نصوص ومقالات مختارة

  • تأملات في الحداثة وما بعد الحداثة (16)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    إلى هنا نحن انتهينا إلى بيان أركان ثلاثة للرؤية الكونية الحداثية الركن الثالث كانت الفردية الركن الثاني كان محورية الإنسان وبالإضافة إلى الركن الأول الذي وقفنا عنده مفصلاً ولكن يبقى هنا عدة تساؤلات أساساً ما هو الفرق بين محورية الإنسانية ومحورية الفردية وهذا الذي اشرنا إليه في أول أبحاث عندما دخلنا إلى الركن الثالث قلنا قد يقول قائل أنّه لماذا تجعلون الفردية ركناً آخر غير الإنسانية.

    لأنه في الركن الثاني قلنا أن الحداثة أو الاتجاه الحداثي يجعل الإنسان هو المحور وبينّا المراد من الإنسان ما هو بالملاك الذي ذكره (كانت) (كانت) قال عندما نقول الإنسان هو المحور يعني من الناحية النظرية لابد أن يقتنع نظرياً ومن الناحية العملية لابد أن يقوم بالعمل بملئ اختياره وحريته عند ذلك يكون العمل أخلاقياً ضمن ضابط (كانت) أليس كذلك؟ هذا قلناه فيما سبق.

    هنا قلنا بأن الاتجاه التقليدي أشكل على هذا المعيار بإشكالين:

    الإشكال الأول قلنا إشكال عقائدي وعقدي وهو أنّه في النتيجة انتم تقبلون أن الإنسان مخلوق لخالق أو ليس بمخلوق أي منهما؟ فان قلتم أنّه مخلوق لخالق كما (كانت) يعتقد أن هذا الإنسان ليس مولود من الطبيعة وإنما مخلوق للاله إذن إذا صار مخلوقاً فهو مملوك له وكيف يحق لأحد أن يتصرف في ملك مالك آخر؟ هذا الإشكال قلنا إشكال عقدي.

    أما الإشكال الثاني هذا الإشكال من أشكل به؟ أشكل به الاتجاه التقليدي على الاتجاه الحداثي الذي يقول ماذا كان يقول الاتجاه الحداثي كان يقول أن الإنسان لابد أن يكون من حيث العمل حراً في الاختيار ومن حيث النظر هو يعتقد ويقتنع بعقله أن هذا صحيح وان هذا ليس بصحيح لا أن تأتي عوامل خارجية من الدين والدولة والسلطة والمجتمع والفرد الآخر ويقول له هذا صحيح أو ليس بصحيح.

    بعبارة سقراط يقول لا يكون الفيلسوف فيلسوفاً إلا بركنين والركن الأول يأتي بعد ذلك الركن الثاني كان يقول ألا يقوم بعمل إلا إذا هو امتحنه بنفسه وإلا إذا قام بعمل أو اقتنع بامر لم يجربه بنفسه فليس بفيلسوف إذا أريد اقرب هذا المطلب إلى ذهن الأعزة من قبيل الطفل عمره سنة سنتين لو ألف مرة تقول له أن النار محرقة يقبل منك أو لا يقبل؟ متى لا يقترب من النار؟ إلا إذا وضع يده على النار فاحترقت يده فيقترب أو لا يقترب؟ يقول الإنسان إذا أراد أن يكون فيلسوفاً ينبغي أن لا يقتنع ولا يعمل إلا بما امتحنه بنفسه وهذا يغلق باب التعبد الديني خلص انتهت لماذا؟

    لأنه أنت الآن تعتقد آخرة وجنة ونار إلى آخره فيما سبق اشرنا إليه، جربتها أو لم تجربها؟ ولكنه تتعبد بقول الآخرين وطبيعي هذا الإنسان طبيعي وقلنا بأنه الحياة لا تقوم إلا على هذا الأساس على أساس التخصص وميزنا بين التخصص وبين التعبد على أي الأحوال يقول من فمك الاتجاه التقليدي يقول لمن؟ للاتجاه الحداثي يقول من قواعدك ومن مبانيك أحكم عليك وانقذك واشكل عليك.

    أنت تقول لابد للإنسان لكي يكون الفعل أخلاقياً تكون عنده قناعة من ذاته نظرياً وألا يوجد أي عامل خارجي يفرض عليه العمل فيكون حراً مطلقا هنا يقول الاتجاه التقليدي للاتجاه الحداثي، الكبرى صحيحة ولكن الصغرى محل إشكال وتامل يقول كيف؟ يقول أنت قلت لنا وبينت في العلوم الإنسانية وفي علوم النفس أن الإنسان متأثر بماذا؟ بمحيطه، ببيئته باساتذته، بتربيته، إلى آخر القائمة، بحوزته بمؤسسته بطبقته الاقتصادية بطبقته الفكرية بطبقته الثقافية بالمكان الذي يعيش به بالدولة التي يعيش فيها بالنظام الذي يحكمه هذه تشكل شخصية الإنسان أو لا تشكل؟ تكوّن شخصيته أو لا تكوّن ولهذا أنت انظر إلى طفل يعيش في عائلة ضمن هذه الثقافة فعندما يكبر يختلف عن ذلك الطفل الذي تربى في ثقافة أخرى في قناعاته وفي سلوكه الخارجي، فأنت عندما تقول لنا لابد أن يكون نابعاً من ذاته أين المصداق؟ وان يكون حراً، لا يكون حراً لماذا؟ لان السلوك والتصرف والعمل نابع من القناعات النظرية والعقلية.

    فإذا كانت تلك متأثرة من الآخر خصوصاً إذا أضفنا عليها نظرية فرويد في الوعي واللا وعي أو الشعور أو اللا شعور، أهم ركن من أركان نظرية فرويد هذا المعنى علم الأديان، فرويد أن أعظم اكتشاف لفرويد كان في كشفه منطقة اللا وعي التي تسيطر على وجود الإنسان وتحكم كل اختياراته وتصرفاته وهو يتصور أنّه حر أو ليس بحر؟ هو يتصور أنّه حر ولكنه هذا وهم لأنه محكوم بماذا؟

    محكوم بمنظومة المعارف التي تربى عليها وعلّم والى آخره حيث أضاف بعداً جديداً لحقيقة الإنسان لم يكن معروفاً ولعل اكتشافه منطقة اللا وعي أو اللا شعور التي تجمع الغرائز هي تحديد دقيق إلى آخره هي التي تحرّك ماذا؟ وأنا بودي إذا أمكن إذا تتذكرون فيما سبق قلنا هذه منطقة اللا وعي قلنا تسعين بالمئة خمسة وتسعين بالمئة حجمها ومنطقة الانا الشعور أو الوعي خمسة بالمئة، هذه كلها منطقة اللا وعي هذه منطقة الوعي الصغيرة فهو الذي يحرّك هذه منطقة الوعي من؟ هذا ولكنه هو يلتفت أو لا يلتفت؟

    يقول أنا بقناعاتي قناعاته متشكلة من هذه، هذه اللا وعي من أين متشكلة؟ من البيئة والتعليم والتربية والأستاذ والصديق والعائلة والمدرسة و… خصوصاً إذا ادخلنا نظريات ابن خلدون البيئة الجغرافية والى غير ذلك، فيقول له أنت عندما تقول، التقليدي يقول للحداثي يقول أنت تقول أنا لابد أن أكون حراً في قناعاتي أين الحرية؟

    فأنت تعمل بتوجيه أو من غير توجيه؟ الجواب يوجد هناك من يوجّهك ولكن في تسعين بالمئة من الموارد تلتفت إلى الموجه أو لا تلتفت؟ وإذا جئنا إلى المنظومة الدينية أيضاً نجد هذا المعنى كل مولود يولد على الفطرة الرواية تشير إلى بعض المصاديق تشير فقط إلى العائلة فأبواه يهودانه، ينصّرانه، يمجسانه، انتهت القضية هذه إشارة إلى مصداق مثال نموذج وإلا لا فقط العائلة فأبواه، مرة ابواه مرة أصدقائه مرة الحوزة العلمية مرة الجامعة مرة الانترنت مرة مواقع التواصل الاجتماعي وهكذا هذه كلها داخلة على الخط وتوجهك وأنت تعلم أو لا تعلم؟ لا تعلم.

    إذن نحن إشكال الاتجاه التقليدي يقول الاتجاه الحداثي نحن إلى الآن عندما تقول أنا لابد بقناعاتي واكون حراً تستطيع أن تعرف لي هذا أناك من؟ هذه أناك من؟ عرّف الأنا فعندما تعرّف الأنا لي عند ذلك سيتضح أنّه أنت بقناعاتك أم بمنظومات التأثيرات الأخرى إذا قبلت هذا المعنى إذن أنت موجّه شئت أم أبيت، صحيح أم ليس صحيح؟ يوجد شيء يوجهك في حركتك الفكرية وفي حركتك العملية موجه أو غير موجه؟ موجه فإذا كنت موجهاً إذن الإنسان لكي يعتقد بشيء أو يعمل بعمل يحتاج إلى موجه وأي موجه أفضل من الحق تعالى ومن الله في الدين؟

    أنت مرة تقول لا، أنا بغض النظر عن أي شيء أكون قناعاتي وسلوكي أقول عند ذلك الحق وياك أما أنت تفعل ذلك أو لا تفعل؟ لا تفعل إذن يوجهك احد الآن الأفضل يوجهك المحيط أو يوجهك الله، تقول أين الله؟ يقول هذا الدين، وظيفة الدين ما هي؟ ما هي الوظيفة الأصلية للدين؟ يعلمهم ويزكيهم، هذا إشكال من؟ إشكال التقليدي على الحداثي.

    ولكن هذا الإشكال وارد على الحداثيين أو ليس وارد إن شاء الله في الأبحاث اللاحقة سيتضح بأنه الحداثي ما عنده إشكال في هذا، فقط انتظروا قليلاً ولكن أنا أريد أبين إشكال التقليدي على الحداثي الذي يعتقد لأنه إذا تتذكرون في الاتجاه التقليدي قلنا يعتقد بأن العقل يستطيع أو أن العقل يحتاج إلى مكمل في الأبحاث الأولى قلنا الفارق بين الحداثي والتقليدي أن الحداثي يقول المدار على ماذا؟ على العقل التقليدي ماذا يقول؟ يقول العقل بما هو عقل من غير مكمل وهو الوحي قادر أو ليس بقادر؟ ليس بقادر، هذا بيناه الآن يطبق هنا يقول الآن اتضح لك أن الإنسان شاء أم أبى موجه من المحيط والبيئة والثقافة والأستاذ والصديق والمواقع الالكترونية إلى آخره أليس كذلك؟ وأنت قبلت هذه أصولك في علوم الإنسانية والنفسية هذه نظرية فرويد لك فإذا كان الأمر كذلك إذن تحتاج إلى موجه أو لا، نعم أنت تصورت إذا لا يوجد موجه خارجي ملتفت إليه فأنت حر لا ليس كذلك.

    هناك كثير من الأحيان يوجد موجه ولكن أنت لا تلتفت إليه، ما ادري واضح الإشكال والملاحظة التي يذكرها التقليدي على الحداثي ولكن يبقى هنا سؤال أساسي وهو أنّه إذا تتذكرون في الاتجاه الحداثي في الركن الثاني أنا ما طرحته هناك حتى الآن اطرحه للأعزة في الاتجاه الحداثي في الركن الثاني قلنا أن المحورية لمن؟ للإنسان قد يقول الاتجاه التقليدي أيضاً نحن نقول أن المحورية للإنسان وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً فضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا.

    نحن أيضاً نقول أن المحورية للإنسان هنا الاتجاه الحداثي يدخل على الخط، ما هي أهم خصائص الإنسان في الاتجاه التقليدي الذي إلى الآن نحن في الفلسفة وغيرها نقرأ هذا.

    الخصوصية الأولى أن الإنسانية الإنسان بما هو إنسان لا زيد وعمر الإنسان بما هو إنسان له ذات له حقيقة أو ليست له كذلك نعم ولهذا أنت عندما تعرّفه تعرّفه غير ما تعرف الموجودات الأخرى فتعطي له ذات، هذه أوّلاً.

    اثنين وان هذه الذات فلنسميها الحيوان الناطق على سبيل المثال كما يقول أرسطو وأنها مشتركة بين جميع أفراد الإنسانية يعني بيني وبينك يوجد مشترك أو لا يوجد؟ ما هو هذا المشترك هذه الذات المشتركة وإلا عوارضنا طول وعرض مختلفة أم ليست مختلفة؟ هويتنا الفردية تختلف هويتي الفردية تختلف عن هويتك الفردية ولكنه هذه في الذات أم في الأعراض؟ في الأعراض وإلا الذات واحدة مشتركة هذه اثنين.

    ثلاثة، هذه الخصوصية الثالثة: وانه تعارضت المصالح والمنافع للذات المشتركة مع مصالح الفرد بما هو زيد أيهما يقدم؟ المشتركة، انظر إلى المنظومة الدينية التي يقررون أن المصالح الاجتماعية مقدمة على المصالح الفردية.

    يعني بيني وبين الله إذا المجتمع يرى بأنه الاحتكار في مصلحته أو ليس في مصلحته؟ مع أنّه إذا كانت الدولة تريد أن تأخذ مالي وتبيعه للناس هذا يؤلمني أو لا يؤلمني ولكنه هذا الم فردي أم جمعي؟ فأيهما عندما يتعارضان أيهما يقدم؟ تقدم المصالح المنافع الملذات، المرتبطة بالذات على المصالح المنافع الملذات المرتبطة بالفرد.

    هذا هو الإنسان الذي هو محور في الاتجاه التقليدي فالمحور في الاتجاه التقليدي الفرد أم الإنسان؟ يعني النوع المشترك أم المختص؟ المشترك.

    تعالوا معنا إلى الإنسان في الاتجاه الحداثي كاملاً يرفض هذه الأصول الثلاثة يعني ماذا؟ يقول أما قولكم أن لكل شيء ذاتاً لا توجد ذات أصلاً ذات ليست موجودة، وهذا الذي أشكل عليه فلاسفة المسلمين قالوا إذا كلها أعراض إذن الأعراض بلا جوهر لا معقول إذن من حيث انكرتم الجوهر اثبتم ماذا؟ هذه مغالطات مالت البداية والنهاية.

    لكن هؤلاء يقولون أساساً لا يوجد شيء ثابت وأنت هذه طعّمها بالحركة الجوهرية تجد الحق مع من؟ مع الحداثي لا مع التقليدي لا مع ابن سينا، ابن سينا واحدة من إشكالاته لرد الحركة الجوهرية يقول الحركة تحتاج إلى ذات ثابتة ملا صدرا ماذا قال؟ قال أبداً لا نحتاج إلى ذات ثابتة بل هي الذات في الحركة إذن بيني وبين الله توجد حركة؟

    الآن انظروا إلى هذا الماء، هذا الماء يقولون له ذات وهي المائية نعم قد يكون بارداً وقد يكون حاراً وقد يكون مضافاً وقد يكون خالصاً وقد يكون إلى آخره لكن يبقى ذات المائية ملا صدرا يقول لا يوجد عندنا اسمه ذات شيء لان الحركة في ماذا؟ في الجوهر تقول لعد لماذا تقول من أوله إلى آخره ماء؟ يقول للاتصال لا للذات، في بحث الحركة الجوهرية قلنا لعد أنا الآن عندما أقول أنا واؤمن بالحركة الجوهرية هذا متعلق أنا أين؟ في الوحدة لا في الحركة، في الوحدة أنت قبل عمرك سنة أو سنتين ماذا تقول؟ أنا وبعد أن صار عمرك مئة سنة ذلك الوقت أنت أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا أصلاً موجود جاهل مئة في المئة والآن أنت اعلم العلماء ذاتاً أنت واحد أم اثنين؟ واحد.

    بينك وبين الله هذه الذات الجاهلة والذات العالمة واحدة؟ يعني الاختلاف في الأعراف فقط؟ إذن توجد ذات ثابتة أو لا توجد؟ تلك الذات التي كنت أقول عنها أنا غير الذات الذي بعد مئة سنة أقول عنها أنا لعد لماذا يصح هذه الأنا باعتبار هذا الاتصاف.

    هذه الوحدة من أين تأتي؟ لا أن تأتي من وحدة الذات، بل تأتي من وحدة الاتصال، هذه الحركة الجوهرية ما هو معنى الحركة الجوهرية؟ يعني أنّه عندما يقول الجوهر متحرك يعني توجد ذات ثابتة أو لا توجد؟ لا توجد ذات ولهذا الأصل الأول في محورية الإنسان في الاتجاه الحداثي أنّه لا معنى لان يوجد ذات لشيء وترتب على هذا الأصل الأصيل عند جملة من فلاسفة الغرب وترتب على ذلك إذن توجد خصوصية مشتركة بين أفراد الإنسانية أو لا توجد؟ كل فرد هو هو يشترك مع الآخرين أو لا يشترك؟

    قد توجد اشتراكات ولكن هذه ما مرتبطة بالذات ولكن يشترك مع الآخرين أو لا؟ قد توجد اشتراكات ولكن هذه غير مرتبطة بالذات كما في الأعراض ولكنه اشتراكات في الأعراض أصلاً نوع لا يوجد هذا على مبنى أرسطو على مبنى المشائين احنه عندنا جنس وكذا لأنه هذه كلها مرتبطة بحفظ ذاتية وخصوصاً على مباني ملاصدرا واقعاً هذه مباني ملاصدرا إذا تقرأ قراءة حداثية واقعاً نافعة لأنه ملاصدرا يقول هذا يبدأ نطفة اما أن يكون ملكاً اما أن يكون خنزيراً إذا يوجد ذات كيف يصير ملك مرة ماذا؟ أليس يقولون هذه أنواع متوسطة؟ يعني حقيقته وذاته في النتيجة إذا هو إنسان يقدر يصير خنزير أو ما يقدر بناءً على المشائين؟ ما يصير لأنه يوجد تبيان بين الأنواع ولكن في الحركة الجوهرية ماذا يصير؟ اما يتعالى فيكون ملكا واما يتسافل فيكون ذئبا فإذا يوجد ذات ممكن أو غير ممكن؟ هذا يلزم انقلاب الأنواع إذن لا ذاتية هذا الشيء لا بشرط فيه قابلية أن يكون كل شيء ولكن هيولا وجودية موجود فيه قابلية.

    افترض أن الشجر أيضاً يمكن أن يكون اول سنتيمتر يخرج من الأرض كيف؟ وبعد ذلك تبقى ألف سنة طولها كم يصير؟ مائة متر اوراقه وثماره ذاك الذي يأتي افترض زيد من الناس زرع هذه البذرة يأتي حفيده بعد مائة سنة يقول هذه الشجرة التي زرعها أبي هو ماذا باقي من ذيك؟ يوجد شيء باقي منها؟ لا أبداً لا في عوارضها لا في حقيقتها لا في ثمارها لا في آثارها فقط بلحاظ الاتصال يقول هي هي إذن الأصل الأول في فهم الإنسان عند الاتجاه الحداثي أن توجد ذات ثابتة أو لا توجد؟ لا توجد، ويترتب على ذلك انه يوجد عنصر مشترك بين الافراد أو لا يوجد؟ لا يوجد، ولهذا فرد منه ماذا يكون؟ الصادر الأوّل صادر آخر يصير ابولهب وأنت كلاهما تقول إنسان إذن يظهر هذا عنوان إنسان ليس مشتركات في الذات وإنما مشتركات في أمور أخرى كما انه أنت الآن تقول موجود الجدار هم موجود هذا ليس معناه انه يوجد مشتركات أبداً لا توجد مشتركات يعني لا توجد ذات مشتركة لا فقط الأسماء بل الاشتراك في الوجود أقول نعم ولكنه هذه هوية لا ذاتها وهذه هوية ماذا؟ يعني هذا الفرد شيء وهذا الفرد ماذا؟ بدليل أن الإمام أمير المؤمنين في ظروفه نهج البلاغة ماذا يقول؟ يقول والصورة صورة الإنسان والقلب قلب حيوان يعني الظاهر شكله انشان ولكنه بطنه بهيمة إذا كانت ذات مشتركة لا يمكن أن يكون فقط اشتراك في الصورة ومن هنا هؤلاء لا يقبلون نظرية وجود خصوصية مشتركة بين أفراد الثانية والنتيجة ماذا تصير؟

    الأصل الثالث: إذا تعارضت المصالح المشتركة يقول أين يوجد مصالح مشتركة؟ يوجد عندنا منافع فردية وأنا ابحث عن منافعي يقول يضر الآخرين يقول ماذا علاقتي أنا به كل يبحث عن منافعه ومصالحه ولهذا تتذكرون إذا في الحكم الثاني قلنا يقول لا افدي نفسي لاخر أبداً أنت تقول في سبيل الله يقول سبيل الله ماذا؟ تقول للقيم يقول القيم لي وعندما وجدت لنفعي ومصالحي فإذا خدمتني اقبلها لم تخدمني أضعها جانباً .

    وهذا هو الركن الثالث الذي اشرنا إليه قلنا في الحداثة الفردية هي المحور إذن أي إنسان هو المحور؟ الإنسان ببعده المشترك أو ببعده الفردي وهذه هي الحداثة هذا من أهم أركان الحداثة انه من أركان الإنسان الحداثي بخصوصيته الفردية لا محورية الإنسان بخصوصيته المشتركة والعامة ولهذا أنا قلت انتظروا قليلاً عندما نصل إلى الركن الثالث سيتضح ما هو المراد من الإنسان المحور وبهذا اختلف محورية الإنسان في الاتجاه التقليدي عن محورية الإنسان في الاتجاه الحداثي، محورية الإنسان في الاتجاه التقليدي ببعده النوعي المشترك اما محورية الإنسان في الاتجاه الحداثي ببعده الفردي ومصالحه ولهذا عنده استعداد الآن في النظام الرأس المالي إلا أن يحكمه القانون انه لو اقتضى أن يموت بسبب منافعه مليون إنسان فاليموت ثم ماذا؟ أصلاً البقاء على الأولى جاءت على هذا الأساس نظرية البقاء للأقوى.

    بعض حاول أن يعدلها ويقول البقاء للأصلح من هذا يقول بلي من الاصلح لابد أن ابقى وليس أنت واطمئنوا المباني الدينية تسمح لها لأنه التزاحم الاهم والمهم ماذا؟ يقول أنا الاهم عند ذلك يبقى معنى أن الغاية لا تبرر الوسيلة أم تبرر الوسيلة؟ تبرر الوسيلة طبيعي جداً لماذا لا تبرر؟ هذا على المنطق الآخر لا تبرر اما على المنطق الذي يقوله تبرر ولعل هذا من أهم الفوارق بل بين المنهج السقراطي وبين المنهج الاورسطي، المنهج السقراطي كان يقوم على ركنين اشرنا على الركن الثاني ما هو؟ وهو انه الذي لا تمتحنه لا تعتقد به ولكن هذا ليس مهم المهم يقول يجب أن تتعرف على نفسك من عرف اعرف نفسك والذي واقعاً قلب هذه المعادلة أرسطو قال من عرف الإنسان ليس من عرف نفسه ولهذا أنت الآن في منطق الاورسطي تأتي إلى الفرد أم تأتي إلى النوع؟ تعريف الإنسان أم تعريف زيد؟ هذا منطق اورسطي وكل المنطق وفلسفته قائمة على ماذا؟ ومعرفة الإنسان تلازم معرفة الفرد أو لا تلازم؟ إذن يبحث عن أي مصالح؟ مصالح الاشتراك لا مصالح الفرد وهذا هو الذي جاء إلى ثقافة المسلمين وقرأ النص الديني بنظرية اورسطية والى يومنا هذا يبقرأ النص الديني بقراءة أي نظارة؟ نظارة من عرف نفسه أم نظارة من عرف الإنسان؟ مع انه عندما ترجع إلى نصوصنا القرآنية والروائية كلها معرفة النفس وليس معرفة الإنسان عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل أن اهتديتم كم رواية عندكم في معرفة النفس.

    ولهذا يذهب جملة من فلاسفة الغرب والذي التفت إلى هذه النكتة العرفاء والعرفاء ذهبوا إلى الانفس وتركوا اتجاه الافاق وذهبوا إلى الاتجاه ماذا؟ يقول أنا ليس الإنسان بل أنا ولكنه عندهم إشكالات في مكان آخر الآن ليس محل بحثي ولهذا جملة من فلاسفة الغرب يعتقدون أن أهم انحطاط ضرب الفكر الغربي عندما انتقلنا من المنهج السقراطي إلى المنهج الاورسطي ولا يمكن تعديل هذه الحركة إلا بالرجوع إلى المنطق منطق السقراطي أن الميزان يكون النفس وأنا أتصور القرآن هم عندما يؤكد على الإنسان ليس مقصوده الإنسان النوعي مقصوده الشخص أن أحسنتم أحسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها أصلاً انتم، نعم قد تقول لي سيدنا هذا معناه انه لابد أن لا نعتني أقول لا أبداً كما انه الآن هذا المنهج السقراطي يطبق في الغرب ويعتنون بحقوق الإنسان أكثر مني ومنك ولكن في الرؤية التي يحملونها قد تقول لا، يقتلون الآخرين باعتبار انه لا يرى هذا من الإنسان لابد أن يرفعه ويسويه إنسان ذاك بحث آخر تتذكرون في محورية الإنسان قلنا إذن هل يضحي نفسه لأجل إنسان آخر؟

    قلنا يوجد اتجاهان اتجاه يقول نعم واتجاه يقول لا، لا الاتجاه الذي يقول لا يعمل بهذا يقول أنا لأجل شيء آخر لا اضحي نفسي ولكن لأجل إنسان آخر بلي لا يوجد مانع لأنه هذا تضحية لي لأنه يوجد مشابهات ومن هنا عندما نرجع إلى النصوص الدينية نجد انه المنهج القرآني طبعاً هذا الذي أقوله النص القرآني مرتب بشكل تأتي به المنهج الاورسطي تجد شواهده تأتي المنهج السقراطي أصلاً نظم أنا الذي عبرت عنه بنظرية الانفتاح الدلالة النص القرآني منظم أي دلالة يتحمله هو منظم بهذه الطريقة يعني من قبل الحكيم الخبير نظم بهذه الطريقة وعلى هذا الأساس تفهمون واحدة من أهم  مباني نظرية جواز التعبد بجميع الأديان والمذاهب المنهج السقراطي لأن المنهج السقراطي ملاكه الإنسان أم ملاكه شخص والفرد؟ هذا الفرد هم وصل إلى هذا ماذا يفعل غير هذا ماذا يفعل؟ هو وسل إلى ماذا؟ أن منفعته ولذته، مصلحته، دنياه، آخرته أن يمشي وراء البوذية يقول لأنه مليار وسبعمائة مسلم يقول باطل وابطل هذا يصير المنهج الإنساني أم المنهج الفردي يقول هؤلاء مليارين؟ ما علاقة لك انتم عليم أنفسكم وأنت انتهيت إلى انه منفعتك أين؟ في هذا لا في شيء .

    فتحصل إلى هنا انه أساساً أنت الآن عندما تقرأ الاستعمار وحركة الاستعمار وحركة الاستشراق تجد انه تتجلى كاملاً أي رؤية؟ الإنسان بما هو إنسان أم بما هو فرد؟ كاملاً الحركة يتحرك ضمن مبانيه الفكرية والايديولوجية والأخلاقية والقيمية إذا هذا يضرني إذن أنا ماذا افعل؟ اتركه يقول إذا تركته يلزم كذا يقول ماذا علاقتي بالآخرين وإذا ينفعي ماذا افعل؟ أحاول الحصول عليه يقول لأنه هذا يضر الآخرين هنا يقول لأنه يأتيك في المجتمع فإذا كان ضررك بنحو يؤدي إلى ضرر الآخر القانون يمنعك ولهذا أنت الآن ما ادري يوجد تصوير في المواقع امرأة محجبة ويحاول بعض أن يعتدي عليها بان ينزع حجابها يأتي آخر لا يعتقد بالحجاب ولكن يدافع عنها من يسألوه يقول حجابها لا يؤثر عليك لماذا تريد تنزع حجابها؟ انظر إلى المنطق ليس لأنه هو معتقد بحجاب المرأة المسلمة لا، قد تقول له يقول ارفضه رفضاً قاطعاً ولكن هذه حريتها الشخصية ولا تؤثر علي فليس من حقي أن امنعها متى من حقي امنعها؟ عندما بدأت تزاحم حريتي ولهذا الآن أنت تجد عندما تأتي جماعة ومجموعة وترى أنها لذتها ومنفعتها ومصلحتها في الزواج المثلي القانون يقف امامهم أو لا يقف؟ ليس فقط لا يقف امامهم بل يحميهم إذا احد أراد أن يعتدي عليهم يسمح أو لا يسمحه؟ لماذا؟ يقول لأنه حريته الشخصية إذا تعارضت مع حريتك الذي أنا امنعه قانوناً اما عندما لا يتعارض معك لماذا امنعه؟ هذه كلها اصولها ماذا؟

    تقول لي هذا لا ينسجم مع الفطرة الإنسانية يقول فطرية إنسانية ماذا هذا مبني على وجود الذات ووجود المشتركات أنا ما عندي هكذا عقيدة لا تحاكمني أنت تقول مليون سنة البشرية عاشت بهذه الطريقة زواج الذكر بالانثى يقول هم كانوا يتصورون أن رضايتهم ولذتهم أن تكون الأسرة مكونة من ذكر وانثى أنا أجد لذتي أن تكون من ذكر وذكر فنستطيع أن نحكمه بمليون إنسان بمليار سنة من التاريخ أو لا نستطيع؟ نعم على النظرية الاورسطية التي المدار على الفرد أم النوع؟ بلي نحكمه نقول أنت شاذ اما المدار على المنهج السقراطي الذي يعتقد بأنه المدار على معرفة النفس يقول ولذتي أنا ماذا؟

    إذن المدار على النوع أم على الفرد؟ الفرد، ثقافتنا فردية اما الفاظنا ونظرياتنا إنسانية ولهذا ترون هذه التناقضات الموجودة في المجتمع كل يبحث عن مصالحه الفردية ولكن القانون يريد أن يطبق عليه النوع والاجتماعية الذي ماذا يصير؟ هروب من الضرائب مع انه الضرائب التي يدفعها أين لابد أن تصرف؟ إلى المجتمع لماذا لا يدفع؟ الجواب: لان الذي يحركه هو المنطق الفردي والمنفعة الفردية.

    إذن وإنسان مخلوق على هذا البعد الفردي لا البعد النوعي هذا تمام الكلام في الركن الثالث من أركان الاتجاه الحداثي الآن إذا توجد أركان أخرى إن شاء الله إلى غدٍ والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2020/01/01
    • مرات التنزيل : 1908

  • جديد المرئيات