أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان البحث في فهم وتفسير وقراءة السيرة النبوية طبعاً هذه المفردات كل مفردة لها اصطلاحها الخاص من الفهم والتفسير والقراءة والتأويل ونحو ذلك وإن كان تستعمل في بعض الأحيان كمترادفات أو بمعنى واحد وليس الأمر كذلك.
السيرة لأنه وردت تساؤلات متعددة من الأعزة من المتابعين انك ذكرت أهمية بحث السيرة ولكن لماذا هذا الإصرار الذي الآن رقم البحث قد وصل إلى 16 في هذا اليوم فيما يتعلق بالسيرة والسنة وكان عمدة بحثنا مرتبط ببحث السيرة النبوية.
فيما يتعلق بأهمية السيرة طبعاً أنا أتكلم عن السيرة بشكل عام ولكنه مصداقاً نتكلم في السيرة النبوية يعني البحث في سيرة الأنبياء والأولياء والصالحين والمقدسين عبروا ما تشاءون هذا البحث في سيرة الشخصيات المقدسة حقاً أو باطلا بحثي ليس في هذا انه الآن هذه السيرة سيرة حقانية أم سيرة باطلة طاغوتية البحث في السيرة له اثر كبير جداً ومهم جداً لماذا؟
المقدمة الأولى أن الإنسان بحسب تأريخه الطويل لا يمكنه أن يعيش بلا دين، أن لم أقول أهم فلا اقل من أهم مكونات ثقافة الإنسان وحياة الإنسان هو الدين وعندما نقول دين مرادنا المقدس مرادنا الأمور الروحانية مرادنا الأمور الماورائية والذين قالوا هذه الحقيقة ليسوا متدينين لا يتبادر إلى ذهنكم أن المتدين يقول أن البشرية لا تستطيع أن تعيش بلا دين، لا، أولئك الذين لا يؤمنون بدين ولم يكونوا متدينين يعتقدون أن البشرية لا يمكنها أو لا اقل بحسب الاستقراء لم نجد بشراً وإنساناً بلا دين حقاً كان أو باطلا.
ولذا هذا الكتاب مختصر عن مجمل أفكار محمد أركون الدين والنص والحقيقة قراءة تحليلية في فكر محمد أركون والمهم انه يذكر أو يبين المشروع وبقدر ما يحاول أن ينقد ماذا؟ فمفيد من الجهتين أيضاً خلاصة المشروع ونقد المشروع.
تعالوا معنا في صفحة 111 من الكتاب هذه عبارات محمد أركون يقول لم توجد لحظة تأريخية استطاع الإنسان أن يعيش فيها من دون دين هذا استقراء هذا ليس نظرياً هذا استقراء تاريخي مرة نتكلم انه أن القرآن يقول أن الدين فطري لا هذا بحث نظري بل نحن نتكلم عن الواقع الاستقرائي الواقع المقروء الواقع المكتوب عندنا الإنسان لم يعش بلا أي دين كان دين بدائي دين معقد دين مركب دين بسيط دين الهي دين بشري أياً سمه ما تشاء وظل الدين صامداً حتى في أقسى الظروف التي تعرض لها، إذ انتم تعلمون في المئة سنة الأخيرة الماركسية من جاءت الحداثة من جاءت كلها حاولت أن تقصي الدين من حياة الإنسان لكن وفقت أم لم توفق؟ لم توفق.
إضافة إلى كونه مكوناً رئيسياً من مكونات الثقافة في كل العصور وهذا يعني أن ثمةّ حاجة روحية للإنسان لا تلبيها سوى الأديان هذه الأسباب وغيرها جعلت دراسة الظاهرة الدينية من أولويات العلوم الإنسانية الحديثة الآن ما هو الدين ذاك بحث آخر.
وهنا حاشية صغيرة جداً من أهم إشكالات عموم الذين قرأوا الظاهرة الدينية هو قراءة الظاهرة الدينية من خلال بعد واحد من أهم ما ابتليت بها العلوم الإنسانية هو دراسة الظاهرة من خلال بعد واحد يعني مثلاً ماركس جاء قراءة الظاهرة الدينية من خلال بعد اقتصادي، هذا وليس غير يعني حصر هذا التي سماها بعض الفلاسفة الغربية فلسفة هذا وليس غيره واقعاً هذه جميعاً مبتلين بها لا يوجد احد غير مبتلى بها يعني الآن أنت من تصير شيعي تقول هذه وليس غير انتهت القضية، السلفي أيضاً يقول هذا وليس غيره الفيلسوف عندما يذهب إلى البرهان يقول هذا وليس غيره تروح للعارف يقول الكشف هذا وليس غيره وهكذا.
هذا من ابتلاءات فكر الإنسان انه يعيش حالة الحصر انه هذه هي الحقيقة وليس غير ذلك، مرة يقول هذه هي الحقيقة جيد ومرة يقول هذه هي الحقيقة وليس ماركس هكذا قرأها فرويد ماذا قرأها؟ قال الجنس وغير هذا دوركاين قال هذا وليس وهكذا وعموم هؤلاء غير متدينين ولكن أصرّوا على أن الظاهرة الدينية جزء أساسي في ثقافة الإنسان ومن أهم الأعلام الذين اشتغلوا على هذه الظاهرة الدينية كارل ماركس ودوركاين وماركس فيبر هؤلاء اشتغلوا والجميع يعتقدون أن الدين يمثل واقعاً موهوماً ومضللا لا واقع له ولكنه موجود.
تعالوا معنا إلى صفحة 112 و117 من الكتاب يعتقد المهتم الآن الدين فيه مكونات أساسية سأشير إليها التي فيما سبق أيضاً أشرت الركن الأول الاعتقاد الركن الثاني الطقوس، الأعمال، الركن الثالث الأسطورة، لا تجد ديناً بلا أساطير أصلاً مكون أساسي من وجود الدين هو ماذا؟ ما معنى الأسطورة؟ نحن نتصور نقول أسطورة يعني الباطن لا ليس هذا، هذا بحث في محله هذا ليس بحثي.
إلى أن يصل هذا الرجل إلى هذه النتيجة يقول في صفحة 127 من الكتاب والخلاصة أن الاعتقاد بنظرية موت الدين فقدت مصداقيتها، قد تخف وقد تضعف ولكن لا تموت، تقول هو المعنى الفطري جيد جداً هذا اصطلاح قراني فاقم وجهك للدين حنيفا (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
فجميع الأدلة تدل على عودة الدين لكن الباحثين في الظاهرة الدينية لا يتحدثون عن عودة الدين بل عن… يقولون الدين حاجة إنسانية لا يمكن وإنما الكلام في ماذا؟ من قبيل ما يحتاج إلى أن يركب للانتقال من مكان إلى مكان البحث في (كان) التامة أم الناقصة؟ لا يحتاج بحث في السفر أنت تحتاج إلى مركب للانتقال ولكن بماذا أي مركب؟ مرة تحتاج إلى الفرس والحمار والى غير ذلك ومرة تحتاج إلى السيارة ومرة تحتاج إلى الطائرة وبعد لا نعلم بعد مئة سنة قد يكون شيئاً آخر لا نعلم.
يقول أي أن الدين بعد الحداثة لمن يكون هو ذاته قبلها وهذه هي مشكلات عالمنا المعاصر يعني مشكلات المجتمعات الإسلامية وهو أنهم يتصورون بأنه عندما نقول مجتمع ديني أي دين؟ دين السلفية، ارجع إلى ذلك العصر وعيش ذلك العصر مع انه كلاهما ممكن أو غير ممكن؟ كلاهما غير ممكن واهم ميزاته انه يتمركز حول… فليس المهم معرفة الإله الآن في أدبياتنا معرفة الله هي الأصل يقول المهم كيف يتصور الإنسان الإله لأنه واحدة من أهم العلاقات نحن عندنا ثلاثة علاقات معروفة علاقة الإنسان مع نفسه علاقة الإنسان مع الإنسان علاقة الإنسان مع الطبيعة.
العلاقة الرابعة التي عادةً يغفل عنها علاقة الإنسان مع من؟ علاقة الإنسان مع ما صوره لنفسه من الإله، الإله ذاك الأمر الثبوتي الواقع أنت لا تعرف عنه شيئاً أصلاً مجهول الكنه أنت ماذا تعرف؟ مع ما صورته من الإله فأنت تصوره موجوداً جسمانياً جالس على العرش ذاك المجسمة وأنت تصوره مجرداً وذاك يصوره وحدة وجودي وهكذا، فكلٌ يعيش مع ما صوّره.
هذه مهمة جداً هذا التصوير يختلف لا من إنسان إلى آخر من عالم إلى عالم، لا، نفس الإنسان حالاته النفسية تصور له الحق بأشكال مختلفة.
وإنما المهم كيف يتصور الإنسان الإله؟ وهذا الإله الواحد يعبده كل فرد بدينه واعتقاده وطقوسه الخاصة وهذا هو التصوف الفردي وهو يعني أن لكل إنسان مذهبه الخاص من دون وجود حقيقة في نهاية الأمر الآن هو يقول من دون نحن نقول توجد الحقيقة ولكن أنت تعرف من الحقيقة أي قدر؟ هذه الصورة، لا انه لا توجد حقيقة، توجد حقيقة لأنه نحن لا نعتقد انه الإيمان بالإله أمر موهوم بل هو أمر حقيقي.
فالدين موجود لاشباع حاجات الإنسان الروحية سواءً كان هذا الدين حقاً أو باطلا فإنّ هذا يعني كون الحق حقاً أو باطلاً لا يضرّ بالنسبة إلى المتدين، المتدين اعتقاد باطل ولكن يدافع عنه أكثر مما أنت تدافع عن دينك الذي هو حق، بأي دليل؟
بدليل انه هو يفجر نفسه لأجل اعتقاده وأنت عندك استعداد تصرف درهماً واحداً لأجل دينك، أيهما اعتقاده أقوى؟ كم من الأعزة الجالسين هنا ويشاهدون أو يتابعون هذا البرامج عنده استعداد أن يضحي بنفسه وأمواله وعائلته وأولاده وجاهه وكل ما يملك لأجل الدين؟ إذا وجدتم من كل خمسة مليون واحد لكم الحق.
مع انك تعتقد أن هذا هو الدين الحق وتعتقد أن الآخر دينه باطل ولكن يفجر نفسه لأجل باطله لا يضر انه يلبي ويعبر محمد عن هذا الاتجاه فالإسلام في رأيه لن يكون بعد الحداثة كما كان قبلها ونحن وافقنا على هذا الأصل وهو انه لكل عصر قراءة خاصة الذي عبرنا عنه لكل عصر مصداقه الخاص للإسلام هذا أصل.
الأصل الثاني: الدين لا يستقر قلنا الدين ضرورة إنسانية، هذا من الكتب المفيدة والمهمة الأديان العامة في العالم الحديث خوسه كازانوفا ترجمة قسم اللغات الحية وترجم في جامعة البلمان مركز دراسات الوحدة العربية هناك هذه العبارة مهمة جداً وقد تسلح علماء اجتماع الدين بالأدلة العلمية فقد تعززت ثقتهم في التكهن بغدٍ مشرق ينتظر الدين أصلاً القرن القادم قرن الدين، ولكن لا دين السلفية ولا دين الآباء والاجداد ولا دين الاجماعات والضرورات والمشهورات والمسلّمات بل دين ينسجم مع متطلبات الإنسان المعاصر، ولهذا يقول بغدٍ مشرق ينتظر الدين وهذا الانقلاب في المواقف الآخرين كتاب مفيد جداً.
الأصل الثاني هذا في ضرورة الدين ولكن لا يستقر الدين في حياة الناس إلا من خلال أنموذج أسوة وقدوة معتقد موجود طقوس موجودة، أساطير موجودة كل شيء موجود ولكن لا يوجد من يجسّد الدين في الحياة ولهذا تجدون القرآن الكريم يركز على مسألة يكون في رسول الله أسوة قدوة هذه الأسوة والقدوة يعني تجسد ماذا؟ وهو الذي يحرّك الناس ولهذا من أهم مكونات الدين سير المقدسين في ذلك الدين وإن كانت أسطورة وإن كان خلاف الواقع ولكنه يؤثر فيهم أكثر من ألف نظرية اعتقادية.
ولهذا أنت الآن عندما تأتي وتجلس أمير المؤمنين سلام الله عليه، أتكلم عن الظاهرة الدين لا أتكلم عن العالم أو المحقق بل أتكلم عن الظاهرة الدينية في المجتمع، بيني وبين الله الذي يجذب الناس ويجتذبوا الناس، نهج البلاغة لعلي بن أبي طالب؟ لا، شجاعته، سيرته، أعماله، زهده وإلا من يم علم أمير المؤمنين؟ وهكذا أصلاً لا يفكر انه هذا حق لو.. فقط يفكر أبي الفضل هكذا فعَلَ بتعبيرنا القاسم هكذا فعل في كربلاء.
لان البعض قالوا سيدنا ما هي أهمية السيرة؟ يا عزيزي الدين يعني السيرة طبعاً لا أريد اقبل نظرية العامل الواحد حتى تشكل عليّ لكن أريد أقول أهمية السيرة، علم الأديان خزعل الماجدي السيَرَ المقدسة هذه من أهم المكونات الأساسية للثقافة والظاهرة الدينية تؤدي السيَرَ المقدسة لمؤسسي الأديان من أنبياء، كهنة، رجال دين، كبار، أولياء، قديسين، دوراً مهماً يعادل أو يقابل ما تؤديه الأسطورة في المكونات الرئيسية حيث تكون هذه السيَرَ مصدر الهام للمؤمنين وقد أصبحت السيَرَ المقدسة أقوى متناً وتأثيراً من الأساطير مع الأديان التوحيدية بشكل خاص يقول غريب انه عندما نأتي إلى السيَرَ نجد تأثيرها في الأديان التوحيدية أكثر من غير التوحيدية.
حيث انحسرت الأساطير في الأديان التوحيدية يعني اليهودية والمسيحية والإسلام نسبياً عن الله الواحد وذهبت نحو وعالم فلان على فقط مست حاجة فلان وكان هناك أحيان لا نريد قوله أن السيَرَ المقدسة كانت غذاء المؤمنين الفكري والروحي ولاسيما عند البسطاء التي هي الظاهرة الدينية حيث توضح هذه السيَرَ المعجزات وتكاد بعض الكتب المقدسة تكون سيراً لمؤسسيها إلى فلان ولذلك نرى أن السيَرَ المقدسة هي الركن الأول من أركان المكونات إلى أن يقول وتكون السيرة عادة أهم من البحث في صدقها أو كذبها عند المؤمنين لأنها عماد تقواهم بل أن السيَرَ المقدسة هي مركز أيّديهم وهو كذلك في علم الأديان وأنت الآن والمجتمعات الدينية ببابك انظر الذي يكوّن ثقافة الناس ويشكّل ثقافة الناس ليسوا العلماء في الحوزات هم أهل المنبر 99% هذا شغل أهل المنبر واحد بالمائة شغل العلماء وهؤلاء بيني وبين الله من يصعد، يصعد بقصة ومن ينزل، ينزل بقصة والسيرة لا مصدر لا أصل لا سند لا عقل لا قرآن لا حديث أبداً وهذه هي تشكل ثقافة الناس إذن من هنا تأتي أهمية دراسة السيرة النبوية.
إذن السيرة النبوية ليست فقط تشكل من أهم أركان الثقافة الدينية بل أهم ركن في الثقافة الدينية أنا وجدتم إلى الآن وقفت لأنه اعلم أهمية هذه القضية الآن نأتي نريد أن نكتب في السيرة النبوية، ماذا قلنا في بحث السابق في كتاب السيرة النبوية قلنا توجد أربعة عناوين صفحة 251 قلنا ناسخاً جماعاً شارحاً كاتباً، الكاتب ماذا يفعل؟ بيني وبين الله لابد أن يفهم وان يفسر وان يؤول وان ينقد إلى آخره نريد أن نكتب في السيرة.
الآن الأصل الأول الذي يواجهنا في كتابة عن السيرة النبوية أن الإنسان (هذا وقفنا عنده) هل يستطيع أن يكون محايداً في كتابة السيرة النبوية أو لا يستطيع؟ الموضوعية في العلوم الإنسانية الحق والإنصاف كتاب مفيد جداً الموضوعة عرض نقدي لمناهج البحث في العلوم الإنسانية هذا لبيان المقدمة، ولتبيان الموقع الذين فيه العلوم الإنسانية من ثقافة العصر ومن مهام التي تحمل تبعتها والدور الذي ينبغي أن تؤديه في عالمنا المعاصر يستعيد المؤلف عارضاً وشارحاً وناقداً هذا يكون كاتباً يستعيد المؤلف أعمال أهم المفكرين المعاصرين أمثال دورگان، دلتاى، ايبر، اورسل، شتاورس وأمثالهم ويثبت انه هذا غير ممكن أن يكون الإنسان محايداً خصوصاً في ماذا؟
اتركنا من القضايا الطبيعية خصوصاً في الأمور والأحداث التاريخية أصلاً لا يمكن هذا الباب مغلق في الأحداث التاريخية ولهذا في كتاب تاريخ التأويل العربي في صفحة 44 إلي نقلناه للأعزة يقول لقد فند گاديمير فكرت تعويت تاريخ التي يدعي الموضوعية ويعتقد التخلص (هذا المنهج) التخلص من النوادع الفردية والأحكام المسبقة هذا لا يمكن لأنه جزء من وجود أفكارنا متبياتنا اعتقاداتنا عندكم ثقافتنا لا وعينا هذه ليست مجموعة بيض أو بيضات وضعنا في سلة الذهن، وعندما نريد نفرغ السلة لا هذا جزء من هويتك خصوصاً اللاوعي .
أعزائي الإنسان في الثانية الواحدة في وعيه وشعوره يستطيع أن يتابع إلى عشرة أو إلى عشرين عملية يعني الآن أنا أتكلم معكم اراك احرك أيدي اخذ السبحة انظر إلى جنبي مجموعة العمليات عشرة إلى عشرين في هذا الآن الذي العقل الواعي أو الشعور الملتفت إلي يقوم بعشرة أو عشرين عملية اللاوعي بنفس الوقت يقوم بالفين عملية يعني مائتين ضعف من العقل وهو الذي يقرر ماذا تفعل أو لا تفعل وليس أنت، أنت عندما تريد أن تعبر الشارع السيارة تأتي من هناك وشيء يأتي من هناك وحقكم من الناحية الرياضية ومن الناحية الهندسية لابد أن تقوم بمئات العمليات الرياضية والهندسية حتى تحسب الآن تعبر الشارع أو ماذا؟
الآن لو تعطيه بيد مهندس تقول له بأي سرعة لابد اتحرك قدمي كيف ارفعها يحتاج مئات العمليات والحسابات الهندسية والرياضية حتى الآن تعبر أو تقف أنت تتصور أنت تقوم بهذه العملية؟ الذي يقوم به اللاشعور هو يقول للشعور قف أو ماذا بس أنت تتصور أنت تتخذ القرار هو من يتخذ القرار؟ إذا وجدت مكان هذا سببه اللاشعور قال للشعور افعل والشعور لم يلتزم بما قال وإلا هو لم يخطأ الذي يخطأ الأمر الاختياري ذاك غير اختياري ذاك حسابات دقيقة جداً يقول قم بهذا العمل أنت بعض الأحيان لا تلتفت إليه تقول لك لا تذهب ولكن أنت تعبر السيارة تضربك لماذا؟ لأنه هو حاسب حساباته أنت بهذا المشي الذي تمشي والسرعة التي سيارة تأتي وأنت بهذه السرعة يحصل الاصطدام ولكن لأنه وعيك مشغول بشيء آخر فيلتفت إلى قراراته أم لا؟
خصوصاً إذا قبلنا نظرية الوراثة الوراثة تتدخل والثقافة تتدخل وإذا تبين نتصور اننا ندير أنفسنا باختيارنا ولكن يديرنا غيرنا يقول فهذه النوازع (يا نوازع؟ الفردية والأحكام المسبقة) هي التي تؤسس موقفنا الوجودي الذي ننطلق منه لفهم الماضي والحاضر شئنا أم ولهذا أنت تجد إن شاء الله بعد ذلك أطبق هذا على نموذجين نموذج شيعي ونموذج سني سلفي حادثة واحدة وهي اخذ البيعة ليزيد أقرأها قرائة شيعية انظر البلايا الذي حصل للإسلام من بيعة وأقرأها قراءة سلفية مواقف المعارضة في عهد يزيد أصلاً لم يكن اصلح من يزيد لبيعته في ذلك الزمان هذه رسالة دكتوراه من كنوز الرسائل العلمية.
هذا الكتاب يعجبني تقرؤونه معاوية بن أبي سفيان شخصيته عصره الدولة السفيانية يعطيها من الإمكانات يقول أصلاً ما يقاس به علي من هو؟ فقط هذا الرجل يقول هذا بنا دولة قولوا لي ماذا فعل علي؟! قرائتها الباطلة الفاسقة سميه ما تشاء يقول بنا دولة الدولة السفيانية الادارية الاقتصادية المالية القضائية ماشاء الله 800 صفحة كتاب أنت تقول بأنه أمير المؤمنين بنا ماذا؟ انتم الذين تدافعون توجد دولة علوية قولوا لنا ما هي خصوصياتها؟ لماذا هذا يقرأ معاوية بهذه الطريقة وأنت تقرأه بطريقة كذا ماذا السبب؟ كن على ثقة والله ليس كله مرتبط بالمخابرات الكذائية ليس بهذا الشكل ذاك ينطلق من مجموعة نوازع وأحكام مسبقة هي التي تؤسس الموقف الوجودي الذي ينطلق منه لفهم الماضي والحاضر فليس التاريخ هو الذي ينتمي إلينا لأننا نتصور التاريخ ينتمي إلينا وإنما نحن الذي ننتمي إلى التاريخ لأنه نحن جزئه لهذا السبب فإن الآراء المسبقة للفرد أو احاكمه تشكل الواقع التاريخي شاء أم أبى.
ولهذا ومن هنا في صفحة 388 سؤال: سلّمنا معكم انه الحدث التاريخي لا يمكن قراءته بالموضوعية أساساً يمكن أدراك الحدث التاريخي الذي نحن نعاصره ولا نعيشه أو لا يمكن؟ لان أدراك الحقيقة التاريخية ادراكاً تاماً يبدو مهمة مستحيلة لماذا؟ لأنك أنت تعيش في عصر وتاريخ آخر له ثقافته له فهمه له خلفياته له احكامه وتريد أن تفهم حدثاً مرتبط بثقافة أخرى نعم تستطيع بقدر ما تستطيع أن تقترب منه.
ولهذا يأتي في صفحة 389 أن الحدث التاريخي هو في جوهره حدثُ يطلب ما إليه في زمان ماضي فعلاً إنما حدث في الماضي تريد أن تفهمه فعلياً لذلك فابرز سماته الحدث الماضي في واقعه هي الواقعية رغم انه حدث منقرض يقع استحضاره كيف استحضر ذلك الأمر بمخيلة العقل وعلمي ضمن هذه الرؤية هو يستحضر ذلك الحدث التاريخي ولا يمكن غير هذا ولكنه لا يستحضره بشكل مادي الآن إذا قضية تجريبية يستحضره أن يكرر التجربة صحيح اما القضية في الماضي يستطيع أن يكررها أو لا يستطيع؟ ومن هنا يقولون التجربة العلمية غير ممكنة على الحدث التاريخي لماذا؟ لأنه من أهم خصائص التجربة في العلوم الطبيعية هو انه تكون قابلة للتكرار والحدث التاريخي قابلة للتكرار أو غير قابل؟ إذن لا يمكن تطبق عليه قواعد التجربة العلمية.
والحدث التاريخي مفهوم خاضع لمبدأ الانتقال الآن لماذا تنتقي هذا المقطع ولا تنتقي هذا؟ لماذا تنتقي من مجموعة الاحداث والحوادث هذا الحدث ولا ذاك الحدث هذا الحديث ولا ذاك الحديث هذا الكلام ولا ذاك الكلام.
النتيجة التي انتهي إليها هذه وهي انه إذن توجد عندنا سيرة حذفت ووقعت في الماضي والآن تحت يدنا أو ليست تحت يدنا يمكن استحضارها أو لا يمكن؟ يمكن ذهاب إليها أو لا يمكن؟ لا هي قابلة للانتقال إلينا حتى نعيش الحدث ولا أنا قابل للانتقال إلى الحدث حتى أعيش الحدث هذا كلاهما بحسب قانون الزمان يمكن أو محال؟ محال الذي وقع في السبت وأنت تريد أن تفهمه في الأحد لا أنت قادر أن تكون في السبت ولا السبت يستطيع أن يكون في الاحد وإلا ما كان سبتاً ولا أحداً إذن ما العمل؟
إما نغلق الباب إذا أغلقنا الباب قلنا من أهم أركان الثقافة الدينية والظاهرة الدينية هي السيرة وليست سيرة المقدسين بل سيرة مؤسس هذا الدين أنا من أين اعرف هذا الدين الذي كل مفهوم من مفاهيمه يحمل ألف مصداقاً المصداق الذي يريده صاحب الدين يا مصداق من أين اعرفه؟ عندما يتجسد في سلوكه الخارجي وإلا إذا ما يتجسد في سلوكه الخارجي أنا استطيع أن اعرف أريد هذا المصداق أو ذاك المصداق يمكن أو لا يمكن؟ لا الباب مغلق كاملاً فان السيرة تجسد الدين في حياة مؤسس الدين من هنا ماذا نفعل؟ لابد وأنا ابتعد ألف سنة خمسمائة سنة مائتين سنة ثلاثمائة سنة خمسة آلاف سنة لابد أن افهم الحدث التاريخي وان أفسر الحدث التاريخ وان أؤل الحدث التاريخي باعتبار أن أقدم قراءة عن الحدث التاريخي عندي طريق آخر؟ وهذه القراءة واقعية حيادية، موضوعية أو قراءة تابعة لنوازعي وأفكاري وثقافتي والى ما املكه ما شاء الله هذه القضايا وهذه المفردات الثلاثة أربعة وتطبيقها إن شاء الله سنأتي إليها في الدرس اللاحق.