12/3/2009
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نبارك لكم هذه الايام السعيدة ايام ذكرى ولادة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ومناسبة اسبوع الوحدة الإسلامية ثم نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: الإمامة الابراهيمية في القرآن الكريم. مشاهدينا الكرام ما سبق عرضه وبيانه في الحلقات السابقة من برنامج: مطارحات في العقيدة انما كان يتعلق بأصل الإمامة هل هو مبدأ واصل قرآني ام لا، والحمد لله بعد ان تم اثبات هذا الموضوع وبيانه بشكل مفصل سنبدأ ونشرع باذن الله تعالى وتوفيقه في بيان الإمامة الابراهيمية في القرآن الكريم. تحية لكم مشاهدينا الكرام مجدداً احييكم واحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
آية الله السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً دكتور.
المقدم: حياكم الله. سماحة السيد يعني قبل ان نبدأ بحمد الله تعالى معكم البحث عن معنى الإمامة الابراهيمية التي اعطيت للخليل (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين) يعني هنا قد يطرح سؤال فيقال أين تكمن أهمية هذا البحث فلربما كان هذا مختص ومرتبط بالخليفة فلماذا؟
آية الله السيد كمال الحيدري: فما هي الضرورة لبحث مثل هذه المسألة.
المقدم: احسنتم.
آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع ان الجواب على هذا التساؤل انا اتصور انه من الضروريات المرتبطة بمدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، الاهمية تكمن في نقطتين، النقطة الأولى نحن عندما نفهم معنى الإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل من خلالها سوف يتضح لنا معنى الجعل في الآية المباركة لان الآية المباركة قالت (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) فهل ان هذا الجعل هو جعل تشريعي من قبيل جعل النبوة والرسالة قال تعالى (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) من الواضح ان هذا الجعل ليس جعلاً وجودياً جعلاً تكوينيا بل جعلا يدل على النص يعني كيف ان الرسالة والنبوة تحتاج إلى نص من قبل الله سبحانه وتعالى فهل الإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل تحتاج أيضاً إلى جعل كما تحتاج النبوة والرسالة وتحتاج إلى نص ونصب من قبل الله سبحانه وتعالى أو لا تحتاج، وهذه مسألة اساسية لأنّه نحن عندما نراجع القرآن الكريم نجد انه يستعمل الجعل تارة بالمعنى التشريعي الذي معناه النص والنصب ونحو ذلك واخرى يستعمل الجعل بالمعنى التكويني الوجودي كما في قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً) هذا الجعل ليس جعلاً بمعنى النص والنصب وانما امر تكويني وجودي، إذن القضية الأولى التي تهمنا اننا نريد ان نعرف انكم تعلمون بأنه مدرسة أهل البيت تعتقد ان الإمامة تحتاج إلى جعل من قبل الله تحتاج إلى نص من قبل الله كيف ان النبوة تحتاج الإمامة أيضاً تحتاج، فهنا نريد ان نعرف ان الإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل (عليه أفضل الصلاة والسلام) تحتاج إلى جعل كالنبوة والرسالة أو لا تحتاج، فإذا ثبت ان الإمامة الابراهيمية تحتاج إلى جعل كما ان النبوة والرسالة تحتاج إلى جعل هنا ننتقل إلى بحثنا الأساسي وهو انه قد يقول قائل انه افترضوا ان إمامة ابراهيم تحتاج إلى جعل من قبل الله (سبحانه وتعالى) فما هي علاقة إمامة ابراهيم بإمامة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، انتم تريدون ان تنتقلوا من إمامة ابراهيم إلى إمامة أئمة أهل البيت وتقولوا ان إمامة ابراهيم إذا كانت تحتاج إلى جعل فاذن إمامة أهل البيت أيضاً تحتاج إلى جعل، ما العلاقة بينهما يعني كيف تنتقلون في النص القرآني من الإمامة الابراهيمية المحتاجة إلى الجعل إلى الإمامة في مدرسة أهل البيت والى إمامة أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، الجواب هنا أيضاً تكمن أهمية هذا البحث وهي النقطة الثانية، إذن النقطة الأولى ان الإمامة معنى الإمامة هو الذي سيحدد لنا معنى الجعل في الآية المباركة، النقطة الثانية انه الآية المباركة تثبت في ذيلها من سورة البقرة ان ابراهيم الخليل على نبينا وعليه آلاف التحية والثناء طلب هذه الإمامة لمن؟ لذريته قال (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) إذن هذه الآية المباركة بشكل واضح وصريح تثبت ان هذه الإمامة الابراهيمية كانت مختصة بابراهيم أم وجدت في ذريته ايضا؟ صريح الآية المباركة يقول ان ابراهيم طلبها لذريته والله اجاب هذا الدعاء ولكن خصصها بغير الظالمين، هذه نقطة، الآن ننتقل إلى بحثنا الأساسي وهو انه أئمة أهل البيت والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هم ذرية ابراهيم أو ليسوا ذرية ابراهيم؟ مما لا شك فيه انه هم ذرية ابراهيم وهذا من القطعيات والثابتات ولا يوجد اي مجال للريب فيه، سؤال هل هم من الذرية الظالمة أو الذرية غير الظالمة، بصريح القرآن الكريم (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهل الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) لا يعقل ان تكون الذرية الطاهرة ظالمة أيضاً وهذا مما لا ريب أيضاً قرآنيا ان القرآن الكريم اثبت الطهارة لذرية ابراهيم يعني هؤلاء الذرية يعني لعلي وفاطمة والحسن والحسين باجماع المسلمين، الآن نساء النبي يدخلون أو لا يدخلون ذاك بحث آخر، لا خلاف ان هذه الآية من سورة الاحزاب اثبتت الطهارة لذرية ابراهيم فإذا ثبتت لهم الطهارة إذن هم من الظالمين أو ليسوا من الظالمين؟ ليسوا من الظالمين، وبالتالي ينالهم العهد الالهي والإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل (عليه أفضل الصلاة والسلام)، إذن التفتوا جيداً إذن لا يقول لنا قائل سيدنا هذا البحث مرتبط بابراهيم الخليل وانتم لماذا تنقلون الحديث من ابراهيم الخليل إلى أئمة أهل البيت (عليه أفضل الصلاة والسلام) ما العلاقة بينهما؟ سلّمنا معكم ان الله جعل الإمامة لابراهيم وسلمنا ان الإمامة تحتاج إلى العصمة ولكن لماذا تستدلون بهذه الآية على أئمة أهل البيت؟ الجواب انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت إلى هذه الحقيقة وانا كررتها مرارا وهو انه لابد ان يلتفت انه هذه الحقائق التي تثبت للأئمة تثبت لابراهيم الخليل أو للانبياء السابقين أو للاولياء السابقين نحن بشكل مباشر لا نريد ان نستدل بها لائمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وانما كل آية من هذه الآيات المباركة لها طريقها المخصوص للاستدلال بها على إمامة أهل البيت يعني إذا وردت آية مرتبطة بنوح أو مقام مرتبط بابراهيم أو مقام مرتبط بموسى أو بعيسى أو بأي نبي أو ولي من اولياء الله كما وجدتم في الأبحاث السابقة نحن تكلمنا عن مقام ذلك العبد الصالح الذي تعلّم منه موسى الذي هو نبي من انبياء أولي العزم، ولقائل ان يقول فليكن الأمر قبلنا ان عبدا صالحا تعلم منه موسى لماذا تقولون ائمتكم، إذن لابد ان نسلك الطريق الطبيعي الذي يمكن الاستدلال بالآية للوصول إلى أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، إذن الآن بنحو الإجمال وإلا بحث ان هذه الإمامة الابراهيمية انتقلت إلى أهل البيت أو لم تنتقل لنا طرق متعددة ولكن انا بنحو الإجمال ابين أهمية بحث معنى الإمامة الابراهيمية، بحثها يرتبط بصميم عقيدة مدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بل بصميم العقيدة القرآنية لأنّه نحن اثبتنا بأن هذا البحث بحث قرآني وليس بحثاً روائياً يعني لا يقول لنا قائل وهذا استدلال برواياتكم موجودة في أصول الكافي وموجودة في البحار وموجودة كذا ونحن لا نقبل هذه الرواية، لا هذا الاستدلال استدلال قرآني انا اعيد هذا الاستدلال بشكل منطقي ورياضي ان صح التعبير، الله (سبحانه وتعالى) اثبت ان الإمامة الابراهيمية إمامة مجعولة هذا أولاً، وثانياً: بيّن ان هذه الإمامة التي جعلت لابراهيم الخليل لم تختص به لم تنقطع وانما استمرت في ذريته بدليل قوله (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) إذن القرآن الكريم اثبت الإمامة الابراهيمية لذرية ابراهيم غير الظالمين منهم الآن نأتي إلى ذرية ابراهيم هل أئمة أهل البيت أيضاً من ذرية ابراهيم اما لا؟ الجواب لا إشكال في ذلك، هل هم من الظالمين أو من غير الظالمين؟ بصريح آية سورة الاحزاب والتي اتفقت كلمة علماء المسلمين انها تشمل عليا وفاطمة والحسن والحسين انهم من الطاهرين إذن كيف يعقل ان يكونوا من الطاهرين وان يكونوا من الظالمين وأي ظلم اعلى من ظلم الذنب والشرك (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) إذن القرآن الكريم اثبت طهارتهم واذا ثبت طهارتهم إذن لا يوجد عندهم اي ذنب واذا لم يكن عندهم ذنب إذن لا يوجد فيهم اي ظلم، لا ظلم لانفسهم ولا ظلم لغيرهم إذن يكونوا مشمولين للدعاء الابراهيمي والإمامة الابراهيمية مستمرة فيهم، والشاهد على هذا الفهم إذا تتذكرون دكتور نحن في الأبحاث السابقة قلنا نحاول ان نستدل بالنص القرآني ولكنه نرجع إلى الرواية لا للاستدلال لا لتفسير القرآن بالرواية بل لتأييد فهمنا من الآية في الرواية يعني هذا الذي فهمناه باعتبار ان فهمنا ليس فهماً معصوماً بل فهم غير معصوم قد يكون صحيح وقد لا يكون صحيحاً، قد يصيب وقد يخطئ ولكنه عندما نرجع إلى الروايات ونجد انه يؤيد هذا الفهم نستكشف ان ما استظهرناه من النص القرآني استظهار صحيح، الآن انظروا إلى هذا الشاهد الروائي الذي ورد مرارا وتكرارا في كلمات أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) في (الأصول من الكافي) الجزء الأول، كتاب الحجة، باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته – بعد ان يذكر المقام- يقول: ان الإمامة خص الله عز وجل بها ابراهيم الخليل، إذن الله خص هذه الإمامة بابراهيم الخليل بعد النبوة والخلة فقال اني جاعلك للناس إماما، فقال الخليل سرورا بها ومن ذريتي، يعني طلب هذا المقام لذريته، وتتذكرون دكتور قلنا بانه هذه العبرة اخذها ابراهيم من نوح لأنّه نوح الله سبحانه وتعالى نجد في ذريته ان القرآن يعبّر عن ذرية نوح ماذا؟ انه عمل غير صالح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح، ابراهيم الخليل كان يخشى ان يبتلي بما ابتلى به نوح (عليه أفضل الصلاة والسلام) ولذا نجد القرآن الكريم اي مقام وصل إليه ابراهيم الخليل مباشرة يدعو الله سبحانه وتعالى ان يستمر هذا المقام في ذريته ومن هذه الموارد هذا المورد، قال ومن ذريتي قال الله تبارك وتعالى لا ينال عهدي الظالمين، إذن الله استجاب دعاءه أو لم يستجب؟ نعم استجاب ولكن قيّد قال بشرط ان لا تكون الذرية من الظالمين، فابطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة من ذرية ابراهيم ثم اكرمه الله بان جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة انظروا الإمام كيف يركز ، مسألة الطهارة باعتبار انه يكون مشمول لقوله في سورة الاحزاب (وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً – الى آخرها-) ثم محل الشاهد قال فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي فقال جعل وعلا ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين، إذن أولى من يستحق مقام الإمامة الابراهيمية هو النبي وأهل بيته فكانت له خاصة فقلدها عليا، رسول الله قلدها علياً لأنّه مصداق الذين آمنوا ومصداق الذرية ومصداق غير الظالمين لأنّه هو ممن شمله آية التطهير، قال: بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله فصارت في ذريته ذرية النبي الأكرم التي هي ذرية ابراهيم فصارت في ذريته الاصفياء الذين اصطفاهم الله المطهرون الذين اتاهم الله العلم والايمان فهي في ولد علي خاصة إلى يوم القيامة. إذن بهذا يتضح لنا انه نحن عندما نريد ان نبحث عن معنى الإمامة الابراهيمية وانها مجعولة أولاً ما معنى الإمامة وانها مجعولة أو غير مجعولة لا يقول لنا قائل هذا بحث قرآني مفيد ولكن ما هي علاقتها بمدرسة أهل البيت؟ الجواب لها ارتباط وثيق بل لها ارتباط رياضي ان صح التعبير يعني ارتباط منطقي من أقول ارتباط رياضي ومنطقي يعني لا يمكن التفكيك بينهما من قبل هذه الإمامة الابراهيمية بالمعنى الذي اشار إليه القرآن الكريم لابد ان يقبل انها مستمرة في ذريته إلى يوم القيامة وهذا أصل ولذا إذا يتذكر المشاهد الكريم نحن عندما بدأنا ابحاث هذه الدورة الجديدة قلنا ان إمامة أئمة أهل البيت لها أصل قرآني يعني الإمامة الثابتة لعلي وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسلام) اصلها ثبت في القرآن ثبت في إمامة ابراهيم.
المقدم: وجعلها كلمة باقية.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم هذا طرق الاستمرار ولهذا قلت انه عندنا طرق متعددة لاثبات الاستمرارية ولكنه فقط انا اريد ان اجيب على هذا التساؤل لماذا انتم تصرون على بحث هذه الإمامة في مسألة الإمامة عندكم لأنّه مع الاسف الشديد وهذا مضطر واقعاً ان اقوله هنا مع الاسف الشديد الآن في بعض الفضائيات اما في بعض الكلمات اما على بعض كلمات على المنابر من بعض الخطباء يستدل بهذه الآية المباركة لاثبات أئمة أهل البيت وهو قد القائل يقول ما العلاقة بين هذه الآية وأئمة أهل البيت، آية تتحدث عن ابراهيم وهذا ما سمعناه اتصور في فضائيات متعددة ان هؤلاء الغريب منهم آية مرتبطة بابراهيم يربطونها بعلي، آية مرتبطة بنوح يربطونها بأهل البيت، آية مرتبطة باسماعيل يربطونها بالحسين الجواب واقعاً ان هذا الربط وهذا الارتباط ارتباط منطقي رياضي صحيح وهذا هو ما تعلمناه من مدرسة أهل البيت انتم وجدتم ان الإمام الرضا (عليه أفضل الصلاة والسلام) هو مادة الاستدلال التي انا بينتها الرواية انا لست مستند إلى الرواية ولكن هذه الرواية تعلمني طريقة الاستدلال بهذه الآية المباركة التي اشرنا اليها، إذن هذه الآية وان كانت بحسب الظاهر وبحسب المدلول المطابق الأول مرتبطة بابراهيم الخليل (عليه أفضل الصلاة والسلام) ولكن بحسب الدقة وبحسب التحليل وبحسب النص ان صح التعبير التحليل العقلي لها يوصلنا إلى انها تثبت إمامة مستمرة يعني إمامة ابراهيمية مستمرة إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، يعني ان الأرض تخلو من إمام أو لا تخلو من إمام؟ لا يمكن، إلا إذا خلت من ذرية ابراهيم وصريح القرآن الكريم يقول ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) لم يقل له من قال ان ذريتك مستمرة حتى تطلبها، الله يؤيد ان الذرية الابراهيمية.
المقدم: (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ) صريح القرآن الكريم.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم جزاكم الله خير، هذه ان شاء الله في المقام اللاحق عندما نأتي لبيان استمرار الإمامة الابراهيمية إلى قيام الساعة هناك نستدل بقوله تعالى (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ)، نستدل بقوله كما تفضلتم (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ) وهكذا ادلة قرآنية وكلها كما تجدون ان النصوص نصوص قرآنية ليست نصوص روائية، من صريح القرآن الكريم فإذا كانت الذرية الابراهيمية مستمرة فإذا كانت الابراهيمة لا تنقطع إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها إذن غير الظالم منها يملك مقام الإمامة الابراهيمية.
المقدم: احسنتم ولهذا قرنوا بآل ابراهيم في الصلاة كما صليت على ابراهيم.
آية الله السيد كمال الحيدري: لماذا، باعتبار هذه هي تلك هذا نفس المقام الذي اعطي لابراهيم الخليل (عليه أفضل الصلاة والسلام).
المقدم: الآن صار واضحا لماذا هذا التلازم حتى في الصلاة ومعنى لماذا (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ) جزيتكم خيراً، إذن اتضحت هذه المقدمة سماحة السيد الآن السؤال الآخر قد يسأل سائل يقول ما حقيقة الإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل (صلوات الله عليه).
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، ولهذا انا اتصور يعني بودي ان المشاهد الكريم واقعاً بمقدار ما يمكنه إذا هو أهل تتبع فليكتب هذه النقاط التي اشير اليها إذا لا فليتأمل وليتدبر جيداً لأنّه نحن من هنا نريد ان ننطلق إلى إمامة أئمة أهل البيت لأنّه لا أقل بنحو الإجمال في المقدمة وبالتمهيد الذي مهدنا لهذا البحث اتضح بانه إذا عرفنا معنى الإمامة الابراهيمية عند ذلك سنعرف معنى الإمامة التي اعطيت لائمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لان هذه الإمامة إمامة أئمة أهل البيت هي امتداد لإمامة ابراهيم (عليه أفضل الصلاة والسلام) هي امتداد للإمامة المجعولة لابراهيم ليس فقط الإمامة الابراهيمية بل الإمامة المجعولة لابراهيم الخليل (عليه أفضل الصلاة والسلام). في الواقع اختلفت كلمات المفسرين اختلافا كثيرا في بيان المراد من الإمامة في هذه الآية المباركة، طبعاً عندما أقول كلمات المفسرين اعم من المدرستين يعني مدرسة الصحابة ومدرسة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ولكنه انا لست بصدد الآن اذكر الاسماء الكثيرة ولكن فقط بنحو الإجمال اريد ان أقول ان المسألة مورد خلاف شديد بين علماء المدرستين بين المحققين من المفسرين في المدرستين، ولكنه أحاول ان اقف على بعض الآراء والنظريات والاتجاهات الموجودة في فهم الإمامة في الآية المباركة، الرأي الأول وهو الذي اختاره جملة من المفسرين قالوا ان المراد من (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) الإمام يعني الرسول، اني جاعلك للناس إماما يعني اني جاعلك للناس رسولا، كلمة الإمام تساوي الرسول، كيف انه الرسالة تحتاج إلى جعل هنا الإمامة بمعنى الرسالة، هذا المعنى يشير إليه الشيخ محمد عبده في تفسيره (المنار) الجزء الأول، صفحة (395) عبارته واضحة في هذا يقول: فان الإمامة هنا عبارة عن الرسالة وهي لا تنال بكسب الكاسب لان الرسالة تحتاج إلى تعيين من قبل الله إلى نص من قبل الله إلى نصب من قبل الله لذا قالت الآية (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) إلى اخره. هذا الرأي انا اتصور ان المشاهد الكريم يتفق معي انه رأي واقعاً لا يمكن الاعتناء به ليس فقط لا يناقش لا يمكن الاعتناء به لماذا؟ واذا كانت هذه هي الإمامة هي الرسالة أساساً هذا معناه انه في اخريات حياته النبي ابراهيم صار رسولا مع انه نحن نعلم بانه كان قبل ذلك رسولا نبيا قبل ذلك بمراتب، هذا أولاً. وثانيا الآية المباركة صريحة تقول (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ) يتكلم معه كيف هو ليس برسول، قد اوحي إليه قبل ذلك، ولذا نحن إذا تتذكرون في بحث مفصل دكتور فيما سبق بينا بادلة مفصلة انه بأدلة تاريخية وادلة مضمونية وادلة روائية وادلة وشواهد لغوية ان الإمامة غير النبوة والرسالة، لماذا قدمنا هذا البحث حتى نجيب على مثل هذه الآراء، تتذكرون فيما سبق قلنا الشاهد اللغوي الآية ليست تريد ان تقول كنت رسولا تحصيل حاصل، للمستقبل ليس للماضي، الشواهد الروائية أيضاً كذلك في اخريات حياته وهو كان نبيا رسول قبل ذلك إذن كل الشواهد تبين لنا بانه لا يمكن ان تكون الإمامة في الآية المباركة بمعنى الرسالة، إذن هذا الرأي واقعاً رأي لا يمكن الاعتناء به كثيرا.
المقدم: بل ومن اضعف الآراء.
آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم ولذا واقعاً لم اجد في كلمات المفسرين، كثير من المفسرين يقول فقط رأيته في كلامه ولعله آخرين أيضاً يقولون.
الرأي الثاني وهو الرأي الذي اشرتم إليه دكتور وهو انه المراد من الإمامة طبعاً جملة من اعلام مدرسة الصحابة يقولون بهذا الرأي ان المراد من الإمامة يعني من يؤتم به من يكون قدوة للآخرين من يكون اسوة للآخرين، هذا المعنى بشكل واضح وصريح وتفصيلي أيضاً اشار إليه من القدماء الفخر الرازي في المجلد الرابع صفحة (36) قال: فالإمام اسم لمن يؤتم به كالازار لما يؤتزر به ان يأتمون بك في دينك، ثم يقول: قال أهل التحقيق المراد من الإمام هنا إلى آخره، هذا من القدماء. من المعاصرين أيضاً وهو أيضاً من المحققين المفسرين في هذا المجال فهو تفسير التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور التونسي وهذا التفسير واقعاً ليس متداول كثير في اوساطنا وانا انصح المشاهد الكريم واقعاً الذين يعنون بالتفاسير المعاصرة هذا التفسير من التفاسير الأساسية المعاصرة لا اريد ان أقول ما يقوله صحيح ولكن اريد ان أقول انه من التفاسير التي كتبت بيد إنسان عالم لأنّه في هذا الزمان مع الاسف ان الذين يكتبون التفسير كثيرون ولكنه المحققون منهم قليلون. هناك أيضاً عندما يأتي يقول والإمام مشتق من الامئ بفتح الهمزة وهو القصد وهو وزن فعال من صيغ الآلة سماعا كالعماد والنقاب والازار والرداء فاصله ما يحصل به الامئ اي القصد ولما كان الدال على الطريق يقتدي به السائر دل الإمام على القدوة والهادي. إذن اني جاعلك للناس إماما يعني اني جاعلك للناس قدوة يقتدى بك، هذا هو الرأي الثاني.
سؤال: هذا الرأي واقعاً يحتاج إلى هذه النقطة وهو انه هل يمكن ان نتعقل ان شخصا يكون نبيا ويكون رسولا وهو من انبياء اولي العزم وليس مقتدى وليس قدوة وليس اسوة! أساساً له معنى؟! يعني إنسان نبي ورسول وخليل ومن انبياء اولي العزم وقد وصل إلى هذه المقامات طبعاً معصوم باعلى درجات العصمة ولكن يحق للناس ان يقتدوا به أو لا يحق؟ يحق، أصلاً هذا المعنى عندما نقول نبي يعني يقتدى به، عندما نقول رسول يعني يقتدى به، إذن كونه قدوة كونه اسوة يتضمن نفس معنى النبوة والرسالة مع انه الآية المباركة تريد ان تعطي مقاما آخر لا يوجد عند ابراهيم الخليل، وبعد اتمام الكلمات ولذا قال الإمام الرضا قال سرورا بها، تتذكرون الروايات اتخذه عبدا قبل ان يتخذه نبيا، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل ان يتخذه إماما، فلما جمع له هذه قال اني جاعلك للناس إماما، إذن يظهر وهذا أيضاً نرجع إلى البحث السابق وهو ان الإمامة شيء وراء النبوة ووراء الرسالة والقدوة والاسوة شيء يتضمن في نفس معنى النبوة ونفس معنى الاسوة وعلى هذا الأساس نجد بأنه جملة من اعلامنا من أعلام مدرسة أهل البيت منهم السيد السبزواري (قدس الله نفسه) في تفسيره القيّم في مواهب الرحمن في تفسير القرآن هناك في الجزء الثاني صفحة (11) يقول: ذكر جمع من المفسرين ان المراد بالإمامة في المقام النبوة ثم اشار وانهم من قال منهم النبي من يقتدي به الناس ويؤتم به فليست الإمامة شيئا زائداً على النبوة والرسالة ولكن التأمل في الآية المباركة وسائر الآيات الشريفة والروايات الواردة تبين لنا انها غير الرسالة وان الإمامة كانت بعد الرسالة ثم يشير أولاً فلأن ظاهر قوله (وَإِذِ ابْتَلَى) بعد الابتلاء اعطي هذا المقام، وثانيا قال (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) يشير إلى النقطة اللغوية يعني الاستقبال، وثالثا كذا، وقد وردت روايات مستفيضة يعبّر عنها عن أئمة أهل البيت على ان إمامة ابراهيم كانت بعد مقام النبوة، وهذا هو البحث التفصيلي الذي تقدم الحديث عنه فيما سبق، ولذا السيد الطباطبائي (رحمه الله، قدس الله نفسه) في تفسيره القيّم (الميزان) المجلد الأول صفحة (270) بعد ان ينقل هذا الرأي يقول: اني جاعلك للناس إماما أي مقتدى يقتدي بك الناس ويتبعونك في اقوالك وافعالك فالإمام هو الذي يقتدي ويأتم به الناس ولذلك ذكر عدة من المفسرين إلى آخره ثم يقول لكن هذا القول في غاية السقوط. من باب الإشارة وجدت بعض اولئك الذين لخصوا الميزان وهذا مما يؤسف له انه بعض الاقلام بدأت تلخص الميزان ولكنهم ليسوا أهل خبرة بتفسير الميزان ينقل هذا الرأي يقول هذا رأي السيد الطباطبائي ولم يلتفت إلى ذيله يقول لكنه في غاية السقوط، مع ان السيد الطباطبائي في ذيل العبارة ماذا يقول؟ يقول لكن هذا القول في غاية السقوط، إلى ان يصل يقول بأنه كيف يعقل ان يكون نبيا ورسولا وليس مقتدى به وليس مطاعا في امته حتى ثم يقال له اني جاعلك للناس إماما، أساساً هذا معقول ان الإنسان يصل إلى مقام النبوة والرسالة واولو العزمية ولكنه بعده لا يحق لا يمكن اتباعه لا يمكن الاقتداء به لا يمكن الاهتداء بهديه وسنته والغريب انه أنت تجد الآن على الفضائيات على الكلمات على المحاضرات عندما يأتون إلى هذه الآية يقولون ليقتدي بك الناس مع انه صريح الآية وانا اعلم لماذا، لماذا؟ لأنهم إذا اعطوا معناها الحقيقي فاذن في ذريته تأخذ معنى آخر ولذا يعطوها معنى بتعبير السيد الطباطبائي يعطوها معنى مبتذل معنى ساذج معنى بسيط معنى لا يوحي إلى اي بعد عقائدي، انتم تعلمون مسألة الاقتداء ليست فقط موجودة للانبياء والمرسلين موجودة للصالحين أيضاً موجودة للعلماء ايضا، إذن القضية ليست قضية عقدية وانما قضية اخلاقية، يعني بعبارة أخرى الهدف إخراج الآية من محتواها العقائدي والعقدي والايماني وادخالها في مسيرة البعد الاخلاقي البعد القدوتي والاسوتي لذا عبارة السيد الطباطبائي يقول: ومنشأ هذا التفسير وما يشابهه الابتذال مبتذلة هذه التفاسير، ثم يقول بعدما جعلتك ولا يصح ان يقال له ما يؤول إليه وان اختلف إلى فلان إذن هذه المواهب الإلهية ليست مقصورة على مجرد المعاني التي يستفاد منها بل دونها حقائق ومعارف إلى غير ذلك إذن هذا الرأي أيضاً من الآراء التي لا يمكن الموافقة عليها.
الرأي الثالث، هذا الرأي الثالث وهو الرأي الذي قبله جملة من اعلام المفسرين، وهو الرأي الذي يوجد في مدرسة أهل البيت يعني جملة من اعلام مفسري مدرسة أهل البيت وأيضاً من مفسري مدرسة الصحابة، هذا الرأي يقول ان المراد من الإمامة هنا هي الإمامة السياسية يعني هي الحكم في الناس بعبارة أخرى نحن عندما نأتي إلى مفهوم النبوة ومفهوم الرسالة نجد ان مفهوم النبوة والرسالة لا يوجد فيها مفهوم الإمامة بمعنى النبوة حقيقة العلاقة بين الإنسان وبين ربه يقول هذا نبي يعني له ارتباط يتنبأ من الغيب، الرسالة ما هي؟ هي ابلاغ ما تنبأ به يعني ان يبين الشريعة للناس فيكون رسول الله إلى الناس يعني ماذا؟ يعني يصعد المنبر يقول ايها الناس الله امركم بالصلاة الله امركم بالصوم الله امركم باعطاء الزكاة، يقول لهم كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم، سؤال: الله امر بالزكاة، امر بالخمس، اوجب الحج، قال لا تفطروا في شهر رمضان، الآن لو ان شخصا مولانا لم يعط الزكاة ما هي وظيفة الرسول؟ يقول والله انا بلغته ولكن هو حر يريد ان يعمل أو لا يعمل أو القرآن يقول لرسوله خذ من اموالهم صدقة أي منهم؟ صريح القرآن ما يكتفي بأن الرسول مشرّع وانما مشرّع ومطبق للشريعة، انا استدللت بقوله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) هذا ليس تشريع هذا تطبيق الحكم وهذا هو الذي يصطلح عليه في مثل ايامنا بالاسلام السياسي، يعني الآن مشكلة الانظمة القائمة ليست هي الإسلام في حياة الناس يقولون اصعدوا المنبر بلغوا تكلموا ارشدوا هذبوا بينوا الاخلاق بينوا التشريعات ولكن الناس احرار في ان يعملوا أو لا يعملوا، ولكنه نظرية الإسلام السياسي ماذا تقول؟ تقول لا، نبلغهم فمن التزم التزم ومن لم يلتزم يجبر على الالتزام لا يحق له ان يخالف وهذه هي الإمامة السياسية، الإمامة السياسية يعني ليست هي بيان التشريعات وانما تطبق الشرع الالهي والشريعة الإلهية في حياة الناس، ومن هنا يعتقد هؤلاء انه لا ملازمة بين مقام النبوة والرسالة وبين مقام الإمامة يعني يمكن ان يكون ابراهيم كان نبيا وكان رسولا ولكن بعد لم يؤمر بتطبيق الشريعة في حياة الناس فالآية المباركة قالت له (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) يعني ماذا؟ يعني الآن ليس فقط وظيفتك ان تصعد المنبر وتبلغ وانما وظيفتك ان تطبق وان تقيم دولة قائمة على أساس الشرع الالهي، انا استطعت ان اوصل المطلب دكتور.
المقدم: احسنتم كثيراً.
آية الله السيد كمال الحيدري: هذه النظرية الثالثة وهي النظرية التي يتبناها السيد السبزواري يتبناها جملة من مفسرينا يتبناها جملة من علمائنا ان هذه الآية المباركة تريد ان تبين ابراهيم الخليل وصل إلى مقام الإمامة السياسية في اخريات حياته.
المقدم: احسنتم، يعني يخطر ببالي سماحة السيد ان الخليفة الأول حينما صار خليفة قال لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم.
آية الله السيد كمال الحيدري: هذه الإمامة السياسية، أو الخليفة الأول في حروب الردة على التفسير المشهور لها في التاريخ وهو انه هؤلاء ارادوا ان يمنعوا الزكاة ولكنه حاربهم، أو أمير المؤمنين (سلام الله عليه) عندما لم يطيعوه في الجمل في النهروان في كذا ماذا فعل؟ لم يصعد المنبر ويبلغ فقط وانما قاتلهم لتطبيق حكم الله (سبحانه وتعالى): امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا إله الا الله، القضية ليس ابلغ الناس فقط.
المقدم: ويقاتلوا على تأويله كما قاتل النبي على تنزيله.
آية الله السيد كمال الحيدري: جزاكم الله خيراً، إذن التفتوا جيدا هذه النظرية تعتقد لا ملازمة بين مقام النبوة والرسالة وبين مقام الإمامة فقط يكون الشخص نبيا ولا رسول كما هو غير الرسول، وقد يكون الشخص نبيا ورسولا وليس بإمام، وقد يكون الشخص نبيا ورسولا وإماما كما في ابراهيم كما في الخاتم (صلى الله عليه وآله) فانه كان نبيا ورسولا وإماما، خذ من اموالهم، اقام دولة في المدينة، نعم في مكة كانت عنده دولة أو لم تكن عنده دولة؟ كان نبيا رسولا كان يبلغ إلى ان امر باقامة الدولة هذه هي الإمامة، ثم هنا لابد ان اشير ان المشاهد الكريم أيضاً ان يلتفت بأنه الإمام بين الإمامة وبين النبوة والرسالة عموم من وجه يعني قد يكون الشخص نبيا ورسولا ولا يكون إماما، وقد يكون الشخص إماما ولا يكون نبيا ولا رسولاً وقد يكون الشخص نبيا ورسولا وإماما.
المقدم: وضحت الفكرة، في الوقت المتبقي سماحة السيد إذا كان لديكم شيء تتمة تفضلوا.
آية الله السيد كمال الحيدري: هذا الرأي كما قلت بأنه في تفسير (مواهب الرحمن) للسيد السبزواري (قدس الله نفسه) يقول فالإمامة هي السلطة الفعلية الإلهية على تنظيم امور الرعية بما يريده رب البرية، إذن الإمامة ليس بمعنى يقتدى به ليس بمعنى الرسالة الإمامة بمعنى تطبيق الشريعة الإلهية يحملهم على تطبيقة الشريعة في الأرض ولا ريب في انها اعلى مقامات الانسانية (السيد السبزواري يقول) لكونه هذا الذي يريد ان يقوم بهذا المقام وهو ان يطبق شريعة الله في الأرض لكونه أمين الله تعالى في خلقه وامين الخلق بينهم وبين الله تعالى فلابد ان يكون اعلم الناس باحكام الله تعالى واقتاهم في دينه واعقلهم واسوسهم يعني سياسي في تركيب امور العباد وتنظيم البلاد بما يفاض عليه من الله تعالى كما في نبينا الأعظم وابراهيم أو إلى آخره، إذن التفتوا جيدا النظرية الثالثة هي هذه النظرية اما الآن هناك نظريات أخرى ان شاء الله إذا وفقنا لعله ان شاء الله في حلقة أخرى نشير اليها.
المقدم: إذن احسنتم كثيراً سماحة السيد، حتى الخليفة عمر حينما جيء بالستة قال الإمام (عليه السلام) لتحملنهم على المحجة البيضاء.
آية الله السيد كمال الحيدري: نعم ليس بيان، ولذا انتم تقرأون في زيارة الجامعة وساسة العباد، هذه ساسة العباد ليس مبين الأحكام، هذا يسوسهم هذا يدبر امرهم هذا إمامهم، وهذه هي النظرية التي الآن موجودة في الجمهورية الإسلامية وهي نظرية ولاية الفقيه قائمة على الإمامة السياسية.
المقدم: احسنتم سماحة السيد، إذن نستقبل ما لدى الاخوة من الاتصالات والاستفسارات. سماحة السيد معنا الأخ علاء من العراق تفضلوا.
المتصل الأخ علاء من العراق: السلام عليكم دكتور ورحمة الله.
المقدم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ علاء من العراق: السلام عليكم سماحة السيد ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خير جزاء المحسنين ونشكركم جدا.
آية الله السيد كمال الحيدري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الله يحفظكم.
المتصل الأخ علاء من العراق: أقول سماحة السيد اختصارا للوقت هل اظهار المعجزات من مختصات النبوة والإمامة معاً ام تظهر المعجزات بالنسبة إلى منصب الإمامة بشكل أكثر وشكراً لكم سماحة السيد.
المقدم: احسنتم وصلت الفكرة شكراً جزيلاً، إذن سماحة السيد معنا الأخ علي من العراق.
المتصل الأخ علي من العراق: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ علي من العراق: هل الإمام يوحى إليه أو لا يوحى اليه؟ السؤال الثاني ما هو الفرق بين النبوة والرسالة؟
المقدم: احسنتم، معنا الأخ محمد من ايران تفضلوا.
المتصل الأخ محمد من ايران: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الأخ محمد من ايران: عفوا مولاي فرق الإمامة والولاية التي مذكورة في الآية القرآنية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) ولكن توجد آية على الإمامة (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) ما هو الفرق، وفي كتاب الراسخون في العلم انتم بينتم بأن اليقين غير العلم ولكن العلم غير محدود ورباني فما هو العلم الرباني الذي غير اليقين لان بالعلم الإنسان يصل إلى اليقين ونتشكر منك مولاي، في امان الله.
المقدم: حياكم الله وصلت الفكرة، سماحة السيد نبدأ بسؤال الأخ بايجاز شديد لان الوقت لا يسع.
آية الله السيد كمال الحيدري: السؤال الأول بأنه هل المعجزات من مختصات النبوة أو تشمل الإمامة، أخي العزيز بانه أساساً المعجزة معناها ان يقوم بأمر خارق للعادة لا يمكن للغير ان يقوم به هذا الأمر ليس من مختصات النبوة، بل يشمل النبي ويشمل الإمام أيضاً ومن هنا نحن آمنا بالولاية التكوينية لائمة أهل البيت ان شاء الله تعالى ويوجد عندي كتاب بالولاية التكوينية ان شاء الله قريباً سيخرج إلى الأسواق ولكنه ليس من المختصات بنحو الإجمال.
المقدم: احسنتم، بالنسبة لسؤال الأخ أبي علي هل يوحى للإمام.
آية الله السيد كمال الحيدري: الجواب، الوحي له اقسام متعددة إذا كان المراد من الوحي الوحي التشريعي يعني يوجد تشريع بعد تشريع رسول الله الجواب لا يوجد مثل هذا الوحي، ولكن إذا مقصود ارتباط بالملائكة وإلهام العلوم من الغيب نعم يوجد عندهم هذا المعنى.
المقدم: إذن الفرق بين الإمام والولاية انما وليكم واني جاعلك.
آية الله السيد كمال الحيدري: اما فيما يتعلق بالإمامة والولاية القرآن الكريم استعمل الإمامة واستعمل الولاية واستعمل الخلافة والروايات استعملت الحجة، لا تخلو الأرض من حجة، أخي العزيز هذه الاصطلاحات المتعددة؛ إمامة، ولاية، خلافة، حجة، كلها تشير إلى حقيقة واحدة ولكن باعتبارات متعددة باعتبار ان هذا الشخص يخلف الله في عباده نسميه خليفة، باعتبار ان الآخرين يجب عليهم اطاعته واتباعه يسمى الإمام، وباعتبار انه يجب على الآخرين ان يحبوه وان يتولوه يسمى ولي، وباعتبار ان الله يحتج به على عباده يسمى الحجة.
المقدم: إذنسؤاله الثاني يبقى للحلقة القادمة سماحة آية السيد كمال الحيدري شكراً جزيلاً لكم، وجزاكم الله تعالى خيرا، أيضاً مشاهدينا الكرام اشكركم والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.
- تاريخ النشر : 2011/10/18
- مرات التنزيل : 2990
-