أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان الكلام في فهم وتفسير وتأويل السيرة النبوية وبينّا بالأمس أهمية السيرة النبوية باعتبار أن هذا الشخص هو المؤسس للإسلام فبطبيعة الحال أن كل المفاهيم وكل الأسس التي جاءت في النص القرآني تجسيدها العملي يكون في شخصية النبي الأكرم سواء على مستوى العهد المكي وبالأخص على مستوى العهد المدني.
إذن فهم هذا السلوك وفهم هذه السيرة وفهم هذه الشخصية على مختلف المستويات سواءً الفردية العائلية، الاجتماعية، السياسية، هذه كلها منظومة سلوك خارجي صدر من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله واعتقادنا الشخصي أن هذه الشخصية جسّدت الإسلام عملياً في الخارج بغض النظر عن المسائل الكلامية الأخرى.
من هنا تأتي أهمية فهم السيرة وعندما أقول سيرة فهي بالمعنى الأعم لا السيرة بالمعنى الأخص لأنه تارة السيرة بالمعنى الأعم تشمل كل أنواع سلوكه صلى الله عليه وآله في مختلف المجالات وأخرى السيرة بالمعنى الأخص يعني ما يرتبط بحياته الشخصية والفردية الآن عندما نقول فهم السيرة بما يشمل أيضاً السنة أيضاً لأنه نحن قلنا سيرة نبوية وسنة نبوية الآن نريد أن نفهم مجموع ما صدر منه صلى الله عليه وآله في مختلف مجالات الحياة.
هذه المفردات الثلاثة الفهم، التفسير، التأويل تقريباً هذه المفردات الثلاثة مترتبة طولاً يعني أوّلاً لابد أن نفهم الشيء نصاً كان أو فعلاً بأي وثيقة، ثانياً أن نفسر ما فهمناه يعني عندما نأتي على سبيل المثال إلى النص القرآني أوّلاً لابد أن نفهم هذه المفردات هذه الجمل هذه السياقات نفهمها وما لم نتعرف على اللغة على قواعد اللغة على النحو على الصرف على الأدب إلى غير ذلك لا يمكن فهم المفردة أو فهم الجملة أو فهم السياق.
ثم في المرحلة الثانية نأتي لنفسر هذا النص فإذن مرحلة التفسير مرحلة بناءً على هذا البيان للفهم متأخرة عن رتبة الفهم، ولكنه التفسير أيضاً يمكن أن يكون بحسب الظاهر ويمكن أن يكون بحسب الأهداف والغايات والباطن والتحليل ونحو ذلك الذي نصطلح عليه بالتأويل.
ولهذا عندما تأتون إلى هذه المفردات في كتاب تأويل التاريخ العربي لدكتور محمد الخراط في صفحة 49 يقول والتأويل يبدأ بعملية تلقي أولية تسمى الفهم إذن المرحلة الأولى للوصول إلى التأويل لابد أن نفهم النص أو نفهم الواقعة نفهم ما وقع هذا أوّلاً.
ثم في المرحلة الثانية وهذا الفهم هو في الغالب نوع من الإدراك المباشر كثيراً ما يكون متسرعاً يعني الظهور الأولي للنص أو للفعل أول ما ترى الفعل أول ما تقرأ النص يتبادر إلى ذهنك عبروا عنه التصور في الأصول عندنا تصور وتصديق الآن عندك التصديق أيضاً مرحلة أولى وتصديق جدي ومراد جدي، ما يكون متسرعاً ومقترناً بآرائنا المسبقة يعني الصورة التي نحملها الخلفيات التي توجد كاملاً تؤثر في هذا الفهم.
أما المرحلة الثانية فهي تفسير وهي مرحلة التحليل للنص هذا إذا كان نصاً أو مرحلة التحليل للسلوك وللعمل إذا كان سلوكاً خارجياً واقرب ما تكون إلى الدراسة العلمية التي تحدد الظواهر وتستقرئ وتصنف وتضع جداول واحصاءات ثم يكون التأويل، ما هو التأويل؟
تعالوا إلى صفحة 12 من الكتاب، التأويل له اصطلاحات كثيرة ماذا نعني بالتأويل؟ عندما نقول تأويل ماذا؟ التاريخ ما معنى تأويل التاريخ هل نتحدث عن التأويل باعتباره آلية من آليات القراءة لا تخرج عن ما قاله الجرجاني مثلاً في التعريفات أو قاله حاج خليفة في كشف الظنون أم نعني به التأويل الاصطلاح الحديث للتأويل تلك الفلسفة التي صاحبت الهرمونوطيقا في الفكر الحديث الذي يتذكر الأعزة قلنا الهرمونوطيقا المجال لا فقط الموضوع وإنما العالِم والعالَم هذا التفاعل فيما بينهما يسمى حالة هرمونيطقية.
ثم ما علاقة التأويل بالقراءة والشرح والتفسير والتفكيك وغيرها من المفاهيم وماذا نعني بتأويل التاريخ، ماذا نقصد إننا نريد أن نؤول التاريخ؟ الجواب أوّلاً نفهم ثم نفسر ثم نبحث لماذا صدر هذا الفعل وما هي الغاية المترتبة من هذا الفعل؟ إذن في تعبيرنا الفلسفي البحث عن العلة الفاعلية والعلة الغائية.
يعني أنت عندما تؤول تريد ماذا؟ الآن اضرب لكم مثالاً، الآن تعالوا إلى واقعة الطف في كربلاء مرة أنت تأخذ الوثائق لتفهم ما وقع، هذه المرحلة الأولى، المرحلة الثانية ثم تبدأ ربط هذه المجموعة مما فهمته لتفسر الظاهرة ثمّ تبحث أساساً لماذا ما هي المقدمات التي أدت إلى وقوع هذه الواقعة ما الذي حدث في خمسين عام الإمام الحسين يقتل ويستشهد بتلك الطريقة ما الذي حصل في خمسة عقود هذا تحليل للمقدمات ولباطن هذه الحادثة وإلا هذه الحادثة وقعت الآن كثير من الحوادث تقع في العالم أنت لا تبحث لا عن أسبابها ولا عن ماذا؟
ثمّ الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام ما هي الأهداف التي أراد أن يحققها من قيامه في كربلاء؟ استطعت أن أوصل الفكرة إلى الأعزة؟ ولذا هو يقول أليس التأويل بداهةً من بداهات العقل البشري المؤمن أبداً العقل البشري بثنائية الظاهر والباطن ألسنا نعتقد بأن كل ظاهرة لها وجه هذا الوجه الظاهري وقفا وجه وظهر ولهذا وجدت أن النصوص القرآنية تصرّ على أنها لها ظاهر ولها باطن يعلمون أصلاً لا فقط النصوص الظاهرية بل الوجود أيضاً له ظاهر وله باطن يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون.
سؤال الآخرة تكون ظاهر أم باطن؟ تكون باطن لأنه يقول يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا، إذن الوجود له باطن إلى آخره، فهل نعني بالتأويل التاريخي الغوص إلى الاعماق إلى باطن تلك الظاهرة بتجاوز العوارض أم نهدف إلى معنىً آخر؟
من هنا يقول وماذا نعني بتأويل التاريخ، نعني هذا المعنى أن نقصد بذلك سرد المؤرخ هذا عمل المؤرخ أم تأمل الفلاسفة يعني تحليل الظاهرة لمعرفة أسبابها لمعرفة غاياتها لمعرفة باطنها هذا عمل تاريخي عمل المؤرخ أم عمل الفيلسوف؟ إذن لا يمكن أن تصل إلى أن تكون مؤولاً للتاريخ إلا أن تقوم بعمل فلسفي تفلسف التاريخ، أم الأمرين معاً يعني لكي تكون محللاً للتاريخ لابد أن تفهم التاريخ وإلا كيف تحلل ولا موضوع بيدك؟
أما البحث في معنى التاريخ وغاياته واتجاه حركته فمن شأن الفيلسوف لكن الإشكال يكمن على هذا الأساس كيف نفهم تثبت أن المؤرخ بعد أن يبحث ويستقرء ويستنتج ماذا ينتهي؟ ينتهي إلى أن يؤول فالتأويل عمل المؤرخ أم عمل الفيلسوف؟
فالتأريخ ينتهي إلى أن يؤول ولكي يؤول لابد أن يبني فرضيات يقول هذه الفرضية موجودة هذه الفرضية موجودة هذه الفرضية وينتهي من خلال الشواهد والقرائن القبلية والبعدية والداخلية إلى أن هذه هي الفرضية التي الآن تجدون حتى في قضية الإمام الحسين توجد عدة نظريات لتفسير ما وقع، لماذا وقع هذا الذي وقع لماذا؟ الآن ست سبع نظريات نحن في العام الماضي عندما بدأنا في قضية الإمام الحسين قلنا ست سبع نظريات موجودة أصلاً بعض قال أساساً الإمام الحسين ما جاء إلى كربلاء ليستشهد جاء ليقيم دولة ولكن اضطر لان يستشهد بعض قال أساساً أقدم على ماذا؟ لماذا هذا الاختلاف؟ إذا تنظر إلى سرد التاريخي واحد أم متعدد؟ واحد، لماذا هذا الاختلاف؟ هذا ليس عمل تاريخي هذا ليس عمل المؤرخ هذا عمل التأويل هذه الظاهرة.
يقول ويبني فرضيات تدخله في الغالب، مجال فلسفة التاريخ خاصة وان الفلسفة هي رحم الاهتمامات الإنسانية واقعاً الفلسفة التفلسف لا يوجد اتجاه إلا وفيه تفلسف حتى الذي هو ضد الفلسفة هو يتفلسف حتى يرد الفلسفة وإلا لا يمكن أي فكر أي خصوصية فكرية إذا تريد أن تردها لابد أن تسانخها حتى تردها.
إذا كانت المقولة رياضية أن لا تستطيع أن تردها بمقولة نقلية في الحديث النبوي الشريف هذا لا يمكن لابد المقولة الرياضية تردها بمنهج رياضي وإلا الرد ماذا يكون؟ تعبد سميه ما تشاء.
إذا أردت أن ترد الفلسفة تنقض الفلسفة تهدم الفلسفة لا يكون إلا بمنهج فلسفي ولهذا أنا قلت مراراً وتكراراً قلت بأنه الاسترآبادي في كتابه الذي يريد أن يرد الأصوليين هو أسس أصوله انتهت القضية أنا لست مخالفاً معك أن تقول هذا الأصول الموجود غير نافع لابد من أصول آخر اتفقنا إذن أنت لا يمكنك أن تستنبط الفقه إلا من خلال قواعده سميها فوائد سميها قواعد سميها علم أصول سميها ما تشاء ولكن لا بألف، بباء ليست مشكلة لا محذور في ذلك.
ولهذا نحن المنهج التفكيكي لأنه هذا التفكيك له اصطلاح حديث في قبال البنيوية والظاهرتية وغيرها وله اصطلاح الذي قرن قرنين الأخيرين منهج التفكيك لمجتبى القزويني وميرزا مهدي الأصفهاني وزر آبادي هؤلاء الأعلام الثلاثة والباقي عيال على هؤلاء الثلاثة انتم تقرأون للمنهج التفكيكي اقرأوا هؤلاء الأعلام الثلاثة يعني مجتبى القزويني وميرزا مهدي الأصفهاني وزرآبادي هذا منهج التفكيك عندما يريد أن يرد الفلسفة لا طريق له إلا بمنهج فلسفي آخر.
ولهذا أنا أتصور هم يؤسسون في التفكيك لمنهج ماذا؟ ولكن هم يدعون أن هذا المنهج الفلسفي نحن من داخل النص الديني لا نحتاج أن نأتي به من اليونان أو نأتي به من الفرس أو نأتي به من الهند والصين، ولكنه الفلسفة تبقى استراتيجية لا يمكن التنازل عنها التفلسف التحليل العقلي.
إذن أنت إذا أردت أن تقرأ التاريخ وان تفهم السيرة النبوية وقلنا أهمية قراءة السيرة النبوية أين؟ لابد أن تصل إلى تأويل التاريخ الذي بينا ما هو المراد منه هذا أوّلاً.
ثانياً: فيما سبق نحن قلنا هذا النص من حيث الألفاظ والكلمات والجمل والسياقات واحد أم متعدد؟ واحد، لا يوجد عندنا خمسين قرآن بل عندنا نص واحد بهذه الحركات بهذا الاعراب بهذا النحو بهذا السياق بهذا التنظيم ولكن عندما نأتي نصل إلى من يريد أن يفهم ويفسر ويؤول هذا النص ويقرأ هذا النص بالمعنى العام للقراءة واحد أم متعدد؟ يوجد خلاف في هذا؟ ولهذا تجد إلى الآن يكتب عندك تفسير عرفاني تفسير أدبي تفسير معتزلي تفسير اشعري تفسير روائي تفسير علمي ما شاء الله عشرات هذا منشأه أين؟ هذه غير مرتبطة بأصل النص بل مرتبطة بالقارئ والفاهم والمفسر والمؤول لهذا النص صحيح هذا الأصل.
ولهذا نحن قلنا واحدة من أهم خصائص النص القرآني أنّه منغلق الدلالة أم منفتح الدلالة؟ انفتاح الدلالة، إذا كان النص منغلق الدلالة ما يحتمل أكثر من قراءة واحدة يعني اثنين زائد اثنين كم يساوي؟ سبعة أو ثلاثة أو اثنا عشر؟ أربعة وانتهت القضية المنطق الرياضي هكذا يقول انتهت القضية.
إذن النص واحد ولكن الخلفيات ما هي؟ متعددة الرؤى متعددة النص القرآني من أهم خصائصه انفتاح دلالته ولهذا يحتمل على مر الزمان احتمالات متعددة وأنا أتصور هذا من أهم معاجز واعجاز النص القرآني هذا الذي يصطلح عليه محمد أركون بالظاهرة القرآنية إذا وجدتم أركون يقول ظاهرة قرآنية يريد أن يشير إلى هذه الخصوصية في النص القرآني أما آراء العلماء فيها هذه القدرة على الانفتاح أو غير قابلة على هذا الانفتاح؟ أبداً إذن إذا يوجد فيها قدرة على الانفتاح الدلالي احتمال احتمالين ثلاث أربعة ويغلق أما النص القرآني مفتوح.
ولهذا تجدون بأنه هذه واحدة من أهم أركان فكر أركون هذا المعنى يفرّق أركون في هذا تأويل التاريخ العربي يفرّق أركون بين الظاهرة القرآنية والظاهرة الإسلامية هذه من مصطلحاته إذ الأولى تبقى مفتوحة على جميع الدلالات والمعاني مفتوحة على المطلق ولا يتبادر ولهذا يقال أن للآية ظهراً وبطنا وللبطن بطن إلى سبعة أبطن إلى سبعين بطن يعني ماذا؟ واحدة من المعاني هذه.
ما معنى أن الآية فيها ظهر وفيها بطن؟ وبطونها تقف أو لا تقف يعني انفتاح الدلالة أم انغلاق الدلالة؟ خصوصاً إذا فهمنا الدلالة لا بحسب مراتب الوجود الظهر والبطن وإنما بحسب مرتبة وجودية واحدة، يعني كأنما يصعد في السماء هذه لو تعطيها قبل ألف سنة ماذا يفهمون في يصعد في السماء؟ يخطر على ذهنه يعني الطيران يصل إلى السماء؟ يخطر أو لا يخطر؟ فلهذا مضطر أن يفسر يصعد في السماء بمعنى من المعاني وإلا لا يستطيع الإنسان أن يتصعد إلى السماء أليس كذلك؟ أما الآن من يقرأ هذه الآية ماذا يفهم منها؟
هذه الآية يصعد في السماء أين موجودة؟ (فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) لأنه انتم تعلمون الإنسان من يصعد إلى السماء الضغط ماذا يصير؟ الضغط الجوي يقل يحس بضيق من النفس، الآية ظاهراً، قد بعد مئة سنة يقولون لا، المراد شيء آخر، مقصودي الآن هذه صدره ضيقاً حرجا لماذا يشبهه بالصعود إلى السماء هذه لو قبل ألف سنة تعطيها للمفسر يستطيع أن يفهم أن الضغط يقل ويحصل كذا أو لا يستطيع؟
إذن الآية لها ظهور في ذلك الزمان وهذا المعنى الذي نحن الآن نفهمه افترض ألف سنة كان ظاهراً أم باطن؟ الآن ماذا صار؟ صار ظاهر، إذن الظهور والبطون أمران نسبيان أنا ما أتكلم بحسب تعدد الوجود يعني عالم الملك وعالم الملكوت وعالم العقول وعالم اللاهوت لا بل أتكلم عن عالم الملك إذن ما يكون باطناً في زمانٍ يكون ظاهراً في زمانٍ آخر.
في سورة النور الآية 35 (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ) الآن آخر الأبحاث العلمية يقولون زيت الزيتون فيه نور وهذه ناسا الأمريكية واصلة إلى هذا ومستدلين انه هذا خير شاهد على انه هذا النص ليس بشرياً لأنه يقيناً أن ذاك الشخص الذي جاء به لم يكن عنده هذه المعلومة حسب اعتقادهم إذن هذا مرتبط بما وراء هذه الدنيا لا أريد أقول ذلك صحيح أريد أقول إنما يكون في زمان يعد الباطن السابع قد بعد خمسة آلاف سنة يكون ظاهراً هذا تفسير للظهور والبطون بحسب عرضي لا طولي.
إذن الظاهرة القرآنية منفتحة الدلالة لها ظهر ولها بطن أما فالظاهرة الإسلامية الظاهرة الإسلامية يعني ما فهمه زيد وعمرو من النص القرآني أما الظاهرة الإسلامية إن هي إلا تجسيم لأحد خطوط المعنى المتضمنة في الظاهرة القرآنية يمثل فهماً واحداً من الأفهام الموجودة للنص القرآني وليس تجسيماً كلياً للظاهرة القرآنية لأنها تعتمد على الوساطة البشرية الآن هؤلاء البشر فقهاء متكلمون إذن الظاهرة الإسلامية ظاهرة تاريخية والنص القرآني تاريخي أو غير تاريخي؟
إذا أغلقت الدلالة ماذا يصير؟ والله تقضي على إعجاز القرآن إذا أغلقت الدلالة فيه واحدة فواحد يصيب والباقين كلهم اخطأوا أما إذا فتحت الدلالة فالكل مصيب ولكن بحسب فهمه هو لا بحسب الواقع وهذه النظرية الذي أنا اختارها وهو انه لا يقول لي سيدنا المصيب واحد، لا الجميع مصيب ولكن بحسب شرائطه وواقعه وفكره وثقافته التاريخية، أعزائي السيرة النبوية طبقوا عليها الواقع شيء وقراءتنا لها متعددة، أنا إنما قدمت هذه المقدمة حتى أصل إلى هذه النتيجة.
ولهذا أنت تجد بأنه من هنا تنوعت وتعددت قراءات السيرة النبوية بعبارة أخرى كل قراءة منطلقة من خلفيات وتريد أن تصل إلى نتيجة وأهداف معينة يعني أنا لماذا أريد أن افهم السيرة؟ افهمها لهذا لكي أحقق هذا، هذا هو تأويل السيرة، إذن كل قراءة هي قراءة مؤدلجة، ما معنى الأدلجة للقراءة؟
تعالوا إلى كتابة السيرة النبوية صفحة 381 غرضنا أن هذه القراءة للسيرة ماذا يخدمنا؟ يعني أنت تريد أن تفهم السيرة لماذا هذا أوّلاً ومن يخدم، يخدم السلفية أم يخدم الشيعة أي منهما؟ يعني أنت عندما تكتب في سيرة علي أو تكتب في سيرة الأئمة أو في سيرة الحسين ما الذي تريد أن تدافع عنه؟ تريد أن تدافع عن الحسين لو تريد أن تدافع عن يزيد أي منهما؟ إذا تريد أن تدافع عن يزيد بيني وبين الله تكتب هذا الكتاب مواقف المعارضة في عهد يزيد بن معاوية، حتى باعتبار الحسين ابن بنت رسول الله اجتهد فاخطأ فله اجر هذا أقصى ما يصل إليه هذا المتكلم وإلا يقول نصحوه ألا تذهب والجميع كان يعلم انه يخطئ في الخروج ولكن من باب انه اجتهد فاخطأ فله اجر انتهت القضية.
أما في المقابل أنت الشيعي كيف تقرأ القضية تقرأها بشكل آخر إذن ماذا يخدم؟ ومن يخدم؟ وما هي مقاصده التي يروم تحقيقها؟ عندما نقول هذه قراءة مؤدلجة المقصود هذه النقاط لأنه أنا كثيراً ما اكرر هذه الجملة أقول هذه قراءة مؤدلجة يعني أنت أن تأتي الآن إلى حادثة الغدير، ذاك الطرف يقرأها قراءة وأنت تقرأها ماذا؟ لماذا؟ لأنه عنده هدف، هدفه بأن لا يخطئّ شرعية الخلافة بعد رسول الله إذن لا يمكنه أن يقبل أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه نص جلي في الخلافة السياسية وإلا لابد أن يطعن في من؟ بشرعيته وحيث إنه عنده أصل موضوعي أن شرعية الخلافة ثابتة إذن لابد أن يقرأ حادثة الغدير قراءة لا تتنافى وتتعارض مع ماذا؟ وهكذا، أنت تقرأها ماذا؟ كيف تقرأها؟ لأنه في الرتبة السابقة وفي الأصل الموضوعي عندك الخلافة ثابتة لمن؟ وان الخلافة بعد السقيفة شرعية أو غير شرعية؟ إذن تقرأ الغدير قراءة تسقط شرعية الخلافة بعد رسول الله.
إذن تلك قراءة مؤدلجة وهذه قراءة ماذا؟ نعم وبعبارة واضحة نقطة أول السطر لا توجد قراءة غير مؤدلجة، أصلاً لا يمكن لا انه لا توجد بل لا يمكن لأنه أنت في النتيجة عندما تأتي إلى النص ولو حتى على مستوى الألفاظ فيما سبق قلنا أن اللغة أيضاً ماذا؟ مؤثرة في فهم النص، إذن العبارة مهمة جداً قال ماذا يخدم؟ من يخدم؟ ما هي مقاصده التي يروم تحقيقها؟ وعن أي مشاريع اجتماعية وسياسية يعبر هذا بعض ما نعنيه بالوظائف الإيديولوجية.
إذن أنت عندما تأتي إلى من يعتقد بنظرية ولاية الفقيه ففي مئات الروايات حتى لو توجد كذا رواية ضد نظرية ولاية الفقيه ماذا يفعل لها؟ أما يضعّفها أما يؤولها أما يسقطها كما فعل الشيخ المنتظري في كتابه انظروا إلى الروايات ماذا فعل بها، لأنه في ذاك الوقت كان يؤمن بنظرية ولاية الفقيه فكل الروايات المخالفة والمعارضة لذلك ماذا فعل لها؟ والعكس صحيح من لا يقبل ولاية الفقيه فكل الروايات المعارضة لهذه الروايات يسقطها عن الاعتبار كما فعل السيد الخوئي، إذن قراءة السيرة النبوية لا يمكن إلا أن تكون قراءة مؤدلجة نقطة أوّل السطر.
إن شاء الله غداً سوف أقف عند بعض النماذج يعني قراءة السيرة النبوية الشيعية قراءة السيرة النبوية السنية، السنية أيضاً ليس اتجاه واحد، قراءة السيرة النبوية السنية السلفية، قراءة السيرة النبوية السنية الكذا، وواقعاً عندما تقرأ تجد بأنه كل واحد نفس المادة هي لا يوجد شيء آخر نحن عندنا السيرة النبوية خمسين سيرة نبوية أم سيرة واحدة بحسب الواقع؟ بحسب الواقع هذا الفعل صدر منه ولكن لماذا أنت تضع يدك على هذه الفترة من السيرة وباقي الفترات تتغافل عنها ولا تنظر إليها ولهذا غداً إن شاء الله سأبين لكم أنت عندما يكتب الشيعي أي شيعي كان يكون في علمكم شيعي معتقد لا اسمه في الجنسية شيعي بل شيعي معتقد بالمباني العقدية للتشيع عندما يقرأ السيرة النبوية تجد يظهر فيه تركيز لا نهاية له في إبراز وصيته لعلي بن أبي طالب.
أما اذهب إلى الاتجاه الآخر السني تجد انه يمر عليها مرور الكرام لماذا؟ لأنه هو مؤدلج في الرتبة السابقة ما يستطيع غيرها ولا يلتفت بعبارة أخرى ألا شعوره فعّال مئة في المئة حتى في حال النوم هو فعّال لأنه اللا شعور لا نوم له النوم للشعور لا للاشعور وإلا الرؤى التي يراها الإنسان في النوم هذه مرتبطة بالشعور أو باللا شعور هذه مظاهر اللا شعور التي تتجسد يراها، ذاك يعمل عمله ولهذا سنقرأ لكم بعض النماذج لتعرفوا أهم خصوصيات هذا النموذج هذا النموذج هذه القراءة هذه القراءة هذه القراءة بعد ذلك أنت انتخب تريد أن تكون بهذه القراءة تكون بهذه القراءة تكون بهذه القراءة والحمد لله رب العالمين.