11/11/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة عنوان حلقة الليلة (التجسيم عند ابن تيمية وأتباعه، القسم الثاني) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلا ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد هل من خلاصة لما تقدم في الحلقة السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع قلنا في الحلقة السابقة أنه المعروف عن الشيخ ابن تيمية أنه كان متهماً بالتجسيم والتشبيه وهذا الكلام لم يقله بعض الناس العاديين وإنما أكابر علماء المسلمين من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين. وعندما أقول علماء المسلمين في الواقع لا أريد أن أتكلم عن علماء مدرسة أهل البيت وماذا يقولون في الشيخ ابن تيمية، وإنما أتكلم عن علماء المسلمين الذين عرفوا بأنهم من أهل السنة والجماعة، يعني من الأشاعرة ومن المعتزلة ومن الصوفية ومن الزيدية وغيرهم، هؤلاء كلهم صرحوا بأن الشيخ ابن تيمية مجسم وبعضهم قال لا فقط مجسم، بل هو مشبه أيضاً.
ويتذكر المشاهد الكريم نحن في الأسبوع الماضي وفي الحلقة السابقة أشرنا إلى بعض هذه الكلمات ونحاول في هذه الليلة إن شاء الله تعالى أن أتمم ما أشرت إليه في الحلقة السابقة.
يتذكر المشاهد الكريم ما ورد في تاريخ أبي الفداء وقد أوضحناه مفصلاً. في كتاب (الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم، ص58) للإمام الهيتمي، قال: (حتى تجاوز إلى الجناب الأقدس) يعني لم يكتف بانتهاكه حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن قلنا في الأسبوع الماضي لم يكتف بانتهاك حرمة أئمة أهل البيت الإمام علي وأهل البيت بل انتهك حرمة رسول الله، الإمام الهيتمي يقول (لم يكتف بانتهاك حرمة رسول الله بل انتهك وتجاوز إلى الجناب الأقدس المنزه عن كل نقص والمستحق لكل كمال أنفس فنسب إليه العظائم والكبائر وخرق سجاف عظمته وكبرياء جلالته بما أظهره للعامة على المنابر) يعني لم يكتفِ بأن يقول ذلك في البحوث النظرية وفي البحوث التخصصية بتعبيرنا في الحوزات العلمية حتى لا يضل الناس، يقول (بما أظهره للعامة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم) إذن الإمام الهيتمي يعتقد أن الشيخ ابن تيمية كان يعتقد أن الله جسم، وأنه في جهة معينة. وبعد ذلك سيأتي أنه واقعاً أن هذه الاتهامات صحيحة أو غير صحيحة، لم يكتف الشيخ ابن تيمية بادعاء الجهة والتجسيم. (وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدمين والمتأخرين) يعني من لم يعتقد بأن الله جسم فهو ضال، يعني كل علماء المسلمين فهم ضلال، هذه هي نظرية … هذا الذي نقوله أنه واقعاً لا ينبغي أن نذهب يميناً ويساراً أن هؤلاء يعبدون القبور، أنتم إذا كنتم صادقين ابحثوا في مسألة التوحيد لنرى أساساً أنتم أهل التوحيد أم أنتم أهل الشرك، أنتم أساساً رأيكم رأي أهل السنة والجماعة؟ قلت لا أقول رأي علماء مدرسة أهل البيت، فذاك له حديث آخر. أنتم الذين تدعون بانكم تمثلون أهل السنة والجماعة الآن يتضح أن إمامكم وشيخكم ومقتداكم وعالمكم شيخ الإسلام عندكم يضلل جميع علماء المسلمين من الأشاعرة والماتردية والصوفية والزيدية والاباظية وغيرهم. هذه عبارة الإمام الهيتمي، هذه ليست دعوى عالم من علماء مدرسة أهل البيت. يقول: (وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدمين والمتأخرين) يعني حكم بضلالة جميع علماء المسلمين في أهم مسألة، بل لا توجد هناك مسألة أهم من هذه المسألة، وهي أساس الدين ومفتاح كل المعارف الدينية.
ومن المتأخرين أيضاً بودي أن أشير له، الإمام محمد أبو زهرة في كتابه (ابن تيمية حياته وعصره آراءه وفقهه، ص218) دار الفكر العربي، قال: (هذا كلام ابن تيمية بنصه) يتكلم الإمام محمد أبو زهرة ومن مدرسة أهل السنة والجماعة، من أئمة الأزهر الشريف، وكما نعلم ذلك أن هذه المدرسة العريقة الأصيلة في الفكر السني هذا أحد أعلامها ورموزها انظروا ماذا يقول عن الشيخ ابن تيمية (هذا كلام ابن تيمية بنصه، ولا تتسع عقولنا لإدراك الجمع) الجمع بين ماذا وماذا، أن الشيخ ابن تيمية من جهة يدعي أن الله يشار إليه إشارة حسية بالاصابع، كما أنت تشير إلى هذا الكتاب، كما أنت تشير إلى هذا المكان، كما أنت تشير إلى الماء، هذه عبارات شخص حقق في تراث ابن تيمية، يعني كتب كتاب في 500 صفحة في تراثه، يعني رجل وقف على تراثه كاملاً لا كما يخرج البعض يقول اقرأوا تراثه كاملاً فتعرفون أن هذه الاتهامات غير صحيحة. هذا شخص وقف، هذا خلاصة تراثه موجود عند الإمام محمد أبو زهرة.
يقول: (ولا تتسع عقولنا لإدراك الجمع بين الإشارة الحسية بالاصابع والإقرار بأنه في السماء) يعني له مكان خاص وهو في السماء، (وأنه يستوي على العرش) وابن تيمية يعبر أنه جالس ومستقر (وأنه يستوي على العرش) يقول من جهة هذه الأمور (وبين التنزيه المطلق عن الجسمية والمشابهة للحوادث) يقول كيف يمكن الجمع من جهة أن نقول أنه جسم ويشار إليه بالإشارة الحسية وأنه قاعد على عرشه ومع ذلك ننزهه عن التشبيه والتجسيم، يقول عقولنا لا تتسع للجمع بين هذين الأمرين، يريد أن يقول أن هذان أمران متناقضان ولا يجتمعان، من قبيل أن تقول أبيض وفي عين أنه أبيض هو أسود، هو موجود وفي عين أنه موجود هو معدوم، هو العدد ثلاثة وفي كونه ثلاثة هو أربعة، يجتمعان أو لا؟ الإمام محمد أبو زهرة يقول لا يجتمع من جهة تقولون أنه يشار إليه بالإشارة الحسية بالاصابع وأنه في السماء وأنه مستوي على العرش وبين التنزيه المطلق عن الجسمية والمشابهة للحوادث. إذن الشيخ محمد أبو زهرة لا يتهم فقط الشيخ ابن تيمية بالتجسيم وإنما بالتجسيم والتشبيه أيضاً. يقول: (عن الجسمية والمشابهة للحوادث) حتى لا أتأخر يقولون واقعاً أن الشيخ ابن تيمية يعتقد هذا؟ واقعاً يعتقد أنه يشار إليه؟
في الواقع أنا لا أريد أن أطيل في هذا البحث ولكني سأذكره، وهو ما ورد في كتاب (منهاج السنة النبوية، ج1، ص428) لابن تيمية، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، الطبعة المؤلفة من أربعة مجلدات، أما في الطبعة المؤلفة من ثمان مجلدات ففي (ج2، ص134)، يقول: (وقد يراد بالجسم) التفت أيها المشاهد الكريم هذه مقدمة للمشاهد الكريم (وقد يراد بالجسم ما يشار إليه أو ما يرى أو ما تقوم به الصفات والله تعالى يرى في الآخرة وتقوم به الصفات ويشير إليه الناس عند الدعاء بايديهم). يشار إليه بالاصابع. (وقلوبهم ووجوههم وأعينهم، فإن أراد) يعني العلامة الحلي (بقوله ليس بجسم هذا المعنى) يريد أن ينفي الجسمية بأن الله لا يشار إليه ولا يرى (قيل له هذا المعنى الذي قصدت نفيه بهذا اللفظ معنى ثابت بصحيح المنقول وصريح المعقول) الله جسم بهذا المعنى، يشار إليه، هذا هو المعنى الذي يقوله الشيخ محمد أبو زهرة أنه يشار إليه إشارة حسية بالاصبع ومستو على العرش وجالس وهو في السماء، يعني له مكان وجسم من الأجسام، فكيف يجتمع مع التنزيه عن الجسمية، يعني أنا واقعاً استغرب من هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات ويقولون أن الشيخ ابن تيمية يتهم بالجسمية، لا اخي، هو يصرح يقول إن كان مرادكم من الجسمية يعني ما يشار إليه بالاصابع وأنه في السماء وأنه جالس وقاعد .. وبعد ذلك سيتضح أنه كيف قاعد … بل وسيتضح أنه يعيش في الزمان والمكان.
نحن إلى هنا كنا نتكلم أن الشيخ ابن تيمية يعتقد أن الله له مكان وبعد ذلك سيتضح أن هذا الرجل الذي أضل ملايين المسلمين يعتقد بأن الله له زمان كما أن له مكان. وسيأتي، تقول سيدنا لماذا تتهمون الرجل: أقول ستأتي عباراته، أقرأها للمشاهد الكريم وهو حر أن يحكم على الرجل بأنه بهذا الاتجاه أو بذاك الاتجاه. هذا ما يتعلق بالإمام محمد أبو زهرة أيضاً.
وممن أيضاً تكلم عن هذا الشيخ من المعاصرين ما ورد في كتاب (المقالات السنية) يعني المتكلم سني يريد أن يقول نحن الذين نتهم ابن تيمية لسنا من الشيعة ولسنا من أتباع السبأية وإنما نحن من أتباع أهل السنة والجماعة (المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية) تأليف خادم علم الحديث الشريف الشيخ عبد الله الهرري، المعروف بالحبشي، شركة دار المشاريع، الطبعة السابعة، سنة 1428هـ، أولاً في المقدمة أعرفه من هو المؤلف، هو العالم الجليل قدوة المحققين وعمدة المدققين صدر العلماء العاملين، الإمام المحدث التقي الزاهد والفاضل العابد صاحب المواهب الجليلة الشيخ أبو عبد الرحمن بن جامع الهرري الشيبي العبدري، مفتي هرر، في الحاشية يقول تقع هرر في المنطقة الداخلية الافريقية … إذن من كبار علماء افريقيا، وهو أيضاً شيبي من أبي شيبة وهو سدنة بيت الله الحرام. في هذا الكتاب في (ص92) يقول: (المقالة الثالثة) بعد أن يبين ما هي مقالاته يأتي إلى (المقالة الثالثة: قوله بالجسمية) هنا الإمام الهرري لا يتهمه بالتشبيه وإنما يكتفي بالتجسيم، وإن شاء الله سأبين للمشاهد الكريم الفرق بين التجسيم والتشبيه. يقول: (أما قوله بالجسمية في حق الله تعالى فقد ذكر ذلك في كتابه شرح حديث النزول ونصه) نص كلامه في شرح حديث النزول (وأما الشرع فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم أو أن الله ليس بجسم) إذن نفي الجسم عن الله أو لم ينفى؟ لم ينفى الجسم عن الله، يقول لم يثبت لا النفي ولا الإثبات هذا أول الطريق وبعد ذلك يحاول أن يثبت الإثبات، التجسيم، إذن في المقدمة الأولى وفي المرحلة الأولى يقول أنا أو من سأثبت لكم الجسمية … (بل النفي والإثبات بدعة في الشرع) يعني يا علماء المسلمين الذين نفيتم أن الله جسم فأنتم أهل بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. إذن هذا هو رأي الشيخ ابن تيمية في حق جميع علماء المسلمين أنهم أصحاب بدعة أولئك الذين نفوا أن الله سبحانه وتعالى جسم أو له جسم. هذا أحد الأعلام المعاصرين.
وكذلك ما ورد في هذا الكتيب الصغير وبودي أن المشاهد الكريم أن يقتنيه وهو (سلسلة التوحيد، ابن تيمية ذلك الوهم الكبير، مخالفاته لأهل السنة، التوحيد، رسول الله، آل البيت) أبو هاشم الشريف، مكتبة الرحمة المهداة. أنا قبل أن أقرأ كل ما ورد أو ما أشار إليه هذا الإنسان بودي أن أشير إلى مقدمة هذا الكراس، انظروا ماذا يقول بعض المعاصرين عن الخط الوهابي وأتباع ابن تيمية. يقول: (لقد اختصر تيمية الوهابية واختزلوا دين الإنسان في شخص ابن تيمية) وهذه من أين تعرفها، يقول اقرأوا كل كتبهم أي شيء يريدوا أن يقولوه قال الشيخ (ومن بعده ابن عبد الوهاب حتى أنك إذا طالعت كتبهم أو سمعت دروسهم وخطبهم لا تقرأ ولا تسمع إلا قال شيخ الإسلام قال الإمام ابن تيمية وكأن ابن تيمية هذا صار رسولاً آخر للمسلمين لا يؤخذ الدين إلا منه ولا تعتمد الأحكام إلا بتقريره …) هذا في (ص6). ثم يقول في (ص8): (والكلام على معتقد ابن تيمية ومخالفاته ليس أمراً مبتدعاً ولا مستحدثاً) لا يتبادر إلى ذهن أحد أننا أول من تكلم في مخالفاته للسنة (بل أنه قد رد عليه وانتقده الكثيرون في عصره وحتى يوم الناس هذا) ثم يشير إلى نماذج ممن رد على الشيخ ابن تيمية، أنا لا أعلم إذا كان هو شيخ الإسلام لماذا كل علماء الإسلام يردون عليه، إذا كان هو أهل السنة والجماعة لماذا كبار علماء أهل السنة والجماعة يقولون أنه أهل بدعة وأهل تجسيم، أي منطق متهافت هذا. يقول: (ومن هؤلاء نذكر الحافظ شمس الدين الذهبي وابن جهبل الحلبي وتقي الدين السبكي وابنه تاج الدين وابن شاكر الكتبي والقضاي صفي الدين الهندي وجلال الدين القزويني وعلاء الدين البخاري وكمال الدين ابن الزملكاني والحافظ صلاح الدين العلائي والحافظ ابن رجب الحنبلي وبدر الدين بن جماعة وأبو حيان الاندلسي المفسر وعفيف الدين اليافعي والفرغاني الحنفي والحافظ ابن حجر العسقلاني والحافظ ابن عجر الهيتمي والإمام الحصني والحافظ العراقي والحافظ السخاوي وزيد الدين المناوي والجلال الدواني، ومحمد بن علي بن علان الصديقي وملة علي القاري والشهاب الخفاجي والعلامة الزرقاني والعلامة محمد زاهد الكوثري) وعشرات بل مئات علماء الإسلام من مختلف اتجاهاتهم ومبانيهم قالوا أن هذا الرجل صاحب بدعة، ومع ذلك تظهر هذه الفئة التي تتبعه في زماننا تقول أنه هو أهل السنة والجماعة، وأنا لا أعلم كيف يمكن أن يكون إنسان أهل السنة والجماعة وكل علماء أهل السنة والجماعة يردون عليه.
أنا أشرت في الحلقات السابقة لماذا وقفت عند الشيخ ابن تيمية يقول: (لقد ضلت سنين طويلة يسيطر على عقول الكثيرين من أبناءها الفكر التيمي الوهابي المغموس بزيت البترول …) واضح ماذا يريد أن يقول المؤلف. (حتى صار دين الإسلام) عند أتباع ابن تيمية يعني الوهابية والسلفية الحديثة (حتى صار دين الإسلام لا يعدوا كونه جلباباً قصيراً وسروالاً أقصر … وضاع جوهر الدين بكل ما فيه من قيم أخلاقية وغض أولئك النفر الطرف عن أعداء الأئمة الذين يكيدون لها بنهار قبل ليل وجعلوا شغلهم الشاغل وقضية حياتهم تبديع وتكفير من حولهم من أهل القبلة) واقعاً الآن تجدون أن القضايا الأصلية في الأئمة لا يعتنون بها، وأنا أتصور أن الفتنة التي حدثت قبل شهر واضحة عندما أرادوا أن يستغلوا عرض سيد الأنبياء والمرسلين لمرآب مذهبية ضيقة وشغل المسلمين ببعضهم وبحمد الله انكشف لجميع المسلمين أن هذه كانت فتنة يراد بها شغل المسلمين ببعضهم عما يجري من القضايا المركزية في هذه الأئمة مما يجري في البلاد الإسلامية مما يقع في العراق ولبنان والسودان وفي إفغانستان وفلسطين وغيرها.
إلى أن يقول هذا الرجل في (ص9-10) (وبعد فإنه لا عداوة بيننا وبين ابن تيمية) ثم يقول في (ص23) يقول: (عقيدة ابن تيمية هي عقيدة التجسيم والتشبيه) إذن يدعي كما يقول الإمام محمد أبو زهرة أنه مجسم ومشبه، لا تنزعج فلست أبالغ ولست من اعداء بن تيمية ولكني أكشف الواقع من أقواله … أنه حاد عن موقف السلف والخلف في ناحية العقيدة، أنه مال إلى عقائد الحشوية الذين اعتنقوا ونشروا فكر التجسيم والتشبيه، أنه يصور عقيدته بأنها عقيدة السلف.هذه هي القضية الأصلية (وهذه مغالطة كبيرة سنراها من خلال نصوص ابن تيمية) هل كان ابن تيمية مشبهاً وإن أدعى التنزيه ومجسماً يقول: (للأسف هذا ما يصل إليه الباحث في كل تحقيق يقوم به في تراث ابن تيمية).
إذن أتصور أن القضية واضحة إلى درجة أنه عندما جاء من يريد الدفاع عن ابن تيمية نجدهم أنهم كتبوا هذا في كتاب (رسائل جامعية دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد، ص139) تأليف الدكتور عبد الله الغصن، قال: (المطلب الأول دعوى أن شيخ الإسلام مجسم ومشبه) ثم ينقل عشرات كلمات علماء المسلمين الذين اتهموه بالجسيم (منها رميه بأنه مجسم كما قال الحصني) يعني الإمام الحصني (والحاصل أنه وأتباعه من الغلاة في التشبيه والتجسيم) إذا كانت هذه التهمة لا واقع لها لماذا تكتب عشرات الكتب للدفاع عن ابن تيمية. ثم يقول: (ومنها ابن تيمية أثبت النزول … ومنها أنه يشبه … كنا جلوسا) التي ينقلها عن أبي الحسن علي الدمشقي عن أبيه (كنا جلوساً في صحن الجامع الأموي في مجلس ابن تيمية فذكّر ووعظ وتعرض لآيات الاستواء واستوى على العرش واستوى الله على عرشه كاستوائي هذا) وهذا معناه أنه لا فقط مشبه، مجسم ومشبه. لأنه بعد ذلك سيأتي. (فوثب الناس عليه وثبة واحدة وأنزلوه عن الكرسي وبادروا إليه ضرباً باللكم والنعال وغير ذلك).
إذن أنا أتصور أن القضية واضحة إلى درجة لا تحتمل، يعني لا أقل أنا أتكلم على مستوى كلمات العلماء الذين عاصروه والذين جاءوا بعده أن مسألة أن الشيخ ابن تيمية من المجسمة أو من المجسمة والشبهة تعد من الواضحات عندهم ولكن مع ذلك كله سيرى المشاهد الكريم وسنقف عند كلماته لنرى أن هذه التهمة (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) لنرى أن هذه التهمة هل هي صحيحة في حق هذا الرجل أو أن الرجل بريء عن مثل ما يتهم به.
نحن نعتبر أننا نعيش الآن وكأننا واقعاً نريد أن نحاكم، هؤلاء يتهمونه بالتجسيم والتشبيه لابد أن نرجع إلى كلماته لنرى أنها حق أو ليست كذلك.
إن العلماء يقولون أنه مشبه ومجسم.
المُقدَّم: ما المراد من التجسيم والتشبيه الذي وقع فيه الكلام.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه النقطة أنا بودي وهي ما يتعلق كما يقال بتحرير محل النزاع، يعني أساساً ما هو المراد من التشبيه؟ ما هو المراد من التجسيم؟ حتى نرى أن الشيخ ابن تيمية هل يعتقد بالتجسيم والتشبيه أو لا يعتقد. لأنه هو يحاول في كثير من الأحيان أن يغالط، إن كان المراد كذا فهو كذا وإن كان المراد كذا … نريد أن نعرف أن العلماء الذين اتهموه ما هي التهمة الموجهة إليه. وهذا يتوقف على معرفة ما هو المراد من التشبيه وما هو المراد من التجسيم.
فيما يتعلق بالتشبيه المراد من التشبيه أن يشبه الله تعالى بخلقه بمخلوقاته، نقول: تشبيه. يعني لو قال قائل أن الله له يد كيدي هذه هو مشبه، إذا قال له وجه كوجهي هذا، إذا قال له علم كعلمي، إذا قال له استواء كاستوائي، هذا ما نسب إليه. إذا قال مستو استوى على عرشه كاستوائي، له قدم كقدمي. له جسم كجسمي، له صورة كصورتي، هذا يسمى مشبه، الأعزاء الذين يريدوا مراجعة البحث تفصيلاً في كتاب (مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها، ج1، ص79) وهو رسالة دكتوراء في ثلاث مجلدات، تأليف جابر بن إدريس علي، ج1، أضواء السلف، الطبعة الأولى سنة 1422هـ، هذا الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراء من قسم العقيدة في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية.
يقول: (التشبيه عند أهل السنة هو وصف الله بشيء من خصائص المخلوقين وذلك بأن يثبت لله في ذاته أو صفاته أو أفعاله من الخصائص مثلما يثبت للمخلوق من الصفات مثل أن يقال إن يد الله مثل أيدي المخلوقين واستوائه كاستوائهم) هذا الذي اتهم به الرجل، وقرأنا من كتاب (دعاوى المناوئين) أنه قال في مسجد الأموي في دمشق قال يستوي كاستوائي على العرش. هذا تارة تشبيه الخالق بالمخلوق وأخرى تشبيه المخلوق بالخالق. (أو يعطي لمخلوق من خصائص الرب تعالى التي لا يماثله فيها شيء من المخلوقات) ثم يقول في (ص81) (فالتشبيه المنفي عن الله تعالى كما بينا هؤلاء الأئمة الأعلام في اصطلاح أهل السنة يطلق على وصف الله تعالى بشيء من خصائص المخلوقين وصفاتهم الخاصة بهم) فإذا ثبتت أن الجسمية خاصة بالمخلوقين وقلت أن الله أيضاً جسم فأنت مشبه. الآن لا اتهم الرجل ولكن أقول إذا ثبت. ولذا يقول (والمشبه عندهم هو من مثل الله بخلقه وقاس صفاته بصفات خلقه بحيث لم يفهم من صفات الله تعالى إلا ما عند المخلوقين من الصفات، فحمل صفات الله على صفات المخلوقين ويدخل في معنى التشبيه أيضاً) التفتوا إلى هذه الحقيقة التي سيأتي البحث عنها بعد ذلك. (ويدخل في معنى التشبيه أيضاً وصف الله تعالى بصفات النقص الخاصة بالمخلوق التي يتنزه عنها الباري عز وجل) يعني إذا ثبت أن هناك صفة خالصة بالمخلوقين كالحد كما أشرنا فيما سبق وقلت أنها ثابتة لله فأنت مشبه أيضاً. إذا ثبت أن الجسم من صفات المخلوقين وهي صفة نقص بعد ذلك سيتضح وقلت أن الله أيضاً جسم والله حتى لو جعلت بجنبها ألف مرة لا كالأجسام فأنها لا ترفع صفة النقص عنه. كما قلنا في مسألة العجز وفي مسألة الفقر وفي مسألة الحدوث، لو قال أحد أن الله عاجز لا كعجزنا، لا ينفع، الله جاهل لا كجهلنا، لا ينفع، لو قال الله مخلوق لا كالمخلوقين، لا ينفع. لو قال الله حادث لا كالحوادث لا ينفع. كذلك بعد ذلك سيتضح أن قوله جسم لا كالأجسام من هذا القبيل لأن الجسمية نقص ومن مواصفات المخلوقات. (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) المهم عندي هذه النقطة وهو أن هذا الرجل في هذا الكتاب وهو الدكتور إدريس يقول: إذا وصفت الله بوصف من أوصاف المخلوقين النقص فيها عند ذلك هذا أيضاً من التشبيه الذي.
يقول: (ويدخل في معنى التشبيه أيضاً وصف الله تعالى بصفات النقص الخاصة بالمخلوق التي يتنزه عنها الباري عز وجل كالسنة والنوم والعجز ونحو ذلك) فإذا ثبت أن الجسم أيضاً صفة من صفات النقص فوصف الله به فكأنك قلت عاجز لا كالعاجزين، حادث لا كالحوادث، إذن هل ينفع قولك جسم لا كالأجسام أو لا ينفع؟
ومن هنا يتضح لماذا أن الإمام محمد أبو زهرة اتهم الشيخ ابن تيمية بالتجسيم والتشبيه. ولماذا أن أبو هاشم الشريف في هذا الكراس (ابن تيمية ذلك الوهم الكبير) قال مجسم بل من غلاة المشبهة والمجسمة.
وإذا عرف التشبيه يعرف معنى التجسيم الذي سيأتي بعد ذلك.
الآن بينا معنى التشبيه. التجسيم ما هو؟ أن التجسيم هو وصف الله بأنه جسم. هذا هو التجسيم، من قال بأن الله فهو مجسم، نعم هؤلاء حتى يتخلصوا من هذه اللوازم والمشاكل ويوهموا العوام قالوا جسم لا كالأجسام، كما قرأنا عن ابن الجوزي أن قال لكي يوهموا الناس قالوا سمع لا كالأسماع يد لا كالأيدي، وجه لا كالوجوه، جسم لا كالأجسام.
السؤال المطروح هنا، وبودي أن المشاهد الكريم يلتفت، ما هو المراد من الجسم؟ الجسم له مجموعة من الخصائص، عندما نقول جسم يعني هذا، يعني ماذا؟ لا أريد أن أقول الله جسم وأن هؤلاء يقولون أن الله جسم كالأجسام، لا يقولون هذا، بل يقولون جسم لا كالأجسام، ولكنهم يثبتون أصل الجسمية. الجسمية ما هي؟ الجسمية لها الخصائص التالية:
أولاً: أن الجسم له أبعاد ثلاثة، طول، وعرض، وعمق، العمق يشكل الحجم له، لأنه إذا كان طول وعرض بلا عمق فلا يوجد حجم، ولكن متى يوجد الحجم؟ عندما يتوفر العمق أيضاً.
ثانياً: أن كل جسم له مكان، يملأ مكانه.
ثالثاً: أن كل جسم له جهة يكون فيها.
رابعاً: أن كل جسم يشار إليه بالإشارة الحسية.
خامساً: أن كل جسم قابل للانقسام، يعني تقول يمينه غير يساره، أعلاه غير أسفله. أمامه غير خلقه.
هذا أقل ما يقال فيه، أقل ما يقال أن يمينه غير يساره، لا يعقل أن يكون يمينه عين يساره، وأمامه عين خلفه، وأعلاه عينه أسفله، هذا محال. وهذا معنى الحدية التي أشرنا إليها في الحلقات السابقة.
سادساً: أن له كثافة وثقل ووزن.
هذا معنى الجسم، فإذا فقد واحدة من هذه الخصائص فهو ليس بجسم. هذا يكون استعمال مجازي، الاستعمال الحقيقي للجسم … وهؤلاء ابن تيمية وأتباعه والوهابية محمد بن عبد الوهاب وأتباعه أن يصرحون هذه الصفات محمولة عليه على الحقيقة. لا على المجاز والكناية والتأويل والتحريف ونحو ذلك لا يوافقون على ذلك. إذن عندما يقولون جسم لا كالأجسام إشارة حسية، إشارة حسية حقيقية. من يقال هذا الكلام؟ التفتوا لي جيداً. الأعلام الذين قالوا هذه الصفات كثر ولكن اكتفي ببعضهم.
(الإحكام في أصول الأحكام، ج1، ص35) الحافظ ابن حزم الاندلسي الظاهري، عنى بتصحيحه صاحب الفضيلة أحمد محمد شاكر، مكتبة الإمام البخاري للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى سنة 1429هـ، القاهرة، يقول: (الجسم هو كل طويل عريض عميق فإن الطول والعرض والعمق هي طبائع الجسم لو ارتفعت عنه ارتفعت عنه الجسمية) أساساً بها تقوم الجسمية، عين لا يستطيع أن يقول أحد أن الله جسم وليس له طول وعرض وعمق، إذن هو ليس بجسم، إذن يكون إطلاق الجسمية عليه بالمجاز، وهم يصرون على أنه إطلاق حقيقي (ضرورة ولم يكن جسماً فكانت هذه العبارة مخبرة عن طبيعة الجسم ومميزة له مما ليس بجسم) هذا المورد الأول.
المورد الثاني ما ورد في كتاب (بيان تلبيس الجهمية، ج3، ص15) المملكة العربية السعودية، تحقيق احمد معاذ حقي، يقول: (الجسم كل جوهر مادي قابل للأبعاد الثلاثة وهي الطول والعرض والعمق ويتميز بالثقل) له وزون، يعني له وزن خمسين كيلو أم مئة كيلو، بعد ذلك لابد أن نسأل هؤلاء عن وزن الله كم هو، ألف كيلو ألفين؟! لابد أن يكون له وزن، هذا الوزن بأي شيء يقاس (ويتميز بالثقل والامتداد) ويذكر هنا خصوصية أخرى (ويقابل الروح) يعني الله له جسم لابد أن يكون له روح. وهؤلاء يعتقدون أن الله جسم وروح، ولذا يقولون ونفخت فيه من روحي. وسيأتي بحث أن جسمه غير روحه وروحه غير جسمه. أنقل من هذا الكتاب لأبين لك أنهم ملتفتون إلى حقيقة الجسم ما هي، فلا يأتي أحد ويغالط من أن المراد من الجسم ليس مقصودهم، هذا هو مقصودهم، هذا هو محل الكلام.
ما ورد في كتاب (المعجم الفلسفي للألفاظ العربية، ج1، ص402) جميل صليبة، الشركة العالمية للكتاب، قول: (الجسم في بادئ النظر هو الجوهر الممتد القابل للأبعاد الثلاثة) الطول والعرض والعمق (وهو ذو شكل ووضع معين) يعني يمين ويسار وأعلى وأسفل هذا يسمى وضع، وبعد ذلك في الفصل الثالث من هذا البحث بحث التوحيد سنقف عند ابن تيمية هل يعتقد أن الله له صورة وشكل أو يعتقد؟ وسيثبت أن له شكل وصورة وأن شكله وصورته هو الشاب الأمر.
قال: (وله مكان إذا شغله منع غيره من التداخل فيه معه) يعني الآن أنا جالس في هذا المكان هل يمكن لأحد آخر أن يجلس، إذا كان في هذا الإناء ماء فهل يمكن أن يوجد فيه سائل آخر.
ثم يقول: (ويطلق الجسم على الجسد وهو مقابل الروح) هذا المعنى واضح. إذن هذا أيضاً تعريف آخر.
وممن عرف ذلك أيضاً بشكل تفصيلي في (سلسل موسوعات المصطلحات العربية والإسلامية، موسوعة اصطلاحات علم الكلام الإسلامي، ج1، ص419) الدكتور سميح دغيم، مكتبة لبنان، ناشرون، الجزء الأول، يقول: (قال أبو الهذيل: الجسم ما له يمين وشمال وظهر وبطن وأعلى وأسفل واقل ما يكون الجسم ستة أجزاء أحدهما يمين والآخر شمال وأحدهما ظهر والآخر بطن وأحدهما أعلى والآخر اسفل … الجسم هو الطويل العريض العميق … الجسم الذي سماه أهل اللغة جسماً هو ما كان طويلاً عريضاً عميقاً ونحو ذلك) إذن القضية من الأمور الواضحة.
وهكذا أيضاً ما اشار إليه في (موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ج1، ص561) للباحث العلامة محمد علي التهانوي، تقديم وإشراف ومراجعة الدكتور رفيق العجم، قال أيضاً نفس الكلام فلا أطيل.
وأختم حديثي بما ذكره أحد المعاصرين في رسالة له للدكتوراه وهو كتاب (التجسيم في الفكر الإسلامي، المبحث السادس، في تعريف الجسم وبعض المصطلحات التي ترتبط به، ص139) لصهيب السقار، هذا الكتاب غير مطبوع، ولكنه موجود على المواقع بإمكان الأخوة أن يرجعوا إليه … قال: (أما الجسم فهو المصطلح الذي خصوا به أظهر هذه الموجودات الذي لا يخفى تمييزه على أحد بما يتصف به من الحجمية والثقل وشغل الفراغ) إذن يذكر خصائص ثلاثة، الأولى هي حجم، الثانية هي ثقل، الثالثة يشغل فراغاً. هذه الصفات التي يقع الجسم فيها تحت إدراك الحس وإلا إذا لم يكن فيه حجم ويملأ فراغاً وليس له ثقل يقع تحت الإدراك أو لا يقع تحت الإدراك؟ يقول: (وهو الذي يقع تحت إدراك الحس وقوعاً) هذا الذي قال عليه الشيخ ابن تيمية في منهاج السنة أنه يرى بالعين المجردة وبالإشارة الحسية هذه من خصائص ماذا؟ يقول (هذه الصفات التي هي الحجمية والثقل وشغل الفراغ هذه الصفات التي يقع الجسم فيها تحت إدراك الحس) ولذا وجدتم أن الشيخ محمد أبو زهرة قال لا نستطيع أن نتعقل أنه يقع تحت الإدراك الحسي ومع ذلك ينزه عن الجسمية، هذا كلام غير معقول، إذا وقع تحت الإدراك الحسي فهو جسم من هذه الأجسام. نعم، هم يقولون هو جسم لا كالأجسام، لماذا تتهمونهم. الجواب: هم يقولون أن شكله ليس كشكل الكتاب بل هو شكل آخر. هذا أيضاً جسم لا كهذا الأجسام، نعم بعضها يشبه بعضها، فهذا إذا قلنا جسم وهذا جسم وأحدهما يشبه الآخر فيصير مجسمة ومشبهة ، وهذا جسم لا كهذا الجسم يصير مجسمة وليس مشبهاً. هذا التلاعب اتركوه ذهب زمن التلاعب على الناس، الناس بحمد الله تعالى لهم عقول يستطيعوا أن يفكروا بشكل جيد ويميزوا الكلمات بشكل جيد.
أعيد كلمة السقار في كتابه (التجسيم في الفكر الإسلامي) يقول: الحجمية والثقلوشغل الفراغ هذه الصفات التي يقع الجسم فيها تحت إدراك الحس وقوعاً يجد معه العاقل تصوراً أولياً لماهية الجسم. بمجرد أنه يراه بهذه المواصفات يقول هذا جسم. بعد لا ندخل في أنه مركب من جزئين أو من عشرة أجزاء أو أكثر، أو مادة وصورة، أو جوهر، اركان الجسمية هذه.
ثم قال: (فاختار المحققون من المتكلمين في تعريفه، الجسم: هو المتحيز بالذات، القابل للقسمة) يعني الله ماذا؟ قد تقول: سيدنا الله ينقسم، الشيخ ابن تيمية بعد ذلك سيقول، يقول: نعم الله قابل للقسمة ولكنه لا ينقسم بالفعل لكننا نستطيع أن نقسمه في أوهامنا. لا يقبل الفك، انظروا هذا أنا الآن استطيع أن أقسمه هذه الورقة الآن أستطيع أن أقسمها بالفعل، يعني تحققت وصارت جزئين، ابن تيمية يعتقد أن الله جسم وأن له أجزاء ولكن قول لا يقبل القسمة الفعلية. ثم يقول: (والمراد بالقسمة في تعريف الجسم ما يعم القسمة الفعلية والقسمة الوهمية فقسمة الكل إلى أجزاء إذا أوجبت انفصال هذه الأجزاء فهي قسمة فعلية وإن لن ينفصل ولم ينفك فهي قسمة عقلية ووهمية) هذا أقوله باعتبار أن الشيخ ابن تيمية يصر على أن الله سبحانه وتعالى المنفي عنه هو القسمة الفعلية لا القسمة الوهمية يمين ويسار واعلى واسفل …
إذن فتلخص إلى هنا أن الجسم له الخصائص التالية:
أولاً: أنه يمكن أن تفرض فيه أبعاد ثلاثة من الطول والعرض والعمق.
ثانياً: أنه يشغل حيزاً يملئه وإذا ملأه فلا يمكن لآخر أن يملأه.
ثالثاً: أن الجسمية تقابل الروح.
رابعاً: أن له مكاناً ووضعاً وحيزاً معيناً.
خامساً: أنه يقبل القسمة ولو كانت قسمة وهمية.
سادساً: أن له ثقلاً وأن له وزناً.
هذه هي خصائص الجسم.
إذن فتحصل إلى هنا، أنه من اعتقد أن الله جسم ولو وضع إلى جنبه ألف قيد وقيد لا كالأجسام، خصائص الجسمية لابد أن تكون موجودة، نعم قد يختلف هذا الجسم عن ذلك الجسم كما يختلف هذا الجسم عن هذا الجسم ولكن عندما قبل أنه جسم إذن لابد أن يقبل أن له طول وعرض وعمق وحيز ومكان وثقل وحجم … وإلا إذا قال جسماً وليست فيه هذه المواصفات إذن هو ليس بجسم. ويكون إطلاق الجسمية عليه بالمجاز لا بالحقيقة. وبهذا يتضح للمشاهد الكريم لماذا أن هؤلاء عندما ذكروا الصفات له قالوا بلا تشبيه ولا تكييف ولا تأويل ولا تحريف ولا … ولم يقل أحد منهم ولا تجسيم!! لأنهم قائلون بالجسم، أتحدى أي واحد منهم، الآن ارجعوا إلى كتبهم من ابن تيمية إلى يومنا هذا كل كتب الوهابية المعاصرين انظر عندما يذكرون الصفات لا يقولون بلا تجسيم، فقط يقولون بلا تكييف بلا تشبيه بلا تأويل بلا تحريف، ولا يوجد فيها أي واحد بلا تجسيم.
المُقدَّم: قبل الدخول في ذكر الشواهد التفصيلية التي تدل على أن الشيخ ابن تيمية يؤمن بالتجسيم والتشبيه أو لا يؤمن، هل يمكن الإشارة إلى بعض الشواهد لأن المشاهد قد يقول أنكم تتهمون الرجل.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنكم تتهمون الرجل، حتى نعطيه دليل فعلي قبل الدخول في التفاصيل.
في الواقع بأنه في هذه الليلة ولو لوقت قصير سيصبر معي لنرى أن الشيخ ابن تيمية … اتضح أنه يعتقد أن الله يشار إليه بالإشارة الحسية وأن له مكان وأن له استواء، ولكنه قد يقول قائل: واقعاً أن الشيخ ابن تيمية يعتقد أن الله سبحانه وتعالى له وزن وثقل أو لا يعتقد؟
لا يوجد عاقل يعتقد أن الله له وزن، هؤلاء يقولون له وزون لا كالأوزان لكي يتخلصوا من هذا، هذه اللعبة الغبية من الناحية العلمية، يتصورون أنه بمجرد أن نضع كلمة لا كالأجسام تنحل القضية.
الآن نريد أن نرجع إلى واحد من أهم كتب شيخ الإسلام عندهم ماذا يقول فيه، وهو كتاب (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ج3، ص267) وأنا أبدأ من هذه القضية، بودي أن المشاهد الكريم يتابعني لأن الوقت ضيق، الرواية هي (أتى رجل كعباً) والمراد به كعب الأحبار الذي يعبر عنه … والغريب الإنسان يبقى في حيرة كيف يمكن أن يكون لكعب الأحبار مرجعاً في هذا، التفتوا إلى ماذا يعبر عنه في ترجمته في (ص231) يقول: (تابعي مخضرم ثقة من أوعية العلم) الآن اتضح لنا أن منهج ابن تيمية وأتباعه الوهابية يعتقدون أن كعب الأحبار ليس ثقة فقط بل هو من أوعية العلم. قال: (أتى رجل كعباً وهو في نفر فقال يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار، فأعظم القوم قوله فقال كعب دعوا الرجل فإن كان جاهلاً تعلم وإن كان عالماً ازداد علماً، ثم قال كعب: اخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ثم جعل ما بين كل سماء …) بودي أن يلتفت المشاهد الكريم إلى أنه لا ينقل الرواية عن الرسول بل ينقلها عن … اما اجتهاد وأما من معلوماته والإسرائيليات (ثم جعل ما بين كل سمائين كما بين السماء والأرض وكثفهن مثل ذلك وجعل بين كل أرضين كما بين السماء والأرض ثم رفع العرش) الله رفع العرش على هذه السماوات السبع (فاستوى عليه) وتبين أن ابن تيمية يعتقد كاستوائه (فما في السماوات سماء إلا لها أطيط كأطيط الرحل العلى في أول ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن) هذه السماوات تحس بثقل الله، وأنا لا أعلم كم ألف طن وزن الله، لأن السموات بعظمتها وبكل عظمتها وكبرها الله عندما يجلس على العرش هذه ماذا …
سؤال: لابد مقتضى المنطق والتعقل يقال أن هذا الأثر لا قيمة له لأنه لم ينقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن تجدون أن ابن تيمية هذا الذي يتهم أتباعه المسلمين بأنهم أخذوا من اليهود وسبأية وإسرائيليات انظروا كيف يوجّه لكعب الأحبار، (وهذا الأثر وإن كان هو رواية كعب) ليست رواية رسول الله (فيحتمل أن يكون من علوم اهل الكتاب) لا يعبر عنها بالإسرائيليات، عجيب صارت من علوم اهل الكتاب، والله غريب يعني إذا أخذ الآخرون من كعب يصبحون إسرائيليات وسبأية وإذا أخذ ابن تيمية من اليهود يصير من أوعية العلم ومن علوم أهل الكتاب. (فيحتمل أن يكون من علوم أهل الكتاب) هذا الاحتمال الأول يعني من الإسرائيليات (ويحتمل أن يكون مما تلقاه عن الصحابة) انظروا كيف يوجه له، يحتمل أنه أخذ من الصحابة والصحابة أخذوه من رسول الله (فإن قلت: فاحتمال أنه من أهل الكتاب هذا، كيف تصححها، يقول: لا، لا دليل عندنا على أن كل ما جاء من أهل الكتاب ليس بصحيح. قال: (ورواية أهل الكتاب التي ليس عندنا شاهد هو) ذلك الشاهد (لا يدافعها لا يصدقها ولا يكذبها) ثم يؤيد هذا الكلام من الصحابة (فهؤلاء الأئمة المذكورة في اسناده هم أجل الأئمة وقد حدثوا به هم وغيرهم ولم ينكروا ما فيه من قوله من ثقل الجبار فوقهن). عنده عمل في هذه القضية وهي من أهم خصائص الأجسام (فلو كان هذا القول منكراً في دين الإسلام عندهم لم يحدثوا به على هذا الوجه) إذن فهو ليس بمنكر أن الله له ثقل. ثم ينقل رواية أخرى وهي الطامة الكبرى ولا أعلق أنا عليها بل أتركها للمشاهد الكريم كي يتدبر هذه الليلة من هذا الرجل وماذا كان يريد أن يفعل من تخريب في الإسلام. في (ص270) (قال القاضي: وذكر أبو بكر بن أبي خيثمة في تأريخه باسناده حدثنا عن ابن مسعود وذكر فيه: فإن مقدار كل يوم من أيامكم) يعني التي عندنا في الأرض 24 ساعة (عنده) يعني عند الله (12 ساعة) يعني نصف اليوم. بعبارة أخرى الله يعيش في الزمان، إذن له زمان أولاً وله ليل ونهار، يقول الله عنده ليل ونهار؟ أقول: التفت (فإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده 12 ساعة فتعرض عليه أعمالكم بالأمس) الأعمال التي عملها الإنسان بالأمس تعرض .. (أول النهار اليوم) إذن الله عنده ليل وعنده نهار، أعمالنا لهذا اليوم الآن الله لا يعلم بها عندما الملائكة يذهبون بأعمالنا تعرض عليه في اليوم اللاحق. يعني تصوير مادي صرف كما في الملوك التي كان يعيش معهم أن لهم أدوات ينقلون لهم التقارير الله أيضاً عنده الملائكة ينقلون له التقارير عند العباد. يعني حين العمل الله لا يعلم بالعمل بل بعد ذلك يعلم بالعمل. (فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار اليوم فينظر فيه ثلاث ساعات) يعني الله يخصص في اليوم ثلاث ساعات للاطلاع على أعمال العباد، إذا لم يستطع أن ينهي تلك التقارير يؤجلها إلى اليوم اللاحق (فيطلع منها على ما يكره فيغضبه ذلك) في اليوم الثاني، أما في اليوم الأول الذي عملت فيه المعصية الله لا يعلم بها فلا يغضب، الله أين؟ الله لا يعلم وبعد ذلك يعلم. هذا هو توحيد ابن تيمية!! يعني الملائكة تكون أعلم منه في مثل هذه الأمور. هذا توحيد الشيخ ابن تيمية. (فيغضبه ذلك فأول من يعلم غضبه الذين يحملون العرش يجدونه يثقل عليهم فيسبحه الذين يحملون العرش) إذن القضية أنت في هذه الليلة الذين يعصون من البشر التقارير تكتبها الملائكة رقيب عتيد هؤلاء يكتبون ولكن الله لا يعلم به، إلى أن نأتي إلى اليوم الثاني حيث يعطى التقارير فإذا قرأها في ثلاث ساعات إن أكملها يكلمها وإن لم يكملها تؤجل إلى اليوم الثاني، ففي هذه الفترة من هنا إلى هناك أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت جيداً، أولاً أنه حاول بكل جهده أن يثبت ويصحح أحاديث كعب الأحبار. ثانياً: إن الله سبحانه وتعالى له ثقل. ثالثاً: وهي أخطر نتيجة يمكن أن يقولها مسلم لا أن يقولها شيخ الإسلام لا أن يقول أنه أعلم الأولين والمتأخرين كما تدعي هؤلاء الفئة التي تتبعه وتحاول أن تقلده في كل شيء، أن الله لا يعلم الأعمال مباشرة، اساساً لا يعلمها إلا بالواسطة، لأن الذي جالس فوق السماء السابعة محدود هناك فكيف يحصل له علم، ينتظر الملائكة. هذا معناه أنه في هذه الفترة أولئك أعلم من الله والله جاهل بما يعلمون. وأنا لا أعلم من أين أن الله يستطيع أن يتثبت صدق الملائكة، من أين يعرف ذلك.
قال: إن الله تعالى لا يعلم أعمال مباشرة وإنما من خلال الوسائط، إن الله تعالى لا يعلم إلا بعد ساعات من وقوع الأعمال، وكأنهم لم يقرأوا قوله تعالى (وهم معكم) (وما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم). (أقرب إليه من حبل الوريد) (يحول بين المرء وقلبه) ويتهمون شيعة آل البيت بأنهم لا يعرفون، أنتم تعرفون القرآن، أنتم فقط تلقلقون بألسنتكم القرآن ولم يصل إلى قلوبكم ولا تفهمون معنى التدبر ما هو (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب) على قلوبكم أقفال (أم على قلوب أقفالها) لا قفل واحد، هذه أقفال الشرك وأقفال المعصية وأقفال الجهل بالله سبحانه وتعالى، هذا هو التوحيد الذي يسوقه لكم شيخكم شيخ الإسلام ابن تيمية.
قد يقول قائل: أنه قد يكون الشيخ ليس مراده هذا الظاهر لماذا أنتم تتهمون، ومراده ليس هذا المعنى.
يقول: (اعلم) هذا كلام الشيخ بعد أن ينقل الرواية (أعلم أنه غير ممتنع حمل الخبر على ظاهره) ليس ممتنعاً، لا داعي لتأويله والتصرف فيه ولا داعي للمجاز فيه. أتصدق اخي العزيز هذا. واقعاً قلت لك لا اريد أن أعلق طويلاً على هذا المعنى. ولكن انظر إلى هذه الروايات العجيبة. هذا المعنى قبل قليل أيضاً ينقله، الرواية إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار (وإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده ثنتا عشر ساعة فتعرض) الرواية ينقلها عن ابن مسعود (بتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار فينظر فيها ثلاث ساعات فيطلع فيها على ما يكره فيغضبه ذلك فأول من يعلم بغضبه الذين يحملون العرش يجدونه يثقل عليهم فيسبحه الذين يحملون العرش وسرادقات العرش والملائكة).
ولكنه لقائل أن يقول: لعل لا أنه الله له ثقل أو العرش له ثقل، يعني ثقل الله يؤثر على هذا، الله يخلق الثقل فيحس به الملائكة والحملة، (فإن قيل يحمل على أنه يخلق في العرش ثقلاً على كواهلهم) لا أنه ثقيل بل يخلق الثقل (وجعل لذلك أمارة لهم في بعض الأحوال) إذا قام المشركون قيل هذا غلط. هذا ذات الرحمن، لا أنه يخلق وزناً. (قيل هذا غلط لأنه يفضي أن يثقل عليهم بكفر المشركين ويخفف عنهم بطاعة المطيعين وهذا لا يجوز لما فيه مؤاخذة بفعل الخير وإنما هذه القضية مرتبطة) … وفي (ص272) يقول: (وأن ثقله يحصل بذات الرحمن إذ ليس في ذلك ما يحيل صفات) ما المحذور، هذا ليس ممتنع عقلاً، له وزن وعندما يغضب، وأنا لا أعلم لماذا؟ لأن الغضب أمر معنوي وليس أمر مادي، يعني جنابك عندما تغضب الآن وزنك يزداد، لا أعلم أي تلازم بين الغضب وزيادة الوزن، ولكنه في منطق ابن تيمية الغضب يؤدي إلى زيادة الوزن، ولا أعلم كيف أن أمراً معنوياً يؤدي إلى زيادة أمر مادي.
هنا أنا عندما كنت أقرأ هذه الأحاديث تذكرت النصوص الواردة عن أئمة أهل البيت الذين هم الثقل الأصغر وهم عدل القرآن والذين هم مفسروا القرآن، قال: من عرفنا فقد عرف الله. يعني إذا أردتم المعرفة الحقيقية للتوحيد فطريقه يمر من هؤلاء، وهؤلاء شغلوا أنفسهم بأنكم تطوفون حول القبور وشغلوا المسلمين بها مئات السنين، فعلوا ما فعلوا ليشغلوهم عن المسألة الأصلية لهم. واقعاً أنا بودي أن أشير إلى هذه القضية وهي أن حركة ابن تيمية وأتباع ابن تيمية والمليارات التي تصرف لتسويق هذا النهج وهذه المدرسة وهذا الاتجاه إنما هي لصرف المسلمين عن عقائدهم الأساسية ولصرفهم عن قضاياهم الأصلية ولصرفهم عن أعدائهم الحقيقيين حتى ينشغلوا بأنفسهم. هذا صوفي وهذا إمامي وهذا زيدي وهذا إباظي وهذا كافر وهذا مشرك … وشغلوا الناس بمثل هذه القضايا البائسة واليائسة لعلهم حتى لا يفكروا بالقضية المركزية وهي التوحيد الحقيقي. ولذا نحن إن شاء الله تعالى نحاول بقدر ما يمكن أن نقف عند مسألة التوحيد الحقيقية حتى يتضح للذين يبحثون عن الحقيقة ما هو التوحيد الحقيقي الذي نعتقده في مدرسة أهل البيت.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو يوسف من لندن، تفضلوا.
الأخ أبو يوسف: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو يوسف: عندي سؤال بسيط جداً، الآن بعدما بينتم هذه الصفات التي يعطيها ابن تيمية وأمثاله لله سبحانه وتعالى، سؤال الآن ما حكم من يتعبد الله سبحانه وتعالى على مذهب ابن تيمية، إن جاهلاً وإن كان عالماً بكل ما في كتب ابن تيمية.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو حازم من سوريا، تفضلوا.
الأخ أبو حازم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو حازم: صلوات الله وسلامه عليك يا سيد كمال يا بن رسول الله، يا بن الصديقة الكبرى الزهراء، لنا الشرف أن نسلم عليكم، وجزاك الله خير الجزاء يا سيد كمال، لك أسوة بجدك أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو عبد الله من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو عبد الله: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عبد الله: أريد أن أسأل الشيخ، في كثير من المواضيع بخصوص التجسيم وغيره، سؤالي ما هي علاقة الكون بالله سبحانه وتعالى، يعني أين الكون بالنسبة لله سبحانه وتعالى هل هو داخل فيه أم خارج منه.
المُقدَّم: نبدأ بالاخ أبي يوسف من لندن سؤاله كان حول من يعبد الله على عقيدة ابن تيمية.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: أساساً أعزائي الكرام أي عبادة وأي عمل وأي اعتقاد، عندما أقول عبادة أي عمل سواء كان ذلك عملاً قلبياً إيمانياً جوانحياً أو كان العمل عملاً عملياً جوارحياً وظاهرياً. أي عمل لا يقبل إلا بالتوحيد الصحيح، فإذا كان التوحيد صحيحاً صح ما تفرع عنه، وهذا ما أشرنا إليه في الحلقة السابقة، قلنا إذا قبل التوحيد قبل ما سواه وإن رد التوحيد رد ما سواه، ولذا صريح الآية المباركة قالت (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). فإذا كان جاهلاً لا يعاقب ولكنه لا يستحق الثواب على الله لعله بالرحمة الإلهية وبالفضل الإلهي يدخله الجنة، ولكنه بحسب الوعد الإلهي لا يستحق الثواب من الله، ولكنه أيضاً لي مؤاخذ يوم القيامة، وأما إذا كان عالماً فإن الله سبحانه وتعالى يكبه على منخريه في نار جهنم إن لم يذهب ليتثبت من صحة هذا المعارف وأنها صحيحة أو لا.
المُقدَّم: الأخ موسى من العراق، تفضلوا.
الأخ موسى: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ موسى: والله شيخنا انفتح علينا ألف باب من خلالكم أن نبحث على التأريخ من جديد، ونشكر الشيخ على هذا البرنامج. نحن من الرمادي.
سماحة السيد كمال الحيدري: الله يحفظك أخي العزيز وأرجو الله أن يكون هذا البرنامج لتذهب للتحقيق وتسأل عن الحقيقة وإلا هذه الدنيا سوف تنتهي وسوف تؤاخذ وتُسأل يوم القيامة، لأن الإنسان يوم القيامة إن قال لم أعلم يقال له هلا تعلمت، وإن قال لم أعمل يقال هلا عملت، لا يعذر الإنسان يوم القيامة إذا قال كنت جاهلاً، يقال لك بإمكان أن تذهب وتسأل أهل الذكر، كما تفضلت في القضايا التأريخية والقضايا العقائدية.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو يوسف من إيران، تفضلوا.
الأخ أبو يوسف: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو يوسف: أشكركم على هذا البرنامج الطيب، أنا من المشاهدين لهذا البرنامج وأطلب من سماحة السيد أن يستمر على هذا البرنامج خاصة في التوحيد، إن شاء الله عندما ينتهي من هذا الموضوع هناك مواضيع أخرى فيما يتعلق بالشرك وغيره. عندي سؤال وهو حول الآية (يد الله مغلولة غلت أيديهم بل يداه مبسوطتان) ما معنى يداه مبسوطتان هنا، والآية الثانية (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) نظر الخلق إلى وجه الله عز وجل يوم القيامة بأي نحو؟
سماحة السيد كمال الحيدري: في الآية لا يوجد عيون ناظرة، بل وجوه ناظرة. مع الأسف البعض يستدل بها على الرؤية، الآية لم تقل أن العيون ناظرة. سيأتي بحث هذا بعد ذلك إن شاء الله، هذه لا علاقة لها بالرؤية لا من قريب ولا من بعيد. أما آية (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا) أخي العزيز نحن نقول أن الله سبحانه كل ما ذكر له من اليد والوجه والاستواء هذه كلها صفات معنى لا صفات مادية، يعني كالقدرة والسمع والبصر هذه صفات، لا نعطل صفاته، ولكن لا نقول جسم لا كالأجسام، يد لا كالأيادي.
أما بالنسبة لسؤال الأخ عن علاقة الله بالكون، فالجواب أن الله سبحانه وتعالى لا يوصف بـ (أين) لأن الذين يوصف أين وعن العلاقة المكانية إنما إذا كان له جسم، يعني ابن تيمية لابد أن يجيب عن هذا السؤال لأنه يعتقد أن الله جسم، فنقول أين العالم منه داخله أو خارجه؟ الجواب: العالم لا هو في داخل الله ولا خارج الله، لأن هذا السؤال الداخل والخارج من صفات الأجسام وما له مكان والله لا مكان له ولا يسأل عنه بهذا السؤال.
هذا السؤال لا موضوع له، لأنه يُسأل به عما له جسم ومكان، والله لا جسم له ولا مكان له (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- تاريخ النشر : 2011/10/22
- مرات التنزيل : 6479
-