نصوص ومقالات مختارة

  • فقه المرأة (215) دور الذكر والأنثى في النظرية القرآنية (6)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام لا اقل أن النظرية القرآنية تعتقد أن بين الذكر والأنثى من حيث الخصائص الإنسانية عموم وخصوص من وجه يعني مع الاعتقاد أن جوهرهما وحقيقتهما واحدة إلا أنّه لا ينفي التفاوت والاختلاف بين الجنسين.

    من هنا قلنا إننا لابد أن ندخل طبعاً في قبال هذه النظرية توجد نظريات أخرى تقول هناك تساوٍ بين الجنسين بين الذكر والأنثى الآن إذا صارت مناسبة أشير إليها الآن نتحرك بناءً على فلسفة الخلق وأنّ الخالق حكيم عندما يجعل الإنسان ذكراً وأنثى لا يمكن أن نقبل أنهما متماثلان لان الفرض أن الخالق حكيم.

    إذن عندما خلق ذكراً وأنثى إذا كان متساوٍ في كل الصفات الإنسانية فلماذا ذكر وأنثى؟ كله ذكر أو كله أنثى، ولهذا تجدون في عوالم أخرى لا يوجد هناك ذكر وأنثى في الملائكة لا يوجد هناك ذكر وأنثى خلق واحد لان اقتضاء ذلك العالم لا يقتضي وجود صنفين من الملائكة بل صنف واحد من الملائكة لا يعطون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

    من هنا نحن دخلنا في هذا البحث وهو أنّه هذه الفروق هل هي بالأصالة فروق تكوينية وجودية فطرية بنص القرآن أم لا، بالأصالة هي فروق اجتماعية، تربوية، ثقافية، ما الفرق بينهما؟ الفرق بينهما إذا ثبت أنهما أو إذا ثبت أن هذه الفروق تكوينية وجودية ولا يمكن القضاء عليها ولا يمكن تغييرها نعم يمكن التخفيف تشديدها وتضعيفها ولكن لا يمكن تغييرها كما في الأمور الفطرية، الأمور الفطرية قابلة للتغيير أو غير قابلة للتغيير؟ غير قابلة للتغيير، (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) ولهذا قد يمكن أن تدسّ في التراب أن يغطى عليها أن يضعف تأثيرها ولكنه بعد مرور زمان ترجع إلى حالتها.

    إذا قبلنا أن هذه الفروق تكوينية إذن لا يمكن بأي شكل من الأشكال القضاء عليها أما إذا ثبت أنها اجتماعية عادات تقاليد تربية، تعليم ونحو ذلك يمكن تبديلها مع بقاء الذكورة والأنوثة على حالها.

    قلنا لكي يتضح ذلك نحتاج إلى ذكر عدة ملاحظات الملاحظة الأولى هي أنّه لابد أن يوجد عندنا طريق لتمييز التكويني عن الثقافي ما هو المعيار؟ ما هو الضابط؟ ما هو الملاك؟ ما هي الأدوات التي نستعملها لنكتشف هذا تكويني وهذا ثقافي اجتماعي وهذه من أخطر المسائل واقعاً ومن أهم المسائل لماذا؟ لأننا إذا قبلنا تكويني نعرف كيف نتعامل إذا قبلنا ثقافي نعرف كيف نتعامل، لها آثار بعد ذلك سأشير إليها.

    هنا يوجد طريقان لا ثالث لهما، الطريق الأول نفس النص الديني يعني أن ندخل إلى النصوص القرآنية وندخل إلى النصوص الصادرة عن النبي والأئمة مراراً أنا ذكرت للأعزة ميّزوا بين الصدور وبين الحجية، المتعارف في حوزاتنا العلمية أن المدار على الحجية ولكن الذي اعتمد عليه هو على الصدور يعني لابد أن تحصل لي شواهد وقرائن أن هذا صادر لا أن هذا ماذا؟ فإذا ثبت الصدور ثبتت الحجية بالملازمة فلا احتاج أن ابحث دليل على الحجية، لان الصدور أخص من الحجية قد يكون الشيء حجة وليس بصادر أما إذا ثبت أنّه صادر فهو حجة.

    إذن الطريق الأول هو النصوص الدينية ولكنه هذا الطريق طريق ملغم بالألغام لماذا؟ باعتبار أنّه الآيات القرآنية والنصوص الصادرة لم تبحث هذه المسألة بحثاً خلقياً تكوينياً حتى تقول يوجد فارق تكويني أو لا يوجد أنا استطيع أن اكتشف ذلك في كثير من الأحيان من الآثار الحقوقية والفقهية يعني اضرب لكم مثال عندما أتي إليه اجده يقول أن القوامية للذكور لا للإناث أقول إذن يعطي ميزة للذكر على من؟ أو للرجال عليهن درجة، هذا الفهم إذن استكشف أن الرجل له درجة ولكنه هذا الاستدلال واقعاً غير تام لماذا؟ لأنه هذا لازم اعم، لعله لأمور ثقافية وتاريخية يقول النص ذلك لا لوجود اختلاف تكويني لأنه عموم الطرق الإنية هكذا هذا الطريق أشبه بالطريق الاني لا بالطريق اللمي، الذي ينفعنا هو الطريق اللمي هو الذي يقول هذا تكويناً يختلف عن هذا أما الطريق الإني فقط يريد أن يقول أن هذه الآثار تختلف، إذن لماذا تختلف هذه الآثار؟ يحتمل أن يكون للتكوين ويحتمل أن يكون للثقافة.

    يعني شهادتهما شهادة امراتين تعادل لماذا؟ لأنها ليست في المجتمع وليست لها دور اجتماعي ولهذا قال الشارع أو لان عقلها اضعف من عقل الذكر أي منهما؟ هذه شهادة الاثنين تعادل شهادة ذكر واحد هذه يمكن أن تثبت أنّ الفارق تكويني أو لا تثبت؟ لا لأنه لازم اثر اعم، ولهذا كثير من الاستدلالات التي استدل بها من النصوص الدينية فيها إشكال عام وهو أن هذه لا تثبت أن الفروق تكوينية، ولهذا كثير لا ينفع البعض حاول من هذا الطريق.

    طريق آخر وهو النظر إلى التاريخ يقول انظر إلى التاريخ العلماء كما اشرنا بالأمس العلماء، المفكرون، الفلاسفة، المكتشفون كلهم هذا يعني أن هؤلاء أقوى لعله ليس أقوى ولكن لأنه إدارة الأمور بيده منع الآخر، أنت هيئ فرص متساوية وبعد ذلك قل لي هؤلاء تقدموا وهؤلاء لم يتقدموا أما هذه الفرص المتساوية موجودة أو غير موجودة غير موجودة حتى الآن الذين يدعون إلى حقوق الحركة النسائية أو النسوية في الغرب أيضاً يقولون بأن الفرص في الغرب غير متساوية، إذن هذا الواقع التاريخي أيضاً ينفع كثيراً أو لا؟ ما أريد أقول نسقطه عن الاعتبار لكنه أيضاً لا يستطيع أن يعطينا ضوابط واضحة.

    الطريق الثالث إذن الطريق الديني، المنهج التاريخي، الطريق الثالث هو الاستناد إلى العلوم الإنسانية والى العلوم التشريحية والى العلوم الطبية والى العلوم النفسية ليقول لنا أنهما يختلفان تكويناً يعني بعبارة أخرى هذه علوم كلها علوم بشرية تجريبية طبيعية هذا لابد أن يقول لي لا يوجد فروق بين هذين الجنسين.

    من الكتب الأساسية في هذا المجال باللغة الفارسية هذا عنوانه كتاب زن كتاب المرأة تأليف لأنه 12 فصل فكل ثلاثة أو أربعة فصول كاتبها واحد من هؤلاء سيد هادي الحسيني، علي احمد راسخ، حميد نجات زير نظر محمد حكيمي مؤسسة انتشارات أمير كبير هناك في المقدمة يشير بأنه يقول الكتاب في ثلاثة أقسام كتاب در سه بخش توسط أفراد زير سامان يافته القسم الأول لسيد هادي حسيني كم فصل منه القسم الثاني حميد نجات والقسم الثالث علي احمد راسخ.

    في هذا الكتاب يدعي استناداً إلى العلوم الموجودة هناك اختلافات وتفاوتات بيولوجية بين الرجل وبين الذكر والأنثى وهذا لا ترديد فيه على المستوى الجسدي وعلى المستوى النفسي والروحي إلى آخره ولهذا يقول هيچ ترديدي وجود ندارد و از نظر مغز و قلب و اسكلت إلى آخره من حيث الأعصاب والقلب و…. هذا البعد الجسماني الفروق الجسمانية لأنه هناك نظرية تقول لا، حتى هذه الفروق الجسمانية مرتبطة بالثقافة، كيف؟ يقول باعتبار أنّه أجلسوها في البيت وما ذهبت إلى المزرعة وما ذهبت إلى الأعمال الصعبة فهذه عضلاتها ذبلت وإلا لو كانت تذهب وتشتغل كان بدنها أيضاً ماذا يصير؟ متكامل!!

    يقول أيضاً هذا منشأه اجتماعي وإن كان الآن يظهر لنا بصورة تكوينية خلقية، المهم أريد أقول القضية فقط أريد أوصلك إلى هذه النتيجة يعني يوجد شيئاً ما جزمي قطعي أو لا يوجد؟ أريد أوصلك إلى هذه النتيجة إذن تبقى أنت ومجموعة من الشواهد والقرائن أما تصب بهذا الاتجاه أو تصب بذاك الاتجاه، هذه في القضايا البدنية.

    في القضايا الروحية زن و مرد دو موجود يا دو صنف إنساني هستند كه مسائل و روحيات و عواطف مخصوص خود را دارند هؤلاء من حيث الخصائص النفسية، الروحية العواطف، الإحساسات موجود واحد متشابه أم متفاوت؟ موجودان متفاوتان.

    من الدراسات الجيدة في هذا المجال التحليل النفسي للرجولة والأنوثة، من فرويد إلى (كانت) البروفسور عدنان حب الله بإشراف المركز العربي للأبحاث النفسية والتحليلية، المرأة الأنثى رؤية إجمالية للأنوثة من زاوية التحليل النفسي ترجمة طلال حرب.

    ثلاثة: هموم المرأة تحليل شامل لمشاكل المرأة النفسية.

    أربعة: روانشناسي زنان هذه دراسات موجودة إذ تقول لي سيدنا هذه كلها ليست معلومة أنها مطابقة، أقول لك كل العلوم الإنسانية بهذا الشكل هل علومنا الفقهية مطابقة للواقع؟ أم أبحاثنا التحقيقية في الأصول مطابقة للواقع؟ إذ هم يقولون أحكام ظاهرية، النتيجة ماذا تصير؟ ذاك الذي قلناه أنّه هذا هو الواقع أو هذا ما اعتقده الواقع أم هذا ما اعتقده فعلاً هو الواقع أي منهما؟ أي صورة؟ الصورة الثالثة هذا الذي اشرنا إليه في الدرس العربي، هذه النظرية.

    الآن فعلاً ضمن هذه المعطيات في العلوم النفسية والإنسانية والطبيعية والتجريبية أن هذه خصوصياتها كذا وان ذاك خصوصياته كذا، أين اثر هذا؟ أثره سيظهر في الأبحاث الفقهية وفي القضايا الأخلاقية أنّه عندما يريد يعطي لأنه انتم إذا قبلتم أن هذا تكويني إذن لابد أن ينسجم بناء على مثل نظرية السيد الطباطبائي أن الأحكام الفقهية لابد تنسجم مع فطرة الإنسان يقول كل الأحكام الفقهية منشأها الفطرة أليس كذلك؟ إذن إذا كان هذا أمر تكويني في المرأة لابد الأحكام أيضاً تكون منسجمة مع الفطرة منسجمة مع هذا الواقع التكويني.  

    إذن فقه المرأة في الحوزات العلمية جذورها أين لابد تكون؟ في العلوم الإنسانية الحديثة وفي العلوم التجريبية، النفسية والتشريحية والى غير ذلك وإلا تستطيع أن تعطي حكماً شرعياً أو لا تستطيع؟ كما أنّه تحتاج إلى علوم اللغة وعلوم النحو والصرف وغير ذلك حتى تفهم النص العربي تحتاج هذه العلوم لتفهم الآيات القرآنية وأحكام الآيات القرآنية.

    إذن الملاحظة الأولى نحتاج إلى ضرورة التمييز بين ما هو تكويني وما هو ثقافي اجتماعي تربوي، والطريق للتمييز إما ديني وإما تاريخي وإما علوم إنسانية وطبيعية.

    الملاحظة الثانية: هذه مرتبطة بنظرية المعرفة هذه النظرية الأولى بالأمس اشرنا إليها إجمالاً واليوم فصلناها أما الملاحظة الثانية من أهم أركان نظرية المعرفة أن الإنسان الذي يريد أن يتعرف على شيء يذهب إلى تلك الزاوية وذلك الوجه الذي هو بصدد التحقيق عنه يعني افترض بأنه الآن هذا الشيء له ماذا؟ هذا بعد هذا بعد هذا بعد هذا بعد، عادة أنت تبحث عن أي بُعد؟ الذي هو موضع اهتمامك، وهو موضع تحيّزك يعني مبناك أصولك الموضوعية، ثقافتك، فكرك، ولهذا أنت هذا الذي قلناه في المراجع الحديثية قلنا احمد بن حنبل يدعي أنّه 750 ألف حديث وصل بيدي وأنا انتخبت منها 30 ألف حديث.

    سؤال: يا احمد بن حنبل على أي أساس انتخبت 30 ألف من هذه على أي معيار قلت هذه لا تلك؟

    مبانيه الكلامية تدخل على الخط أو لا تدخل؟ مبانيه الفقيه تدخل على الخط أم لم تدخل؟ الصورة التي يحملها عن النبي تدخل على الخط أو لم تدخل؟ الصورة التي يحملها عن الخلفاء تدخل على الخط أو لم تدخل؟ يعني يستطيع أن يقول بأنه لا أنا مجرد ابحثها يستطيع أو لا يستطيع؟ قلنا ممكن أو غير ممكن؟ غير ممكن، فإذا إذا توجد روايات في فضائل الخلفاء يقبلها أو يرفضها؟ أما نفس هذه الروايات بأسانيد أقوى وباستفاضة أعظم أعطيها بيد الإخباري الشيعي يقبلها أم يرفضها؟ لماذا؟ ما الفرق بينهما؟ إذا المدار على حجية السند فإذن السند أيضاً قوي، لأنه أنا مؤدلج باتجاه أن هذه خطأ ولهذا أما لا انقلها أو إذا نقلتها أقول اعرض عنها الأصحاب انتهت القضية.

    ولهذا انتم تجدون الآن لو عالم معاصر يأتي إلى الروايات فإذا وصل إلى روايات سهو النبي ونوم النبي عن الصلاة أما لا يذكرها وإذا ذكرها يقول مجموعة من الروايات المعرض عنها مخالفة للنص القرآني يرمي بها عرض الجدار أما يوصل الشيخ الصدوق إليها يقول أرجو الله أن أوفق اكتب رسالة في إثبات سهو النبي لماذا؟ لأنه هو عنده مبنى.

    إذن أنت عندما تدخل إلى أي منظومة معرفية حديث، فهم القرآن، أي منظومة، علوم طبيعية، علوم إنسانية أنت تدخل وأنت متحيز أو حيادي؟ عدم الانحياز يوجد دول عدم الانحياز أم الانحياز؟

    الجواب: نظرية المعرفة تقول لا يمكن أن تدخل وأنت عدم الانحياز مفردة صغيرة اذكر لك إلى اللغة العربية تقبل نظرية سيبويه في الضمائر الذكورة والأنوثة أم نظريتي أنا السيد الحيدري يقول لا يوجد ذكورة وانوثة يوجد انوثة وغير انوثة هذه مؤثرة في فهم النص الديني أم غير مؤثرة؟ إذا تدخل على مبنى سيبويه تقول النص القرآني من أوله إلى آخره التشريف للذكور أصلاً لا يتكلم ولهذا لا يأتي بضمير لله يقول هي يقول ماذا؟ لان ضمير الذكر اشرف من ضمير الأنثى هذا اقلها يعني اللغة اقل الانحيازات إذن أنت وهذه الانحيازات تدقق فيها تذهب إلى مدرسة البصرة والى مدرسة الكوفة تجد بأنه مباني الكوفيين شيء ومباني البصريين شيء إذا تنتخب هذه المباني تصل إلى هذه النتيجة ولهذا يمكن الدخول إلى النص القرآني من غير عالم اللغة يمكن أو لا يمكن؟ هو هذا الانحياز.

    سؤال: الذي يدخل لبيان الفروق اطمئنوا عموماً من يدخل إلى بيان الفروق على مر التاريخ من داخل المرأة أم الرجل؟ ولهذا يحاول أن يبرز نقاط الاختلاف هي خمسة في المائة يقول 95 في المائة فيعضم ويكبّر التشابه أم الاختلاف والتفاوت أي منهما؟ وهذه من أهم ازمات القراءة الذكورية من أهم المشاكل القراءة يعني عندما يأتي إلى الآيات والى الروايات يضع يده على التشابهات أم على التفاوتات؟ على التفاوتات أي تفاوتات؟ ليس التفاوتات التي في مصلحة المرأة، التفاوتات التي في مصلحة الذكر ومنها يقول انظر الآيات انظر النصوص انظر التاريخ وهو ليس كاذب يعني لا تتصورون يعني متعمد الخلافة للواقع هو هذا رؤيته وهذا صورته إذن لا ينبغي أن نفعل واقعاً في إزاء هذه المشكلة.

    إذن الملاحظة الثانية ينبغي أن لا يكون النظر إلى التفاوتات فقط والى تكبيرها والغفلة أو عدم الاهتمام بالتشابه واثره وبيان أيهما أعظم من الآخر، لأنك تسلط الضوء على التفاوت فقط وبدلاً من أن تذهب وتوازن بين التفاوت وبين التشابه ولهذا أنت لا تجد في كل منظومتنا الفقهية والأخلاقية أشارة إلى أنها إنسان إلى أنها خصائص إنسانية والخصائص الإنسانية ولقد كرّمنا أبداً أشارة إلى أي بعد؟ ناقصات العقول، ناقصات الإيمان، حية، عقرب إلى آخره لأنه ينظر إلى ماذا؟ يأخذ التشابه عن عين الاعتبار أو لا يأخذه؟ يغفل عنه هذه أيضاً ليس بالضرورة متعمد هذه منظومة الفكر تهديه إلى هذا الاتجاه هذا أوّلاً فيضع يده على التفاوت ثم يبدأ يعضمها ويعطيها حجماً اكبر مما هي عليه مع انه مقتضى البحث العلمي أن يوازن بين التشابه وبين التفاوت.

    الملاحظة الثالثة: وهو انه قد تكون هناك تفاوتات بين الجنسين ولكن لم يثبت أن كل فرقٍ وكل تفاوت لابد أن يكون منشئاً للتفاضل فيما بينهما لأن التفاوت على نوعين ونحوين، نحو من التفاوت يكون منشئاً للشرف والافضلية والأهمية والى غير ذلك مثل عقل والجنود العدالة وعدم العدالة من الواضح أنت عندما تأتي وتقول بأنه مرجع التقليد لابد أن يكون عادلاً يقيناً أن العدالة منشئاً لافضلية أو عندما تقول اعلم يعني أن الاعلمية منشئاً للافضلية وللاشرفية والى غير ذلك إذن النوع الأول من التفاوت والاختلاف يكون سبباً للاشرفية والافضلية ولكنه هناك نوع آخر من التفاوت وهو يوجد تفاوت ولكن ليس سبباً للافضلية مثل ماذا؟ انه في المنطقة ألف أم في المنطقة باء من الناحية الجغرافية؟ هذا يختلف أو لا؟ نعم يختلف الذي يوجد في مناطق الحارة نحو والذي يوجد في المناطق الباردة نحو آخر أو أوضح التي رواية فيه، القومية عربي أو لا؟ أو اعجمي؟

    سؤال: هذا فارق أو ليس بفارق؟ من قومية عربية أو من قومية غير عربية ولكن هذا سبب للشرف أن يكون هذا اشرف أو لا يكون؟ ولهذا في الرواية لا فرق بين عربي أو اعجمي تفاوت يوجد أو لا يوجد؟ يوجد ولكن هذا منشئاً للاشرفية أو ليس منشئاً للأشرفية؟ مثال أوضح وهو لون البشر ولهذا ورد في روايات بين اسود وابيض إلا بالتقوى نعم التقوى منشئاً تفاوت يكون منشئاً للشرف والاشرفية والاكملية والاقربية وتقلد المناصب والى آخره اما لون البشر أنت إذا صرت بصدد بيان الفروق بين الذكر والانثى بالك تغالط أن كل تفاوت تجعله منشئاً لأي شيء؟ للشرف الذي الآن هو في ثقافتنا حاصل، بدنها ضعيف، جسمها ضعيف كلها صحيح سواءً كان تكويني أو اجتماعي ولكن من قال انه إذا عضلاته أقوى فهو اشرف ممن؟ هذه من اين الكبرى من اين؟ هذه مغالطة بين نوعين من التفاوت وهذا الذي إذا تتذكرون قلناه في مسألة العقل والقلب نعم أصلاً افترضوا أن العقل الاجتماعي والعقل التدبيري سلّمنا معكم أصلاً أن الرجل أو الذكر خلقة تكويناً من حيث التدبير وأقوى من الأنثى هذه صغرى القياس، كبرى القياس وكل ما كان كذلك فهو اقرب من الله تتذكرون في بحث السابق إذن ليس كل تفاوت منشئاً للافضلية والاشرفية عند الله هذه الملاحظة الثالثة.

    الملاحظة الرابعة: التي هي من اخطرها أن لم يكن اخطرها جميعاً وهي انه (هذا يأتي في المنهج التاريخي عموماً) كثيراً من التفاوتات تبدأ اجتماعية وتبدأ ثقافية وتبدأ تربوية ولكن بمرور الزمان يتوهم أنها تكويني لأنه تمر عليها مئات السنين والشواهد التاريخية أيضاً تؤيدها فانت تقول إذا كانت هذه ثقافية كانت مع انه ليس الأمر كذلك إذا تتذكرون قريب من هذا المعنى ذكرناه في مسألة الشعائر قلنا الشعيرة عمرها لا تتجاوز كم؟ مئة سنة مائتين سنة أو خمسمائة سنة ولكن بمرور الزمان أوائل الأمر يقول جيد هذا لاقامة الشعائر ولكن بعد ذلك لا تصير جزء من الدين تصير جزء من أركان الدين ومن اصول الدين لأنه هذا التاريخ كم له من أثر في تغيير الحقائق والشاهد على ذلك قول السلف الصالح انتم الآن تجدون لو عاش في عصر الطوسي والمفيد والصدوق والمرتضى وكذا كما الآن تتعامل مع علماء عصرك تتعامل معه الآن بينك وبين الله أقوال المعاصرين مقدسة إليك؟ لا، اما إذا مر عليها ألف سنة تصير اساطين المذهب، ولهذا تتذكرون أنا ذكرت في هذا المجال وفي مواضع أخرى انه بعد الشيخ الطوسي بمائة سنة ماذا صار وضع الشيعة؟

    بعد الطوسي وليس في عصر الطوسي في عصر الطوسي كان احد العلماء يوافق أو يخالف اما عندما هيئا كل الإمكانات، الإمكانات المالية، إمكانات اعلامية، إمكانات علمية الشيخ الطوسي ليس إنسان قليل كاتب في التفسير والحديث والاصول والفقه والرجال والجرح والتعديل والكلام إلى آخره كلها كاتب فإذن عنده قدرة علمية أم لا؟ نعم احد كبار علماء المدرسة ولكنه على مرور الزمان وبالامكانات ماذا يحصل؟ يصير مقدس التي يستطيع احد يخالف أو لا يستطيع؟ لا يستطيع الذي سمي عصر المقلّدة إلى أن الله هيأ له ابن إدريس الحلي الذي إلى يومنا يشتم؛ لأنه هو من بدأ بنقد الطوسي في الثلاثينات من عمره، لا تتصور هو كان في 99 سنة من عمره مثلا لحية بيضاء وعمائم كذا لا في الثلاثينات وقال هذا ليس صحيح وهذا ليس صحيح قالوا له أنت تناقش الشيخ الطوسي الآن أيضاً يقولون هذا الكلام نفس المنطق هذا منطق الحياة لأنه ليس منطق علمي نفس الذي قالوه في علي قالوا هذه الشيبات التي حول رسول الله أنت شاب ذو 33 سنة أنت تصير امام علينا هذا انصاف بينك وبين الله هذه الشيبات الذين مع رسول الله.

    إذن الملاحظة الرابعة هو كثيراً من التفاوتات وكثيراً من الفروغ تبدأ اجتماعية وتربوية وثقافية وتعليمية وبمرور الزمان توهم المطالع أنها تكوينية .

    هذه الملاحظات الأربعة لابد أن تنظروا إليها بدقة عالية حتى عندما ترتبون الأحكام هنا إذا دخل البحث التربوي والاجتماعي والثقافي على مسألة الفروق بين الجنسين ينفتح باب واسع لأي شيء؟ للتاريخية، ينفتح الباب لأنه إذا كانت ثقافية واجتماعية إذن مرتبطة بشروط ثقافية معينة وهذا الذي مراراً في السنوات الماضية سنتين الماضيتين التي في فقه المرأة قلنا أن الحقوق التي أعطيت للمرأة والأحكام التي أعطيت للمرأة أعطيت لها بلحاظ واقعها التكويني والفطري والوجودي فإذا كان كذلك فهي تكون ثابتة أو متغيرة؟ ثابتة اما إذا أعطيت لها هذه الأحكام أو شرعت لها هذه الأحكام والقواعد والقيم بلحاظ ماذا؟ واقعها الثقافية والاجتماعي والتربوي والى آخره إذن ماذا؟

    لابد أن ننظر إذا باقية تلك الظروف والثقافة والتربية والتعليم فالحكم أيضاً بلحاظ الموضوع لأنه مشروط بالظروف والظروف موجودة فالشروط متحقق فالحكم متحقق اما إذا تبدلت يعني المرأة خرجت من كونها فقط اما وعاءً للنسل وهذا يصرحون به أساساً وظيفتها الأصلية هي ماذا؟ حرث لكم نص قرآني نسائكم حرث لكم، إذن فلا دور لها إلا أن تكون حرثاً للنسل وللرجل هذه وظيفتها الأصلية، الآن المرأة في مجتمعاتنا ماذا يعبرون عنها؟ يقولون نصف المجتمع الحي واصلا المكون الأصلي إذا ليس الأصلي فهي المكون الأصلي الثاني في المجتمعات، فنظرية الحرثية اين صارت؟.

    تعالوا معنا إلى تعدد الزوجات، جواز تعدد الزوجات ظرفية ثقافية أي منهما؟ للذكر مثل حظ الانثيين؟ وعشرات الأحكام لأنه إذا تكوين قلنا قد تقويها وتضعفها ولكنه لا يمكن اما إذا ثقافي واجتماعي.

    إذن منظومتك الفقهية لابد ماذا تفعل لها أنت؟ كل خمسين سنة وكل سبعين سنة كل مائة سنة ماذا تفعل لها؟ تهذبها وتعطيها قراءة أخرى تعطي لباس جديد وإلا يستطيع الفقه أن يعطي لمطلبات الحياة أم يحذف عن الحياة؟ كما هو واقع الآن في مجتمعاتنا المعاصرة أي مقدار من الفقه الآن يوجد في حياتنا المعاصر؟ كن على ثقة لا يتجاوز خمسة في المائة 95 في المائة الناس يعيشون على ما يرونه صحيح، وإذا م تقول له يقول هذا الذي تقوله والله لا يمكن.

    هذه الأبحاث تحتاج إلى اضافات أخرى حتى نصل إلى السؤال الأصلي مالنا وهو إذا يوجد التفاوت فكيف ننظم العلاقة بين المتفاوتين هل هذه العلاقة علاقة التخاصم علاقة التباين اي علاقة كيف ننظمها يعني بعبارة أخرى النظرية القرآنية كيف نظمت العلاقة بين الموجودين متفاوتين والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/11/27
    • مرات التنزيل : 1340

  • جديد المرئيات