03/09/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة عنوان حلقة الليلة (الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، القسم الخامس) أود أن أذكركم بأن يوم غد يصادف الجمعة الأخيرة من شهر رمضان التي تصادف يوم القدس العالمي الذي أعلنه السيد الخميني، وستكون يوم غد مسيرات إيمانية داعمة للشعب الفلسطيني ومنددة بإشكال الظلم عموماً. نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلا ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد مرت بنا الليالي الماضية وهي ليالي شهادة أمير المؤمنين علي صلوات الله وسلامه عليه، فقبل الدخول في موضوع حلقة الليلة هل هناك كلمة تودون الإشارة إليها.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع كما تعلمون أن هذا البحث وهو بيان مناقب وفضائل الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه أفضل صلوات المصلين بحث طويل الذيل كما يقال، ولكنه كما هو المعروف ما لا يدرك كله لا يترك كله، نحاول أن نشير إلى أمرين لا أكثر، واستميح المشاهد الكريم عذراً أنه كما هو معلوم بحثنا فيما يرتبط بالحد وأن الله محدود أو ليس بمحدود ومناقشة هذه النظرية. ولكنه وجدت من الجفاء أن تمر هذه المناسبة الأليمة وهي شهادة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والسلام ولا نقف عند هذا الرجل وعند هذا الإنسان الذي لا يمكن واقعاً الوقوف على بعض مقاماته ومناقبه وسجاياه فضلاً عن الإحاطة بها.
وذلك لنص القرآن الكريم أنه عليه أفضل الصلاة والسلام هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه كما هو مقتضى آية المباهلة.
وحديثي سينصب في هذه الليلة ولعله يطول قليلاً هو أنه من خلال النصوص الواردة في كلمات مدرسة الصحابة وأحاول أيضاً أن أركز على بعض الفضائل والمناقب التي اختص بها الإمام علي عليه أفضل الصلاة والسلام، يعني هذه المناقب لم تثبت لغير علي من الصحابة عليه أفضل الصلاة والسلام، وهذه نقطة أساسية لابد أن يلتفت إليها المشاهد الكريم أن هناك مجموعة من الخصائص والفضائل والمناقب اختص بها علي عليه أفضل الصلاة والسلام من بين صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، طبعاً عندما أقول اختص يعني بإجماع الفريقين، كما هو منهجنا نحن عندما نتكلم عن المناقب والفضائل أنا أركز على تلك المناقب والفضائل التي اجتمعت عليها كلمات علماء المسلمين وبمقتضى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تجتمع أمتي على خطأ أو لا تجتمع أمتي على ضلالة، فمن الواضح أنها سوف تكون من الحق ومن الصراط المستقيم كما هو واضح.
فيما يتعلق بالمقام العلمي للإمام أمير المؤمنين وهذا المعنى ورد في حقه أو منه ومن أولاده ما لم يرد في حق الآخرين بل وما لم يدعيه الآخرون لأنفسهم.
الأمر الأول: أحاول أن أقرأ هذا الحديث هو ما ورد في كتاب (الفقيه والمتفقه، ج2، ص351) للحافظ المؤرخ الخطيب البغدادي، المتوفى سنة 462هـ حقق عادل بن يوسف العزازي، دار ابن الجوزي، الطبعة الثالثة في سنة 1426هـ، استميح المشاهد عذراً أني لا استطيع أن أعلق على الأحاديث.
الرواية عن أبي الطفيل قال: (شهدت علياً وهو يقول سلوني) التفتوا إلى هذه النقطة (سلوني والله لا تسألوني عن شيئاً يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به) أنا لا أريد أن أدخل في بحث أن هذا علم غيب أو ليس بعلم غيب، بشكل واضح أقول للمشاهد الكريم نحن لا نعتقد أن العلم بالغيب يوجد لغير الله سبحانه وتعالى، العلم بالغيب مختص بالله سبحانه وتعالى، ولكن التعلم من ذي علم هذا ليس من العلم بالغيب، ما هو العلم بالغيب هو أن يكون الموجود عالماً بغير علم مستفاد من غيره، أن يعلم المستقبل، أن يعلم الماضي، أن يعلم ما كان وما كان وما هو كائن ولكن من غير علم مستفاد، أما إذا كان علم مستفاد فهذا لا يسمى علم غيب وإنما هو تعلم من ذي علم، هذا المعنى يشير إليه الإمام أمير المؤمنين هنا، قال: (والله لا تسألوني عن شيء) الشيء نكرة يعني يفيد العموم (عن شيء) أي شيء كان، أي أمر كان (لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به) هذا رقم واحد، انظروا إلى الحاشية، قال: (إسناده صحيح).
الرواية الثانية وهي الرواية (1082) بإسناده (قال علي: سلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا أني أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أو جبل) يعني يريد أن يقول بأن علم القرآن كله عند علي عليه أفضل الصلاة والسلام. قال في الحاشية رقم (3) قال: (إسناده صحيح).
الرواية الثالثة (1083) (عن يحيى بن سعيد قال: قال: لم يكن) التفتوا إلى هذا النص وهذا من اختصاصات علي أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام بين أصحاب رسول الله (لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: سلوني إلا علي بن أبي طالب) لأنه واقعاً باب مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنا مدينة العلم وعلي بابها، أنا مدينة الحكمة وعلي بابها، هذه النصوص إن شاء الله في الوقت المناسب سأبين ما هو المختص منها بمدرسة أهل البيت وما هي المشتركة في بحث آخر.
ولكن أريد أن أقول أنه لم يكن يجرأ أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعي هذا الادعاء: سلوني قبل أن تفقدوني، أو يقول سلوني إلا علي بن أبي طالب. انظروا إلى السند، قال: إسناد حسن.
هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني ما ورد في (جامع بين العلم وفضله، ج1، ص383) تأليف أبي عمر يوسف بن عبد البر المتوفى 463هـ، تحقيق أبي الأشبال الزهيري، دار ابن الجوزي، الرواية أيضاً بنفس المضمون (شهدت علياً وهو يخطب ويقول: سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به وسلوني عن كتاب الله فوالله ما منه آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم بسهل نزلت أم بجبل) رقم هذا الحديث726. وفي الحاشية يقول: (إسناده صحيح ورجاله ثقات).
طبعاً يكون في علم المشاهد هذا الكتاب مطبوع بطبعة ثانية وبتحقيق آخر وهو ابن عبد البر القرطبي المالكي، طبعة مزيدة محمد ناصر الدين الألباني، حققه وعلق عليه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الصالح، مكتبة عباد الرحمن، مصر، هناك عندما نأتي إلى هذه الرواية نجد أنه في الرواية (726) يقول: (إسناده صحيح). وهذا عندما أقوله يعني أنه العلماء المتقدمون كلهم نقلوا هذه الرواية، والمعلقون والمصححون والمحققون المتأخرين المعاصرون منهم صححوا الرواية.
وممن أشار إلى هذه الرواية ما ورد في تفسير ابن كثير (تفسير القرآن العظيم، ج13، ص207) لابن كثير، دار عالم الكتب، (ثبت أيضاً من غير وجه عن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام أنه صعد منبر الكوفة فقال: لا تسألوني عن آية في كتاب الله ولا عن سنة رسول الله إلا أنبأتكم بذلك) ولا يوجد فيها صدر تلك الرواية وهو أن تسألوني عن شيء إلى يوم القيامة إلا أخبرتكم به.
وكذلك ورد هذا المعنى في تفسير الطبري بالطبعة الحديثة (تفسير الطبري) المتوفى 310، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الرواية (حدثنا ابن المثنى قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال حدثنا شعبة عن القاسم بن أبي بزة قال سمعت أبي الطفيل قال سمعت علياً رضي الله عنه يقول: لا تسألوني عن كتاب ناطق ولا عن سنة ماضية إلا حدثتكم به) هذه الرواية صحيحة على شرط الشيخين، يعني نفس هذا السند وارد في البخاري ومسلم. من حيث العلم هذا علم علي، لا يضاهيه أحد، لا يشاركه أحد، له من العلم ما لم يوجد عند أحد من الصحابة، وهذه روايات صحيحة في كتبكم، في كتب القوم، في كتب مدرسة الصحابة، لا في كتب مدرسة أهل البيت، وإلا القضية متواترة عندنا أنه أعلمكم علي بن أبي طالب لأنه هو قرين القرآن هو عدل القرآن، بمقتضى حديث الثقلين، بل هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أنه لا نبي بعدي، ومن الواضح أنه من كان حقيقته ونفسه نفس رسول الله فيملك علم رسول الله، فلا مجال أن يقاس به أحد من الصحابة من حيث العلم. وبهذا يتضح عدم صحة هذه الرواية الواردة في (صحيح مسلم، ج3، ص508، كتاب الأضاحي، الحديث رقم 45) حققه وخرجه الشيخ مسلم السلفي الأثري، دار الخير، قال: (سُئل علي أخصكم رسول الله بشيء) يعني لا يوجد عند الآخرين (فقال: ما خصنا رسول الله بشيء لم يعم به الناس) هذه الرواية واضحة أنها لا تنسجم مع النصوص السابقة. فإن قال قائل: بأن تلك رواية آحاد وتلك روايات آحاد فلماذا تقدمون تلك الروايات على صحيح مسلم ومسلم أصح منها. الجواب: كلا، باعتبار أن تلك الرواية مجمع عليها بين علماء المسلمين شيعة وسنة وأمتي لا تجتمع على خطأ ولا تجتمع على ضلالة وهذه رواية مجمع عليها، إذن هذه لا يمكن أن تعارض تلك الرواية المجمع على صحتها. هذا هو الأمر الأول الذي كان بودي أن أشير إليه.
الأمر الثاني: وهو ماذا قال عنه الإمام الحسن عليه أفضل الصلاة والسلام، يعني عن أمير المؤمنين، وأنا لا أحتاج واقعاً من هو الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، أولاً هو أحد سيدي شباب أهل الجنة، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثانياً الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا كما في أهم الصحاح، ثالثاً الحسن والحسين من أصحاب الكساء كما في صحيح مسلم، قال: (اللهم أن هؤلاء أهل بيتي) فإذا صاروا من أهل البيت صاروا مشمولين لحديث الثقلين ولآية التطهير، رابعاً الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا وهذا لا يوجد أيضاً في غيرهما من الصحابة، يعني لا يوجد عندنا نص متفق عليه بين علماء المسلمين يقول هو إمام إن قام وإن قعد إلا في الحسن والحسين، لا يقول لي قائل في الخليفة الأول كذا وفي الخليفة الثاني كذا وفي الصحابة المبشرة بالجنة كذا، كلها مرتبطة باتجاه واحد وليست حجة على جميع المسلمين، نحن ذكرنا في اليوم الأول أن المنهج الذي نتفق عليه هو أن يكون مجمع عليه بين جميع علماء المسلمين، وأنتم أيضاً نقلتم أن الحسن سلام الله عليه سيد وسيصلح الله … إذن الإمام الحسن غني عن التعريف فضلاً عن عشرات الروايات الكثيرة التي وردت في فضل الإمام الحسن.
انظروا إلى الإمام ماذا يقول، وهو من أهل البيت، الذي هو سيد شباب أهل الجنة، الذي هو ريحانة رسول الله، الذي هو سبط النبي الأكرم، الذي هو من العترة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، الذي هو إمام إن قام وإن قاعد، ماذا يقول في عليه أبيه عليه أفضل الصلاة والسلام.
المورد الأول ما ورد في (البداية والنهاية، ج11، ص27) لابن كثير، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار عالم الكتب للطباعة والنشر، بودي أن يلتفت إليها المشاهد الكريم لأن أريد أن أأخذ نتيجة خطيرة من هذه المقدمات التي أشير إليها. الرواية هي (حدثني أبي خالد بن جابر قال: سمعت الحسن لما قتل علي عليه السلام، قام خطيباً) الإمام الحسن (فقال: لقد قتلتم الليلة رجلاً في ليلة نزل فيها القرآن الكريم) وهذا تأكيد آخر على أنها الليلة الحادية والعشرون (ورفع فيها عيسى بن مريم، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى عليهما السلام) إذن تبين أنها ليلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، إن الإمام الحسن الذي هو باعتقادنا معصوم وباعتقادكم من كبار صحابة رسول الله ومطهر ومن العترة، يقول عن أبيه (والله ما سبقه أحد كان قبله) هذا المقام ما سبقه أحد كان قبله في العبادة طبعاً إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال أمير المؤمنين نفسه قال له: أنبي أنت، قال عليه السلام: ويلك، ثكلتك أمك أنا عبد من عبيد محمد. لا شك عندنا في هذا هو تلميذ محمد، هو ربيب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، إذن هذه القرينة ثابتة سواء ذكرناها أو لم نذكرها هي ثابتة (والله ما سبقه أحد كان قبله ولا يدركه أحد يكون بعده) التفتوا إلى الخصائص الموجودة في هذا النص، والله هذا النص وحده كافٍ لإثبات أن علي هو الشخص الأول بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: (والله إن كان رسول الله ليبعثه في السرية جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره) جبرائيل وميكائيل هما الملائكة المقربين، يعني لا يوجد ملائكة أقرب إلا الروح الأعظم وذاك بحث آخر، هؤلاء عندما كان رسول الله يبعث أمير المؤمنين علي كان جبرائيل عن يمينه، وأنا واقعاً هنا لا أريد أن أتحدى ولكن بيني وبين الله جئني واقعاً فليأتي أحد بصحابي له هذا المقام الذي لعلي أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة أن رسول الله عندما كان يبعثه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ما هذه المنزلة العظيمة؟! ثم يأتي لزهده (والله ما ترك صفراء ولا بيضاء) يعني لا ذهب ولا فضة (إلا ثمانمئة أو سبعمئة أرصدها لخادم) لا أنه بعض الصحابة عندما مات كانت أمواله من الذهب والفضة تكسر الفؤوس. يقول في الحاشية أن هذا الحديث صحيح، المسند إسناده صحيح، لأنه يقول كان الإمام أحمد المسند إسناده صحيح، قال: لقد فارقكم بالأمس رجل لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون.الرواية السابقة ليس فيها علم والرواية الأخرى فيها علم، لا مشكلة فيه، تلك عامة، ما سبقه أحد مما كان قبله في العلم أو في غير العلم من الفضائل، وهذه قيدت بالعلم لا مشكلة، إذا كان هو السابق في العلم فهو سابق في كل شيء. قد يقول قائل: فقط ابن كثير نقل هذه الرواية. طبعاً قلنا صحيحة، ولكن الجواب أنها وردت في (المسند، ج2، الحديث1720) للإمام أحمد بن محمد بن حنبل، المتوفى سنة 241هـ، تحقيق أحمد محمد شاكر، بعد أن ينقل لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه الأولون. يقول المحقق أحمد محمد شاكر: (إسناده صحيح). هذا المورد الثاني.
المورد الثالث: أنا مراراً ذكرت للمشاهد أنني عندما أعدد كلمات الأعلام لأنه في بعض الأحيان الطرق متعددة، وبعض الأحيان أريد أن أقول أن أكثر العلماء قبلوا هذا النص، مسلم عندهم، عندما لا اكتفي قد يقول قائل اكتفوا بالنهاية والبداية، الجواب: لا، أريد أن أقول أن كل الأعلام اتفقوا على هذا النص وإن كان بطريق واحد فضلاً عن إذا كانت له طرق متعددة.
(المصنف، ج17، ص124، الحديث32773) لابن أبي شيبة، المتوفى سنة 235هـ، المحقق محمد عوامه، شركة دار القبلة ومؤسسة علوم القرآن، في الحاشية يقول: (إسناد المصنف حسن) ذاك قال صحيح وهذا يقول حسن ولا مشكلة في ذلك.
وممن روى هذا النص أيضاً (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج3، ص247) بتحقيق شعيب الأرنؤوط، هناك إشارة واضحة إلى هذا الحديث، قال: لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون. قال: (حسن) وهذا إسناد ضعيف ولكن توبع عليه فيكون إما حسن لذاته وإما حسن لغيره والأمر سهل لأن جملة من الأعلام صرحوا.
وممن حسن هذا الحديث العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج5، ص660، رقم الحديث 2496) قال: (كان يبعثه البعث) يعني رسول الله (فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره يعني علياً) ثم يقول: (أخرجه ابن حبان والبزار وأحمد والطبراني والنسائي وابن عساكر) ثم قال عن الإمام الحسن (سمعت الحسن يقول: أيها الناس لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون) يقول العلامة الألباني: (قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين غير هبيرة هذا) الموجود في السند (فقد اختلفوا فيه وقال الحافظ لا بأس به) ولكن فيه عيب واحد وهو أنه شيعي يحب علياً، وهذه متعارفه يقول أنه صدوق ولكنه يتشيع، مشكلته أنه يتشيع، مشكلته أنه يحب علياً. المهم ينقل أربعة طرق لهذا إلى أن يقول في (ص663): (وجملة القول أن حديث الترجمة حسن بطريقيه الأولين) إذن العلامة الألباني يقول بأن الحديث حسن.
وكذلك ما ورد في كتاب (الذرية الطاهرة النبوية، ص78، الرواية 130) للحافظ الدولابي، صاحب الكنى، محمد بن أحمد بن حماد المتوفى 310هـ، حققه وخرج أحاديث سعد المبارك الحسن، مؤسسة تبوك للنشر والتوزيع، القاهرة، يقول في الحاشية: (إسناده حسن).
بعد هذه الرحلة المختصرة وإلا عشرات المصادر موجودة، مع كل هذا صحيح، صحيح، حسن لذاته، حسن لغيره، مع كل هذا العلامة أو الإمام أو الحافظ عبروا ما شئتم عنه بعد أن ينقل الرواية في ابن كثير في البداية والنهاية، يقول: (وهذا غريب جداً وفيه نكر) أنا لا أتصور أن عنده إشكال سندي، وإلا لو كان عنده إشكال في السند لقال أن فيه فلان وفلان، إذن عنده إشكال في مضمون الرواية، ولكنه الإمام والعلامة ابن كثير وتعلمون أنه من مدرسة ابن تيمية ومن الاتجاه الأموي، لم يقل لماذا هذا الحديث مضمونه غريب، ولماذا فيه نكار، واقعاً الإنسان عندما يقف على هذا النص، يجد أن النص فيه مجموعة من الحقائق، مثلاً قال ما سبقه أحد كان قبله، يعني عنده شك في هذا. أو قال لا يدركه أحد بعده، هل عنده شك في هذا، أو قال جبريل على يمينه وميكائيل على يساره هل عنده شك في هذا. أو قال أنه لم يترك أموالاً لا صفراء ولا بيضاء يعني هل يعتقد أن الإمام ليس كذلك؟
وجدت أخيراً وبحمد الله تعالى وجدت بانه في كتاب (المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، المجلد 18، في الحاشية) لابن حجر العسقلاني، المتوفى 852هـ، تحقيق عبد القادر بن عبد الكريم بن عبد العزيز، جندل، تنسيق الدكتور سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشكري، دار العاصمة للنشر والتوزيع، ودار الغيب للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية سنة 1431هـ، 2010م. هذا الكتاب طبعته القديمة يقع في خمسة مجلدات ولكن في طبعته الجديدة يتألف من 36 جزءاً و18 مجلد، وهذا الكتاب مطبوع حديثاً. يقول المحقق: (وجملة القول أن حديث الباب) أي حديث هذا الذي قرأنها وهو ما سبقه أحد ممن كان قبله ولا يدركه أحد ممن كان بعده، يقول: (وجملة القول أن حديث الباب بهذه الطرق قد يرتقي لدرجة الحسن لغيره) والله عجيب، (قد) مع انكم وجدتم أن أعلام المحققين قالوا بأنه صحيح وحسن حتى العلامة الألباني ولكن هو مشكلته يقول أنه في رواة هذا الحديث يوجد هناك من يتشيع، إذن لابد أن يكون الحديث ساقطاً. (وجملة القول أن حديث الباب بهذه الطرق قد يرتقي لدرجة الحسن لغيره لولا) ومع ذلك لا نقبله، حتى الحسن لغيره، لماذا، ما هي المشكلة، لماذا لا تقبلون. يقول: (لولا أن قوله لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون ظاهره تفضيل علي على كل أحد حتى الشيخين) وهذه خلاف الآيات المنزلة قرآنياً لأن الآيات المنزلة قرآنياً، واقعاً لا أعلم أي منطق هذا، إذا دلكم الحديث الصحيح، الآن نحن لم نتكلم في العصمة، بل نتكلم في الأحاديث الصحيحة الواردة عن الإمام الحسن عليه أفضل الصلاة والسلام ما المحذور أنه إذا ثبت بطريق صحيح أنه أفضل من الخليفة الأول والخليفة الثاني. (ولذا فإن الحافظ ابن كثير حينما قال عن هذا الحديث: هذا حديث غريب جداً وفيه نكارة إنما قاله عن إدراك لما يتبادر إلى الذهن من متن هذا الحديث) هذا لا يمكن، يعني كل شيء نقبله وإن كان حديثاً صحيحاً.
هنا واقعاً مقدار قد يقول القائل مولانا نتقبل. ولكن انظروا … أطلت في هذه المقدمة على المشاهد ولكن بيني وبين الله وجدت أنه من الجفاء أن لا أتكلم في علي أمير المؤمنين في هذه الليلة.
تعالوا معنا إلى ابن تيمية في (منهاج السنة، ج4، ص513) والطبعة القديمة (ج8، ص228 و 229) تحقيق محمد رشاد. يقول: (أما المقايسة بين علي وأبي بكر فلا مجال لها) لماذا لأنه أفضلية أولئك على علي لا مجال له، أفضلية علي على أبي بكر لا تفكروا بها لماذا يقول: (بل إجماع المسلمين قرناً بعد قرن أعظم من إجماعهم على إثبات شفاعة نبينا في الكبائر وخروجهم من النار على أن أبا بكر وعمر أفضل من علي) يقول هذا الإجماع أعظم من هذا الإجماع ولا أعلم من أين (وعلى إثبات الحوض والميزان) الميزان الثابت قرآنياً يقول هذا أهم من هذا.
تعالوا عندما تصل النوبة يريد ان يقارن بين علي وبين عثمان، انظروا ماذا يقول عن علي، أنا بيني وبين الله أنت تريد أن تمدح عثمان ولكن لماذا من خلال النبز واللمز والطعن والنيل من علي، يعني لا يوجد طريق آخر للدفاع عن عثمان عن الخليفة الثالثة إلا بالطعن في علي، انظروا إلى كلامه، يقول: (فقد ذكر العلماء فقالوا: عثمان كان أعلم بالقرآن وعلي أعلم بالسنة). عثمان قال سلوني! (وعثمان أعظم جهاداً بماله وعلي أعظم جهاداً بنفسه، وعثمان أزهد في الرياسة وعلي أزهد في المال) يعني علي كان طالب للرئاسة، لا يمكن إلا أن ينبز، هذا الحقد الدفين وهذا البغض لعلي وأهل بيته لابد أن يظهر إما على فلتات لسانهم أو على كلماتهم وأقلامهم، وإلا لماذا؟ علي الذي تركها خمس وعشرين عاماً ولم ينازع فيها أحداً صار عثمان أزهد من علي في الرئاسة (وعثمان أورع في الدماء وعلي أورع عن الأموال) يعني ليس أورع عن الدماء، الله أكبر، الله أكبر، قلت لا يستطيع أن يمدح عثمان إلا أن يطعن بعلي عليه أفضل الصلاة والسلام (وعثمان حصل له من جهاد نفسه حيث صبر عن القتال ولم يقاتل ما لم يحصل مثله لعلي) يعني قاتل معاوية، ولذا يقول (وسيرة عثمان في الولاية كانت أكمل من سيرة علي) فقالوا ثبت أن عثمان أفضل … إلى أن يقول: (إما إيمان علي فمختلف فيه وأما إيمان أبي بكر وعمر فمتفق عليه). أنا بودي أن الأخوة يراجع (ص516، ج4) أو (ص234، ج8).
ماذا قرآنا نحن الآن؟ ما سبقه أحد من الأولين ولم يدركه أحد من الآخرين، هذه أين وهذا الكلام أين. واستميح المشاهد الكريم أني أطلت عليه في هذه المقدمة ولم يكن بودي أن أطيل بهذا القدر.
المُقدَّم: كأن رسول الله يوم الغدير الذي ورد في مسلم أخذ بيد عثمان وقال من كنت مولاه فهذا عثمان مولاه.
المُقدَّم: إذن فيما بقي من الوقت، نشير إلى هذا السؤال وهو يتعلق بموضوعنا الأساس، ماذا كان يعتقد ابن تيمية، هل كان يعتقد أن الله محدود من جهة واحدة أم كان محدوداً من جهات متعددة؟
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع هذه المسألة كما أشرت في الحلقات السابقة من هذا البحث تعد أم المسائل في معرفة الله سبحانه وتعالى، وهو أن الله هل هو محدود بحد أو ليس محدوداً بحد. واتضح للمشاهد الكريم في الأبحاث السابقة بأنه هناك أساساً مجموعة صغيرة جداً من العلماء ذهبوا أن الله محدود بحداً ولعل القضية بدأت من عبد الله بن المبارك المتوفى سنة 181هـ على خلاف في أنه عبد الله بن المبارك هل هو قائل بهذا القول أو ليس بقائل به.
ومن أولئك الذين نسب إليهم هذا القول هو الإمام أحمد بن حنبل، قالوا بأنه قائل بأن الله وقد قرأنا للمشاهد الكريم، ولكنه وردتني مجموعة من الاتصالات والتساؤلات قالت بأنه هل أن القضية متفق عليها أن الإمام أحمد بن حنبل يقول أن الله محدود بحد وله حد أو أن القضية ليست كذلك.
في الواقع عنا قبل أن أجيب على سؤالكم دكتور، بودي أن أشير ولو كمقدمة أن الكلمات الواردة عن الإمام الشيخ أحمد بن حنبل في مسألة الحد هناك فيها وجهان، وجه ينفي الحد عن الله سبحانه وتعالى وبهذا يتفق مع جمهور علماء المسلمين بمختلف اتجاهاتهم، ورأي آخر يثبت الحد ويثبت القول بأن الله له حد ومحدود. وهذا ما أشار إليه البعض.
مثلاً في كتاب (إثبات الحد لله وأنه جالس وقاعد على عرشه، ص25) للدشتي، يقول: (وممن ورد عنه النفي والإثبات سوياً الإمام أحمد بن حنبل) يعني ورد عنه نفي الحد وورد عنه إثبات الحد. إذن القضية ليست من الأمور الثابتة أن أحمد بن حنبل يقول بإثبات الحد لله سبحانه وتعالى، أو ينفي الحد عن الله لأن كلا الأمرين موجود.
وهذا ما أشار إليه الشيخ ابن تيمية في كتاب (درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، ج1، ص385) يقول: (فقول أحمد إنه ينظر إليهم ويكلمهم كيف شاء وإذا شاء) يعني الله سبحانه وتعالى (وقوله هو على العرش كيف شاء وكما شاء، وقوله: هو على العرش بلا حد) ينقله الشيخ ابن تيمية عن الإمام ابن حنبل أنه على العرش ولكن ليس له حد (وقوله: هو على العرش بلا حد، ثم قال كما قال ثم استوى على العرش كيف شاء، المشيئة إليه والاستطاعة له، ليس كمثله شيء).
وفي (ج1، ص386) يقول: (قلت لأحمد بن حنبل يحكى عن ابن المبارك وقيل له كيف نعرف ربنا، قال: في السماء السابعة على عرشه بحد. فقال أحمد: هكذا هو عندنا) إذن القول الأول يقول ليس بحد، القول الثاني له حد. من هنا صار جملة من الحنابلة وجملة ممن يعنون بكلمات الإمام أحمد بن حنبل أن يجدوا مخرجاً أن الإمام أحمد يقول بالحد أو لا يقول بالحد.
من الوجوه اللطيف والظريفة التي ذكرت ما ذكره أبو يعلى الفراء صاحب كتاب التأويلات المتوفى 458هـ في كتاب (إبطال التأويلات) يكون في علم المشاهد الكريم هذا الكتاب لم يطبع منه إلا جزء واحد وباقي الأجزاء لم تطبع وإنما هي مخطوطة، ولهذا أنا مضطر إلى نقل كلام الإمام القاضي أبو يعلى الفراء من الشيخ ابن تيمية في كتابه (بيان تلبيس الجهمية) أبو يعلى الفراء صاحب كتاب (إبطال التأويلات) معروف بالتجسيم، يعني من المتصلبين في مسألة الحد والتجسيم، عندما جاء على قولي أحمد بن حنبل، قال: أحمد بن حنبل عندما يقول أن الله محدود بحد صحيح، وعندما يقول أن الله ليس محدوداً بحد فهو صحيح أيضاً. طبعاً بلا تشبيه، واستميح المشاهد عذراً، لو فرضنا أن هذا وجود الله، جسم، لأنه بعد ذلك بإصرار يدعون بأنه جسم، هذا الجسم له جهات ست، تحت، فوق، يمين، يسار، أمام، خلف. يقول عندما يقول أحمد بن حنبل أن محدود مقصوده أنه محدود من جهة التحت لأنه جالس على العرش. عندما نقول بأنه محدود وله حد يقول من هنا له نهاية لأنه جالس على العرش مثلما أنا جالس على العرش على سبيل المثال تقريباً للذهن، فإذن من هنا محدود أما لو جئنا إلى الفوق فهو غير متناهي لا حد، لو جئنا إلى الأمام فوجوده غير متناهي، لو جئنا إلى الشرق فوجوده غير متناهي. إذن الله محدود من جهة واحدة ومن جهات خمسة غير متناهي، تصوروا هذا الجسم في أذهانكم، الله من جهة محدود ومن جهات خمسة غير محدود، وبهذا نجمع بين كلمات أحمد بن حنبل الذي قال محدود وليس بمحدود، يقول مراد أحمد بن حنبل محدود من تحت ولكنه غير محدود من الجهات الخمس.
سيدنا أين يقول هذا الكلام؟
ابن تيمية ينقل عنه في (بيان تلبيس الجهمية، ج3، ص24) تحقيق أحمد معاذ حقي. بشكل واضح وصريح يشير إلى هذا، يقول: (فقد أطلق احمد القول … ثم قال: ويجب أن يحمل اختلاف كلام أحمد في إثبات الحد على اختلاف حالتين، فالموضع الذي قال أنه على العرش بحد معناه أن ما حاذى العرش من ذاته هو حد له) هذا المكان المحاذي للعرش يعني جالس وقاعد ومستوٍ على العرش، هذا المقدار الذي فيه المحاذاة هو محدود هو من هذه الجهة أما من رأسه إن صح التعبير فهو غير محدود، من يمينه غير محدود. يقول: (والموضع الذي قال هو على العرش بغير حد معناه ما عدا الجهة المحاذية للعرش وهي الفوق والخلف والإمام واليمنى واليسرى) هذه كلها ليس لها حد (وكان الفرق بين جهة التحت المحاذية للعرش وبين غيرها ما ذكرنا أن جهة التحت تحاذي العرش) مماسة للعرش الذي هو جالس عليه (بما قد ثبت من الدليل والعرش محدود فجاز أن يوصف ما حاذاه من الذات أنه حد وجهة، وليس كذلك فيما عداه لأنه لا يحاذي ما هو محدود بل هو مار) يعني مستمر بلا مانع في اليمنى واليسرى والفوق والإمام والخلف (إلى غير غاية) يعني لا إلى نهاية، (فلهذا لم يوصف واحد من ذلك بالحد والجهة) يعني بالأمام لم يوصف بالحد، بالخلف لم يوصف بالحد، بالفوق باليمنى وباليسرى لم يوصف، أما بالتحت فهو محدود بحد. هذا كلام أبو يعلى الفراء في توجيه كلام ابن حنبل.
سؤال: هل أن الشيخ ابن تيمية يوافق على هذا؟
الجواب: في جملة واحدة يقول الشيخ ابن تيمية أن أبو يعلى الفراء اشتبه، الله محدود من جميع جهاته الستة كهذا الجسم، هذا الجسم لو نظرت إليه ووضعته على هذا ليس محدود من التحت، بل محدود من الفوق ومن اليسار ومن اليمين كأي جسم آخر، يعتقد الشيخ ابن تيمية، يعني لا يكتفي بأنه محدود بجهة واحدة كما يقول المجسمة، بل هو يعتقد فوق ما يقوله المجسمة، ملكي أكثر من الملك، يقول الله ليس محدوداً بجهة واحدة بل محدود من جميع الجهات الست وهذا ما يصرح به بشكل واضح وصريح في كتاب (تلبيس الجهمية، ج3، ص737) عبارته واضحة، يقول: (وأما ما ذكره القاضي من إثبات الحد من ناحية العرش فقط) هذا كان كلام القاضي أبو يعلى (فهذا قد اُختلف فيه كلامه وهو قول طائفة من أهل السنة) ما هو الرأي الصحيح؟ يقول: (والجمهور على خلافه وهو الصواب) يعني أنه محدود من جميع الجهات، نحن لا نوافق أن الله محدود من جهة واحدة، يعني كأي جسم آخر لابد أن يكون محدوداً من جميع جهاته الست، له حد ينتهي هنا وله حد ينتهي هنا وله حد ينتهي هنا وله حد ينتهي هنا، فوق، وتحت، ويمين، ويسار وأمام وخلف.
وكذلك ذكر هذا المعنى وأشار إليه في (ص26) من الكتاب، قال: (ولو كان مراد أحمد) يعني الإمام أحمد بن حنبل (الحد من جهة العرش فقط لكان ذلك معلوماً لعباده) يقول لا يحتاج الله سبحانه وتعالى هو جالس على العرش فهو محدود من تحت، فهذا لا يحتاج إلى بيان، يقول: (لكان ذلك معلوماً لعباده فأنهم قد عرفوا أن حده من هذه الجهة) يعني التحت (هو العرش فعلم) لما كان ذلك محدوداً ولا يحتاج إلى بيان (فعلم أن الحد الذي لا يعلمونه مطلق لا يختص بجهة العرش) يعني حده من جميع الجهات مطلق وليس بمقيد.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو عمر من العراق، تفضلوا.
الأخ أبو عمر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عمر: فيما يرتبط بمسألة الحد لله، يعني إذا خرج أحد عن حد الله يعني إذا خرج عن سلطة الله، السؤال الله سبحانه وتعالى بحده ويقولون عنه محدود، يعني إذا أنا صعدت مركبة فضائية وتجاوزت حد الله هل يمكن هذا.
المُقدَّم: معنا الأخ عبد الله من بلجيكا، تفضلوا.
الأخ عبد الله: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد الله: نشكر شيخنا الحيدري على هذا البرنامج القيم جداً، ونقول له لقد بفضلكم تبينك الكثير من الأمور عندنا نحن أهل السنة، سؤالي شيخنا الجليل كنا نعبد الله على عبادة علمائنا سامحهم الله، إن شاء الله أتحول إلى العبادة والتوحيد الحقيقيين، هل أن عبادتنا السابقة صلاتنا وصومنا وزكاتنا هل هي باطلة حيث كنا نعبد رباً له أيدي ويضحك ويفرح، هل عبادتنا صحيحة أم لا.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو عبد الرحمن السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو عبد الرحمن: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عبد الرحمن: أقبل تراب قدميك سيدنا، وقناة الكوثر مجحفة بحقكم، يعني إلا يوجد مساعد لك ساعدك الله، سؤالي أيهما أكبر الله سبحانه وتعالى أم رب ابن تيمية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المُقدَّم: معنا الأخ نور الدين من كركوك، تفضلوا.
الأخ نور الدين: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ نور الدين: أنا رأيي أنه الله سبحانه وتعالى في كل الحالات يجب أن يكون مطلقاً غير محدود بحد، لأنه لو كان محدوداً بالحد سواء كان هذا الحد عدمي أو جودي، يعني عدم خارج عن ذاته أو وجود خارج عن ذاته، يكون الله سبحانه وتعالى مقهوراً للحدين وليس قادراً وكذلك يكون محاطاً.
المُقدَّم: الأخ عصام من سوريا، تفضلوا.
الأخ عصام: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عصام: نشهد الله أننا نحبك في الله سماحة السيد، يا سيدنا عندي سؤال عن الآثار المترتبة عن هذا الاعتقاد.
المُقدَّم: هذا السؤال ما هي الآثار المترتبة عن من يعتقد بأن الله محدود وأنه جسم سيأتي في الحلقات القادمة.
بالنسبة لسؤال الأخ أبو عمر من العراق يقول إذا كانت لله حدود فله يستطيع أحد أن يتجاوز هذه الحدود.
سماحة السيد كمال الحيدري: لابد أن يسألوا الشيخ ابن تيمية هل يمكن هذا أو لا يمكن لأنه لم يطرح هذا حتى نسأله يمكن تجاوز حده أو لا.
المُقدَّم: وكأن الأخ نور الدين أجابه يقول إذن يكون عدم.
الأخ عبد الله من بلجيكا يقول عبادتنا التي كنا عليها.
سماحة السيد كمال الحيدري: إذا كانت إن شاء الله تعالى قائمة على ذلك النوع من التوحيد الآن مضى ما مضى، الآن لابد أن تصحح توحيدك ومعرفتك التوحيدية ثم بعد ذلك تبحث عن الحقيقة، واقعاً عندما تريد أن تعبد الله تعبده على أساس ما قاله الإمام الصادق او ما قاله باقي العلماء وباقي المجتهدين، فهذا تابع لبحثك عن الحقيقة فإن بحثت وحاولت أن تصل إلى الحقيقة ووصلت إلى أن العبادة يعني على أي طريق تتعبد، فإن وصلت أنك لابد أن تتعبد على الطريقة (أ) فلا يجوز لك أن تتعبد على الطريقة (ب) ولكنه أولاً لابد أن تصحح المعرفة التوحيدية لله سبحانه وتعالى، والمعرفة التوحيدية لله سبحانه وتعالى هذا ما تبين من توحيد الشيخ ابن تيمية ومعرفة أهل البيت وتوحيد أهل البيت سلام الله عليهم بعد ذلك في الليلة القادمة والليلة التي بعدها سأشير إلى نظرية أهل البيت في معرفة الله سبحانه وتعالى.
المُقدَّم: سؤال الأخ عبد الرحمن يقول أن الله أكبر أم أن رب ابن تيمية أكبر.
سماحة السيد كمال الحيدري: من الواضح أن الإله الذي نعتقده نحن أنه غير متناهي ومطلق، وتبين أن ابن تيمية من أشد القائلين بالمحدودية والحد وبعد ذلك أن الحد بطبيعته يلازم الجسمية، أساساً محال أن يكون حد ولا تكون هناك موضع وجسمية وجهة وتحيز، وسأشرح هذا بالتفصيل في الليلة القادمة والليالي التي بعدها من أنه أساساً أن الإيمان بالحد سيؤدي إلى أن الله سبحانه وتعالى متحيز وإذا ثبت له التحيز ثبتت له الجهة وإذا ثبت له الجهة ثبت له الموضع والمكان وإذا ثبت له الموضع والمكان ثبتت له الجسمية، أساساً هناك ملازمة عقلية فلسفية فطرية واضحة بين الإيمان بالحد وهذا الذي سأله الأخ عصام وهو ما هي النتائج المترتبة من أهم وأخطر النتائج المترتبة على الإيمان بأن الله محدود من جهة واحدة كما يقول الفراء أو من جهات ست كما يقول الشيخ ابن تيمية أنه يؤدي إلى أن يكون الله جسماً فأنت تقول بالجسمية من حيث لا تشعر.
المُقدَّم: شكراً سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، نلتقي غداً إن شاء الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- تاريخ النشر : 2011/10/22
- مرات التنزيل : 1821
-