15/08/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تقبل الله صيامكم وقيامكم وسائر طاعاتكم وأعمالكم، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، ضمن الحلقات الأربعة الخاصة بموضوع التوحيد ضمن الليالي الأربعة في شهر رمضان المبارك، عنوان حلقة الليلة: (التوحيد في القرآن وأحاديث أهل البيت عليهم السلام) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد يأتي هذا السؤال لماذا نقتصر على أحاديث مدرسة أهل البيت بعد القرآن الكريم لبيان موقع التوحيد في المعارف الدينية.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمنالرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في المقدمة بودي أن المشاهد الكريم من خلال الاتصالات التلفونية ومن خلال المواقع الالكترونية ومن خلال إيصال الأخبار غير المباشرة أنه يطلب منا الاستعجال في الدخول في الأبحاث، تصوراً منه أننا سوف نكتفي بأبحاث ومباحث التوحيد لشهر رمضان فقد ولذا يحاول أن يصل إلى الأبحاث الأساسية، وهذه من حقه لأنه إذا كان في ثلاث ليالي أو اربعة ليالي لا زلنا في المقدمات فمتى نصل إلى الأبحاث الأساسية من أن لله سبحانه وتعال جسماً وصورة ويداً ورجلاً وساقاً وفماً وغيرها، لو أردنا التكلم عن هذه كل واحدة منها حلقة أو حلقتين لا اقل نحتاج إلى مئة حلقة حتى نقف على هذه الأبحاث، ولكنه هنا أبشر المشاهد الكريم أننا سوف لا نكتفي بشهر رمضان فيما يتعلق بأبحاث التوحيد وإنما سوف يستمر البحث في مباحث التوحيد ما بعد شهر رمضان بإذن الله تعالى. ولذا واقعاً اعتذر للمشاهد الكريم أننا إذا وقفنا قليلاً عند المقدمات لتتضح الرؤية ولتتضح لنا عناوين البحوث التي نريد أن نعرض لها في هذه الحلقات.
أما فيما يتعلق بسؤال الأخ العزيز الدكتور سالم وهو أنه لماذا في هذه الليلة اقتصرتم أو تريدون الاقتصار على الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت عليه أفضل الصلاة والسلام، ولا تعممون البحث كما هي طريقتكم في الأبحاث السابقة. الجواب: في الآونة الأخيرة بدأت أسمع على بعض القنوات وفي بعض المواقع وبعض الخطباء في المنابر والمساجد ونحو ذلك بأنكم انظروا إلى علماء مدرسة أهل البيت أنهم عندما يريدون الاستدلال على أي حقيقة دينية سواء كانت عقدية أو غير عقدية، أصلية أو فرعية، لا يوجد عندهم في كتبهم شيء صحيح يستندون إليه وإنما يستندون إلى كتب أهل السنة والجماعة وهذا معناه أنه هم لا يملكون الأحاديث الكافية لبناء المنظومة الدينية عندهم.
في الواقع أن هذا الكلام كلام سقيم وكلام فيه من الخلل موارد متعددة ولا أريد أن أطيل للمشاهد الكريم ولكنه بودي في هذه الليلة أن يقف معي المشاهد الكريم ولو لدقائق ليتضح له أن أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام والروايات الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عن طريق العترة وعن طريق أئمة أهل البيت، عن طريق علي وأولاد علي عليهم أفضل الصلاة والسلام، أنه لا يوجد فيها أي نقص ولا يوجد فيها أي خلل بل فيها كل ما نحتاج إليه في مختلف الأبعاد التي نريد الوقوف عندها سواء كانت عقدية أو كانت غير عقدية، سواء كانت فكرية، ثقافة ونحو ذلك، وسنعرض لنماذج من خلال الأبحاث الآتية إن شاء الله تعالى. ولكنه هنا لا بأس أن أشير للمشاهد الكريم أنني لماذا أحاول استعراض جملة من العقائد التي نؤمن بها ولو بحدها الأدنى نستعرضها من كتب القوم ومن كتب أهل السنة والجماعة ومدرسة الصحابة، بل وحتى تلك الكتب المعتمدة عند النهج الأموي ككتب ابن تيمية، قلنا أن هذا ليس معناه أننا عندما ننقل أحاديث أو كلمات ابن تيمية أننا نوافق ابن تيمية أو نوافق الذهبي أو نوافق ابن كثير أو نوافق العسقلاني أو نوافق ابن قيم ونحو ذلك، لا ليس الأمر كذلك، أو افترضوا آخرين من المعاصرين والمتأخرين، لا، وإنما عندما ننقل من كتب ومصادر والمراجع المعتبرة عند هؤلاء فهو لسببين:
السبب الأول: أننا نريد أن نقول للآخر ونعلنها صريحة للعالم الإسلامي ولكل من يريد الحقيقية أن كل ما نحتاج إليه في مبانينا العقدية وإن كان ثابتاً من طرقنا الصحيحة والقوية والمتواترة والمعتبرة إلا أن أصلها أيضاً موجود في كتبكم في كتب الآخر، إذن هذه التهمة التي يكررها البعض إما غرضاً بنحو مغرض وأما عداء وأما جهلاً منشأها أنهم عندما يقولون أن عقائد مدرسة أهل البيت منشأها من السبأية أو منشأها من كذا فرقة وكذا دين، هذه منشأها واضح وهو الجهل، وإلا هذه عقائدنا وأنتم تجدون أين مصادرها موجودة في كتبكم، فإذا ضممنا إلى ذلك قاعدة (لا تجتمع أمتي على ضلالة) فسوف يكون حقاً وماذا بعد الحق إلا الضلال، فإذا لم يكن ضلالاً فيكون حقاً، وهنا نحن أعلناها فيما سبق متحدين كل الآخر، قلنا له أنه دلونا على عقيدة واحدة عندكم موجودة بشكل صحيح عندنا وفي كتبنا بشكل صحيح في مصادرنا الصحيحة ومراجعنا المعتبرة، هذا هو السبب الأول.
السبب الثاني: هو من باب الإلزام، الزموهم بما ألزموا بهم أنفسهم، أنتم تقولون أن هذه لا واقع لها، أنظروا إلى كتبكم سوف تجدون، يعني نحن عندما ننسب إليكم التجسيم تقولون أننا لسنا بمجسمة، نأتي إلى كتبكم وننظر ماذا يقولون في كتبكم، عندما ننسب إليكم أنكم مشبهة تقولون أننا لسنا مشبهة، هذه كتبكم، نحن لا ننقل شيئاً عنكم من خلال ما يقوله عنكم خصومكم، لا ابداً كما هي عادتكم أنتم، كما اشرنا بالأمس أن عادتكم أنكم إذا أردتم أن تعرفوا الشيعة وأتباع مدرسة أهل البيت تذهبون إلى كتب خصومهم وكتب أعدائهم وغيره ذلك. ولكنا عندما نريد أن نتكلم عندكم حتى ألد أعداء مدرسة أهل البيت أمثال ابن تيمية الذي هو من أهم المؤسسين للنهج الأموي نذهب إلى نفس كتبه، لا نذهب إلى من كتب عن ابن تيمية بل إلى نفس مصادره لإلزامكم بأن هذا موجود في كتبكم. مثلاً عندما نقول أنكم تعتقدون أن الله له صورة وله تخطيط وأن الله محدود وله تحديد وأن الله له شكل تقولون نحن لم نقل هذا. بيننا وبينكم أهم مصادركم ومراجعكم في هذا المجال.
إذا اتضحت هذه الحقيقة نأتي ولو إجمالاً حتى يتضح للمشاهد الكريم هذه الحقيقة القرآنية الحقيقة الدينية الحقيقة التي تعد ركناً ركيناً وأصلاً أصيلاً في المعارف الدينية وهي التوحيد. أما في القرآن ولا أطيل على المشاهد الكريم لأن الوقت ضيق ولا يسع، انظروا إلى القرآن الكريم ماذا يقول القرآن الكريم في هذا المجال، قال تعالى في سورة محمد (صلى الله عليه وآله) الآية 19: (فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك). إذا كان الأمر كذلك نحن نعلم جميعاً لا إله إلا الله هي أهم كلمة وهو كلمة التوحيد، يعني لا يمكن أن يتحقق التوحيد إلا من خلال هذه الكلمة أو هذه الجملة المباركة، الله سبحانه وتعالى يأمر رسوله (فاعلم أنه لا إله إلا الله) وكأنه في الدين لا يوجد إلا التوحيد، كأنه هذه الحقيقة، باعتبار أن القرآن يريد أن يبين لنا أنه من علم التوحيد فقد علم كل شيء، فهو الدين كله، واقعاً يعني الإنسان إذا أحاط بالتوحيد بعلم التوحيد فقد أحاط بجميع المعارف الدينية، وإذا هذا الأساس وهذا الركن اختل اختلت جميع المعارف الدينية، ولذا أريد أن أقول هذه الجملة، استقيها من مكان آخر، أنتم تعلمون يقول الصلاة عماد الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها، في اعتقادي هذا على مستوى الفروع، أما على مستوى الأصول العقدية التوحيد إن قبل التوحيد قبل ما سواه، وإن رد رد ما سواه. إذن هذه حقيقة أشار إليها القرآن الكريم بشكل واضح وصريح.
قد يقول القائل: أنتم يا شيعة مدرسة أهل البيت يا أتباع أئمة أهل البيت، يوجد في حديثكم ما يدل على هذه الحقيقة، انظروا إلى هذا الحديث وعشرات الأحاديث، أنا أكتفي برواية واحد وقد أشير إلى غيرها. الرواية في كتاب (تحف العقول عن آل الرسول، ص325) ألفه الشيخ الثقة الأقدم ابن شعبة الحراني، صححه وعلق عليه علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، في قوله: (كلام الصادق عليه السلام في وصف المحبة لأهل البيت عليه أفضل الصلاة والسلام. قال: دخل عليه رجل فقال له ممن الرجل) الإمام الصادق سأله عرف نفسك (فقال: من محبيكم ومواليكم، فقال له جعفر) أي الإمام الصادق عليه السلام (لا يحبك الله عبد حتى يتولاه) يعني أن العبد إذا أحب الله الله سبحانه وتعالى يكون وليه (الله ولي الذين أمنوا) ( لا يحب الله عبد حتى يتولاه ولا يتولاه حتى يوجب له الجنة) طبعاً الآن هل تكفي محبة العبد أو تحتاج إلى ركن آخر (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) لا ليس مطلقاً، ليس كل من أحب الله حقيقة فهو من أهل الجنة، لابد أن يبادله – إن صح التعبير – الله الحب ومتى؟ إذا كان متبع النبي، يعني (ما آتاكم النبي فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وقد أتانا منه (كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً) ذاك بحث آخر في فقه حديث الثقلين سنقف عنده بعد شهر رمضان. (ثم قال له: من أي محبينا أنت) الإمام الصادق من أي قسم من الأقسام ومن أي صنف يقول (فسكت الرجل) لأنه لم يكن يعلم أن محبي الأئمة على اصناف وطبقات (فقال سدير) وهو من تلامذة الإمام (وكم محبوكم يا بن رسول الله) كم أقسام محبيكم، هذه قاعدة بودي أن المشاهد الكريم يقف عندها (فقال على ثلاثة طبقات، طبقة أحبونا في العلانية ولم يحبونا في السر) وأنا أتصور بعض هؤلاء المتكلمين في الفضائيات بالأمس القريب كانوا إذا ذكر أهل البيت اشمئزت ولكن اضطروا إلى أن يعلنوا الحب والمودة، لا أقول الجميع بل أقول بعضهم، كان من الثقيل عليهم أن يقولوا كلمة الصادق. قال (طبقة أحبونا في العلانية ولم يحبونا في السر) طبعاً السلوك سيتضح، سلوكهم يشير إلى هذا (وطبقة يحبونا في السر ولا يحبونا في العلانية) لماذا؟ واقعاً هؤلاء يجدون أنها قد تصطدم مع بعض مصالحهم فيكتمون حبهم (وطبقة يحبونا في السر والعلانية هم النمط الأعلى) إذن على الموالي المحب أن يحبهم قلباً وقالباً، سراً وعلانية، من غير طعن في الآخر ومن غير اساءة إلى الآخر. قال: (وطبقة يحبونا في السر والعلانية هم النمط الأعلى شربوا من العذب الفرات … – والطبقة الثانية- هم النمط الأسفل أحبونا في العلانية وساروا بسيرة الملوك) قالوا أن الملوك ولاة الأمر علينا، ما يقولونه فهو حجة براً أو فاجراً لا يفرق (وساروا بسيرة الملوك فألسنتهم معنا وسيوفهم علينا، – والطبقة الثالثة وهم الذين أحبونا في السر دون العلانية- قال هم النمط الأوسط أحبونا في السر ولم يحبونا في العلانية ولعمري … فهم الصوامون بالنهار القوامون بالليل ترى أثر الرهبانية في وجوههم أهل سلم وانقياد) التفتوا جيداً إلى محل الشاهد (قال الرجل: فأنا من محبيكم في السر والعلانية) يعني يسأل أنا يا بن رسول الله منهم أو لست منهم (قال جعفر: أن لمحبينا في السر والعلانية علامات يعرفون بها، قال الرجل: وما تلك العلامات يا بن رسول) دلني عليها، انظروا أن الإمام سلام الله عليه السائل سأله عن العلامات فكان على الإمام أن يبين ويقول الأولى والثانية والثالثة، أليس هذا مقتضى البيان، انظروا ماذا يقول الإمام في كلمة واحد (قال: تلك خلال أولها أنهم عرفوا التوحيد حق معرفته وأحكموا علم توحيده) أنا بودي أن المشاهد يلتفت الإمام بعد لم يقل ثانيها وثالثها يريد أن يقول هو الأول وهو الثاني وهو والثالث وهو الأخير وهو كل شيء وهو الظاهر وهو الباطن، يعني علم التوحيد هو علم الدين كله، هذه الحقيقة التي يؤكدها أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام. ولذا أنتم تجدون علم من أعلامنا المعاصرين وهو العلامة الطباطبائي في كتابه (الميزان في تفسير القرآن، ج4، في ذيل الآية 200 من سورة آل عمران) منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، أنا أقرأ منه لكي يعرف المشاهد الكريم ما هي مواصفات مدرسة أهل البيت، ماذا يعتقد علماء مدرسة أهل البيت. يقول: (ومن أهم ما يشاهد في هذا الدين ارتباط جميع أجزائه ارتباطاً يؤدي إلى الوحدة التامة بينها بمعنى أنه روح التوحيد سارية في الأخلاق الكريمة التي يندب إليها هذا الدين وروح الأخلاق منتشرة في الأعمال التي يكلف بها أفراد المجتمع فالجميع من أجزاء الدين الإسلامي ترجع بالتحليل إلى التوحيد) كل شيء إذا حللته تجد مرجعه ومآله إلى التوحيد، هو الأصل وهذه فروعه وشعبه، فمن لم يعرف هذا الأصل ضاعت الفروع، شرق وغرب يميناً، شرقاً أو غرباً لن تجدا علماً صحيحاً إلا عندنا أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، لأن علم التوحيد موجود عندهم.
قد يقول لي قائل: سيدنا لماذا تصادر الآخرين، الآخرين أيضاً يوجد عندهم علم التوحيد؟
في هذه الليالي المباركة إن شاء الله سيتضح أنه عندهم توحيد أو هو توحيد مشوب بالشرك، توحيد مشوب بالتجسيم، توحيد مشوب بالتشبيه، هو توحيد مشوب بالمحدودية، هو توحيد مشوب بالمعدودية، وهذه كلها سنقف عليها تفصيلاً عند ذلك سيتضح لكم أن التوحيد الحقيقي إنما هو في مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
الآن لا أريد أن أزاود على أحد ولا أريد أن أتهم أحداً، فقط أريد أنا يقف المنصف الباحث عن الحقيقة هؤلاء الذين يدعون لأنفسهم أنهم أهل التوحيد فليقفوا معنا قليلاً، فلنتحاكم إلى كتاب الله والى سنة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الصحيحة والمعتبرة لا السنة التي يقولونها، يقولون قال في البخاري، البخاري حجة عليكم ونحن إذا قلنا في الكافي فهو حجة علينا، إذن المجمع حجة علينا جميعاً، ولذا سيأتي بحثه إن شاء الله.
يقول: (فالجميع من أجزاء الدين الإسلامي ترجع بالتحليل إلى التوحيد والتوحيد بالتركيب يصير هو الأخلاق والأعمال) يعني إذا حللت التوحيد يخرج لك العقائد والأخلاق والأعمال، إذا ركبت هذه الأمور يعني العقائد والأخلاق والأعمال تجدها تخرج في كلمة واحدة هي، يعني إذا أردت أن أقربه إلى المشاهد الكريم، انظر إلى الماء إذا ركبته يكون ماء، وإذا حللته يكون اوكسجين وهيدروجين ومواد أخرى، هنا نريد أن نقول من الناحية العقدية أن الحقيقة أين؟ هي في التوحيد، هذه فليحفظها المشاهد الكريم وليتأمل (فلو نزل) يعني التوحيد (لكان هي ولو صعدت لكانت هو) يعني هذه الحقيقة التوحيدية لو تنزلت لصارت هذه الفروع والشعب، وتلك الفروع والشعب لو صعدت (إليه يصعد الكلم الطيب) كلها تكون هو.
عند ذلك، بودي أن لا أطيل على المشاهد الكريم، عند ذلك يتضح لماذا أن أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام أكدوا في رواياتهم على هذه النصوص، هذه الروايات في الأعم الأغلب منقولة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)
كتاب (التوحيد، باب ثواب الموحدين والعارفين) للشيخ الجليل الأقدم الصدوق، المتوفى سنة 381هـ، صححه وعلق عليه المحقق البارع السيد هاشم الحسيني الطهراني، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة السابعة، سنة 1422هـ. أنا أقرأ مجموعة من الروايات.
الرواية الأولى: عن أبي سعيد الخدري (قال: قال رسول الله: ما قلت ولا قال القائلون قبلي مثل لا إله إلا الله) لا يعدلها شيء، هل يمكن أن يكون هناك شيء عدل لله سبحانه وتعالى، ويونس قال (إن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
الرواية الثانية: (عن جابر بن عبد الله عن النبي أنه قال: الموجبتان من مات يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله دخل النار) سؤال: أين ذهبت النبوة والإيمان بالمعارف؟ الجواب: لا يعقل أن يكون هناك توحيد حقيقي وليس فيه إيمان بالنبوة وإيمان بالعدل وإيمان بالكتب وإيمان بالرسل وعمل بها، لا يمكن، ليس بتوحيد ذاك، ذاك نحو من الشرك، ولو درجات الشرك المختلفة سواء كان شركاً جلياً أو شركاً خفياً، شركاً نظرياً أو عملياً، شركاً خبرياً معرفياً أو شركاً على مستوى القول والقصد والى غير ذلك على اختلاف التعبيرات.
الرواية الأخرى وهي الرواية (11) (عن أبي عبد الله جعفر الصادق قال: قال رسول الله: أتاني جبرائيل بين الصفا والمروة فقال: يا محمد (صلى الله عليه وآله) طوبى لمن قال من أمتك لا إله إلا الله وحده مخلصاً) يعني أنه لابد أن يكون التوحيد بالإخلاص وهذا معناه أن البضع قد يقول التوحيد وهو لا يوجد عنده إخلاص، (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) هذا معناه أن أكثر المؤمنين بنص القرآن الكريم كما في سورة يوسف الآية 106 القرآن الكريم يقول (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) واقعاً في هذه الليالي نريد أن نقف كيف يمكن أن يكون المؤمن والمدعي للتوحيد أنه مشرك، كيف يجتمع الإيمان بالله والإيمان بالتوحيد يجتمع مع الشرك، أيعقل؟ نعم، يعقل هذا إن شاء الله المشاهد الكريم سيقف معنا.
ومن الروايات أيضاً، قال (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لا إله إلا الله كلمة عظيمة) عجيب هذه الكلمة انظروا ماذا يقول (وكريمة على الله عز وجل من قالها مخلصاً استوجب الجنة ومن قالها كاذباً منافقاً عصمت ماله ودمه وكان مصيره إلى النار) انظروا إلى كرامتها، من قالها والله يعلم أنه كاذب ولكنه له أثر، يقول نعم هذا اللفظ.
ومن الروايات هي الرواية (رقم 22) وهي رواية طويلة اكتفي بهذا القدر منها (قال ابي سيد شباب أهل الجنة، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب، قال: سمعت النبي يقول: قال الله جل جلاله إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدون من جاء منكم بشهادة لا إله إلا الله بالإخلاص دخل في حصني ومن دخل في حصني آمن من عذابي).
واكتفي بهذه الرواية الأخيرة في هذا المجال. السائل يسأل يا بن رسول الله وما هو إخلاصها، كيف نخلص، الرواية قالت من قالها مخلص، الرواية (عن أبي عبد الله الصادق، قال: من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة وإخلاصه) يعني إخلاص هذا القول (أن تحجزه لا إله إلا الله عن ما حرم الله عز وجل) يعني أن التوحيد الحقيقي لابد أن يترجم بعمل وسلوك خارجي، وهذا ليس فقط في التوحيد، من يدعي أنه يحب أهل البيت لابد أن يترجم بسلوك خارجي، لا أقل نرى أنه عندما يسمي أبنائهم بأسماء أهل البيت أو أنه لا أثر لذلك.
إذن نحن عندما نرجع إلى روايات أئمة أهل البيت نجد أن القضية واضحة وضوح الشمس أن التوحيد له محورية، ولكن أي توحيد؟ التوحيد الذي يستبطن كامل الاعتقادات وكامل الأخلاق وكامل الأعمال.
إذا الإنسان واقعاً صار موحداً الله سبحانه وتعالى في القرآن أين يجعله، التفتوا جيداً إلى هذه الحقيقة العجيبة في القرآن الكريم، القرآن الكريم يقول من وصل إلى مقام التوحيد في صف الملائكة، يعني إذا كان موحداً مخلصاً فمقامه مع الملائكة بل في صف الملائكة، عندما يذكر الله والملائكة يذكر الموحد معهم، قال تعالى في سورة آل عمران، الآية 18: (شهد الله أنه لا إله إلا هو) الجميع يشهد والله يشهد أنه واحد أحد، ومن يشهد بذلك (والملائكة وأولوا العلم) يعني أن الإنسان إذا شهد بالتوحيد الحقيقي أين يكون موقعه، يكون مع الملائكة، انظروا إلى المقام العظيم الذي يحصل عليه الإنسان في التوحيد، قال: (والملائكة وأولو العلم) إذا كان الأمر كذلك عند ذلك نجد القرآن الكريم يقول بأنه إذا صار الإنسان موحداً آثار التوحيد تظهر عليه بشكل دائم لا ينقطع، يعني التوحيد له آثار عقدية وله آثار أخلاقية وله آثار عملية، يعني يظهر في سلوكه الخارجي وفي أخلاقه وفي تعامله، إذا لم تجدوا ذلك فهذا يعني أن في التوحيد نقص، قال الله تعالى في سورة إبراهيم، الآية 24 وما بعد: (أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) والجميع متفق أن هذه الكلمة الطيبة هي كلمة التوحيد، هي كلمة التوحيد، يقول: (أصلها ثابت) أما آثارها فهي في السماء (وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا) يعني شجرة التوحيد لا ينقطع اكلها وثمرها، تظهر على كل سلوك وعلى كل عمل وعلى كل حركة وعلى كل سكنة، فإذا وجدتم أن هذه الحركات والسكنات عندما تصل القضية إلى أعدائهم، يعني الطرف الآخر عندما يأتون إلى أهل البيت تجد ما من تهمة وإلا تلصق بهم، ما من كذب إلا ويلصق بهم، هؤلاء يوجد عندهم توحيد؟! بالأمس قرأنا من الإمام المجدد محمد عبد الوهاب ماذا يقول في الشيعة وأنهم ينكحون المحارم، هذا هو دين أئمتكم المجددين قال: (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) وفي المقابل (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) وهي كلمة الشرك. (اجتثت من فوق الأرض) (وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) والذي ينفع الناس هو التوحيد، كلمة التوحيد ولذا تجدون القرآن الكريم بشكل واضح وصريح يقول: (إليه يصعد الكلم الطيب) يعني كلمة التوحيد، هو الذي يصعد إليه (والعمل الصالح يرفعه) يدفعه إلى الأعلى، وإلا الأصل الصاعد هو التوحيد.
ثم أن القرآن الكريم لم يكتف بهذا بل اشار إلى بعض هذه النتائج ومن أهم هذه النتائج ما ورد في سورة فاطر، الآية 27-28، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ) يجعل الناس في صف الدواب والأنعام يقول تختلف أشكالهم ولكن حقيقتهم واحدة انظروا الآية: (وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ) يعني من قبيل الجبال والجدد(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)أولوا العلم أولئك صفهم ليس في صف الأنعام والدواب، الذي يخشى الله، من هنا على الفضائيات واقعاً الميزان بأيدينا انظروا أن هذا الإنسان في قلبه خشية من الله عندما يتحدث عن الآخر وإن كان يختلف معهن أو أنه يتكلم بكل ما يخرج من فمهعندما يصل إلى الآخر، هذا معناه عدم وجود خشية، هذا معناه عدم وجود علم التوحيد، هذا معناه أن هؤلاء في ضمن قوله: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) أو في قوله: (ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك).
المُقدَّم: كالأنعام بل أضل سبيلاً.
سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، ولذا تجدون القرآن الكريم في سورة الأنعام، الآية 179 اشار إلى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح، قال تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ) القرآن لا يكتفي أن يقول أن هؤلاء أنعام، يؤسفني أن أشبه هؤلاء بالأنعام، (كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ) الذين غفلوا عن الله، أين تظهر هذه الغفلة؟ تظهر في فلتات لسانهم، تظهر في اتهاماتهم، تظهر في كلماتهم، تظهر في أنهم يقولون كل شيء إلا الحق والحقيقة، يخفون كل شيء إلا الباطل يظهرونه، يعني عندما تصل الحقيقة إلى العترة وإلى أهل البيت فلابد أن يخفى قوله (صلى الله عليه وآله): (إني تارك فيكم كتاب الله وعترتي) ويستبدل بحديث منحول موضوع مكذوب اسمه (كتاب الله وسنتي) لأنهم في قلوبهم مرض، وإلا لو كان سوي القلب، لو كان سليم القلب، لو كانوا أهل توحيد، ما هو عدائهم مع أهل البيت، الله ورسوله يؤكدون على هذه الحقيقة (إني تارك فيكم خليفتين، إني تارك فيكم ثقلين) لكنه يقول (وسنتي).
المُقدَّم: ما هي أهم النتائج المترتبة على هذه الحقيقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: من أهم النتائج المترتبة على هذه الحقيقة، أخواني الأعزاء من الناحية المنهجية، من الناحية الفنية، من الناحية الفكرية، من الناحية العقدية سموها ما شئتم، لا يحق لنا أن ندخل في أي مفردة دينية عقدية أو غير عقدية، أصلية أو فرعية، إلا بعد تأسيس الأصل وهو التوحيد، يعني ما لم نبحث أصل التوحيد، البحث في أي مفردة أخرى سوف يكون عقيماً ويكون عبثاً، وهذا الذي تجدونه الآن في جملة من الفضائيات أنهم لم ينتهوا إلى نتائج، أنتم تجدون أنهم لسنوات متعددة في بعض الفضائيات يحاولون طرح مباحث الإمامة ولكن لأنه لم تطرح الإمام كما ينبغي ومن طريقها الصحيح يعني أن تنقح مسائل التوحيد أولاً ثم نأتي إلى مسائل الإمامة ثانياً نجدهم لم يصلوا إلى نتيجة، نعم يغيرون بعض الوجوه، يوم عمامة سوداء، يوم عمامة بيضاء، يوم غير معمم، يوم عالم، يوم مجتهد، يوم جاهل، يوم دكتور، يوم معتدل، يوم متعصب، يوم موالي لأهل البيت، يوم معادي لأهل البيت، ولكنه تجده كلام مكرر بلا نتيجة، ولذا أن كل الفضائيات التي دعتني فضائيات الآخر التي دعتني إلى الدخول في أبحاث الإمامة معها وأنه تكون لي مداخلات أو أبحاث، قلت لا أوافق على هذا المنهج، لابد أن تبحث هذه القضية بشكل منهجي أولاً، يعني نبحث التوحيد وبعد ذلك ندخل إلى بحث الإمامة وإلا لا نصل إلى نتيجة، هذه النتيجة الأولى.
النتيجة الثانية: وهي أنه بعد لا يزاود أحد على مدرسة أهل البيت أنهم يجعلون التوحيد في الصف المتأخر، ولا يعتنون بالتوحيد، لا، نحن أهل التوحيد وسيتضح للمشاهد الكريم، نحن أهل التوحيد، نعم التوحيد الذي عندنا هو التوحيد الذي بيّنه لنا عدل القرآن الكريم، وهم أهل البيت، أنا هنا لابد أن أشير إلى هذه الملاحظة، أن البعض يظهر في الفضائيات ويتكلم أنتم تقبلون السنة أو لا تقبلون، نعم، نحن نرى أن السنة هي المبينة للقرآن وأن الشريعة والمعارف الدينية فيها ركنان الركن الأول هو القرآن والركن الثاني هو السنة، وإنما اختلافنا معكم أي سنة، أنتم تقولون سنة الأمويين وسنة البخاري وسنة مسلم ونحو ذلك، ونحن نقول سنة أهل البيت، نحن اختلافنا معكم ليس في السنة وإنما اختلافنا في الطريق الموصل إلى السنة، يعني أنا أريد أن أسأل أن البخاري قال تجسيم وصورة وسنقرأ الروايات وأن الكافي قال لا صورة ولا تجسيم، وكلاهما ينقل الحديث عن رسول الله، الحق مع من مع البخاري أو مع الكافي؟ أنتم تقولون الحق مع البخاري هنيئاًَ لكم أنتم والبخاري، ونحن نقول أن الحق مع الكافي. إذن المشكلة ليست في السنة وإنما المشكلة في الطريق.
إذن من هنا نحن دعونا مراراً وتكراراً أنه ينبغي أولاً أن نتفق أنه ما هو الطريق لمعرفة السنة ولفهم السنة ولفهم كتاب الله، أنتم تقولون القرآن، نعم القرآن مع عدل القرآن، هذه الدعوى كما قرأنا في رواية يتذكر المشاهد الكريم في مطارحات في العقيدة، قلنا أن الذي يقول كتاب الله ويقف هذا لا يخلو عن زندقة لماذا؟ لأن القرآن هو قال لنا (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (لتبين للناس ما نزل إليهم) (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) والرسول يعني في بياناته وفي سنته، إذن لا يأتي قائل أين في كتاب الله. هذا عجزكم وهذا ضعفكم عندما تريدون أن تحذفوا السنة بكل تفاصيلها. ولكن نرجع ونقول أي سنة؟ سنتكم أنتم التي اختلط فيها الحق بالباطل التي اختلط فيها الموضوع مع غير الموضوع. تقول سيدنا: في كتبنا أيضاً توجد. نقول: نعم، ولذا لابد أن نؤسس مجموعة من الضوابط والقواعد والموازين حتى نرى أي رواية نقبل. النبي الأكرم بين القاعدة قال: لن تجتمع أمتي على ضلالة. إذن إلى هنا اتضح أننا نتفق معكم، نعم، نحن عندنا قراءتنا وفهمنا للتوحيد، وأنتم عندكم قراءة وفهم للتوحيد، وبيننا بينكم البرهان والدليل من القرآن والسنة المجمع عليها، فإن كان الحق معكم اتبعناكم، وإن كان الحق معنا لا أقل إن لم تتبعونا فأقروا بالحقيقة، ولا تستعملوا هذه الأساليب البائسة والسقيمة وهي الاتهام والتسقيط وأن عقائدكم من اليهود ومن السبأية وأن هؤلاء كذا، هذه اسطوانة شبعنا منها.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو عبد الإله من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد الإله: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عبد الإله: عندي ملاحظتين، أولاً احب أن أشيد بسماحة السيد وأشد على يده. ثانياً نريد نصيحة من السيد كمال الحيدري بالخصوص للشباب وخاصة من يستمع إلى بعض الفضائيات من بعض مشايخ الآخرين أمثال عدنان العرعور عندما يدلس ويطرق بعض التصريحات، ما هي نصيحتكم للشباب.
المُقدَّم: معنا الأخ علي من السعودية، تفضلوا.
الأخ علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ علي: سماحة السيد بعد تقبيل يديك السلام عليكم، مداخلة بسيطة وبعدها طلب من سماحتكم، سيدنا في حديث كتاب الله وسنتي عندما نكلمهم في هذا الشأن ونتنزل معهم نرى أنهم يتنازلون عن هذا الحديث كتاب الله وسنتي ويأتون إلى حسبنا كتاب الله، أما الطلب لعله هناك بعض الروايات في كتبنا التي نشم منها رائحة التجسيم نرجو لإتمام البحث أن تمروا بها وتعطوا رأيكم فيها.
المُقدَّم: الأخ أبو سجاد من بريطانيا، تفضلوا.
الأخ أبو سجاد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو سجاد: عندي مداخلة وسؤال، المداخلة تخص حديث إني تارك فيكم الثقلين، البخاري نفسه في صحيح البخاري يرفض هذا الحديث بصورة غير مباشرة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا طلبت مراراً من الأعزاء أن الأبحاث تطرح في الموضع المناسب، حديثنا ليس في حديث الثقلين ليسأل عنه بعض الأخوة، رجائي من الأخوة أن يحفظوا موضوع البحث.
المُقدَّم: الأخ أبو حسن من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو حسن: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو حسن: سماحة السيد بودنا أن تأتي بكتب لعلماء أهل السلف المعاصرين كابن باز حتى يكون اقتناع من الطرف الآخر.
سماحة السيد كمال الحيدري: يظهر أن الأخ الكريم لم يتابع البرنامج في الحلقتين السابقتين، وإلا فنحن قرأنا المصادر التي سنتعرض لها.
المُقدَّم: الأخ أبو إبراهيم من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو إبراهيم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو إبراهيم: هل الآية 213 في سورة البقرة تنطبق على علماء القوم حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ).
سماحة السيد كمال الحيدري: ليس حديثنا في هذه الآية، عندما ننتهي إلى هذه الآية سنعرض لها.
المُقدَّم: بالنسبة لطلبه هل تمرون على الروايات الموجودة في مصادر أهل البيت.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، إنشاء الله وعدنا المشاهد الكريم بأن كل ما يرتبط بمباحث التجسيم والتخطيط والصورة والتشبيه والكيفية سواء كانت في روايتهم أم كانت لها أصول في رواياتنا سوف نعرض لها ونقف عندها ليتضح ما هو مبنى مدرسة اهل البيت وعقيدة أتباع مدرسة أهل البيت.
المُقدَّم: معنا الأخ منير من السعودية، تفضلوا.
الأخ منير: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ منير: جزاك الله سيدنا أنك وضحت الكثير من المسائل، وأنا لا أناقش أحداً إلا أن أقول لهم ارجعوا إلى سماحة السيد كمال الحيدري.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو ياسر من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو ياسر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو ياسر: نصيحة للأخوة المتصلين وخصوصاً اتباع أهل البيت، أن يعطوا المجال للأخوة من الطرف الآخر لنرى كيف يتفاعل الطرف الآخر مع المباحث التي تقدمونها، والنقطة الأخرى أن الأخوة اتباع أهل البيت أن لا يسألوا خارج الموضوع لأنا نريد الاستفادة.
المُقدَّم: الأخ أبو علي من فلسطين، تفضلوا.
الأخ أبو علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو علي: تحية لكم وجزاكم الله خيراً ونقبل أيدي السيد كمال الحيدري على هذه البرامج لا نريد أن تنقطع ونريدها أن تبقى على مدار السنة يومياً. عندنا مقال يقول ان ابن تيمية ينكر المجاز في القرآن الكريم وأنه يقر عقيدة القعود على العرش، وأيضاً يصفه بأنه جريء على تكذيب الحديث الصحيح، ومن هنا نقول إذا كان ابن تيمية يقول أنه جريء على تكذيب الحديث الصحيح لماذا اتباعه إلى الآن يتبعونه، وهناك مسألة أخرى، يفسرون الآية الكريمة (ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية) أن هناك ملائكة يحملون العرش وإذا سقط الكرسي يسقط على الملائكة فما ذنب الملائكة الذين يفعلون ما يؤمرون.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو زكرياً من السويد تفضلوا.
الأخ أبو زكرياً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو زكرياً: شرف لي يا سماحة السيد أن أتكلم معكم مباشرة وخاصة أني أرى فيكم قبساً من نور جدكم الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام، سيدنا قلت أن التوحيد لا يرتبط فقط بكلمة لا إله إلا الله وإنما العمل بها والعمل بكل مستلزماتها، وفقني الله لحج بيت الله مرتين ودخلنا في نقاش مع ما يقال عنهم الوهابية، استغربت أنهم يقولون أن محمداً مات وأنه لا يمكن التبرك بالرسول، أليس هذا خرق للتوحيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: يقولون أن محمداً مات، نعم (إنك ميت وهم ميتون) الكلام أنه بالموت انعدم أو لا. وهو خارج بحثنا.
أنا بودي أساساً اشير إلى أمرين:
الأمر الأول: إني كنت قد وعدت الأخوة إن شاء الله سنعرض لأبحاث التوحيد في مدرسة أهل البيت أيضاً إجمالاً وحتى يكون المشاهد الكريم على بينة وعنده المصادرة التي يراجع إليها وحيث أنني سوف أبين رأيي في هذه المسائل، ليس بالضرورة أن أبين رأي الآخرين، أبين رأيي واجتهادي في مسائل التوحيد، ولذا بودي من الأخوة الذي يريدون أن يتابعونا في هذا البحث لأنه في بعض الأحيان لا يسع الوقت أن نبيه تفصيلاً، تكون هذه الكتاب عندي سبعة كتب في التوحيد بودي أن المشاهد الكريم والأخوة يستطيعون المراجعة أما عن طريق الحصول على النسخة أو عن طريق الموقع الالكتروني يعني كتاب (التوحيد، بحوث في مراتبه ومعطياته) تقرير الأخ جواد علي الكسار وهو في مجلدين، وكذلك كتاب (معرفة الله) دار المرتضى، بيروت، المقرر لها الأخ العزيز الشيخ طلال الحسن، وهو في مجلدين، وكذلك (الإلهيات بالمعنى الأخص) في مجلدين، وقد قرره الأخ الشيخ علي العبادي، وكذلك كتاب (التوحيد أساس جميع المعارف القرآنية) لا أقل تكون هذه المصادر بيد الأخوة الأعزاء، هذه ملاحظة.
الملاحظة الثانية: وجدت في بعض الفضائيات يحاولون أن ينسبوا لي أما من خلال بعض كتاباتي أو من خلال بعض الكلمات التي ينسبونها في مبانينا الاعتقادية، وأنا أتصور أن الأمانة العلمية تقتضي إذا أرادوا أن ينسبوا لي شيء ينبغي أن يحيطوا بكل ما صدر مني في هذا المجال، على سبيل المثال إذا أرادوا أن يعرفوا مبانينا الشخصية ونظرياتي في الإمامة لابد أن يرجعوا إلى كتاب (بحث حول الإمامة) وكذلك كتاب (العصمة) الذي قرره السيد محمد القاضي، وكذلك يرجعوا إلى كتاب (علم الإمام) وقد قرره الشيخ العبادي، وكذلك كتاب (الراسخون في العلم) الذي قرره الشيخ خليل رزق، وكذلك كتاب (الولاية التكوينية) تقرير الشيخ العبادي، إذن مقتضى الأمانة العلمية أنهم إذا أرادوا أن ينسبوا لي شيئاً ينبغي أن يراجعوا تمام ما صدر مني في هذا المجال، وأما أن يقتطعوا وأما أن يدلسوا وأما أنا ينسبوا لي شيء من غير دليل يدل على ذلك فهذا ليس من الأمانة العلمية.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية السيد كمال الحيدري، وشكراً للأخوة والأخوات ملتقانا وإياكم غداً إن شاء الله تعالى، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
- تاريخ النشر : 2011/10/22
- مرات التنزيل : 7627
-