نصوص ومقالات مختارة

  • الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم (4)

  • 16/7/2009
    المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبنا المصطفى أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين. سلام من الله عليكم احباءنا ومشاهدينا الكرام اهلا بكم ومرحبا، مع غياب الاستاذ الدكتور سالم جاري في سفر نأمل من الله تبارك وتعالى ان يكون مباركا بكل خير اكون في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، في خدمتكم وخدمة سماحة السيد كمال الحيدري.
    المتابعون للبرنامج يعلمون ان موضوع هذه الحلقة هو: القسم الرابع من مبحث الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم، سماحة السيد كمال الحيدري ان شاء الله سيبين محورين اساسيين ومهمين في هذا المبحث فيما يرتبط بوساطة الفيض للإمام (سلام الله عليه) فيما يرتبط بالخلائق وفيما يرتبط بشخص الإمام (سلام الله عليه).
    افتتح هذه الحلقة تيمنا بما رواه الشيخ الصدوق في كتاب التوحيد عن محمد بن الحنفية قال: حدثني أمير المؤمنين (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة آخذ بحجزة الله ونحن آخذون بحجزة نبينا، وشيعتنا آخذون بحجزتنا، قلت (اي محمد بن الحنفية) يا أمير المؤمنين وما الحجزة؟ قال (عليه السلام) الله اعظم من ان يوصف بالحجزة أو غير ذلك ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخذ بأمر الله ونحن آل محمد آخذون بأمر نبينا، وشيعتنا آخذون بأمرنا.
    اهلا بكم احباءنا في هذه الحلقة من برنامج مطارحات في العقيدة. مشاهدينا الاكارم بعد ان نبدأ مع سماحة السيد كمال الحيدري بعرض الأسئلة المحورية فيما يرتبط بموضوع هذه الحلقة من برنامج مطارحات في العقيدة سنستقبل ان شاء الله في اواخر الحلقة اسئلتكم ومداخلاتكم طبعا ان شاء الله تكون فيما يرتبط بموضوع هذه الحلقة كما عودتمونا مشكورين، مرة أخرى اهلا بكم ومرحبا واهلا بسماحة السيد كمال الحيدري.
    آية الله السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا بكم.
    المقدم: سماحة السيد الموضوع هو القسم الرابع من الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم، حبذا لو تكون مقدمة للبحث خلاصة للمطالب الأساسية والافكار الأساسية الواردة في البحوث السابقة تفضلوا.
    آية الله السيد كمال الحيدري: أعوذبالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. اللهم صل على محمد وآل محمد.
    انتهينا في البحوث السابقة والحلقات السابقة إلى ان القرآن الكريم اشار إلى انواع ثلاث من الهداية الالهية، النوع الأول من الهداية هي الهداية التشريعية العامة وهي التي جاء بها جميع الانبياء والمرسلين والعلماء والاولياء والاوصياء هؤلاء جميعا يبينون الطريق الموصل إلى الله (سبحانه وتعالى) وهذا هو الذي اصطلح عليه في علم الكلام بالهداية بمعنى اراءة الطريق باعتبار انه النبي أو الرسول أو الإمام أو العالم أو المبلّغ يري الإنسان الطريق الموصل إلى القرب الالهي والكرامة الإلهية ولكنه ذكرنا بأنه هذه الهداية التشريعية العامة (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) مسبوقة بهداية تكوينية عامة وهي التي عبّر عنها القرآن الكريم بالنسبة إلى جميع الموجودات قال (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) الله سبحانه وتعالى ما من موجود سواء كان جمادا أو نباتا أو حيوانا من بقر وطير وسمك أو انسانا بمختلف درجاته وطبقاته ومستوياته الا ان صح التعبير عبّأ في وجوده هداية الوصول وفطرة الوصول إلى الله سبحانه وتعالى، يعني الله سبحانه وتعالى لا يوجد هناك موجود لم يعبء في وجوده الطريق الذي يوصله إلى الغاية والى الهدف الذي من اجله خلق ذلك الموجود، كماله الذي خلق من اجله باعتبار انه لا يوجد في هذا النظام عبث وبينا قلنا بأنه كل واحدة من هذه الهداية الموجودة في الموجودات سميت باسم خاص مثلا الهداية الموجودة في الجمادات نقول انها طبيعتها تقتضي كذا هذه معنى طبيعتها الحجر بطبيعته يقتضي كذا يعني هذه هي الهداية الوجودية التي عبأها الله سبحانه وتعالى في وجوده، عندما نأتي إلى الحيوان نقول غريزته تقتضي كذا هذه غريزته تهديه هذا معناه هي الهداية التي وجدت ثم هدى، وعندما نأتي إلى الإنسان القرآن عبّر عن هذه الهداية التكوينية عبّر عنها بالفطرة قال (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) وفي آية أخرى عبّر عنها بالصبغة (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً).
    إذن توجد عندنا في وجود الإنسان الآن باعتبار حديثنا في الإنسان فنتكلم في خصوص هذه الهدايات المرتبطة بالانسان، توجد عند الإنسان هداية تكوينية هي المصطلح عليها بالهداية الفطرية وتوجد عنده هداية تشريعية والانبياء والمرسلين والحجج الظاهرة والباطنة انما جاءت لهداية الإنسان للايصال إلى الغاية والغرض الذي من اجله خلق، الآن إذا الإنسان عمل بمقتضى الهداية الفطرية التي زود في وجوده خلق على التوحيد فطر على التوحيد كل مولود يولد على الفطرة وبهداية من الهداية التشريعية باعتبار ان الفطرة لا تدله على تفاصيل الطريق وعلى الطريق الاقصر والافضل للوصول إلى الكمال الالهي فالشريعة تأتي لتقول للفطرة اتجه بهذا الاتجاه ولا تتجه بهذا الاتجاه فإذا عمل الإنسان بمقتضى الهداية التشريعية التي هي تنسجم تمام الانسجام مع الهداية الفطرية الموجودة وبتعبير الإمام أمير المؤمنين ليثيروا لهم دفائن العقول. إذا عمل بمقتضى هذه وقبل مقتضى هداية الشريعة سوف يكون هذا سبيلا وطريقا له للصعود إلى الله سبحانه وتعالى (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) يعني ان الإنسان انما جاء إلى هذه النشأة ووصل بتعبير القرآن إلى نشأة اسفل السافلين (خَلَقْنَا الإنسان فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) إذا اردنا ان نقرأ الآية قراءة انفسيه يعني الله سبحانه وتعالى في قوس النزول خلقه في احسن تقويم ولكنه دفع به واوصله إلى هذه النشأة وهي نشأة اسفل السافلين ادنى المراتب ثم قال اليّ ارجع لابد ان يرجع الذي هو قوس الصعود ولذا ينبغي للانسان ان يبدأ هذه الحركة المعنوية والسير المعنوي للوصول إلى القرب الالهي (يَا أَيُّهَا الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إلى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) أو (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) الله سبحانه وتعالى ما خلق الإنسان ليبقى في هذه النشأة لم يخلق للبقاء وانما خلق لان يتزود من هذه النشأة للوصول إلى الله سبحانه وتعالى، السؤال الذي طرحناه في الحلقة السابقة ونؤكده للمرة العاشرة لعله قلنا ان الإنسان في صعوده إلى الله لابد ان يطوي سّلم ودرجات القرب الالهي وهذه ليست امور اعتبارية وانما هي امور وجودية حقيقية تكوينية.
    الله سبحانه وتعالى يرفع الإنسان من درجة معنوية إلى درجة معنوية أخرى هل يرفعه مباشرة أو بتوسط احد قد يرفعه من درجة إلى درجة وجودية أخرى بعبارة اوضح وبمثال اوضح الله سبحانه وتعالى في الهداية التشريعية يهدي الإنسان ولكن يريه الطريق مباشرة أو يريه الطريق بتوسط الانبياء؟
    السؤال في الصعود إلى الله في الصعود المعنوي والتكويني هل يصعده الله مباشرة أو بتوسط احد اي منهما؟ الآن ما هي هذه الاسباب، هنا طرحنا بأن الولاية التكوينية أو الهداية التكوينية الخاصة التي اشرنا اليها التي هي النوع الثالث من الهداية هذه من الوظائف الأساسية للإمام بحسب الاصطلاح القرآني، الآن ما اتكلم عن إمامة أهل البيت وانما اتكلم عن الإمامة القرآنية نعم بعد ذلك نبحث انه هل من مصاديق أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ام لا.
    الآن اتكلم في قوله تعالى (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) ما هي وظيفة هذه الإمامة هل وظيفة هذه الإمامة هي الهداية التشريعية واراءة الطريق أو وظيفة هذه الإمامة هي الهداية التكوينية الخاصة يعني ان الفيض بتوسط الإمام يصل إلى المؤمن ليصعد درجة وجودية إلى الله سبحانه وتعالى لأنّه صريح الآية المباركة تقول (إليه يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) هذا الصعود هل يوجد له سبب وواسطة أو مباشر؟
    هنا يعتقد السيد الطباطبائي وذكرت انه وجود انواع ثلاثة من الهداية هذه ليست من اختصاصات السيد الطباطبائي كل علماءنا ذكروا ان الهداية ليست على قسمين وانما على اقسام ثلاثة القسم الأول الهداية التكوينية العامة، القسم الثاني الهداية التشريعية العامة، القسم الثالث الهداية التكوينية الخاصة التي يصطلح عليها بالتوفيق الالهي يصطلح عليها بالعناية يصطلح عليها بان الله سبحانه وتعالى توجد عنده عناية خاصة مع البعض (إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) صارت من الواضح هذه المعية ليست هي المعية العامة (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ) من الواضح تلك المعية معية خاصة مع المحسنين، هذه المعية الخاصة هذه الهداية الخاصة هذه العناية الخاصة هذا التوفيق الخاص هل يفيضه الله على العبد المحسن والمؤمن بلا واسطة أو يفيضه مع الواسطة؟
    هنا يعتقد السيد الطباطبائي قلت انه هذه الاقسام الثلاثة من الهداية ليست مختصة بالسيد الطباطبائي كل علمائنا ذكروا طبعا من المدرستين يكون في علمكم الراغب في المفردات أيضاً اشار إلى هذه الانواع الثلاثة من الهداية.
    المقدم: وان اختلفت العبارات لعله يكون اختلاف عبارات ولكن المضمون واحد.
    آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، ولذا يقول إلى غير ذلك من الآيات التي، السيد الخوئي يقول في كتابه البيان يستفاد منها اختصاص هداية الله تعالى وعنايته الخاصة بطائفة من المؤمنين، عنده عناية خاصة بهم دون بقية الناس فالمسلم بعدما اعترف بان الله قد منّ عليه بهدايته هداية عامة تكوينية وتشريعية الآن يمنّ عليه بهداية خاصة ولذا يفسر قوله تعالى (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) يقول هذه ليست الهداية التكوينية العامة وليست الهداية التشريعية العامة وانما طلب للهداية التكوينية الخاصة وهي ان يرتفع من درجة لأنّه هو على الصراط المستقيم، عندما يقف أمام ربه هو على الصراط المستقيم.
    إذن على هذا الأساس ما هو اختصاص السيد الطباطبائي أو ما هو مختص بالسيد الطباطبائي يقول الذي يختص به الإمام، الإمام بحسب الاصطلاح القرآني، هو انه يأخذ الفيض من الله ليأخذ يد هذا العبد ليصعده درجة وجودية، إذن على هذا الأساس يتضح لنا طبعا فقط كما قلت واشرت إلى المصادر في الحلقة السابقة بعد الآن ما اقف عندها في الجزء الأول اشار إليه السيد الطباطبائي، في الجزء الثاني أيضاً اشار إليه السيد الطباطبائي.
    من الواضح هنا النقطة التي اريد ان اشير اليها وابينها وهو انه قد يتصور البعض بأنه إذا اعطينا هذه الهداية للإمام هل هي مانعة الجمع يعني إذا هذه كانت وظيفة الإمام فهي غير موجودة عند النبي واذا كانت عند النبي توجد هداية تشريعية وهي اراءة الطريق بعد لا توجد عنده هداية تكوينية هذا معناه؟
    الجواب: كلا، هذه النقطة الاضافية التي اريد ابينها في هذه الليلة وهي انه هذه ليس مانعة الجمع يعني يمكن ان يكون في شخص واحد أيضاً هو مسؤول عن الهداية التشريعية يعني اراءة الطريق وتوجد عنده هداية تكوينية خاصة يعني الايصال إلى المطلوب الذي عبّرنا عنه بالهداية التكوينية الخاصة ويمكن ان يفترقا يعني توجد في النبي هداية تشريعية ولا هداية تكوينية خاصة أو توجد هداية تكوينية خاصة ولا توجد تلك الأخرى وهذا ما نعتقده نحن، نحن عندما نضع يدنا على الانبياء نجد ان انبياء اولو العزم جميعا كانوا انبياء يعني هداية تشريعية، وكانوا أئمة بحسب الاصطلاح القرآني يعني الايصال إلى المطلوب، رفع الدرجات، وعندما نأتي إلى بعض الانبياء نجد لا فقط كانوا لان صريح القرآن يقول (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة) ليس جميع الانبياء كانوا ائمة، (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) وبالعكس أيضاً وهو ان ائمتنا (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لا توجد عندهم النبوة، لا توجد عندهم الرسالة ولكنه في المقابل يوجد الإمامة التكوينية الخاصة.
    انا هنا إذا يسمح لنا المشاهد الكريم، هذه الرواية اقرأها وهي من الروايات القيّمة في هذا المجال وهي واردة في أصول الكافي في الاسبوع الماضي لم نقرأ هذه الرواية في الجزء الأول من أصول الكافي باب طبقات الانبياء والرسل والائمة الرواية طويلة الذيل قال ابو عبد الله الصادق الانبياء والمرسلون على اربع طبقات فنبي ونبي إلى ان يصل إلى هكذا يقول: وعليه إمام ثم يقول والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو إمام مثل اولو العزم.
    فاذن اولو العزم كانوا انبياء وكانوا ائمة، التفتوا جيدا محل الشاهد هذا ذيل الرواية: وقد كان ابراهيم نبيا وليس بإمام.
    المقدم: في فترة معينة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، الآن سؤال، كان نبيا إذن توجد عنده هداية للناس أو لا توجد؟ هداية تشريعية موجودة واذا فسرنا الإمامة اني جاعلك للناس إماما إذا فسرنا هذا المعنى الإمامة بالهداية التشريعية لازمه تحصيل الحاصل لأنّه كان نبيا ويهدي الناس، إذن لم يكن إماما بأي معنى؟ يعني انه الهداية التكوينية.
    قال: وقد كان ابراهيم نبيا وليس بإمام حتى قال الله (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي.. إلى آخره) إذن انا اتصور القضية الآن اتضح أساساً ان صح التعبير محل النزاع في المسألة الآن عندما نبحث الإمامة القرآنية ما هو مرادنا من الإمامة القرآنية.
    المقدم: ساعدكم الله سماحة السيد كمال الحيدري. عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخذ بحجزته تعالى ونحن آخذون بحجزة نبينا، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ثم قال (عليه السلام) والحجزة النور. جعلنا الله واياكم من الآخذين والمستفيضين بالنور الالهي عن طريق محمد وآله (صلوات الله عليهم اجمعين).
    المقدم: سماحة السيد كمال الحيدري قضية الهداية التكوينية هم هداية تكوينية وهم خاصة أيضاً وقضية وساطة الفيض في قوس الصعود، هذه الاخذ من الحجزة هذه الوساطة هل هنالك دليل قرآني لاثباتها اثبات هذه الهداية التكوينية الخاصة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، في الواقع انه بودي ان المشاهد الكريم يلتفت بشكل دقيق إلى ما اقوله ان شاء الله تعالى في هذه الليلة، المبحث دقيق ولهذا اضطررت لعله لمرتين أو ثلاث اكرر البحث حتى يتضح، في الواقع انه انا استطيع ان استند إلى دليلين في القرآن الكريم لاثبات ان هذه هي وظيفة الإمامة وان دور الإمامة في القرآن هو هذا المعنى الذي اشرنا اليه.
    الدليل الأول: هو أيضاً ما استفدناه من الرواية وهو انه (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) اي إمامة هذه؟ فان قلنا الإمامة بمعنى اراءة الطريق والهداية التشريعية فهذه لازمها تحصيل الحاصل لأنّه كان نبيا وهو واجد لهذا المقام ويؤيد هذا المعنى ان الرواية أيضاً اشارت إلى هذا قالت كان نبيا ولم يكن حتى افاض الله وجعله إماما، إذن على هذا الأساس يتضح ان الإمامة ليست هي الدور التشريعي واراءة الطريق وبيان الاحكام كما الإنسان يصعد المنبر أو يتكلم في الفضائية ويبين للناس الطريق الذي يوصلهم إلى الله سبحانه وتعالى وانما لها معنى آخر هذه هي القرينة الأولى أو الدليل الأول ويؤيد ذلك النصوص التي وردت في هذا المعنى وهي روايات متعددة انا اكتفيت برواية واحدة ولكنه انا اريد في هذه الليلة اقف عند الدليل الثاني الذي هو اهم الادلة لاثبات هذا الدور للإمامة في القرآن، الدور الوجودي أو الهداية التكوينية الخاصة، طبعا هذا اصطلاحي الدور الوجودي والا القرآن الكريم عبّر عنها بأنها هداية وعبّر عنها بانها هداية بأمرنا ولذا الاصطلاح الدقيق لها قرآنيا بأن يعبّر عنها الهداية بالامر الالهي، يعني يوجد عندنا هداية تشريعية عامة أو هداية بالامر التشريعي وادعاء ان هذه الهداية هداية بالامر التكويني وليست هداية بالامر التشريعي، اما ما هو الدليل على ذلك؟
    فيما يتعلق بالدليل على ذلك انا اشير إلى آيتين في القرآن اشارت إلى هذا المعنى، الآية الأولى الواردة في سورة السجدة الآية (24) قالت (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)، إذن هذه الآية صريحة فسرت وعرّفت الإمامة بانه ما هي وظيفتها؟ (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) لم تقل يهدون لم تقل يهدي وانما ايّدت الهداية بامرنا (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ) هذه الآية الاولى.
    الآية الثانية واردة في سورة الانبياء الآية (73) قال تعالى في تلك الآية المباركة (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) إذن الآية واضحة أيضاً ايّدت الإمامة بأي وظيفة؟ قالت (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا).
    السؤال المطروح هنا انه ما هو المراد من امرنا في الآية المباركة، يوجد احتمالان لا ثالث لهما، الاحتمال الأول ان يراد من قوله تعالى (بِأَمْرِنَا) يعني الأمر التشريعي يعني امرنا نحن كيف امرنا الانبياء هؤلاء أيضاً أمرنا، الاحتمال الثاني ان يكون المراد (بِأَمْرِنَا) معنى آخر من الأمر اشار إليه القرآن الكريم وسأبينه.
    اما الاحتمال الأول ان يكون المراد بانهم يهدون بأمرنا يعني المراد من الأمر الامر التشريعي يلزم ان يكون ما ذكر بامرنا تحصيل للحاصل وبلا فائدة، لماذا؟ لأنّه ليس فقط الانبياء يهدون بأمر الله، كل من يدعو إلى الله سبحانه وتعالى فهو يدعو بامر الله سبحانه وتعالى ويهدي بأمر الله سبحانه وتعالى لا اختصاص له، إذن ذكر هذا القيد بالنسبة إلى الانبياء خصوصا (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) لازمه ان يكون بلا فائدة هذا من قبيل ان الإنسان يريد اكرام جميع العلماء، كل عالم سواء كان عادل أو لم يكن عادل ولكن يقول اكرم العالم العادل، يقال له غير العادل أيضاً اكرمه؟ يقول نعم اكرمه، يقول إذن لماذا قيدته بالعادل لأنّه الاكرام ليس مختصا بالعادل إذن لماذا تقيده، إذن ذكر هذا القيد لابد ان يكون له دور والا إذا ذكر قيد وليس له اي دور هذا لازمه ان يكون لغوا لازمه ان يكون بلا فائدة.
    اضرب مثال آخر قرآني وهو من الامثلة الواضحة ما ورد في سورة النمل الآية (40) من سورة النمل هناك آية التي هي نقرأها مرارا قال (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) نسأل ان هذا الإنسان الذي استطاع ان يقوم بهذا العمل هل لكونه عالما بالكتاب أو العلم بالكتاب لا دور له؟ فان قلنا ان علمه بالكتاب لا مدخلية له في هذا التصرف التكويني إذن ذكره سوف يكون بلا فائدة يكون لغوا لا داعي لذكره لان هذا العمل كان يمكن ان يصدر منه سواء ذكر هذا القيد أو لم يذكر، كذلك نقول عندما قيدت الآية بأمرنا إذن هذا الأمر ليس هو الأمر التشريعي العام الذي يوجد عند جميع الانبياء والمرسلين والعلماء والاولياء والاوصياء كلهم كلهم كلهم يهدون إلى الله سبحانه وتعالى لان الله امر بذلك إذن لا يمكن ان يكون المراد ذلك الامر، لماذا؟ لأنّه لو اريد به ذلك الأمر لكان تقييد هؤلاء يهدون بأمرنا في غير مورده وفي غير محله ويكون زائدا ولغوا.
    إذن ينحصر الأمر ان يكون المراد من الآية المباركة عندما قالت (بِأَمْرِنَا) انه نحو آخر من الأمر، القرآن الكريم اشار إليه في آيات متعددة في القرآن ومن هذه الآيات قوله تعالى فلو سألنا القرآن الكريم وهذا هو منهجنا كما يعلم المشاهد انه نحاول ان نفهم الاصطلاح القرآني من خلال نفس الآيات القرآنية خصوصا إذا كانت الآية مفسرة في القرآن، بعض الاحيان هذه مرارا ذكرناها للمشاهد قلنا بعض الحقائق في القرآن لم تذكر الا مرة واحدة هذه واقعا تفسيرها قرآنيا ليس من السهولة بمكان، لماذا؟ لانها لم تذكر في القرآن الا مرة واحدة ولكنه أكثر الحقائق القرآنية ذكرت في مواضع متعددة من القرآن الكريم ومنها قوله تعالى (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) فلو سألنا القرآن الكريم ما هو امركم، الهي أنت تقول (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) ما هو امركم؟ قال تعالى في سورة ياسين (إِنَّمَا أَمْرُهُ إذا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) هذا واحد، وفي آية أخرى في سورة القمر قال (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَر).
    ومن الواضح ان هذا الأمر هو الأمر التكويني لأنّه قال (إِلَّا وَاحِدَةٌ)، (كُنْ فَيَكُونُ) إذا كان الأمر التشريعي ليس واحد يكون متعدد يكون تدريجي إذن عندما نرجع إلى القرآن الكريم لا اقل في هاتين الآيتين هذه الآية من سورة ياسين وتلك الآية من سورة القمر وهي قوله تعالى (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَر) وقوله تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إذا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
    إذن من خلال هاتين الآيتين يتضح بأنه قوله تعالى (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) اي أمر هذا، ليس هو الأمر التشريعي العام والا لم يكن لذكره فائدة وانما هو الأمر التكويني والقرآن الكريم اشار إلى موارد متعددة لهذا الأمر التكويني منها ما ورد في هذه الآية المباركة من سورة الاسراء، سورة الاسراء الآية (85) قال تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) اي أمر هذا؟ هذا الأمر التشريعي وهل يمكن للامر التشريعي ان يوجد الروح؟ ابدا، الذي يوجد الروح انما امره إذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون هذا هو الأمر الذي يوجد الروح ولذا قالت (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) والآيات التي تكلمت واقعا عن هذا المورد كثيرة جدا انا اشير إلى بعض هذه الآيات، من هذه الآيات قال (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ) أي امر هذا؟ هذا ليس الأمر التشريعي وانما الأمر انما امره إذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون، أو قوله تعالى (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ)، أو قوله تعالى (أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) التفتوا جيدا، امرنا، يهدون بامرنا، هنا أيضاً الآية (أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا) هذا الروح امر تكويني ليس امر تشريعي (مِنْ أَمْرِنَا)، أو قوله تعالى (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) من الواضح ان هذا ليس الأمر التشريعي في ليلة القدر وانما هو الأمر التكويني.
    إذن عندما نقف على الآيات جميعا نجد انها تتكلم عن هذه الحقيقة الواضحة وهي انه يهدون بامرنا ليس هو الأمر التشريعي وانما هو الأمر التكويني إذن يتلخص مما تقدم وهو انه القرآن الكريم وهو ان الآية المباركة قالت (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) إذن وصفت أو عرّفت الإمامة ما هي وظيفتها؟ هي الهداية، ولكن الهداية في القرآن متعددة قد تكون هداية تشريعية وقد تكون هداية تكوينية قيّدت هذه الهداية بانها ليست بالامر التشريعي وانما بالامر التكويني قالت (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) والشاهد الآخر الذي يثبت ان هذا الأمر ليس هو الأمر التشريعي أنت تجد ان جميع الانبياء الله سبحانه وتعالى قال عنهم يهدون ولكن لم يقيّد هدايتهم بانهم يهدون بأمرنا.
    المقدم: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ) يعني هي في سورة الانبياء، تبعيض.
    آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، صريح القرآن الكريم وصف بأنه يهدي ويضل، الانبياء (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يقومون بالهداية الإلهية ولكن لم يقيّد احد منهم انه يهدي بامرنا أو يهدي بالامر الالهي الا في هذين الموضعين قيّدت قالت (يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) وعندما رجعنا إلى القرآن انه يفسر الأمر بالتشريعي والتكويني لا يمكن ان يراد التشريعي منه في المقام إذن يراد منه الأمر التكويني بالقرائن التي اشرنا اليها.
    المقدم: جزاكم الله خيرا سماحة السيد كمال الحيدري، بقي من وقت البرنامج اعتقد عشر دقائق، نعرض السؤال الآخر سماحة السيد الآن اجمالا اثبتم ان الإمام هو واسطة الفيض الالهي للمؤمنين هدايتهم بأمر الله تبارك وتعالى تكوينيا في قوس الصعود، السؤال هو تتمة للبحث بالنسبة لشخص الإمام (سلام الله عليه) في اي عصر يعني شخص الإمام هل له واسطة يعني هل له إمام آخر يهتدي به، يعني عنده أيضاً هداية تكوينية خاصة أو لا يوجد؟
    آية الله السيد كمال الحيدري: طبعا هذه المسألة انما طرحتها باعتبار ان القرآن هو الذي اشار اليها وإلا واقعا لو لم يشر القرآن اليها نحن لا نستطيع ان ندخل في مثل هذا الوادي وفي مثل هذه الدائرة من البحث لان هذه مرتبطة بعالم الغيب، مرتبطة بعالم الملكوت، مرتبطة بعالم باطن السماوات والارض ومثل هذه المسائل لا يمكن لا ادراكها بالعقل حتى يمكن الوقوف عليها عقليا وفلسفيا وانما الطريق اليها يمر من طريقين الطريق الأول هو النقل يعني القرآن والنصوص الروائية.
    الطريق الثاني هو الكشف وحيث ان كشفنا ليس بكشف معصوم ومشاهداتنا وكشفياتنا يعني كشفيات العارف ليست معصومة إذن لا يمكن الاعتماد عليها الا بعرضها على النصوص الدينية سواء كانت من القرآن أو من الحديث الوارد عن النبي وأئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام).
    المقدم: يعني القرآن الكريم عندما يطرحها لابد توجد حكمة هنالك من طرحها هنالك فائدة ينبه المؤمنين.
    آية الله السيد كمال الحيدري: احسنتم، يعني يريد ان يبين مقام الإمامة إلى اي درجة وصل والا بانه عندما يبين هذه الحقيقة يريد ان يبين ان هذه ضمن دائرة المسائل العقدية والايمانية.
    المقدم: سماحة السيد ظاهرا الاتصالات بدأت، الأخ ابو عبد الله من العراق السلام عليكم.
    المتصل الأخ ابو عبد الله من العراق: السلام عليكم.
    المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ ابو عبد الله من العراق: اوصل سلامي لجناب السيد، بالنسبة للهداية التشريعية يوجد تقليد، هل يوجد تقليد للهداية التكوينية؟
    المقدم: شكرا لكم. من ايران الأخ ابو نور، السلام عليكم.
    المتصل الأخ ابو نور من ايران: السلام عليكم.
    المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ ابو نور من ايران: اشرتم إلى الهداية التكوينية للإمام (سلام الله عليه) ولكنكم لم تشيروا إلى كون الإمام واسطة للفيض واشرتم في حديث سابق ان لولا الإمام لساخت الأرض باهلها، فالاختلاف هنا في الدور الوجودي للإمام.
    المقدم: شكرا للاخ ابو نور. من السويد الأخ ابو حسن، السلام عليكم.
    المتصل الأخ ابو حسن من السويد: السلام عليكم.
    المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ ابو حسن من السويد: في الحلقة السابقة توجهت بموضوع ان الإمام الحجة هو روح الارواح فكان تساؤل عندي عندي يعني من كان ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ولولا الحجة لساخت الارض، السؤال هنا.
    المقدم: يعني هل يكون الإمام الحجة أيضاً روحا لارواح الذين لا يعتقدون بإمامته مثلا سؤالكم.
    المتصل الأخ ابو حسن من السويد: من هو الحجة الأولى من بداية الخلق من هو الحجة الأولى لنا.
    المقدم: طيب نفترض هذا السؤال الآخر. من ليبيا الأخ ابو علي السلام عليكم.
    المتصل الأخ ابو علي من ليبيا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    المتصل الأخ ابو علي من ليبيا: سلامي إلى سماحة السيد، العفو سيدنا نسأل عن هل في وجود إمامين في نفس الفترة الزمنية هل إمامة احدهم تكون مانعة للإمام الثاني أو لا؟
    المقدم: مانعة لإمامة الآخر؟
    المتصل الأخ ابو علي من ليبيا: نعم، لكون الإمام هو واسطة الفيض.
    المقدم: طيب واضح سؤالكم الأخ ابو علي من ليبيا. سماحة السيد تفضلوا بالاجابة.
    آية الله السيد كمال الحيدري: أسئلة جيدة، السؤال الأول بانه سأل الأخ هل يوجد تقييد في الهداية التكوينية؟ أخي العزيز ابدا لا يوجد لأنّه القضايا التكوينية لا يمكن تحصيلها لا بقضايا تقليدية ولا يمكن تحصيلها بقضايا اعتبارية يعني الإنسان إذا اراد ان يكون عالما لا يمكن ان أقول انا جعلتك عالما يكون عالما، نعم هذه الورقة قد تأتي دولة أو وزارة أو حكومة أو بنك يقول هذه الورقة جعلت لها مالية فلها قيمة وغدا نسقط قيمتها، اما القضايا التكوينية كالعلم كالعدالة كالزهد هذه غير قابلة للجعل وللاعتبار وللاخذ وللعطاء وللتقليد ولغير ذلك إذن بكلمة واضحة في القضايا الوجودية والتكوينية لا مجال لا للعطاء الاعتباري والجعل الاعتباري ولا للتقليد وغير ذلك. اما سؤال الأخ ابو نور، الأخ ابو نور تصور بأنه نحن هذه الآيتين أو هذين الدليلين جعلناهما كدليلين لاثبات كل ما ندعيه بالنسبة لمقام الإمامة، مقام الإمامة التي نعتقدها نحن القرآنية أو لا اقل أئمة أهل البيت نحن نعتقد انهم في قوس النزول هم واسطة الفيض وفي قوس الصعود هم واسطة الفيض وانهم روح هذا العالم ولولاهم لمات هذا العالم كما يموت الجسد إذا خرجت من الروح ولكن ما ذكرناه من الدليلين لم يكن لاثبات كل هذه الحقائق نحن فقط كنا بصدد بيان ان الإمام له الإمامة القرآنية لها دور هدايتي وهذه الهداية ليست هداية تشريعية وانما هداية تكوينية، الآن تسميتها بواسطة الفيض تسميتها بالدور الوجودي هذه تسمياتنا اصطلاحاتنا، هذا القدر لابد ان يكون واضح قرآنيا للاخ ابو نور وهو انه الآية القرآنية أو الآيات القرآنية اشارت ان مقام الإمامة في القرآن له دور هدايتي في الهداية التكوينية الخاصة وليست هي الهداية التشريعية العامة أو الهداية التكوينية العامة واشرنا إلى دليلي الاثبات، اما ما هو الدليل على انهم لولاهم لساخ العالم باهله؟ هذا له دليل آخر.
    ما هو الدليل ان الإمام الحجة له هذا الدور؟ هذا له أيضاً دليل آخر، وهذا ان شاء الله تعالى، ادعو الله سبحانه وتعالى ان اوفق لعله ان شاء الله تعالى في ليلة النصف من شعبان لعله أيضاً تقع في ليلة الجمعة سنوفق ان نقف عند بعض هذه الأبحاث ونبين الدور الوجودي للإمام الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) إذن الأخ ابو نور اتصور اتضح.
    المقدم: يعني ليس ثمة اختلاف.
    آية الله السيد كمال الحيدري: ابدا، هو تصور بأنه انا اريد كل هذه المسائل اشمل، الآن واحد قد يقول بانه ما هي ادلتكم على تلك؟ نقول له ان شاء الله تعالى في ليلة القدر سنبين يعني في آية سورة القدر (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) كل امر مرتبط بعالم الوجود في ليلة القدر يتنزل ذلك دليل آخر، نحن فقط كنا بصدد اثبات هذا المعنى. السؤال الذي بعده ماذا كان؟
    المقدم: الأخ ابو حسن من السويد الذي فهمته من عنده انه ذكرتم في الحلقة السابقة ان إمام العصر هو روح الارواح.
    آية الله السيد كمال الحيدري: صحيح، يقول بالنسبة لمن لم يعتقد، الله سبحانه وتعالى قد يوجد إنسان ولا يؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى ينكر وجود الله ملحد، الله سبحانه وتعالى إذا لم يؤمن به يقطع عنه عطاءه أو لا يقطع عنه؟ لا يقطع (كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ)، الشمس لو جاء احد وقال انا لا اعتقد ان هذه الشمس هي التي تبقي الأرض على حرارتها ولولاها لجمدت الارض، هذا معناه ان الشمس بعد لا تعطي حرارة؟ لا ابدا، الادوار التكوينية الادوار الوجودية ما متوقفة على ان الإنسان يؤمن بها أو لا يؤمن، نعم إذا لم يؤمن بها هو لا يصل إلى كمال المطلوب يعني هو يحرم نفسه من الكمالات الخاصة التي قد تفاض عليه والا ذاك المسؤول عن الدور التكويني الآن نحن نعتقد ان الملائكة يدبرون الأمر صريح القرآن (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) قد تأتي بعض التوجهات الإسلامية تقول لا، كل شيء بيد الله، هذا معناه ان الملائكة بعد لا تقوم بدورها في التدبير؟ لا، تقوم حتى بالنسبة لمن ينكر دور الملائكة.
    إذن الادوار الوجودية والادوار التكوينية ادوار عامة سواء آمن بها أو لم يؤمن يعني بالنسبة إلى الفاعل تبقى اما بالنسبة إلى المعتقد فإذا آمن فسيعطى كمال خاص إذا لم يؤمن سوف يحرم من ذلك الكمال الخاص.
    المقدم: في دقيقة واحدة سماحة السيد قيام الإمام في كل عصر.
    آية الله السيد كمال الحيدري: الجواب وجود إمامين في زمان أو اكثر، نحن نعتقد ان اصحاب الكساء كلهم كانوا في زمان ولكنه لا يتعدد الإمام، الدور الوجودي يكون لشخص واحد ويكون هو واسطة الفيض بالنسبة إلى الآخرين.
    المقدم: سماحة السيد كمال الحيدري شكرا جزيلا، وشكرا لكم مشاهدينا الاكارم على جميل متابعتكم لهذه الحلقة من برنامج مطارحات في العقيدة، بدأنا هذه الحلقة باحاديث عن التمسك بحجزة محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم اجمعين) لأنهم الطريق إلى الله ونختم البرنامج بالدعاء بان يجعلنا الله واياكم من الآخذين بصدق بحجزة محمد وآل محمد والمستفيضين بالنور الالهي وبالامر الالهي منهم (صلوات الله عليهم اجمعين)، السلام عليكم احباءنا ورحمة الله وبركاتــه…

    • تاريخ النشر : 2011/10/18
    • مرات التنزيل : 1912

  • جديد المرئيات