارج التاريخ أي منهما؟ يوجد اتجاهين اتجاه يقول لا، الإنسان يمكنه أن يكون فوق التاريخ فلا يؤثر فيه الحاضر شيء بل هو فوق ماذا؟ فيرى الماضي كما هو يرى الحاضر كما هو ويستطيع أن يتنبأ المستقبل بعد ذلك، هذه رؤية.
الرؤية الثانية تقول لا، أن الإنسان كائن تاريخي يعني عندما يعيش في ظروف ثقافة فكرية، تربوية، حوزوية، غربية، شرقية رؤيته أيضاً تكون مؤثرة بما يحيط به من ظروف فيستطيع أن يعلو عليها أو لا يستطيع بعبارة أخرى عندما يريد أن يرى الأشياء يرى بأي نظّارة؟ بنظّارة فوق ظروفه التاريخية أم ضمن ظروفه التاريخية أي منهما؟
هذه النظرية الثانية فلسفياً وجودياً يعني وجودي هكذا وجود ولعله يستفيد البعض من هذا النص كل مولود يولد على الفطرة ولكنه هذه الفطرة تبقى أو لا تبقى؟ فماذا يحدث؟ فأبواه يمجسانه أو يهودانه أو ينصرانه يعني أن الظروف التاريخية تؤثر على الفطرة أو لا تؤثر؟ تؤثر على الفطرة.
فالإنسان كائن تاريخي يعني ماذا؟ يعني عندما يريد أن يرى الأشياء يراها مجرة عن الظروف المحيطة به المكونة له فكرياً وثقافياً ودينياً وسياسياً والى آخره مجرداً عنها أم متأثراً بها؟ متأثراً بها خو إذا كان الأمر كذلك إذن أنت عندما تريد أن تقرأ الماضي الذي يبعد عنك بألف وخمسمئة سنة تستطيع أن تقرأه كما هو أم تقرأه بنظّارتك ؟ فتستطيع أن تقرأ حوادث التاريخ الماضية بشكل موضوعي أو لا تستطيع؟ يمكن أو لا يمكن؟ بناءً على هذه النظرية أن الإنسان كائن تاريخي وموجود تاريخي يمكنه أو لا يمكنه؟ لا يمكنه، ولهذا هذا يطرح هذا السؤال في مقدمة هذه الأبحاث يقول هل بإمكان المؤرخ أن يترك جانباً طبيعته يعني وجوده بصفته كائناً تاريخياً ويدرس الماضي دراسة موضوعية ولهذا ينقل عن معروف الرصافي بيتين من الشعر مهمات جداً:
يقول:
وما كتب التاريخ في كل ما روت لقرّاءها إلا حديث ملفق
كل كتب التاريخ بالنسبة إلينا يقول كذا التفت نظرنا لأمر الحاضرين فرابنا يقول أمور حاضرة في زماننا نجد أنّه واحد إذا غربي يقرأها بشكل وإذا شرقي يقرأها بشكل آخر وهي أمور حاضرة نظرنا لأمر الحاضرين فرابنا فكيف بأمر الغابرين نصدقه هذه الأمور التي مضت ولا نعرف عنها شيء كيف نصدقها هذه خلاصة.
تعالوا في صفحة 20 ولنعم ما قال المعري في هذا المجال المعري ماذا يقول؟ يقول:
أما اليقين في القضايا التاريخية وغيرها يعني في العلوم الإنسانية عموماً وفي العلوم الدينية أما اليقين فلا يقين وإنما أقصى اجتهادي أن أظن واحدث نعم أنت تستطيع من مجموعة القرائن تقول هذا وقع هذا ماذا؟ لم يقع.
في صفحة 21 واحدة من الأبحاث الأساسية في علم التاريخ أن التاريخ يعيد نفسه أو لا يعيد نفسه؟ افترضوا أنّه كما هي نظرية جملة أو اتجاه قائم يقول أن التاريخ لا يعيد نفسه، أبداً لماذا؟
ما أريد أن أتكلم فلسفياً لان الأمثال لا تتكرر أو التجلي لا يتكرر خلينا عن ذلك أن التاريخ ماذا؟ لماذا؟ لان التاريخ ثابت أم متطور؟ يعني نحن نعيش في خط هكذا إلى الأعلى أو مستقيم أم نعيش في خط دائرة كيف؟ فإذا قلنا نعيش في خط دائرة فالتاريخ يعيد نفسه أما إذا قلنا نعيش في خط مستقيم وتكاملي حتى نصل إلى العهد الذي نستحق به أو تكون لنا الأرضية لظهور المنجي الموعود.
الآن لماذا لا يخرج الإمام الحجة؟ لعدم كفاءته لإدارة العالم أم لعدم استعدادنا لتحمل قيادته لإدارة العالم أي منهما؟ ما هي النظرية ما هو اعتقادنا؟ هو بعده لم يتأهل لقيادتنا؟ أو نحن بعد لم نصل إلى مستوى لنتحمل قيادته للعدل الإلهي وايصالنا إلى العدل الإلهي أي منهما؟
فإذن البشرية في حركتها دائرية أم مستقيمة؟ فإذا قبلنا أن التاريخ لا يعيد نفسه إذن الحادثة التي وقعت قبل 1400 سنة وكان لها حل قد تقع حادثة في زماننا نحن نتصور مشابهة لتلك الحادثة ولكن هي مشابهة لها أو ليست مشابهة؟
قد نحن بحسب النظرة السطحية نتصور متشابهة ولكن في واقعها وفي باطنها مشابهة أو غير مشابهة؟ غير مشابهة، إذن ما الدليل على أنّه إذا نجعل حل في تلك الواقعة قبل 1400 سنة نفس ذلك الحل يكون نافعاً في هذا الزمان، هذه واحدة من أهم الإشكالات التي قد يوردها البعض على القضية الحسينية.
يقول نعم إذا كنا نعيش ظروف الإمام الحسين فالحل الحسيني وهو الدم في قبال السيف يكون نافعاً أما على مدى التاريخ أن الدم يغلب السيف هذا من أين جئتم به إلا أن تقبلوا أن التاريخ يعيد نفسه ولكن لأنه أنا في علم التاريخ ما قارئ فلهذا هي اكرر هذه الكلمات على المنابر في الكتب في الدراسات الأخرى.
ولهذا عندما تعطيها لفيلسوف بالتاريخ تقول له بأنه هذا الحل الحسيني صالح لكل زمان ومكان يقول روح اقرأ تاريخ أنت لم تفهم فلسفة التاريخ التاريخ لا يعيد نفسه، سؤال أصلاً افترضوها شبهة من لابد أن يجيب عليها لمن نسأل؟
طبعاً هذا الكلام ليس فقط في القضية الحسينية ولكن لأنه في محرم أنا طبقته وإلا نفس الكلام في كل حركة النبي صلى الله عليه وآله المكان الذي حارب المكان الذي صالح المكان الذي هادن وهكذا في حركة الإمام الحسن وهكذا في حركة الإمام السجاد وهكذا في حركة الباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد إلى آخره وهكذا أريد أقول إذن سؤال خطير خطير للغاية وهو أنّه لابد أن تعرف لي في منطق التاريخ وفي فلسفة التاريخ أن التاريخ يمكن أن يعيد نفسه أو لا يعيد فإذا انتهيت إلى أن التاريخ لا يعيد نفسه إذن ليس بالضرورة أن الحلول التي نجحت في الماضي تكون ناجحة في الحاضر والمستقبل؟
تعالوا معنا إلى صفحة 230 آخر الكتاب خلاصة نعطيكم في الخاتمة توجد عنده جملة مهمة جداً هذه الجملة أنا من الجمل عندي دفتر خاص الجمل التي واقعاً حكم هي اجعلها منفصلة احفظها واقعاً حِكم يقول إنّ البحث عن الحقيقة في التاريخ أهم من الانتماء إلى مدرسة معينة، يقول لابد أن يكون هدفك البحث عن الحقيقة لا هدفك تأييد مذهبك أو فقهك أنا وأنت دائماً عندما نقرأ التاريخ نريد ماذا نفهم؟ أخذ من التاريخ ما يثبت صحة عقيدتي ومذهبي وديني يقول إذا وضعت هذه النظّارة على عينك إذن تصل إلى الحقيقة أو لا تصل؟ لا تصل إذن فليكن البحث عن الحقيقة أهم من انتماء إلى دين أو مذهب.
هذه طبعاً أهم من الانتماء بعد هذا بياني لهذا اقرأوا الحاشية إنّ البحث عن الحقيقة أهم من الانتماء إلى مدرسة أو مذهب أو دين معين أنت فليكن همك البحث عن الحقيقة فقط تصل أنّه مطابق للدين الذي تعتقد به وقد تصل إلى أنّه لا، هذا الذي تعتقد به خلاف الحقيقة، هذا إذا كان همك البحث عن الحقيقة.
أما إذا كان همك البحث عن تأييد ما تعتقده اخباري تشوف كيف تستطيع أن تثبت الإخباري أصولي كيف تثبت الأصولي فلسفي كيف تثبت الفلسفي عرفاني كيف تثبت العرفاني تجربة وهكذا إذا كان همك هذا إذن اطمئن أنت باحث عن الحقيقة أو لست باحثاً عن الحقيقة؟ لست باحثاً عن الحقيقة هذه جملة أحفظوها البحث عن الحقيقة أهم من الانتماء.
هذا هو الذي نضطر فيه إلى المنطق يعني لابد أن يوجد عندك منطق للبحث عن الحقيقة لا منطق لتأييد ما أنت عليه إذن عندما تأتي إلى القضية الحسينية ضع منطقاً لحقيقة ما حدث في كربلاء لا أن تضع لي منطقاً وقواعد لتثبت ما تعتقد عن الحسين لأنه إذا كان الأول فقد تنتهي إلى نتائج تقول هذه القضية التي نقلت هذه لا تنسجم مع المنطق التاريخي ومع القواعد التاريخية ومع الملاكات التاريخية لا تنسجم لماذا؟ لأنه توجد عندك قواعد لفهم الحقيقة وتلك القواعد تقول لا يمكن ابحثها أن يكون هذا قد حدث في كربلاء لا يمكن، وأصل أخير في منطق التاريخ وهو الذي عبرت عنه ختامه مسك لا ينبغي لك أن تتكلس وان تتجمد على قاعدة ومنطق ورؤية واحدة حاول أن تستفيد من كل الاتجاهات فلتكن شمولياً لا أن تكون مضيقاً.
وبتعبير هؤلاء ليست هناك نهاية للتاريخ في علم التاريخ بعض المفكرين المعاصرين كتبوا نهاية التاريخ يقول لا يوجد شيء اسمه نهاية التاريخ لكل تاريخ منطقه الخاص.
الأعزة الذين يطالعون العربية هذا الكتاب من الكتب المفيدة جداً المرويات التاريخية عند المسلمين فقط باحث عن الروايات التاريخي منطق نقد الروايات التاريخية، هواي كتاب قيّم أساليب النقد، مو الروايات الفقهية مو الروايات الاخلاقة مو روايات الفضائل مو روايات العقائد بل روايات التاريخ وهذا هو عملنا لأنه القضية الحسينية هي قضية ماذا؟ نحن عشناها أو لم نعشها فلا يوجد بيننا وبينها إلا النصوص التاريخية بيننا وبين القضية الحسينية وما حدث في كربلاء وبعد كربلاء وقبل كربلاء بيننا وبينها ماذا يوجد يعني ما هو الواسطة وهمزة الوصل بيننا وبين تلك الوقائع؟
أنا أتكلم بالمنطق العلمي، المنطق العلمي همزة الوصل بيني وبين كربلاء وما قبل كربلاء ما هو؟ النصوص يا نصوص؟ لا النصوص القرانية ولا النصوص الفقهية ولا النصوص الأخلاقية أبداً وإنما النصوص التاريخية فلابد أن يوجد عندنا منطق لفهم النصوص التاريخية هذا الرجال حاول في هذا الكتاب المرويات التاريخية عند المسلمين أساليب النقد، وظاهرة الوضع فيها يقول من مآسينا في المرويات التاريخية الوضع الروايات الموضوعة، من أوسع أبواب الوضع هي المرويات التاريخية أنا أتكلم بشكل عام لا يجي واحد يقول لي السيد يقول من أوسع أبواب الوضع في القضية الحسينية الروايات!!
أنا ما قائل هذا أنا أقول عن المرويات التاريخية، إذن خلاصة انتهى بحثي إذن لكي تدخل أنت فهم التاريخ تحتاج إلى منطق تحتاج إلى مباني أليس كذلك؟ فإما تختار واحدة من هذه المباني التي أشرت إليها وأما أن تختار مبنى آخر تقول أنا لا هذا ولا هذا ولا هذا ولا هذا وإنما هذه لا أوافق كلها انقدها كذا وعلى أساسها تدخل لدراسة القضية الحسينية.
ولهذا دعوتي لأهل الفكر لأهل التحقيق في الحوزات العلمية في جامعاتنا الآن في إيران في العراق في حوزاتنا العلمية في النجف، قم اصفهان مشهد أي مكان يا أعزائي فليكن البحث عن التأريخ درساً رسمياً في حوزاتنا العلمية لنفهم سيرة النبي لنفهم تاريخ النبي لنفهم تاريخ الأئمة إلى متى نعيش في كتاب الطهارة والصلاة وما هو الجديد في كتاب الطهارة والصلاة آخر انتم تجدون الآن عمره يقضيه يكتب 35 مجلد في الأصول 40 مجلد يكتب في الأصول وليس إلا التكرار والاجترار 25 مجلد في كتاب الطهارة 30 مجلد في كتاب الحج إلى متى؟ ما الذي نفع الفكر الإسلامي هذه أين نفعت الفكر الإسلامي؟ أين نفعت معارفنا الدينية؟ إلى متى نبقى في هذا التكرار والاجترار الممل الذي لا يجيب على تساؤلاتنا لذا أعزائي واقعاً هذه دعوة عامة لكل المفكرين لكل طلبة الحوزة النابهين لكل المحققين لكل أساتذة البحث الخارج فليكن عندنا درس داخل الحوزات العلمية لفهم سيرة النبي والأئمة ولكن ضمن الأصول العلمية.
هذه مقدمة كانت حتى ندخل في قضيتنا الأصلية وهي النهضة الحسينية لأنه الآن هل يمكن أن نتعرف على بعض قواعد فهم هذه القضية أم لا، والحمد لله رب العالمين.