أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان البحث في بيان خصائص الموقف الخامس بإزاء الفكر الوافد إلينا قلنا لا مجال لأي نهضة وحركة نهضوية وتقدمية في الفكر إلا مع فهم الآخر والتثاقف مع الآخر وهذا ما كان في صدر الإسلام يعني أن المدنية التي بنيت في القرون الأربعة والخمسة الأولى إنما كانت واحدة من أهم عوامل وجودها ترجمة الفكر الآخر ترجمة الفكر الهندي ترجمة الفكر اليوناني ترجمة الفكر الفارسي وغير ذلك وانتم عندما تراجعون تجدون بأن حركة الترجمة التي بدأت اوائلها من أواخر القرن الأول وقويت في أوائل القرن الثاني أو الثالث وبعد ذلك لها الأثر الكبير في نمو وتفاعل الفكر الإسلامي وبناء النظريات الإسلامية.
وهذا لابد منه في عصرنا أيضاً لا طريق للوقوف أمام الآخر من خلال بناء جدار فكري بيننا وبينهم إلا إننا قلنا بأن الموقف الذي لابد أن يتخذ إزاء الفكر الآخر هو النقد المزدوج يعني إننا لابد أن ننقد الفكر الغربي ولكن ضمن منطلقات الفكر الغربي ولابد أن ننقد تراثنا ضمن منطلقات وأسس تراثنا لا أن ننقد الفكر الغربي من خلال منطلقاتنا الفكرية ولا أن ننقد فكرنا التراثي من خلال المنطلقات الغربية لماذا؟ لان لكل فكر منطلقات واسس معرفية ومباني فلسفية بغض النظر أن الآخر يقبلها أو يرفضها.
إذن الصحيح عندما نريد أن ننقد فكراً أن ننقده ضمن المباني التي هو يعتقد بها، لا ضمن مباني أخرى ولذا انتم تجدون في الحوزات العلمية يقولون أن الإشكال لابد أن يكون بنائياً لا أن يكون الإشكال مبنائياً لماذا؟ لان الإشكال المبنائي أنت لا تقبل المبنى هو يقبل المبنى أنت عندما تعتقد أن هذا الكتاب وحياني تتعامل معه على أساس كتاب الهي نعم هو لا يقبل ذلك جيد جداً عندما لا يقبل ذلك له أسسه الأخرى التي ينطلق منها نعم إذا أراد أن يبحث في المبنى أيضاً لا بأس فيه ولكنه لا يمكن أن ينطلق من مبانيه لنقد نظرياتنا واسسنا إذا أردنا أن ننطلق لابد أن ننطلق من المباني التي يقبلها هو لا أن ننطلق من مباني لا يقبلها الطرف الآخر وهذا هو الذي اصطلحنا عليه بالنقد أو المصطلح عليه يوجد كتاب أيضاً تحت عنوان النقد المزدوج لعبد الكريم الخطيبي دار عكاظ طابعته ولكنه ما استطعنا أن نجده في المواقع الالكترونية.
أهم الخصائص التي لابد أن يتصف بها من يريد أن يقوم بهذا النقد المزدوج هذه من أهم الخصائص التي اعتقد بها أيضاً أنا، الخصوصية الأولى هي تقوية الحس النقدي عند الناقد أو عند العالم والتمرين على النقد وعدم الانبهار لا بالافكار مهما قويت ولا بالاشخاص مهما بنيت حولهم من قداسة هذه من أهم خصائص النقد الحديث يكون في علمكم أنّه لا يوجد شيء اسمه فوق النقد أبداً كل شيء قابل ماذا؟ وبينا بالأمس ما هو المراد من النقد؟ يعني تمييز الجيد من الرديء لا بيان النواقص أو العيوب أو الإشكال والضعف لا أبداً هذا الفكر الذي وصل إلينا لابد أن نميز الجيد من الرديء.
إذن تقوية الحس النقدي وهذا كاملاً على خلاف ما هو المتعارف عندنا في حوزاتنا العلمية حتى في جامعاتنا ومؤسساتنا الفكرية والثقافية أنّه بمجرد أن جاء الفكر من (كانت) انتهت القضية جاء من هيكل أنت القضية في حوزاتنا جاء من ملا صدرا انتهت القضية قاله ابن عربي انتهت القضية قاله شيخ الطائفة انتهت القضية قاله سيد الطائفة انتهت القضية هذا أبداً لا معنى له أياً كان.
إذن تقوية الحس النقدي عند العالم ولا يستثني فكراً أو شخصاً من النقد أبدا وبعبارة أخرى إذا أردنا أن نتكلم بلغة السياسة توجد خطوط حمر في النقد أو لا توجد خطوط حمر؟ لا توجد أي خطوط حمر وإن كان الخطأ الشائع خطوط حمراء قلنا مراراً بأنه حمراء مفرد وخطوط جمع فلا معنى أن تقول خطوط حمراء لان الخطوط لابد وصفها أيضاً يكون جمع فيكون خطوط حمر لا خطوط حمراء لأنه حمراء مؤنث لاحمر فعندنا احمر وحمراء والجمع حُمر الذي هو جمع للمذكر والمؤنث يعني الحمراء جمعه حمر وأيضاً الأحمر جمعه حمر وهذا هو الخطأ الذي فيما سبق قلناه الحور العين حور العين ليس مؤنث هذا جمع يشمل المذكر وأيضاً يشمل المؤنث إذن وزوجناهم بحور العين يعني زوجنا الإناث ذكوراً وزوجنا الذكور إناثاً ولكنه على القراءة الذكورية مباشرة قالوا حور العين إناث مع أنّه ليس الأمر كذلك لغة واستعمالاً، هذه الخصوصية الأولى.
إذن الخصوصية الأولى تقوية الحس النقدي، هذه مفاتيح انتم الشباب هذه الطبقة لا تستثنوا احداً من النقد إذا أردنا أن نتكلم بلغة ديكارت لا تستثنوا شيئاً من الشك، شك في كل شيء وهو الشك الدستوري الشك الفرضي انقدوا كل شيء ولكنه النقد على نحوين، النقد كوسيلة للوصول إلى بديل يعني أنت تنقد هذا الفكر أو هذه القضية حتى تصل إلى بديل لها تقول هذا كذا وبديلها كذا وكذا.
النقد لا وسيلة كهدف ينقد لأي شيء؟ لأجل النقد انتهت القضية لأجل أن يميز الجيد من الرديء تقول أين البديل، يقول ما عندي بديل أنا ولكن هذا الكلام الذي يقال صحيح أو خطأ؟ هذا الذي أنا استعمله وهو أنّه ليس بالضرورة أن يوجد عندك البديل حتى لو لم يكن عندك بديل لابد أن تقول هذا الموجود صحيح أو غير صحيح؟ هذا غير صحيح ما البديل؟ إذ ما عندنا بديل انتهت القضية، لابد أن تبحثوا عن البديل.
وهذه من أهم النقد كوسيلة إلى الوصول إلى البديل والنقد كهدف أصلاً ينقد لأنه يريد أن ينقد انتهت القضية له موضوعية لا أنّه وسيلة لشيء آخر وهذه من أهم فوارق الحداثة وما بعد الحداثة إذا تسمعون حداثة ما بعد الحداثة، الحداثة تريد النقد الوصول إلى هدف أما ما بعد الحداثة تقول النقد لأجل النقد انتهت القضية هذه هي الخصوصية الأولى أنت حر تريد تنقد لأجل النقد أو تنقد لأجل الوصول إلى هدف.
الخصوصية الثانية: النقد إنما يصح في موضع أنّه تعتقد أن هذا مرتبط بزمان معين بشخص معين بظروف معينة بشرائط معينة بعبارة أخرى تقوية الحس التاريخي في الفكر، أنت إذا قبلت أنها مطلقات بعد يوجد مجال للنقد أو لا يوجد مجال للنقد؟ لا يوجد مجال، اجتماع النقيضين ممتنع وهذه قضية مطلقة ماذا انقد منها؟ فإذن النقد فرع التاريخية لابد أن يكون الشيء تقبله مرتبط بشروط معينة تاريخية بعبارة أخرى أن ذلك الفكر الذي تريد أن تنقده ليس مطلقاً انتهت القضية وإنما ما هو؟
ولهذا إذا أردت أن تدخل في نقد التراث أردت أن تدخل لنقد الفكر الغربي لابد أن تعتقد بماذا؟ بالتاريخية، إذن أنّه النقد فرع التاريخية ولكن ما المراد من التاريخية؟ التاريخية قد تكون تاريخية معرفية مرتبطة بالابستمولوجي وقد تكون تاريخية وجودية يعني مرتبطة بالانطولوجي ولهذا قسموا التاريخية إلى تاريخية معرفية والى تاريخية فلسفية، ما الفرق بينهما؟ هذه كما قلت بالأمس أنت عندما تريد أن تدخل كن على ثقة إلى أي علم من العلوم لابد أن تنتهي من هذه المسائل كيف في علم الأصول تقول خبر الثقة حجة أو ليست بحجة؟ لابد أن تبحث وهنا أيضاً في نظرية المعرفة أن تقبل التاريخية أو لا تقبل؟ تقول لا، لا اقبل التاريخية انتهت القضية.
إذا قبلت التاريخية أي تاريخية تقبل؟ تقبل التاريخية المعرفية أو تقبل التاريخية الفلسفية؟ ما الفرق بينهما؟ في التاريخية المعرفية الإنسان وجوده عقله، فهمه ليس مرتبطاً بالشرائط التاريخية من الزمان والمكان والثقافة وغير ذلك، له ذات هذه الذات تاريخية أو غير تاريخية ليست تاريخية ذاته ليست تاريخية وجوده ليس تاريخياً مرتبطاً بشرائط زمانية عقله ليس تاريخي مرتبط بشرائط الخارجية نعم فهمه هذه المعلومة أو هذه المعلومة أو هذه المعلومة مرتبطة بشرائط ماذا؟
بعبارة أخرى أن التاريخية أمر يعرض عليه لا أنّه نفس ذات التاريخي فلهذا يعبر عنها بالتاريخية المرتبطة بمعارف الإنسان المعرفية معارفه تاريخية نسبية لا أن وجوده ما هو؟ تاريخي نسبي، ولذا هو يمكن أن يكون فوق التاريخ ذاتاً ولكنه من ناحية معارفه التي يحصلها نسبية تاريخية يعني مرتبطة بمجموعة الظروف والشروط التي يعيشها هذه في التاريخية المعرفية.
أما في التاريخية الفلسفية أنا وجودي جزء من التاريخ، اضرب مثال يوم الأحد تاريخي أم ليس بتاريخي؟ طبيعي تاريخي لأنه لم يكن في يوم السبت ولا وجود له في يوم الاثنين انتهت القضية هذا وجوده حد وجوده الأحد في هذا الزمن المعين، مكان أنا الآن من حيث المكان مطلق أم مقيد؟ مقيد الآن هنا موجود بعد ما موجود في مكان آخر.
سؤال وجود كل إنسان مرتبط بتاريخ وجوده أم يستطيع أن يصعد فوق تاريخيه؟ هذه التاريخية الفلسفية الوجودية مقيد أصلاً ليس فقط أنّه فهمه للأشياء مقيد هو ماذا؟ هو مقيد ولهذا يستطيع أن يخرج عن اطاره الزماني أو لا يخرج؟ لا يمكن لأنه هو جزء من قبيل أن الأحد يريد يخرج أصلاً تعالوا إلى عالم الأعداد شوفوا العدد ثلاثة موقعه أين؟ بين الاثنين والأربعة يستطيع أن يقول أنا أريد أبقى ثلاثة لكن بين السبعة والتسعة ممكن؟ لماذا؟ لأنه أساساً سنخ وجود الثلاثة أن يقع بين الاثنين والأربعة فإذا وقع بين السبعة والتسعة بعد ثلاثة أم ثمانية؟
وعلى هذا الأساس إذن أنا لا استطيع أن أتي بشخص اخذ الإمام علي بن أبي طالب اطلعه من القرن السابع الهجري اجيبه بالقرن الواحد وعشرين بعد هذا نفسه علي ابن أبي طالب أم غيره؟ بناء على هذه التاريخية الفلسفية يقول لا يمكن قد الاسم نفس الاسم ولكن الوجود وخصائص الوجود تختلف.
فإذن خصائصه في القرن السابع الهجري كما أنّه المكان والزمان يقيد مجموعة الأفكار المحيطة أيضاً تقيده وجودياً فلا يستطيع أن يخرج عن إطار هذه الظروف هذه هي التاريخية الوجودية والفلسفية هذه النظرية يعني التاريخية الفلسفية أو التاريخية الوجودية هذه التي بدأت على يد هايتكر وأسس لها كنظرية كادامير ومن الكتب الفارسية الجيدة في هذا المجال هذا الكتاب هيرمونتيك ونو انديشي ديني تبيين أصول هرمونتيك كاديمير وتطبيق آن بر مباني معرفتي نو انديشان مسلمانان ايراني جهانكير مسعودي من الكتب الجيدة في هذا المجال واقعاً يستحق الكتاب المطالعة.
في عقيدتي الشخصية أن التاريخية الفلسفية هي الحركة الجوهرية لملا صدرا، ملا صدرا يعتقد أن الوجود أي موجود له ثلاثة أبعاد أم أربعة أبعاد؟ أربعة أبعاد، طول، عرض، عمق والزمان ما مقصود من الزمان؟ يعني الشرائط التي عاش فيها هذا جزء مكون لوجوده لا يمكن أن يخرج عنه.
إذن على هذا الأساس بناءً على التاريخية المعرفية الذات ثابتة ولكن معلوماتها في تحول هنا بناءً على التاريخية الفلسفية بعد عندنا شيء ثابت أو لا يوجد؟ كله في تغير بعد لا يوجد هناك الأعراض إذا افترضنا أن المعارف هي كيفيات نفسانية يعني من الأعراض الأعراض تتبدل هنا ماذا يتغير؟ الجوهر، جوهر الذات يتبدل.
هذا البحث كلامي هذا البحث الذي نطرحه الآن بحث معرفي أو فلسفي أما ذاك البحث اعتقادي كلامي الآن نحن ما ندخل في البحث … النتيجة أنا فقط أريد أخليك في دائرة البحث أخليك في عناوين البحث وإلا إذا نريد نقف عندها هو يحتاج إلى كذا محاضرة إذن أنت عندما تأتي إلى كتاب ألّفه مؤلفه في القرن الخامس هل يمكنك أن تقيم العلاقة مع المؤلف أو لا يمكنك إقامة العلاقة؟ لان المؤلف مرتبط بأي قرن؟ بالقرن الخامس أنت في أي قرن؟ إذن تفكيركما واحد أم مختلف؟ لأنه وجودان ذاك وجود ضمن شروطه وأنت وجود ضمن شروطك فتستطيع أن تقيم العلاقة معه أو لا تستطيع؟ لأنه المؤلف في القرن الخامس يفكر ضمن شرائط القرن الخامس أنت تفكر بأي شرائط؟ شرائط الواحد وعشرين إذن يمكن أن تقيم العلاقة معه أو لا يمكن؟ لا يمكن لأنه ذاك يفكر ضمن تلك الشرائط ولا تستطيع مهما فعلت أن تفكر ضمن شرائطه لماذا؟ لأنه إذا أردت أن تفكر ضمن شرائطه لابد أن تعيش في القرن الخامس وأنت تعيش في القرن الواحد والعشرين فلا يمكن أن تعيشه شرائطه ولا هو يعيش شرائطك.
إذن العلاقة تنحصر بيني وبينه مع المؤلف أم مع الكتاب؟ ومن هنا وجدت نظريات موت المؤلف قالوا ما هي علاقتنا المؤلف كيف كان يفكر أنا وما افهمه من النص أنا ما هي علاقتي بالمؤلف ماذا كان يقصد أريد أنا هذه الألفاظ هذه الكلمات في عصري على ماذا تدل؟ انتهت القضية، هذه النظريات المعروفة بنظريات ماذا؟ لأنه لا تنظر أن المؤلف ماذا قصد لأنك لا تستطيع أن تقيم العلاقة مع المؤلف أنت تستطيع أن تقيم العلاقة فقط مع النص هذا النص ماذا قصد منه النبي الأكرم؟ الله ماذا يقصد منه؟ تعلم أو لا تعلم.
إذن أنت والنص طبعاً هذه القراءة ماذا تصير لأنه هذا معناه أنّه إذن في كل عصر وفي كل ظروف وفي كل شرائط فكرية سوف يقرأ النص بقراءة واحدة أم بقراءات متعددة؟ ضمن رؤية القارئ للنص وهذا الذي إذا تتذكرون قبل اسبوعين أو ثلاثة جئتكم بعبارة ابن عربي وهو هكذا يعتقد يقول بأنه هذا النص لو استفاد منه الناس ألف فهم مليون فهم كل هذه الإفهام مرادة لله سبحانه وتعالى لا يدخلون في عالم الصح والخطأ هذا نظرية المعرفة غير نظرية المعرفة الكلاسيكية مطابقة أو غير مطابقة يقول كلها مرادة لله ولكن مراد كل معنىً من هذه المعاني مرادة لله في حق هذا الشخص الذي فهم أبداً ليس أكثر من ذلك.
إذن الخصوصية الثانية هي تقوية حس التاريخي عندما تريد أن تنقد أي فكر تراثياً كان أو غربياً كان.
الخصوصية الثالثة: ويترتب على الخصوصية الثانية التي هي تقوية الحس التاريخي انه لا ينبغي لأحد أن يدعي الإطلاق في أفكاره يعني نظرية النسبية نسبية الفهم لا علاقة لان الواقع مطلق ماذا أريد منه أنا الذي عندي ما هو عندي الواقع أم فهمي؟ فهمي، إذن الفهم لا يكون إلا نسبياً إذن تقوية وقبول النسبية وان تتواضع للعلم وتقول هذا ما وصلت إليه فعلاً لا أن تدعي وقد حققناه بما لا مزيد عليه أصلاً هو الصادر الأول لأنه حتى النبي صلى الله عليه وآله في قرآنه الذي جاء به يقول وقل ربي زدني علما إذن هو هم لا يدعي جامع لكل شيء ولكن هذا الاقا ماذا يدعي؟ خاتمة الفقهاء أصلاً من الفقه انتهى عند هذا خاتمة الفلاسفة خاتمة العرفاء، خاتمة الأولين والاخرين أصلاً هذا تواضع للعلم أم تكبر؟ هذا بينكم وبين الله علمية هذا تواضع أم تكبر؟ من أوضح مصاديق التكبر من العلم أن تتصور انك وصلت إلى أمر حققته وانتهى الباب ولهذا النسبية تعطي إذا آمن الإنسان يعني يقوي ويمرن نفسه على النسبية ليس فقط لقلقة لسان يقولها ولم يعمل بمنطق المتقاسم انتم ترون هذا المعنى تجدون أن الإنسان قد يلقلق بلسانه ولكنه عندما يتعامل يتعامل مع الأفكار بعنوان المطلقات لا أبداً ولهذا إذا تتذكرون قلنا في أي معتقد توجد صور ثلاث يعني أنت تريد أن تعبر عن معتقدك يمكنك أن تعبر عنه بصور ثلاث الصورة الأولى هذا هو الحق المبين.
الصورة الثانية: إني اعتقد به ضمن القرائن الكذائية، الصورة الثالثة ماذا قيدناها؟ فعلاً ضمن الأدلة والشواهد الموجودة هذا اعتقد به، فعلاً ضمن الأدلة والشواهد والقراءن والمرجحات هذا كتاب الهي تقول لي يعني غداً يختلف؟ بلي إذا عندي شواهد أخرى أقول لا، هذا إنشاء من هذا الشخص انتهت ولكن فعلاً شواهدي هكذا يقول واعمل على هذه القرائن والشواهد فعلاً أنت تعتقد بعصمة أهل البيت بكرى بيني وبين الله قد هذه الأدلة تناقش أو تنقد عندك تقول لا، الآن فعلاً لا اعتقد بعصمة أهل البيت يوجد مشكلة؟ لا، لا يوجد مشكلة والحوزة ببابك بالأمس كان يقول بنجاسة أهل الكتاب اليوم يقول بطهارة أهل الكتاب، بالأمس كان ينكر ولاية الفقيه اليوم يؤمن بولاية الفقيه، بالأمس كان لا يؤمن بالإسلام السياسي اليوم من زعماء الإسلام السياسي، بالأمس هو صاحب نظرية الحسبة اليوم يصدر بيانية يقول صعدوا رئيس وزراء ونزلوا رئيس وزراء أمامكم إذا أنت معتقد بنظرية الحسبة كما السيد الخوئي وغيره على أي أساس تقول اقبل أو لا اقبل ما دورك أنت؟
ولهذا أقول لا علاقة لك بلقلقة لسان انظر عمله واقرأ كتابه واقرأ بيانياته واقرأ مواقفه تجده مواقف من يؤمن بالولاية أم يرفض الولاية؟ يؤمن بالولاية وان كان من يسأل يقول لا، لم يقم عندنا دليل بالولاية إذن تقوية الحس وأن تتواضع للعلم وتقول هذا من انتهيت إليه فعلاً هذه الخصوصية الثالثة.
الخصوصية الرابعة: إذا استطاع الإنسان من خلال هذه الخصوصيات الثلاث التي اشرنا إليها يعني تقوية الحس النقدي وتقوية الحس التاريخي وتقوية الحس النسبي عند ذلك لا يمكن أن يتهم هذا الشخص انه متغرب ومتأثر بالغرب لماذا؟ لأنه من يتأثر ويقال هذا متغرب ؟ من؟ ذاك الذي أعطى الإطلاق للفكر الغربي اما إذا قبل أن الفكر الغربي كأي فكر بشري آخر مطلق أم نسبي؟ تاريخي أو غير تاريخي؟ تاريخي، قابل للنقد أو لا؟ يعني هذا متأثر بالفكر الغربي أو ما متأثر؟ لا ما متأثر ولهذا أنا بهذا اعطيتك ملاكات أن هذا متأثر بالغرب أم غير متأثر؟ إذا وجدته عندما يصل الأمر إلى التراث فيفتح باب النقد على مصراعيه ولكن عندما يصل القضية إلى الفكر الغرب تابعٌ جيد هذا متأثر بالغرب أم غير متأثر؟ متأثر، لا ينقد أبداً أصلاً مقدس أو بالعكس من يصل إلى الفكر الغربي تجد ماشاء الله التهم من السماء إلى الأرض لكن عندما يصل إلى التراث كله حقيقة وكله كذا أصلاً التراث مقدس هذا معناه إذن هو سلفي وان يقول هو ليس بسلفي متى لا يكون؟ عندما على حد واحد سواء كان غربياً أو كان تراثياً ينقده بمقياس واحد هذا أوّلاً.
اثنين: عندما يصل إلى الفكر الغربي يقول تاريخي، عندما يصل إلى فكرنا في القرون الأولى التراثي يكون مطلق هذا إذن هذا يعتقد بالحس التاريخي أو لا يعتقد؟ وإذا يعتقده يقيسه بمقياسين هنا تاريخي وهنا مطلقة وهكذا المعيار الثالث والمعيار الثالث النسبية عندما يصل إلى الفكر الغربي يقول افكارهم نسبية عندما يصل إلى تراثينا ماذا يقول؟ يقول مطلقات هذا إذن إذا أردت أن تشخص أن إنساناً متأثر بالغرب أو سلفي طبق عليه هذه الملاكات الثلاثة إذا وجدت وهذه هي الإشكالية التي يشكلون عليه نحن عندما كنا ننقد فكر السلفية وابن تيمية والوهابية والفكر السني بشكل عام الكل كان يقول طيب الله انفاسكم ولكن نفس تلك الأدوات النقدية عندما استعملناها في التراث الشيعي ماذا صار؟ هذا صار معناه يقبل المعيار أو ما يقبل المعيار؟ هذا معناه إني متعصب هذا الذي يعبرون عنه بالفكر الحديث مؤدلج يعني تعصب بلا دليل لأنه التعصب يكون مع الدليل وتعصب بلا دليل المؤدلج أو الايديولوجي يعني انصر اخاك كان ظالماً أو مظلوما أنت عندما كنت تنقد الآخر فالجميع يصفق اما عندما نفس الأدوات وليس بشيء آخر تريد أن تستعمله في تراثك الشيعي تصير متهم مع انه الموازين واحدة أو غير واحدة؟ حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد لماذا؟ إذا يوجد اشكال قول لي أين الإشكال هذا يسمى مؤدلج يعني يريد أن يدافع لابد ليس البحث عن الحقيقة وليس البحث عن طلب الحقيقة وإنما البحث عن ماذا؟ انه هذا الذي اعتقده لابد أن أدافع عنه إذن ما هو ميزان التغرب أو السلفي أو المتأثر بالفكر الغربي أو المتأثر بالفكر التراثي؟ الجواب اعطيتك معايير ثلاثة.
أوّلاً: تتعامل معها بمقياس واحد في النقد (الحس النقدي).
ثانياً: أن تقبل أنها جميعاً تاريخية.
ثالثاً: أن تقبل أنها نسبية.
إلى هنا أعزائي طبعاً وهذا هو المنهج الذي اتبعه يكون في علمكم أنا لا يوجد لعلكم سامعين مني عشرات المرات لا يوجد شيء اسمه بالنسبة إلي في الفكر خط احمر يعني كل شيء قابل للنقد تقول لي هذه إذا كل شيء قابل للنقد هذه جملتك قابلة للنقد؟ أقول إلا هذه الجملة غير قابلة للنقد كل شيء قابل للنقد هذا غير قابل للنقد يعني بعبارة أخرى أنا اعتقد بثابت ما هو؟ كل شيء قابل للنقد إذا واحد قال لي على أي أساس؟ أقول هكذا فهمت كما انه الآن هذه واحدة من الإشكالات التي يذكرونها في البداية والنهاية أنت إذا تقول كل شيء متغير هذا الذي أنت تقوله هم ماذا؟ لا عزيزي هذا معتقد أن كل شيء متغير إلا جملة كل شيء متغير هذا ثابت هو هذه خاصيته كل شيء قابل للحركة هذه الذي تقوله قابلة للحركة؟ لا هذه ثابت، كل شيء متحرك هذا أصل ثابت.
فلا يقول لي قائل والله سيدنا هذا نقض لنفسك بارادوكس هذا تناقض لا هذه ليس تناقض لا يتصورون بأنه ما التفت حتى ماذا يريدون يجاوبون وادري ماذا يفكرون وماذا يريدون أن يقولون الجواب: كل شيء قابل للنقد حتى إثبات وجود الله واحدة يقول أنا بحثت بعد عشرين عام فلم أصل إلى دليل مقنع أن لهذا العالم اله وفقك الله ماذا نريد منه ذاك هم يقول لا، ثابت هذا هو الذي تسمعون مني مراراً انه يوجد عندي ملف مغلق في الفكر أو لا يوجد؟ مراراً قلت انه لا يوجد هناك ملف مختوم كل الملفات مفتوحة إلى يوم القيامة.
الأصل الثاني: الحس التاريخي وأتصور انه كل أبحاثي واضحة بأنه كل من يعتقد وعندما أقول بأنه هذا ليس النص القرآني هذا فهمك من النص القرآني إذا يكون فهمك من النص القرآني فيكون تاريخياً فحجة أو ليس بحجة؟ هذا فهمك.
الأصل الثالث: انه بيني وبين الله بقدر الذي احترم فكري احترم فكر الآخرين أبداً على حد سواء لماذا؟ لأنه هو يعتقد انه أدلته اوصلته إلى هذه النتيجة وأنا اعتقد أن ادلتي اوصلتني إلى هذه النتيجة وهي التواضع للعلم النسبية في المعرفة بقية نقطة فقط اعنونها أن شاء الله غدا أقف عندها.
بالأمس بينت للأعزة كتاب نقد الحداثة من أهم طرق نقد الحداثة في الغرب قلنا أن ترجع إلى مبانيهم والى منطلقاتهم وهنا أضعها بين أيديكم واضحة إذا أردتم أن تفهموا نقد الحداثة جيداً من الآن ابحثوا عن الكتب التي جاءت بعنوان ما بعد الحداثة لأنه هذه ما بعد الحداثة تريد أن تنقد باني الحداثة من منطلقات الحداثة الغربية ولا من منطلقات روائية ولا فلسفية ولا فلسفة ملاصدرا ولا فلسفة ابن سينا وإنما تريد أن تنقد الحداثة من ماذا؟ يعني بعبارة أخرى نقد من داخل البيت وليس من خارج البيت، داخل البيئة الفكرية ولا من خارج البيئة الفكرية أنا كنت أتصور أنها اليوم أوصل إلى هذا وهذا من أحسن الكتاب في بحث الحداثة والتنوير للدكتور الزواوي البغورة ما بعد الحداثة والتنوير موقف كذا دراسة نقدية، الفصل الأوّل ما بعد الحداثة.
الفصل الثاني: الحداثة، الفصل الثالث: التنوير، إذا أردت أن تفهم الحداثة ونقد الحداثة ونقد ظاهرة التنوير في الغرب لأن المرحلة الأولى للحداثة يعني من قرن السادس التي بدأ عصر التنوير وبعدها عصر الحداثة و من أواخر القرن العشرين دخلنا ما بعد الحداثة هؤلاء نقدوا الحداثة من داخلها من مبانيها هذه من أفضل الطرق.
أنا ذكرت ثلاثة خصوصيات لما بعد الحداثة إذا صار وقت سأقارن بين الحداثة وما بعد الحداثة حتى تعرفوا بأنه إذا تريد أن تنقد الآخر أوّلاً اعرف الآخر حتى تنقده، أنا لا أقول لك لا تنقده أصلاً انقده بكله أصلاً بنحو السالبة الكلية ماذا تريد انقد ولكن هذه الجملة ذكرتها للأعزة أنا كنت احضر عند استاذنا الشيخ حسن زاده آملي في درس الإشارات فانا اشكلت اشكالاً اجابني في جملة واحدة قال لي ابني لا تستعجل اول افهم هؤلاء ماذا يقولون تأتي النوبة أن تنقده ولكن افهم ماذا يريدون هؤلاء يعني هؤلاء دغدغتهم ماذا يعني بيني وبين الله أمثال ابن سينا والفارابي والكندي وكذا هؤلاء بقالين ؟ ما كانوا بهذا الشكل كانوا فلاسفة كانوا مفكرين استطاعوا أن يأخذوا التاريخ خلفهم الآن ملاصدرا أربعة قرون كل الكلام والتفسير والفقه والاصول حتى من يلعنه يعيش في احضانه الفكرية افهم ماذا يقول هؤلاء يا أعزائي هؤلاء الذين استطاعوا أمثال ديكارت أمثال كانت بالخصوص كان 200 سنة الفكر الغربي عيال عليه الذي الآن تفتخر الجامعات الإيرانية انه يوجد درس رسمي لفهم كانت في الجامعة الإيرانية أليس كذلك؟
أنا أقول بيني وبين الله انتم الذين في هذه الأعمار عندكم وقت إذا تريدون أن تتقدموا خطوة عليكم تفهموا الآخر والآخر ماذا يوجد عنده وانقدوه وعندما أقول انقدوه يعني ميزوا جيده عن رديئه، إن شاء الله خصائص ما بعد الحداثة غداً والحمد لله رب العالمين.