30/ 10/2008
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام (مشاهدي قناة الكوثر الفضائية) ورحمة الله تعالى وبركاته. احييكم اطيب تحية والتقيكم في هذه الحلقة المتجددة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: الإمامة في الرؤية القرآنية، أو من وجهة نظر القرآن الكريم.
احبتي المشاهدين الكرام، الحديث كما ذكرنا لكم في الحلقة السابقة مهم وفي غاية الاهمية عن الإمامة وهل الإمامة أصل قرآني، بل هل الإمامة تختلف عن النبوة وهذا الحديث لا علاقة له ابتداءً بأهل البيت أو بأي إمام آخر (صلوات الله وسلامه عن أهل البيت) انما نريد ان نقرر لكم الإمامة هل هي أصل قرآني.
إذن هنا محاور عديدة إن شاء الله سيتفضل ببحثها وشرحها وبيانها بتفصيل مهم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، احيي باسمكم مشاهدينا الكرام ضيف البرنامج سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً دكتور.
المقدم: حياكم الله. سماحة السيد الحديث في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى عن الإمامة في الرؤية القرآنية، ولكن قبل الحديث عن هذا الموضوع أود من جنابكم ان تقدموا للسادة المشاهدين الكرام خلاصة موجزة عن ما تم عرضه في الحلقة السابقة.
آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع أنا في الحلقة السابقة كان بحثي كمقدمة تمهيدية للدخول إلى المباحث والمحاور الأساسية للنظرية القرآنية في الإمامة أو بتعبير آخر الإمامة في الرؤية القرآنية، لأنّه أنا من المعتقدين بأن القرآن الكريم أسس للإمامة نظرية خاصة به وهذا ما سنحاول الوقوف عليه إن شاء الله تعالى من خلال الأبحاث اللاحقة، ما انتهينا إليه في الحلقة السابقة ألخصه في مجموعة نقاط:
النقطة الأولى: هو انه لابد ان يعلم بانه ليس الخلاف بين الشيعة وبين السنّة، بين المدرسة الشيعية وبين المدرسة السنية على اختلاف اتجاهاتها، بين مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وبين مدرسة الخلفاء أو مدرسة الصحابة، ليس الخلاف في هذه النقطة وهو انه هم يأخذون سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويعملون بها ويشايعونها ونحن نعمل بسنّة علي وأهل بيته وأئمة أهل البيت، لا ليس الأمر كذلك، وانما الجميع مبتغاه ومقصده وغايته الأساسية هو الوصول إلى المعارف الدينية من خلال ما بيّن في الكتاب والسنّة النبوية المباركة، ولكنه وقع الاختلاف ما هو الطريق ما هي المرجعية التي من خلالها يمكن الوصول إلى القرآن والى الحديث النبوي، نحن قلنا ان مرجعيتنا في ذلك بنص من القرآن وبيان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) هم أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ومن هنا سميت هذه المدرسة بمدرسة أهل البيت، لا لأنهم يعملون بسنّة أهل البيت في مقابل سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل مرجعيتهم وطريقهم للوصول إلى الكتاب والسنّة إلى فهم القرآن إلى تفسير القرآن للوصول إلى سنّة النبي (صلى الله عليه وآله) انما يمر من خلال هذا المنهج والطريق، بخلافه في المنهج الآخر، في الاتجاه الآخر، في المدرسة الأخرى جعلت الطريق الذي يوصلهم إلى فهم القرآن مرجعيتهم في فهم القرآن هم الصحابة، ولذا نحن نصطلح عليهم بمدرسة الصحابة في مقابل مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
وهذه نقطة اساسية انا بودي انه يلتفت اليها المشاهد الكريم ان الخلاف والنزاع الأساسي بين مدرسة أهل البيت وبين مدرسة الصحابة ليست هي مسألة مرتبطة انه هم يعملون بسنّة رسول الله ونحن نعمل بسنّة علي وأهل بيته، لا ليس الأمر كذلك، الجميع يريد القرآن ويريد السنّة ولكنه ما هو الطريق الموصل إلى القرآن وإلى السنّة هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: – التي في الحلقة السابقة لم استطع الإشارة اليها ولكنه أحاول الآن ان اشير إلى تلك النقطة-: وهو انه هناك فارق أساسي بين هذين الطريقين، يعني الآن أنا لا اريد ان ادخل بين المميزات والخصائص الأساسية التي تميز الطريق الأول عن الطريق الثاني، المنهج الأول عن المنهج الثاني، منهج اتباع مدرسة أهل البيت عن منهج الصحابة، الفارق الأساس الآن اشير إليه في مسألة واحدة أو في نقطة واحدة وهي اننا نحن انما انتخبنا هذا الطريق لاعتقاد منا ان القرآن والنبي بيّن عصمة هذا الطريق.
إذن نحن طريقنا إلى القرآن والسنّة يمر من طريق معصوم وهو علي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، لأنّه في اعتقادنا ان القرآن الكريم بشكل صريح اثبت عصمة أهل البيت مضافاً إلى النصوص المتواترة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) التي اثبتت هذه الحقيقة وهي ان هناك معصوم بعد رسول الله وهم علي وأهل بيته، (علي مع الحق والحق مع علي).
إذن الطريق الذي انتخبناه وجعلناه مرجعيتنا للوصول إلى الكتاب والسنّة نحن نعتقد بعصمة هذا الطريق، اما هم عندما نرجع اليهم نجد أنهم لا يعتقدون على الأقل من الناحية النظرية، لا يعتقدون بعصمة الطريق الذي انتخبوه للوصول إلى الكتاب والسنّة.
المقدم: نعم سماحة السيد حتى لو سلمنا بعدم عصمتهم فأهل البيت ادرى بالذي فيه فهم أولى عقلاً بالرجوع اليهم.
آية الله السيد كمال الحيدري: قلت لكم، توجد مميزات كثيرة، على الطريق الذي انتخبناه، على الطريق الذي انتخبته مدرسة الصحابة ولكنه ذكرت فقط الفارق الأساس وإلا كما تفضلتم يعني حتى لو فرضنا أنه أيضاً لم تثبت عصمة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لا إشكال ولا شبهة ان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ادرى بما فيه، أهل مكة ادرى بشعابها، يعني لو دار الأمر بين ان نأخذ من كانوا قد صاحبوا النبي (صلى الله عليه وآله) لسنة ولسنتين وكانوا من اجواء خارجة عن اجواء النبي (صلى الله عليه وآله) وبين من عاصر النبي وعاش معه وكان معه ليلاً ونهاراً إلى انفاسه الأخيرة ولا اتصور ان المنطق العقلائي والمنطق الصحيح يقول لا هذا الطريق يساوي هذا الطريق، هذا مضافاً إلى انه ثبتت نحن عندنا عصمة هذا الطريق في مقابل طريق آخر، والمميزات إذا اردت ان اعددها والفوارق الأساسية بين هذين الطريقين كثيرة جداً، نحن حصرنا هذا الطريق في عدد محدود وهو انه واحد أو اثنين أو ثلاث أو خمسة أو أحد عشر ولكن هم عندما يأتون يقولون بسنّة الصحابي، يقولون بعدالة الصحابة وهم بالآلاف، فإذا اردنا أن نوسع الدائرة قد تصل الدرجة إلى مئة ألف إلى مئة وعشرين ألف، ولكنهم أقل ما ذكر من صحابة رسول الله ذكرت عشرة آلاف، اثنا عشر ألف، ثمانية عشر ألف، واقعاً كيف يمكن وكيف يعقل من الناحية المنطقية ان الرسول (صلى الله عليه وآله) يقول بانه إذا اردتم ان تعرفوا سنتي إذا اردتم ان تعرفوا احاديثي، إذا اردتم ان تعرفوا تراثي فارجعوا إلى إثنا عشر ألف انسان، هل هذا منطقي، هذا مضافاً إلى الاختلاف الواسع والشاسع الذي وقع بين الصحابة أنفسهم، فكيف يتعقل ان يجعل هذا الطريق طريقاً للوصول، تكون له المرجعية لفهم القرآن ولفهم السنّة الصحيحة.
إذن النقطة المركزية التي مرة أخرى أنا اؤكدها في هذه الحلقة، وبينتها في الحلقة السابقة أن الخلاف ليس في انه نحن نعمل بسنّة في قبال سنّة رسول الله، نرجع إلى مرجعية غير مرجعية الكتاب والسنّة لا ليس الأمر كذلك، مرجعيتنا الأصلية هي الكتاب والسنّة، هدفنا الأصلي هو فهم معارف الكتاب والسنّة ولكن ما هو الطريق للوصول إلى معارف الكتاب والسنّة، نحن قلنا أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لعصمتهم الثابتة قرآنياً وروائياً وبياناً من الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهم انا في اعتقادي نظرياً وان لم يلتزموا بعصمة الصحابة ولكن عملياً تعاملوا مع كلمات الصحابة تعامل العصمة، العدالة المطلقة جعلوها حجة، لذا من يخالف الصحابة عندهم فيه إشكالات كثيرة ترجع إليهم.
على أي الأحوال خلاصة ما انتهينا إليه في الحلقة السابقة اننا نعتقد ان الطريق الذي يوصلنا إلى النبي وإلى القرآن هم أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، يعني مرجعيتنا لأخذ المعارف الدينية إنما تمر من هذا الطريق وهو طريق خالص لا يوجد فيه سهو، لا يوجد فيه نسيان، لا يوجد فيه كذب لا يوجد فيه اختلاف لأنّه طريق معصوم، اما بخلاف طريق الآخرين حتى لو افترضنا انه منطقياً معقول نحن بينا انه منطقياً ومن الناحية العقلية ولعله العقلائية غير منطقي ان الرسول (صلى الله عليه وآله) يرجع إلى عدد كبير من الصحابة، مضافاً إلى ذلك انه طريق ليس بمعصوم لأنهم لا يقبلون بوجود معصوم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقولون ان باب العصمة انتهت بانتهاء حياة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).
إذن الطريق الذي يعتمدونه طريق غير مأمون من الخطأ، الطريق الذي يعتمدوه مأمون من وقوع الاختلاف الشديد فيه أو غير مأمون؟ غير مأمون، وأنت عندما تأتي تجد بأنه واقعاً لا أريد ان أدخل في التفاصيل، لو ترجع أنت إلى الخلفاء الثلاثة الاوائل تجد ان هناك اختلافات كبيرة في السيرة والسلوك والسياسة المالية والادارية ونحوها بين الأول وبين الثاني، وبين خصوصاً الثالث، يعني انتم عندما تأتون إلى هؤلاء الخلفاء الثلاثة تجدون الاختلافات شديدة فيما بينهم وهذا ما صرح به الغزالي، الغزالي قال تكفي هذه الاختلافات لنثبت عدم معصومية اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا لو كانوا معصومين لوقع الاختلاف بينهم أو لا يقع؟ لا يعقل ان يقع الاختلاف بينهم.
المقدم: يعني أكثر من ذلك سماحة السيد، قد اختلفوا في تلاوة القرآن الذي هو أشهر من السنّة.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم. وانا الآن كما قلت لك أو اردنا ان نجمع الشواهد التأريخية ونجمع الشواهد السياسية والقرائن والادلة فيما يتعلق بالسياسات المالية والاقتصادية والسياسات الادارية ونحوها تجد الاختلافات ما لا عدّ لها ولا حصر، وبالسؤال بايهما نأخذ، بايهما اقتديتم اهتديتم يعقل هذا! يعني هل يعقل ان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لنا (أصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم) وهم جميعاً وقع الاختلاف بينهم، وهذه نظريتنا، نحن من البداية قلنا بأن الصحابة فيهم السيء وفيهم الرديء وفيهم الحسن وفيهم المؤمن وفيهم المنافق بنص القرآن الكريم (أَفَإِنْ مَاتَ أو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)، صريح القرآن الكريم يقول، وهذه شبهة مصداقية كما يقولون في علم الأصول، ولو فرضنا ألف إنسان لو علمت خمسة أو عشرة هؤلاء نافقوا إذن لا يمكنك ان تقبل جميعهم لابد من التمحيص، وحتى على فرض التمحيص وثبوت العدالة، العدالة لا تنفي الاشتباه، العدالة لا تنفي السهو، العدالة لا تنفي النسيان، العدالة لا تنفي الغفلة، بخلاف العصمة فانها تنفي الغفلة والنسيان والسهو الاشتباه والاختلاف وهذه هي ميزة طريقة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، هذا المنهج الذي نحن جعلناه مرجعية لنا لفهم الكتاب والسنّة.
المقدم: احسنتم كثيراً جزاكم الله تعالى خيراً. إذن سماحة السيد ندخل في صلب الموضوع، لاشك ان لفهم الإمامة وجهات نظر ولكلٍ رؤيته الخاصة في فهم الإمامة، لنبدأ بالقرآن الكريم، هل للقرآن الكريم رؤيته الخاصة في الإمامة من حيث الشرائط من حيث المسؤوليات أم لا، يعني لا نجد هذه الشرائط الخاصة والمسؤوليات.
آية الله السيد كمال الحيدري: يعني القرآن ترك هذه القضية للعقل الإسلامي أو للمفكرين. في الواقع انا اتصور هذه المسألة دكتور من المسائل الأساسية والمحورية في الإمامة في النظرية الإسلامية، بغض النظر يعني أليس الآن أتكلم فقط على مستوى القرآن لأن مرة نبحث بحثاً قرآنيا نقول القرآن ماذا يقول ومرة نبحث بحثاً حديثياً وروائياً نقول ماذا تقول سنّة رسول الله، ومرة نبحث بحثا فكريا نقول استنبط علماء المسلمين في هذه المسألة وماذا قالوا في هذه المسألة، يعني عندما نأتي واقعاً لابد ان ننظر إلى هذا التراث بكامله يعني لا يمكننا أن نجزئه أو نقطعه إلى نلتفت إلى بعضه بتعبير القرآن (جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ) يعني يأخذون ببعض ويتركون بعض.
انا عندما أتكلم في النظرية الإسلامية انا اتصور انه قبل ان اشير إلى نظرية القرآن ورؤية القرآن حول الإمامة وهذه النقطة التي اشرتم إليها في مقدمة البحث وهو ان حديثنا في هذه الأبحاث فعلاً ليست في إمامة أهل البيت (عليهم السلام) وهذه نقطة مركزية، بودي ان المشاهد الكريم يلتفت اليها بشكل دقيق ليس الحديث الآن في إمامة أئمة أهل البيت، ليس هذا هو حديثنا، وانما حديثنا ينصب على هذه النقطة هل ان القرآن الكريم كما انه ذكر واسس لمقام الهي سماه النبوة سماه الرسالة، (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ).
إذن الرسالة مقام مجعول من قبل الله (سبحانه وتعالى) هذا مقام إلهي، منصب إلهي، ولذا بلغ الإنسان ما بلغ من العلم والتقوى والزهد الشجاعة والتأليف والكتابة والخدمة هذا يلازم ان يكون نبياً؟ لا يلازم، لماذا؟ لان هذا المقام مقام يحتاج إلى جعل من الله (سبحانه وتعالى)، إذن ليس هو مجموعة صفات ومجموعة مقامات، الآن في اوساطنا كتب في كذا نقول انه وصل إلى مقام الفيلسوف، هذا فيلسوف، إذا وصل إلى درجة أخرى نقول هذا مجتهد هذا اعلم، هذا مرجع، إلى آخره، هذه مقامات قابلة للكسب يعني أنت جنابك بتحصيلها في الجامعات أو في الحوزات تصل هذا المقام، هل ان النبوة والرسالة أيضاً من المقامات القابلة للكسب الانساني من غير جعل الاله؟
المقدم: الله يصطفي من رسله من يشاء.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، جزاكم الله خيراً، إذن هي حقيقة قرآنية قائمة على أساس جعل وانها منصب من المناصب الإلهية لم يعط لأحد الحق فيها. السؤال المطروح في هذه الحلقات وفي محاور هذه الحلقات وانا بودي ان المشاهد الكريم مرة أخرى اؤكد له ان السؤال المطروح هل ان الإمامة أيضاً منصب من المناصب الإلهية أو انها ليست كذلك، النزاع الأساسي ايها المشاهد الكريم، اعزائي، النزاع الأساسي بين مدرسة أئمة أهل البيت ومدرسة الصحابة ان مدرسة أهل البيت اعتقدوا وآمنوا وأسسوا على ان الإمامة منصب إلهي، منصب يحتاج إلى جعل من الله (سبحانه وتعالى)، ليست القضية انه عالم أو ليس بعالم وإلاّ نحن يوجد عندنا في أبناء أئمة أهل البيت في اخوانهم كانوا علماء كبار، ولكنه علماء كبار شيء وأنهم بلغوا مقام الإمامة التي هي منصب إلهي شيء آخر، لا يوجد هناك تلازم بين الامرين، نحن نريد واقعاً قبل أن نصل إلى ان نعرف ان أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هم أئمة أو ليسوا بأئمة، هم معصومون أو ليسوا بمعصومين، هم منصوص عليهم أو ليسوا كذلك، هم موجودون دائماً أو ليسوا كذلك، نريد أن نسأل هذا السؤال المركزي من القرآن الكريم، نريد أن نستنطق القرآن نفهم القرآن هل ان القرآن جعل الإمامة اعتبر الإمامة منصباً مجعولاً كمنصب النبوة والرسالة أو ليس كذلك، اتصور تعبير بحسب اصطلاحات الحوزة يعني تحرير محل النزاع، يعني لابد ان نعرف انه نحن نريد أين نتكلم، وانا اتصور واحدة من المغالطات التي مر بها تأريخ البحث الكلامي في مسألة الإمامة هي هذه، هو انه لم يحرر محل النزاع، يعني نحن نقول بالنص هم قالوا بالشورى، نحن نقول كذا هم قالوا كذا، عن أي بحث نبحث، عن أي إمام نبحث، ما هو محل الخلاف بين المدرستين وبين الاتجاهين.
السؤال الذي طرحتموه سؤال أساسي وهو انه أساساً هل القرآن أسس لهذا المعنى أو لم يؤسس؟ في الواقع انا قبل ان أجيب على هذا التساؤل قرآنيا بودي ان اشير إلى الاتجاهات التي وجدت في تأريخ الفكر الإسلامي عموماً، صراحة ان كان السؤال في المنهج الكلامي أو كان في المنهج الفقهي أو كان في المنهج الفلسفي، أو كان في المنهج العرفاني، الآن بغض النظر عن هذه الاتجاهات والمناهج، أساساً الفكر الإسلامي يعني علماء المسلمين بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم ماذا يعتقدون في مسألة الإمامة، التفتوا لي جيداً، يمكن ان نقول ان علماء المسلمين بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم اختلفوا على اتجاهين اساسيين في مسألة الإمام:
الاتجاه الأول: اعتقد بان الإمامة من المسائل الفرعية الفقهية التي تعد من الدرجة الثانية أو الثالثة إن لم اقل من الدرجة السابعة أو العاشرة في الاهمية في الفكر الديني، يعني إذاً عندما نأتي نحن إلى الفكر الديني واذا نريد ان نصنف المعارف الدينية لم يجعلوا الإمامة من الدرجة الأولى من المعارف الدينية، لم يجعلوا الإمامة من الدرجة الثانية من المعارف الدينية، لم يجعلوا الإمامة حتى من الدرجة الرابعة والخامسة من المعارف، وانما جعلوها في آخر سلم أهمية المعارف الدينية يعني إذا اردنا ان نضع سلم من عشر درجات بحث الإمامة يقع في المرتبة العاشرة، في المرتبة السابعة وهذا ما صرحوا به انه هذا البحث أساساً لا يستحق ان يبحث عنه بهذا البيان، يعني عندما تأتيهم إلى ابحاث مثل التوحيد مثل البحث في القرآن مثل البحث في النبوة، مثل البحث في المعاد مثل البحث في الصلاة يقولون هذه من المسائل الأساسية ولكن عندما انتهوا إلى مسألة الإمامة قالوا هذه المسألة لا تستحق أن تذكر، ولكن لانها طرحت فمن باب انها مطروحة نحن أيضاً نتكلم فيها بعض الأمور، وهذا هو الاتجاه الأول، وهذا ما يصرح به أعلام مدرسة الصحابة، انا اكتفي بكلمتين أو ثلاث في هذا المجال، انقل هذه الكلمات للغزالي والامدي والتفتازاني هؤلاء كلماتهم واقعاً الإنسان عندما يقف امامها يجد بانه بفارق شاسع وكبير جداً، الغزالي هكذا يقول: اعلم ان النظر في الإمامة ليس من المهمات، الإمامة ليست من المسائل المهمة، إذا لم تبحث لا توجد مشكلة، لماذا؟ لأنهم لم ينظروا إلى الإمامة كجزء أساس في المنظومة الفكرية العقائدية الإيمانية، المعرفية الدينية.
إذن اخرجوها من البحث العقلي وادخلوها وجعلوها من الفقهيات، إذن جعلوها من فروع الدين، وانتم تعلمون ان فروع الدين كما هو ثابت في محله ان فروع الدين حتى بخبر الواحد أيضاً المسألة الفقهية تثبت أو لا تثبت، نعم المسائل العقائدية والكلامية تحتاج إلى حصول اليقين تحتاج إلى حصول لا اقل الاطمئنان العالي على التفصيل المنقول إلى محله، قال: والمعرض عن الخوض فيها اسلم من الخائض فيها، التفتوا.
استبق البحث، أنت عندما تدخل في نزاع مع مدرسة الصحابة هو يرى ان الإمامة ليست لها أي قيمة وأنت تراها ركن من أركان المنظومة العقائدية والايمانية، ثم تتنازعون فيما بينكم، من غير أن يحرر محل النزاع، ومن غير ان يعرف ان الخلاف على ماذا، وهذا الذي وقع في الكتب الكلامية والى يومنا هذا نحن نجد الفضائيات وغير الفضائيات، المجلات، الكتب تعرض بحث الإمامة ولكن من غير ان يبحث، أي إمامة نبحث عنها، الإمامة التي هي المعرضة عنها خير من الخائض فيها، أو الإمامة التي قالها الله لابراهيم (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) بعد ان كان نبياً من انبياء أولو العزم، واقعاً أنا اسأل الغزالي أقول أي إمامة تريد، تريد الإمامة التي اعطيت لإبراهيم، يعني ليست من المهمات! أيوجد عاقل يقول هذا الكلام.
إذن تبين انه في ذهنه يوجد إمامة غير الإمامة التي نحن نبحث عنها، والتي نريد ان نثبتها في الفكر الديني وهذه النقطة المركزية، وهذه مع الاسف الشديد وأقول للمرة العاشرة هذه التي لم تبين، بعد أكثر من هذا، يقول والمعرض عن الخوض فيها اسلم من الخائض فيها وان اصاب فكيف إذا اخطأ. ولكن، يا غزالي إذا كانت الإمامة ليست من المهمات، وما تستحق ان تذكر هذه المسألة، فان فطام القلوب عن المنهج المتعارف المألوف المخالف للمألوف شديد النفاق، هذا الكلام اقوله في كتابه الاقتصاد في الاعتقاد الاخوة يراجعون.
الآمدي في كتابه: غاية المرام هكذا يقول: واعلم ان الكلام في الإمامة ليست من أصول الديانات ولا من الأمور اللابديات، ليس من اللابديات، اللابديات لا أصولاً ولا فروعاً لأنّه انتم تعلمون البحث عن الصلاة صحيح من الفروع ولكن اللابديات من الضرورات، يقول الإمامة لا هي من أصول الديانات بل ولا من اللابديات، بحيث لا يسع المكلف الاعراض عنها والجهل بها، فلو جهل بها على رأيه لا توجد اي مشكلة.
فاذن هو عندما يقول ان شاء الله بعد ذلك سأشير وإن كان قد يطول البحث، ولكن عندما يقول ان الإمامة تنعقد ولو بشخص واحد هو مقصوده أي إمامة؟ هذه الإمامة التي الجهل بها لا يضر المكلف، ونحن عندما نقول ان الإمامة أصل من أصول اعتقاداتنا، ركن في المنظومة العقائدية يا أخي العزيز ايها المشاهد الكريم لا نقصد هذه الإمامة.
المقدم: وهذه إمامة عندما تصح الصلاة خلف البر أو الفاجر.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم ويصرحون بها، وسوف يصرحون بها، إذن التفتوا جيداً هذا الاتجاه من اليوم الأول بنى على ان الإمامة مرتبطة بالمعارف الدينية أو خارجة المعارف الدينية؟ عندهم خارجة عن دائرة المعارف الدينية. جيد، قال: بل لعمري إن المعرض عنها أرجى من الواغل فيها، فانها قلما تنفك عن التعصب والاهواء وإثارة الفتن والشحناء والرجم بالغيب في حق الائمة والسلف بالازراء إلى آخر ما يقوله أيضاً في كتابه غاية المرام في علم الكلام.
اما التفتازاني يقول: لا نزاع في ان مباحث الإمامة بعلم الفروع أليق من علم الأصول يعني هي مسائل عقائدية عملية، إذن القضية قضية بعد عملي، يعني إدارة الأمة ليس شيء آخر، ولذا الحق معهم هذه الإمامة قالوا لا يشترط فيها العصمة، ونحن أيضاً معهم، ونحن أيضاً معتقدين هكذا، يعني إمامة المسلمين يشترط فيها العصمة؟ لا، لا تشترط، بأي دليل؟ بدليل الآن نحن في عصر الغيبة عندنا إمام للمسلمين وعندنا ولي أمر المسلمين نشترط فيه العصمة أو لا نشترط؟ لا نشترط، من قال نحن نشترط العصمة في إمامة المسلمين، وهذه من الاشتباهات ومن المغالطات تصوروا أن مدرسة أهل البيت انما قالوا بالعصمة لأن إمامة المسلمين لا تصلح إلا لمن، للمعصومين، لا، لم نقل ذلك، نحن لم نقل، هذه الجملة انا بودي المشاهد الكريم يتأمل فيها جيداً، نحن لم نقل ان إمام المسلمين لابد ان يكون معصوماً نحن نقول ان المعصوم إذا كان موجوداً وظاهراً لابد ان يكون إماماً للمسلمين، فرق، القضية من طرف واحد ليس من طرفين، نحن نقول عندما كان علي موجوداً وظاهراً وثبتت عصمته بعد لا تصل النوبة إلى غيره، ولكن لا نقول بأنه إذا الإمام غير موجود أو غير ظاهر كما نعتقده في زمن الغيبة، يعني إمامة المسلمين لا تصح لغير المعصوم حتى يشكل عليها لماذا رفعتم يدكم عن مبانيكم، ألستم تعتقدون ان إمامة المسلمين لابد ان تكون لمعصوم، نحن لم نقل ذلك، هؤلاء عندما يقولون بعلم الفروع أليق لماذا؟ لأنهم هم من الأساس لم يعتقدوا ان الإمامة لها أصل إيماني وأصل عقدي في القرآن، لم يعتبروها جزءاً من المنظومة الإيمانية للإنسان المسلم، وإنما اعتبروها من المنظومة العملية، من الفقه، أليق بعلم الفروع. بعد، يقول: لرجوعها إلى ان القيام بالإمامة ونصب الإمامة الموصوف إلى آخره من فروضه وهي أمور كلية تتعلق لا ينتظم الأمر إلا بحصولها، هذا هو مسؤولية الإمام، تلخصت في جملة واحدة، وهي إدارة شؤون الأمة انتهت القضية، مع أنه نحن عندما سنأتي إن شاء الله تعالى سنبين انه مقام الإمامة القرآنية، ارجع وأقول حديثنا ليس عن أئمة أهل البيت حديثنا في المنصب القرآني في البيان القرآني لمنصب الإمامة، قال لا ينتظم الأمر إلا بحصولها فيقصد الشارع تحصيلاً من غيرها ولا خطأ ذلك من الأحكام العملية دون الاعتقادية.
إذن أنت عندما تأتي إلى هذا الاتجاه يؤكد هذا الاتجاه (الاتجاه الاول) ان الإمامة ذات بُعد عملي وليست ضرورة وليست من المهمات.
أما الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه الذي نحن نعتقده انه هو الذي يمثل النواة الأساسية في مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، يعني هي النقطة المركزية التي تدور حولها كل المعارف الاخرى، وهي انهم اعتقدوا ان الإمامة تعد ركناً واساساً من الأركان والاسس العقائدية والايمانية للفرد المسلم لماذا؟ لأنهم يعتقدون ان المنظومة الإيمانية ليست فقط هي الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر، عندهم أدلة إن شاء الله بعد ذلك سنعرضها، توجد عندهم أدلة قطعية قرآنية ومن بيانات الرسول الأعظم أن الإمامة أيضاً ارجع واقول الإمامة العامة لا إمامة أهل البيت، نعم بعد ذلك سنتحدث ان هذه الإمامة العامة لها تطبيق لها مصداق في الفكر الإسلامي وفي النظرية القرآنية أو لا توجد.
هذا الاتجاه يعتقد بهذا المعنى وهو انه عندما يعدد الأركان يقول الركن الأول في المنظومة الإيمانية والتوحيد مع ملحقات التوحيد لأن العدل أنا لست من الذين بحسب البحث الفني ان العدل أجعله كركن مستقل لا، العدل هو من متطلبات التوحيد، وإنما ذكر مع الأسف الشديد، انا الآن لا أريد ان أدخل تأريخياً هذه جاءتنا من الخلافات التي وجدت بين الاشاعرة وبين المعتزلة فدخل هذا الأصل وإلا التوحيد بالمعنى الصحيح بكل الاسماء والصفات والذي يعد العدل أيضاً من شعبه الأساسية الذي لم يفهمه الآخرون إذن التوحيد كركن أول أو الركن الثاني، النبوة الركن الثالث، الإمامة هو الركن الرابع، المعاد والإيمان باليوم الآخر، طبعاً كما بينت في ابحاثي في كتبي في محاضراتي بينت هذه القضية قلت انه أساساً هذه الابعاد الثلاثة يعني الإيمان بالتوحيد الصحيح هو الذي يوصل الإنسان إلى الإيمان بالنبوة.
لذا القرآن الكريم عندما يأتي إلى مسألة النبوة يقول أولئك الذين ينكرون النبوة في ذيل الآية يقول (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)، يعني هؤلاء لو عرفوا الله حق معرفته ينتهوا إلى ان له سفراء.
المقدم: (إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ).
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، جزاكم الله، هذه الآية جاءت هناك (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)، نص هذه الآية تبين حقيقة انه أساساً النبوة هي من متفرعات الفهم الصحيح للتوحيد،كذلك الإيمان باليوم الآخر من متفرعات الإيمان بالله (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) يعني الله (سبحانه وتعالى) يقول إذا عرفتموني بالحكمة فستثبتون المعاد، نعم إذا افترضتموني موجود عابث وحاشا لله ان يكون كذلك عند ذلك لا يثبت المعاد.
إذن يتبين ان المعاد أيضاً من متفرعات التوحيد، في عقيدتي الشخصية ان أصل الأصول أولاً وآخراً هو التوحيد، ويتفرع على التوحيد النبوة، ويتفرع على التوحيد الإيمان باليوم الآخر، ويتفرع على النبوة الإيمان بالإمامة، يعني من شؤون بحث النبوة هو بحث الإمامة ولكنه جميعاً هذه ضمن منظومة عقائدية ومنظومة إيمانية مترابطة واحدة إنكار بعضها يؤدي إلى إنكار الجميع وهكذا، إذن الاتجاه الثاني وهذا هو اتجاه أهل البيت، انا فقط اريد هنا بنحو الإجمال وان شاء تعالى في الحلقات القادمة أو لعله في هذه الليلة نصل، بناء على هذين الاتجاهين يعني الآن الاتجاه الأول والاتجاه الثاني نجد انه أساساً وقع هناك اختلاف شديد في مسألة الإمامة، فهم الإمامة، شرائط الإمامة، موانع الإمامة، تعيين الإمامة، دوام الإمامة، يعني بعبارة أخرى عندما ننظر إلى هذه الاتجاهين نجد انه مختلف في النقاط التالية:
المحور الأول: في تعريف الإمامة وحقيقتها: هؤلاء بقوا انه في النتيجة الاتجاه الأول يعرّف الإمامة بنحو والإتجاه الثاني يعرّفها بنحو آخر.
المحور الثاني: في وظائفها ومسؤوليتها: الاتجاه الأول اعطاها وظائف محدودة جداً ومسؤوليات محدودة جداً في قبال الاتجاه الثاني آمن بأن لها وظائف ومسؤوليات كبيرة سواء على مستوى التشريع أو على مستوى الاسوة، بل حتى على المستوى التكويني والبعد الملكوتي.
المحور الثالث: في شرائطها وموانعها: هم اكتفوا بتوفر شرائط إمام الجماعة في إمام المسلمين.
المقدم: بل إذا يصل إلى الحكم صار إماماً.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم صار إماماً وإلا هو يكفي فيه شرائط قاض، انتهت القضية، إمام جماعة، يكفي به شرائط شاهد يريد ان يشهد على عشرة دراهم في باب القضاء هذا اكتفوا به.
المحور الرابع: العلم: قالوا لابد ان يكون له علم عادي بشؤون الأمة وإدارة الأمة وعنده مستشارون وانتهت القضية، ولكن عندما نأتي إلى البعد الآخر نجد لا، أساساً اعطوا شرائط كبيرة وواسعة وعميقة ودقيقة لمقام الإمامة.
المقدم: لأنّهخليفة النبي.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم بل خليفة الله (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً)، على أي الأحوال.
المحور الخامس: في دوامها وانقطاعها: هم لم يشترطوا ان الإمامة لابد ان تكون مستمرة، اما بالاتجاه الآخر آمنوا لابد ان تكون الإمامة موجودة في كل زمان، (لولاه لساخت الأرض باهلها)، (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) وهكذا.
المحور السادس: في آثار الإيمان بها وعدم الإيمان بها: هم قالوا من انكرها وجهل بها يؤثر على ايمانه أو لا يؤثر؟ ابداً، بل عندهم الافضل عدم الخوض فيها، اما عندما نأتي إلى الاتجاه الثاني نجد انه لا، يرتب عليها آثار ايمانية، هذه الآثار تظهر في ابعاد فقهية في بعض الأحيان وتظهر في أبعاد كلامية في مورد آخر، والآن ما اريد ان ادخل في التفاصيل يعني المشاهد الكريم إن شاء الله تعالى يعذرني، لعله ان شاء الله من خلال الأبحاث نستطيع ان نقف عليها، ما هي الآثار المترتبة فقهياً وكلامياً في الدنيا والآخرة على الاتجاه الأول وعلى الاتجاه الثاني.
إذن من هنا اتصور الآن استطيع ان اجيب على سؤالكم دكتور الذي طرحتموه في أول البحث، وهو أنه هل للقرآن رؤية ونظرية خاصة في الإمامة، واقعاً هنا يطرح هذا التساؤل وهو أنه لابد أن نرجع إلى القرآن لنرى أنه يؤسس للاتجاه الأول أو يؤسس للاتجاه الثاني، لابد أنه نرجع إلى القرآن نسأل القرآن أيها القرآن أنت لأي شيء بأي نظرية تؤسس، تؤسس لاصحاب الاتجاه الأول الذين قالوا انه ليس من المهمات، الذين قالوا انه بالفروع أليق، الذين قالوا ان الجهل بها أفضل من العلم بها، الذين قالوا بانه الجهل بها لا يضر ايمان الفرد المسلم، هل أسس لهذه الرؤية في مسألة الإمامة؟ أو انه بالعكس أسس للركن الايماني، وجعلها ركناً ايمانياً واعطاها من القيمة ما لم يعط اي مقام آخر في القرآن الكريم ولا اقل يكفينا هذا الشاهد، ونتكلم على مستوى إبراهيم، لا يقول لنا قائل: سيدنا كيف انتقلتم من هذه الآية إلى إمامة علي بن أبي طالب؟ نحن الآن لا نتكلم في إمامة علي بن أبي طالب، نتكلم في إمامة إبراهيم، إبراهيم الذي هو نبي مرسل، بل ومن أنبياء اولو العزم، بل من أفضل انبياء اولو العزم بعد الخاتم (صلى الله عليه وآله) يعني إذا اردنا ان نعمل مقايسة في نفس انبياء اولو العزم الخمسة أيضاً نجد ان إبراهيم يقف في الصف الأول من أنبياء أولو العزم، ولكنهم مع ذلك القرآن في آخر حياته يعطيه هذه المنصب.
المقدم: الذي وصفه بأنه أمة (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً). مشاهدينا الكرام نذكر بأننا نستقبل الآن اتصالاتكم ونبدأ مع الأخ أبي عبد من السعودية تفضلوا.
المتصل الأخ ابو عبد الله من السعودية: السلام عليكم.
المقدم: سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ أبو عبد الله من السعودية: عندي سؤال للشيخ، الإمامة بالمقصود الشيعي ليس لها ذكر في القرآن الكريم، وقول الله (سبحانه وتعالى) على لسان إبراهيم في الآية التي ذكرها الشيخ عن إمامة إبراهيم، المقصود بالإمامة إمامة الهدى والصلاح وليس الإمامة المعروفة عند الشيعة، فما تعليق الشيخ على ذلك.
المقدم: طيب، وصلت الفكرة. معنا الأخ ابو عبد المحسن من السعودية تفضلوا.
المتصل الأخ ابو عبد المحسن من السعودية: السلام عليكم.
المقدم: سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ ابو عبد المحسن من السعودية: سؤال لسماحة السيد (الله يحفظه) هل الاختلاف في معرفة الإمامة التي وضحها سماحة السيد الاختلاف حدث في أيام الصحابة أو حدث لاحقاً بعدما ظهرت المذاهب.
المقدم: وصلت الفكرة، شكراً للاخ أبي عبد المحسن من السعودية. معنا اتصال من العراق، ابو فاطمة، تفضلوا.
المتصل الأخ ابو فاطمة من العراق: السلام عليكم.
المقدم: سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ ابو فاطمة من العراق: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم وبارك وترحم على محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم سماحة السيد الحيدري والأخ مقدم البرنامج ورحمة الله وبركاته.
المقدم: سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ ابو فاطمة من العراق: سماحة السيد حفظكم الله تعالى، باعتقادي إن شاء الله تعالى ان اسم أمير المؤمنين (عليه السلام) موجود في اوائل سورة الشورى، والقول الفصل لسماحتكم، سماحة السيد الجليل حفظكم الله، ارجو الاجابة.
المقدم: السؤال لم يكن واضحاً، يقول هل ان شخص الإمام مذكور؟
المتصل الأخ أبو فاطمة من العراق: قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (حم)، فالحاء هي حبيبي ويقصد الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
المقدم: طيب على أية حال هذا من المتشابه أخي الكريم أبا فاطمة، عذراً، يعني تعرف هذه الحروف المقطعة التي تبدأ بها السور من المتشابه ولا يمكن القول بها جزماً وقطعاً في مثل هذه المباحث المهمة، اشكرك شكراً جزيلاً واعتذر لك. عندنا كثير (الم)، (حم)، (عسق)، هذه تحتاج إلى أبحاث خاصة ونحن الآن لسنا في صدد بيان الروايات فيها. سماحة السيد بالنسبة للاخ أبي عبد الله من السعودية.
آية الله السيد كمال الحيدري: الحق والانصاف ان الأخ العزيز الكريم قال بان الإمامة التي قيلت في إبراهيم الخليل ليست هي الإمامة الشيعية، أنا ما ادري لم أتكلم لا في الاسبوع الماضي ولا في هذا الاسبوع قلت ان الإمامة التي ذكرت لإبراهيم هي الإمامة الشيعية، ولم نعيّن شيئاً، هذا أولاً، ولكنه يكفيني ان أقول له كلمة، أخي العزيز أتتعقل من الناحية المنطقية والعقلية ان إبراهيم الخليل الذي كان نبياً من أنبياء اولو العزم لم يكن إمام هدى وطاعة بعد حتى يعطى الإمامة وإمامة الهدى والطاعة، يعني الإنسان إذا بلغ مقام النبوة وبلغ مقام الرسالة وبلغ مقام اولو العزمية ليس هو إمام هدى وإمام طاعة حتى الله (سبحانه وتعالى) في اخريات حياته يقول (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) لأن الآية المباركة من سورة البقرة تقول (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) يعني في اخريات حياته اعطاه مقام الإمامة، وكيف لا يكون النبي إمام هدى وإمام صلاح وإمام طاعة وإمام هداية وإمام قدوة، هذه كلها كانت موجودة بعبارة واضحة وصريحة للاخ الكريم.
أقول: لو اعطي له مقام الإمامة بعد هذه المقامات يلزم تحصيل الحاصل لأنّه هو واجد لهذا المقام، هو عندما صار نبياً هو إمام هدى، وإمام طاعة، وإمام صلاح، إذن هذا شيء وراء هذه المقامات التي تذكر.
المقدم: سبحان الله. سماحة السيد هذا كما قالوا ان النبي (صلى الله عليه وآله) جمع الناس في غدير خم، وفي ذلك الحر يقول لهم أن علياً يحبكم وتحبونه.
آية الله السيد كمال الحيدري: سؤال كيف يعقل أنه إذا كانت إمامة هداية يقلبها إلى ذريته، إمامة الهداية مربوطة بإبراهيم، الله (سبحانه وتعالى) قبل منه، يعني عندما قال (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) الله هم اعطاه قال نعم هي لذريتك ولكن بشرط ان لا يكون ظالماً، إذن هذه ليست إمامة الهداية فقط، إمامة الهداية أخي كانت حاصلة قبل ذلك.
المقدم: احسنتم، وسماحة السيد أيضاً هو قال للناس ولم يقل لقومك.
آية الله السيد كمال الحيدري: وانا الآن لا اريد ان ادخل في بحث هذه الآية وإلا بودي، اعد المشاهد الكريم اننا سنقف حلقات عند هذه المسألة.
المقدم: ان شاء الله، معنا الأخ ابو علي من العراق تفضلوا.
المتصل الأخ ابو علي من العراق: السلام عليكم.
المقدم: سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ ابو علي من العراق: العفو سيدنا الله يحفظك وان شاء الله يخليك ذخر للمسلمين ولشيعة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، سيدنا سؤال واحد، قول المعصوم (صلوات الله عليه) من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، سؤالي هل تشمل الإمام المعصوم فقط ام لا، تشمل مثلاً حتى مراجعنا قدس الله انفسهم ان شاء الله. يعني هل المفهوم هذا يشمل فقط الائمة الاثني عشر (سلام الله عليهم) والإمام المهدي (روحي له الفداء) ام تشمل المراجع.
المقدم: شكراً وصلت الفكرة احسنتم. إذن سماحة السيد السؤال الثاني الأخ ابو عبد المحسن من السعودية هل الاختلاف في مسألة الإمامة في زمن الصحابة ام كان متأخراً.
آية الله السيد كمال الحيدري: انا اتصور بانه هذا السؤال اجبت عنده في الحلقة السابقة بانه باعتبار ان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) كان حياً وبين المسلمين كان هو المرجع في فهم الكتاب وفي فهم معارف الدين، ولذا لم يقع، نعم بوادر الاختلاف بدأت في زمن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولكن هذه البوادر لم تطفو إلى السطح لم تظهر للمسلمين لماذا؟ لأنّه الأصل كان موجوداً، النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كان موجوداً ولذا انا الآن الوقت لا يسع هناك شواهد تأريخية كثيرة تبين ان هذا النزاع وهذا الاختلاف في المرجعية بدأت في زمن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).
المقدم: احسنتم، كانوا يقدمون بين يدي الله ورسوله.
آية الله السيد كمال الحيدري: وقلت لك الآن لا نريد ان ندخل، وانا فقط ارشد الأخ الكريم ان يرجع إلى كتاب الإمام الحسين للمفكر اللبناني عبد الله العلائلي، يرجع إلى ذلك ليتعرف بان هذه النزاعات بدأت في عهد رسول الله.
المقدم: احسنتم، سماحة السيد في دقيقة واحدة تفضلوا بالاجابة عن سؤال الأخ ابو علي.
آية الله السيد كمال الحيدري: أخي العزيز في جملة واحدة هذه القضية مرتبطة بالائمة المعصومين (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ولا علاقة لها بغير المعصوم من مراجعنا مع كل احترامنا وتقديسنا، هم ارجعونا إليهم ولكنه هذه الروايات ان لم يعرف المراد به الإمام المعصوم على مكان مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
المقدم: احسنتم كثيراً شكراً جزيلاً لكم على هذا التوضيح وهذه المعلومات وان شاء الله تعالى في الحلقات القادمة يتضح هذا البحث اكثر. مشاهدينا الكرام اشكركم شكراً جزيلاً واشكر باسمكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، والى اللقاء في الحلقات القادمة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه…
- تاريخ النشر : 2011/10/18
- مرات التنزيل : 1957
-