نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (214) دور الذكر والأنثى في النظرية القرآنية (5)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الاتجاه الثالث قلنا في هذا الاتجاه الثالث هذا الاتجاه يعتقد بأنه أساساً أن كل إنسان ذكراً كان أو أنثى فهو متولد من ذكر وأنثى إلا الاستثناء الذي اشرنا إليه فيما يرتبط بعيسى وفيما يرتبط بآدم وزوج آدم ذاك بحث خاص لابد أن يبحث.

    وعلى هذا الأساس فكل إنسان تضع يدك عليه ليس هو ذكراً كان أو أنثى مباين للآخر فليس الذكر مباين للأنثى وليست الأنثى مباينة للذكر بل كل ذكر هو مركب في تكوينه من ذكر وأنثى وكل أنثى في تكوينها مركبة من ذكر وأنثى.

    بالأمس اشرنا قلنا إذا قبلنا نظرية الحركة الجوهرية أوّلاً كما هي مباني ملا صدرا وقبلنا أن الروح هي ولادة من العنصر من المادة يعني نظرية جسمانية الحدوث وروحانية البقاء بحسب الحركة الجوهرية إذن الروح التي تولد من هذا الجسم والعنصر أيضاً تحمل نفس الخصائص الذكورية والأنثوية فلا يمكن أن نقول بأن روح الأنثى أنثى بلا خصائص ذكورية وأنّ روح الذكر ذكر بلا خصائص أنثوية أبداً بناء على هذه المباني الفلسفية التي بحثت في الحكمة المتعالية.

    والشاهد الذي يؤيد هذا المعنى انك تجد بأنه النصوص الروائية يقولون إذا أردت أن يكون ذكراً كل كذا وكذا وكذا وإذا أردت أن تكون أنثى خل تأكل المرأة كذا وكذا إذا أردت أن يكون الجنين وجهه كذا كله يربط بماذا؟ بأي شيء؟ بالأمور المادية مع أن الذكورة والأنوثة ليست خصائص بدنية محضة وإنما بالإضافة إلى الخصائص البدنية خصائص روحية ونفسية كما سيتضح بعد ذلك وهذا يؤيد ما وصل إليه علم التحليل النفسي الذي قرأناه لكم من نظرية يونك قال بأنه أساساً كل ذكر يحمل في باطنه خصائص أنثوية وكل أنثى تحمل في باطنها خصائص ذكورية.

    تعالوا معنا إلى السيد الطباطبائي مرة أخرى في عباراته كما اشرنا في البحث السابق يعني في الدرس السابق قال في صفحة 269 الميزان المجلد الثاني أوّلاً تكلم عن هويتها عن هوية المرأة قال فجعل تعالى كل إنسان مأخوذاً مؤلفاً من إنسانين ذكر وأنثى من قبيل هذا التركيب تركيب ليس اصطناعي تركيب تكويني وجودي من قبيل انظروا الآن تركيب هذا الكتاب مع هذا الكتاب تركيب اصطناعي أم تكويني؟ اصطناعي، تركيب أجزاء السيارة تركيب صناعي أما تركيب الماء والهيدروجين في الماء من الهيدروجين والاوكسيجن أي منهما هذا التركيب؟ هذا تركيب تكويني طبيعي الآن هو كيميائي بس أنا أريد اقرّبه إلى ذهنكم هذا التركيب الموجود في كل إنسان تركيب تكويني وجودي.

    قال مؤلفاً من إنسانين ذكر وأنثى هما أي الذكر والأنثى معاً وبنسبة واحدة لا يتبادر إلى ذهن احد سبعين بالمئة ذكورية ثلاثين بالمئة أنثوية لا لا، هما وبنسبة واحدة مادة كونه ووجوده وهو سواء الإنسان كان ذكراً أو أنثى، مجموع المادة المأخوذة من الذكر والأنثى ولذا جعل تعالى كلاً يعني جعل الكل ذكراً كان أو أنثى مؤلفاً من كل جعل الكل مذكراً كان أو مؤنثاً مؤلفاً من الكل الذي هو المذكر والمؤنث فعاد الكل أمثالا يعني الذكر مثل الرجل والرجل مثل الأنثى أين الاشرفية أي منطق هذا؟ مع أنّه الاتجاه الأول والثاني ماذا كان يقول؟ الاشرفية.

    إذن في أصل التكوين نحن سواء في أصل التكوين نحن أمثال من نفس واحدة خلص، انظروا هذا الفهم التدبري للنص القرآني التفتوا كيف يستشهد السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه ولا بيان أتم ولا أبلغ من هذا البيان هذا أصل التكوين ثم الآن كل وان ليس للإنسان إلا ما سعى وان سعيه سوف يرى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله بعد هنا ذكر وأنثى يوجد فرق أو لا يوجد نعم القرآن الكريم ذكر قال بأنه أن اكرمكم عند الله اتقاكم بعد يفرّق ذكر عن أنثى أو لا؟ فكم من أنثى قد تفوق ملايين الذكور وكم من ذكر قد يفوق ملايين الإناث بعد لا توجد خصوصية للذكورة والأنوثية في النص القرآني، هذه النظرية الثالثة.

    بما هو ذكر وأنثى توجد اشرفية أو لا توجد؟ لا اشرفية لهذا على ذاك ولا لذاك طبعاً يبقى عندنا سؤال إذن يوجد تفاوت أو لا يوجد هذه أمثال هذا سؤال آخر الآن نحن نتكلم في ماذا؟ في الأبحاث السابقة قلنا في أصل الإنسانية وفي أصل الاستعدادات وفي أصل الإمكانات وفي أصل القرب الإلهي الله خلقهما أو خلق الإنسان ذكراً كان أو أنثى قادر على كل هذا قال ثم جعل الفضل في التقوى قال إني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى لماذا لا اضيع؟ بعضكم من بعض عجيب يعني الذكر من الأنثى والأنثى من الذكر وكل ذكر من ذكر وأنثى وكل أنثى من أنثى وذكر.

    بعضكم من بعض فصرّح أن السعي غير خائب والعمل غير مضيّع عند الله وعلل ذلك لماذا؟ بقوله بعضكم من بعض فعبّر صريحاً بما هو نتيجة قوله في الآية إنا خلقناكم من ذكر وأنثى صرّح بهذا المعنى وهو أن الرجل والمرأة جميعاً يعني الذكر والأنثى أن الرجل والأنثى جميعاً من نوع واحد وحقيقة واحدة وهوية واحدة ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين.

    ثم بين بعد ذلك أن عمل كل واحد من هذين الصنفين غير مضيّع عند الله لا يبطل في نفسه أوّلاً ولا يعدو إلى غيره ثانياً كل نفس بما كسبت رهينة كل ذكر أم كل أنثى؟ كل نفس ذكراً كان أو أنثى رهين بأعماله يوم القيامة لا كما يقول الناس مقصوده الناس يعني الثقافة الجاهلية إنّ عليهن سيئاتهن وللرجال حسناتهن هذا المنطق ليس منطق القرآن وإذا كان لكل منهما ما عمل ولا كرامة إلا بالتقوى ومن التقوى الأخلاق الفاضلة كالايمان بدرجاته ومن الفضائل العلم النافع ومن الفضائل العقل الرزين ومن الفضائل الخلق الحسن والصبر والحلم الرجل أقوى واشد الذكر اشد يقول لا، المرأة المؤمنة بدرجات الإيمان المليئة علماً الرزينة عقلاً الحسنة خُلقاً أكرم ذاتاً وأسمى درجةً ممن لا يعادلها في ذلك من الرجال في الإسلام.

    انظروا هذا المنطق وين عود أنت تجد هذه نظرية التشريف في الذكور استنادهم إلى القرآن الآن هذه قراءة للنص القرآني وتلك قراءة أخرى للنص القرآني يقول بعد وليس للإنسان إلا ما سعى والطريق مفتوح وهذه من أهم أدلتنا لإثبات ـ إذا تتذكرون في أبحاث سابقة أنا ما وقفت لأنه لم نكن واصلين إلى هذا البحث ـ إذن مقام النبوة تصل إليها أو لا تصل؟ نعم تصل إليه أي مانع يوجد هذا النص القرآني، مقام الإمامة تصل إليه أو لا تصل؟ تصل، مقام الخلافة الأسمائية؟ نعم مقام الخلافة السياسية؟ مقام ولاية الأمر؟ مقام الاجتهاد؟ مقام القضاء إلى آخره انتهت القضية كلها هذه النصوص تثبت قرآنياً أن المرأة إذا استطاعت أن تحقق شرائط ذلك المقام وترفع موانع ذلك المقام تستحق إلا أن تقول لي لا، يوجد مانع والمانع هو النص الروائي جيد تعالوا نبحث النص الروائي نرى بأنه واقعاً يمنع يقيّد يخصص أو معارض للقرآن، إذا ثبت أنّه معارض للقرآن ماذا نفعل له؟ نضرب به عرض الجدار.

    إذن ذلك البحث الذي طرحناه في العام الماضي وهو أنّه لها مقام النبوة مقام الإمامة مقام الخلافة مقام المرجعية مقام الولاية مقام القضاء مقام الإفتاء إلى آخره هذا النص القرآني يقول هذا الطريق مفتوح للذكور والإناث أم مختص بالذكور؟ شامل للإناث أو مختص بالذكور؟ هذا الاستدلال يقول شامل لهما معاً بلا أي منع.

    ومن هنا تفهم قال كان من كان يعني من الرجال امرأة تحمل هذه المواصفات فهي اسمى درجة ممن لا يعادلها في ذلك من الرجال في الإسلام كان من كان ذلك الرجل فان المرأة ماذا؟ اشرف وأكمل منه فلا كرامة هذه الحيثية التعليلية فلا كرامة إلا للتقوى سواءً كان الذي يحقق ذلك ذكراً أو أنثى وفي معنى الآية وأوضح منها قوله تعالى من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم لماذا يرجع الضمير للمذكر؟ لا هذا لنجزينهم ليس ضمير المذكر بدليل أنّه من ذكر وأنثى وهو مال ذكر وأنثى أم مال الذكر بحسب سيبويه؟ للذكر ولكن نحن نقول هذا لغير الأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة كان احد الأعزة المتابعين لابحاثنا أستاذ في اللغة العربية في بغداد يقول أنا هذه النظرية أنا لخصتها حدوداً في 150 صفحة وبعثتها إلى أهم أعلام اللغة العربية في العراق في بغداد في البصرة في كذا قلت لهم أنّه توجد مثل هذه النظرية فقيموا لنا طبعاً أربعة أو خمسة، أربعة منهم كلهم كتبوا صفحتين وثلاث وبعثوها لي يقولون هذه تعدّ ثورة في اللغة العربية إذا استطعنا أن نؤسس هذا الذي تؤسسه وواحد منهم الذي لعله إمام اللغة والنحو في العراق والآن في الثمانينات من عمره قال لا استطيع أن اقبل هذه النظرية لأن السلف الصالح هو الحجة شوف نظرية السلف الله يعلم بعث لي قال هذه النظرية لا استطيع مناقشتها ولكنها فقط أن السلف الصالح لم يفهم ذلك.

    يعني أعلامنا اللغويين وأعلامنا النحويين هؤلاء فهموا من اللغة هذه الأصول وهذا يخالف ذلك يعني مخالفة الإجماع لا مخالفة الإجماع مخالفة الشهرة مخالفة المسلمات ولهذا لا يروح ذهنكم أنّه هذه حجية الإجماع فقط في الفقه موجودة، لا في كل مكان حاكمة على العقل الإنساني.

    تقدم الآن يأتي هذا السؤال سيدنا إلى هنا استطعت أن تثبت لنا أنّه في أصل الإنسانية سواء بعضكم بنص القرآن بعضكم من بعض والجميع أمثال هذا ثبت يوجد تفاوت أو لا يوجد؟ طبعاً يوجد طريقان لبحث التفاوت أما طريق العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية التي هي عموماً علوم إنسانية أو بشرية وأما النص القرآني وحيث أن حديثنا نحن أين؟ في النظرية القرآنية.

    إذن أوّلاً ابدأ بالنظرية القرآنية لنرى أن القرآن هل يقبل التساوي بين الذكر والأنثى أو يقول أنهما متفاوتان؟ لا نتكلم عن الاشرفية بل نتكلم عن التفاوت هل متفاوتان مختلفان أم هما متساويان أي منهما؟ نعم بعد ذلك سيطرح هذا التساؤل إذا كانا متفاوتين فبم يتفاضلان؟

    الجواب من القرآن الكريم بالتقوى بالعلم بالعمل الصالح ذاك بحث آخر ولكن أصل بعد أن ثبت أصل التفاوت بين الذكر والأنثى فبما يتفاوتان عند ذلك نسأل إذا كان التفاوت القرآن يقول تفاوت فبما يتفاوتان؟ وما هي العلاقة والنسبة ما بينها أعزائي بحسب النص القرآني حتى نسبت التفاوت ما بين الذكر والانثى.

    الأصل الأوّل: القرآن الكريم بيّن أصلاً كلياً عاماً من أوله إلى آخره أنا كل شيء خلقناه بقدر يعني ما من شيء تضع يدك عليه إلا وله قدره الخاص به الذي يتميز من خلاله من غيره السيد الطباطبائي في الميزان المجلد التاسع عشر صفحة 90 عنده بحث تحت عنوان كلام في القدر ما هو القدر؟

    القدر هو هندسة الشيء وحد وجوده مما تكرر ذكره في كلامه تعالى وان من شيء إلا عندنا خزانه ولكن عندما ينزل إليكم وما ننزله إلا بقدر بعد آيات كثيرة ويؤيد ذلك ما ورد من تفسير القدر في النصوص الروائية تعلموني إني لا اتفق أن النصوص الروائية بصدد التفسير بل بصدد بيان المصداق وما ذكر من هذه المواصفات هذه ليس لتفسير الآيات بل لبيان المصاديق مفهوم القدر من العرض والطول وسائر الحدود والخصوصيات الطبيعية، الجسمانية.

    عن الرضا قال لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدّر وقضى قلت فما معنى شاء كذا إلى أن قلت فما معنى قدر؟ قال تقدير الشيء من طوله وعرضه هذا ليس تفسير وإنما بيان من مصاديق المقدر أن يكون له طول وعرض هذا إذا كان من عالم الطبيعة أو من مثال منفصل، اما إذا كان في عالم العقول له قدر ولكن ليس له طول ولا عرض ولا حجم ولا مكان ولا وزن ولا إلى آخره .

    إذن الإمام سلام الله عندما يذكر الطول والعرض وغيرها هذا من باب ذكر المصاديق لا مطلق وروي عن رواية أخرى في خبر قال اتدري ما قدّر قال لا، قال هو لهندسة والعرض والبقاء ونحو ذلك ولذا في بعض من لا يعتقد يصح عنده أن نسمي الله أو انه أسماء الله غير توقيفية البعض يقول توقيفية إذن ليس من حقك أن تقول لله يا مهندس لأنه الأسماء نعم يمكن أن تصفه بالهندسة يمكن انه تصفه بالزارع ولكن لا يمكن أن تسمه يا زارع يا مهندس يا لا تستحي لأنه الله لا يستحي الله وصف نفسه بأنه لا يستحي تستطيع أنت في دعائك تشيل يدك وتقول يا عالم يا قادر يا لا تستحي تستطيع؟ لا يصح (أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) فترفع يدك وتقول يا زارع هذا بناءً على انه الأسماء توقيفية اما من لا يعتقد كذلك واني لا اعتقد بذلك طبعاً بالمعنى الاخباري والكلامي لا اعتقد بالتوقيفية وان كان بالمعنى العرفاني اعتقد أن الأسماء كلها توقيفية الآن في محلها ما هو الفرق بين التوقيفية الاخبارية والكلامية والتوقيفية العرفانية.

    قال: ومن هنا يظهر أن المراد بكل شيء وخلق كل شيء فقدّره تقديرا أنا كل شيء خلقناه بقدر وكل شيء عنده بمقدار الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى هذا هو الأصل الأوّل إذن الأصل الأول أن كل شيء خلقناه بقدر.

    الأصل الثاني تطبيقاً لهذا الأصل: ومن مصاديق القدر انه ذكر وانثى كل شيء مقدّر فعندما يقول خلقناكم ذكر وانثى لان الآيات القرآنية ماذا تقول؟ الآيات القرآنية ليست واحدة (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) سورة النجم 54، (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) القيام 39، (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) الليل 3، الكم الذكر إلى آخره.

    إذن القرآن صريح انه من ضمن القدر الذي في هذا النظام أن الإنسان فقط إنسان أم إنسان ذكر وإنسان أنثى أي منهما؟ النص القرآني يقول إنهما ذكر وأنثى قد يقول قائل (لبيان الأصل الثالث) سيدنا هذا قد يكون الاختلاف بين الذكر والانثى كالاختلاف بين أفراد الذكور، الذكور كلهم أمثال أو يوجد بينهما اختلاف؟ لا، فرد من الذكر الصادر الأوّل خاتم الأنبياء وفرد من الذكر يصير أبو لهب تبت يدى أبي لهب، فعله الخصوصية أو الاختلاف بين الذكر والانثى كالاختلاف بين أفراد الصنف الواحد.

    الجواب: القرآن بشكل واضح وصريح في سورة آل عمران بعد أشار إلى هذا المعنى قال: لا، وليس الذكر كالانثى لا، ليس الأمر كذلك قال تعالى: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى) فإن الذكر شيء والانثى شيء آخر وان كانا معاً إنسان إذن بهذا انتهينا إلى ماذا؟ إلى إنهما متفاوتان الذكر كالانثى أو الذكر ليس كالانثى؟ وليس الذكر كالانثى، الآن الأصل البحث النظرية القرآنية من هنا يأتي.

    التفتوا إلى التساؤلات: متفاوت أو غير متفاوت؟ قرآنياً يقول مع إنهما مشتركان في أصل الإنسانية بعضكم من بعض ولكن متفاوتان وهذا الذي قلناه فيما سبق انه هناك خصائص مشتركة إنسانية ويوجد خصائص مختصة ذكورية وانثوية فتكون كعموم وخصوص من وجه.

    سؤال: هل هذه التفاوتات تكوينية فقط أو تكوينية واجتماعية أيضاً؟ لأنه تعلمون إذا كانت تكوينية بعد يمكن تغييرها أو لا يمكن؟ نعم يمكن تغييرها بتغيير التكويين يعني بنحو السالبة بانتفاء الموضوع مادام ذكراً هذه خصائصه نعم أنت تستطيع أن تفعل شيء أن تبدل ذكورته إلى الانوثة بعد ليس هذا ذكراً وإنما يعني سالبة بانتفاء الموضوع هذا الآن موجود تبديل الجنس يقول أنا احمل خصائص أنثوية نعم الآن ظاهري ذكر فيفعلون كذا فيرجعون إلى حقيقتي على سبيل المثال لا، نحن نتكلم بالسالبة بانتفاء المحمول لا السالبة بانتفاء الموضوع إذا كان تكوينياً بعد قابل للتبديل مع حفظ الموضوع أو ليس كذلك؟ اما إذا كان اجتماعاً ثقافياً تربوياً قابل للتعديل وقابل للاضافة وهذا البحث أنا طرحته في كتبي الأخلاقية وانه الأخلاق الإنسانية قابلة للتبديل أو غير قابلة؟ للتقوية للضعف للشدة إلى آخره.

    البعض يقول لا، أن القضايا الأخلاقية أيضاً جينية ولا يمكن تغييرها الجنين يولد بخيلاً من بطن امه والسعيد يولد سعيداً من بطن امه والشقي يولد إذا هكذا قلنا فيرجع إلى التكوين والتكوين غير قابل للتغيير اما إذا صارت اجتماعية ثقافية تربوية ونحو ذلك فهي قابلة وإذا كانت تكوينية فهل هي مرتبطة بالبدن فقط أو اعمق من ذلك؟ يعني أن التفاوت البدني ما ظهر التفاوت الروحي والنفسي والى آخره أي منهما؟ وإذا كانت ابعد من ذلك يعني قبلنا انه ليس التفاوت تفاوتاً بدنياً لأنه البعض الآن يقول تفاوت بين الذكر والانثى فقط في البعد البدني الذكر قد يكون بدنه أقوى واطول ولهذا الأعمال الشاقة لابد إلى من توكل؟ للذكور والمرأة لا، ليس الأمر كذلك فالقضية مرتبطة بالبعد البدني المحض.

    طبعاً كل هذه التساؤلات تترتب عليها المسائل الفقهية يعني هذا الجذر الأحكام الفقهية والاختلافات الفقهية بين الذكورة والأنوثة من اين ينشأ؟ الآن اما ينشأ من أمور تكوينية فطرية، خلقية، واما ينشأ من أمور اجتماعية تقول لي يعني الإسلام رتب احكاماً؟ أقول نعم جاء ويريد أن يعطي حكماً لمجتمع معتقد بمثل هذه التفاوتات الثقافية والاجتماعية والفكرية ونحو ذلك عندما يريد يدير هذا المجتمع ماذا يفعل؟ يضع قوانين لمجتمع يعتقد بالتساوي؟ لا، يضع قوانين لمجتمع ماذا؟

    وهنا قد يخرج التاريخية رأسها إلى الأخرى يقول هذه الأحكام الصادرة في صدر الإسلام سببها أن المجتمع الذي جاء فيه النبي لا يكون أكثر من ذلك ليس انه لكل المجتمعات هذه الأحكام لا، ليس الأمر كذلك ما ادري أوصل المطالب إلى الأعزة؟ هذه التاريخية من هنا تبدأ وإذا كان ابعد من ذلك فهل هي مرتبطة بالبعد النفسي للإنسان والتحليلات النفسية ام مرتبطة بعقل الطرفين يعني بعقل الذكر والانثى وبالاستعداداتهما بقابلياتهما إلى ما شاء الله إذن بحثنا الجديد ماذا يصير؟ بحثنا الجديد بعد أن اثبت القرآن أن هناك تفاوتاً بين الذكر والانثى لابد أن ندرس بشكل دقيق وعميق هذه التفاوتات لنجيب على هذه التساؤولات أنها تكوينية، أنها اجتماعية، إذا كانت تكوينية ما هي حدودها ونحو ذلك ولكن قبل أن ادخل في بيان التفاوتات وما يترتب على هذا التفاوت من أبحاث حقوقية، فقهية، أخلاقية، قيمية لابد أن نعين المنهج لتشخيص التفاوت وهنا لابد من الإشارة إلى عدة ملاحظات وهذه الملاحظات احفظوها حتى عندما ندخل نستطيع أن نميز بشكل دقيق.

    الملاحظة الأولى: ضرورة التمييز في التفاوتات لأنه عندما نرجع إلى التاريخ نجد يوجد تفاوت أو لا؟ نجد نعم كل الأعمال الفكرية الابداعات الابتكارات، العلوم من أوجدها؟ الذكور أو الإناث؟ الذكور 99% الذكور الآن انظروا إلى الفكر الإسلامي في مختلف أبعاده من فقهية واصولية وفلسفية وعرفانية ومصادر جمع الأحاديث ونحوية وصرفية وعلوم طبيعية إلى آخره كم امرأة تجد فيها؟ إما لا تجد أو تجد في الالف واحدة والتاريخ ببابكم لو كان لها ما للذكور لظهر وحيث انه لم يظهر إذن لها أو ليس لها؟ ليس لها، هذه واحدة من أهم الاستدلالات انه أساساً صنف الإناث اقل شأنا وعقلاً وقدرة وفكراً وابداعاً من الذكور بأي دليل؟ يقول والعرف ببابك والتاريخ ببابك.

    الجواب: هذا الكلام بحسب المنطق هذا لازم اعم لابد يثبت لنا هذا الشخص أن هذا الذي حدث لأمر تكويني أو كانت اسبابه اجتماعية ثقافية عادات وتقاليد منعت المرأة أن تأخذ دورها في الحياة الفكرية كما الآن بعد 1400 سنة تمنع فما بالك قبل 1400 سنة إلى الآن كل القوانين في مجال النواب والشورى وكلها من يشرعها؟ الذكور كيف يشرعونها؟ لا، طبيعي هذا وليس انه مغرض أساساً رؤيته هو هذه ولا يرى إلا هذه.

    إذن الملاحظة الأولى ضرورة التمييز بينما هو تكويني وما هو اجتماعي في هذا التاريخ والفرق بينهما بيّناه إذا كان تكويني غير قابل للتغيير وإذا كان اجتماعي فبتغيير المناهج إلى آخره.

    الملاحظة الثانية: الوقت انتهى خلوها إلى غد وهذه مرتبطة بنظرية المعرفة وكثير مهمة والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/11/26
    • مرات التنزيل : 1429

  • جديد المرئيات