أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
في البحث السابق انتهينا إلى أنّه لابد من معرفة واستكشاف منطق علم التاريخ كما يوجد عندنا منطق عام للفكر الإنساني يوجد لكل فرع من فروع المعرفة الإنسانية والطبيعية أيضاً منطق خاص بذلك الفرع من فروع المعرفة ولا فرق بين أن تكون تلك المعرفة معرفة إنسانية أو ما يصطلح عليها بالعلوم الإنسانية والاجتماعية بحسب الاختلاف في الاصطلاح بين الفرنسيين والامريكيين العلوم الإنسانية هي العلوم الاجتماعية العلوم الاجتماعية هي العلوم الإنسانية ولكن الاختلاف بالاصطلاح.
وبين العلوم الطبيعية أيضاً العلوم الطبيعية لها منطقها الخاص وقوانينها الخاصة وكثير بل كل الاكتشافات العلمية إنما تتحقق على أساس وجود ذلك المنطق وإلا إن لم تكتشف المنطق لا يمكنك أن تحقق أو تستكشف أي حقيقة من حقائق العلوم الطبيعية وهكذا في العلوم الإنسانية نعم الحوزات العلمية سنة وشيعة في الأعم الأغلب كان شغلهم الشاغل منطق علم الفقه الأصغر ولهذا تجدون أن علم الأصول لا فقط تضخم ثم تضخم بل تورم ثم تورم إلى ما شاء الله حتى قلنا بالأمس أنّه الآن تكتب دورات ثلاثين مجلد أربعين مجلد في علم الأصول وهي ليست إلا منطق علم الفقه الأصغر ولا ينفعه لا في علم التاريخ طبعاً قد يستفاد منه بعض القواعد ولكنه في النتيجة نحن إلى القرآن أيضاً نحتاج منطق فهم القرآن منطق تفسير القرآن في الحديث أيضاً نحتاج منطق فهم الحديث منطق تفسير الحديث وهكذا في التاريخ نحتاج إلى منطق فهم التاريخ.
الآن ما هو المنطق؟ هذا بعنوان المنطق العام للتاريخ ويوجد منطق خاص وهو منطق فهم هذا الحدث التاريخي بالخصوص وهو الحدث الذي وقع في 61 من الهجرة في كربلاء الآن لماذا نضع يدنا على هذه الحادثة لما لهذه الحادثة من آثار استقرائية أنا لا أتكلم الآن بحسب النصوص الروائية أنها موجودة إلى قيام الحجة لا بحسب التاريخ الآن 1380 عام هذه الحادثة شغلت الفكر الإسلام أو لم تشغل؟
تشكل واحدة من أهم محاور تاريخ الإسلام هو الحدث الحسيني هي الواقعة الحسينية إذن بيني وبين الله لابد من استكشاف منطقها أو لا تستحق؟ نعم تستحق لأنه كثير من الأحداث التاريخية جاءت ونسيت بعد عقد من الزمن عقدين من الزمن ثلاثة عقود أو قرن من الزمن قرنين ولكن هذه الحادثة لا فقط لم تنسى بل نجد أنها تزداد تألقاً وتأثيراً كل سنة، إذن نحتاج إلى ماذا؟
نحتاج إلى أن نستكشف قوانين وقواعد ومنطق هذه الملحمة وهذه القاعدة وهذه الحادثة ما الذي حدث حتى تستحق ماذا أو تعطي آثار إلى يومنا هذا؟ أما لو دخلنا إلى المنطق الروائي فيقول أن هذه الحادثة ستبقى حية إلى قيام المنجي الموعود يعني سوف تكون مستمرة، منقطعة أو غير منقطعة تاريخياً؟ لا غير منقطعة، وإن شاء الله تعالى إذا استطعنا أن نستكشف بعض قواعدها سيتبين أنها هي التي تهيئ لظهور المنجي الموعود ولكنه أن أحسنا الاستفادة منها ولا يمكن الاستفادة منها وتؤتي أُكلها كل حين إلا إذا استكشفنا قواعدها وإلا إذا انحرفنا بها ما الذي يحدث؟ تعطي ثمراتها أو لا تعطي؟ لا تعطي وهذا الذي أنا أدعو إليه واتكلم فيه واصرخ وأقول بأن الشعائر الحسينية ليست هي لكل من يريد أن يأتي بشعيرة لابد أن تكون ضمن الأهداف الحسينية حتى تعطي ثمارها وتعطي أُكلها وإلا قد تعوق الحركة لظهور الإمام سلام الله عليه.
سيدنا من أين أنت تقول هذا؟
الجواب الأول المؤشر الأول لأهمية هذه الواقعة ما نجد تاريخياً الآن 1380 عام مرت على هذه الحادثة ولكنه خفت عوارها أو لم يخفى؟ أبداً بل تتألق يوماً بعد يوم.
المؤشر الآخر: هذا المؤشر أريد أن ابدأ به ببعض المقدمات أو الأصول الكلامية هذا الذي أقول بأنه هذه القضية تستحق كما أشرت بالأمس إلى أن تكون درساً في حوزاتنا العلمية كيف أنّه لا تنقض اليقين بالشك تبحث في حوزاتنا العلمية خمس سنوات وعشر سنوات والحادثة الحسينية لا تستحق أن الطالب يدرسها علمياً سنة واحدة بالحوزة العلمية بينكم وبين الله من الإنصاف هذا؟ كل شيء لك طاهر اللباس المشكوك تبحث فيه 35 سنة! وتكتب عشرات الرسائل بل عشرات الكتب وهذه الحادثة لا تستحق أن تدرس في حوزاتنا العلمية؟!
هذا الجفاء الذي أقوله لا فقط للقضية الحسينية، لكل تاريخنا لكل سيرة أئمتنا عليهم أفضل الصلاة والسلام لسيرة النبي صلى الله عليه وآله الآن ما الذي يوجد عندنا من سيرة النبي ليس بحثي ولكن أريد أن تكونوا في الصورة أهم كتاب في السيرة النبوية أي كتاب؟ سيرة ابن هشام، عندكم كتاب أهم منه واقدم من سيرة ابن هشام وكل من كتب محوره سيرة ماذا؟ سيرة ابن هشام، هذه مقدمة أحفظوها لي (سيرة ابن هشام).
ابن هشام هذه سيرته هو مؤلفها ومصنفها؟ الجواب كلا، هذه مدونات ابن إسحاق أعزائي هذا الاصطلاح أحفظوه لي، في القرن الأول إلى أواسط القرن الثاني يوجد اصطلاحان اصطلاح التدوين واصطلاح التصنيف، التدوين غير التصنيف ما هو التدوين؟ التدوين بحسب الاصطلاح السابق أن العالم كان يجلس ما يسمعه ما ينقل إليه ما يأتي إلى ذهنه يدونه كمذكرات عنده لا لكتاب يؤلفه حتى ينشره لا أبداً مذكرات مثل هذه الآن أنا اجلس عندما أتي إلى هذا البحث اجلس وماذا افعل؟ اكتب ما أريد أن القيه على طلبتي وتلامذتي هذه ماذا كان يصطلح عليه هناك في ذلك الزمان؟ بالتدوين.
ولهذا لا بيه مقدمة لا بيه مؤخرة لا بيه فصول أبداً مجموعة مذكرات عند ذلك كان يأتي المدون ويجلس في مجالس الدرس ويلقي ما دونه سماعاً فيسمع منه فيدونون أيضاً.
أما التصنيف ماذا كان؟ التصنيف: أن تجلس بالبيت وتبدأ بكتابة كتاب من خلال مدوناتك أو من خلال معلوماتك أو اجتهاداتك ولا تلقيه على احد وإنما تهيئه ثم تعطي للطابع يطبعه حتى ينشره، أعزائي أول كتاب مصنف في تاريخ الإسلام هو الكتاب لابن سيبويه وقبله لا يوجد عندنا نحن كتاب مصنف، نعم توجد مدونات، ابن إسحاق كان يوجد عنده مدونات عن تاريخ النبي سيرة النبي حروب النبي ابن هشام اخذ هذه المدونات أضاف وانقص وألّف سيرة ابن هشام.
سؤال هذا ابن إسحاق مدوناته من أين جاء بها؟ يعني هو لم يعاصر النبي وتاريخ النبي حتى يكتب ما شاهده أعزائي أخذها من الزهري، الزهري من هو؟ احد اكبر أعلام الأمويين تنظيراً وتأسيساً للمنهج الأموي، فالسيرة النبوية التي بأيدينا هي بقراءة أموية محضة.
تقول لي يعني نحن الذي نقرأ أقول بيني وبين الله سيرة النبي إذن ماذا كانت أقول؟ أقول والله إن شاء الله هذا لابد أن نجلس في الحوزات العلمية ونتعرف أنّه من خلال القرآن من خلال بعض شواهد كلمات أهل البيت من خلال مصادر أخرى إلى آخره.
تقول لي سيدنا ما جبت كتاب سليم بن قيس، الجواب لأنه أنا لست معتقداً بكتاب سليم بن قيس، لأنه لا اعتقد بوجود كتاب اسمه كتاب سليم. في الآونة الأخيرة البعض يشكك حتى في وجود شخصية سليم بن قيس أقول شخصية وهمية أصلاً لا واقع لها ذاك بحث آخر الآن ليس بحثي، إذن أعزائي الآن وصلنا إلى هذه النتيجة وهي أن القضية الحسينية لا اقل هذه 14 قرن أثبتت أنها تعد هذه الحادثة من أهم إن لم تكن أهم حدث تاريخي في صدر الإسلام أليس كذلك؟ ما الذي أبقاها؟ هذا السؤال يستحق أو لا يستحق؟ ما الذي حدث في كربلاء حتى تبقى؟ قتل الطفل الرضيع؟ بيني وبين الله شنو الآن كم من الحروب قتل فيه ماذا؟ الآن انظروا هذه الحروب الموجودة الآن في اليمن في سوريا في العراق، في العراق الآن اذهبوا الاحصاءات تقول لا اقل توجد مليون ارملة خمسة ملايين يتيم هذوله كلهم قتلوا ماذا؟ بعضهم كان الأطفال يشوونهم ويقدموهم لاهاليهم داعش وغير داعش إذن ما الذي حدث؟
قتل شاب اسمه القاسم إذن ما الذي حدث في كربلاء حتى تستحق ماذا؟ أنها بقيت وتستحق الخلود ما الذي حدث في كربلاء؟ هذا الذي نحن الآن فقط تعلمنا من كربلاء هذا البعد المأساوي قتل فلان عطش فلان لم يأكل فلان لم يشرب فلان قطع يد فلان كله هذا صحيح وكلها مصائب ولكن التاريخ لا يوجد إلا هؤلاء وهذا هو الذي افقد القضية الحسينية والنهضة الحسينية آثارها الأخرى لماذا؟
لأنه نحن ركزنا فقط على ماذا؟ على البعد الجسماني والجسدي من القضية يعني أنت الآن عندما تسمع المنابر تسمع الخطباء ماذا تسمع من الأول إلى الآخر؟ تسمع قيم أخلاقية؟ لا يوجد تسمع قيم إنسانية؟ لا يوجد، تسمع مباني عقدية؟ لا يوجد، تسمع خطب الإمام الحسين من بدأ من المدينة إلى أن وصل إلى كربلاء؟ لا يوجد، ماذا يوجد في كل منابرنا؟ ما الذي يوجد؟ قتل قتل صلب صلب قطّع قطّع عطش عطش إلى آخره انتهت القضية وهذا لا أريد أقول لا أهمية له ولكن هذه ليست كل القضية، بل لعلها لا تمثل من القضية الأصلية التي ابقت القضية الحسينية لا تمثل إلا خمسة بالمئة من هذه الواقعة، الواقعة أعظم من هذه، أعظم وأعظم وأعظم أنا اعبر عنها أنها هذه ضمن الهندسة الإلهية لهذه الواقعة، الله هندس ماذا؟
لأنه في بعض نصوصنا الروائية يعبر عن الله بأنه ما هو؟ مهندس هو الذي قدّر، هو الذي هندس لهذه القضية إذن ما هي هذه القضية؟ شاهد ومؤشر آخر عظيم وعظيم وعظيم جداً لبيان عظمة هذه الحادثة ولكنه لكي يتضح ذلك احتاج إلى بيان بعض الأصول الكلامية:
الأصل الأول: من أهم وجوه إن لم أقول أهم وجوه، إعجاز القرآن هذا الحد الأدنى من أهم وجوه إعجاز القرآن وتحدى به الآخرين هو إخباره عن المغيبات، هذا الرجل وهو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله قال أنا جئت بهذا الكتاب ممن؟ من الغيب من الله تقول له بأي دليل الآن وجوه الإعجاز بعضها لغوي بعضها بلاغي بعضها ما شاء الله سمه ما تشاء ولكن واحدة من أهم وجوه الإعجاز أنه أخبر عن أمور غيبية وتلك التي اخبر عنها كانت صحيحة أم خاطئة؟ إذا كانت خاطئة لا قيمة لها ولكن إذا كانت صحيحة أصلاً لا يمكن لإنسان أن يخبر عن الغيب إلا إذا كان مرتبطاً بالغيب.
ولهذا تجدون السيد الطباطبائي في الميزان في المجلد الأول صفحة 64 يقول تحدي القرآن بالإخبار عن الغيب الآن هذا الإخبار عن الغيب تارة إخبار عن الغيب فيما مضى هذا نحن لا نستطيع أن نتثبت منه هذا يحتاج إلى تاريخ عندما قال موسى حدث كذا عيسى حدث كذا نوح حدث كذا الطوفان حدث كذا هذا فيه بحث أنّه نستطيع أن نتثبت أو لا نستطيع؟ ليس بايدينا.
أما القضية الأخرى أخبر عن الغيب في المستقبل وأنت تستطيع ماذا؟ قال بعد خمسين سنة هكذا يقع بعد عشرين سنة هكذا يقع، بعد مئة سنة هكذا يقع هذا أنا وأنت نستطيع أن نتحسسه أو لا نستطيع؟ لا نستطيع ولهذا قال ومنها الإخبار عن الحوادث المستقبلة الآتية كقوله تعالى: (غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين) وقوله تعالى في رجوع النبي إلى مكة بعد الهجرة أن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد وهكذا وقوله لتدخلن المسجد الحرام إلى آخره، هذه آيات نزلت قبل الوقوع لا بعد الوقوع.
ومن هنا الأعزة الذين يقرأون الفارسي هذه للترجمة الفارسية السيد محمد باقر الموسوي الهمداني هناك في الجزء الأول صفحة 101 هناك يقول ويك قسمت ديكر درباره حوادث اينده است مانند إلى آخر إذن التفتوا لي ومن هنا هذه الدراسات الموجودة وهي أن القرآن ذكر عن أمور علمية طبيعية الآن تتحقق هي المعروف المنهج العلمي في فهم العلوم الطبيعية.
من أولئك الذين كتبوا في هذا المجال اقاي دكتر اصفهاني بزوهشي در إعجاز علمي قران لماذا إعجاز؟ لأنه إخبار عن المستقبل هذا إذا كان إنسان بشري لا ارتباط له بالغيب كيف استطاع أن يخبر بعد ألف سنة ماذا يحدث بعد خمسين سنة ماذا يحدث؟ ولهذا في صفحة 80 هذه عبارته يقول بنا بر انجه كه كذشت إعجاز قران أبعاد متعددي مثل فصاحت بلاغت محتوا إخبار غيبي طبعاً أنا ذكرته في بحث من الأبحاث قلت بأنه وجوه الإعجاز في القرآن تنتهي أو لا تنتهي؟ لا تنتهي لعله بعد مئة سنة تظهر أمور أخرى ونرجع القرآن نجد عجيب أشار ولكن لم نكن نلتفت إليها ولم نكن نلتفت إليها فوجوه الإعجاز تقف عند حد حققناه بما لا مزيد عليه أو ماكو هذه العبارة، هذه عبارة الجاهل، ماكو شيء حققناه بما لا مزيد عليه، كل علم إنساني فيه ماذا؟ وقل ربي زدني علما لا يتوقف العلم وبلغ ما بلغ فهو ما بعده علم بعد لا قرية بعد عبادان هذا كلام غير علمي.
الأعزة الذين يريدون يطالعون هذا المنهج العلمي من أفضل ما كتب في هذا المجال باللغة الفارسية هذا الكتاب جريان شناسي تفسير علمي دكتر شادي نفيسي من أفضل كتب في المنهج العلمي للقرآن والتفسير العلمي للقران كتب كثيرة مكتوبة مئات وفي المئة السنة الأخيرة ولكن افضلها باللغة الفارسية هذا الكتاب على أي الأحوال، هذه مقدمة.
الأصل الثاني: أن المخبر تارة يخبر عن قضية كلية عامة وأخرى يخبر عن قضية مع تفاصيلها مثلاً يأتي شخص الآن يقول اطمئنوا بعد ثلاثين عام سيقع حدثاً عظيم جداً وسيقتل على أساسه مئات الآلاف ملايين الناس تقول له أين؟ يقول لا اعلم، تقول له باي طريق يصير؟ بماذا؟ حرب يصير؟ يقول لا اعلم، بس أنا اعلم أنّه سيقع حدث عظيم جداً وتذهب ضحيته كذا وكذا مرة هكذا يقول ومرة يقول لا، في فلان مكان يعين المكان ويعين الشخص ويعين الزمان ويعين التفاصيل أيهما أكثر دلالة على الارتباط بالغيب الأول أم الثاني؟ بحسب نظرية الاحتمال أيهما أدق؟
من الواضح أن الثاني أكثر دلالة من الأول، الأول أيضاً فيه دلالة ولكن لعله يقرأ حوادث التاريخ افترضوا يقرأ مثلاً كذا سيقول بأنه وجدت كل مئة سنة يحدث كذا فهو يقول بعد ثلاثين أربعين سنة يقع كذا ومن باب الاتفاق أيضاً يقع هذا لا يوجد فيه دلالة كثيرة أما أن يحدد لك شخص وان يحدد لك المكان وان يحدد لك الزمان وان يحدد لك التفاصيل بعد يمكن أن يكون اتفاقياً أو لا يمكن؟ يمكن أن يكون صدفة أو لا يمكن؟ يمكن أن يكون حدس أو لا يمكن؟ لا يمكن لابد أن يكون ماذا؟ إخبار ممن يعلم المستقبل هذا الأصل الثاني.
الأصل الثالث: خصوصاً إذا كانت تلك الحادثة التي يخبر عنها وهو في هذا الزمان مقتضى جريان الأمور أن تقع أو لا تقع؟ أن لا تقع مرة أن الظروف انظروا الآن وضع المنطقة يعني منطقة غرب اسيا أو الشرق الأوسط بتعبيرهم تجد أن الأحداث متشابكة وارهاصات الحرب قائمة واقعاً ولهذا كل المحللين السياسيين والعسكريين يقولون لا نقول تقع الحرب ولكن مقدماتها الآن موجودة في المنطقة فإذا جاء إنسان محلل وقال بعد عشرين سنة سوف تقع حرب أو عشر سنوات سوف تقع ووقعت هذه لا تدل دلالة لماذا؟ لأنه ارهاصاتها كانت مهيئة أما إذا كان كل شيء هادئ والصلح قائم والسلام قائم ثم يقول لا تعلمون على عشية وضحاها المنطقة كلها تنقلب هذا الإخبار الثاني يختلف عن الإخبار الأول وهذا هو الأصل الثالث في علم الكلام.
هذه الأصول الثلاثة من أهم أصول علم الكلام لإثبات صحة ادعاء شخص للنبوة يعني أنت الآن عندما تقول أن هذا القرآن معجز ما معنى معجز؟ لا فقط لا يستطيع احد أن يأتي بمثله لا فقط، لا، هذا القدر فلان شخص يرفع اثقال على رأسه كم؟ يستطيع احد أن يرفع أو لا يستطيع؟ يقول إذن أنا نبي لماذا؟ فأتوا بمثله إذا ليس نبي أنا نقول ما علاقة هذا بذاك، هذا الرجل الذي يقول فأتوا بمثله فإن لم تأتوا بمثله إذن لابد أن تقبلوا أني ماذا؟ أني رسول صحيح أم لا؟ أليس هذا المدعاء؟ تقول له أنت من؟
يقول أنا نبي ارسلت إليكم من الله يوحى إليّ يوحى إليه يعني مرتبط بالله مباشر أو غير مباشر ليس مهم تقول له بأي دليل؟ من حقنا أم لا؟ ماذا يقول لنا؟ يقول جئتكم بأمر لا تستطيعون أن تأتوا بمثله إذن اقبلوا مني إني ماذا؟ انظروا هذا البحث الكلامي إلى هنا يقف البحث الفلسفي يبدأ من هنا الآن ليس شغلي لابد في الحوزة أن نبحث وهو انه ما هو الملازمة العقلية إذا جاء الإنسان بأمر لا يستطيع الآخرون أن يأتون بمثله فإذا ادعا إني نبي لابد ماذا؟ ماذا الملازمة العقلية اليوم اذهبوا وابحثوا يقين عندي انتم لا تصلون إلى الجواب اذهبوا إلى من يدعي إني يجيب فليجيب ما هي الملازمة العقلية بين أن يأتي شخص بأمر لا يستطيع الآخرون أن يأتوا بمثله فإذا ادعا إني نبي لابد من تصديقه ما هي الملازمة العقلية؟ اثنين زائد اثنين يساوي أربعة هذه واضحة، اجتماع النقيضين ممتنع عقلاً يدرك ذلك بالبداهة ولكن هل يدرك بالبداهة إذا شخص اتا بأمر لا يستطيع الآخر أن يأتي بمثله فما يدعيه إني نبي صداق توجد ملازمة؟ إذا كانت توجد ملازمة بينوا وجه الملازمة هذا بحث فلسفي لا بحث كلامي، البحث الكلامي هذا الذي أشرت إليه أنا هم اكتفي بالبحث الكلامي الذي هو اساس اثبات صحة نبوة أي نبي عيسى على نبينا وعليه آلاف التحية والثناء عيسى احيى وليس احيا ابرأ الاكمه والابرص أليس كذلك؟ يعني قام بعمل في زمانه يمكن القيام به او لا يمكن؟ لا يمكن قال: إذن اقبلوا مني إني روح الله واني نبي من أنبياء أولي العزم سؤال من الملازمة؟ لعله في ذلك الزمان كان مطلعاً على أمور بعد ألف سنة اكتشفناه ماذا تفعلون إذا اشكلوا عليكم هذا الإشكال؟ هذا بحث ليس كلامي بحث فلسفي من لابد أن يجيب على هذه التساؤولات؟ نذهب إلى اساتذة المستشرقين نسألهم أم نذهب إلى الغربيين نسألهم؟ أم نذهب إلى الافنديين في الجامعات نسألهم لابد من يجاوب عليهم؟ عمامتي وعمامتك لابد نجاوب لأنه أنت الذي تدعي أنا امثل الدين فإذا كان سؤال لابد من يجيب عليه؟ أصلاً ما أقول اشكال وما أقول استفهام أبداً اعبر عنه سؤال ساذج من الملازمة والآن تطرح هذه وتطرح بقوة .
تطبيقاً لهذه الأصول الكلامية المتقدمة تعالوا إلى حادثة كربلاء نريد نطبق هذه الأصول الثلاثة على حادثة الأصل الأول أن هذه الحادثة وقعت في التاريخ او لم تقع؟ قابلة للتشكيك؟ قد تكون هناك حوادث المحدث ينقلها أنت كمؤرخ ثاني تأتي تنفيه كما الآن في طوفان نوح البعض يشكك يقول انتم تقولون والتاريخ لم يقل لنا بأن الأرض ماذا صار فيها؟ طوفان، تقول لي القرآن قال أقول الذي يعتقد بالقرآن يثبت عنده اما الذي لا معتقد بالقرآن يثبت او لا يثبت؟ وهكذا حوادث كثيرة حادثة انه كيف تناثرت نسل البشري كثير عندك روايات انه الإخوة والاخوات تناكحوا وتنازلوا يأتي الآخر يقول هذا ليس بواقع، الآن حادثة كربلاء واصل حادثة كربلاء لا علاقة لي بتفاصيلها هناك حادثة في اليوم العاشر من محرم سنة 61 من الهجرة وقع فيها ما وقع اصل الحادثة لا علاقة لك بالتفاصيل قابلة للانكار او غير قابلة للانكار؟ لم ينكرها احدٌ من المؤرخين لا شيعة ولا سنة ولا مسلمين ولا غير مسلمين ولا مؤيدين ولا رافضين كل من اتى بل لها في كتب السابقين أيضاً إرهاصات والآن كتبت عليها كتب انه هناك حادثة وقعت في هذه فاصل الحادثة يقينية بالمعنى الأخص يعني يقين مطابق ليس انه اجتهاد قد يصيب الواقع وقد لا يصيب لا أبداً ليس قابل الأصل الأول.
الأصل الثاني: أن شخص اسمه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله أنا أتكلم لأنه أريد اصل إلى نتيجة أخرى اخبر عن هذه الواقعة قبل تحققها بخمسين عام على الأقل لأنه رحلة رسول الأعظم سنة 11 من الهجرة وهذه الحادثة سنة 61 من الهجرة فالفاصلة خمسين إذا السنة السابعة الثامنة قبلها او بعدها فاتى من خمسين لا اقل في الحد الأدنى قبل خمسين.
الأصل الآخر: وهو انه لم يخبر قبل واقعة بعد خمسين سنة اخبر عن تفاصيل هذه الواقعة يعني اخبر عن الشخص من هو واخبر من يكون وعن المكان واخبر عن الزمان واخبر عن أصحابه ووو لأنه قلنا كما زادت التفاصيل فالدلالة تكون ماذا؟ لو كان يقول انه بعد خمسين عام سيقتل احد اولادي هذه فيها دلالة ولكنه غير دلالة انه يضع يده على الحسين ويقول هذا هو ويقول كيف يقتل ويقول اين يقتل ويقول من يقتله ويقول ويقول إلى ما شاء الله هذه كلما ازدادت التفاصيل ازدادت قوة الدلالة كما بيّنا في قانون الاحتمال هذا الأصل الثالث.
الأصل الرابع: انه في هذه السنوات التي كان يعيشها النبي في المدينة وقد شكل دولة إسلامية واقعاً اكان يتوقع احد انه بعد خمسة عقود تنقل الأمة على دينه وتقتل حفده او لا توجد مثل هذه الارهاصات؟ أبداً لا توجد ولو كان احد يقول ولهذا تجدون انه جملة من الصحابة كانوا يستغربون ايعقل أن الذين قتلوه من امتك؟ يقول نعم من امتي، يقول يا رسول الله من امتك؟ يقول بلي يعتقدون بي لماذا؟ لأنه توجد أي علائم على وقوع هذه الحادثة او لا توجد؟ لا توجد، أبداً لا توجد فإذن ليس الأمر كأن الارهاصات أن النبي اخبر بعنوان انه قائد يستشرف التاريخ لا ليس بهذا الشكل ليس انه الارهاصات ستؤدي إلى ذلك لا أبداً بل كل المقدمات على عكس هذه النتيجة خصوصاً إذا نظرنا إلى سيرة هذا الشخص مع هذا الشهيد مع هذا القتيل مع هذا المقتول وهو الإمام الحسين سيرته ما هي؟
سيرته انه سيدا شباب أهل الجنة ريحانتاي من الدنيا انه ثمرة فؤاد عجيب هذه كلها يقبل احد انه هذه الأمة التي تعتقد به هي الذي تذبحه إذن الارهاصات موافقة او مخالفة؟ مخالفة كانت قد يقول قائل سيدنا أنت لست حسن الظن بالروايات فلعله هذه من الروايات الموضوعة بعد الوقوع ولهذا إذا تتذكرون في النصوص الاثني عشر خلفائي من بعدي اثني عشر نحن حاولنا أن نثبت أن هذه النصوص كانت موجودة قبل اكتمال العدد في مدرسة أهل البيت لماذا؟ لأنه إذا هذه الروايات جاءت بعد اكتمال العدد فلعل الذين اعتقدوا بهذه المدرسة جعلوا روايات فهي روايات بعد الوقوع لا روايات قبل الوقوع وهذه قضية أساسية من هنا لابد أن لا نكتفي برواية وروايتين في هذا المصدر او ذاك عن النبي الذي اخبرت عن هذه الوقاعة لابد أن يحصل لنا قطع ولا اقل اطمئنان بصدور هذه الروايات بعد تكفي اخبار الآحاد او لا تكفي؟ لماذا لا تكفي؟
لا أتكلم عن حجية حتى تقول أن خبر الواحد حجة أقول خبر الواحد حجة في التعبديات أنا أتكلم عن مسألة تاريخية أوّلاً وانها يمكن أن تكون موضعاً للجعل ثانياً فلابد من ماذا؟ أن الروايات التي ننقلها تكون من القوة سنداً ومن القوة مصدراً لأنه قد الرواية سندها جيد ولكنه في كتاب غير معتبر لها قيمة او ليس لها قيمة؟ وكم ذكرت لنا لكم دلائل الإمامة للطبري توجد فيه رواية دالة على أن فلان فعل كذا فاسقطت محسنا او محسن في دلائل الإمامة للطبري والرواية من حيث السند صحيحة لأنها ليست فلان وإنما عبد الله بن سنان وليس محمد بن سنان وان كانت نقل فيه هنا وهناك به عنوان ابن سنان ولكنه ذكرنا هذا ليس محمد بن سنان وإنما عبد الله بن سنان جيد ولكن أعزائي الكتاب ليس معتبر دلائل الإمامة ليس ثابت أن الطبري الشيعي له كتاب اسمه هذا، إذن سيدنا أنت في سنة الماضية واثبتت قلت بلي لابد أن نثبت صحة نسبة هذا الكتاب إلى الطبري إذن ما يكفي أن الرواية سنداً معتبرة لابد أن يكون المصدر معتبراً. ثلاثة وما يكفي أن يكون السند معتبر والمصدر معتبر أن المؤلف لذلك الكتاب معتبر هذا كله نحن بيّناه في كتاب ميزان تصحيح الموروث الروائي قلنا ما يكفي أن تنقل الرواية بسند معتبر تجيب لي رواية بسند معتبر ولكن راويه صاحب البحار ثم ماذا؟ ولكن البحار من اين جاء بها هو في القرن الحادي عشر والرواية سندها مرتبط بالقرن الثالث هذه الواسطة اين؟ تقول لي هو ينقلها بسند معتبر أقول انقل لي السند اين السند؟
إذن غداً (يعني يوم السبت) سندخل هذا البحث وهو انه توجد عندنا روايات لا اقل تورثنا الاطمئنان من سنداً ومصدراً ومؤلفاً ودلالة على أن النبي صدرت منه هذه الاخبارات عن واقعة كربلاء او لا يوجد؟ هذا بعد دينكم علينا أن شاء الله يوم السبت لأنه لذلك أريد اخذ نتيجة كلامية لواقعة كربلاء ليس حادثة مأساوية ومصيبة في كربلاء هذه أن شاء الله في يوم السبت والحمد لله رب العالمين.