نصوص ومقالات مختارة

  • موقف ابن تيمية من حديث خلق الله آدم على صورته ق(2)

  • المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، وله الحمد رب العالمين أن جعلنا من أهل الولاء والمحبة والمودة لمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، سلام من الله عليكم أيها الأعزاء، أهلاً ومرحباً بكم في لقاء اليوم من مطارحات في العقيدة وموضوعها (موقف ابن تيمية من حديث خلق الله آدم على صورته، القسم الثاني) في هذا القسم من البحث تتابعون تكملة لما عرضه سماحة السيد الحيدري فيما يرتبط بهذا الموضوع في الحلقة السابقة، أهلاً بكم وأهلاً بسماحة السيد كمال الحيدري.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
    المُقدَّم: بحث هذه الليلة مرتبط بسابقه، في الحلقة السابقة هناك إشارات الى هذا الحديث (خلق الله آدم على صورته) تحدثتم عنها مفصلاً والآن نريد إجمالاً تربطون الحديث بهذه الحلقة إن شاء الله.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    في الواقع قلنا بأن هذا البحث الذي بدأناه في الحلقة السابقة وفي البحث السابق هو لبيان أنه بعد أن ثبت أن الشيخ ابن تيمية مجسم نريد أن نبحث أنه هل هو أيضاً من المشبهة أو ليس كذلك. طبعاً لا يتبادر الى الذهن أنه أنا أول من أقول أن الشيخ ابن تيمية هل هو من المشبهة أو ليس كذلك، وإنما هناك دراسات وكتب ورسائل كتبت لإثبات أن الشيخ ابن تيمية هو من المشبهة فضلاً عن كونه من المجسمة. من هذه الدراسات والكتب هذا الكراس الصغير وأنا واقعاً هنا أوصي الأعزاء الذين يتابعون مثل هذه الأبحاث أن يطالعوا هذا الكراس وهو ليس كبيراً لعله في ساعتين الإنسان يطالعه ولكنه من الدراسات الجيدة الموثقة في هذا المجال، تحت عنوان (سلسلة التوحيد، ابن تيمية ذلك الوهم الكبير، مخالفاته لأهل السنة) هذا المعنى الذي أشرنا إليه مراراً وتكراراً أننا لا نصنف الشيخ ابن تيمية وأتباعه وتلامذته ومقلديه من أتباع محمد بن عبد الوهاب والوهابية أنهم من أهل السنة بالمعنى المصطلح، وإنما هم فرقة أخرى لا علاقة لها بأهل السنة كما هو واضح لا علاقة لهم بمدرسة أهل البيت، يقول (مخالفاته لأهل السنة في التوحيد، رسول الله وآل البيت) المؤلف هو أبو هاشم الشريف، مكتبة الرحمة المهداة، عنوان الناشر المنصورة، شارع الهادي، الطبعة الثانية سنة 1409هـ، في هذا الكراس في (ص23) يقول بأنه عقيدة ابن تيمية هي عقيدة التجسيم والتشبيه، ثم يقول (لا تنزعج فلست أبالغ ولست من أعداء ابن تيمية لكني أكشف الواقع من أقواله والتي جهلناها نحن شباب الأمة ومثقفوها ولم يستطع جماهير العلماء أن يكشفوها لنا لعدة أسباب يشير الى الأسباب) …. وفي (ص24) يقول: (هل كان ابن تيمية مشبهاً وإن ادعى التنزيه ومجسماً وإن ادعى التقديس للأسف هذا ما يصل إليه الباحث بعد دراسة أقوال الشيخ ابن تيمية) في الواقع هذه الدعوى ليست دعوى أنا أقولها وإنما هذه الدعوى موجودة.
    ومن هنا نحن عقدنا هذه الحلقات من البحث لبيان أن من يتبعون الشيخ ابن تيمية حتى يعرفوا أنهم على مستوى التوحيد هم بالإضافة الى كونهم من المجسمة هم من المشبهة أيضاً، هذه القضية الأولى.
    القضية الثانية التي أريد الإشارة إليها يتذكر المشاهد الكريم نحن في الحلقة السابقة قلنا أن هذه الأحاديث الواردة أو هذا النص الوارد أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته، هذا النص لا إشكال ولا شبهة وارد في كتب علماء المسلمين سواء كانوا من أهل السنة أو كانوا من أتباع مدرسة أهل البيت، إنما الكلام كل الكلام في تفسير هذا النص ما هو المراد من الصورة في قول رسول الله صلى الله عليه وآله (إن الله خلق آدم على صورته) وما هو مرجع الضمير في قوله صلى الله عليه وآله (في صورته) إذن الحديث ينصب على هاتين النقطتين المحوريتين، ما هو المراد من الصورة وما هو مرجع الضمير في الصورة؟
    هنا يتذكر المشاهد الكريم نحن قلنا بأن الصورة في اللغة قد تطلق ويراد منها الشكل الخارجي الهيئة الخارجية، كما نقول صورة هذا الكتاب أو نقول صورة هذا الدفتر أو نقول صورة الإنسان أو نقول صورة البيت أو نقول صورة الغنم أو نقول صورة … صورة أي شيء، يعني شكله وهيئته التي بها يتميز عن غيره. هذه القضية الأولى.
    القضية الثانية أو أن المعنى الثاني هو أنه تطلق الصورة ويراد بها الصفة، صورة الشيء يعني الصفة التي يتصف بها والفرق بين المعنيين وبين الاستعمالين وبين الإطلاقين أن المعنى الأولى للصورة أمر محسوس قابل للرؤية البصرية، أما المعنى الثاني والاستعمال الثاني والإطلاق الثاني فأمر معقول أمر معنوي لا يمكن إدراكه من قبيل أنه تقول أن هذا الموجود له صفة العلم ولكن أين يمكن أن ترى العلم منه، لا يمكن. تقول فيه صفة ا لإرادة وصفة القدرة، نعم ترى آثار القدرة والإرادة ونحو ذلك أما نفس هذه الصفة فغير قابلة للرؤية. هذا المعنى بشكل واضح وصريح الأعزاء إذا أرادوا المراجعة يمكنهم أن يرجعوا الى هذا الكتاب وهو (شرح كتاب التوحيد من صحيح ا لبخاري، ج1) تأليف عبد الله بن محمد الغنيمان، رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، دار العاصمة للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة سنة 1428هـ بودي أن الأعزاء يلتفتوا الى هذه القضية بشكل واضح وصريح يقول: (الفصل الثاني في معنى الصورة في اللغة وهو شكل الشيء وحقيقة الشيء وهيئته، وفي متن اللغة الصورة الشكل، قال في القاموس: الصورة بالضم الشكل جمعها صور، وقال في شرحه) يعني شرح القاموس (الصورة بالضم الشكل) ثم بعد ذلك يقول (والصفة) وهذا إشارة الى المعنى الثاني (وقال الراغب في المفردات: الصورة ما ينتقش وذلك ضربان محسوس ومعقول، وقال ابن الأثير الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته وعلى معنى صفته، وقال ابن فارس: الصورة جمعها صور وهي هيئة خلقته التي يتميز بها عن شيء آخر) إذن أتصور أن قضية الصورة واضحة. والشيخ ابن تيمية يصر على أن المراد من الصورة ليست هي الصفة وإنما المراد من الصورة يعني الشكل الخارجي أولاً، ويصر على أن مرجع الضمير في قوله (خلق الله آدم على صورته) مرجعه على الله سبحانه وتعالى، وكان هذا هو القول الأول الذي أشرنا إليه، وهذا الذي قلنا يستلزم منه التشبيه لأن لازم ذلك أن لله تعالى صورة وأن آدم – يعني أبو البشر- خلق على صورة الله، ولذا في بعض النصوص وسنقرأها إن شاء الله بعد ذلك للمشاهد الكريم حتى لا استبق الأبحاث بشكل سريع، هناك صريحاً يصححون مثل هذه الرواية حتى يتبين للمشاهد الكريم، أنا بحثي في أي نقطة، التفتوا أعزائي، هذا كتاب من الكتب المهمة في هذا المجال وهو (سلسلة الرسائل الأنصارية، رسائل في العقيدة، رسالة تعريف أهل الإيمان بصحة حديث أن آدم خلق على صورة الرحمن) تأليف محدث المدينة النبوية أبي عبد اللطيف حماد بن محمد الأنصاري المتوفى سنة 1418هـ مكتبة الفرقان، انظروا أي حديث ينقل، نحن حديثنا مع هؤلاء في القول الأول في هذا، يقول: (قال رسول الله من قاتل فليجتنب الوجه فأن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن). أنا أتصور هذا تصريح ولا يوجد فيه مجال للذهاب يميناً او يساراً أو نقول أن مراد الشيخ ابن تيمية من الصورة يعني الصفة، ابداً، (فأن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن) وهذا الذي سيتضح إن شاء الله.
    إذن هذا هو القول الذي انتخبه الشيخ ابن تيمية وهو القول الذي دافع عنه وهو القول الذي انتصر له، لا أنا فقط أقوله، وقبل أن أقرأ العبارات لإثبات هذه الحقيقة بودي أن المشاهد الكريم يلتفت، قد يقول قائل بأنه سيدنا ما هو القول الثاني، ما هو القول الثالث؟
    أعزائي عندما ننتهي من نظرية الشيخ ابن تيمية ومن القول الذي ينتصر له سنأتي الى القول الثاني والثالث، بل سنأتي الى اقوال أخرى لأنه من الأقوال من يقول أن قوله (خلق الله آدم على صورته) هذا من باب التشريف كما قال (بيتي) كما قال (ناقة الله) إذن هذه ليست من باب أن الله له وجه وله صورة وأن آدم خلق على وجه الله وعلى صورة وجه الله سبحانه وتعالى،وبعضهم قال كما هو الألباني أنكر صحة هذه الأحاديث كما سيأتي بحثه، إذن الأقوال متعددة، والمهم عندي هو القول الأول الذي اختاره ابن تيمية.
    ولا يتبادر الى ذهن أحد أن هذا أنا الذي أدعيه على الشيخ ابن تيمية وإنما من يقول ذلك هم علماء الوهابية الذين يتبعون الشيخ ابن تيمية في هذه المسألة بل في كل عقيدتهم، انظروا الى هذا الكتاب (أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين) تأليف الدكتور سليمان بن محمد الدبيخي، بعد أن يشير الى هذه المسألة يقول الأقوال في المسألة (القول الثاني أن الضمير في قوله (على صورته) عائد الى الله تعالى وأن إضافة الصورة الى الله من باب إضافة الصفة الى الموصوف) يعني له شكل (وعلى هذا جمهور أهل السنة بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهو ممن انتصر لهذا القول وأطال الكلام جداً على هذا الحديث) إذن القضية لا أنا أقول أن الشيخ ابن تيمية يختار هذا القول وإنما علمائهم يقولون بهذا الكلام.
    وممن أشار الى أن الشيخ ابن تيمية ينتخب هذا القول ما ورد في كتاب (إثبات الحد لله عز وجل وبأنه قاعد وجالس على عرشه، ص167) للدشتي، بعد أن ينقل الرواية (فأن الله عز وجل خلق آدم على صورته) الرواية صدرها (إذا ضرب أحدكم فلجتنب الوجه ولا يقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك) إذن من أشبه وجهه؟ الله، فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته. تصريح في الرواية يقولون بأن وجه آدم يشبه وجه الله سبحانه وتعالى. يعني صورة وجه الإنسان على صورة وجه الله سبحانه وتعالى، وفي الحاشية يقول: (تنبيه أهل السنة يحملون هذا الحديث على ظاهره ويثبتون به لله تعالى الصورة ويقولون الضمير في قول رسول الله (خلق الله آدم على صورته) يعود الى الرحمن لأمرين: الأمر الأول الحديث الأول (لا تقبحوا الوجه فأن الله خلق بني آدم على صورة الرحمن. الأمر الثاني: قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية) يؤيد هذا الكلام.
    قد يقول قائل: لعل هؤلاء فهموا من كلام الشيخ ابن تيمية وإلا الشيخ ابن تيمية لا يقول هذا.
    لماذا نذهب يميناً ويساراً نذهب الى نفس كتب الشيخ ابن تيمية وأهم كتاب له في هذا المجال هو (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ج6) تحقيق عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى، هناك يوجد عنده بحث، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت هذه ليست خلاصة بل هي خلاصة لما تقدم في الحلقة السابقة والإضافات التي لابد أن نشير لها في هذه الحلقة يعني تأكيد لما قلناه عن الشيخ ابن تيمية في الحلقة السابقة. طبعاً هنا البحث يبدأ من (ص355) بودي أن يلتفت المشاهد الكريم، في هذا الكتاب ينقل عبارة الرازي في هذه المسألة وبعد ذلك يشير الى القول الثالث في (ص364) أنا أقول هذا حتى الأعزاء لا يقولون بأني اقتطع كلمات من الشيخ ابن تيمية بل أحاول أن أبين كل الكلام. يقول: (الطريق الثالث) هذا كلام الفخر الرازي (الطريق الثالث أن يكون ذلك الضمير عائداً الى الله تعالى وفيه وجوه) هذا كلام الفخر الرازي. بعد ذلك يأتي في (ص368) أنا بودي انظروا الى حاشية الكتاب (إيراد المؤلف لحديث الصورة كما هو في الصحيحين) إذن من هنا عندما يقول قلت هذا ليس كلام الفخر الرازي وإنما كلام الشيخ ابن تيمية يريد أن يعلق ويناقش الفخر الرازي. عند ذلك يأتي في (ص373) يقول: (والكلام على ذلك أن يقال هذا الحديث لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد الى الله) يدعي الإجماع لثلاثة قرون، وبعد ذلك سنقرأ عبارات السلف وعبارات علماء المسلمين ماذا قالوا في هذا الحديث، بحثه سيأتي ولا اريد الآن مناقشة هذا ولكني أريد أن أقول أنه يصر وينتصر لهذا القول أن الضمير يعود الى الله سبحانه. يقول: (في أن الضمير عائد الى الله فأنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة وسياق الأحاديث كلها يدل على ذلك) يدل على أن الضمير يعود على الله سبحانه وتعالى. ثم يأتي في (ص376) مباشرة، لو جاء عالم آخر وناقش قال لا، عندنا قرائن تقول أن هذا ا لضمير لا يعود الى الله يقول أنت جهمي أنت أهل بدعة، أنت أهل التحريف، أنت خارج عن الدين. ثم قال في (ص376) قال: (ولكن ظهر لما انتشرت الجهمية في المئة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائد الى غير الله تعالى حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين) لماذا يصيروا جهمية؟ أنا لا أعلم، بمجرد أن يختلفوا مع ابن تيمية أو يختلفوا مع الوهابية تكون من بدعهم وتكون من أوهامهم وتكون من … وهذا هو المنطق البائس الذي نجده أنه بمجرد اختلاف أحد مع الوهابية ومع ابن تيمية يكون أهل بدعة ونحو ذلك.
    المُقدَّم: هل من تصريح من أن الصورة التي يقصدونها … الصورة المادية المنظورة …
    سماحة السيد كمال الحيدري: سيأتي، بلي، باعتبار أن الشيخ ابن تيمية كما قرأنا استند الى كلام ابن قتيبة وهذا هو كلام ابن قتيبة أقرأه للمشاهد الكريم، هو في (ص445، ج6) يقول: (كما ذهب إليه ابن قتيبة) ماذا يقول ابن قتيبة في (تأويل مختلف الحديث والرد على من يريب في الأخبار المدعى عليها التناقض، ص415) تأليف خطيب أهل السنة والأثر فقيه الأدباء وأديب الفقهاء الإمام السلفي والعلماء الاثري أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة المتوفى 276هـ، ضبطه أبو أسامة سليم بن عيد الهلالي، دار ابن القيم ودار ابن عفان، الطبعة الثانية سنة 1430هـ قال: (قال أبو محمد: والذي عندي والله أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين) إذن يريد أن يشير الى شكل، يريد أن يقول بأن الله له أعضاء من اليدين والعينين والساق والأصابع ومنها الوجه ومنها الصورة. إذن لا يشير الى الصورة يضرب لها أمثلة كالقدرة والعلم ونحو ذلك وإنما أمثلتها … ولذا هؤلاء يصرون على أن الحق مع ابن قتيبة وهذا ما سنقرأه بعد ذلك. إذن بهذا توفر كلا العنصرين: العنصر الأول أن المراد من الصورة يعني العضو ويعني الشكل، يعني ما يتميز به، العنصر الثاني أن الضمير يعود على الله سبحانه وتعالى، يقول: (ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين وإنما وقع الالف لتلك لمجيئها في القرآن) الناس يألفون إذا قالوا أن الله له يد لا يستغربها أحد ولكن عندما يقول له صورة لأنه لم يرد في القرآن الكريم، يقول: (وإنما الالف لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأتِ في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع) يعني باليدين وبالأصابع وبالعينين والصورة، (ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد وإن كان يلزم منهما ما يلزم) إذن القضية أتصور واضحة وعبارة هذا الذي عبروا عنه فيما سبق محدث المدينة النبوية سأقرأ عبارته إن شاء الله.
    الى هنا اتضح لنا بشكل واضح وصريح بأن الشيخ ابن تيمية من القائلين بالقول الأول الذي يتقوم بهذين العنصرين: العنصر الأول أن المراد من الصورة يعني الشكل يعني العضو، بغض النظر، قد يقول: لم نجد في كلامه يقول هكذا، جيد لا مشكلة، وإنما يقصد به عضو من الأعضاء كاليدين والعينين وكالقدم والأصابع والساق. العنصر الثاني أن هذا الضمير يعود على الحق سبحانه وتعالى أنه هو له صورة يعني عضو في قبال باقي الأعضاء.
    المُقدَّم: سماحة فيما تقدم بينتم بوضوح أن عبارات صريحة في كتب المصادر المعتبرة ومنها كتب ابن تيمية نفسه تصرح بأن ابن تيمية يلتزم بالقول الأول بكلا عنصريه الصورة بالمعنى المحسوس المرأي والضمير يعود على الله تبارك وتعالى، ما هو موقف علماء الوهابية خصوصاً المعاصرين منهم هل يؤيدون ابن تيمية أم أن لهم تأويلات معينة لا توقعهم في التشبيه.
    سماحة السيد كمال الحيدري: لا أريد أن استبق البحث وسأقرأ عبارات القوم لتروا أن هؤلاء بشكل واضح وصريح يقلدون الشيخ ابن تيمية، هم تابعون بل زادوا عن ذلك، لعل بعض العبارات غير الموجودة في كلمات ابن تيمية موجودة في كلمات محمد عبد الوهاب ومن جاء بعده من تلامذته، يعني المؤسسة الدينية الرسمية في المملكة العربية السعودية، بودي قبل أن أقرأ العبارات أن أشير الى نكتة يلتفت لها المشاهد الكريم، نحن عندنا مفهومان لابد أن يلتفت إليهما كل إنسان يريد التحقيق في هذه المسائل، المفهوم الأول هو المثلية، نقول: هذا الكتاب مثل هذا الكتاب، أنا بودي أن المشاهد الكريم لو نظر الى هذين الانائين ماذا يقول عنهما، يقول أحدهما مثل للآخر، في الماء في الشكل في الصورة في الهيئة في الطول في العرض في الوزن …، أو عندما نقول أن هذا الكتاب عندما نأتي الى هذا الكتاب وهذا الكتاب هذا أحدهما مثل للآخر أو أحدهما شبيه للآخر، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت، لا يستطيع أحد أن يقول أن أحد هذين الكتابين مثل للآخر، كما في الانائين، وإنما أحدهما يشبه الآخر نفس الطول … هناك نقاط تشابه. النقطة المركزية التي بودي أن المشاهد الكريم يلتفت لها بشكل واضح وصريح هي أن هؤلاء نفوا أن يكون لله مثل ولكن لم ينفوا أن يكون لله شبيه، إذن لا يتبادر الى ذهنكم عندما قالوا هؤلاء (ليس مثله شيء) نفي المثلية لا يلزم منه نفي الشبيه، فلعله يوجد له شبيه ولكنه ليس مثلاً له، وأنا لا أعلم واقعاً أن هؤلاء عندما استدلوا لنفي التشبيه بنفي المثلية إما واقعاً ليسوا من أهل العلم بل من الجهلة لا يميزوا بين نفي المثلية ونفي التشبيه، وإما أنهم يخدعون القارئ ويخدعون المخاطب حتى أنه لا يكتشف كما فعلوا ذلك في مسألة التجسيم، قالوا جسم أصروا ولكن لا كالأجسام فأثبتوا أصل الجسمية ونفوا مثلية التجسيم قالوا جسم ولكن ليس كمثل هذه الأجسام، إذن أثبتوا اصل تشبيه الجسمية، ولذا نحن في بحث الجسمية أشرنا الى هذه النقطة قلنا من قال أن الله جسم فكما هو مجسم فهو مشبه، نعم ليس قائل بأن جسمه تعالى كجسم الإنسان، هذه الكاف لا يقولوها، يقول جسم لا كالأجسام فهو ينفي المثلية ولا ينفي التشبيه.
    بعد أن اتضحت هذه المقدمة وإن كان فيها دقة وعمق أنا أحاول أن أقرأ عبارات علماء الوهابية وأتباع محمد عبد الوهاب الذين مشوا على طريق الشيخ ابن تيمية لتروا ماذا يقول هذا الرجل.
    أحاول أن استند الى أهم المصادر والمجاميع الأصلية التي يعتمدون عليها:
    الكتاب الأول: (الدرر السنية في الأجوبة النجدية، مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد الأعلام من عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى عصرنا هذا، ج3، كتاب الأسماء والصفات، ص260) جمع عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي المتوفى 1392هـ: السؤال هذا (وسُئل الشيخ فلان عن قوله (خلق الله آدم بيده على صورته) هل الكناية في قوله (على صورته) راجعة الى آدم؟ فأجاب: هذا الحديث المسئول ثابت وصحيح) ثم يناقش أنه راجع الى آدم أو راجع الى المضروب … ثم يقول: (ولقد نص الإمام أحمد على صحة الحديث وإبطال هذه التأويلات) يعني لا يعود على آدم ولا يعود على المضروب أنه إذا قاتل أحدكم أو المقتول أو إذا ضرب أحدكم (واللفظ الذي فيه على صورة الرحمن رواه الدارقطني والطبراني عن النبي عن ابن أبي عاصم عن أبي هريرة قال: من قاتل فلجتنب الوجه فأن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن) يعني هؤلاء يقولون بالتشبيه أو لا يقولون بالتشبيه؟ نعم، التفتوا جيداً هو في (ص260) من الكتاب، هذا في (ص261) أما في (ص260) (مع اعتقادنا أنه ليس كمثله شيء) ينفي المثلية ولكن يثبت التشبيه. إذن لا يقول لنا قائل غداً ويكتبون في المواقع والدراسات نحن نقول ليس كمثله شيء. نعم، الآية الكريم نفت المثلية ولكنكم تثبتون التشبيه، تقولون فأن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن. (وصحح إسحاق بن راهويه اللفظ فيه … وقال ابن قتيبة الذي عندي والله العالم …) يؤيد كلام ابن قتيبة الذي نقلناه، يعني يؤيدون هذا النهج الذي أشرنا له، وهو أنهم يعتبرون الصورة مثل اليد والأصابع، ثم يقول: (أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين …) وهذا كلام ابن قتيبة (وقد ثبت في الصحيحين عن النبي قال …).
    إذن بشكل واضح وصريح يؤكد نظرية ابن قتيبة والتي مشى عليها الشيخ ابن تيمية وهذا أيضاً أحد كتبهم الأساسية في هذا المجال.
    ومن المصادر الأصلية التي عندهم في هذا المجال (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، التوحيد وما يلحق به، ج6، ص353) تأليف ابن باز وهو من أعلامهم المعاصرين، جمع وترتيب وإشراف الدكتور محمد بن سعد الشويعر، دار أصداء المجتمع، وقد أشرنا الى هذا المصدر فيما سبق ولا نحتاج الى الإعادة، (السؤال الرابع: أن الله خلق آدم على صورته هل معنى ذلك أن جميع ما لآدم من صفات تكون لله؟ الجواب: هذا ثبت عن رسول الله، وجاء في رواية أحمد وجماعة من أهل الحديث على صورة الرحمن فالضمير في الحديث الأول يعود الى الله) إصرار على أن هذا الضمير يعود على الله والمراد من الصورة أيضاً صورة الرحمن، ثم يقول: (ولا يلزم من ذلك أن تكون) التفتوا الى عبارة هذا الرجل تكلم بصورة دقيقة، فقط ينفي المثلية وإن كان يقول بالتشبيه يقول: (ولا يلزم من ذلك أن تكون صورته سبحانه مثل صورة الآدمي) فهو ينفي فقط المثلية، (كما أنه لا يلزم إثبات الوجه لله سبحانه واليد والأصابع والقدم والرضا والغضب وغير ذلك أن تكون مثل صفات بني آدم) إذن هو بصدد نفي المثلية فقط ليس بصدد ماذا … يعني الله له يد ولكن ليست مثل يدنا لعل طول يده كيلو متر، له أصابع ولكن ليست كأصابعنا وإن كانت تشبه أصابعنا، اصبع لغة وحقيقة بحسب المعنى الدقيق لهذه الكلمة، يعني عندما نراجع اللغة كما أنه يدنا يصدق عليها يد حقيقة يصدق بحسب اللغة على يده تعالى أيضاً يد حقيقة ولكن ليست أحدهما مثل الاخرى وإنما أحدهما تشبه الأخرى.
    هذان قلمان، هذان أحدهما مثل الأخر أو أحدهما يشبه الأخر؟ أحدهما يشبه الأخر لا مثله، هو فقط ينفي المثلية ولا ينفي الشبه، هذه نقطة أساسية وهي يغفل عنها الكثير، هؤلاء يقولون (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الجواب: يقولون نعم له يد ولكن ليست كأيدينا، يعني ينفون المثلية ولا ينفون التشبيه، له جسم ولكن ليست كأجسامنا له عين ولكن ليست كعيوننا، له كل الصفات التي توجد، يشبهنا من كل شيء، نعم يختلف في الطول والعرض والوزن وغيرها.
    إن شاء الله تعالى سيأتي في أبحاث لاحقة أنه يقول نعم الله له أعضاء ومركب من الأعضاء، نقول له ما الفرق بين أعضائنا وأعضائه سبحانه وتعالى. يقول: أعضائنا قابلة للقطع والفصل ولكن الله لا يستطيع أحد أن يقطع عضواً منه، وإلا مركب من أعضاء وسأذكر في الوقت المناسب بالعبارة التي تثبت ذلك صريحاً عن الشيخ ابن تيمية أنه معتقد أن الله له أعضاء فإذا كانت له أعضاء بطبيعة الحال لها شكل خارجي ولها هيئة خارجية ونحو ذلك.
    ثم يقول: (فهي غير ذلك من صفات أن تكون مثل صفات بني آدم فهو سبحانه) وفي آخر (ص354) يقول ابن باز: (خلافاً لأهل البدع من المعطلة والمشبهة) أنا لا أعلم أي تشبيه؟! مقصوده من المشبهة يعني الممثلة، الذين يمثلون يقولون يدكيده، له يد كأيادينا له رجل كأرجلنا يتصور التشبيه هذا معناه، مع أن هذا ليس التشبيه، بل هو التمثيل وليس التشبيه (فليس سمع المخلوق ولا بصر المخلوق ولا علم المخلوق مثل علم الله عز وجل) ففسر التشبيه بالمثلية، ولذا قلت أنا في أول البحث إما أنهم واقعاً ليسوا أهل علم وليسوا أهل دقة وعمق، لأنهم لا يعرفون مثل هذه المسائل، هذه المسائل أدق كثيراً من عقول هؤلاء، أما هذا. وإما لا، ملتفتين الى أن هذه حقيقة موجودة ولكنهم يحاولوا أن يخدعوا القارئ يقولون (ولا علم المخلوق مثل علم الله عز وجل وإن اتفقنا في جنس العلم والسمع والبصر) حقيقة واحدة، حقيقة اليد واحدة، حقيقة الوجه واحدة، حقيقة الصورة واحدة، لكن ما يختص به الله لا يشابهه، المراد من لا يشابهه لا يماثله، لذا قال وليس كمثله شيء. بعبارة أخرى هو يشير الى الأمثلة يقول: (لأن صفاته صفات كاملة لا يعتريها نقص أما صفات المخلوقين فيعتريها النقص) لأن الله يده ليست حادثة بينما يدي حادثة، يده غنية ولكن يدي فقيرة وهكذا. هذا هو الفارق وإلا التشبيه ثابت والتجسيم أيضاً ثابت بنحو واضح وصريح.
    وهذا المعنى بشكل واضح وأصرح منه أشار إليه ابن باز في (مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة، ج25، ص127) بشكل واضح وصريح يقول: (ما صحة حديث أن الله خلق آدم على صورته، يقول: الجواب هذا هو الصحيح يعني أن الله خلق آدم على صورته سميعاً) صورة الله ما هي؟ (سميعاً بصيراً متكلماً له يد وله قدم وليس مثل ابن آدم).
    إذن يثبت أن الإنسان له يد شبيهة بيد الله أو الله له يد شبيهة بيد الإنسان ولكن ينفي المثلية، (وليس مثل ابن آدم تعالى الله عن الشبيه والنظير) قلنا مراده من الشبيه هنا يعني المثيل ولذا قال والنظير.
    ومن أولئك الذين صرحوا بتلك الحقيقة ما ورد في (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ج3، ص505) هذه المصادر الأصلية للمؤسسة الدينية في المملكة العربية السعودية، جمع وترتيب أحمد بن عبد الرزاق الدويش، ج3، دار المؤيد، التفتوا الى هذه الجملة المهمة جداً، السائل يقول أن هناك فتوى عن أبي هريرة أنه قال خلق الله آدم على صورته فهل هذا الحديث صحيح، يقول: (نص الحديث كذا … وله معنيان) يأتي الى المعنى الثاني وهو القول الذي يختاره (الثاني أن الضمير في قوله على صورته يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة على صورة الرحمن، وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه) أنا لا أعلم كيف لا يلزم التشبيه. نعم، لا يلزم التمثيل لا أنه لا يلزم التشبيه (فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ووصف نفسه بصفات ووصف بها خلقه ولم يلزم من ذلك التشبيه) يعني لم يلزم التمثيل (وكذا الصورة ولا يلزم من اتيانها لله تشبيهه بخلقه لأن الاشتراك بالاسم وفي المعنى الكلي) يعني نفس المعنى الذي يطلق على يدي يطلق على يد الله، نفس المعنى في اللغة يطلق على صورتي يطلق على صورة الله، نفس المعنى الذي يطلق على عيني يطلق على عين الله، يعني نفس المعنى الذي يستعمل في اللغة للعين إذن الله له عين ولكن لا كأعيننا يعني مثل أعيننا، بل شبيهة بأعيننا. ثم يقول: (ليس كمثله شيء).
    هذا أيضاً من أولئك الذين صرحوا.
    ومن أولئك الذين صرحوا كما أشرنا قبل قليل، هذه رسالة مفصلة وردت في رسائل في العقيدة كما أشرنا إليه للأنصاري الذي هو محدث المدينة النبوية، توجد رسالة الأخوة أهل العلم من يريد المراجعة تبدأ الرسالة من (ص169) وتنتهي في (ص180) وهنا يوجد تصريح جيد، يقول: (وحفاظاً على السنة) لماذا كتبت هذه الرسالة أيها الأنصاري؟ يقول: (حفاظاً على السنة النبوية والعقيدة السلفية) إذن يعتقد بأن عقيدة الوهابية هي هذه العقيدة (من التلاعب بهما) ثم ينقل رواية فأن صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن، ثم يأتي في (ص180) من الكتاب يقول: (والحق الذي عليه أهل السنة) وهذا كلام غير دقيق لأن أهل السنة لا يقولون بأن الله سبحانه وتعالى له أعضاء وجوارح، أسألوا مئات الملايين من علماء المسلمين ومن علمائهم لا تجد أحد يقول أن الله له أعضاء، نحن نعلم أن عموم المسلمين من الأشاعرة والماتريدية لا يقول أحد منهم بأن الله له أعضاء وجوارح، يقول: (ومن تبعهم … فيقولون أن لله وجهاً وعينين ويدين وقدمين وأصابع). أنا لا أعلم إذا أنا لي يدان والله له يدان إذن يوجد شبه بيننا أو لا يوجد؟ واضح الشبه. نعم، يستطيع أن يقول أنه يده ليست كيدنا، هذا نفي المثلية وليس نفي التشبيه، يقول له عينان، لا أنه الله له عين واحدة، له عينان كأي إنسان وكأي حيوان آخر له عينان، له يدان وله قدمان، له أصابع لا أصبع واحد، إذن من حيث التشبيه يوجد شبه تام.
    (كذلك له صورة وعلم وسمع وبصر وغير ذلك وهذا الذي نعتقده وندين به حتى نلقاه الله إن شاء الله) هو يقول، ونحن لا نعتقده ولا ندين به وإن شاء الله نلقى الله بالعقيدة الصحيحة التي جاء بها القرآن والسنة النبوية وأئمة أهل البيت عليهم السلام (حتى نلقاه إن شاء الله ومن أراد أن يقف على تخبط المبتدعين) بمجرد اختلفنا معهم صرنا من المبتدعين (وهذيانهم) صرنا أهل هذيان ولكنه أهل حق، وأنا لا أعلم من أين جاءت هذه النظرية نحن أهل الحق وغيرنا أهل الباطل وأهل الهذيان وأهل البدعة. هذا أيضاً من الموارد.
    وهناك موارد أخرى أشير لها منها (شرح الأربعين النووية، ص45 و 46) للعثيمين وهو من علمائهم الكبار، دار الثريا للنشر، الطبعة الثالثة سنة 1425هـ، يقول: (مسائل الأسماء والصفات التي حصل فيها خلاف معنى حديث أن الله خلق آدم … فحرفهم قوم تحريفاً مشيناً قالوا لأنك لو قلت أنها صورة الرب عز وجل لمثلت الله بخلقه لأن صورة الشيء مطابقة له وهذا تمثيل) إذن هو ينفي التمثيل ولا ينفي التشبيه، (وجوابنا على هذا أن نقول لو أعطيت النصوص حقها لقلت خلق الله آدم على صورة الله لكن ليس كمثل الله شيء) إذن هو بصدد نفي التشبيه أو التمثيل فقط؟ ليس كمثله شيء (فإن قال قائل اضربوا لنا مثلاً) يحاول أن يضرب مثل والمثل لا علاقة له بالمثال الذي يضربه ولا أريد الإطالة على الاعزاء في هذا المجال.
    ومن الكتب التي وقفت عند هذه القضية بشكل واضح وصريح ما ورد في كتاب (عقيدة الراسخين في العلم من الصحابة التابعين والأئمة المرضيين في صفات رب العالمين) تأليف سعود العثمان، هذا الكتاب فيه رسالة مفصلة في هذا المجال، الأعزاء إذا أرادوا مراجعة هذا البحث هو يقول من (ص637) الى (ص718) يعني حدود 80 صفحة رسالة، تشتمل على الأبحاث التالية: ذكر ألفاظ الحديث، ذكر أئمة ونقاد الحديث، ذكر ما نقل عن الإمام مالك، ذكر من صحح رواية خلق الله آدم على صورته، قول إمام أهل السنة وغير ذلك.
    ومن الموارد الأساسية المهمة في هذا المجال أيضاً رسالة موجودة، ما ورد في (تعليقات الفتوى الحموية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية) حمد بن عبد المحسن التويجري، هناك توجد عنده رسالة في (ص402) تحقيقات مفصلة في هذا المجال يقول في (ص404) (والرأي الراجح والله أعلم أن الضمير يعود الى الله وهذا ما ذهب إليه الأئمة) الى أخره في هذه القائمة. وكذلك من أراد الرجوع فليرجع الى (فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج16) وهي بتحقيق عبد الرحمن بن ناصر البراك، وهي الطبعة الحديثة، دار طيبة، هناك بشكل واضح تجد إصرارهم على كلام ابن قتيبة، لأنه يصرح بأن المراد من الصورة الأعضاء، يقول: (وأنها كصورة أحد من الخلق ومذهب جميع … مال المازري غلط ابن قتيبة فأجرى هذا الحديث على ظاهره، ابن قتيبة يعرف بخطيب أهل السنة وله جهود في الرد على الزنادقة والمعتزلة كما في تأويل مختلف الحديث وما ذهب إليه ابن قتيبة من إثبات الصورة لله عز وجل وأنها كصورة أحد من الخلق) يعني ينفي المثلية ولا ينفي التشبيه) وهكذا في (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج14، ص392) إشارة الى هذا المعنى. طبعاً هذا الذي أشرنا إليه (ج6، ص392) وهذا في (ج14، ص129) انظروا الى الضمير لأني أريد أن أؤكد أنه هؤلاء ينفون المماثلة ولا ينفون التشبيه، يقول: (وهذا هو الذي عليه أئمة السلف ومن مذهبهم إثبات الصورة لله حقيقة وأنها لا تماثل صورة أحد من المخلوقات).
    إذن أتصور كلمات واضحة التي تشير الى هذه الحقيقة.
    وهو أنه أساساً تلخص مما تقدم: أن نظرية الوهابية يعني أتباع محمد بن عبد الوهاب وهم أتباع الشيخ ابن تيمية في هذه المسألة يصرحون على أننا ننفي المثلية ولا ننفي ماذا؟ نعم، قد يوجد في بعض كلماتهم بلا تشبيه بلا تحريف، ولكن يظهر أن مرادهم من التشبيه يعني التمثيل، وإلا يقولون له يد وله رجل وله قدم وله أصابع ولكن ليس كمثله شيء، وهذه هي النظرية الرسمية التي قرأناها من كلمات كبار علماء هذه المدرسة.
    المُقدَّم: وسط البحث هناك وردت الإشارة أن هناك إمكانية لتأويل الصورة الصفة المعنوية غير الحالة المحسوسة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: غير كونها عضو من أعضاء هذا الموجود.
    المُقدَّم: يعني هل هناك شواهد الآن في كلام ابن تيمية أو أتباعه تثبت أن مقصودهم من الصورة ليس إلا العضو المرئي.
    سماحة السيد كمال الحيدري: العضو المرئي الذي يرى بالحواس الظاهرة أوضح من هذا لا يبين.
    في الواقع بأنه هذا البحث إذا يتذكر المشاهد الكريم نحن في الحلقة السابقة قلنا واحدة من أهم الآثار والثمرات والفوائد التي رتبها هؤلاء قالوا أن الله سبحانه وتعالى قابل للرؤية إما في الدنيا وفي البرزخ وإما في النوم وإما في الحشر الى غيره، بأي شكل؟ كما نرى الأشياء، نحن كيف نرى النور؟ نراه بهذه العين الحسية الباصرة الحسية، كيف نرى الشمس، نراها بهذه الأعين الحسية، قالوا بأن الله إذا كانت له صورة بمعنى الشكل إذن لابد أن يرى، نحن نريد أن نفعل في هذا البحث، نريد أن نقول عندما أثبتوا الرؤية الحسية فلابد أن يكون لله صورة بمعنى الشكل الخارجي والهيئة الخارجية وبمعنى الأمر المحسوس، وإلا إذا كان أمراً معقولاً وأمراً معنوياً لا يمكن أن يحس بالحواس الظاهرية كالعين العادية والحسية.
    نقرأ للأعزاء روايتين في هذا المجال، الروايات كثيرة ولكن أنا أقرأها من أهم كتابين في هذا:
    الكتاب الأول أو الرواية الأولى وردت في (صحيح البخاري، ج5، ص256، رقم الحديث 7437) الطبعة الحديثة التي هي طبعة الرسالة العالمية بتحقيق شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، الرواية (عن أبي هريرة أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة، فقال رسول الله: هل تضارون في القمر ليلة البدر، قالوا: لا) يعني عندما ترونه بشكل واضح هل توجد بينكم وبينه حجب ( قالوا: لا يا رسول الله، قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب، قالوا: لا يا رسول الله، قال: فأنكم ترونه كذلك) يعني كما ترون الشمس (يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول) هنا محل الشاهد (فإذا جاء ربنا عرفناه) إذن الله يأتي إلينا ونعرفه من خلال الصورة التي يعرفونها (فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه).
    هذه الرواية الواردة في (صحيح البخاري) وهو أن الله سبحانه وتعالى يأتي بصورة يعرفها إما كل المؤمنين وإما كل أهل المحشر وإما وإما ذاك تفصيل آخر لا أريد الدخول فيه ولعله في وقت مناسب سنتطرق له. هذه هي الرواية الأولى.
    الرواية الثانية وردت في (صحيح مسلم، ص193) دار الخير، تحقيق مسلم بن محمود عثمان السلفي الاثري، بعد أن يشير، طبعاً الرواية طويلة الذيل أن الله سبحانه وتعالى يقول من كان يتبع أحداً فليتبع من يعبده، ومن كان يعبدني فليتبعني، الرواية واردة في باب معرفة طريق الرؤية، كتاب الإيمان، ص193، ج1، رقم الحديث 299، الرواية نفس الرواية التي قرأناها ولكن (أن أبا هريرة أخبره أن الناس قالوا لرسول الله يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة … ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون) تبين أن أهل المحشر يعرفون الله بصورته، افترضوا بالصورة أو الشكل (أ) إن صح التعبير، الله يبدل صورته وشكله، ويتنكر بصورة أخرى، هذا هو منطق هؤلاء في التوحيد أن الله سبحانه وتعالى يبدل صورته التي كانوا يعرفونه الى صورة أخرى من الواضح أنه ليس المراد من الصورة هنا يعني الصفة لأنه لا معنى لأن تتبدل صفات الله سبحانه وتعالى من العلم والقدرة. إذن يبدل صورته يعني يبدل هيئته الخارجية ويبدل شكله الخارجي، طبعاً لا يبدل الأعضاء والأرجل والأقدام والأصابع وإنما يبدل فقط وجهه الخارجي.
    وأنا لا أعلم هل أن الله سبحانه وتعالى حجمه يوم القيامة هذا الجسم مثل أحجام الناس، جالس على العرش وحجمه أوسع من السموات والأرض، كيف لا يعرفونه، لا أريد أن أدخل في الإشكالات والواردة، لأنكم تتذكرون نحن عندما قرأنا روايات التجسيم ثبت أن الله سبحانه وتعالى كرسيه وسع السموات والأرض كما في آية الكرسي وهو جالس على هذا الكرسي ولا يفضل منه إلا أربعة أصابع مضمومة، فحجمه كم كيلو متر؟! فكيف لا يعرفونه أنا لا أعلم، إلا أن يأتي على صورة الشاب الأمرد الذي يبدل من شكل الى شكل آخر وهذا بعد ذلك سيأتي إن شاء الله تعالى.
    قال: (في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربك فيقولون نعوذ بالله منك) هذا الله الوهابية، هذا هو الله هذا الذي ليس كمثله شيء، هذا الذي هو جبار السماوات والأرض هذا الذي وسع كرسيه السماوات والأرض هكذا يتعامل مع خلقه يتنكر لهم من صورة الى أخرى ويتشكل من صورة الى أخرى وينتقل من صورة الى أخرى وخلقه يجهلونه مرة يعرفون بهذه ا لصورة ومرة بتلك الصورة (فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيه الله تعالى في صورته التي يعرفون) إذن له صورة متعددة (فيقول أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا) الآن عرفناك، لا أعلم أنتم داخلين بعض أماكن التنكر كما في بعض الحفلات فعندما يتنكر لا يعرفه أحد فعندما يغير ويرجع الى شكله الأصلي يقولون هذا أنت، هذا الله الذي يعرفوه هؤلاء في أنفسهم، هذا الله الذي أوجدوه بأوهامهم البائسة الضائعة الجاهلة العاجزة، ولذا يأتي هنا كلام أئمة أهل البيت (كلما ميزتموه بأوهامكم فهو مخلوق مصنوع مردود إليكم) كيف يمكن لأحد أن يتعرف على الله سبحانه وتعالى بهذه الطريقة البائسة التي يقولها هؤلاء، طبعاً رواية أخرى واردة في ( كتاب الإيمان، ص197، رقم الرواية 302) (أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال: فما تنتظرون) أنا قلت لكم أن كل واحد ليذهب مع الشخص الذي يعبده (فما تننتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد) أنتم تعالوا معي (قالوا ربنا فارقنا الناس في الدنيا) نحن في الدنيا عبدناك والناس فارقونا وضاع وضعنا (أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحب أولئك الذين أشركوا بك فيقول: أنا ربك، فيقولون: نعوذ بالله منك، لا نشرك بك شيئاً مرتين أو ثلاثة) لأنهم يتصورون أن هذا شبيه الله، ومع ذلك يقولون نحن ننكر التشبيه ولا تشبيه، كيف تصوروا أن هذا شرك، الله بعد ذلك يفعل (حتى أن بعضهم ليكاد ينقلب عن دينه فيقول هل بينكم وبين آية فتعرفونه بها) يا مؤمنين هل تعرفون علامة في ربكم حتى أدلكم على تلك العلامة (فيقولون نعم، فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه) إذن يعرفونه من العلامة الموجودة في ساق الله سبحانه وتعالى.
    أنا لا أعلم واقعاً هل أعلق على هذه الروايات أم لا أعلق، لم يعرفوه من وجهه ولا من شكله ولا من جسمه وإنما عرفوه من ساقه. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، تعالى الله عما يقولون الجاهلون علواً كبيراً. الله يسألهم بأنه أنا ربكم يقولون نعوذ بالله أنت لست ربنا، يقول: عندكم علامة، يقولون: نعم يكشف عن ساقه، (ولا يبقى من كان يسجد اتقاء أو رياء الله … ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة فقال أنا ربكم فيقولون أنت ربنا، ثم يضرب الجسر على جهنم).
    هذه الروايات الواردة في أصح كتابين عندهم.
    عندي عبارة أقرأها، العبارة واردة في ماذا يقول ابن تيمية، لأن حديثنا في ابن تيمية، ماذا يقول ابن تيمية في ذيل هذه الروايات؟ الشيخ ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية، ج7، ص68) يقول: (والمقصود هنا بيان ما في الأحاديث المشهورة من قوله فيرونه في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة) يعلق عليها في (ص75) من الكتاب يقول: (من تأمل سياق هذه الأحاديث وما اتفقت عليه من المعاني وسياقها وما فيها من الأخبار بأن الله يأمر كل من عبد غيره أن يتبع معبوده فيمثله لهم وأنه إذا تميز الموحدون من غيرهم امتحنهم) كيف امتحنهم بأن بدل صورته، هل يعبدون غير الإله الذي رأوه أولاً (فلما تثبتهم بالقول الثابت تجلى لهم في الصورة التي يعرفون فيسجدون له ولما رفعوا رؤوسهم من السجود وجدوه قد تحول في الصورة التي رأوها فيها أول مرة ثم أنهم يتبعونه بعد ذلك حتى يمروا على الصراط من علم هذه الروايات علم بالاضطرار أن الذي يأتيهم في هذه الصورة) يعني الصورة الأولى والصورة التي تحولت ثم يرجع الى الصورة الأولى (هو رب العالمين نفسه لا ملك من الملائكة) إذن بشكل واضح وصريح يعتقد أن الله سبحانه وتعالى يأتي يوم القيامة ويبدل صورته حتى يمتحن عباده يعبدون غيره لأنهم فقط يعرفونه بالصورة فيبدل هو شكله الخارجي فلا يعبدونه، يقول: لا أنتم من الموحدين كأن التوحيد يتم بتغيير الصورة.
    المُقدَّم: الأخ عبد العزيز من بريطانيا.
    الأخ عبد العزيز: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ عبد العزيز: في الحقيقة عندي استفسار بسيط وهو أنتم تقولون أن الله ليس لديه يد أو وجه أو غيره … أنتم لماذا لا تستدلون بكتاب الله سبحانه وتعالى.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أين الصورة في القرآن، دلني على آية من القرآن تشير الى الصورة، أنت قلت أن نستدل بالقرآن على وجود الصورة. أنت تقول استدل بالقرآن الكريم، استدل لي بآية من القرآن فيها أن الله له صورة.
    الأخ عبد العزيز: أكيد موجودة.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز، أنت قلت استدل من القرآن، أين تلك الآية.
    المُقدَّم: نحن الآن في مرحلة إثبات أن الشيخ ابن تيمية وأتباعه يقولون بأن الله له صورة بشكل خارجي وأنها كعضو من الأعضاء، هذا هو إثبات هذا القول، إثبات تبني ابن تيمية لهذا القول، الاستدلالات فيما يرتبط بنقض هذا القول ستأتي إن شاء الله ومبدأها هو القرآن الكريم. فيما يرتبط بهذا المقدار إن كان سؤالكم يرتبط نحن بخدمتكم.
    معنا الأخ حاج عمر من العراق.
    الأخ حاج عمر: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ حاج عمر: عندي مداخلة مع الشيخ كمال، شيخي الفاضل أنني من الأشخاص المتأثرين بالأفكار السلفية وكنت أتعامل بالفكر الوهابي لفترة من الزمن، وبعد متابعتي لبرامجك عبر هذه الفترة من الزمن وصلت الى نتيجة ثانية، وبعد أن بدأت أقرأ دعاء كنت أعتبر لا ضير في أن أقرأه يومياً وهو دعاء اللهم عرفني نفسك، أن هذا الدين الذي ندين به هو دين يرتبط بحقبة زمنية مضى عليها زمن طويل، فلقد فهمت حديثاً مرة بل في الحقيقة سمعت حديثاً عبر الفضائيات التي كانت تتكلم عن الأفكار الشيعية يقول: أن بني أمية أباحوا حرية الإيمان وحرموا حرية الشرك، وهذا الحديث كنت أتصوره داعماً لنا ولأفكارنا إلا أنني وبعد متابعتي لهذه البرامج التي ترشد الى الهدى عرفت معنى هذا الحديث بصورة جيدة، وهو بالتالي قد نسف كل ما نعتقد به وقد كشف لنا فعلاً ماذا نعبد، وعلى أي نهج نسير وإلى أي نبي نتبع، فهداك الله وهدانا بك يا شيخ كمال، وارجو منك الصبر على أمثالي من الذين ألبس عليهم بفعل المال والجاه، فلقد جعلوا منا شيوخاً ونحن لا نفقه ولا نميز بين الناقة والجمل. يا شيخ كمال آية (كل شيء هالك إلا وجه) فهل يعني أن يدي الله ورجله تهلك ويبقى وجهه فقط وشكراً الله وهداكم الله وهدانا بكم ووفقكم الله الى كل خير.
    سماحة السيد كمال الحيدري: هذا المطلب متعلق بالوجه والآن نتكلم نحن في الصورة، والوجه غير الصورة، القرآن عبر عن الوجه ثم نحن قلنا أنه نحن نعتقد أن الله له وجه وأن الله له يد وأن الله له … هذا كله صحيح، ولكن لا نحملها على أنها أعضاء، اختلافنا مع النهج الأموي ونهج ابن تيمية وأتباع ابن تيمية أن هؤلاء جاءوا الى هذه الآيات والروايات وفسروها على أنها أعضاء لله سبحانه وتعالى، ونحن نحملها على أنها صفات معاني وليست صفات محسوسة وأعضاء خارجية.
    المُقدَّم: الأخ صباح حسن من السويد.
    الأخ صباح: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ صباح: عندي مجموعة من الأسئلة: أولاً يقولون خلق الله آدم على صورته فهل هذه الصورة خاصة بآدم أم لباقي البشر، وثانياً: يقولون أن الله خلق الإنسان على صورة الرحمن، هل هذا الإنسان الذي نراه في أوجه مختلفة فأي وجه والوجوه فيها ألوان هل هو أبيض أم أسمر. والسؤال الثالث: إذا كانوا يرون ربهم على صورته يوم القيامة فمن منهم آدم حتى يروا ربهم على صورة آدم يوم القيامة يعني يعرفونه. والسؤال الأخير: إذا كانوا يقولون يكشف عن ساق يوم القيامة ويعرفونه عن السياق مثلاً لو نفترض جدلاً نقول أنه في انفجار كوني انقطع هذا الساق فكيف يعرفون هذا الساق.
    المُقدَّم: الأخ محمد من سوريا.
    الأخ محمد: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ محمد: سيدنا أول ما ظهر مسلسل سيدنا يوسف عليه السلام على التلفزيون أقام الوهابية الدنيا وأقعدوها أنه لماذا هذا الممثل يقوم بدور النبي يوسف، ثانياً إذا هم انزعجوا من هذا الأمر فلماذا لم ينزعجوا من تشبيه الله بأن له جسم ووجه.
    المُقدَّم: الأخ أبو عبد الله من السعودية.
    الأخ أبو عبد الله: السلام عليكم.
    المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    الأخ عبد الله: عندي مداخلة حول إشكالية ذكره سماحة السيد حول أن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، هو فعلاً خلق آدم كآدمي، لأن الله عز وجل خلق آدم كخلقه هذا لا ينكره أحد، ولكن هل رأى احد الله. الله سبحانه وتعالى له وجه وله يدين.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أنت تقول بنظرية ابن تيمية.
    الأخ عبد الله: لا لا أبداً.
    سماحة السيد كمال الحيدري: الله له يدان أم ليس له يدان.
    الأخ أبو عبد الله: له يدان وله رجلان.
    سماحة السيد كمال الحيدري: إذن له يدان ورجلان ولكنه ليس كمثل آدم بل يشبهه.
    سماحة السيد كمال الحيدري: أنا في المقدمة أشكر الأخ عمر على مداخلته القيمة في هذا المجال واشكر الله أن هذا البرنامج بدأ يأخذ موقعه باعتباره قائم على أسس علمية ولا يوجد فيه أي إهانة لأحد، وثانياً أن مجموعة الأسئلة التي سألها الأخ صباح من السويد، الأخ العزيز بعض هذه الأسئلة مرتبطة بالتمثيل، أنت عندما تقول أسود أو أبيض هو لا يقول كمثل الله سبحانه وتعالى حتى نسأل أسود أو أبيض لا لا، هو يقول شبيه، الشبيه قد يكون يعني الأبيض يشبه الأسود والأسود يشبه …
    المُقدَّم: شكراً لكم سماحة السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج مطارحات في العقيدة اختمها بالدعاء لنا ولكم أن يجعلنا الله تبارك وتعالى من العارفين به معرفة يرتضيها لنا ويوصلها هو تبارك وتعالى لنا عبر أوليائه وعبر قرآنه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2011/10/23
    • مرات التنزيل : 2817

  • جديد المرئيات