نصوص ومقالات مختارة

  • تأملات في الحداثة وما بعد الحداثة (12)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في المنطق الذاتي اشرنا إلى هذه القضية وهي أنّه الاستنتاج صحيح سماه السيد الشهيد منطقي ولكنه منطقي على هذا الأساس التكويني بعبارة أخرى التفتوا إلى جوهر نظرية السيد الشهيد الصدر بعبارة أخرى أن التلازم بين شيئين تارة يكون بلحاظ الواقع الخارجي من قبيل العلة والمعلول فإن التلازم بين العلة والمعلول لا علاقة لهما بالواقع الذهني سواء كان هناك واقع ذهني أم لم يكن هناك تلازم واقعي في الواقع الموضوعي والعالم الخارجي، التلازم بين النار والحرارة هذا مرتبط بالواقع الموضوعي الخارجي وهناك نوع من التلازم مرتبط بعالم التكوين الذهني لا بعالم التكوين الواقعي الخارجي.

    المنطق الأرسطي ألفين عام عندما كانوا يبحثون عن التلازمات الذهنية بما هي عاكسة للتلازم الواقعي الموضوعي السيد الشهيد قال هذا نوع من التلازم ويوجد عندنا نوع آخر من التلازم مرتبط بعالم الذهن ولكنه تلازم تكويني لا أنّه تلازم اعتباري، تكويناً يوجد تلازم بين هذه المقدمات وبين هذه النتائج وإن لم يكن بلحاظ الواقع الموضوعي الخارجي.

    ولهذا يعتقد بأنه أساساً هذه القيم الاحتمالية الكبيرة تستلزم اليقين الذاتي هذا الاستلزام استلزام واقعي نفس أمري لا استلزام بلحاظ الواقع الخارجي، بلحاظ الواقع الخارجي تبقى الاحتمالات الضعيفة على حالها موجودة أما بلحاظ عالم المعرفة والذهن والتلازمات الذهنية ولهذا عبر عنه عالم التوالد هذا التوالد ليس بلحاظ العلة والمعلول الخارجي وإنما بلحاظ التوالد الذهني الذي لا يمكن لأي إنسان أن يتخلص منه.

    نعم قد يتخلص من بعض درجاته ولكنه في آخر المطاف لا يمكنه أن يتخلص، تكويناً هكذا نظّم ذهنه هكذا نظم نعم لو نظّمه الخالق بطريقة أخرى لعله لم يكن يحصل له هذا التلازم، ولهذا هذا البحث أنا خلاصة لأنه في كتاب أستاذنا السيد الشهيد أسس المنطقية للاستقراء هذا البحث متناثر موجود لا في محل واحد أنا في كتاب المذهب الذاتي الذي هو خلاصة للاسس المنطقية يعني هذا الكتاب خلاصته ذكرناه هنا بـ120 صفحة ثم اشرنا إلى الآثار المترتبة على النظرية.

    بودي أن الأعزة من صفحة 71 يراجعون هذا البحث أقسام اليقين، اليقين المنطقي هناك معانٍ ثلاثة اليقين المنطقي أو الرياضي، اليقين الذاتي، واليقين الموضوعي ثمّ الفرق بين اليقين الذاتي واليقين الموضوعي ثمّ المبررات الموضوعية التي تحدد درجة التطبيق التي بالأمس اشرنا إليها ثم المصادرة المفترضة في الدليل لاستقراء الذي بينا هذه المصادرة كيف تأتي ثمّ أعزائي إلى أن نتيجة أساسية وهي أنّه يتساءل عن نوع اليقين الذي ينتجه الدليل الاستقرائي في المرحلة الثانية.

    في المرحلة الأولى هي يقوي درجات القيم الاحتمالية في المرحلة الثانية ينتقل إلى هذا التلازم إلى هذا التوالد الذاتي والجواب أن هذا اليقين ليس هو اليقين المنطقي الذي هو بلحاظ الواقع الخارجي وليس هو الرياضي لأنّا حتى إذا كنا نعلم على أساس الاستقراء بأن ألف سبب لباء فلا نقرّ باستحالة افتراض ألا يكون ألف سبباً لباء بخلاف اليقين المنطقي لأنه مرتبط بالواقع يعني إذا قلت أن المعلول يحتاج إلى علة لكي يوجد ويستحيل أن يوجد بلا علة.

    أما في نتائج الدليل الاستقرائي هذه الاستحالة موجودة أو غير موجودة؟ هذه الاستحالة لا معنى لها لماذا؟ لأنها ليست عاكسة للواقع الخارجي وإنما مرتبطة بنظام التوالد المعرفي يقول أن لا يكون سبباً أو يكون وجود باء في التجارب المتكررة في سبب آخر لا علاقة له بألف وليست سببية ألف لباء متضمنة في خبرتنا الاستقرائية المباشرة، في خبرتنا القياسية النتيجة متضمنة في المقدمات لأنه أنت ترتب صغرى وكبرى هذه الكبرى الصغرى من ماذا؟ متضمنة فيها ولهذا في الاستدلال القياسي النتيجة ليست اكبر من المقدمات وإنما اصغر من المقدمات أما بخلاف الاستقراء الناقص فان النتيجة اكبر من المقدمات هذا معناه أن النتيجة متضمنة بالمقدمات أو غير متضمنة؟ غير متضمنة ومن هنا تجد المنطق الأرسطي يصرّ على أنّه الاستقراء لا يفيد اليقين لماذا؟ لأنه ما متضمنة النتائج في المقدمات، سوف أبين أهمية هذا البحث أين.

    فلا يوجد يقين منطقي ولا يقين رياضي كما أنّه ليس هو اليقين الذاتي لان وجود اليقين الذاتي بالقضايا عندك لا يمكن وإنما المراد باليقين الذي فلان إنما هو اليقين الموضوعي بأي معنى موضوعي؟ يعني أن هناك تلازم في ذهن الإنسان في تكوين الإنسان بين هذه، فلو انتهى إلى هذه النتيجة من هذه المقدمات الاحتمالية منطقي أو غير منطقي؟ نعم منطقي ولكن منطقي بلحاظ التوالد الذهني لا بلحاظ الواقع الخارجي.

    وبهذا يتضح فارق أساسي آخر بين المذهب العقلي الذي يمثله المنطق الأرسطي والمذهب الذاتي الذي يمثله منطق الاحتمال وهو أن اليقين المنطقي يختص بالاستدلال الاستنباطي التي النتائج متضمنة في المقدمات ولا يشمل الاستدلالات الاستقرائية وان اليقين الموضوعي هو اليقين الذي يمكن للاستدلال الاستقرائي أن يحققه عبر تنميته المستمرة للتصديق بالقضية الاستقرائية وهذا طبيعي إلى آخره.

    طبعاً النتائج المترتبة كثيرة جداً يعني إذا بالدليل الاستقرائي وصلت أن الله موجود فلا يمكن أن يعطيك نتيجة ويستحل أن لا يكون موجوداً هذا لا ينتجه أما بخلاف المنطق العقلي أو الاتجاه العقلي هذاك كما يثبت وجوده يقول ويستحيل ألا يكون وهذا هو اليقين بالمعنى الأخص، هنا لا ينتج يقيناً بالمعنى الأخص وعموم استدلالاتنا نتصور أنها يقين بالمعنى الأخص وهو ليس يقين بالمعنى الأخص مختصر مفيد هذه عموماً قربة إلى الله مسامحةً وإلا كلها هكذا، حتى اجتماع النقيضين هذا في محله تقول لي سيدنا لماذا؟ يعني ويمكن أن يجتمع النقيضان؟

    الجواب في جملة واحدة بنحو الفتوى ضمن هذه الهندسة الذهنية لي لا يمكن أن يجتمع النقيضان فلو كنت بهندسة ذهنية أخرى لامكن اشمدريني أنا لا اعلم لا يقول احد يعني تحتمل أقول لا احتمل ولكن لا اعلم لو كنت بهندسة ذهنية أخرى كيف كنت أفكر وكيف كنت اعتقد هذا إن شاء الله يأتي عندما نأتي إلى الركن الثاني ونحن الآن بعدنا في الركن الأول للاتجاه الحداثي ما هو الركن الأول؟

    قلنا وهو التجربة التي منشأها تغيير العالم أم تغيير العالِم (النفس)؟ قلنا الاتجاه الحداثي أين ذهب؟ قال تغيير العالم وانه لابد لا طريق لنا لتغيير العالم إلا من خلال المنهج التجريبي وان المنهج التجريبي هو الملاك في قبول شيء وعدم قبول شيء وانه هو الاسوة والقدوة في باقي مساحات المعرفة الأخرى.

    الآن تفهم مشروع محمد باقر الصدر ما هو؟ خلاصته العنوان يكشف لك عن كامل المشروع العنوان: دراسة جديدة للاستقراء تستهدف اكتشاف الأساس المنطقي المشترك للعلوم الطبيعية وللايمان بالله يعني نفس المنهج الذي اتبعتموه في العلوم الطبيعية أنا استعمله في إثبات وجود الله ومشروع جبار إن أمكن ذلك الآن لماذا السيد الشهيد ذهب بهذا الاتجاه واقعاً بيني وبين الله وجد أن المنهج التجريبي هو المنهج الحاكم في جميع العلوم انتهت القضية، شئت أم ابيت ولكن الذي لا يعرف ما يعلم أن السيد الشهيد ماذا فعل في هذا المشروع الكبير لان المنهج التجريبي اخذ يكتسح كل مساحات المعرفة الإنسانية.

    ومن أهم مساحات المعرفة الإنسانية العقيدة أنت عندك شيء أهم من العقيدة؟ ولهذا نحن في هذا الكتاب في المذهب الذاتي.

    المعطيات الأساسية التي تترتب على المذهب الذاتي معطيات البحث المنطقي ما هي آثار المذهب الذاتي في المنطق؟ معطيات البحث الفلسفي، معطيات البحث العقائدي الإيمان بالله النبوة، الإمامة، بنفس المنهج المتبع في العلوم الطبيعية معطيات البحث الأصولي، المنطق الذاتي معطياته في البحث الفقهي لأنه هو يحتاج مجلدات أصلاً مدرسة أخرى بغض النظر انك توافق أو تخالف أنا لست الآن أقول حق صحيح أم خطأ أنا لست بصدد التقييم بل بصدد التوصيف.

    هذا تقريباً تمام الكلام إذا تتذكرون نحن قلنا يوجد ترتب طولي في الأركان قلنا عندما نريد أن نذكر أركان ومقومات الاتجاه الحداثي أما نقول على نحو الأرضية هذه المقدمات وأما على نحو الطولية الآن اتضح لنا لما صار بناءه على تغيير العالَم فانتخب أي منهج لتغيير العالم؟ المنهج التجريبي ثم وسّع الدائرة قال لا يختص بالعلوم الطبيعية بل يشمل كل العلوم الإنسانية من الاقتصاد والاجتماع ولكن بمنهج تجريبي لا بمنهج عقلاني لا أبداً ولهذا يقرأ علم النفس ولكن علم النفس التجريبي يقرأ علم الاجتماع ولكن علم الاجتماع التجريبي ضمن منهج تجريبي كل بحسبه.

    أما ومن أهم النتائج هذا بحث جديد آخر التجربة أيضاً نحن بعدنا في الطولية المرتبطة بالركن الأول لأنه بعد ذلك سيأتي الركن الثاني، المنهج التجريبي من أهم خصائصه أنّه لكل احد أن يدخل إليه يعني الآن حتى يكون واضح للأعزة الماء يغلي في درجة مئة درجة طبعاً هنا على الأرض ما ندري في الكواكب الأخرى الماء يغلي في درجة مئة تمام، هذا مختص بإنسان دون آخر كل إنسان يستطيع ماذا؟ إذا قلت له أن هذا الماء درجته تكون يغلي إذا بلغت درجة حرارته مئة درجة فيتعبد بقولك أم يجرّب؟ مباشرة يضعه على النار أو على أي درجة حرارة فإذا بلغ يجده ماذا؟ بالغليان تنتهي القضية.

    هذه الروحية وهي من أهم خصائص التجربة المتاحة للجميع بدأت تؤثر على الإنسان الحداثي في أنّه بدأ يفقد عنده حجية التعبد بقول الآخرين، أنت الآن عندما يقول لك شخص أنا نبي وان الآخر كذا وكذا لابد ماذا تفعل؟ تستطيع أن تجرب أو لا تستطيع؟ فلابد ماذا تفعل؟ تعبد هذه بدأت تضرب المنهج التجريبي بدأ يضرب أساس التعبد هذه خصوصية الإنسان الحداثي، أهم خصوصية في الإنسان الحداثي الذي محوره على التجربة فلا يهمه كل الفلاسفة هكذا يقولون، فليقولوا كل العلماء هكذا يقولون فليقول نقول له دليلك أين؟ أين التجربة التي تثبت قولك؟

    أما قبل المنهج التجريبي الاعتماد كان على التعبد بقول الآخرين حجية قول الآخرين، الاعتماد وكلما كانت هذا الآخر عمامته اكبر التعبد بقوله يصير اشد، كلما كانت لحيته أطول التعبد ماذا يصير؟ وهكذا والآن تجدون انتم يقولون بأنه عندما تصير مشكلة لابد أن نذهب إلى عليّة القوم.

    الإنسان الحداثي من أهم خصائصه بدأ عنده جذور التعبد تنتهي أساساً من حقك أن تسأل ما معنى التعبد؟ التعبد لا أن تطيع الآخر بلا دليل، بل أن تعتقد بصحة ما يقوله الآخر بلا دليل، فرق بين الاعتقاد وبين الإطاعة، الإطاعة لا تلازم الاعتقاد أنت إذا موظف في دائرة والدائرة فيها مسؤوليات أو فيها واجبات أنت حتى تأخذ آخر الشهر راتبك لابد ماذا تفعل؟ تطيع وتعمل كاملاً ضمن القوانين وتصرح تقول مع أني ما معتقد بهذا الذي افعله ولكنه ماذا افعل .

    إذن ميزوا بين التعبد الذي هو أمر قلبي وبين القاعدة والإطاعة الذي هو أمر بدني مادي الآن لا أريد ادخل في الإمامة أمر مرتبط بالطاعة أم مرتبط بالتعبد والاعتقاد؟ الأعلام في علم الكلام قالوا مرتبط بالاعتقاد مع انه لا توجد آية واحدة في القرآن تقول أن الإمامة اعتقادي كل الذي يوجد في القرآن اطاعة اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منهم من أين جاؤوا بهذا؟ الروايات ذاك بحث آخر الآن نحن والنص القرآن ولهذا قلنا اما في مسألة النبوة لا يوجد عندنا يؤمن بالله وايمان صريح يوجد آمن الرسول آيات سورة البقرة واضحة انه من اصول الإيمان بالرسالة بما انزل إليه (كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) وائمته! فيوجد ائمته؟ هذه عندنا، الحب ما علاقته بالعقيدة هذا من قبيل طاعة يعني الحب والمودة والمودة ليس عقيدة إذا تتذكرون قلنا ثلاثة مساحات يوجد في الإنسان العقيدة احساسات وعواطف هذا الحب مرتبط بالمساحة الثانية نحن نتكلم الآن أين؟ في المساحة الأولى العقيدة.

    لا تخلطون هذه المقدمات التي اشرنا إليها هنا تنفعونها هنا صريح يوجد بأنه كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ يحتاج إلى ايمان وعقيدة ويحتاج إلى ماذا؟ وهذا هو الذي يولد الطاعة العقيدة قد تولد الطاعة ولكن ليس بالضرورة الطاعة هي منشأها الطاعة لا ليس الأمر كذلك ولهذا القرآن الكريم من أوله إلى آخره بالنسبة إلى الإمامة توجد اطاعة ولا توجد فيها تقول لي سيدنا لا يوجد دليل؟ لا الآن أنا أتكلم على مستوى البحث القرآني ومن هنا أوّلاً ميزوا بين التعبد وبين الاطاعة فإن التعبد أمر مرتطب بالعقيدة والقلب أمر داخلي اما الاطاعة مرتبط بالظاهر وبالبدن على هذا الأساس دائرة التعبد بدأت تتقلص في الإنسان الحداثي وهذه من أهم خصائص أو الفروق بين الإنسان الكلاسيكي التقليدي السنتي وبين الإنسان الحداثي ولذا أنت إذا دخلت في بحث مع الإنسان الحداثي اطمئن لا تستطيع أن تكلم معه لماذا؟ لأنه أنت متبيناتك كلها قائمة على أساس التعبد وهو أن تعتقد بما يقوله الآخر بدليل عقلي لا بدليل تجريبي لأنه هو يستطيع أن يقيم دليل تجريبي أنت تستطيع أن تقيم دليل تجريبي انه هذا نبي؟ كما تقيم دليلاً تجريبياً أنت تجرب بنفسك أن هذا الماء يغلي عند مائة درجة تستطيع أن تقيم مثل هذا الدليل انه هذا نبي أو لا؟ لا يوجد الباب مغلق فلا طريق لك إلا التعبد بقوله.

    قد تقول التعبد بقوله قائمٌ على براهين عقلية يقول قلنا أن المنهج يكون تجريبي وهذا المنهج ما هو؟ عقلي واليك ينفعك أنا أقول المدار على التجربة والمنهج التجريبي ولهذا السيد الشهيد يذهب إلى إثبات وجود الله من خلال المنهج التجريبي فإذن لا تتوقع من الآخر تقول له اجماعات وعلماء وعمائم وإذا وجدت في الإنسان الغربي يوجد عنده تعبد هذا على خلاف المنهج الحداثي يعني ذاك توجد فيه آثار من الاتجاه التقليدي السنتي ولكن هو غير ملتفت لأنه في النتيجة هو هم يعيش في مجتمع فيه من يتعبدون فيه من يتأثرون فيه من يقبلون قول العلماء فيه فيه إلى غير ذلك ما ادري قدرت أوصل المطلب إلى ذلك أو لا اما إذا صار حداثي بالمعنى الدقيق للحداثة فلا يمكن إثبات الوحي وغيره يغلق الباب إذا صار حداثياً خالصاً عنده طريق لإثبات الوحيانية أو لا يوجد؟ لا طريق نعم قد يطيع لبعض الآثار بعد ذلك أبين ولكن الاطاعة شيء والتعبد والاعتقاد به شيء آخر.

    النبي عندما يأتي توجد عنده دعوى ومدعى دعواه إني نبي ومرتبط بالوحي مرتبط بالغيب هذا وعنده مجموعة قضايا يقولها يعني في الأخلاق في القيم في التشريعات هذه مجموعة القضايا التي يقولها قد هو يأتي إلى القضايا التي يقولها ويوجد نتائجها جيدة فيطيع ولكن الأمر الأول دعواه إني نبي ماذا؟ المنهج التجريبي يعينه أو لا يعينه؟ لا يعينه فميزوا بين هاتين القضيتين لا تخلطون بيناتهن هذا يدعوا إلى مكارم الأخلاق بيني وبين الله هذه انسانيات ونتائجها في المجتمع ومن طبقها بيني وبين الله هذه آثار التي ترتبت عليها ولكن هذه اطاعة وهذه ليست تعبد بأن هذا جاء بها من النبي لا، يقول ماذا؟ ولهذا الاتجاه الحداثي عموماً يعتقد أن الذي تقولون عنهم أنبياء هؤلاء نوابغ هؤلاء مفكرون كبار هذا هو البعد الذي يستطيع أن ينتهي إليه ولا يمكنه إثبات البعد الغيبي ولهذا يقول لا هذه تجربة إنسانية وهذه التجربة الإنسانية أنت هم اذهب وجربها بنفسك الآن أنت تخرج هذه التجارب العرفانية أو التجارب الإنسانية .

    الآن تفهم لماذا المفكرين والمعاصرين يذهبون بهذا الاتجاه لأنه ذاك المنهج التجريبي يفرض نفسه على كل شيء وعلى كل الساحة ولو التجربة النفسية والتجربة الشخصية التجربة العرفانية ولهذا عندما يأتي إلى النبي يقول هذه تجربة شخصية تقول له صادق فيما يقول من تجربتي أو لا؟ يقول لا يهمني كثيراً أرى الأمور التي يقول بها اعمل بها وليس جيدة ما عندي علاقة بها تقول بأنه هذا الذي أقولها فلا تقول لي هذا غيب يجب الاجتهاد به لا يوجد غيب هذا تجربة من الإنسان هذا الإنسان أجد الذي يقوله كلام جيد الآن أنت بينك وبين الله عندما تأخذ منشور حقوق الإنسان للامم المتحدة تبحث أنه هذا من نبي أو ليس من نبي أو لا تبحث؟ لا تبحث ماذا تبحث؟ مضمون الحقوق المذكورة تقول الحق والإنصاف هذا البند وهذا الحق وهذا الحق كثير جيد لكنه أيضاً لم يستطع التعامل مع انه يدعي النبوة لأنه البعد التعبدي والبعد الغيبي في المنهج التجريبي ماذا صار؟ ضاقت دائرته بل انتهى دورها ولهذا العقلية التي تحكم المجتمعات الدينية غير العقلية التي تحكم المجتمعات الحداثية هذان عقلان عقلٌ تعبدي ماذا يصير عقل تعبدي؟

    نعم الآن أنا وأنت نعيش في أجواء العقل التعبدي اما العقل الحداثي يعيش ثقافة أخرى أنت عندك طريقين اما أن لا تدخل معه في بحث لأنه ذاك يفكر بعقلية وبافق وأنت تفكر بافق آخر لكم عقيدتكم ولنا عقيدتنا لنا ثقافتنا ولكم ثقافتكم لنا هويتنا ولكنه ذاك يدق الأبواب كما قلت في الأبحاث السابقة يدق عليك بكل قوة يقول أنت خرافي لابد تحسن نفسك كيف؟ لا تعلم، أو هذا سيل الفكري ماذا يفكر بك؟ يجرك ولكن هذه مسألة سقوط التعبد واجهة اشكالية معقدة في الفكر الحداثي وهو إذا انيشتين قال بالنسبية أو هوكينگ قال مثلاً بالثقوب السود أو أمثال ذلك نقبل منه أو لا نقبل منه؟ إذا تقول لا نقبل منه بيني وبين الله أنت لابد تصير انيشتين حتى تفهم ماذا؟ وإلا تقول لابد أن يجربها أمامك أو يفهمك النظرية وأنت عندك قدرة أم لا؟ فلا اقل تفهم ما يقول انيشتين وهذا منشأه أن المساحات العلمية واحدة أم مئات المساحات العلمية؟ فيزياء وكيمياء وفلك وايجولوجيا ونفس واقتصاد واجتماع باستطاعتك تجربتها كلها؟

    ولهذا من هنا جاءت مسألة التخصص يعني أنت في دائرة معرفية تستطيع أن تكون عالماً ومجتهداً في باقي الدوائر المعرفية لابد ماذا تصير؟ مقلداً، إذن كيف تريد تحلون هذا المنهج التجريبي كيف تحل المشكلة؟ هذه من أهم الاشكاليات التي واجهت المنهج التجريبي انه انتم تقولون من جهة المنهج التجريبي يسقط اعتبار التعبد بقول الآخرين من جهة أخرى أنت مضطر ومجبر على أن تقبل قول في غير اختصاصك وتخصصك وفي غير المساحة هذا تناقض أو غير تناقض؟

    هذه من أهم الموانع التي وقفت أمام هذه الدعوى دعوى أساساً إسقاط حجية التعبد من هنا هؤلاء قالوا لا، هذا الذي نقوله هو رجوع إلى المتخصص والرجوع إلى المتخصص غير التعبد في حوزاتنا العلمية مباشرة نقول أن التعبد هو الرجوع إلى المتخصص وان الرجوع إلى المتخصص هو ماذا؟ يقولون لا هذا خلط بين أمرين.

    الآن عندما يسألك عن جواز التقليد ماذا تقول؟ تقول هذا رجوع إلى المتخصص الست في الطب هذا طبيب ترجع إليه مهندس ترجع إليه هذا هم فقيه متخصص ترجع إليه يقول لا، هذا حفظ شيئاً وغابت عنك أشياء فإن الرجوع إلى المتخصص شيء والتقليد الذي عندكم شيء آخر ولكن لان جماعتنه ما قاري نظرية المعرفة عندهم يتصور أن هذا هو ذاك ما هو الرجوع إلى المتخصص؟ الرجوع إلى المتخصص يمكن معرفته من خلال طريقين، الطريق الأوّل هو انك تريد أن تذهب إلى طبيب واقعاً الرجوع إلى الطبيب متى ترجع إليه؟ عندما تجد أن مئات عشرات بل آلاف يرجعون إلى الطبيب وتسعين في المائة يشفون من المرض فإن التجربة أن هذا يشفي من المرض تقول له لماذا لا ترجع إلى فلان وترجع إلى فلان؟ تأخذ منه وقت لثلاثة أشهر وذاك الطبيب موجود؟ يقول لا، هذا مجرب.

    هذا يمكن تطبيقه في التقليد أو لا يمكن؟ إلا عندما تذهب إلى الآخرة لترى يمكن أو لا يمكن وإلا هنا ممكن أو غير ممكن؟ غير ممكن فإذن هذا هو الفرق الأوّل بين التقليد الذي عندكم تقليد المرجع وبين الرجوع إلى المتخصص فإن الرجوع إلى المتخصص ماذا فيه؟ يوجد تجربة ولكن ليس تجربة شخصية وإنما تجربة عامة، ولكنه انه وجدت من قبيل مهندس ترجع إليه تقول لماذا هذا المهندس؟ يقول لأنه باني عشرة بيوت كلها من صارت الزلزلة سقط البيت أو لم يسقط هذه التجربة ليس تجربتك الشخصية فقط اما عندما ترجع إلى المرجع تقلده في طهارة أهل الكتاب أو نجاسة أهل الكتاب هذا يمكن تجربتها أو لا يمكن؟ لا يمكن، إذن فرق كبير بين رجوع غير المتخصص إلى المتخصص وبين التقليد المتعارف عندكم هذا الفرق الأول أو هذا الطريق الأول لبيان الفرق.

    الطريق الثاني: أصلاً أنت تراجع الطبيب وجدت انه من راجعتك تصاب بالفلونزا مباشرة أعطاك الدواء ماذا يصير؟ فحتى الآخرين من يقولون تقول هذا مجربه أنا مرة مرتين ثلاثة عائلتي وديتهم بيني وبين الله كان ناجحاً إذن التجربة صارت شخصية عنده حتى الآخرين يقولون لا ينفع تقول والله أنا نفعني وهذا كم يصير؟ أنا بعض الأطباء احيانا من راجعت يقول سيدنا ليس بهذا الشكل أقول بيني وبين الله أنا صار لي سنين اذهب عنده وارجع أجده نافع ونفعني هذا الذي احتاجه ما أريد منك النفع وهذا هو البعد التجريبي هذا تستطيع في مرجع تقليدك تسوي أو لا تستطيع؟ يمكن أو لا يمكن؟ لا، إذن فرق كبير بين رجوع غير المتخصص إلى المتخصص وبين هذا الذي واقعاً تغالطون تقولون الرجوع إلى المرجع هو الرجوع إلى المتخصص لا، هذا أين وذاك أين قياس مع الفارق هذا الثاني.

    الثالث: في الرجوع إلى المتخصص بمجرد أن ينكشف عنك الخلاف ترفع اليد عنه يعني بنا بيت وبيتين وكان يقولون مهندس متخصص ولكن لادنى زلزلة سقط البيت ترجع له أو لا ترجع لماذا؟ لأنه انكشف لك متخصص أو غير متخصص مولانا وهل ينكشف خلاف مرجع التقليد أو لا ينكشف؟ لا يمكن، أريد أن أقول في البحث المعرفي لا يصير خلط أن الرجوع إلى المتخصص في المنظومة التجريبية هو الرجوع أيضاً يشبه الرجوع إلى الفقيه إلا أبداً فرق كبير بين الرجوع إلى الفقيه أو المرجع أو المتخصص في الأمور الدينية وبين رجوع الحداثي إلى المتخصص هذا قياس مع الفارق لا تقيس هذا بذاك ومحوره التجربة يقول أنا عندي تجربه وهذه التجربة اما تجربة عامة موجودة أو تجربة شخصية هذا مضافاً إلى انه بمجرد أن ينكشف الخلاف ارفع اليد اما يجب تقليد الأعلم تستطيع أن ترفع اليد عنه؟ اما بالنسبة إلى المتخصص مباشرة تقول لا، بمجرد أن ينكشف الخلاف ارفع اليد هذا تمام الكلام في الركن الأول.

    الركن الثاني: فقط أعنونه حتى أن شاء الله في الاسبوع القادم نكمله حتى هذه الأبحاث ننتهي منها وهو محورية الإنسان انه في الرؤية الحداثية الكونية عند المنهج الحداثي والاتجاه الحداثي الإنسان هو المحور اومونيسم، ما هو المعنى أن الإنسان محور هذا فيه بعد نظري بعد عملي أن شاء الله يأتي غداً والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/12/18
    • مرات التنزيل : 1757

  • جديد المرئيات