23/09/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة (الرد على نظرية إثبات الحد لله تعالى، القسم 11). وفي البدء لا يسمعنا إلا أن نجدد الشكر والثناء وجزيل الامتنان لكل الأخوة من العلماء ومن المراجع ومن المثقفين والكتاب والمشاهدين الكرام جميعاً من المتابعين لهذا البرنامج وبرنامج يوم غد وهو برنامج الأطروحة المهدوية، في الواقع بلغنا الكثير من المقالات سواء عبر البريد الالكتروني أو عبر الرسائل اليدوية أو عبر الاتصالات وبحمد الله تبارك وتعالى نلاحظ من خلال هذا أن البرنامج يسير بخطى مسددة وبتوفيق من الله تبارك وتعالى وببركات محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليه أجمعين، ونحن بدورنا نقدم جزيل الشكر والامتنان ونسأل الله أن يوفق سماحة السيد الحيدري وأن يوفقنا جميعاً لتقديم المزيد وابتداء من الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى سنقرأ ما يقع بأيدينا من المقالات من باب رد الجميل لأصحابها ولأهميتها ولأنها تضفي على البرنامج وتزيده رونقاً وتقومه أكثر فأكثر إن شاء الله تعالى. أرحب باسمكم بضيفنا الدائم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد يعني في الواقع انقطع البرنامج مدة من الزمن بعد العيد وهل هناك قبل الدخول في مباحث حلقة الليلة ماذا يدور في بالكم وماذا تريدون قوله لكي يتصل البحث بالسابق وتجعلون المشاهد الكريم في هذا التواصل.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السمع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع في هذه المقدمة وفي هذه التمهيد بودي ان أشير إلى المنهج القرآني في ثمرة التوحيد، من الحقائق الثابتة قرآنياً أن القرآن يقول بأن كلمة التوحيد إذا فهم التوحيد بشكل صحيح ودقيق فإن ثمرة هذه الكلمة المباركة التي هي أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة هي كلمة (لا إله إلا الله) يعني كلمة التوحيد أثقل ما يوضع في ميزان العبد، إن هذه الكلمة إذا بينت بشكل صحيح ودقيق وفهمت بشكل دقيق وصحيح فإن من أهم نتائجها ومن أهم ثمراتها ومن أهم ما يترتب عليها أنها تورث توحيد الكلمة، وهذه قضية اساسية، بودي أن المشاهد الكريم يقف عندها طويلاً، القرآن الكريم أثبت هذه الحقيقة بشكل واضح وبينها عندما نأتي إلى قوله تعالى في سورة آل عمران، الآية 64، قال تعالى: (قل يا أهل الكتاب) انظروا أن الدعوة ليست إلى الفرق الإسلامية والاتجاهات الإسلامية وإنما الدعوة إلى عموم أهل الكتاب الذين نختلف معهم في كثير من الحقائق لكل من جعلنا شرعة ومنهاجاً، شرائع متعددة ولعلها كثير من الحقائق مختلفة ولكن مع ذلك القرآن يجد أنه هناك مشتركات بين جميع الشرائع وبين جميع الأديان إن صح هذا التعبير وهو تعدد الدين، القرآن الكريم يقول (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) هذه هي الحقيقة، إذن توجد هناك مشتركات حتى على مستوى الشرائع والأديان المتعددة فما بالك باتجاهات ومدارس فكرية ومذاهب في داخل الإسلام، يعني هؤلاء أشاعرة وهؤلاء معتزلة وهؤلاء ماتردية وهؤلاء إمامية وهؤلاء أتباع بني أمية وهؤلاء أتباع ابن تيمية وهؤلاء أتباع محمد بن عبد الوهاب، إذن يقيناً أننا نستطيع من خلال كلمة التوحيد أن نصل إلى توحيد الكلمة لان هناك مشتركات بين جميع هذه الاتجاهات. هذه حقيقة بينها القرآن الكريم قال: (ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فأشهدوا بأنا مسملون).
إذا كانت هذه هي الحقيقة القرآنية، هذا هو المنهج القرآني، تعالوا لنرى الآن أن التوحيد الذي أسس له النهج الأموي ونظّر له ابن تيمية وأتباع ابن تيمية ومقلدي ابن تيمية من محمد عبد الوهاب وهؤلاء السلفية المحدثين، أن هذا التوحيد أوصلهم إلى توحيد الكلمة أو إلى إيجاد الفرقة بين المسلمين؟ واقعاً التفتوا إلى هذه الحقيقة حتى يتضح أن المنهج القرآني في التوحيد ومنهج ابن تيمية في التوحيد ما هو. نحن نجد يعني تعرف الأمور والثمار والآثار المترتبة عليها، نجد أن القرآن يقول أن التوحيد عندي يوصل إلى توحيد الكلمة، يعني كلمة التوحيد تورث توحيد الكلمة، ولكنه نجد أن التوحيد الذي بنى له وأسس له ونظّر له ابن تيمية وأتباع ابن تيمية هؤلاء الذين يسمون أنفسهم أتباع محمد عبد الوهاب والسلفية هؤلاء لا فقط لم يصلوا إلى توحيد الكلمة بين المسلمين، طبعاً لم يصلوا إلى توحيد الكلمة بين جميع الشرائع الإلهية بل لم يصلوا إلى توحيد الكلمة بين المسلمين، بل نجد أنهم اتهموا جميع المسلمين، وأنا مسئول عن هذه الجملة، المشاهد الكريم لابد أن يلتفت، مسئول عن هذه الكلمة وسأبينها للمشاهد الكريم، أن هؤلاء هم أقل القليل لا أنهم قليلون، هم أقل من القليل هؤلاء كفرّوا جميع المسلمين من السنة والشيعة، من الأشاعرة والإمامية، من الصوفية وغيرهم جعلوهم تحت فرق الضلال وتحت عنوان الفرق المبتدعة، وتحت عنوان الفرق المشركة.
قد يقول لي قائل: سيدنا هؤلاء ليل نهار يتمشدقون بأنهم هم أهل السنة والجماعة؟
الجواب: واقعاً هذه حقيقة شخصياً لا استطيع أن أفهمها، كيف يقولون من جهة نحن أهل السنة والجماعة، ومن جهة أخرى يقولون أن جميع أهل السنة من المشركين، أن جميع أهل السنة من المبتدعة، أن جميع أهل السنة من أصحاب الفرق الضالة. أما أين يوجد هذا الكلام؟
أنا في الواقع ولا أذهب إلى كتب المتقدمين، يعني لا أذهب إلى كتب ابن تيمية وابن قيم وهؤلاء، وإنما أذهب إلى كتبهم الأكاديمية المعاصرة، يعني أن هذا النهج في يومنا هذا موجود، لا أنه كان والآن تعدل هذا النهج، الشاهد الأول لذلك من خلال هذا الكتاب الذي أقرأه للمشاهد الكريم وهو كتاب (غربة الإسلام، ج1) تأليف الشيخ حمود بن عبد الله التويجري المتوفى 1413هـ، طبع بإشراف ابناء الشيخ، حقق نصه وعلق عليه عبد الكريم ابن حمود التويجري، دار الصميعي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى سنة 1431هـ، المملكة العربية السعودية، فهرست مكتبة الملك فهد الوطنية، سوف لن أعلق كثيراً ولكني أضع هذا النص بأيدي أهل القلم والمثقفين والمحققين وأهل العلم وعموم المسلمين ليتضح لا فقط للمسلمين جميعاً، ليتضح أولاً لأبناء مدرسة أهل البيت وليتضح للمسلمين جميعاً، بل وليتضح لأتباع محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية أن كبارهم وعلمائهم وأساتذتهم ماذا يقولون عن باقي المسلمين، يقول: (وأما الطامات) يعبر عنها بالطامات (التي تفعل الآن في أكثر الأقطار الإسلامية) إذن القضية ليست قضية شيعة بل لا يفرق (في أكثر الأقطار الإسلامية ولاسيما في العراق ومصر) في مصر لا يوجد شيعة بل يوجد أتباع مدرسة الصحابة، يوجد أولئك الذين يحبون أهل البيت (فأمر لا يضبطه الوصف ولا تحيط به العبارة وحسبك شراً من مصرين) إذن يا أبناء مصر التفتوا ماذا يقول عنكم علماء أتباع محمد بن عبد الوهاب وأتباع ابن تيمية، يقول (وحسبك شراً من مصرين) يعني العراق ومصر (هما) يعني العراق ومصر (كالبحر المحيط بأنواع الشرك) لا نهر ولا جدول، عرفنا أن العراق فيه أكثرية من أتباع شيعة أهل البيت يتهمون بالشرك، هنا أريد أن أبين هذه الحقيقة، إذن هذا السجال الفكري ليس بين شيعة أهل البيت وبين أهل السنة والجماعة، المعركة العقائدية والفكرية بين أتباع ابن تيمية أتباع محمد بن عبد الوهاب أتباع السلفية المحدثة وبين عموم المسلمين قبل أن تصل إلى الشيعة. ولكن هم يحاولون بخطوات حثيثة وجادة أن يصوروا للمسلمين أن المعركة بين الشيعة وبين أتباع أهل السنة والجماعة والواقع ليس كذلك كما تشير هذه العبارة. (هما كالبحر المحيط لأنواع الشرك بالله تعالى في ربوبيته وإلهيته … وما ضم إلى ذلك أيضاً من أنواع البدع والضلالات والتصديق بالأكاذيب والخرافات والإصغاء إلى الجهالات والخزعبلات وما ضم إليه من مزيد المشابهة لأعداء الله تعالى من اليهود والنصارى والمجوس … في كل أحوالهم وأتباع الشهوات وأعني بهذا حال الأكثرين منهم) يعني من الأقطار الإسلامية وبالخصوص العراق ومصر (فأما أهل الإسلام الحقيقي) يعني أتباع ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب يعني هؤلاء السلفية يعني النهج الأموي الذي بناه معاوية (فأما أهل الإسلام الحقيقي فإنهم نزر قليل مستضعفون في الأرض) إذن يقرون أنهم نزر قليل، هذا التوحيد الذي بناه لهم ابن تيمية أوصلهم إلى هنا (فإما العراق ونذكر هنا إشارة مختصرة عن محيطي الشرك بالله تعالى ثم نتبعها بذكر ما شابهها في كثرة الأوثان وأمور الجاهلية ليعرف الموحدون) يعني أتباع ابن تيمية (فأما العراق ففيه مشاهد كثيرة قد اتخذت أوثاناً تعبد من دون الله) يا أهل العراق اعرفوا بأنكم متهمون بأنكم تعبدون الأوثان (ويفعل عندها وبها أعظم مما كان أهل الجاهلية يفعلونه عند اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) يا أتباع شيعة أهل البيت، بل ويا مسلمي العالم، لماذا؟ لأنه يقول (فمنها مشهد علي ومشهد الحسين ومشهد العباس ومشهد موسى الكاظم ومشهد أبي حنيفة) إذن القضية ليست هؤلاء يتهمون الشيعة بأنهم أهل الجاهلية ويعبدون الأوثان من دون الله بل يتهمون كل الحنفية، هؤلاء أتباع (ومشهد أبي حنيفة ومشهد معروف الكرخي) يعني الصوفية دخلوا على الخط (ومشهد عبد القادر الجيلاني وغير ذلك من المشاهد والقبور التي عظمت الفتنة بها وأدرك بها عدو الله إبليس غرضه من هذه الأمة بعد ما كان قد أيس من ذلك في أول الإسلام وقد افتتن) التفتوا إلى العبارة (وقد افتتن سنية أهل العراق ورافضتهم بتلك المشاهد) السنة قبل الشيعة، ولذا أخواني الأعزاء أيها الكتاب والمثقفين يا أبناء الإسلام، يا أبنا مصر والعراق، يا ابناء العالم الإسلامي هؤلاء لا يقبلون دين أحدٍ، هم هؤلاء الشرذمة وهذه القلة تعتقد، وطبعاً هنا أؤكد حديثي موجه إلى علمائهم وإلا عموم أتباع محمد بن عبد الوهاب واقعاً أبنائنا وإخواننا وأخواتنا لا يعرفون هذه الأمور، لا يعرفون أن علمائهم يقولون هذا الكلام عن كل المسلمين، طبعاً لا يقول لي قائل سيدنا أنتم أمامكم أولئك المحتفين بقبر رسول الله وبمسجد رسول الله والواقفين على المشاهد المقدسة في المدينة وغير المدينة تجد أنهم عندما يتهمون بالشرك لا يتهمون الشيعة فقط بل يتهمون كل واقف هنا وكل المسلمين.
قد يقول قائل: هؤلاء بعض جهلتهم. لا لا، هذه توجيهات مركزية صدرت من علمائهم لانهم يعتقدون أن جميع العالم الإسلامي مشرك وأهل بدعة وأهل ضلالة. يقول: (وقد افتتن سنية أهل العراق ورافضتهم بتلك المشاهد إلا من شاء الله منهم) وهم القلة، هؤلاء أبناء ابن تيمية (وأعادوا بها المجوسية وأحيوا بها معاهد اللات والعزى ومناة ونحوها من معبودات أهل الجاهلية، وافتتن بها أيضاً غيرهم في كثير من الأقطار الإسلامية) لا يستثنون أحداً والله أبداً، من الاتهام بالشرك والزندقة (كالشام ومصر والمغرب وبلاد العجم والهند والبحرين والقطيف والاحساء وغير ذلك من الأمصار المتباعدة) كل العالم الإسلامي، إذن كل العالم الإسلامي يعبدون اللات والعزى، هذا منطق الوهابية، هذا منطق أتباع محمد بن عبد الوهاب، هذا منطق ابن تيمية، هذا هو نهج الأمويين وهو أن يقضوا على التوحيد ولكن باسم التوحيد، أن يقضوا على دين المسلمين ولكن باسم، ولذا تجدوهم في الآونة الأخيرة أتصور أن المشاهد الكريم يستطيع أن يتابع القنوات والفضائيات يجد أنهم يفتعلون يوماً بعد آخر قضية هنا وقضية هناك لإشغال المسلمين عن القضايا الأصلية للأمة عن التوحيد.
وهنا أقدم نصيحة لجميع المسلمين ولجميع الفضائيات والقنوات، أنا بدأت أبحاث التوحيد وكان بإمكانهم أن يأتوا إلى قنواتهم ومساجدهم ومنابرهم ومواقعهم ويتكلموا، فليكن هناك سجال فكري في المسائل العقدية، لماذا حرفوا المسيرة إلى اتجاه آخر وبدأوا يتاجرون بعرض النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، هذه متاجرة، الآن لا أريد أن أدخل في تفاصيلها، ولا اريد أن أشير إلى أرقامها وشواهدها، وتكفي العاقل الإشارة عندما يطلبون من الناس فليبعثوا برسائل، بملايين الرسائل تنصر أم المؤمنين، قلت لكم لا أريد أن أدخل في هذه القضايا التي يأسف الإنسان لها ويخرج كبار علمائهم بعنوان نصرة رسول الله وبعنوان نصرة الإسلام وبعنوان نصرة أزواج النبي ولكنه لقضايا ومآرب أخرى في نفس يعقوب. غريب جداً، ولكن بحمد الله تعالى الأمة واعية وتعرف هذه الفتن من أين تأتي، يحاول هؤلاء أن يستغلوا الأمة ولكن أنى لهم ذلك. أنا طرحت أبحاث التوحيد كان بإمكانكم عندما قلت بأن ابن تيمية يعتقد أن الله محدود ويعتقد بأن الله جسم ويعتقد بأن الله في موقع ويعتقد بأن الله جالس واللطيف في كلماتهم انظروا يقولون أن الله من فوق سبع سماوات برأ أم المؤمنين عائشة، إذن يعتقدون بأن مكانه فوق السماوات السبع من حيث لا يشعرون أو من حيث يشعرون لا أعلم، هذا هو الشاهد الأول في كلمات هؤلاء وهو كتاب (غربة الإسلام) تأليف الشيخ حمود بن عبد الله التويجري.
الكتاب الثاني الذي أريد أن أقف عنده والشاهد الثاني من كتاب آخر وهو كتاب (نقض عقائد الأشاعرة والماتريدية) تأليف خالد من علي المرضي الغامدي، دار اطلس الخضراء للنشر والتوزيع، فهرست مكتبة الملك فهد الوطنية، المملكة العربية السعودية، الرياض، المشاهد الكريم لابد أن يعلم أنا اليوم ذهب وقلت لبعض الأخوة أن يسحبوا لنا هذه الأوراق، أولاً أريد أن أعرف الكاتب لان طريقتنا ليست هي النقل من أياً كان كما تفعلون أنتم وإنما طريقتنا أن ننقل من أولئك الذين تعتمدون عليها. يقول فضيلة الشيخ خالد بن علي المرضي الغامدي، تتلمذ على الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ عبد الله بن جبريل الشيخ محمد العثيمين وجملة من اعلامهم، إذن يعد من أولئك الذين يعتمد عليهم في هذا المجال. هنا أريد أن أقف عنده، في المقدمة لابد أن يعلم المشاهد أنه اتفقت الكلمة أن الأشاعرة والماتريدية هم من أهل السنة والجماعة، بل هم اهل السنة والجماعة، انظروا إلى هذا الكتاب وهو (المنح المكية في شرح الهمزية المسمى أفضل القرى لقراء أم القرى، ص664) للإمام العلامة ابن حجر الهيتمي، المتوفى 974هـ، دار المنهاج، يقول: (وهؤلاء هم العلماء الذين هم أهل السنة والجماعة) من هم أهل السنة والجماعة (وهم أتباع أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي وذلك كما …) إذن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية وبتبع ذلك الصوفية أيضاً. هذا الإنسان وهو خالد بن علي المرضي الغامدي ماذا يقول عن هؤلاء؟ في (ص21) من هذا الكتاب يأتي ويقول أن جميع المسلمين هم من الأشاعرة أو الأعم الأغلب من المسلمين هم من الأشاعرة والماتريدية، يقول (وكل من يعتقد بعقيدة هذه الفرقة وينتسب إليها يسمى أشعرياً سواء كان شافعياً أو مالكياً وهو الغالب أو حنفياً أو حنبلياً والماتريدية وأتباعها الحنفية وغير ذلك) إذن جميع المسلمين تقريباً أتباع أبي الحسن الأشعري وأبي المنصور الماتريدي.
وكذلك في (ص11) يشير إلى هذه الحقيقة بشكل واضح يقول: (تنبيه، اعتنيت بأقوال الصوفية ومخالفتهم في العقيدة في هذا الكتاب وذلك لأن الصوفية كلهم أما أشاعرة أو ماتريدية) ونحن نعلم أن الصوفية يشكلون مئات الملايين من المسلمين في مصر وفي شمال افريقيا وفي عشرات الدول الافريقية كلهم من الصوفية، هؤلاء كلهم أما أشاعرةوأما ماتريدية أيها المسلمون في العالم من أشاعرة وماتريدية وصوفية وغيركم انظروا ماذا يقول عنكم علماء نجد وأتباع محمد بن عبد الوهاب. يقول: (ولا أعلم صوفياً من المعتزلة أو الخوارج وقد يوجد من المنتسبين لأهل السنة من هو على مذهب الصوفية متأثراً بالقبورية) هؤلاء يعبدون قبور الأولياء (كما يوجد قبور قبورية عند المعتزلة والرافضة وغيرهم إلا أن التصوف سمة لأكثر هاتين الفرقتين الأشاعرة والماتريدية كما أن أغلب الأشاعرة والماتريدية على طريقة الصوفية ويندر وجود أشعري أو ماتريدي ليس بصوفي أو سلم من جنايات القبورية) إذن أولاً كل الصوفية هم قبورية ويعبدون القبور، هذا أولاً، إلى هنا اتضح للمشاهد الكريم أنه يتكلم في هذا الكتاب عن المالكية والشافعية والحنفية وكثير من الحنابلة لأن بعض الحنابلة أتباع ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهم.
مضافاً إلى الصوفية.
سؤال: هؤلاء مدرسة نجد ومحمد بن عبد الوهاب أتباع ومقلدي ابن تيمية منظري النهج الأموي ماذا يعتقدون عن جميع المسلمين، اتضح أن الأشاعرة والماتريدية والصوفية هم أهل السنة والجماعة، ماذا يعتقدون فيهم؟
انظروا ماذا يقولون عنهم في (ص8) من كتاب هذه عبارته، يعترض على أهل العلم يقول: (الذي جعلني أكتب هذا الكتاب أمور كثيرة الأول الجهل بحقيقة هذا المذهب من كثير من طلبة العلم) مذهب الاشاعرة والماتريدية الذي يمثل جميع المسلمين (حتى ظن الكثير أن المخالفات إما أنها يسيرة أو محصورة في باب من أبواب الدين) حتى تغتفر يمكن (بل وصل الأمر بالبعض أن جعل أهل السنة ثلاثة فرق السلف والأشاعرة والماتريدية وأدخل هذين المذهبين في أهل السنة) يعني الأشاعرة والماتريدية، يقول حتى أن بعض أهل العلم جعل هؤلاء من أهل السنة (وهذا كلام باطل ودعوة كاذبة؛ إذ ليسوا من أهل السنة) إذن يكونوا من أهل البدعة، ويصرح بهذا (وأهل السنة من كل مبتدع براء) هؤلاء مبتدعة (وإن كان يطلق عليه السنة في مقابل الرافضة الشيعة) إذن هؤلاء عندهم بدعة من الدرجة الأولى هم الشيعة ومبتدعة من الدرجة الثانية هم أهل السنة والجماعة، يعني الأشاعرة والصوفية وغيرهم (إلا أنهم ليسوا من أهل السنة الناجين من البدعة والمخالفة وهذا ما سنبينه في هذا الكتاب) ثم يأتي في (ص12) من هذا الكتاب ويقول: (سادساً: أعقب بعد ذلك بمذهب أهل السنة والجماعة وسلف الأمة في المسألة وعقيدتهم في الباب مختصراً وأذكر ما خالفوا) يعني أهل السنة باعتقاد ابن تيمية (وأذكر ما خالفوا به غيرهم من الفرق الضالة مبتدأ بالأشاعرة والماتريدية) هؤلاء باعتبار رأس الضلالة الأشاعرة والماتريدية، هذه عقيدة الوهابية، هؤلاء الذين يخرجون على مواقعهم ومنابرهم ومساجدهم ويقولون نحن أهل السنة والجماعة، وهذا ليس له إلا إما التدليس وإما الجهل، واقعاً أن المتكلم يظهر لم يقرأ تراث محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية أنهم ليسوا أهل السنة والجماعة (وقد أشير لخلاف غيرهم خصوصاً خلاف المعتزلة والجهمية) بعد ذلك هم هؤلاء يعتقدون أنهم أقل الأقلية في العالم الإسلامي بتصريحهم، نعم أصواتهم عالية، إمكاناتهم كثيرة وفضائياتهم وقنواتهم تصرخ ليل نهار، ولكنه هم يعلمون هم أقل القليل، أين يقول هذا؟ في (ص9) من هذا الكتاب يقول: (وهذه الاسباب وغيرها هي الدافعة … وأفضل من كتب في هؤلاء القوم) يعني أتباعهم يعني الذين يكفرون شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك ابن القيم في النونية، ثم يأتي في (ص7) ويقول: (وأما سبب تأليف الكتاب فيأتي لأسباب منها انتشار هذا المذهب حتى عمّ أكثر بلاد المسلمين) مذهب الأشاعرة والماتريدية (حتى لا تكون حنفياً إلا ماتردياً ولا شافعياً ومالكياً إلا أشعرياً) وهؤلاء يجعلونهم في فرق الضلال. هم أهل الشرك كما قال في غربة الإسلام كالمحيط الأعظم في الشرك وفي البدع، هذا الرجل يقول (وأصبح مذهب أهل السنة والسلف مقصوراً عند كثير من هؤلاء في الحنابلة أو بعض الحنابلة). إذن يتبين من هذا هذه الحقيقة الواضحة المعالم من أن هؤلاء الذين يتكلمون بهذه القضية ليسوا هم إلا أقلية بل أقل القليل، وأنهم يتهمون جميع المسلمين لا الشيعة بلا استثناء يتهمونهم بالشرك وبالبدعة وبعبادة الأوثان وبأنهم من فرق الضلالة.
المُقدَّم: يظهر من كلامهم أن معركتهم مع أهل السنة باعتبار أن الشيعة خارج الإسلام اصلاً.
سماحة السيد كمال الحيدري: ولكنه في الآونة الأخيرة يظهر أن الستراتيجية تبدلت حاولوا أن يظهروا أن المعركة الفكرية والعقدية بين أهل السنة والشيعة، مع أنهم نحن لا توجد عندنا أي مشكلة مع عموم المسلمين، عندما أقول أنه لا توجد أي مشكلة هذا ليس معناه أننا نتفق معهم في عقائدهم ومبانيهم العقدية والفكرية والفقهية، لا لا، نختلف ولكنه بيني وبين الله كل يحترم الآخر، فقط الذي يوجد بين المسلمين الذي يكفر جميع المسلمين ويتهموهم بالشرك والبدعة وأنهم من فرق الضلالة وأنهم أهل الخرافة وأنهم أشد من الجاهلية في عبادة اللات والعزى وغيرها هؤلاء أتباع النهج الأموي وأتباع ابن تيمية ومقلدي ابن تيمية من محمد عبد الوهاب وأتباع محمد بن عبد الوهاب.
المُقدَّم: ذكرتم سماحة السيد أنه توجد مشتركات كثيرة بل عموماً لا توجد مشكلة حقيقية بين أتباع مدرسة أهل البيت وبين مدرسة أهل السنة والجماعة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهمها أننا يحترم بعضنا البعض الآخر، ولذا تجدون المراسلات التي كانت بين علماء مدرسة أهل البيت وعلماء مدرسة الأزهر كثيرة والى الآن مستمرة وإلى الآن أنتم لا تجدون في هذه الضجة والفتنة التي افتعلت في الآونة الأخيرة في قضايا جانبية أنك لا تجد أن علماء الأزهر تكلموا فيها ولا علماء المغرب ولا علماء شمال أفريقيا لم يتكلموا فيها، وإنما الذي تكلم فيها وحاول أن يجعل منها قضية وكأنها قضية الأمة الأساسية هي هذه القضية ويصرف الأمة عن قضاياها الأساسية هم هؤلاء أتباع ابن تيمية.
المُقدَّم: هل توجد لديكم شواهد معينة تذكر في هذا المجال.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأن هذه الشواهد أنقلها أيضاً من كتبهم لا من كتبنا حتى لا يقول لنا قائل متى تم هذا الكلام.
في كتاب (نقض عقائد الأشاعرة، ص553) لخالد الغامدي، عندما يأتي إلى مسألة رأي الاشاعرة في الصحابة، يقول: (عقيدة الأشاعرة والماتريدية في الصحابة رضوان الله عليهم) التفتوا جيداً وأن هذا هو أقرب لمن، واتضح أن الأشاعرة هم أهل السنة والجماعة، أن هذا الرأي أقرب إلى مدرسة أهل البيت أو أقرب إلى ابن تيمية وأتباع ابن تيمية ومعاوية والنهج الأموي؟! يقول: (متقدمي الأشاعرة وأكثر متأخريهم على مذهب أهل السنة) طبعاً هذا كلام لم يستدل عليه، كلام لا دليل عليه ولا قيمة له (وأما بعض المتأخرين) وليس البعض بل أكثر المتأخرين من الأشاعرة (وعلى رأسهم الرازي وبعض المعاصرين) وأعتقد أن أكثر المعاصرين من الأشاعرة (فأبوا إلا الهوان في تنقصهم لبعض الصحابة ومقاربتهم للرافضة) لأنهم لم يتبنوا رأي ابن تيمية ورأي النهج الأموي إذن صار قريباً من الرافضة. والله لا يتكلموا أن هؤلاء رأيهم في أمهات المؤمنين كذا ولا في الصحابة كذا، أبداً، المشكلة معاوية يقول: (أولاً طعنهم في معاوية) مشكلة معاوية لأن هؤلاء دينهم في معاوية، يعني هؤلاء كأنهم فهموا حديث (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) هؤلاء يتصورون أن هذه القضية في معاوية ولذا لا يحب معاوية في اعقتاد ابن تيمية إلا مؤمن ولا يبغضه إلا طاعن ومنافق. المشكلة هي (طعنهم في معاوية وعمر بن العاص) لأنه من أتباع معاوية، أما آلاف الصحابة لا مشكلة فيهم، اطعن فيهم وإنما الطعن لا يكون لمعاوية وهو ستر الصحابة وهو خط الدفاع الأول عند الصحابة باعتقادهم (طعنهم في معاوية وذمهم وسبهم وتفسيقهم وعدم تعديلهم حتى زعموا أن عدالة الصحابة ليست عامة لهم كلهم) وهذه هي نظرية أهل البيت، نحن هكذا نقول، نحن لا نقول إلا بأنه اساساً نظرية أن كل الصحابة عدول بمن فيهم أبو سفيان ومعاوية وأمثال معاوية وبسر بن أرطاة، (إن عدالة الصحابة ليست عامة لهم) هكذا يقول الأشاعرة (وإنما لبعضهم وإن بعضهم وقع في الفسق) يقول لماذا يقولون أن بعضهم وقع في الفسق (وهذا في غاية الضلال) من يدعي أن بعض الصحابة وقع في الفسق باعتبار أنهم كلهم معصومون، فلابد أن تعتقد أنهم كلهم عدول (وهذا في غاية الضلالة وإساءة الأدب مع الله ومع نبيه بالتعرض للصحابة) انظروا إلى المغالطة يتعرضوا لبعض الصحابة هو يقول تعرض للصحابة (الذين اصطفاهم الله لنبيه … وتقدم زعمهم أن عدالة الصحابة ليست عامة وإنما خاصة ولا يصح إطلاق أن الصحابة عدول) الأشاعرة يقولون بهذا، يعني عموم أهل السنة والجماعة (والذي عليه أهل السنة) يعني والذي عليه أبناء وأتباع ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب والسلفية (والذي عليه أهل السنة أن الصحابة عدول كلهم وأن لهم منزلة لن يبلغها أحد) يعني الإمام الصادق لن يبلغ هذه المنزلة، الإمام الباقر لم يبلغ هذه المنزلة، منزلة معاوية وأبي سفيان، أيها المسلمون في العالم الذين تحترمون أهل البيت وتقولون نعظم أهل البيت ونعتبرهم بمقتضى حديث الثقلين وبمقتضى آية التطهير وبمقتضى آية المودة هؤلاء يقولون أن أمثال أبي سفيان ومعاوية وهذه الطبقة الفاسقة الفاجرة المنافقة أفضل من أهل البيت، التفت إلى العبارة يقول (إن الصحابة عدول كلهم وأن لهم منزلة) كلهم وكل في علم الأصول كما قرأوا يدل على الجمع والإحاطة والشمول يعني بلا استثناء، يعني حتى أبو سفيان ومعاوية (عدول كلهم وأن لهم منزلة لن يبلغها أحد وكلهم في الجنة) وإن كانوا فسقة، وكلهم في الجنة وإن كانوا يشربون الخمر، وكلهم في الجنة وإن كانوا يزنون زناً محصن، تقول لي سيدنا هل يوجد في الصحابة من فعل ذلك؟ والله يا أخي أنا ما قلت هذا الكلام، هذا العثيمين يقول، يعني إمامكم الأكبر في العصور المتأخرة في (شرح العقيدة الواسطية، ص623) لمحمد بن صالح العثيمين، دار الثريا للنشر، هذه عبارته أيها المسلمون في العالم انظروا ماذا يقول، يقول: (ولا شك أنه حصل من بعضهم) يعني بعض الصحابة (سرقة وشرب خمر وقذف وزنى بإحصان وزنى بغير إحصان) ولكنه كلهم في الجنة، هذا منطق ابن تيمية، هذا منطق الأمويين، هذا منطقهم الذي واقعاً الإنسان يكون حائراً كيف يعقل أن الصحابي يزني بإحصان وبغير إحصان ويشرب الخمر ويقذف ومع ذلك كلهم عدول وكلهم في الجنة وكلهم أفضل ممن جاء من بعدهم، يعني أفضل حتى من أهل البيت حتى من الصادق والباقر والرضا الذين هم من أهل البيت، يعني كل العلماء. الآن نتكلم على مبنى العلامة الألباني الذي يعتقد أن أهل البيت يعني العلماء من أهل، كل علماء أهل البيت الذين جاءوا على مر التأريخ أبو سفيان أفضل منهم والزاني أفضل والقاذف وشارب الخمر أفضل منهم. أعيد العبارة يقول (ولا شك أنه حصل من بعضهم سرقة وشرب خمر وقذف وزنى بإحصان وزنى بغير إحصان لكن كل هذه الأشياء تكون مغمورة في جنب فضائل القوم) أنا لا هذا الرجل ماذا أعبر عنه وأترك التعليق للمشاهد، والله لا أعلم بأنه واقعاً الإنسان يقول (في جنب فضائل القوم ومحاسنهم) أين محاسن أبي سفيان، أين محاسن معاوية، أين محاسن بسر بن أرطاة، أين محاسن عمر بن العاص، يا عالم، أي منطق هذا، بل أكثر من ذلك أن هذا النهج وهو النهج الأموي البائس الذي يدافع عنه هؤلاء، وأرجع وأقول أن كلامي مع علمائهم وكتابهم ومثقفيهم وأهل العلم فيهم وإلا عموم أتباع الوهابية واقعاً لا يعلمون هذه الحقائق في كتبهم، بودي أن يرجعوا ويعرفوا ويسألوا علمائهم ويقولون لهم هل واقعاً أن شارب الخمر من الصحابة عادل ويدخل الجنة. ثم يقول الغامدي في (ص553): (إن الصحابة عدول كلهم) حتى من يشرب الخمر، حتى من يزني، حتى من يقذف، حتى من يسرق، وهذه كبائر الذنوب التي أوعد الله عليها الناس، لا أعلم من أين قال وكلهم في الجنة، هذه كبائر الذنوب التي أوعد الله عليها النار، (وأنهم أفضل ممن بعدهم ولا يلحقهم في الفضل من بعدهم أحد) من أهل البيت وغير أهل البيت، مهما بلغ في العلم والتقوى والزهد والخدمة والمعارف فإنه لا يبلغ مبلغ عمر بن العاص، لا يبلغ مبلغ الزاني من الصحابة، لا يبلغ مبلغ معاوية الذي يتذكر المشاهد الكريم قبل شهر رمضان ذكرنا مخالفته القطعية لسنة رسول الله، وهذا ليس إلا لهم (ولا يجوز ذمهم) حتى الذم لا يجوز (بل ويكفرون فاعل ذلك) يعني من ذم الزاني، قال للصحابي لماذا تزني، يكفر. (ولا يجوز ذمهم وسبهم بل ويكفرون فاعل ذلك ويمسكون عما حصل بين الصحابة في الفتنة ويقولون كانوا على ثلاثة أقسام) فتنة يعني علي بن أبي طالب، حتى هذه يريدون أن يغطوا عليها لأنهم لا يجدوا مخرجاً لها. وأزيد المشاهد الكريم طبعاً حديثي كان في التوحيد ولكن انجر البحث إلى هنا، وأزيد المشاهد الكريم مطلباً، هذا النهج الأموي لا فقط أسس لهذه النظرية وهي عدالة الصحابة، طبعاً هذه النظرية التي أشار إليها وهي نظرية الأشاعرة هي نظرية أهل البيت، مدرسة أهل البيت تعتقد هذا ايضاً، تقول نحن لا نقبل الموجبة الكلية لا نقبل أن الصحابة كلهم عدول وأنهم في الجنة …، طبعاً لا ينسى المشاهد الكريم هذه الحقيقة وهو أن هؤلاء كلهم في الجنة وكلهم عدول وكلهم لهم من المقامات لا يبلغها أحد، ولكن أبوا رسول الله في النار، أبوا رسول الله في النار، أبو سفيان في الجنة لأنه أبو معاوية كيف يمكن أن يذهب معاوية إلى الجنة وأبو سفيان إلى النار وهو رأس النفاق، أما رسول الله لا مشكلة فيه أبواه فليكونا في النار، لا أنه مرجون لأمر الله، بل أن هناك حكم عليهما بالنار، هذا الحكم صادر من الأمويين على أبوي رسول الله، هذا في كتاب (فتاوى نور على الدرب، ج1، ص90) لسماحة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز، مفتي عام المملكة العربية السعودية، أكثر من 2200 فتوى، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ عبد العزيز، مدار الوطن للنشر، الطبعة الأولى 1428هـ، الرياض، يقول: (يقول السائل: نعم إن من كان من أهل الجاهلية أي قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله فهو من أهل الفترة) يعني معذور باعتبار أنه لم تبلغه الحجة (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) (وسؤالي عن حكم أهل الفترة لأني سمعت حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه جاءه رجل فقال أين أبي) السائل (فقال: في النار) رسول الله قال له أبوك في النار (فذهب الرجل يبكي فناداه فقال له: إن أبي وأباك في النار) لماذا أنت متألم، لا تتألم أبي أيضاً في النار، (فهل هذا الحديث صحيح أفيدونا أفادكم الله، يقول: الصحيح من أقوال العلماء أن أهل الفترة يمتحنون في يوم القيامة) لا يعذبون (وأما حديث أن أبي وأباك في النار فهو حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه أن رجلاً قال يا رسول الله أين أبي قال في النار، فلما ولى دعاه وقال له أن أبي وأباك في النار واحتج العلماء بهذا على أن أبا النبي كان ممن بلغته الدعوة وقامت عليه الحجة فلهذا قال في النار) أما أبو سفيان فلا، فهو من أفضل المسلمين في العالم، لأنه لا يبلغ مقامهم أحد، أبو سفيان، هذا المنافق ورأس النفاق، معاوية كذلك وبسر بن أرطاة هؤلاء في الجنة. ولا يقول لنا قائل أن هذا في هذا الكتاب فقط، بل كلهم اجتمعت كلمتهم على هذا، هذا هو الألباني إمامهم في الحديث في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج6، في ذيل الحديث 2592) يقول: (إن أبي وأباك في النار) ثم يقول في (ص180): (وأعلم أيها الأخ المسلم أن بعض الناس اليوم وقبل اليوم لا استعداد عندهم لقبول هذه) يستغرب لماذا أنت تستغرب أن أبوي رسول الله في النار، لابد أن تقبل، أما عندما تصل النوبة إلى أبي سفيان فإياك أن تقول أنه في النار، (وتبنى ما فيها من الحكم بالكفر على والدي الرسول) لا أنهم من أهل الفترة بل من الكفار. وأنا أعتقد أن هذه من الروايات التي وضعت في زمن بني أمية للطعن في رسول الله، أنا أسأل المشاهد الكريم أيها أعظم، واقعاً هذا الكلام الذي يقال في هذه الأيام في أزواج النبي يقولون هذا طعن في رسول الله ولكنه أن يقال أن أبوي رسول الله في النار هذا ليس طعناً، هذا الطعن أكبر أو ذاك الطعن، (ما لكم كيف تحكمون).
هذا النهج الأموي لم يكتفِ بهذا القدر وإنما وسع الدائرة وجعل قوله تعالى (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) الآية 59 من سورة النساء، يقول المراد من هؤلاء الذين تجب طاعتهم حتى لو كانوا من الفسقة، حتى لو كانوا من الفجرة، حتى لو كانوا ممن يشربون الخمر في الحج، لا يحق لنا أن نقول عنه فاجر، هذا المنطق الأموي، لأنهم وجدوا أن كل بني أمية فسقة وفجرة، عندما أقول بني أمية أقصد حكام بني أمية يعني معاوية ومن جاء بعده، هؤلاء كلهم كانوا فسقة فجرة منافقين نواصب، تقول لي من أين تقول أنهم منافقين، لأنهم كانوا جميعاً نواصب، كما قال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية وقرأنها للمشاهد الكريم أن هؤلاء كلهم كانوا من النواصب، إذن كلهم كانوا من المنافقين، انظر ماذا يقول هؤلاء عن الأئمة، لأنه إذا كان الإمام منافقاً وفاجراً وفاسقاً كيف تجب طاعته، ولكن النهج الأموي أسس ونظّر له ابن تيمية ودافع عنه أمثال محمد بن عبد الوهاب لأنه أيضاً يدافع عن هذه النظرية، (شرح العقيدة الواسطية، ص657) للعثيمين قال: (فأهل السنة يخالفون أهل البدع تماماً) انظروا من هم اهل البدع ومن هم أهل السنة، بودي أن تفهموا الاصطلاح الجديد في أهل السنة وفي أهل البدع، هم يقولون نحن أهل السنة وأنتم أهل البدع، لنعرف من هم أهل السنة ومن هم أهل البدع. يقول: (وكان الناس فيما سبق يجعلون على الحج أميراً كما جعل النبي صلى الله عليه وآله أبا بكر أميراً على الحج في العام التاسع من الهجرة) وهذه قضية تاريخية لابد أن تبحث في محلها (وما زال الناس على ذلك يجعلون للحج أميراً قائداً فهم يرون) أهل السنة يعني أتباع ابن تيمية لا أهل البدعة يعني نحن، يعني عموم المسلمين (فهم يرون إقامة الحج مع الأمراء وإن كانوا فساقاً حتى وإن كانوا يشربون الخمر في الحج) هؤلاء الأمراء الذين تجب طاعتهم عند العثيمين وأمثال العثيمين من أتباع ابن تيمية. هؤلاء يقولون هذا الإمام الذي من لم يبايعه مات ميتة جاهلية، لا اقل الشيعة الإمامية قالوا لابد أن يكون الإمام معصوماً أو من نصبه هو، عموم المسلمين قالوا لابد أن يكون عادلاً تقياً لا أنه يكون فاسقاً فاجراً شارباً للخمر في الحج، يقول: (لا يقولون هذا إمام فاجر) حتى لو كان فاسقاً وحتى لو كان يشرب الخمر في الحج، يعني هذا أئمة يهدون بأمرنا أو ائمة يدعون إلى النار؟ في اعتقاد العثيمين هؤلاء يهدون بأمرنا، (لا يقولون هذا إمام فاجر لا نقبل إمامته لأنهم يرون أن طاعة ولي الأمر واجبة) وإن كان فاجراً فاسقاً شارباً للخمر (وإن كان فاسقاً بشرط أن لا يخرجه فسقه إلى الكفر البواح إلا إذا كفر كفراً صريحاً) ثم يقول في (ص659): (لكن أهل السنة والجماعة) هذا من التدليس الواضح لأنهم ليسوا أهل السنة والجماعة بل هم أتباع ابن تيمية، أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية وهم عموم المسلمين (حتى مع هذا الأمر المستلزم لهذين … فالأمير إذا كان يشرب الخمر ويظلم الناس بأموالهم) التفتوا أيها المسلمون في العالم (نصلي خلفه الجمعة وتصح الصلاة) كما كان يفعل حكام وأمراء بني امية كانوا يشربون الخمر ويقفون في مساجد المسلمين والناس تصلي خلفهم (حتى أن أهل السنة والجماعة يرون صحة الجمعة خلف الأمير المبتدع) أنا لا أعلم إذن أين ذهب وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة إلى النار، يعني تصلون خلف كل إنسان، سؤال: أنتم تقولون علماء الشيعة من أهل البدعة فلماذا لا تصلون خلفهم. إذا كان حتى الأمير المبتدع تجوزون الصلاة خلفه هل تجوزون الصلاة خلف الشيعة. بشرط أن يحب معاوية ويبغض علياً.
قال: (حتى أن أهل السنة والجماعة يرون صحة الجمعة خلف الأمير المبتدع إذا لم تصل بدعته إلى الكفر … وبهذه الطريقة الهادئة يتبين أن الدين الإسلامي وسط بين الغالي فيه والجافي عنه) هذا هو منطق بني أمية (فإن قلت: كيف نصلي خلف هؤلاء ونتابعهم في الحج والجهاد والجمع والأعياد وهم أهل فسق وفجور وشرب خمر حتى في الحج، يقول: لأنه (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)) نحن نقول أولي الأمر هم الأئمة المعصومون، لا يقبلون هذا منا، ولكن الفسقة الفجرة، ولذا نجده يقرأ مجموعة من الروايات يقول وهذا هو المنطق الذي بنى عليه بنو أمية.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو عمر من العراق، تفضلوا.
الأخ أبو عمر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عمر: جزاكم الله خيراً جعلتمونا نميز بين الخطابيات ونميز بين المبحث العلمي، الآن نريد أكثر، الآن أنتم تتكلمون من مصادر أهل السنة، وهذا ما نريده وبالحقيقة هذه شهادة لعلها تنفعني يوم القيامة أني تتبعت جميع ما ذكرتموه فوجدته صحيحاً كما تذكرون، وقد تتبعت بعض القنوات فوجدت الكثير منها غير صحيح، جزاكم الله خير الجزاء وهذه شهادة أدلي بها لعلها.
المُقدَّم: الأخ محمد علي من العراق، تفضلوا.
الأخ محمد علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد علي: سيدنا إنما مثلكم كمثل السراج تحرقون أنفسكم لتضيئوا للآخرين، أنا عمري 64 سنة، 63 منها في ضلالة وكفر في النهج الأموي وفي بداية 64 ظهر برنامج كمال الحيدري كالبركان شعلة في داخلي حيث مسح عيني لكي أرى وقلبي لكي أبكي وعقلي لكي أفهم، وأتخذ قراراً صحيحاً وأهدي أولادي إلى النور وإلى الحق، وأصبحت أعلم أين الحق واين الباطل من مظلومية آل رسول الله، والآن يا سيدي أين أنا من عمر 63 الفائت الذي لم استفد منه أي شيء، وحالياً في عمر 64. سيدنا مداخلة صغيرة لي، في يوم الجمعة ذكر أحدهم يقول الإمام العلي: ما ينطق الكوز إلا من تألمه يشكو إلى الماء ما قاسى من النار، لو كل كلب عوى ألقمته حجراً لأصبح الصخر مثقال بالدينار.
المُقدَّم: الأخ أبو علي من العراق، تفضلي.
الأخت أبو علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو علي: سؤالي للسيد بالنسبة لموضوع دخول الصحابة للجنة برأي أهل السنة والجماعة كيف يتم التوفيق بين هذا الرأي وبين الحديث الذي هو حديث الحوض الذي يقول يؤتى بهم فيذادون عنه فأقول أصحابي.
المُقدَّم: الحديث الذي يشير إليه الأخ أبو علي ينقض الإجماع الذي تدعيه المدرسة الأموية.
المُقدَّم: معنا الأخ مدني من المغرب، تفضلوا.
الأخ مدني: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ مدني: شيخنا العزيز أنتم تطرحون ما في كتب أهل السنة ولا تطرحون ما في كتب مدرسة أهل البيت ليتبين الحق في أيها.
المُقدَّم: معنا الأخ حيدر من العراق، تفضلوا.
الأخ حيدر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ حيدر: في البداية أشكركم على أمانتكم العلمية كوني في يوم من الأيام وقلت لهم أنا حيدر من العراق من مدرسة أهل البيت فقالوا أن هذا البرنامج معد لإخواننا أهل السنة والجماعة لكي نستفيد، وشكراً لقناة الكوثر على هذا الأمر، أما السؤال في أي مصلحة يصب هذا الكلام، هل في هذا الكلام مصلحة لأي أحد في تكفيرهم للشيعة ولأهل السنة والجماعة، من المستفيد في هذا الكلام، وأحب أن أسأل جناب السيد عن هذا الحديث، أصحابي كالنجوم.
سماحة السيد كمال الحيدري: سؤال الأخ مدني، في الواقع بأنه تأخر قليلاً أنه ما هي الحقائق التي نؤمن بها وما هي كتبنا التي إن شاء الله تعالى في هذه الدقائق الباقية من البرنامج سأعرض لبعضها وإن شاء الله تعالى من الأسبوع القادم بإذن الله سندخل في بيان مباني مدرسة أهل البيت والكتب التي نعتمدها.
ويتذكر المشاهد الكريم أننا قلنا فيما سبق أن الشيخ ابن تيمية ومن تبع ابن تيمية وبعض القائلين قبل ذلك قالوا أن الله سبحانه وتعالى له حد ينتهي عنده، هنا يأتي جواب مباشر للأخ العزيز ولغيره الذين يسألون عن الحقيقة عند أتباع مدرسة أهل البيت، الجواب أن أهل البيت مسألة التوحيد ومسألة معرفة الله يقيمونها على أصل قرآني وهو ليس كمثله شيء، هذا الأصل كل ما يرتبط بأنه يؤدي إلى أن يكون هناك شيء مثله سبحانه وتعالى فهو منفي عن الله سبحانه وتعالى، وهذا ما بينه الإمام الرضا عليه أفضل الصلاة والسلام في كتاب (بحار الأنوار، ج4، ص230) للعلامة المجلسي، التفتوا إلى القاعدة، أخوتي الأعزاء في كل العالم الإسلامي في العراق وفي غير العراق، هذه القاعدة احفظوها في معرفة الله وفي توحيد الله، قال: (فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه) يعني إذا كان في الخلق مكان الله ليس له مكان، إذا كان في الخلق حركة الله ليس له حركة، إذا كان في الخلق نزول وصعود الله ليس له صعود ونزول، إذا كان في الخلق سكون وحركة الله ليس كذلك، إذا كان المخلوق يُرى فالله لا يُرى وهكذا. (كل ما في الخلق) هذه قاعدة (كل ما في الخلق لا يوجد في خالقه وكل ما يمكن فيه) أي في الخلق (يمتنع في صانعه) هذه قاعدة وهذا هو المستفاد من قوله تعالى (ليس كمثله شيء) ولذا الإمام سلام الله عليه الإمام الرضا وهو الإمام الثامن من أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، يعني أحد أئمة العترة وعترتي أهل بيتي وأنهم لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، إن شاء الله غداً في وقت هذا البرنامج في حديث الثقلين سنقف لنعرف من هم أهل البيت الذين لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن، هؤلاء لابد أن نأخذ منهم عقيدتنا وديننا، الذين أمر الله رسوله بأن يبين من هم، تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، الذين ينجي من الضلالة القرآن ومن هم عدل القرآن يعني هم الذين يستطيعوا أن يقولوا لك ما في القرآن وحقيقة ما في القرآن، قال: (فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه وكل ما يمكن في الخلق يمتنع في صانعه) الآن السؤال: هل المحدودية وأن الشيء لهم حد ينتهي إليه، هذا الذي وقفنا عنده في شهر رمضان بشكل مفصل ودقيق هل المحدودية من الصفات المشتركة بين الخالق والمخلوق أو من الصفات المختصة بالمخلوقين، اتفقت كلمة علماء المسلمين، عندما أقول علماء المسلمين لا اقصد الشيعة فقط، بل علماء الشيعة وعلماء الأشاعرة وعلماء الصحابة إلا هؤلاء أقل القليل أتباع ابن تيمية والمجسمة والمشبهة. هؤلاء قالوا أي علماء المسلمين أن المحدودية من صفات المخلوق.
أخواني الأعزاء المشاهد الكريم لا يقول لي قائل، لأن بعض المتكلمين قالوا ما سبب توجه السيد الحيدري إلى بحث التوحيد، أيها المشاهد هذا التوحيد المنحرف هو الذي يوجد هذا البلاء، هذا القتل الذي لا يميز بين شيعي وسني في العراق وافغانستان وغيرها من الدول الإسلامية بينكم وبين الله هذه المفخخات هل تميز بين الشيعي وغيره؟ لا تميز في ذلك فهم يقتلون المسلمين جميعاً أنهم يعتقدون أن هؤلاء كلهم كفار ومشركون وأهل بدع وكلهم أهل الخرافة، كلهم أهل الضلالة، الآن اتفقت الكلمة أن الحد والمحدودية من صفات المخلوقين. هذا في أهم كتبنا في التوحيد وهو كتاب (التوحيد) للشيخ الصدوق، المتوفى 381هـ، يقول: (حد الأشياء كلها) الله هو الحاد والمخلوقات هي المحدودة (حد الأشياء كلها عند خلقه إياها) لماذا إلهي سبحانك جعلت المخلوقات كلها محدودة ولم تجعلها غير محدود، يقول: (إبانة لها من شبهه) فلو كانت مطلقة لكانت مثله تعالى، وهو تعالى يقول (ليس كمثله شيء) (إبانة لها من شبهه وإبانة له من شبهها) لم يجعل المخلوق غير محدود لأنه يكون قد أشبه خالقه، ولا يمكن أن يكون محدوداً لأنه يشبه مخلوقاته، يعني في المقطع الأول قال المخلوقات لا تشبهه، وفي المقطع الثاني قال هو لا يشبه المخلوقات. هذه هي القاعدة، هذا كلام علي أمير المؤمنين، كلام من هو باب مدينة علم رسول الله، والرواية عن جده أن أمير المؤمنين استنهض الناس في حرب معاوية وقرأ لهم هذه الخطبة في التوحيد. الحرب أيضاً كانت لأجل التوحيد، الكتاب لأجل التوحيد، كل شيء لأجل التوحيد، ولكن هذه الفضائيات في مثل هذه الأيام تحرف الأمة عن مسيرتها الأصلية، مسيرتها الأصلية حفظ التوحيد، وفهم التوحيد، أثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة هو التوحيد، لا هذه الكلمات التي تورث الفتنة والبغضاء بين المسلمين، هذا هو التوحيد، توحيدكم يورث الفتنة، يعني توحيد ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وتوحيد أتباع هؤلاء، وإلا بيني وبين الله أنا لم أجد أن توحيد الأشاعرة يورث هذا ولم أجد توحيد الصوفية، بل توحيد الصوفية قائم على المحبة وعلى قبول الآخر، هذا التوحيد الذي يورث الفتنة والبغضاء والقتل والمفخخات في العراق وغيره هذا هو التوحيد الأموي وتوحيد ابن تيمية وأتباعه من السلفية المحدثين.
قال: (حد الأشياء كلها عند خلقه إياها إبانة لها من شبهه وإبانة له من شبهها) ولذا تجدون في كتاب (الأمالي) للشيخ المفيد وهو من كبار علمائنا، الأخ العزيز سأل عن كتبنا، هذه كتبنا، الشيخ المفيد المتوفى سنة 413هـ، ينقل الرواية عن الإمام الرضا، قال: (أول عبادة الله معرفته وأصل معرفة الله جل اسمه توحيده ونظامه توحيده نفي التحديد عنه لشهادة العقول أن كل محدود مخلوق وشهادة كل مخلوق أن له خالق) ولذا هذا المعنى لا يختص بمدرسة أهل البيت.
انظروا إلى الإمام البيهقي في كتابه (أسماء الله وصفاته، ج3، ص1044) المتوفى 458هـ، مكتبة التوعية الإسلامية، قال: (وما تفرد به الكلبي وأمثاله) إذن هم أفراد على عدد الاصابع قالوا بأن الله له حد وإلا عموم علماء المسلمين من الإمامية والأشاعرة والماتردية والصوفية والمعتزلة والزيدية كلهم هؤلاء من علماء المسلمين ونحترمهم جميعاً وهذا هو المنطق الذي لابد أن يحكم الأمة، الأمة لابد أن يحكمها منطق المحبة، منطق سلاماً سلاماً، منطق أهل الجنة هو منطق سلاماً سلاماً، أما منطق أهل النار (كلما دخلت أمة لعنت أختها) هذا منطق ابن تيمية، كلما جاء فرد منهم لعن كل الأمة، كفر كل الأمة، اتهم كل الأمة، جعلها في خرافة، هذا منطق أهل النار، أما منطق أهل الجنة، ولذا أنتم إذا أردتم أن تعرفوا جيداً المنطق اعرفوا واقعاً من فلتات اللسان، أنهم ماذا يقولون عن المسلمين وعن علماء المسلمين بعضهم كلهم لا فرق هذا المنطق منطق سلاماً سلاماً هو المنطق القرآني ومنطق (كلما دخلت أمة لعنت أختها) منطق أهل النار. يقول: (وما تفرد به الكلي وأمثاله يوجب الحد والحد يوجب الحدث) يعني أن يكون مخلوقاً (لحاجة الحد إلى حاد خصه به والباري قديم لم يزل) والمعلق على الكتاب يقول (ومن أثبت الحد لله عز وجل وقصد به أنه محصور ومحدود بشيء من الأمكنة فهو مبتدع بل هو كافر) طبعاً نحن لا نقبل هذه اللغة، لغة البدعة ولغة الكفر، نحن نوافق على لغة أن هذا رأي (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة) (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).
جاءتني جملة من الاتصالات تقول أنتم قرأتم عبارة في (بحار الأنوار، ج22) في بيان رأي العلامة المجلسي بالنسبة لأم المؤمنين عائشة وهذه العبارة ليست هي عبارة العلامة المجلسي وإنما هي عبارة المحشي والمعلق على الكتاب الذي هو في آخر الكتاب جاء اسمه وهو عبد الرحيم الرباني الشيرازي.
الجواب: إن هذا المقطع من العبارة مأخوذ من العلامة المجلسي في موضع آخر، أنا إنما قرأتها ونسبتها للعلامة المجلسي لأن العلامة المجلسي أشار إلى مضمون هذا المعنى في موضع آخر من (بحار الأنوار، ج32، ص107) يقول: (ولكن وقوع أمثال ذلك بعيد عقلاً ونقلاً وعرفاً وعادة وترك التعرض لأمثاله أولى) لا ينبغي أن نقول في مثل هذه لأنها مرتبطة بكرامة النبي.
المُقدَّم: بعض الأخوة يسأل هل أن كل ما في البحار يمكن أن نأخذ به.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: نحن ذكرنا مراراً وتكراراً أن الكتب الحديثية لا يوجد فيها شيء نقول مطلقاً صحيح، أي حديث من الأحاديث نأتي إلى سنده ونأتي إلى مضمون فإذا كان السند تاماً نعرضه على كتاب ربنا، مجموعة من الموازين السندية والمضمونية والدلالية عند ذلك نوافق على مضمون الحديث.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
- تاريخ النشر : 2011/10/22
- مرات التنزيل : 1924
-