4/2/2010
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين. أعظم الله لنا ولكم الاجر وعظمه مشاهدينا الكرام بذكرى شهادة ابي عبد الله الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه وابنائه الطيبين الطاهرين، حيث نعيش هذه الايام التي مضت ويوم غد هو يوم الاربعين حيث مر اربعون يوماً على شهادة ابي الظيم صلوات الله وسلامه عليه وحيث عودة الإمام زين العابدين عليه السلام مع عائلة الحسين سلام الله عليه من الشام إلى المدينة مرورا بكربلاء حيث دفن رأس الحسين صلوات الله وسلامه عليه مع جسده الشريف. نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في حلقة جديدة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: الاتجاه الأموي ومشروعية قتل الحسين عليه السلام، ارحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: مرحبا بكم دكتور.
المقدم: حياكم الله. سماحة السيد اذا اردنا ان نقف عند موقف الاتجاه الأموي فما موقف الاتجاه الأموي من مشروعية حكم يزيد بن معاوية اولا قبل ان نأتي إلى مضمون العنوان؟
سماحة السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين. احاول في هذه الليلة المباركة وهي ليلة اربعينية الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام ان نقف عند ملمح ومعلم آخر من معالم الاسلام الاموي، هذا المعلم يقوم على اساس اعطاء المشروعية الكاملة لحكم يزيد بن معاوية، وان من خرج على يزيد بن معاوية فقد خرج على ولي امره، وانه من لم يبايع يزيد بن معاوية ومات فقد مات ميتة جاهلية، هذا ما تعتقده المدرسة أو الاتجاه الأموي بشكل عام في حكم يزيد بن معاوية الذي قتل سيد شباب اهل الجنة عليه أفضل الصلاة والسلام. طبعا هذا عنوان البحث وان شاء الله تعالى من خلال كلمات اعلام هذا الاتجاه وهو الاتجاه الأموي أو الاسلام الأموي سيتضح انهم يصرحون بهذه الأمور بل يصرحون بما هو أعظم واخطر من ذلك وبهذا يتضح للمشاهد الكريم نحن عندما قسمنا الاسلام إلى اسلام اموي والى اسلام محمدي اصيل كنا على بينة تامة انه ماذا يحتوي هذا الاسلام الأموي ومن ينظّر لهذا الاسلام الأموي ومن يشايع هذا الاسلام الأموي ومن يدافع حتى في زماننا عن هذا الاسلام وعن هذا الاتجاه. في اعتقادي ان هذه القضية من القضايا المتفق عليها في كلماتهم انهم يعتقدون ان يزيد بن معاوية مؤمن مسلم مؤمن اهل الصلاة والصيام والحج والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك من التعابير والخليفة الشرعي المبايع له ونحو ذلك وهذا ما سنقرأه ان شاء الله من كلمات اعلام هذا الاتجاه وشيخ هذا الاتجاه ومنظّر هذا الاتجاه ومؤسس هذا الاتجاه تنظيريا وان كان المؤسس يبدأ من معاوية، التأسيس يبدأ من معاوية ولكن التنظير واقعا تنظيره الاساسي وقع على يد شيخ المنهج الأموي وشيخ الاتجاه الأموي وهو ما يصطلحون عليه بشيخ الاسلام ابن تيمية، انظروا ماذا يقول الشيخ ابن تيمية في منهاج السنّة المجلد الثاني الذي هذه الطبعة التي نحن نعتمدها وانا بودي ان المشاهد الكريم يكون على بينة من امره انه نعتمد هذه النسخة وهي منهاج السنّة النبوية التي هي لتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم وهي المطبوعة على نفقة وزارة التعليم جامعة الإمام محمد سعود الاسلامية الطبعة الثانية منها لا الطبعة الاولى، يعني الطبعة الثانية التي هي في سنة (1411 من الهجرة أو 1991 ميلادية)، هناك في صفحة (62) بشكل واضح وصريح يقول :”بل تواتر اسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني امية وبني العباس” ويجعل اسلامهم على حد اسلام علي وهذه العبارة قرأناها فيما سبق، قال “فان احتجوا بما تواتر من اسلامه (يعني اسلام علي) وهجرته وجهاده فقد تواتر ذلك عن هؤلاء، (من هم؟ ثم قال) بل تواتر اسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني امية وبني العباس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم للكفار” اذن هؤلاء كانوا اهل صلاة كانوا اهل صيام كانوا اهل جهاد كانوا اهل امر بالمعروف ونهي عن المنكر “فان ادعو في واحد من هؤلاء النفاق امكن الخارجي ان يدعي النفاق أيضاً في علي” كما اشرنا إلى هذه العبارة فيما سبق، اذن هو ينكر على بني امية أو ينكر على معاوية أو يستنكر ان يكون معاوية، حديثنا هذه الليلة في يزيد، ان يكون من المنافقين، بل يعتقد انه من المؤمنين وان اسلامهم اسلام حقيقي وان ايمانهم ايمان حقيقي كما ذكرنا في الجزء الثاني من منهاج السنّة صفحة (62). المورد الثاني الذي انا بودي ان اشير إليه وهو ما اشار إليه في المجلد الرابع من هذه الطبعة صفحة (522)، في صفحة (522) وهي أيضاً منهاج السنّة لابن تيمية المجلد الرابع الجزء الرابع لتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم التي هي الجزء الثاني يقول “انهم يعتقدون (من يقول؟ اهل السنّة، وهذا تدليس بعد ذلك سننقل كلمات كبار علماء اهل السنّة ومدرسة الصحابة لا يعتقدون هذا الاعتقاد، ولكن هذه طريقة الشيخ ابن تيمية ان الذي يعتقده ينسبه إلى اهل السنّة والجماعة، قال) انهم يعتقدون انه كان ملك جمهور المسلمين وخليفتهم في زمانه، كما كان امثاله من خلفاء بني امية وبني العباس” فيعطي المشروعية الكاملة لكل خلفاء بني امية، “فهذا امر معلوم لكل احد، ومن نازع في هذا كان مكابرا، فان يزيد بويع بعد موت ابيه معاوية وصار متوليا على اهل الشام ومصر والعراق وخراسان وغير ذلك من بلاد المسلمين”، التفتوا جيدا هنا لا يقول شيء ولكن يذكر جملة على طريقته يقول “والحسين استشهد يوم عاشوراء سنة 61 وهي اول سنة ملك يزيد والحسين استشهد قبل ان يتولى على شيء من البلاد” اذن كان ولي الأمر من؟ كان ولي الأمر يزيد، والحسين كانت له ولاية أو ليست له ولاية؟ ليست له ولاية، فالنتيجة ما هي؟ انه اذا خرج على يزيد يكون خارجا على ولي الأمر، لا يقول هو، انا اقول مرارا حتى لا يقولون انه يقوّل الشيخ ابن تيمية ما لم يقله، نعم لم يقل، ولكن يقول ان يزيد ملك وكان وليا للامر ولكن الحسين لم يكن متوليا على شيء، ماذا يريد ان يشير يريد ان يشير إلى نكتة اخرى، هذه النكتة اشار اليها والى حقيقة اخرى اشار اليها في موضع آخر من منهاج السنّة المجلد الأول صفحة (111)، هناك عنده عبارة، منهاج السنّة النبوية أيضاً نفس النسخة التي اشرت اليها وهي تحقيق محمد رشاد سالم هناك في صفحة (111) من الكتاب هكذا يقول :”انما الحديث المعروف مثل ما روى مسلم في صحيحه عن نافع (ماذا روى مسلم في صحيحه عن نافع؟) قال من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية” هذا الحديث يقوله ثم يقول “وهؤلاء (من؟، اهل الحرة الذين قاتلهم يزيد، يقول) لما خلعوا طاعة امير وقتهم يزيد مع انه كان فيه من الظلم ما كان (يعرف ذلك) ثم انه اقتتل هو وهم وفعل باهل الحرة امورا منكرة (يقرها) فعلم ان هذا الحديث دل على ما دل عليه سائر الاحاديث الآتية من انه لا يخرج على ولاة امور المسلمين بالسيف، (يعني لا ينبغي ان يخرج على امور المسلمين بالسيف) وان من لم يكن مطيعا لولاة الأمور مات ميتة جاهلية.”
المقدم: وان ظلموا وان فسقوا.
سماحة السيد كمال الحيدري: وان فعلوا ما فعلوا، اذن القضية الاصلية هو انه يعتقد ان يزيد من اولئك الذين من خرج عليهم ولم يبايعهم مات ميتة جاهلية.
المقدم: فاذن هو إمام الزمان.
سماحة السيد كمال الحيدري: هكذا يريد ان يقرر ويصرح بانه في زمانه لا يخرج على ولاة امور المسلمين بالسيف، يعني لا ينبغي ان يخرج عليهم بالسيف ومن خرج عليهم ومن لم يكن مطيعا لولاة الأمر مات ميتة جاهلية، يعني كل من خرج على يزيد بن معاوية فهو مات ميتة جاهلية، هذا ما يصرح به في هذا الموضوع، طبعا هنا اريد ان اشير إلى نكتة اذا تسمح لي دكتور وهو انه اساسا نسب ذلك إلى اهل السنّة والجماعة قال هذا هو اهل السنّة والجماعة، ولكنه انا اريد اشير ولو اجمالا لان الوقت لا يسع والوقت ضيق كما تعلمون انه ماذا قال جملة من الاعلام في شخص يزيد وفي حكم يزيد، هذا تفسير روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للعلّامة محمود الآلوسي البغدادي، قرأه وصححه محمد حسين العرب، المجلد الرابع عشر باشراف هيئة البحوث والدراسات دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بامكان المشاهد الكريم يرجع إلى هذا البحث في ذيل الآية (26) من سورة محمد صلى الله عليه وآله، انظروا ماذا يقول، يقول :”وقد جزم بكفره وصرح بلعنه جماعة من العلماء” ولكن هو ينسب إلى ذلك إلى التواتر انه اسلامه جهاده صلاته صيامه، ولكن العلّامة الالوسي يقول “وقد جزم بكفره وصرح بلعنه جماعة من العلماء، منهم الحافظ ناصر السنّة ابن الجوزي، وسبقه القاضي ابو يعلى وقال العلّامة التفتازاني لا نتوقف في شأنه بل في ايمانه” لا نتوقف أيضاً انه لم يؤمن، لا نفكر اصلا لا يوجد تردد في انه هذا الرجل آمن أو لم يؤمن؟ لم يؤمن، فضلا انه حسن اسلامه وكان اهل صوم وصيام وجهاد وحج وو.. إلى غير ذلك، هذا في صفحة (109)، ثم يأتي إلى صفحة (110) يقول “قال ابن الجوزي في كتابه السر المصون، من الاعتقادات العامة التي غلبت، (عامة يعني العامية، لا لانها لاهل الاختصاص) من الاعتقادات العامة التي غلبت على جماعة منتسبين إلى السنّة” كاملا يميزهم ابن الجوزي، واقعا يقول ان هؤلاء يدعون انهم ينتسبون إلى اهل السنّة والجماعة ولكنه هم واقعا من اهل السنّة ام ليسوا كذلك، هذا ليس كلامي، كلام ابن الجوزي يقول من يدافع عن يزيد هؤلاء جماعة منتسبة إلى السنّة لا انهم من اهل السنّة والجماعة، وهذه قضية مركزية لابد ان المشاهد الكريم يلتفت اليها بشكل واضح وصريح ان هؤلاء الذين يدافعون ويشايعون ويبايعون يزيد إلى يومنا هذا ويحبون ويترضون عليه هم ماذا؟ يقول ابن الجوزي انهم منتسبون إلى السنّة والجماعة لا انهم من اهل السنّة، يقول “التي غلبت على جماعة منتسبين إلى السنّة ان يقولوا ان يزيد كان على الصواب وان الحسين اخطأ في الخروج عليه” وهذه هي نظرية ابن تيمية وبعد ذلك سنقرأها، بعد ذلك يصرح انه صحيح ان الحسين قتل مظلوما وقتل شهيدا الا انه كان مخطئا، بل كان صاحب فتنة وشر وفساد.
المقدم: اذن اين الشهادة!
سماحة السيد كمال الحيدري: يقول اجتهد فاخطأ وان كان، باعتبارهم يعتقدون ان الصحابة يجتهدون فيخطأون، يقول فعمله كان خطأ بعد ذلك العبارة تأتي، يقول “ان يزيد كان على الصواب وان الحسين رضي الله عنه اخطأ في الخروج عليه (ثم يقول التفتوا جيدا)، ولو نظروا في السير (يعني في التاريخ) لعلموا كيف عقدت له البيعة والزم الناس بها”، يعني واقعا بيعته كانت مشروعة أو غير مشروعة؟ غير مشروعة، هذا يقوله ابن الجوزي يعني يقول البيعة كانت بيعة غير شرعية وانه بالاكراه الزموا الناس بها وهو يعتقد انها خلافة، يقول “ولقد فعل في ذلك كل قبيح (يعني في زمان حكمه) ثم لو قدرنا (الآن يقول لو تنزلنا وفرضنا انه عقدت له البيعة) ثم لو قدرنا صحة عقد البيعة فقد بدت منه بواد كلها توجب فسخ العقد معه” ومقاتلته واسقاطه لا انه يبقى خليفة وانه من لم يبايعه مات ميتة جاهلية، كما يقول الشيخ ابن تيمية، “ولا يميل إلى ذلك” ليس لا يعتقد، يقول ولا يميل إلى هذا الرأي وهو ان يزيد كان على الصواب وان الحسين اخطأ في الخروج عليه “ولا يميل إلى ذلك الا كل جاهل عامي المذهب يظن انه يغيض بذلك الرافضة” يقول لانه يريد ان يغيض الرافضة كما هي طريقة ابن تيمية وهذا صرح به ابن حجر في موارد متعددة انه خرج عن وضعه العلمي حتى يغيض الرافضة، يقول ولا يميل إلى هذا الرأي الا كل عامي مذهب وكل جاهل انه يغيض بذلك الرافضة.
المقدم: يضلل الناس في مقابل اغاضة الرافضة.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا إلى الآن كم علم صار من الاعلام التفتوا جيدا، الأول ابن الجوزي، الثاني العلّامة التفتازاني هؤلاء صرحوا انه ليس بمسلم وانه كافر، والثالث هو العلّامة الالوسي، واما الالوسي يقول “وانا اقول الذي يغلب على ظني ان الخبيث (يعني من؟ يعني يزيد) لم يكن مصدقا برسالة النبي (صلى الله عليه وآله) وان مجموع ما فعل مع اهل حرم الله واهل حرم نبيه وعترته الطاهرين الطيبين في الحياة وبعد الممات وما صدر منه من المخازي ليس باضعف دلالة على عدم تصديقه من القاء ورقة من المصحف الشريف في قذر” يقول لو جاء شخص قال انا اؤمن بالاسلام والقى ورقة من المصحف الشريف القاها في نجاسة وقذر لا يصدق احد باسلامه، يقول ما فعله ليس بأقل من هذا ان لم يكن بأكثر من هذا، “ولا اظن ان امره كان خافيا على اجلة المسلمين اذ ذاك (الكل كان يعرفه) ولكن كانوا مغلوبين مقهورين ولو سلّم ان الخبيث كان مسلما (يعني لا نسلّم انه مسلم ولو سلّمنا) فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط به نطاق البيان”، ما من كبيرة الا وارتكبها هذا الخبيث المنافق، ثم يأتي في صفحة (117) من الكتاب يقول “ولا اشكال ليت شعري ماذا تقول في يزيد الطريد، اكان يحب عليا كرم الله تعالى وجهه ام كان يبغضه؟ ولا اظنك في مرية من انه عليه اللعنة كان يبغضه اشد البغض وكذا يبغض ولديه الحسن والحسين على جدهما وابويهما وعليهما الصلاة والسلام كما تدل على ذلك الآثار المتواترة معنى”، ثم يدعي يأتي هذا الشيخ، الشيخ الأموي ابن تيمية شيخ الامويين والمنظرين للمدرسة الاموية والاتجاه الأموي ماذا يقول؟ يقول تواتر اسلامه وجهاده وصلاته وصومه.
المقدم: هو جاهد الحسين، نعم.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، قال “كما تدل على ذلك الآثار المتواترة معنى، وحينئذ لا مجال لك من القول بأن اللعين كان منافقا” انا لا اعلم من هؤلاء الذين يدعي هو ان اهل السنّة والجماعة قالوا انه تواتر اسلامه جهاده صومه إلى غير ذلك، هذا هو الرأي الذي يعتقده الشيخ ابن تيمية ومن هو على هذا النهج في يزيد يعني في شخص يزيد وفي حكم ومشروعية حكم يزيد.
المقدم: احسنتم كثيرا، حتى قال السيوطي العن يزيد ولا تزيد وقال غيره هذه العبارة كأن القضية مفروض منها.
سماحة السيد كمال الحيدري: من الواضحات.
المقدم: احسنتم، اذن صار واضح موقف الاتجاه الأموي ومشروعية حكم يزيد بن معاوية. يعني سماحة السيد تفضلتم في المحور الأول تفضلتم في بيان موقف الاتجاه الأموي من مشروعية حكم يزيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: واتضح بانهم يعتقدون بمشروعية حكم يزيد بن معاوية.
المقدم: اذن بالمقابل ما هي اعتقاداتهم وما هي نظرتهم اقصد اصحاب هذا الاتجاه الأموي في خروج الإمام الحسين عليه السلام هل كان مصيبا في نظرهم ام مخطئا؟
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه قضية اساسية، انا بودي ان المشاهد الكريم هنا يلتفت جيدا، كل من خرج على الخليفة الأول على الخليفة الثاني على الخليفة الثالث على الخليفة الرابع قالوا بان الحق كان مع الخلفاء ولكنه من خرج عليهم كان مجتهدا فاخطأ، ولذا تجدون عندما وصلت النوبة إلى معاوية وخروجه في صفين على علي قالوا انه اجتهد فاخطأ، ولكن جعلوا الحق مع علي وان كان التعبير أيضاً موهم قالوا انه الاحق كان علي وان كان أيضاً معاوية أيضاً مأجور لانه اخطأ، اذن جعلوا الحق مع علي مع الصحابي علي بتعبيرهم، مع هؤلاء ولكن من خرج عليهم جعلوه مأجورين ومغفور لهم، ولكن عندما وصلت النوبة إلى الإمام الحسين الذي هو صحابي أيضاً بل من اجلة الصحابة بل هو من اهل البيت بل هو سيد شباب اهل الجنة بل هو ريحانة رسول الله بل إلى عشرات بل مئات الفضائل التي وردت في حقه، عندما جاؤوا وقايسوا بينه وبين يزيد مع ان يزيد ليس صحابيا وانما هو تابعي، قالوا بان الحق كان مع يزيد وان الحسين كان خارجيا، كان خارجيا عليه، نعم اختلفوا فيما بينهم بعد ذلك انه كان على حق أو كان على باطل فذهب بعض المتطرفين من النواصب إلى انه كان على باطل وانه قتل بسيف جده، نعم تفضل شيخ الاسلام ابن تيمية قال لا، وان كان الحق مع يزيد وان الحسين خرج على يزيد ولكنه قتل مظلوما شهيدا.
المقدم: يعني مكرمة من عنده.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، والا هو أيضاً يعتقد ان خروجه كان خاطئا يعني نص العبارة التي نقلناها عن ابن الجوزي، ابن الجوزي ماذا قال؟ عبارة واضحة ابن الجوزي هذا المعنى انا اتصور هو يشير إليه وهو انه ابن الجوزي يشير إلى هذه يقول بان يزيد كان على الصواب وان الحسين اخطأ في الخروج عليه، اذا كان الأمر كذلك عند ذلك بعد الحق يكون مع من؟ الحق يكون مع يزيد، نعم باعتبار ان الحسين صحابي وكل صحابي اذا اجتهد وان كان مخطئا فانه يثاب على عمله فالحسين يثاب على عمله وان كان مخطئا، يعني نفس الموقع الذي اعطي لمعاوية جعلوه في هذا المورد للحسين عليه أفضل الصلاة والسلام، هذه نكتة بودي ان المشاهد الكريم يلتفت اليها بدقة. قد يقول لنا قائل سيدنا هذا الكلام الذي تقوله ما هي شواهده الدالة على ذلك؟ انا بودي وان كان الوقت لا يسع ولكنه ماذا نفعل، في المجلد الرابع من منهاج السنّة مرة اخرى اقول منهاج السنّة المجلد الرابع للدكتور محمد رشاد سالم، هناك في صفحة (530) يقول “ومن تأمل الاحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي (صلى الله عليه وآله) في هذا الباب واعتبر أيضاً اعتبار اولي الابصار علم ان الذي جاءت به النصوص النبوية خير الامور، ولهذا (محل الشاهد) لما اراد الحسين رضي الله عنه ان يخرج إلى اهل العراق لما كاتبوه كتبا كثيرة اشار عليه افاضل اهل العلم والدين كابن عمر وابن عباس وابي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ان لا يخرج وغلب على ظنهم انه يقتل” انظروا هذه من تدليسات الشيخ ابن تيمية، لماذا؟ لانه مسألة ان النبي اخبر بانه يقتل في كربلاء وفي الطف متواترة، ولكن هو ماذا يقول؟ يقول وغلب على ظنهم انه يقتل، وكأنه لم يبلغ الرسول الاعظم انه ستقتله وسمى كربلاء وسمى الطف وبيّن خصوصيات يوم قتله وكيف يقتل والتربة التي تتحول حمراء والى والى هذه كأنه كلها لا يعرفها هو، على اي الاحوال، “حتى ان بعضهم قال استودعك الله من قتيل وقال بعضهم لولا الشفاعة لامسكتك ومنعتك من الخروج وهم في ذلك (هؤلاء الصحابة الذين منعوه) وهم في ذلك نصيحته طالبون لمصلحته ومصلحة المسلمين (بعد) والله ورسوله انما يأمر بالصلاح لا بالفساد.”
المقدم: خروج الحسين اذن فساد.
سماحة السيد كمال الحيدري: التفتوا جيدا، هؤلاء انظروا كيف يدسوا السم في هذه الكلمات، لا يقول ان خروجه خروج فساد، ولكن يقول هؤلاء كانوا قاصدين لمصلحته في عدم الخروج، اذن عندما خرج فكانت مصلحة لو كان فساد؟ مفسدة، التفتوا هذه طريقة الشيخ ابن تيمية لمن يريد ان يطالع، يقول “والله ورسوله انما يأمر بالصلاح لا بالفساد، لكن الرأي يصيب تارة ويخطئ اخرى” يعني الحسين اصاب أو اخطأ؟ اخطأ، “فتبين ان الأمر على ما قاله اولئك الصحابة.”
المقدم: ابن عباس وابن عمر وجماعته.
سماحة السيد كمال الحيدري: يعني انه ما حصلت المصلحة فحصلت المفسدة، “ولم يكن في الخروج لا مصلحة الدين ولا مصلحة دنيا، بل تمكن اولئك الظلمة الطغاة” لا يقول يزيد لانه لا يقر، انه يزيد هو ماذا؟ هو بريء يحب الحسين هو، “بل تمكن اولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله حتى قتلوه مظلوما شهيدا، وكان في خروجه (بودي ان المشاهد الكريم يلتفت انه ماذا يقول ابن تيمية في سبط رسول الله، في ريحانة رسول الله، في سيد شباب اهل الجنة، في واحد من اهل البيت، في واحد من العترة ماذا يقول ابن تيمية انا اكتفي واقعا بهذه الجمل) وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن حصل لو قعد في بلده” التفتوا ماذا يجمع، يجمع الخروج والقتل فسادا يعني كان في خروجه فسادا وكان في قتله حتى اذا قال قائل لماذا تقولون؟ يقول هذا مراد من الفساد مربوط بقتله لا مربوط بخروجه، انظروا هكذا يوهم، يعني الآن لو انت تشكل عليهم يقولون لا العبارة ليست ظاهرة في انه مقصود خروجه أيضاً كذلك، ولكن بعد ذلك سيصرح لانه العبارات السابقة تبين يقول بانه رسول الله يأمر بالصلاح لا بالفساد هذه عبارة قرينة على انه كان في خروجه يوجد فساد، يقول “فان ما قصده من تحصيل الخير ودفع الشر لم يحصل منه شيء بل زاد الشر بخروجه وقتله” اذن خروج الحسين زاد الامة شرا، هذا الذي يقول انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي، هو صحابي يا اخي تعاملوا معه كما تتعاملون مع الخلفاء ابي بكر وعمر وعثمان، لو كان يقول هذا الكلام هؤلاء الخلفاء اما كنتم تصدقونهم.
المقدم: ألم تدافعوا عن معاوية؟
سماحة السيد كمال الحيدري: ألم تدافعوا عنهم بل دافعتم عن معاوية الذي قاتل عليا، يا اخي والله غريب ان الانسان يقرأ هذه الكلمات يقول “بل زاد الشر بخروجه وقتله ونقص الخير بذلك وصار ذلك سببا لشر عظيم” هذا كله منشأه إلى هنا كنا نتصور ان الحسين خرج للاصلاح في امة جده، ثم يعرج على النظرية، نظرية من؟ نظرية بني امية وهذه النظرية إلى الآن معمول بها بين المسلمين وهم يتصورون انها نظرية اسلامية، وفي الواقع هي نظرية اموية قائمة على اسس اموية وعلى الاسلام الاموي، يقول “وهذا كله مما يبين ان ما امر النبي صلى الله عليه وسلم من الصبر على جور الائمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو افلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد” اذن لابد ان تطيع الولاة ولو كانوا امثال ظلمه مثل امثال يزيد ولو كانوا امثال هؤلاء الذين يسمون انفسهم ملوك ورؤساء جمهورية ويعبثون في الارض ما يشاءون فسادا و.. وغير ذلك، انظروا هذا التنظير الاموي، هذا التنظير كله ماذا؟ حتى يصححوا كل ما فعله معاوية كل ما فعله يزيد كل ما فعله عبد الملك بن مروان.
المقدم: المناهج المعاصرة سماحة السيد كلها تعنى بهذا، بهذه النظرية، يثقفون الناس لان الحكام لهم مصلحة في هذا.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا هو الاتجاه الأموي الذي اسس ونظّر والآن ابن تيمية أيضاً ينظّر لهذا الاتجاه يقول “من الصبر على جور الائمة وترك قتالهم والخروج عليهم هو اصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد وان من خالف ذلك متعمدا أو مخطئا لم يحصل بفعله صلاح بل (هذا تصريح لان الحسين سلام الله عليه لم يحصل بفعله صلاح لانه خرج على مفسد خرج على فاسد خرج على ظالم خرج على انسان يعلمه الجميع، التاريخ يحدث بأنه ماذا كان يعمل يزيد الآن ما اريد ادخل في شخصية يزيد، ولذا عند ذلك انظروا “ولذا اثنى النبي على الحسن بقوله” ولم يثن على الحسين، هذا معناه، اثنى على الحسن ولم يثن على الحسين، لماذا اثنى على الحسن؟ لانه باعتقادهم سلم الحكم لمعاوية، ولم يثن على الحسين لماذا؟ لانه خرج على يزيد، اذن تبين انه بشكل أو بآخر ان الحسين ملوم ولم يستحق مدحا وثناء من رسول الله، لماذا؟ لانه خرج على يزيد.
المقدم: ونسوا بكاء رسول الله عليه.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعا ذاك ارجو الله ان اوفق له حديث مستقل يحتاج ان نقف عنده مفصلا ومطولا. ولهذا تجدون لانه الآن الكلمات في هذا المجال واقعا فوق حد في منهاج السنّة ولكنه الوقت لا يسع، ومن اولئك الذين صرحوا تصريحا اوضح الذين آمنوا بهذه النظرية وهي نظرية ان خروجه باطلا، طبعا هذا المعنى بشكل واضح وصريح اشار إليه الإمام القاضي في العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي للإمام القاضي ابي بكر بن العربي المالكي، وهذا غير ابن عربي العارف الصوفي صاحب الفتوحات المكية، الكتاب مطبوع في دار الجيل بيروت وانا بودي ان الاخوة اذا عندهم وقت يطالعون هذا الكتاب، المتوفى سنة (543 من الهجرة) يعني قبل الشيخ ابن تيمية، حققه وعلق حواشيه العلّامة الشيخ محب الدين الخطيب، خرّج احاديثه وعلّق عليه الاستاذ محمود مهدي الاستانبولي وثقه، وثقه وزاد في تحقيقه والتعليق عليه المكتب السلفي لتحقيق التراث باشراف الدكتور محمد جميل غازي، دار الجيل بيروت، هناك في الطبعة الثالثة سنة (1414) من الهجرة، هناك في صفحة (237) من هذا الكتاب واقرأ العبارات بسرعة واعتذر للمشاهد الكريم، يقول “ولكنه رضي الله عنه لم يقبل نصيحة اعلم اهل زمانه” يجعل ابن عباس اعلم ممن؟ من الحسين، على أي الاحوال الآن لا اريد ان اعلق على هذا، “وطلب الابتداء في الانتهاء، وطلب الاستقامة في الاعوجاج” اذن كان طريق الحسين طريقا معوجا، نعم كان يريد الاصلاح ولكن اتخذ لذلك طريقا معوجا! ما هو الطريق المعوج؟ لانه خرج على يزيد! “وطلب الاستقامة في الاعوجاج، ونضارة الشيبة في هشيم المشيخة” كان شيخا ولكن عقله ووعيه وحقيقته كانت كالدفاع الشاب، “ليس حوله مثله ولا له من الانصار من يرعى حقه ولا من يبذل نفسه دونه (الى ان يقول) وما خرج إليه (الى من؟ إلى الحسين) الا وما خرج إليه احد الا بتأويل، ولا قاتلوه الا بما سمعوا من جده المهيمن على الرسل، المخبر بفساد الحال”.
المقدم: قتل بسيف جده.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا الذي ينسب إليه الحسين قتل بسيف جده.
المقدم: خرج عن حده فقتل بسيف جده.
سماحة السيد كمال الحيدري: لانه تلك العبارة انا لم اجدها اذا احد يجد العبارة وهو انه قتل بسيفه.
المقدم: حتى ابن حزم يصرح بها.
سماحة السيد كمال الحيدري: ينقلها ولكن اين موجودة، جملة من الاعلام ينقلون الجملة عن ابي بكر وكذلك الآن روح المعاني ينقل ولكنه اين موجودة واقعا نحتاج، المهم هذا المعنى بشكل واضح وصريح يقول :”انه ولا قاتلوه الا بما سمعوا من جده المحذر عن الدخول في الفتن واقواله في ذلك كثيرة منها ما روى مسلم عن زياد (عن فلان) قوله انه ستكون هنات وهنات، فمن اراد ان يفرق امر هذه الامة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان، فما خرج الناس الا بهذا وامثاله” اذن الناس اجتهدوا في قتل الحسين لماذا نحن نلعنهم لماذا نأخذ على ايديهم، الحسين خرج حتى يفرق صف الامة ووحدة الامة وجمع الامة وجماعة الامة، ثم قال “ولو ان عظيمها وابن عظيمها وشريفها وابن شريفها الحسين يسعه بيته أو ضيعته أو إبله ولو جاء وحضره ما انذر به النبي وما قال في اخيه وانه رأى” كان ينبغي ان يجلس ولا يدخل في هذه الفتنة.
المقدم: سيروا عبيدا للحكام الظالمين لا تتحركوا.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، وهذا هو منطق حركة الحسين، الآن ليس حديثي هذا هو منطق حركة الحسين، ان الإمام سلام الله عليه هذا المنطق كان يحكم الخلافة كلها باسم خلافة رسول الله ان الامة تسلب ارادتها تستخف الامة استخف قومه فاطاعوه، الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام اراد ان يحيي ارادة الامة وهذا هو الاصلاح الحقيقي الذي اراده الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام، والا لو لم تكن حركة الإمام الحسين لكان الناس يقولون حتى زماننا هذا يقولون لو لم يكن يزيد على حق لماذا لم يخرج عليه الحسين، لماذا سكت عنه الحسين، انتم تقولون كان يلعب كذا كان يفعل كذا كان كان كان لماذا سكت عليه الحسين، لماذا سكت عليهم فلان وفلان، اذن خروج الحسين لكسر هذه النظرية.
المقدم: بدليل قالوها في علي لماذا سكت عن الخلفاء الثلاثة.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، إلى يومنا هذا، عندما سكت علي لمصالح المسلمين في صدر الاسلام على ذلك إلى يومنا هذا يحتجون بها، احسنتم جزاكم الله خيرا دكتور، لو سكت الحسين لاحتجوا بها على ان صحة النهج الأموي والخط الأموي والمدرسة الاموية والاسلام الأموي بكامله الذي على رأسه امثال يزيد والمروانيين والوليد بن عبد الملك إلى آخره، ولهذا تجد انه عندما يأتي هؤلاء وهذا المعنى يشير إليه الشيخ ابن تيمية بشكل واضح وصريح في الجزء الرابع من كتابه في صفحة (553) من هذا الكتاب عبارته من غير ان يشير إلى اسمه يقول “وصار الناس في قتل الحسين ثلاثة اصناف، طرفين ووسطا، احد الطرفين يقول انه قتل بحق فانه اراد ان يشق عصا المسلمين ويفرق الجماعة وقد ثبت في الصحيح من جاءكم وامركم على رجل واحد يريد ان يفرق فاقتلوه، قالوا والحسين جاء وامر المسلمين على رجل واحد” وهو من؟ وهو يزيد، وهو ولي امر المسلمين، وله بيعة في عنق المسلمين من خرج عليها مات ميتة جاهلية، واطمئنوا من يدافع هذا اليوم عن هذا الحكم فهو يزيدي الهوى والعقيدة شاء ام ابى، فلذلك تجدون بانه نعتقد اللهم العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت، هذه وتابعت الآن لان البعض يقول لنا لماذا انتم تلعنون، لماذا تلعنون الا تزر وازرة وزر اخرى، يا اخي من رضي بعمل قوم حشر معهم واشرك في عملهم هذا مضمون مجموعة من الروايات، نحن لا نريد ان نؤاخذ احد بزماننا بذنب بني امية أو بذنب يزيد أو بذنب قتلة الحسين، نحن نريد ان نشركهم مع قتلة الحسين اذا رضوا بذلك والا فليتبرأوا هذه فضائياتهم هذه صلوات الجمعة عندهم، اصغر المسائل يتعرضون لها لماذا لا يتعرضون لمثل هذه المسألة الاساسية في تاريخ المسلمين.
المقدم: هم يفتون بقتل المنكرين لقتل الحسين.
سماحة السيد كمال الحيدري: وانتم تعلمون الآن الآن هذه أمامكم الآن هؤلاء الذين شايعوا الحسين وبايعوا الحسين ومشوا إلى الحسين وقدموا كل ما يملكون لاجل الحسين وهنا بودي ان اقول جملة، وان كنت اخرج عن البحث ولكن اسمح لي دقيقتين أو ثلاث ونحن نعيش هذه المناسبة الاليمة مناسبة الاربعين للإمام الحسين بل نعيش هذه التظاهرة هذه المسيرة هذه الملحمة التاريخية في تاريخ مدرسة اهل البيت، واقعا الذي نراه في هذه الايام في كربلاء والذي نراه في هذه المسيرات الانسان عندما ينظر اليها ينظر إلى ملحمة تاريخية قل نظيرها بل لا نجد نظيرا لها على مر التاريخ، والا المئات مئات الآلاف بل الملايين من الناس بمئات الكيلومترات يزحفون على الارجل والايدي وبعضهم مرضى واقعا من هنا اقولها من هنا يا ليتني كنت معكم، ولكنه من هنا ارجو الله سبحانه وتعالى وارجو اخواني واخواتي ان لا ينسوني من الدعاء، واقعا وانا من هنا اقبّل تلك الوجوه التي حرقتها الشمس واقبل تلك الايدي واقبل تلك الارجل التي خطت للحسين عليه أفضل الصلاة والسلام، الحسين اخواني الاعزاء الحسين ليس فرد، الحسين عنوان لائمة اهل البيت، الحسين عنوان لمدرسة اهل البيت، احياء الحسين واحياء شعائر الحسين والمشي إلى الحسين والذهاب إلى الحسين ذهاب لمدرسة اهل البيت ذهاب لرسول الله، ذهاب إلى الله سبحانه وتعالى، وهنا أيضاً استميح اخي العزيز الدكتور سالم ان اقرأ رواية واحدة في هذا المجال لانه واقعا اتأسف ان لا اقرأ هذه الرواية لانه كاملا وكأن الإمام الصادق دكتور يتكلم عن هذه الايام، الرواية واردة في اصول الكافي من كتبنا، الفروع من الكافي، هذا البحث مرتبط بنا بالمسألة ليس مرتبط ببحثنا، وان كان له ارتباط حتى نعرف ان هؤلاء ماذا يقولون في الحسين انه قُتل بحق وانه قُتل بسيف جده وماذا يقول ائمة اهل البيت والعترة في الحسين بل ماذا يقولون في زوار الحسين لا ماذا يقولون في الحسين، الرواية واردة في الفروع من الكافي لثقة الاسلام الكليني في المجلد الرابع صفحة (582) كتاب الحج باب فضل زيارة ابي عبد الله الحسين، والرواية عن معاوية بن وهب هذه الرواية لها طرق متعددة وجملة من طرقها صحيحة السند، يعني لا شك في صدورها عن الإمام الصادق، قال استأذنت معاوية بن وهب الذي هو من تلامذة الإمام الصادق، قال استأذنت على ابي عبد الله (ابي عبد الله الصادق) فقيل لي ادخل، فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربه (من؟ الإمام الصادق) ويقول: يا من خصنا بالكرامة، وخصنا بالوصية، ووعدنا الشفاعة، واعطانا علم ما مضى وما بقي، (نعم اعطي علم ما كان وما يكون وما هو كائن، بيني وبين الله واثبت ذلك في كتابين علم الإمام والراسخون في العلم يمكن للمشاهد الكريم ان يرجع اليهما) قال: وجعل افئدة من الناس تهوي الينا (هذه الارادة الالهية، هذه الارادة التي تعلقت بان تهوي قلوب المؤمنين إلى زيارة الحسين) قال: تهوي الينا، اغفر لي ولاخواني ولزوار قبر ابي عبد الله الحسين. هنيئا هنيئا لكم وانتم يقينا من اوضح مصاديق زوار الإمام الحسين الذين انفقوا اموالهم واشخصوا ابدانهم رغبة في برنا ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا ادخلوه على نبيك صلواتك وآله، واجابة منهم لامرنا، وغيظا ادخلوه على عدونا، هذا الذي نجده بحمد الله تعالى هذا الوعي العام الآن في شيعة واتباع مدرسة اهل البيت يخرج الملايين منهم يتحدون الموت، يتحدون الشهادة، يتحدون الارهاب، يتحدون هذه الخفافيش التي تربت في مدرسة ابن تيمية التي تقول ان هؤلاء روافض فاقتلوهم اينما وجدوا، قال: وغيظا ادخلوه على عدونا ارادوا بذلك رضاك، هذا كله رضا الله لا يقول لهم احد هؤلاء قبلتهم ابدا، هؤلاء حقيقة مدرسة اهل البيت هو التوحيد، نعم طريقنا إلى الله يمر من اهل البيت لا يمر من الاسلام الأموي لا يمر من معاوية لا يمر من يزيد، من عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله، لا يتبادر إلى ذهن احد نحن نستبدل اهل البيت بالتوحيد نجعل اهل البيت بديلا، بل اهل البيت هم طريقنا إلى الله نتمسك بهم وبمعرفتهم.
المقدم: صراط الذين انعمت عليهم.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، قال :”ارادوا بذلك رضاك فكافهم عنا بالرضوان واكلأهم بالليل والنهار واخلف على اهاليهم واولادهم الذين خلّفوا باحسن الخلف واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد، (هذا الذي نحن الآن نجده الإمام سلام الله عليه يعلم بانه شيعته ماذا يقاسون) من خلقك أو شديد وشر شياطين الانس والجن واعطهم أفضل ما امّلوا منك في غربتهم عن اوطانهم، وما آثرونا به على ابنائهم واهاليهم وقراباتهم، اللهم ان اعداءنا عابوا عليهم خروجهم” هذا المنطق الذي الآن نجده في الفضائيات، لماذا انتم لا تحتفون برحلة الرسول الاعظم، لماذا انتم لا تحتفون بشهادة علي، لان رسول الله قال لنا احتفوا بقتل الحسين هو بكى على الحسين قبل شهادته، هو شم تربته، ولم يفعل ذلك للزهراء ولم يفعل ذلك لعلي نحن نتبع رسول الله ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا والروايات صريحة الآن سأنقلها لكم من سلسلة الاحاديث الصحيحة ان رسول الله بكى على تربة الحسين، ان رسول الله حزن واقام المصيبة والعزاء على الحسين قبل ان يستشهد بخمسين عام، قال “عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك” ابدا تحدوا الموت، وهذه هي ملامح ومعالم الشيعة مدرسة اهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، لا يخافون الموت وهذه هي تربية الحسين وهذه هي مدرسة الحسين، قال “فلم ينههم ذلك عن الشخوص الينا وخلافا منهم على من خالفنا” ثم الإمام سلام الله عليه يقول “فارحم تلك الوجوه التي قد غيرتها الشمس” سلام الله عليك سيدي ايها الصادق كأنه الآن يقرأ بل يرى هذه الملاحم هذه الملحمة انه عندما يكون في الطرقات عشرة ايام في هذه الشمس ماذا تفعل الشمس بهم، قال “اللهم فارحم تلك الوجوه التي قد غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلبت على قبر ابي عبد الله، وارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم الصرخة التي كانت لنا” هذه الصرخات التي تجدها انت هذه الايام في كربلاء وفي العالم كله “يــا حسـين” هذه لان هؤلاء هم ارادوا منا اننا نصرخ بملء وجودنا انه الحسين باق وسيبقى إلى ان يرفع الرايات يا لثارات الحسين الحجة سلام الله عليه، “اللهم اني استودعك تلك الانفس وتلك الابدان حتى نوافيهم على الحوض يوم العطش، فمازال وهو ساجد يدعو بهذا الدعاء فلما انصرف، قلت: جعلت فداك لو ان هذا الذي سمعت منك كان لظننت ان النار لا تطعم منه شيئا” اعتقد بانه هؤلاء يمسهم النار أو لا يمسهم، “والله لقد تمنيت ان كنت زرته ولم احج معاوية” هذا الثواب الذي قلته في زيارة الحسين، فقال لي: ما اقربك منه (يعني من زيارة الحسين) فما الذي يمنعك من اتيانه؟ ثم قال: يا معاوية لم تدع ذلك؟ (يعني زيارة الحسين) قلت: جعلت فداك لم ادر ان الأمر يبلغ هذا كله، قال يا معاوية (اسمعوا يا زوار الحسين وهنيئا لكم اسمعوا يا زوار الحسين) قال: يا معاوية من يدعو لزواره في السماء اكثر ممن يدعو لهم في الارض.
المقدم: يعني الملائكة تدعو لهم.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، ولذا من هنا واقعا انا لست واقعا بقدر هذا الموقع حتى اشكر هؤلاء، هذا الشكر يأتيهم ان شاء الله تعالى من الإمام الحجة من الإمام الثاني عشر الذي هو بعينه هذه المسيرات وبعناية منه عليه أفضل الصلاة والسلام، ولكن من هنا ادعو لهم بالسلامة والغنيمة والرجوع سالمين غانمين ان شاء الله وان لا ينسوني من الدعاء.
المقدم: معنا اتصال آخر الاخ عبد الرحمن من السويد، تفضلوا.
المتصل الاخ عبد الرحمن السويد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم/ سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ عبد الرحمن السويد: عظم الله اجوركم.
المقدم: واجوركم.
المتصل الاخ عبد الرحمن السويد: انا اريد ان اتكلم كلمة للشيخ السيد حيدر وهو في الواقع حيدر، انا فقط اقول له الله ينور بصيرتك انت نورت بصيرتنا، وعرفت ديني الحقيقي، الله يطول عمرك والله لا يمرضك، وربي يبقيك لنا، ودعاؤكم سيدنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سماحة السيد كمال الحيدري: شكراً لله يتقبل اعمالكم ويوفقكم ويهديكم إلى سواء الصراط ان شاء الله.
المقدم: حياكم الله شكر للاخ عبد الرحمن نسأل الله تعالى أيضاً لك الصحة والسلامة والتوفيق في الدين والدنيا والآخرة ان شاء الله تعالى شكرا لك.
سماحة السيد كمال الحيدري: في نفسي اقرأ هذا النص للشيخ العلّامة الالوسي واختم به واقعا حديثي، لو رجعنا إلى العلّامة الالوسي في نفس الموضع الذي بيناه للاخوة انظروا ماذا يقول العلّامة الالوسي في تفسيره يقول “وانا اذهب إلى جواز لعن مثله (مثل من؟ مثل يزيد) على التعيين، ولو لم يتصور ان يكون له مثل من الفاسقين” لا نظير له في الفاسقين، شيء غريب هذا العلّامة الالوسي يقول، والعلماء والمحققون يعلمون من هو العلّامة الالوسي، “والظاهر انه لم يتب، (لماذا يقول لم يتب؟ لان الشيخ ابن تيمية في موضعين يقول لم يقم عندنا دليل انه لم يتب، كأنه لم يقم دليل كافي، هو لابد من قيام الدليل على انه تاب، ولكنه يقول يكفي انه لم يقم دليل على انه لم يتب، على اي الاحوال) واحتمال توبته اضعف من ايمانه (من يقول؟ العلّامة الالوسي) ويلحق به ابن زياد وابن سعد وجماعة، فلعنة الله عز وجل عليهم اجمعين وعلى انصارهم واعوانهم وشيعتهم ومن مال اليهم إلى يوم الدين” هذا ليس نحن نقوله، اذن لا يقول لنا احد لماذا تقولون اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله إلى يوم القيامة، يقول “ومن مال اليهم إلى يوم الدين ما دمعت عين على ابي عبد الله الحسين”.
المقدم: هذا لانه منصف.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا هو كلام المنصفين، هذا هو كلام مدرسة الصحابة، هذا الذي اقول بانه هذا الرجل يحاول ان يدلس ويقول بان مدرسة الصحابة هذه، وهذه مدرسة السنّة والجماعة، وفي الواقع هي مدرسة الامويين والنهج الأموي لا مدرسة الصحابة.
المقدم: احسنتم كثيرا ومن هنا يعلم لماذا سمي بشيخ الاسلام كأنه المنهج شيخ الاسلام الأموي يقصدون.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعا وهو شيخ الامويين يعني من حيث التنظير يعد شيخ الامويين في هذا المجال.
المقدم: احسنتم والا يوجد كثير من هو أفضل منه من مدرسة الصحابة لماذا لم يكن شيخ الاسلام، احسنتم كثيرا، اذن حياكم الله شكرا لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كما نشكر مشاهدينا الكرام واعظم الله لنا ولكم الاجر مرة اخرى ونلتقيكم ان شاء الله تعالى في حلقات قادمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه.
- تاريخ النشر : 2011/10/19
- مرات التنزيل : 2969
-