المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه الكرام المنتجبين.
تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام وهذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية عنوان حلقة هذا الأسبوع (المهدي في صحاح مدرسة الصحابة القسم الثاني) سنكون معكم إنشاء الله تعالى وبصحبة سماحة آية الله السيد كمال الحيدري في محاور عديدة ومهمة تتعلق بهذا الجانب، أرحب أولاً باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً.
المقدم: ذكرتم في الحلقة السابقة مجموعة من النصوص وثبت أنها صحيحة.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم ببيان العلامة الألباني.
المقدمة: ما ذكرتم من الأحاديث التي قلتم أنها واردة حول المهدي في صحاح ومصنفات مدرسة الصحابة، هل كل ما ورد هو هذا أم توجد نصوص أخرى.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع أننا لا نستطيع أن نستقرأ كل ما ورد عن المهدي المنتظر – هذا التعبير لا يتبادر إلى ذهن أحد أنه التعبير المرتبط بمدرسة أهل البيت- فأن جميع المسلمين ينتظرون المهدي، لا فرق بين أي يعتقدوا بأنه الآن حي وسوف يظهر ويخرج في آخر الزمان أو أنه سوف يولد بعد ذلك، فقضية الانتظار ليست من مختصات مدرسة أهل البيت، وهذا ما سنقرئه بعد ذلك، يعني عندما نراجع النصوص الواردة والصحيحة بنص عبارات الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وغيرها عند ذلك سيتضح أن مسألة الانتظار ومسألة المهدي المنتظر هذا التعبير (المنتظر) ليس من اختصاصات مدرسة أهل البيت (عليه أفضل الصلاة والسلام) وإنما هذه حقيقة يجب على كل مسلم أن يعتقدها، لماذا؟ لما سأبين لاحقاً وما أشرت إليه سابقاً من أن هذه الأحاديث أحاديث متواترة معناً وإذا كانت كذلك فيجب أن يعتقد بها الفرد المسلم، ليس هو في الخيار أن يعتقد أو لا يعتقد، من قبيل إذا وردت هناك نصوص صريحة مستفيضة متواترة عن حقائق الحشر ا لأكبر وعن حقائق يوم القيامة، عن الصراط، عن الميزان، عن تطاير الكتب، عن صحائف الأعمال ونحو ذلك، عن الحوض وغيرها. هل أن الفرد المسلم هو في خيار أن يعتقد أن لا يعتقد بها؟ ليس له الخيار، (ليس لهم الخيرة من أمرهم) لماذا؟ لأنها قضية عقدية والقضايا العقدية يجب الإيمان بها، والفرد المسلم ليس في خيار أن يؤمن أو لا يؤمن، لا أبداً، إذا اراد أن يكون على الطريق السوي وعلى الصراط المستقيم وأن تكون عقيدته عقيدة سليمة وصحيحة لابد أن يعتقد بكل ما جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله) وبكل ما جاء به القرآن الكريم، وهذه الحقيقة حقيقة جاءت بشكل متواتر عمن؟ عن النبي (صلى الله عليه وآله)، نعم قد يأتي قائل ويقول: نحن لم يثبت عندنا أنه حي، هذا بحث آخر، ولكنه يجب عليه أن يعتقد بالمهدي المنتظر وأنه سيخرج في أخر الزمان وأنه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً. هذه نقطة.
النقطة الثانية: أنه يجب أن يعتقد بالمهدي المنتظر بالنسب الذي أشارت إليه النصوص الصحيحة الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ليست القضية أنه نعتقد بأنه إنسان مؤمن عادل سيخرج في آخر الزمان، لا أبداً، وإنما لابد أن يعتقد بشخص بعينه كما عينت النصوص الصحيحة أنه من هو هذا الإنسان؟ وهذا بحثه سيأتي، ليس فقط من ولد علي وفاطمة، لابد أن يكون من ضمن العترة، من عترة أهل بيتي، لأنه ليس كل ولد علي وفاطمة يصدق عليهم عنوان العترة، ليس كل أولاد علي وفاطمة لا يفارقون الكتاب ولا يفارقهم الكتاب، ليس كل أولاد علي وفاطمة هم ماذا؟ عدل ا لقرآن الكريم (لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) إذن التفتوا جيداً، لابد أن يعتقد الفرد المسلم أولاً بعقيدة المهدي المنتظر، وهذا ما سأقرئه من كلمات كبار علماء مدرسة الصحابة، لا يتبادر إلى ذهن المشاهد، ولكن أرجو من المشاهد الكريم أن يسعفني بوقته المبارك ويعطيني وقتاً ويستمع إلي ويصبر حتى لو كنت مختلفاً معه في النتائج التي أريد أن انتهي إليها، فليسمع (يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وأنا ذكرت في مقدمة هذه الأبحاث لعله هذه الحلقة أو في حلقات مطارحات في العقيدة، قلت أن هدفي ليس أن يأتي شخص من مدرسة أهل الصحابة ويكون من أتباع مدرسة أهل البيت، لا ليس هذا همي، همي انكشاف هذه الحقائق، همي وهدفي من طرح مثل هذه المباحث هو الوصول إلى حقيقة مدرسة أهل البيت في قضية المهدي المنتظر، لماذا؟ باعتبار أن هذه اللغط الذي تجدونه على بعض المواقع أو بعض الفضائيات أو بعض الكتابات – عبروا عنه ما شئتم- ممن يسمون أنفسهم أهل ا لعلم وواقعاً العلم منه في براء، لأنهم لا يتكلمون على منهج علمي صحيح، كل كلامهم من أوله إلى آخره لو تجمعه يتلخص في كلمتين (دخل السرداب، خرج من السرداب) وانتهت القضية، وهذا ليس المنطق العلمي، قضية كبرى أساسية في مدرسة أهل البيت، ليس في مدرسة أهل البيت فقط بل في مدرسة كل علماء الإسلام، من القضايا المجمع عليها بين علماء الإسلام بلا فارق، كيف يمكن أن تلخص بكلمتين وردت هنا أو وردت هناك، وعلى ماذا يستندون؟ على موقع كمبيوتري، لا أعلم من أين يقرأ، وممن يقرأ ولمن يقرأ، واقعاً هذه الطريقة كما قلت في حلقات سابقة والآن أؤكدها، ليس المنهج الدقيق والصحيح أن يأتي بالكتاب المستند، أن يأتي ويقرأ العبارة جيداً من كتب الأعلام، من أعلام المدرستين مدرسة الصحابة ومدرسة أهل البيت، لنعرف ماذا يقولا لقائل، والأمر بعد ذلك إلى المشاهدين فليتبعوا هذا الاتجاه أو يتبعوا ذلك الاتجاه.
السؤال كان: نحن أشرنا إلى بعض النصوص في الحلقة السابقة عن بعض شؤون المهدي المنتظر من شؤون، أو من الأمور التي وردت في المقام، مرة أخرى بودي أن أشير أنا أنقل هذه النصوص من كتاب (سلسلة الأحاديث الصحيحة) وشيء من فقهها وفوائدها لمحمد ناصر الدين الألباني، لا يوجد عليه العلامة، أنا لم أقل، وإلا هو العلامة محمد ناصر الدين صاحب هذه السلسلة وصاحب السلسلة الأخرى وهي (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة) وإنشاء الله سنقف على بعض النصوص الواردة في السلسلتين والمجموعتين معاً.
في سلسلة الأحاديث ا لصحيحة، مجلد 5، في الحديث 2293، ص371، انظروا ماذا يقول؟ يقول: منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه. سؤال: هذا النص (منا) من المقصود، يعني (منا) من؟ هو يقول: أن المراد (منا) يعني من أهل البيت، من يقول؟ الألباني. يقول: عزاه السيوطي في الجامع لأبي نعيم في كتاب المهدي عن أبي سعيد وقال المناوي وفيه ضعف، أي رواية؟ هذه الرواية التي قرأنا (منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه) وأقول – العلامة الألباني يعلق على كلام المناوي الذي يقول فيه ضعف- يقول: لم يتيسر لي حتى الآن الوقوف على إسناد هذا الخبر والحديث.
المقدم: الذي ينتهي إلى رسول الله طبعاً.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، كله، هم لا ينقلون عن رسول الله، ولكنه جزماً بأنه عندما يقول (منا) يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: منا أهل البيت، إلا أن الألباني في ذيل هذا الحديث يقول: ومع ذلك فالحديث عندي صحيح، لماذا؟ وهذا منهج أنا بودي أن الذين يراجعون لأنه مع الأسف ا لشديد أيضاً أرى في بعض المواقع والفضائيات أنه يتصور أنه بمجرد أن الحديث إذا جاء في سلسلة الأحاديث الصحيحة فالرواية صحيحة، وإذا جاء في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة فيتصور الرواية ضعيفة، مع أنه هذه ليست قاعدة عند الألباني، بودي حتى أولئك الذين يدعون أنهم يعرفون ما في الألباني، لا مشتبهون، الألباني منهجه هذا، وهو أنه قد يأتي برواية يضعها في سلسلة الأحاديث ا لصحيحة ولكن هو يريد أن يقول أن الآخرين يعتقدون أنها صحيحة ولكن هي عنده ضعيفة، والعكس صحيح أيضاً، يعني قد يأتي برواية ذكرها في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ولكنه هو يصححها. لا يتبادر إلى أنه هذه السلسلة التي تقع في 13 مجلد سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة لا يتبادر إلى الذهن أن كل ما ورد فيها روايات ضعيفة أو موضوعة، لا ليس الأمر كذلك، كما سأقرأ، أذكر نماذج لذلك، لا يتبادر إلى الذهن أنها دعاوى، خصوصاً أبناءنا وأخوانا الأعزاء من مدرسة الصحابة الذين يستمعون لي الآن، أنا بودي أن يلتفتوا إلى هذه الحقيقة، لا ينخدعوا عندما يقولون أن هذا الحديث ورد في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للألباني، ليس هذا كاف أنه إذا ورد في هذه السلسلة فهو ضعيف أو موضوع، قد يكون وارداً هنا وهو صحيح، أيضاً لا يخدعون إذا نقلوا لهم أن هذا الحديث ورد في سلسلة الأحاديث الصحيحة، قد يكون مذكوراً في سلسلة الأحاديث الصحيحة وضعفه الألباني.
على هذا الأساس، يقول: ومع ذلك فالحديث عندي صحيح، لأنه جاء مفرقاً في أحاديث. وهذه قاعدة أخرى من قواعد المنهج الذي يتبعه العلامة الألباني في هاتين الموسوعتين. يقول: نعم، لعل هذا النص فيه ضعف – سند هذا النص- ولكن بمجموع روايات، عندما نجمع روايات مفرقة نجد أن هذا المضمون صحيح ببركة مضامين، ولذا يقول: لانه جاء مفرقاً في أحاديث، أما أنه من أهل البيت، فهذا لم يرد هنا، من أين؟ يقول: ففيه ثلاثة أحاديث، الأول: من حديث أم سلمة، أخرجه أبو داود وغيره بسند صحيح، وهو مخرج في الضعيفة، يقول: هذا الذي أخرجه وهو أنه من أهل البيت أخرجناه أين؟ في سلسلة الأحاديث الضعيفة.
المقدم: ولكنه ثبت عند أبي داود.
سماحة السيد كمال الحيدري: يقول: أخرجه أبو داود وغيره بسند صحيح، أين ذكرته؟ قال: وهو مخرج في الضعيفة، تحت الحديث رقم 80، بودي أن المشاهد يلتفت، هذا الكلام نحن نقلناه عن سلسلة الأحاديث الصحيحة، بعد ذلك بودي أن المشاهد الكريم أيضاً سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة، هناك في الجزء الأول، مكتبة المعارف، الرياض، ص180، الحديث رقم 80، ينقل حديثا، ماذا يقول؟ يقول: المهدي من ولد العباس عمي. وهنا عدة روايات تنقل هذا المضمون، الحديث رقم 81: يا عباس أن الله فتح هذا الأمر بي – يعني رسول الله يقول لعمه العباس- وسيختمه بغلام من ولدك يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً والذي يصلي بعيسى. وكذلك الحديث رقم 82، ص183: ألا أبشرك يا أبا الفضل أن الله عز وجل افتتح بي هذا الأمر وبذريتك يختمه. وهذا يكشف لنا عن أمر، أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكتف بذكر المهدي كعنوان عام، وإنما كان بصدد تشخيص هوية المهدي وأنه من هو المهدي؟ من هو المهدي؟ محمد بن عبد الله العلوي. ألف اسم يمكن أن ينطبق، كما ادعوا المهدوية على مر التأريخ. وهذا بحثه إنشاء الله سيأتي، وإلا لو لم يبين النبي (صلى الله عليه وآله) نسب المهدي لبقيت قضية غائمة ولا يمكن التثبت منها، أنه هذا هو المهدي الذي وعد به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وهو الذي يحقق آمال الأنبياء جميعاً على مر التأريخ، من أين نشخصه إذا لم يشخصه لنا النبي (صلى الله عليه وآله) إذا لم يعين النبي لنا نسبه بشكل دقيق. هذه الروايات الثلاث التي أشرنا إليها تحت رقم 80 و81 و82 تحت سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة كلها يعبر عنها العلامة الألباني يقول: موضوع، موضوع، موضوع. يعني هذه الأحاديث الثلاثة كلها من الموضوعات. إذن ليس نسبه (أي المهدي المنتظر) من ولد العباس.
عند ذلك واقعاً الإنسان يستغرب لماذا أن الشيخ ابن تيمية يشكر الله أنه لم يأتِ أحد من ولد علي ومن الأسرة ومن الامتداد العلوي لحكم الإسلام، وإنما جاء من الامتداد العباس، شيء غريب، أن النبي (صلى الله عليه وآله) وأن هؤلاء يقولون هؤلاء الذين ادعوا أن الخط العباسي كان كذا، يقول: موضوع، موضوع. على أي حال هذا ليس حديثي. عندما يقول موضوع، في آخره يقول: هذا الحديث غير صحيح، قلت: ومما يدل على كذب هذا الحديث – حديث أن المهدي من ولد العباس عمي- أنه مخالف لقوله – صلى الله عليه وسلم) – بحسب نص الكتاب وإلا لا تصلوا علي الصلاة المبتورة أو البتراء (صلى الله عليه وآله) – ما هو الحديث عن رسول الله؟ المهدي من عترتي من ولد فاطمة. يقول: هذا الحديث نكذبه بأي حديث؟ بهذا الحديث، لماذا تكذبه. يقول: أخرجه أبو داود وابن ماجه والحاكم وأبو عمر الداني في السنن الواردة في الفتن الواردة في الفتن، وكذا العقيلي من طريق زياد وهذا سند جيد رجاله كلهم ثقات وله شواهد كثيرة فهو دليل واضح على رد هذا الحديث – يعني حديث من ولد العباس-.
النتيجة التي ننتهي إليها أنه في كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة يذكر حديثاً موضوعاً.
المقدم: ويرد به الضعيف.
سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، المهدي من ولد فاطمة إذن لا يتبادر إلى الذهن أن كل ما ورد في هذا الكتاب فهو ضعيف أو موضوع.
هذه قضية مهمة لابد أن يلتفت إليها المشاهد الكريم في منهجة الألباني في هاتين الموسوعتين. وهذا الحديث كما أشرت في ا لمقدمة يبين لنا بشكل واضح وصريح أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان بصدد بيان تعيين نسب المهدي، وهذا طبيعي جداً وإنشاء الله بعد ذلك سنقف على هذه النقطة، وهو أنه هل من المنطق أن رسول الله بشكل متواتر كما يقول هؤلاء الأعلام جميعاً يقولون، أنه يقول: سيظهر في آخر الزمان المهدي من عترتي من ولد فاطمة. ولا يسأله أحد من هو؟ هذا منطق! بينكم وبين الله العقل يقبل هذا، أنه بمرأى من الصحابة وبجموع الصحابة والذين كانوا يعتنون بكل صغيرة وكبيرة من رسول الله ومن حديث رسول الله، ولا يسأله أحد من الصحابة يا رسول الله من هو هذا الذي سيحقق هذه الحقيقة الذي لم يتمكن ولم تتهيأ الشروط لتحقيقه على يد الأنبياء جميعاً حتى على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا لأنه الرسول أن المهدي أفضل منه، أبداً، ولكن لأن الشروط لم تتحقق للنبي، وإلا باقي الأنبياء، لماذا لم تتحقق العدالة على يد إبراهيم، ألم يكن نبياً من أنبياء أولي ا لعزم، لماذا لم تتحقق العدالة على يد نوح شيخ الأنبياء، بقى في أمته ألف سنة إلا خمسين عاماً، ولكن لم يؤمن به إلا قليل كما نصت الآيات المباركة. إذن هذا ليس لعجزٍ أو لنقصٍ في الأنبياء وإنما لعدم توفر الشروط اللازمة لإقامة العدل الإلهي الذي يملأ الأرض قسطا ًوعدلاً. إذن هذه القضية الثانية.
القضية الثالثة التي بودي أن أشير إليها استفادة من مثل هذه النصوص التي بيناها، وهي أنه واقعاً هذا الحديث يقربنا شيئاً فشيئاً من نظرية مدرسة أهل البيت في من هو المهدي المنتظر، لماذا؟ لأن النص يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة، لا يقول لنا قائل كما أجد في بعض الكلمات والمتكلمين والمتحدثين ممن ليس لهم أساس علمي حتى يتكلمون، قد يقولون: أن هذه الرواية صحيحة، ولكنه آحاد، والآحاد لا يمكن البناء عليها لتأسيس عقيدة، هذا البحث سيأتي – لا يستعجل المشاهد الكريم- إنشاء الله سأتوفر أن خبر الواحد المستفيض واقعاً يمكن أن يستند إليه لبناء عقيدة الفرد المسلم أو لا يمكن؟ هذا بحثه سيأتي إنشاء الله وسأنقل الكلمات في هذا المجال. المهم عندي أن هذا الحديث المبارك وهو المهدي من عترتي من ولد فاطمة يقترب تماماً من الأطروحة ومن العقيدة التي تقولها مدرسة أهل البيت. لا يقول لنا قائل: كيف تقتربون من مدرسة أهل البيت، أنا لا أتكلم أن هذه الرواية تتكلم عن حياته وأنه سيولد، أريد أن أتكلم عن نسبه، هذه نقطة مهمة، من هو هذا المهدي المنتظر؟ من الذي سيملأ الأرض، والمشاهد يجد أننا نداخل بعض المحاور مع بعضها، يعني المحور الأول والمحور الثاني والثالث التي تكلمنا عنها فيما سبق، من هو المهدي المنتظر؟ أهو شخص مجهول الهوية والنسب والبطاقة الشخصية إن صح التعبير، أو أنه معروف الهوية والنسب والبطاقة الشخصية، وأنه إلى أي عائلة والى أي بيت ينتمي هذا الإنسان الذي يحقق أمل الأنبياء الذي هو إمام لمن؟ إمام لعيسى الذي هو نبي من أنبياء أولي العزم، يكفيه أنه إمام ويأتم به من؟ ليس يأتم به الصالحون والأولياء والعلماء والناس، لا، لا، يأتم به من؟ يأتم به عيسى الذي هو له من المقام واقعاً ما لا يمكن إداكه في القرآن الكريم، ولكنه يأتم بمن؟ ولذا قرأنا في النص: منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه، النبي (صلى الله عليه وآله) يبين عظمة هذا الشخص وهو أنه بلغ من المقام وبلغ من القرب وبلغ من العظمة أنه يفتخر به النبي (صلى الله عليه وآله) فيقول: يصلي خلفه عيسى. القائل من؟ رسول الله. هذه مفخرة أن واحداً من عترته يصلي خلفه عيسى الذي هو من أنبياء أولي العزم.
المقدم: نستشعر أيضاً من عبارته (صلى الله عليه وآله وسلم) منا يعني نحن مجموعة.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، ولذا قلت بدأنا نقترب من عقيدة مدرسة أهل البيت في المهدي المنتظر.
المقدم: فلو كان كل صحابي يمكن أن يحل ويقوم هذا المقام فما معنى (منا).
سماحة السيد كمال الحيدري: أساساً النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لمن أعطى مثل هذا الوسام حتى يأخذه هذا الإنسان، الذي هو إنسان مؤمن مسلم عادل سيخرج في آخر الزمان، هناك الكثير من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) كانوا من المؤمنين، كانوا من المسلمين، كانوا من المجاهدين، كانوا من الصابرين، كانوا من المعذبين في سبيل الله، من منهم أخذ مثل هذا المقام. الرسول (صلى الله عليه وآله) ولا ينسى المشاهد الكريم أنا من باب فذكر إن نفعت الذكرى أن الذكرى تنفع المؤمنين، واقعاً من باب الذكرى، المتكلم هو الذي قال عنه القرآن (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) هذا وحي الله يقول على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين، فالقضية قضية عظيمة وعظيمة جداً، الرسول يفتخر يقول: منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه.
المقدم: وحفيده زين العابدين يقول: ومنا سبط هذه الأمة ومنا مهديها.
سماحة السيد كمال الحيدري: جيد جداً، هذا تأييد لنا، ولكن قد يقول لنا قائل: شيخنا بتعبيرهم يا شيخ هذه الرواية لم ترد عندنا. نقرأ غيرها التي هي في مصادرهم.
المقدم: يعني سماحة السيد كنتم قد أكدتم على نقطة مهمة، وهي أنه هذا الحديث يقرب وجهات النظر ويقترب شيئاً فشيئاً من الأطروحة التي تقول بها مدرسة أهل البيت في المهدي (عليه السلام) قد يقول المشاهد هل من توضيح أكثر.
سماحة السيد كمال الحيدري: في مدرسة أهل البيت هناك ركنان أساسيان في المهدي: الركن الأول: أنه حي، لا أنه ماذا؟ سيولد بعد ذلك، ما هي أدلتنا؟ سنعرض لها بعد ذلك. الآن أنا أعتذر للمشاهد الكريم لا أدخل في هذا البحث سيأتي تفصيله في محله، وعهداً مني للمشاهد أن بحثي متسلسل لا أحاول أن أدخل على المحاور لأجد حالة من الفوضى. هذا هو المحور الأول أو الأصل الأول العنصر الأول الأساسي في مدرسة أهل البيت في المهدي المنتظر.
العنصر الثاني: اعتقادهم أنه من العترة، وأنه من أهل البيت، لا أنه عنوان عام قابل للانطباق على كل شخص، وهذه هي المفارقة الأخرى التي ابتليت بها مدرسة الصحابة، لأن مدرسة الصحابة لما أهملوا نسب المهدي المنتظر وجعلوه عنواناً قابلاً للانطباق على كل شخص وجدتم أنه نحن على مر التأريخ يومياً نجد في مدرسة الصحابة من يدعي المهدوية، ادعاء المهدوية قليل جداً في مدرسة أهل البيت لماذا؟ لأنه عنوانه مشخص ونسبه مشخص، وبطاقته الشخصية مشخصة، واضح إلى من ينتمي، إلا أن بعضهم يريد أن يخدع بعض البسطاء من الناس، وإلا بمجرد أن يتكلم أنا فلان الناس يعرفون أنه ليس هو فلان. أما في مدرسة الصحابة لما أهملوا وإلا أنا لا اعتقد أن في الصحاح ومسانيد الصحابة لم يعينوا نسب المهدي، هم أيضاً هذه المصنفات والصحاح والسنن كلها عينت وبشكل دقيق وواضح كما في هذه الرواية التي قرأناها من الألباني: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. إذن الذي أريد أن أقوله في هذه العجالة من الجواب على سؤال الدكتور، هو أنه اقترب هذا الحديث وهذا الكلام من الرسول (صلى الله عليه وآله) يقربنا من عقيدة مدرسة أهل البيت، لأنه هذا يعين نسبه من هو، أنه من العترة من أهل البيت.
المقدم: وعلى من يصدق لفظ العترة.
سماحة السيد كمال الحيدري: نحن نرجع إلى ماذا؟ إلى النص القرآني، نرجع إلى الأحاديث ا لمتواترة لنشخص من هم العترة؟ ومن هم أهل البيت؟
المقدم: كل من ينتسب إلى علي وفاطمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: ليس هو من العترة. لأنه الأحاديث من ولد فاطمة ثبت أنه من علي وفاطمة، ولكنه من عترتي من ولد فاطمة، يوجد قيدان، أولاً: أنه من ولد فاطمة وأنه هو الذي يصدق عليه عنوان العترة من ولد فاطمة، لا كل من صدق عليه أنه من عترة فاطمة، الآن أنا أيضاً سيد من ولد فاطمة، الكثير من السادة في العالم، الملايين من السادة أنهم ينتسبون إلى فاطمة وعلي وغيرهم يوجد لكن مقصودي ليس كل من انتسب إلى علي وفاطمة فهو ينطبق عليه عنوان العترة، وعنوان أهل البيت عنوانان بحسب الاصطلاحان أخصان من عنوان ولد علي وفاطمة. الدائرة أوسع، أما أنه من العترة لابد أن نرجع إلى الأحاديث المتواترة المتفق عليها بين الفريقين لابد أن نرجع إلى القرآن الذي قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) لابد أن نعرف من هم أهل البيت في هذه الآية، وهنا فقط أقول جملة لا أريد أن أدخل في البحث، وهو أنه أريد أن يكون المشاهد الكريم على علم لم تدعي واحدة من أمهات المؤمنين أنها ماذا؟ من أهل ا لبيت الذين تنطبق عليهم الآية، لا أم المؤمنين عائشة، ولا أم المؤمنين أم سلمة، ولا غيرهما من نساء النبي. أمهات المؤمنين، بل بالعكس نجد أن النصوص وردت من أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين أم سلمة وردت تقول لنا: نحن لسنا مشمولين بأهل البيت. روايات نقلت من المدرستين لا أريد أن أدخل. إذن لابد أن نعرف ما هو عنوان أهل البيت في القرآن، بنص نساء النبي وأمهات المؤمنين، لابد أن نعرف عنوان العترة في الأحاديث المتواترة. إذا سمح لي المشاهد الكريم وكان الوقت يسع لهذه القضية، كتاب (المعجم الكبير) دار أحياء التراث العربي، الحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، 1984م، حققه وخرج أحاديثه حمدي عبد المجيد السلفي، الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة، هناك في هذا الكتاب، المجلد الثالث، ص 65 و66، من الأحاديث 2678 و2679 و2680 و2681، هذه الروايات متعددة، الرواية الأولى عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي: أيها الناس أني تارك فيكم ما أن أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي. إذن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يقل وأهل بيتي حتى يقول قائل أنه يشمل الناس، ولم يقل أحد لا من اللغويين ولا من غيرهم أن لفظ العترة يشمل النساء. نعم قد يقول قائل أن عنوان أهل البيت أعم في القرآن الكريم ونحن نوافق، ولكنه هذه النصوص صريحة، تفسير أهل البيت ماذا؟ بالعترة، وتفسر العترة بأهل البيت، تقول وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ورواية ثانية وهي عن أبي سعيد أيضاً، ورواية ثالثة عن جابر قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء فخطب وسمعته وهو يقول: أيها الناس قد تركتم ما إن أخذتم … كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
المقدم: والطبراني متشدد لا يذكر أي حديث.
سماحة السيد كمال الحيدري: جيد جداً، سؤال: إذن الرواية عندما قرأناها عن الألباني قال: المهدي من عترتي. إذن لابد أن نذهب إلى حديث الثقلين من يقول؟ يقول: هؤلاء العترة يفارقون الكتاب أو لا يفارقون، وبعد ذلك سيتضح أن حديث الثقلين حديث متواتر. ولفظ (وسنتي) لم ينقل إلا شاذاً وبحثه سيأتي بعد ذلك وسنقف عنده مفصلاً.
إذن المهدي من هو؟ المهدي أولاً من ولد فاطمة، هذا لا يكفي لماذا؟ لأن كثير ممن ينتسبون إلى فاطمة وإلى علي وفاطمة ليسوا من العترة، إذن لابد أن يكون المهدي يتوفر فيه هذان العنصران: العنصر الأول أنه من ولد علي وفاطمة، هذه المساحة الأوسع. ثم المساحة الأضيق أن يكون من العترة من ولد علي وفاطمة. وعنوان العترة وردت الروايات وبينت ما هو مقامهم في حديث الثقلين، هم أهل البيت بنص حديث الثقلين وآية التطهير. إذن بهذا كما قلت شيئاً فشيئاً نسبه سوف يتضح أن هذا المهدي المنتظر الذي تواترت الروايات وفي مختلف أوضاع وأمكنة الرسول الأعظم، يعني الأحاديث عندما تتواتر، يعني الرسول الأكرم في مختلف الأمكنة في مختلف الأزمنة في مختلف الأصعدة يقول هذا الحديث، عند ذلك الرواة الذين ينقلون يتعددون فيحصل عندنا تواتر في الطبقات إلى أن يصل إلينا.
إذن بهذا ينتهي هذا البحث وهو أنه واقعاً الروايات كثيرة ولكنه بهذا القدر اكتفي.
المقدم: الأخ أبو محمد من السعودية تفضلوا.
الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
المقدم: عليكم السلام.
الأخ أبو محمد: عندي سؤال سماحة السيد، من ينتظر الآخر؟ نحن أم الإمام المهدي؟ هذا سؤال. وهل الإمام المهدي ينتظر أن يعم الفساد والظلم أم ينتظر المؤمنين؟ وشكراً.
المقدم: الأخ مرتضى من السعودية، تفضلوا.
الأخ مرتضى: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليك السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ مرتضى: أريد أن أعلق على بعض النقاط التي طرحها السيد كمال:
أولاً: أن عقيدة المهدي لا يوجد عند أهل السنة شيء اسمه عقيدة، وبإمكان الشيخ أن يراجع كتب الاعتقاد عند السنة حيث أن المهدي ليس مدرج ضمن العقائد عند أهل السنة، وإنما استشهد بقول الألباني بأنه يقول: عقيدة، فهذا يعني أن قول الألباني واضح ويجب التصديق به بما أنه نقل الأخبار عن النبي، يعني صحت في السنة، يعني يعتقد به ويصدق به، والدليل على ذلك بإمكانكم الرجوع إلى كل كتب أهل السنة التي تتحدث عن العقائد لا يوجد شيء اسمه الاعتقاد بالمهدي، أو يجب الاعتقاد بالمهدي، وأن منكر كافر خارج من الدين. هذه نقطة.
النقطة الأخرى: الشيخ حقيقةً تبحر في مقولات أهل السنة، أن المهدي موجود، وأن فلان ذكر، والشيخ الفلاني ذكر، أهل السنة لا يردون المهدي المبشر به، ولا نسميه المنتظر عندنا، ولكن أنتم كاثني عشرية هل ثبت عندكم وجود شخص اسمه محمد بن الحسن العسكري، يعني أن هناك اختلاف كبير بعد وفاة الحسن العسكري خرج على الأقل أربعة عشر فرقة اثني عشرية، إذا كانوا متفقين، وإذا كان المهدي موجود عندهم فلماذا يختلفوا.
يقول الشيخ: أن عند مدرسة كما سمي مدرسة أهل البيت مسألة المهدي وادعاء المهدوية فكرة صريحة لا تكاد تذكر أو بالتحديد فكرة قليلة المهدوية ومدعيها بينما لو يرجع السيد كمال يرجع عند وفاة كل إمام من الأئمة الأثنى عشر يجد أن شخصاً يدعي أنه لم مت وأنه هو المهدي المنتظر، بداء بالسبأية الذين ادعوا أن علي بن أبي طالب لم يمت وانتهاءاً …..
سماحة السيد كمال الحيدري: طلبت منك أن يكون في محور الحديث، فتعدد الفرق لا ربط له بموضوع بحثنا.
إذا تسمح لي قبل أن أجيب على كلمتين يقول أنه لم يقل أحد منا أنه عقيدة، ومن الذين وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت، (عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر) تأليف العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد (المهدي ا لمنتظر) لينظر المشاهد حتى لا يقول أنه لا يوجد عندنا منتظر، بودي أن يلتفت المشاهد جيداً، هذا عنوان الكتاب، والتفت جيداً، في مقدمة هذا الكتاب كلمة تعقيب على المحاضرة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ماذا يقول ابن باز في مقدمة هذا الكتاب للعلامة حمد بن العباد يقول: أما بعد، فإنا نشكر محاضرنا الأستاذ الفاضل الشيخ عبد المحسن على هذه المحاضرة الواسعة فلقد أجاد فيها وأفاد واستوفى المقام حقاً فيما يتعلق بالمهدي المنتظر، مهدي الحق، أخي العزيز إذا كنت لست من أهل المطالعة ولا تعرف مباني علمائك واساتذك ومراجعك، فكيف أتحدث معك، يعني ماذا أفعل، أنا أصير ناقل إليكم مبانيكم، واقعاً فليكن عندكم إنصاف، عندما علماؤكم لا يطلعونكم، بل يخفون عليكم الحقائق . العلامة ابن باز يقول (بالمهدي المنتظر، مهدي الحق، ولا مزيد – هذه عبارات ابن باز- على ما بسطه من الكلام فقد بسط واعتنى وذكر الأحاديث وذكر كلام أهل العلم في هذا الباب، وقد وفق للصواب وهدي إلى الحق، فجزاه الله عن محاضرته . ثم يقول: إن الحق والصواب هو ما أبداه فضيلته في هذه المحاضرة، يعني كل ما ذكره بن حمد العباد حق وصواب، الأخ العزيز لابد أن يلتفت ماذا يقول: قال: ومن الذين – ص20 من هذه المحاضرة- حكوا تواتر أحاديث المهدي الشيخ محمد السفاريني المتوفى سنة 88 بعد المئة وألف في كتابه (لوامع الأنوار البهية) قال: وقد كثرت بخروجه يعني المهدي الروايات حتى بلغت حد التواتر وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم. الآن أنت أخي العزيز لا تعرف معتقداتك فهذا ليس مشكلتي أخي العزيز. إن علمائكم أو الذين يسمون أنفسهم أهل العلم ويخرجون على الفضائيات ويلبسون عليكم الأمر ويقولون أنها ليست من عقائد السنة هذه ليست مشكلتي بل هذه مشكلة علمائكم فأنا أنقل من كلماتكم، وإذا وجدتني في هذه الأبحاث (الأطروحة المهدوية) نقلت لك شيئاًَ تنفرد به مدرسة الإمامية فأنت محق أنا كل ما أنقله من مصادر المدرستين يعني المتفق بين، وهذا عهد عهدته أمام المشاهد وقلت أني سوف لن أعرض شيئاً إلا أن يكون قد اتفقت عليه كلمات علماء المدرستين، التفت جيداً. ثم يقول صاحب المقالة: ثم ذكر بعض الآثار والأحاديث في خروج المهدي وأسماء بعض الصحابة الذين رووها ثم قال: من قال؟ الشيخ محمد السفاريني، وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر بروايات متعددة، وعن التابعين من بعدهم مما يفيد مجموعه العلم القطعي فالإيمان بخروج المهدي واجب. لم أقل أكثر من هذا، قلت أن هذه عقيدة، عقيدة يقينية لا دينية لا يكمل عقيدة الإنسان المسلم والمؤمن إلا بالاعتقاد بخروج من؟ بخروج المهدي المنتظر. ولا تنسى أن الشيخ ابن باز الذي هو علم من أعلام السلفية الحديثة ماذا يقول؟ يقول: كل ما ذكر في هذا الكتاب هو حق وصواب. يعني أنه الشيخ ابن باز يؤيد هذه الحقيقة ويثبت أن هذه عقيدة يجب الإيمان بها وهو واجب. كما هو مقرر، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة، هل لديهم عقائد أخرى، واقعاً شيئاً أأسف له، واقعاً لكل احترامي لمداخلتك، وإن كنت خرجت فيها بالأخير ….
هذا الأسلوب دعوه جانباً، أنا أتكلم معك ببحث علمي، لا أقل يخرج منكم واحد يتكلم بلغة علمية، أتركوا منهج التشويش ومنهج إدخال الموضوعات بعضها مع بعض، وتعدد الفرق إلى 14 فرقة وغيرها، هذه الكلمات لا يقولها إلا الجهلة لا يقولها إلا من ليسوا أما جهلة وأما مغرضين، وإلا الإنسان الذي يعرف حقائق مدرسة أهل البيت، لا اقل أنكم لا تعرفون مدرسة أهل البيت، أنتم لا تعرفون مدرستكم أيضاً. يقول: فالإيمان بها واجب كما هو مقرر عند أهل العلم، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة – إلى أن يأتي ويقول-: وممن حكى – ص21- تواتر أحاديث المهدي من المتأخرين الشيخ محمد بن جعفر الكتاني المتوفى سنة 54 بعد الثلاثمائة وألف قال في كتابه (نظم المتناثر من الحديث المتواتر) وقد ذكروا أن نزول سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ثابت بالكتاب والسنة والإجماع. ثم قال – كلام الشيخ محمد بن جعفر الكتاني الذي هو من الأعلام-: الحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر، في المهدي المنتظر. الآن يريد أن يأتي البعض أما أن لا يعرف أن يقرأ فيقرأها المهدي المُنتَظِر أو يريد يسفه الفكرة فهو حر فيه. وهذا فقط استطيع أن أقول إن الإناء بما فيه ينضح، وإلا هذه كلمات أعلام مدرسة الصحابة وهي محترمة طبعاً عندما أقول هذا الكلام في آخر المطاف هذا العلامة صاحب المقال، أقول لكي لا يتبادر إلى الذهن أني ألبس على المشاهد. يقول: كلمة ختامية في أنه لا علاقة لعقيدة أهل السنة – التفت جيداً- لعقيدة أهل السنة، لا علاقة لعقيدة أهل السنة في المهدي بعقيدة أهل الشيعة. يقول عقيدتنا في المهدي غير عقيدة الشيعة. فهي عقيدة. نعم هناك اختلاف في الشخص، في هوية الشخص، في كونه حي أو ليس بحي. أما ما سألت عنه من أنه ما هو دليلنا. أخي العزيز انتظر وأصبر، هذه يتوقف عليه مصيرك الأخروي، هذه عقيدة، لابد من الالتفات إلى هذه الحقيقة، لو أن الإنسان صرف من عمره عشر سنوات لفهم هذه الحقيقة لكانت تستحق لأن الله سبحانه وتعالى في أول ساعة من البرزخ وفي أول ساعة من الحشر الأكبر سوف يُسأل عن عقيدة ويسأل عما أمن به.
المقدم: فلا يعد قاصراً.شكراً لكم سماحة السيد كمال الحيدري، أيضاً نشكر الأخوة الكرام، ملتقانا وإياكم إنشاء الله تعالى في الأسبوع القادم في الأطروحة المهدوية. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
