نصوص ومقالات مختارة

  • تأملات في الحداثة وما بعد الحداثة (15)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في أركان ومقومات الرؤية الكونية في الاتجاه الحداثي بينا الركن الأول ثم الركن الثاني ثم انتهينا إلى الركن الثالث وهو أصالة الفردية وبينا أن الفردية التي تقال هنا في الاتجاه الحداثي هي النظر إلى الآخر الفرع الإنسان الآخر نظرة آلية ونظرة أنّه ما هي منفعته لي.

    هنا ذكرنا أن (كانت) دخل على الخط ليبين أن هذه النظرة للإنسان الآخر نظرة غير أخلاقية ولذا صرنا في مقام بيان ملاك الفعل الأخلاقي والفعل الغير الأخلاقي عند (كانت) وبينا يوجد عنده ركنان:

    الركن الأول نظري وهو أنّه يوجد له توجيه عقلاني مدرك ومقتنع به من قبل الإنسان.

    وثانياً أن هذا الذي ادركه عقلاً يقوم به فعلاً بكامل حريته من غير تاثير أي عامل خارجي لا دولة ولا فرد ولا مجتمع ولا دين ولا أي شيء آخر هذان الركنان في الفعل الأخلاقي (لكانت) هذا الكتاب أنا مراراً ذكرته للأعزة والآن أيضاً أشير إليه وهو المترجم إلى اللغة الفارسية أيضاً وهو دستور الأخلاق في القرآن دراسة مقارنة للاخلاق النظرية في القرآن واقعاً والنظر إلى مجموع النظريات الغربية في الفعل الأخلاقي ومقومات الفعل الأخلاقي وخصوصاً عند (كانت) وهي رسالة دكتوراه لمحمد عبد الله دراز ومترجم من قبل عبد الصبور شاهين الذي هو واقعاً أيضاً من المحققين في هذا المجال، والكتاب مترجم في مشهد وجاءوا بنسخة لي.

    في صفحة 99 يشير إلى الركن الأول وهو البعد النظري (كانت) من المعروف لم يكتفي الرجل برسم خط فاصل بين فكرة الأخلاق وفكرة الحياة بل مضى إلى ابعد من ذلك إلى أن يقول وقد استخلص من ذلك هذا التعريف للواجب الأخلاقي ما هو الواجب الأخلاقي؟ والفعل الأخلاقي ما هو؟

    كل سلوك في البعد النظري كل سلوك يمكن أن يصاغ في قاعدة عامة دون أن يكون عرضة لنقد العقل أو تسخيفه يعني العقل يجد له توجيهاً عقلياً ولهذا حتى لو لم يكن هناك من يقول له افعل أو لا يفعل عقله يقول له افعل إذن من الذي يحرك هذا الإنسان للعمل؟ عقله، توجيهه العقلاني لا أن الآخر يريد أن يجعله وسيلة هذا البعد النظري.

    تعالوا معنا إلى البعد العملي في المقدمة تحت صفحة ياء واو يقول ويستحيل علينا أن نتصور عقلاً في أكمل حالات شعوره يتلقى بشأن أحكامه توجيهاً من الخارج إذن لابد أن يكون التوجيه ما هو؟ من داخل العقل هو الذي يقول هذا… هذا الأصل عندما يأتي إلى يكون من مقومات الاتجاه الحداثي فيمكن أن تنسجم الحداثة مع الدين أو لا يمكن؟ لماذا؟ لان الدين ماذا يقول؟ يقول الله يقول كذا وإن لم تفهم هذا معنى التعبد تقول لماذا افعل كذا ماذا يقال لك؟ لعله سألته لماذا تفعل مرة يقول لأنه عقلي يقول هكذا ومرة يقول ماذا؟ انتهت القضية.

    إذن محض الحداثة تنسجم مع الدين بمعنى التعبد أو لا تنسجم؟ لا يجتمعان، هذان متضادان متناقضان، أما إذا قلت لا أن الدين لا توجد عنده أمور تعبدية الذي تتذكرون واحدة من خصائص الإنسان المحور الثاني ماذا قلنا؟ قلنا أنّه يوجد عنده تعبد أو لا يوجد عنده تعبد؟ أما إذا قلت لا، الدين كل قضية يقولها يوجهها عقلانياً لك عند ذلك تنسجم الحداثة مع المعارف الدينية يعني مرة يقول لك لابد أن تؤمن أن الله واحد تقول لماذا؟ يقول لأنه أنا أقول ذلك هذا ينسجم مع الحداثة أو لا ينسجم؟ لا ينسجم ومرة يقول لك أنا أقول لك اعتقد بأن الله واحد والدليل هذا، فأنت عندما تعتقد لوجود دليل وتوجيه عقلاني لذلك، هذا الدين ينسجم مع الحداثة أو لا ينسجم؟ نعم ينسجم.

    إذن سؤال هذا إجمالاً إلى أن يأتي تفصيله هل أن الحداثة تنسجم مع المعارف الدينية أو لا تنسجم؟ ما هو الجواب؟ على التوجه الأول وهو التعبدي الحداثة لا تنسجم مع المعارف الدينية على التفسير الثاني للدين الحداثة تنسجم مع المعارف الدينية.

    الآن البعض يكتب في كتاباته الحداثة لا تنسجم مع الدين، لا، هذا الكلام لا على إطلاقه صحيح ولا على إطلاقه غير صحيح لا ليس الأمر كذلك لابد أن نفصل بين هذا وذاك، يقول ويستحيل علينا أن نتصور عقلاً في أكمل حالات شعوره يتلقى بشأن أحكامه العقلية النظرية توجيهاً من الخارج هذا هو الأصل الأول في الفعل الأخلاقي لـ(كانت).

    الأصل الثاني فإرادة الكائن العاقل لا تكون إرادته الذي تخصه بالمعنى الحقيقي إلا تحت فكرة الحرية يعني أن يكون حراً في أن يفعل أو لا يفعل، ولكنه إذا خاف من نار جهنم فحر أو ليس بحر؟ إلا إذا اقتنع اقتناعاً مئة في المئة فيأتي بالفعل بحرية كما أنّه الآن يقولون أمامك سمٌ وأنت علمت ما هو السم وما هو آثاره فعندما تمتنع، تمتنع لأنه طلب منك أو لأنه توجيهك العقلي وحكمك العقلي يقول بكامل وملئ ارادتك تمتنع هذا هو الفعل الأخلاقي.

    هذا البيان للفعل الأخلاقي الفلاسفة الذين جاءوا بعد (كانت) طبقوه على الفلسفة السياسية طبقوه على البعد الاقتصادي وهكذا، هو الرجل يعني (كانت) لم يطبق ذلك ولكن الذين جاءوا بعده قالوا إذا كان هذا هو الفعل الأخلاقي إذن يتولّد من هذا المعيار المولود الأول، ما هو المولود الأول وهو أنّه المجتمع بما هو مجتمع ومجموعة من الناس اجتمعوا فإذا أراد حاكم أن يقوم بتدبير أمورهم وإدارة شؤونهم ومعاشهم من يعطي المشروعية لهم؟ هو يعطيه فإذا لم يعطه المشروعية له مشروعية أو لا؟ وبهذا انظروا الآن مباشرة بدأ الاتجاه الديني ينفصل عن الاتجاه الحداثي لأنه في الاتجاه الديني الحاكم من أين يأخذ مشروعيته؟ خصوصاً إذا كان معصوماً الآن إذا غير معصوم امة وانتخاب ونعمل له تخريج ما، أما إذا كان معصوم…

    استطعت أن أوصل الفكر للأعزة حتى ترون نقاط أن مشروعية الحاكم ومشروعية الحاكمية ومشروعية السلطة مشروعية بالمعنى الدقيق للكلمة من أين تأتي؟ في الاتجاه الديني المشهور لأنه أنّه لا أوافق على هذا حتى في الاتجاه الديني له في محله، حتى في المعصوم، الآن أين نطرح النظرية؟ في وقتها المناسب إن شاء الله لعله في هذا البحث الذي عندنا تحولات مكتب تشيع بالفارسي سنشير بأنه أساساً إذا صار معصوماً هل هو منصّب على خلاف إرادة الأمة أو بإرادة الأمة؟ لابد أن نعرف وان دور الأمة والانتخاب ما هو؟ هل هو شرط الوجوب أو شرط الواجب بحثه مفصل أنا طارح عندي نظرية اطرحها في محله، في محلها سنطرحها، ولهذا تجدون تأكيد كبير في النصوص الروائية ضرورة البيعة لماذا يبايعونك تحت الشجرة؟ هذا أمر استحبابي أو أنّه أمر ماذا؟ نظرية قرآنية في السياسة يبايعونك تحت الشجرة اخذ البيعة وضرورة اخذ البيعة ولهذا انتم تقولون بعد غدير خم مباشرة رسول الله يأمر المسلمين أن يبايعوا أمر يأمرهم أن يبايعوا هذا ما هو دور البيعة؟ هذا معناه يكون دور للناس والأمة هذا ما هو دورهم؟ هذا إن شاء الله في محله.

    المهم هنا المولود الأول للفعل الأخلاقي أو ملاك الفعل الأخلاقي استنتج منه فلاسفة الفكر السياسي الغربي ضرورة أن المشروعية تأتي من الناس ومن هنا تأتي نظرية الانتخاب فالانتخاب من قبل الأمة تعطي مشروعية للحاكم وانه يحق له أن يحكم ويأمر وينهى مادام أن الأمة أرادت أو أن الناس أرادوا ذلك.

    الآن يوجد بحث بين فلاسفة الفكر الغربي أو فلاسفة الفكر السياسي الغربي أنّه المشروعية أو الذي يعطي المشروعية للسلطة هي الأمة أو هي الشعب؟ ما الفارق بينهما؟ روسو الذي هو صاحب نظرية العقل الاجتماعي في روح القوانين روسو يعتقد أن المشروعية لابد أن تأتي من الأمة لا أن تأتي من الشعب وهو مقصوده من الأمة في كتاب العقل السياسي الإسلامي الدين والسياسة بين الإسلام والليبرالية قاسم شُعيّب النظرية الأولى وهي سيادة الأمة يعني الذي يعطي المشروعية من؟ الأمة، تنسب إلى روسو وتكون فيها السيادة ممارسة للارادة العامة فهي هذه السيادة والحاكمية والمشروعية إلى غيرها ملك لمن؟ للأمة وليست ملكاً للحاكم تجب طاعته ومن لم يطعه إلى نار جهنم هذا معناه أن الحاكم مشروعيته وسيادته من أين يأخذها؟ يأخذها من خارج الأمة وسيادة الأمة وحدة غير قابلة للتجزئة لا يمكن التصرف فيها أو التنازل عنها ويترتب على ذلك حق الأمة في اختيار حكّامها لتتناسب بذلك أكثر، الديمقراطية النيابية أو البرلمانية الآن لا أريد ادخل فيها، فالأمة من هي الأمة؟

    الآن أنا وأنت في العراق أو في أي دولة أنت تعيش في زمان حاضر ولكن هذا الزمان الحاضر فقط مصالح هذا الزمان الحاضر يؤخذ أو مصالح وثقافة الماضين واللاحقين أي منهم؟ افترضوا أنّه الآن زمان معين في دولة معينة شعب تلك الدولة صار بناءه أنّه كلما توجد ثروات ولو تحت الأرض يستخرجها ويستفيد منها ولا يبقي شيئاً للأجيال الأخرى له حق أو ليس له حق؟ إذا قلنا أن المشروعية للأمة ليس له الحق أما إذا قلنا أن المشروعية ممن؟ من الحاضرين فله الحق أن ؟؟؟ بعد ذلك يأتون عندهم أو ما عندهم ما هي علاقتنا؟ فرق بين سيادة الأمة وسيادة الشعب.

    قال فالأمة بما هي وحدة لا تتمثل في جيل محدد بل تشمل جميع الأجيال السابقة والحاضرة واللاحقة ولأجل ذلك لابد من احترام تراثها وثقافتها وهويتها ومستقبل أجيالها، ولأجل ذلك يضع مبدأ سيادة الأمة فوق الشعب يعني فوق هذه المجموعة الحاضرة الآن أي أن الأمة بثقافتها وامتدادها التاريخي هي فوق إرادة الشعب الموجودين فعلياً في الواقع إذن عندما ينتخبون مجلساً للنواب أو ينتخبون رئيساً يحق له أن يسنّ قوانين ويشرع قوانين تخالف هوية الأمة أو ليس له الحق؟ ليس له الحق.

    أما إذا قلنا السيادة للشعب، كلما يريده الشعب يحققه ولا يجوز على أساس ذلك التشريع بما يناقض ثقافة الأمة أو دينها إذا كان الدين افترض الإسلام أو المسيحية أو اليهودية جزء من ثقافة الأمة ولا يجوز إسناد الحكم إلى من لم يكن فرداً من الأمة بثقافته ودينه إذن يستطيع أن ينتخب أي رئيس أو أي نائب أو لا يستطيع؟ لا، لابد أن تتوفر فيها، أما إذا قلنا فأنت الذي تقول بأنه السيادة لأي شيء للأمة أو للشعب ذاك بحث آخر المهم هذه النظريات الموجودة ولهذا عندما يأتي إلى النظرية الثانية يقول النظرية الثانية هي نظرية سيادة الشعب والنائب فيها لا يمثل مجموع الأمة وإنما هو وكيل عن الناخبين في هذه الفترة الزمانية، هنا توجد ديمقراطية؟ هذه أم تلك؟ الآناسألهم أصلاً يعلمون؟ انتخابات موجودة الآن افترضوا في العراق أو أي دولة إسلامية مشروعية من الأمة أم مشروعية من الشعب أي منهما؟ أصلاً يعرفون ذلك؟ أبداً ولهذا قد يشرعون تشريعات على خلاف الأمة، هذا هو المولود الأول للفعل الأخلاقي الذي أسس له (كانت) وطبّق في الفلسفة السياسية. المولود الثاني إذن المولود الأول هو الانتخاب والديمقراطية.

    المولود الثاني: الليبرالية أعزائي ما هو الفرق بين الديمقراطية وبين الليبرالية يقولون هذا نظام ديمقراطي هذا نظام ليبرالي ما الفرق بين الديمقراطية والليبرالية في جملة واحدة حتى لا أطوّل على الأعزة في الفلسفة السياسية الديمقراطية تبين كيفية انتخاب الأمة أو الشعب للحاكم أما الليبرالية ماذا؟ الليبرالية تبين كيفية حكم الحاكم للشعب، فنقول نظام ليبرالي يعني ماذا؟ يعني كيف يحكم هذه الأمة أو هذا الشعب، فمرتبطة بكيفية الحكم لا مرتبطة بكيفية انتخاب الحاكم، في الديمقراطية نحن نتكلم أين؟ في كيفية انتخاب الحاكم لابد أن ينتخب من قبل الناس أو ينتخب من قبل الله هذاك مرتبط بماذا؟ لأنه نحن في كيفية انتخاب الحاكم كيف ينتخب الحاكم اجبني؟ قد تقول الله ينتخبني أليس كذلك؟ النبي من ينتخبه؟ الإمام المعصوم من ينتخبه؟ أنت تنتخبه أم الله ينتخبه؟ الله ينتخبه، النظام الديمقراطي أو الفكر الغربي ماذا يقول من ينتخبه؟ الأمة أو الشعب.

    إذن الديمقراطية مرتبطة بكيفية انتخاب الحاكم الليبرالية الآن هذا صار حاكماً كيف يحكم شعبه؟ خصوصاً إذن ما هو ملاك الفعل الأخلاقي ما هو؟ أن يقتنع الناس وان يفعلوا بملئ إرادتهم بحريتهم الكاملة إذن يستطيع أن يشرع قوانين لا يقتنعون بها وخلاف حريتهم أو لا؟ إذن هذا أراد أن يكون تشريعه أخلاقياً وحكمه أخلاقياً لابد أن يراعي هذين الركنين، فما لم تقتنع به الأمة ولا تقوم بفعله بإرادتها وحريتها الكاملة لا يحق للحاكم أن يشرّع وان ينفذ ويحكم من ذلك وهذا المسكين الحاكم عندما يأتي يجد بأنه هؤلاء ما يقتنعون به واحد أو كثير؟ متضاد أو منسجم؟ فماذا يقول هنا يولد المولود الثاني وهو منشور حقوق الإنسان التي لابد أن يشرع ضمن حقوق الإنسان ولهذا يقول أنت حر يقول لكل فرد أنت حر في كل ما تريد أن تعتقد به وان تفعله وان تسلكه وان تسير عليه إلى حد أن لا يزاحم حقوق الآخرين ولهذا يقول أريد أن أكون ملحداً أريد مدارس وجامعات كذا لتربية الأطفال من اليوم الأول إلى آخره هذه الإمكانات ولهذا تجد الآن أنت في الغرب اذهب إلى الغرب عموم الدول الغربية عندما تذهب إلى دولهم يقول نريد نسوي مسجد ديني للمسلمين الذين يخالفونكم يقولون هذه إمكانات اما هنا يسمح لك أنه يأتي أحد من الغرب يقول نريد نسوي جامعة هنا وننقد فكركم الديني يسمح أو لا يسمح؟ ولهذا أصلاً ليس فقط كذا أصلاً يعطيه إمكانات حتى يذهب إلى زواج المثلي يقول أنا أريد أتزوج يقول هذا يؤثر على حقوق الآخرين؟ يقول لا، افعل ما تريد لا علاقة لي هذه ضمن الرؤية الحداثية لأنه المحورية أصالة الإنسان وأصالة الفرد ضمن الفعل الأخلاقي لكانت فلهذا أنت إذا يوجد عندك إشكال لابد عندك إشكال على مباني تقول لا نوافق جيد لا توافق وإلا الآن أنت اذهب إلى أي دولة غربية معتقدة بهذه المباني أنت تريد إمكانات لبناء كنيس يعطوه لبناء بوذائية يعطوه لبناء مسجد يعطوه أي كان ولكن بشرطها وشروطها وهو انه لا تؤثر على حقوق الآخرين وهذا هو المولود الثاني للفعل الأخلاقي الكانتي في فلسفة السياسي.

    المولود الثالث: وهو في البعد الاقتصادي يقول نحن في البعد الاقتصادي عندنا خمسة دوائر، الدائرة الأولى: دائرة الإنتاج، الدائرة الثانية: دائرة التوزيع، الدائرة الثالثة: دائرة الاستهلاك الدائرة الرابعة: دائرة العرض، الدائرة الخامسة: دائرة الطلب، نظرية العرض والطلب هذه الدوائر الخمسة يقول الاتجاه الغربي يقول الإنسان حرٌ في هذه الأبعاد حرية يوجد لها قيد أو لا يوجد لها قيد؟ يريد ينتج فالينتج يريد يستهلك فاليستهلك يريد يوزع فاليوزع ما يوزع لا يوزع، يريد يعرض فاليعرض، يريد لا يعرض فلا يعرض لا يحق لأحد أن يدخل في هذه المعادلة طرفٌ آخر غير طرفي المعاملة هذا يجوز وهذا لا يجوز وهذا هو المصطلح عليه بالاقتصاد الحر اقتصاد حر يعني يوجد عامل خارجي يتحكم في المعاملة غير الطرفين أو لا يوجد؟ لا يوجد إلا إذا اقتضت القوانين ذاك بحث آخر لأنه تلك القوانين أيضاً بإرادة الأمة أو الشعب.

    فإذن نحن وأي معاملة فيوجد لها قيود من خارج المتعاملين أو لا توجد؟ لا توجد، وكل متعامل يتعامل مع الآخر بمقتضى عقلانيته وبحريته الكاملة وهذا إذن الفعل يكون أخلاقياً إذن من أهم علائم ومن أهم مميزات المجتمع الحداثي انه اقتصاده يكون اقتصاد حر وهذه أيضاً من مواليد من الأمور الذي أولدها النظرية الأخلاقية لكانت فإن قلت نحن نجدد في النظام الاقتصادي الحر هناك هم يوجد حدود ليس كما تقولون اقتصاد حر ولكن ذاك يسمحون به وذاك لا يسمحون.

    أعزائي الحرية على قسمين: حرية مصطلح عليها بالحرية الطبيعية ما هي الحرية الطبيعية؟ أن الإنسان يكون حراً في جميع ما يريد أن يعتقد وان يفعل ولا يقيده إلا نظام التكوين أنا حرٌ أريد أن اطير نظام التكوين يسمح لي أن تطير أو لا يسمح؟ يعني كل قوانين الفيزياء والكيميائي والبيولوجية والفلك والجاذبية والى غير ذلك هذه مقيدة أو غير مقيدة؟ ولكن هذه مقيدات طبيعية وتكوينية ما دون القيود التكوينية والطبيعية فأنت حر مطلقا هذه الحرية لم تتوقع منذ وجود الإنسان إلى يومنا هذا ولهذا يعبرون عنها الحرية آرمان لأنه تتحقق أو لا تتحقق يصبر الإنسان إليها وهذا عندنا في الجنة أصلاً في الجنة ليس فقط أعطونا حرية مادون الطبيعة قالوا حتى في التكوين هم أنت عندك لهم فيها ما يشاءون مطلق حتى كن فيكون، الرؤية في الفلسفة الغربية يريد أي حرية؟

    فلهذا أي شيء لا يقبله يقول خلاف حقوق الإنسان يقول ولكن لماذا هذه القيود الذي عندهم كثير عندهم قيود؟! يقول هذه القيود بحسب العقد الاجتماعي وجد يعني هي الأمة أو الشعب وجدوا إذا ارادوا أن يعيشون في نظام آمن سالم وغير ذلك هم يعني بعبارة قرآنية هو كتب على نفسه ليس جائه من الخارج كتب عليه الله سبحانه وتعالى هل يستطيع يقول له احد افعل ولا تفعل؟!

    ولكن هو يقول كتب على نفسه فهو يقيد نفسه يوجد قيد أو لا يوجد قيد؟ نعم، المقيد من؟ نفسه هذه النظرية الغربية هنا تقول توجد قيود في المجتمعات وبالبعد الاقتصادي وغير الاقتصادي ولكنه من المقيد؟ هو نفسه ليس من الخارج وليس الخارج يقول له افعل وليس الدين يقول له هو نفس الاجتماع يقول له هذا مقتضى حقوق الإنسان إذن على هذا الأساس إذن إذا وجدنا قيوداً في الإنتاج أو وجدنا قيوداً في التوزيع أو وجدنا قيوداً في الاستهلاك أو وجداً قيوداً في العرض أو وجدنا قيوداً في الطلب هذه مرتبطة بالناس لا مرتبطة من خارج ذلك إذن فتحصل إلى هنا، افترض موحد ولكن يقول لا علاقة لي به ومفوض الأمر إليه يعني ليس بالضرورة هؤلاء ملاحدة وقد يكون نظام ماذا؟ يعني يعتقد لو تسأل الآن أنت الإله المسيحي تقول أنت تعتقد بوجود الله؟ يقول نعم معتقد ولكنه هذا الإله ما يتدخل إلى ماذا؟ إليه دور في الكنيسا وأنا عندما أذهب إلى الكنيسا اسمع كلامه اما مازاد ذلك؟ ما لله لله ومال قيصر فصل الدين يعني يعتقدون بوجود الله ولكن من غير مدخلية في حياة الناس هذه الرؤية ينطلق منها وإذا أنت وجدت تذهب إلى هناك وتحاول أن تقوم بعمل يقول هذا يريد يهز النظام الأخلاقي والسياسي والاقتصادي عندي لابد أن أقف امامه كما أنا هنا عندك نظام إذا واحد يريد أن يخرج على النظام أو الدستور يقول هذا يشكل خطورة على النظام المشروع عند وهذا عنده نظام يريد يوجد فيه كاملا هو يقول هذا يشكل ماذا؟ ولهذا يأتي الحروب الوقائية مالته يعني ماذا؟ يقول لأنه هذا الإرهاب وهذا الخطر الذي يأتي من مجتمع يأتي ويأتي من المجتمع ألف إذن أنا قبل أن يصل إلي ماذا افعل؟ أعطيه مجال لان يذهب إلى حدودي أو اذهب إلى ذاك الطرف واحاربه؟ مسلّم يوجد نظرية إنسانية هذه وعقلانية .

    ولهذا يوجد كتاب اسمه (الآن لا أتذكر المؤلف) منطق السلطة يقول منطق السلطة واحد بيني ديني وغير ديني لا فرق بينهما المنطق الذي يحكم الديني وغير الديني واحد نعم التطبيقات والمصاديق مختلفة على أي الأحوال فتحصل إلى هنا أن الملاك والمعيار الذي ذكره كانت للفعل الأخلاقي أنتج في المسائل الإنسانية منشور حقوق الإنسان وفي الفلسفة السياسية أنتج الديموقراطية الليبرالية التي بيّنا الفرق بينهما وانتج في الاقتصاج الرأيسمالية والاقتصاد الحر الآن هذا الملاك الكانتي للفعل الأخلاقي والآثار التي ترتب عليها أشكل عليها باشكالين اساسيين:

    الإشكال الأوّل: وهو إشكال عقدي مرتبط أيضاً بالرؤية الكونية وهذا الإشكال من أين وجه إلى الاتجاه الحداثي؟ أشكل عليه من قبل الاتجاه التقليدي والسنتي قالوا لهم نسأل منكم هذا السؤال في النتيجة تعتقدون بأن الإنسان مخلوق لاله خالق أو لا تعتقدون؟ فإن كنتم تقولون لا نعتقد لكم حديث لنا وان كنتم  تعتقدون كما تعتقدون انتم المسيحية تعتقد اليهودية تعتقد الأديان الأخرى تعتقد إذن أنت (أيها الإنسان) عندما تكون مخلوقاً لإله لابد أن تسأل هذا الإله ما هو الفعل الأخلاقي وغير الفعل الأخلاقي لا انك تقرر لنفسك هذا أخلاقي وهذا ماذا؟ لأنه أنت حر أو عبد؟ أنت مملوك أو مالك؟ والمملوك يحق له أن يتصرف في نفسه من غير المالك أو لا يحقه؟ يعني هذا إذا مملوك لي يحق لك أن تتصرف فيه؟ إلا بإذن من؟ وهذه ملكية اعتبارية فما بالك أن تكون ملكية تكوينية حقيقية وهو انه الله هو الخالق الله خالق كل شيء وإذا كان الله هو الخالق فانا مملوك وهل يحق لي أن اتصرف في ملكه بلا اذنه أو لا يحق لي؟

    وهذه هي نظرية حق الطاعة لمحمد باقر الصدر السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه لا يعتقد بنظرية قبح العقاب بلا بيان لماذا؟ يقول أصلاً لا معنى لها عقلياً لأنه أنا وأنت مخلوقان لله تعالى أو لا؟ كل الأشياء مخلوقه أو لا؟ من قبيل جنابك تقريب إلي تقريب إلى الذهن تدخل إلى بيت في مكان اجنبي يعني لا المكان لك ولا صاحب البيت ولا مالك لشيء هل يحق لك أن تتصرف في شيء من غير إذن المالك أو لا يحق لك؟ لماذا إذن تقول قبح العقاب بلا بيان لابد أن تقول أي فعل أريد أن افعله لابد أن يأتي الذهن من المالك لا تقول من المولى ومولى ما عندنا هذا في البعد التشريعي نتكلم نحن في البعد التكويني ولذا الفعل الأخلاقي بلا رؤية كونية في التوحيد ماذا؟ لا معنى لها.

    ننتقل الآن إلى فكرية رئيسية أخرى (هذا مقدم الكتاب يقولها عبد الصبير شاهون في كتاب الدستور الأخلاق في القرآن في صفحة ياء دال) الح عليها المؤلف وابرزها بكل وضوح في ثنايا مؤلفه لا مكان للأخلاق بدون عقيدة في النتيجة أنت تريد أن تعطي ملاك الفعل الأخلاقي قل لي أوّلاً عقيدتك ورؤيتك الكونية في عالم ما هي الفكر الأخلاقي أو بلا اخلاق بلا روية كونية من الخالق ممكن أو غي ممكن؟ إذا كان الأمر كذلك فنسأل كانت أو غير كانت نقول من إذن لكم أن هذا الفعل حقكم أو ليس حقكم؟ أنت تقول حقوق من يقول هذا حقوق؟ تقول أريد حرية مطلقة لا يقيدها إلا قوانين الطبيعة من قال لك أن الذي خلقك يريد لك هذه الدرجة من الحرية ومن هنا تأتي أي نظرية؟ نظرية الحقوق أو نظرية الواجبات؟ من هنا تجد انه اللغة الدينية لغة الحقوق أو لغة الواجبات والتكاليف لأنه قوام اللغة الدينية قائمة على التكاليف وعلى الواجبات وعلى المسؤوليات نعم في قبال المسؤوليات هم توجد لك حقوق اما قوام تلك الرؤية قائمة على الحقوق لماذا؟ لأنه هو يفترض نفسه منفصل عن أي عامل خارجي يقول له افعل ولا تفعل فقط الذي يقول له افعل ولا تفعل من هو؟ عقله وقناعاته العقلية وما يريد وما لا يريد هذا هو الإشكال الأول إذن الإشكال الأول على نظرية كانت انه أنت فصلت الفعل الأخلاقي عن البعد العقائدي والرؤية.

    الإشكال الثاني الذي هو اشكال دقيق ولعله اعمق من هذا الإشكال أن شاء الله في الاسبوع القادم والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2019/12/26
    • مرات التنزيل : 1718

  • جديد المرئيات