02/06/2011
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة هذا الأسبوع (موقف ابن تيمية وعلماء أهل السنة من صفة القدم والرجل لله تعالى، القسم الأول) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد في البدء هل هناك تمهيد قبل الدخول في بحث الليلة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمنالرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع كما يتذكر الأعزاء عندما بدأنا أبحاث التوحيد في أول شهر رمضان المبارك من السنة الماضية، المشاهد الكريم يعلم جيداً بأننا قلنا هناك بأن أهم بحث في التوحيد هو توحيد الأسماء والصفات، هذا البحث الذي يعد محور ويعد هو العمود الفقري لكل مراتب التوحيد الأخرى، من توحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية ونحو ذلك.
وبتعبير آخر: أن هذا البحث وهو بحث توحيد الأسماء والصفات يعد هو الأساس الذي عليه يقوم بحث أو توحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية، فإن كان هذا البحث سليماً وصحيحاً يعني توحيد الأسماء والصفات فما يبنى عليه من توحيد الربوبية والإلوهية سوف يكون صحيحاً وسليماً ويعطي اكله وثمره، أما إذا كان هذا الأساس وهو توحيد الأسماء والصفات فيه خلل ونقص وإشكال وفيه فساد فبطبيعة الحال أنه سوف ينجر وينعكس هذا الفساد وهذا السقم على باقي مراتب التوحيد.
وبتعبير آخر: أن توحيد الأسماء والصفات إن قبل قبل توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وإن لم يقبل رفض أيضاً توحيد الالوهية والربوبية ومن هنا نحن وقفنا تقريباً لمدة عشر أشهر نحن نتكلم في توحيد الأسماء والصفات لأنه إن صلح هذا التوحيد صلحت باقي مراتب التوحيد وإن فسدت هذه المرتبة فسدت باقي مراتب التوحيد، هذه مقدمة.
المقدمة الثانية التي لابد أن أقف عندها إجمالاً، إلى هنا اتضح لنا أن الشيخ ابن تيمية وأتباعه من الوهابية المعاصرين هؤلاء انتهوا إلى النتائج التالية:
النتيجة الأولى أو الأصل الأول: أن الله سبحانه وتعالى جسم ولكنهم حاولوا لإغفال القارئ قالوا جسم لا كالأجسام، ولكن أثبتوا له حقيقة الجسمية، يعني أثبتوا له وجود الجسمية وإن كان لا يشبه هذه الأجسام المتعارفة، وهذا طبيعي لأن جسمي أنا لا يشبه هذا الجسم وجسم البعوضة لا يشبه جسم الفيل فإن الفيل جسم والبعوضة أيضاً جسم ولكن هذا الجسم غير هذا الجسم ولهذا نحن نستطيع أن نضع يدنا على الفيل نقول جسم لا كتلك الأجسام لا يشبه، وفسروا الآية المباركة ليس كمثله شيء يعني ليس ما هو ند له وشبيه له ومطابق له في كل شيء وبطبيعة الحال أساساً في الموجودات الجسمانية أيضاً.
إذن أمنوا بالجسمية وصرحوا بمسألة الإيمان بالجسمية وجعلوه عنصراً أساسياً في الصفات الخبرية أو فيما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات، هذا هو الأصل الأول.
الأصل الثاني الذي انتهوا إليه هؤلاء أنهم قبلوا أن الله سبحانه وتعالى. طبعاً نتيجة لذلك قبلوا أن لله سبحانه . لو سألناهم أن الله هل له صورة محسوسة يُرى بها أو ليس له صورة؟ قالوا: نعم، أن الله له صورة، الله خلق آدم على صورته، أو على صورة الرحمن. وهذه نتيجة ذاك الأصل البائس الذي أمنوا به، يعني عندما أمنوا بأن الله جسم إذن لابد أن يقولوا … ولذا التزموا بلوازم الجسمية الأطيط حيث قلنا أن من لوازم الجسمية أن يكون له وزن وثقل، عندما يجلس على كرسيه يخرج منه أطيط.
والتزموا أيضاً بأن الله سبحانه وتعالى له صورة خلق الله آدم على صورته أو على صورة الرحمن، حكما تقدم البحث سابقاً فيما تقدم.
طبعاً بحثنا في هذه الليلة يبدأ من هنا.
السؤال المطروح: أن هؤلاء عندما قبلوا أن الله له صورة ووجه تشبهه صورة الآدميين، هل قبلوا أن الله سبحانه وتعالى شكله العام أيضاً على شكل الآدميين أو لا؟ يعني بعبارة أوضح الآدمي له يدان، الآدمي له رجلان، قد تكون هناك بعض الموجودات الحية لها أكثر من ذلك، أربع وأكثر من ذلك كما في نص الآية. من يمشي على بطنه ومن يمشي على رجليه، إذن الله سبحانه وتعالى من الموجودات التي له رجلان او رجل واحدة أو أربعة أو ثمانية أو ثمانية وثمانين أو ثمان مائة وثمانين أي منها. هل يشبهه الإنسان، لا أريد أن أقول الله يشبه الإنسان، لا، هم يقولون أن الإنسان خلق، النسخة الأصلية هي الله سبحانه وتعالى، فهل أيضاً فيما يتعلق باليدين وفيما يتعلق بالرجلين وفيما يتعلق بالقدمين وفيما يتعلق بالأصابع وفيما يتعلق بالعينين، هل يشبه الإنسان أو لا، في هذا البحث في هذه الليلة نريد أن نقف عند هذه النقطة وهي هل أن الله سبحانه وتعالى له قدم له رجل أو ليس له ذلك.
أنا إنما قدمت هذه المقدمة حتى يتضح تسلسل البحث يعني أن ابن تيمية والوهابية كيف ينتهون إلى نتائج أصلها الإيمان بالجسمية التي أمنوا بها وإلا لو لم يلتزموا بالجسمية لما انتهوا بالإيمان بالأطيط والصورة واليدين والرجلين والقدمين والنعلين … لما انتهوا إلى هذه النتيجة، لماذا انتهوا إلى هذه النتائج باعتبار أنهم في المقدمة أمنوا بأن الله سبحانه وتعالى محدود وأنه جسم ولكن لا كالأجسام.
المُقدَّم: هل هناك سماحة السيد نصوص صحيحة من وجهة نظر من يتبنى هذا تثبت أن لله تعالى قدماً.
سماحة السيد كمال الحيدري: الآن أنا سأنقل النصوص الواردة في هذا، ولكن الآن ليس البحث بأن الله له قدم أو ليس له قدم، ليس البحث في أن الله له وجه أو ليس وجه، صريح القرآن أن الله سبحانه وتعالى له وجه (ويبقى وجه ربك) وصريح القرآن أن الله له يدان وله عين ونحو ذلك، إنما الكلام بعد ذلك لابد أن يكون في تفسير هذه الصفات وفي بيان المراد من هذه الصفات. إذن الآن هذه مقدمة البحث أنه لابد أن نرى في القرآن لم يثبت أن لله سبحانه وتعالى قدم أو أن لله سبحانه وتعالى رجل.
نعم، ثبت أن له تعالى يدين وثبت أن له وجه، إلا أنه في القرآن لم يثبت أن لله قدم أو أن لله رجل. ومن هنا لابد أن نبحث عن النصوص الواردة عن الرسول الأعظم لنرى أن هذه الصفة هل وردت، هل وصف الله أن له قدم وبأن له رجل أو لا؟
أعزائي المصدر الأول في هذا المجال هو ما ورد في كتاب (صحيح البخاري) أو ما يسمونه صحيح البخاري، وإلا اتضح لنا في الحلقات السابقة أن هذا الرجل ليست له تلك الأمانة العلمية التي يستحق أن يسمى كتابه بالصحيح. نعم، لعله فيه روايات صحيحة ولكن فيها أيضاً خيانات علمية ولم تراعى فيه الأمانة العلمية كما أشرنا إلى ذلك في الحلقات السابقة. (صحيح البخاري، ج3، ص698، رقم الحديث 4849، سورة ق) للإمام الحافظ البخاري، المتوفى 256هـ أشرف على تحقيقه شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، في باب قوله (وتقول هل من مزيد) الرواية أيضاً نفس المشكلة التي لا يخلو منها كتاب عن أبي هريرة، أبو هريرة حاضر أيضاً في مثل هذه المسائل (عن أبي هريرة رفعه وأكثر ما كان يوقفه أبو سفيان يقال لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) إن شاء بعد ذلك سيتضح من خلال الروايات يعني بعد أن يلقى في جهنم الكفار والذين يستحقون النار جماعة بعد جماعة فتسأل النار وجهنم هل امتلأت فيأتي الجواب لا، هل من مزيد (وتقول هل من مزيد) عند ذلك ينتهي أولئك الذين يستحقون نار جهنم وتبقى النار لم تشبع ولم تمتلء (فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها) فعند ذلك (فتقول) نار جهنم (قط قط، حسبي حسبي) يعني اكتفيت امتلأت. ولا أعلم أن الله سبحانه وتعالى عندما يضع قدمه في النار ماذا يحدث في النار، يعني هذا الحجم الواسع يتضيق مرة واحدة أو يجتمع بعضها على بعض، هذا في الواقع لابد أن يجيبوا عليه هم، إلا أن تقولوا بأن الله سبحانه وتعالى بعد أن وضع قدمه فيه قال له تضيقي كن فيكون يعني ضاقت بالأمر الإلهي كن فيكون وإذا كان الأمر كذلك فلا حاجة إلى أن يضع قدمه ورجله فيها، هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني ما ورد في (صحيح مسلم، ج4، ص606، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، الباب 13، النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، رقم الرواية 2846) وأيضاً اتضح للمشاهد الكريم في الحلقات السابقة أن صحيح مسلم ما هي التصرفات التي تصرفها والمهم أنه ليس صحيحاً على إطلاقه كما يقال، أيضاً نفس الطبعة المعروفة وهي شيخ مسلم بن محمود عثمان السلفي الأثري، (عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال تحاجت النار والجنة) يعني وقعت محاجة وجادل بينهما (فقال النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين) الله لا يدخل فيها إلا المتكبر والمتجبر (وقالت الجنة فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم) يقول سقطهم أي ضعفائهم والمحتقرون منهم، وأنا لا أعلم أن كل أهل الجنة لابد ان يكونوا من الحقراء، لماذا أن كل الأنبياء لابد أن يكونوا من الحقراء لماذا كل الأولياء لابد أن يكونوا من الحقراء ولماذا كل العلماء والشهداء لابد ن يكونوا من الحقراء، ولكن هذا هو منطق أبي هريرة، وعلى أي الأحوال أنا لا أريد التعليق على الرواية لأنه ليس بحثي ماذا يقول هذا الرجل البائس الذي اتضح حاله (فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم سقطهم أي ضعفائهم والمحتقرون منهم) لا ضعيف الحال فقط بل حقير (وعجزهم جمع عاجز أي العاجزون عن طلب الدنيا والتمكن فيها والثروة) وكم من الأغنياء، أنتم تفتخرون أنه خديجة سلام الله عليها أيضاً كانت لها ثروة وأعانت رسول الله على رسالته، تقولون أن عثمان كذا كذا وأبو بكر كذا وكذا، هذا معناه أنهم لا يدخلون الجنة لأن هؤلاء ليسوا من الفقراء. (وقال الله للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار: أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عذابي ولكل واحدة منكم ملئها فأما النار فلا تمتلأ فيضع قدمه عليها فتقول قط قط، فهناك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض) يجتمع بعضها إلى بعض. هذا هو المورد الثاني.
المورد الثالث في هذا المجال ما ورد في (سنن الترمذي، ج4، ص521، رقم الرواية 2734، باب ما جاء في خلود أهل الجنة والنار) بتحقيق شعيب الأرنؤوط وهيثم عبد الغفور (ويبقى أهل النار) تلك الرواية التي الله سبحانه وتعالى يذهب ويقول كل واحد يذهب مع معبوده في ذيل هذه الرواية (ويبقى أهل النار فيطرح منهم فيها فوج فيقال هل امتلأت فتقول هل من مزيد ثم يطرح فيها فوج فيقال هل امتلأت فتقول هل من مزيد حتى إذا … فيها وضع الرحمن قدمه فيها وأزوي بعضها إلى بعض ثم قال: قط. قالت: قط قط) الله سبحانه وتعالى قال كفاك قالت حسبي حسبي. هذا هو المورد الثالث.
المورد الرابع: إنما أنا أؤكد هذه ليتبين أن هذه الرواية من المسلمات عند القوم، ما ورد في (صحيح سنن الترمذي، ج3، ص18) تأليف العلامة الألباني، أيضاً نفس الرواية بإمكان الأعزاء أن يراجعوا باب ما جاء في خلود أهل الجنة والنار رقم الحديث 2557، بعد أن ينقل الحديث قال: (قال أبو عيسى) يعني الترمذي (هذا حديث حسن صحيح) إذن أيضاً يصحح هذا الحديث.
وممن أشار إلى هذا الحديث ما ورد في (مسند الإمام أحمد، ج14، ص413، رقم الرواية 8817) تحقيق شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، مؤسسة الرسالة، أيضاً عندما يصل ويقول ويبقى أهل النار في الحاشية يقول: (حديث صحيح وله إسنادان …) كما يقول العلامة شعيب الأرنؤوط.
وممن أخرج الرواية (مسند الإمام الحافظ الدارمي، ج3، ص1882، باب 122 باب قوله هل من مزيد) تأليف الإمام الحافظ الدارمي المتوفى 255هـ وهو معاصر للبخاري، تحقيق حسين سليم أسد الداراني، دار المغني، الرياض، (يلقى في النار أهلها وتقول هل من مزيد ثلاثة حتى يأتيها ربها تعالى) يتحرك نحوها (فيضع قدمه عليها فتنزوي وتقول قط قط قط … إسناد صحيح).
طبعاً المصادر التي نقلت هذا النص كثيرة بإمكان الأعزاء يرجعوا إلى عشرات المصادر التي أشارت منها السنة لابن أبي عاصم تحقيق الجوابرة، وكذلك التوحيد لابن أبي خزيمة ج1، ص209، وكتاب الأربعين في دلائل التوحيد للهروي ص171 تحقيق الفقيهي، وعشرات التي ورد فيها أن الله بعد أن لا تمتلأ النار بالعاصين وبالكافرين وبمن يستحقون العذاب تقول هل من مزيد، الله لكي يغلق هذا التساؤل أو يجيب على هذا التساؤل يضع قدمه، الروايات قالت قدمه، يضع قدمه فيها فينزوي بعضها إلى بعض عند ذلك تقول قط قط قط.
المُقدَّم: هل وردت هذه الصفة بعنوان الرجل أو أنها فقط بعنوان القدم؟
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه بمستوى البحث العلمي لابد أن نرى بأنه هل توجد هناك روايات صحيحة أثبتت صفة الرجل لله سبحانه وتعالى أم فقط أن الروايات الواردة فقط أثبتت صفة القدم لله سبحانه وتعالى، لا أطيل على المشاهد الكريم كثيراً في الواقع بأنه الروايات الواردة في هذا المجال متعددة وفي أهم الكتب المعتبرة عند القوم منها ما ورد في (صحيح البخاري، ج3، ص698، رقم الحديث 4850) (عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: تحاجت الجنة والنار فقالت النار أثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم، قال الله تبارك وتعالى: … فأما النار فلا تمتلأ حتى يضع رجله) إذن الرواية التي قرأناها عن صحيح مسلم قدمه وهذه عبرت رجله (فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحداً). هذه هي الرواية الأولى الواردة في هذا المجال.
الرواية الثانية في (صحيح مسلم، ج4، ص607) أيضاً نجد نفس هذا البيان وارد في الرواية (… أنت رحمتي ارحم بها ولكل واحد يدخلني الضعفاء …) نفس الرواية التي أشرنا إليها قبل قليل موجودة في صحيح مسلم.
وكذلك في (مسند الإمام أحمد، ج13، ص500 و 501) تحقيق شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، (فتقول قط فقط، أي حسبي) (فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله عز وجل رجله …) يقول شعيب الأرنؤوط (إسناده صحيح على شرط الشيخين).
إذن القضية واضحة المعالم ولا تحتاج إلى بحث كثير وهي أن النصوص التي ينقلها القوم يقولون أن الله سبحانه وتعالى يتصف بصفة القدم ويتصف بصفة الرجل.
إلى هنا نحن لم نقرأ في هذه الروايات لا صفات القدمين ولا صفة الرجلين، وإنما الروايات الواردة يضع قدمه فيها يضع رجله فيها، إذن نستطيع أن نقول إلى هنا من حيث البحث العلمي أن الروايات أثبتت أن لله تعالى قدماً وأن لله رجلاً.
المُقدَّم: ما هو موقف ابن تيمية وأتباعه من أحاديث القدم والرجل التي أشرتم لها.
سماحة السيد كمال الحيدري: إلى هنا كان البحث بحثاً تمهيدياً ومقدمات وإنما البحث العلمي سيبدأ من هذا البحث الذي سوف أدخل فيه.
قبل أن أشير أو أن أدخل في بيان نظرية ابن تيمية وأتباعه من الوهابية بودي أن أشير إلى أصل، طبعاً هذا الأصل اشرنا إليه في أبحاث سابقة ولكنه في كل مورد هذا الأصل له تطبيقات وفي كل مورد يعد مصداق وتطبيق ومورد من موارد تلك القاعدة الأصلية، نحن عندما نرجع إلى القرآن الكريم في سورة آل عمران نجد عدة قواعد أشارت إليها الآية السابعة من سورة آل عمران. هذه الآية أولاً قالت لنا (هو الذي أنزل عليك الكتاب) إذن هذا القرآن الذي بين أيدينا الأصل الأول الذي أشارت له الآية المباركة أنه ينقسم (منه آيات محكمات وآخر متشابهات) إذن الأصل الأول … لا تقول سيدنا لماذا لم تقرأ الكلمات الأخرى، سيأتي. الأصل الأول أن الآيات القرآنية ليست جميعها من المحكمات وليست جميعها من المتشابهات وإنما تنقسم إلى محكمات وإلى متشابهات، هذا أصل قرآني ولم يختلف فيه أحد من علماء المسلمين أن القرآن ينقسم إلى محكمات وإلى متشابهات.
الأصل الثاني: أنه لا يجوز الاعتقاد بالمتشابه إلا بعد إرجاعه إلى المحكم، هذا الأصل الثاني.
الأصل الثالث: أن المحكم يعد هو أم للمتشابه، أصل للمتشابه، أساس المتشابه. ما معنى أن المحكم أساس المتشابه وأنه لا يفهم المتشابه إلا بعد إرجاعه إلى المحكم، يعني لا يمكن أن تأخذه على انفصال وتفهمه، لابد أن ترجع فيه إلى المحكم وفي ضوء المحكم، أن تفهمه في سياق المحكم وإن لم تفعل ذلك … وهذا هو الأصل الآخر الذي أشارت إليه الآية المباركة (آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة) إذن أشارت إلى قضيتين محوريتين وخطيرتين، قالت من هو مريض في القلب وفي قلبه زيغ عن الحق حتى يريد أن يتبع الفتنة يريد أن يضل الناس يأتي إلى المتشابه من غير إرجاع إلى المحكم.
إذن أي صفة من الصفات الإلهية سواء وردت في القرآن الكريم أو وردت في السنة النبوية الصحيحة إذا أردنا أن نعتقد بها إما أن نثبت أنها من المحكمات فيجب الاعتقاد بها مباشرة، وإذا لم يثبت أنها من المحكمات فتقع في المتشابهات، إذن لكي نفهمها لابد من إرجاعها إلى المحكمات وإلا لو عملنا بهذه المتشابهات من غير إرجاعها إلى المحكمات نص صريح القرآن يقول هذا فعل الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة.
إذا اتضحت هذه المقدمة تعالوا معنا لندخل إلى البحث اللغوي أولاً، ما هو المراد من الرجل وما هو المراد من القدم لنرى أن هذه بظاهرها يمكن إسنادها إلى الله بحقيقتها يمكن إسنادها إلى الله، بحقيقتها يمكن إسنادها إلى الله أو أنه إن لم نرجعها إلى المحكمات نقع في الزيغ والفتنة ونحو ذلك.
تعالوا معنا إلى كتب اللغة، يكفي أن أبين كلام أحد الأعلام في اللغة وهو الراغب الأصفاني المتوفى 502هـ في كتابه المهم (المفردات في غريب القرآن، ص189) في مادة رجل يقول: (والرجل العضو المخصوص) اساساً لا يطلق الرجل إلا على هذا العضو المخصوص (بأكثر الحيوان) يعني أكثر الحيوانات تمشي إلى رجلين وبعضها أربعة أرجل وبعضها أكثر من ذلك (بأكثر الحيوان، قال تعالى: (فامسحوا برؤوسكم وأرجلكم) واشتق من الرجل رجل وراجل) باعتبار أنه يمشي على رجليه، هذا فيما يتعلق بالرجل. إذن الرجل في اللغة العربية موضوعة لأي شيء؟ للعضو الخاص، يعني لا يمكن استعمال هذه المفردة إلا في العضو الخاص، لا يمكن استعمال هذه اللفظة في غير هذا العضو الخاص وإذا استعملت تكون مجازاً أو عناية أو كناية أو تأويلاً أو نحو ذلك.
وفيما يرتبط بالقدم قال في (ص397، مادة قدم) (القدم قدم الرجل وجمعه أقدام، قال تعالى: (ويثبت به الأقدام) وبه اعتبر التقدم والتأخر) يعني إذا كنت بقدمين متقدم أو متأخر.
إذن على هذا الأساس بشكل واضح وصريح أن العلامة الراغب الأصفهاني يقول بشكل واضح وصريح بأن الرجل لا يستعمل إلا في العضو المخصوص وأن القدم لا تستعمل إلا في العضو المخصوص.
السؤال المطروح: نحن عندما نقول الله له قدم، الله له رجل هل استعمل هذان اللفظان في العضو أو لم يستعملا؟ أنا أسأل ابن تيمية وأتباع ابن تيمية فإن قال استعملا في المعنى اللغوي لهما إذن أثبت أن لله تعالى عضواً، المهم أثبت له أعضاء وهم يقولون نحن لا نثبت له أعضاء لأنه يعلمون بأنه إذا صارت له أعضاء صارت له أجزاء وعند ذلك يكون مركباً من أعضاء وأجزاء، وإن قال لا، نطلق الرجل والقدم وليس مرادنا الأعضاء إذن استعمل اللفظ في غير ما وضع له ويكون استعمالاً مجازياً واستعمالاً تأويلاً، ولذا نعم ما قاله أحد أئمة أهل السنة الجماعة المعاصرين من مدرسة الأزهر الشريف وهو الإمام محمد أبو زهرة في كتابه (ابن تيمية حياته وعصره آراؤه وفقهه، ص223، الفقرة 286) دار الفكر العربي، قال: (وننتهي من هذا إلى أن ابن تيمية يرى الألفاظ في اليد والنزول والقدم والوجه والاستواء على ظاهرها) كما سنقرأ العبارة لاحقاً (ولكن بمعانٍ تليق بذاته الكريمة كما نقلنا من قبل، وهنا نقف وقفة) مع الإمام ومع شيخ الإسلام ابن تيمية (أن هذه الألفاظ وضعت في أصل معناها لهذه المعاني الحسية) للعضو الخاص وضع اللفظ وضعت اليد، وضع القدم، وضع الرجل، وضعت الأصابع (ولا تطلق على وجه الحقيقة على سواها) على غير هذه الأعضاء المخصوصة (وإذا أطلقت على غيرها سواء كان معلوماً أو مجهولاً فأنها قد استعملت في غير معناها، ولا تكون بحال من الأحوال مستعملة في ظواهرها بل تكون مؤولة وعلى ذلك يكون ابن تيمية قد فر من التأويل ليقع في تأويل آخر وفر من التفسير المجازي ليقع في تفسير مجازي آخر).
قد يقول قائل: لماذا أنتم تتهمون ابن تيمية، من قال أن ابن تيمية يقول أن هذه محمولة على ظاهرها، ومن قال أن ابن تيمية يقول أن هذه الصفات من المحكمات لعله يقول أن هذه الصفات من المتشابهات فلابد من إرجاعها إلى المحكمات.
في الواقع الحق من الناحية العلمية لابد أن نرجع إلى كلمات الشيخ ابن تيمية وأتباع الشيخ ابن تيمية من الوهابية لنرى أنهم حملوا هذه الألفاظ على ظاهرها الحقيقي أو لم يحملوها، وثانياً أنهم جعلوها من المحكمات أو جعلوها من المتشابهات، فإن ثبت أن الشيخ ابن تيمية حمل هذه الألفاظ على معانيها الحقيقية هو وأتباعه وكذلك جعلها من المحكمات ولم يرجعها إلى المتشابهات إذن بيني وبين الله يعتقد أن الله سبحانه وتعالى له رجل لا كالأرجل وله قدم لا كالأقدام، يعني نحن قدمنا افترضوا طوله شبر وعرضه أربع أصابع الله لا نعلم أن طول قدمه خمس كيلومترات وعرضها 2 كيلو متر هذا لا نعلمه، ولكن له قدم كأقدامنا، بحسب اللغة يطلق عليه قدم بالمعنى الحقيقي للقدم، ويطلق على قدمه رجل بالمعنى الحقيقي في اللغة الذي يطلق على العضو المخصوص.
أنا لا أريد أن أستبق البحث بل أريد أن أرجع إلى كلمات الشيخ ابن تيمية أولاً والى كلمات أعلام الوهابية المعاصرين أمثال العثيمين والفوزان والغنيمان والهرات إلى غير هؤلاء من الأعلام لنرى أنهم التزموا بهذين الأصلين أو لا، يعني ارجعوها إلى المتشابهات أو قالوا أنها من المحكمات أولاً. ثانياً أنهم قالوا أنها يوصف الله بها حقيقة أو قالوا مجازاً، إذا قالوا حقيقة وقالوا هي من المحكمات إذن عند ذلك أمنوا بأن الله كما أنه جسم هذا الجسم على شكل آدمي مركب من أعضاء ومن أعضائه القدم والرجل.
إذن إلى هنا انتهينا إلى هذه النقطة وهي أنه لابد أن نقف على كلمات شيخ الإسلام ابن تيمية وعلى كلمات أعلام الوهابية المعاصرين أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباع الشيخ ابن تيمية لنرى أنهم ماذا يقولون في هذه الصفات، ماذا يقولون في الوجه وماذا يقولون في اليدين وماذا يقولون في القدم وماذا يقولون في الرجل وماذا يقولون في العين إلى غير ذلك، وهذه قاعدة عامة ليست مختصة بالمقام.
المصدر الأول ما ورد في (الفتوى الحموية الكبرى، ص395) لشيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى 728هـ دراسة وتحقيق حمد بن عبد المحسن التويجري، مكتبة دار المنهاج، قال: (ثم قال) حتى أنه لا يتصيد أحد في الماء العكر ويقول بعد ذلك هذا ليس رأيه … يا أخي العزيز هو ينقل رأي أحد الأئمة في هذا المجال وبعد ذلك يؤيد هذا الكلام، نعم إذا راد هذا الكلام وإذا ناقش هذا الكلام كما هي طريقته ينقل كلام الفخر الرازي ويرده ينقل كلام الأشاعرة ويردها، ينقل كلام الجهمية ويردها. إذن عندما ينقل كلاماً ولا يرد ذلك الكلام، بل يؤيد ذلك الكلام هذا يكشف أنه رأيه وإن كان ينقل آراء الآخرين، إذن عندما يقول (ثم قال) أولاً نشير إلى من القائل، هذا كلام ما ورد في (ص385) من الكتاب وهو (وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن خفيف في كتابه الذي سماه اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات) إذن كلامه في (ص395) كلام الإمام الخفيف.
(ثم قال) الإمام الخفيف (ثم أن الله تعرف إلى عباده المؤمنين وأنه قال له يدان قد بسطهما بالرحمة) هذا نص الآيات القرآنية (وذكر الأحاديث في ذلك، ثم ذكر شعر أمية بن أبي السلط ثم ذكر حديث يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع فيها رجله، وهي رواية البخاري وفي رواية أخرى يضع عليها قدمه، ثم ما رواه مسلم البطين عن ابن عباس أن الكرسي موضع القدمين) لأنه جالس على العرش استوى على العرش يعني جلس على العرش ومد قدميه فقدماه موضعهما على الكرسي. إذن الكرسي ليس موضع جلوسه بناء على هذا وإنما موضع القدمين، إذن تبين أن الله سبحانه وتعالى عنده قدمان كالإنسان، لا أربعة ولا سبعة ولا تسعة ولا غيرها بل له قدمان كالإنسان، إذن ليس فقط الله يشبه الإنسان في صورته ووجهه بل يشبه الإنسان في قدميه أيضاً (وأن العرش لا يقدر قدره إلا الله وذكر قول مسلم البطين وقول السندي وفلان وفلان وبعضهم يقول: موضع قدميه وبعضهم يقول: واضع) الوضع أمر مكاني، إلا أن يقول مرادنا الوضع المعنوي، وهذا خلاف ظاهر الرواية (واضع رجليه عليه) على الكرسي (ثم قال فهذه الروايات قد رويت عن هؤلاء، هؤلاء من صدر هذه الأمة موافقاً لقول النبي متداولاً في الأقوال محفوظاً في الصدور لا ينكر خلف عن سلف ولا ينكر عليهم أحد من نظائرهم نقلتها الخاصة والعامة مدونة في كتبهم، إلى أن حدث في آخر الأمة من قلل الله عددهم) هؤلاء الذين يدعو عليهم بأن الله قلل عددهم (ممن حذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله عن مجالستهم ومكالمتهم وأمرنا أن لا نعود مرضاهم ولا نشيع جنائزهم) انظر إلى هذا المنطق ومنطق الإمام الصادق الذي يقول عودوا مرضاهم وصلوا معهم، هذا المنطق الأموي وذاك المنطق العلوي، (فقصد هؤلاء إلى هذه الروايات فضربوها بالتشبيه وعمدوا إلى الأخبار فعملوا في دفعها على أحكام المقاييس) يعني لا أنهم رفضوا الأحاديث وإنما قالوا بأن هذه الروايات من المتشابهات ولابد من إرجاعها إلى المحكمات، يقول لا، هؤلاء قدرية الأمة الذين أمرنا أن لا نكلمهم وأن لا نؤكلهم وأن لا نعود مرضاهم وأن لا نسلم عليهم.
إذن واضح بأنه لا يتكلم مع أولئك الذين رفضوا تلك الروايات، أمنوا بها ولكن لم يؤمنوا بأنها من المحكمات وإنما جعلوها من المتشابهات وأرجعوها إلى المحكمات، هذا المعنى سيتضح لاحقاً بشكل أوضح عندما نأتي إلى شراح ابن تيمية وأتباعه الذين أمنوا بمقولته.
(العقيدة الواسطية) من الرسائل التي كتبها الشيخ ابن تيمية وكتبت عليها شروح عديدة منها (شرح العقيدة الواسطية، ص205) تأليف العلامة محمد خليل هراس، تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين، يعني الشرح للعلامة هراس والتعليقات للعلامة العثيمين، ويليه ملحق الواسطية حقق الشرح وأضاف الملحق علوي بن عادل السقا، دار الدرر السنية، الطبعة السادسة 1429هـ المملكة العربية السعودية، بعد أن ينقل الرواية لا تزال جهنم يقول: (وهذه صفة تجرى مجرى بقية الصفات فتثبت لله على الوجه اللائق بعظمته، ولما كان … وأما الجنة …). إذن يقول (حقق وعده تعالى فوضع فيها قدمه فحينئذ يتلاقى طرفاها ولا يبقى فيها فضل عن أهلها) تكون كاملاً مساوية لأهلها، هذا المورد الأول.
المورد الثاني الذي هو أوضح من جميع ما قرأناه وهو من الأعلام المعاصرين وهو العلامة العثيمين في (شرح العقيدة الواسطية، ص414) محمد بن صالح العثيمين، إعداد فهد بن ناصر السليمان، دار الثريا قال: (وقوله فيها رجله وفي رواية عليها قدمه) يقول (في وعلى بمعنى واحد) إلى أن يقول (وفي هذا الحديث من الصفات أولاً … ثانياً … ثالثاً … رابعاً …) وهو المهم عندي، التفتوا أعزائي حتى لا يتهمني أحد بأنه من أين تقول أن هؤلاء يقولون بأن الله تعالى له قدم ورجل حقيقة، مرة يقول رجل وقدم ولكنها راجعة إلى المحكم وهي غير حقيقة وهي ليست العضو المخصوص، ولكن انظروا ماذا يقول (أن لله تعالى رجلاً وقدماً حقيقة) يعني هم لا ينفون هذه الحقيقة، يعني الله له عضو وقدم، وعضو ورجل، حقيقة، لا يقول لنا قائل حقيقة ليس مقصوده هذا العضو، أقول: إذن صار استعمالاً مجازي وكنائي، (لا تماثل أرجل المخلوقين) يعني لكل مخلوق له رجله رجل البعوضة شكل ورجل الدجاجة شكل ورجل الإنسان شكل وأرجل الفيل شكل وأرجل البطة شكل ورجل الله شكل، أنا استغرب من هؤلاء، يعني هؤلاء كانوا يتوقعون أن رجل الله تكون مثل رجله، فماذا يفعلون بقوله (ليس كمثله شيء) إذن حتى يحفظوا هذه الآية ليس كمثله شيء قالوا رجل ولكن لا كالأرجل إذن ليست المثلية، لأنه إذا تتذكرون الشيخ ابن تيمية كان مصراً على أن المثلية يعني المشابهة 100% أما إذا صارت مشابهة من وجه ومخالفة من وجه آخر فهذه هي حقيقة التوحيد ومن لم يؤمن بها فهو جاحد ومعطل ونحو ذلك.
يقول: (لا تماثل ارجل المخلوقين).
سؤال: هذه الرجل من صفاته الفعلية أو من صفاته الذاتية، يعني مرتبطة بذاته أو بأفعاله، يقول: (ويسمي أهل السنة هذه الصفة بالصفة الذاتية) يعني المرتبطة بذاته مرتبط عضو بذاته (الخبرية) يعني التي ثبتت من خلال الأخبار (لأنها لم تعلم إلا بالخبر ولأن مسماها أبعاض لنا وأجزاء لكن لا نقول بالنسبة إلى الله أنها أبعاض وأجزاء لأنه هذا ممتنع على الله) إذا أنت قبلت أنه هو رجل حقيقة كيف لا يكون أنه عضو في الله سبحانه وتعالى، ولكن هو ملتفت، الرجل الحق والإنصاف يحاول أن يتخلص من إشكالية ويريد أن يقول أن هذه ليس عضو ولكنه يخشى بأن يتهم بأنك صرت من المؤولة والمعطلة والجهمية، ولهذا يثبت أنه عضو حقيقي ومع ذلك يقول بأنه ليس بعضو، يا أخي كيف؟ لأنه عندما يطلق العضو في اللغة، وهو من أولئك الناس الذين أمنوا بأنه إذا وجدنا شيئاً ممتنعاً على الله سبحانه وتعالى لابد من حمله على خلاف ظاهره، هذا كتابه (التعليق على صحيح مسلم، ج1) لفضيلة العلامة محمد صالح العثيمين، مكتبة الرشد، هناك صرح بهذه الحقيقة قال: (وإن كان هذا خلاف الظاهر) لابد من العمل به (ليس المراد ظاهرها لأن يد الإنسان حادثة) إذن لابد من التأويل، لماذا يقول لأنه ممتنع. كان ينبغي عليك أن تقول هذا الكلام هنا لأنه عندما تثبت أن لله عضو إذن أثبتت عليه أعضاء وأجزاء فصار مركب وكل مركب محتاج إلى أجزائه وإلى ما يتركب منه.
يقول بأن له أعضاء حقيقية وأن المراد من اليد والرجل الحقيقية.
ومن أعلام الوهابية المعاصرين الذين صرحوا بهذه الحقيقة ما ورد عند العلامة البراك وهو المعلق على هذه الطبعة الجديدة لـ (فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ج10، ص620) اعتنى به ابو قتينة، يقول: (لم يختلف أهل السنة والجماعة في المراد بالقدم المذكور) وهذا تدليس لأن أهل السنة والجماعة قالوا بأن الله له قدم ولكن قالوا بأنه من المتشابهات ولابد من إرجاعه إلى المحكمات، هو يقول لم يختلف أهل السنة في المراد من القدم، لو كان يقول لم يختلف أهل السنة في إثبات القدم كنا نقول نعم، لا أنه في المراد من القدم لأنهم في المراد من القدم اختلفوا، ابن تيمية وأتباعه قالوا بأنه يراد به العضو الحقيقية.
(فالقدم عندهم هو قدم الرب سبحانه، والرجل كذلك) يعني رجل الله سبحانه (فالله تعالى موصوف بأن له قدماً ورجلاً … وهو الإثبات لحقائقها) يعني إثبات هذه الأوصاف على حقيقتها، ما هي حقيقة القدم؟ العضو المخصوص، ما هي حقيقة الرجل؟ العضو المخصوص. ما هي حقيقة اليد؟ العضو المخصوص. ما هي حقيقة العين؟ العضو المخصوص. يقول: (والإثبات لحقائقها اللائقة به سبحانه) نعم، ليست قدمه كأقدام البقر وكأقدام الفيل وكأقدام … كما أن الحيوانات فيما بينها تختلف أقدامها.
قال: (ويقولون في النصوص وأنها لا تماثل صفات المخلوقين) يعني ليست شبيهة 100% (ولا يعلم العباد كنهها) ما معنى لا يعلم العباد كنهها، يعني لا يعلمون أنها عضو أو ليست عضو. هذا لازمه إذن استعمل اللفظ في غير معناه يعني مجازاً، إن قلت أنه عضو حقيقة نعم حقيقته هي العضو ولكن أنت لا تعلم أنه فيه خلايا لحمية أو خلايا غضروفية إذا كان هذا مقصودك نعم. هذا مقصودك من لا يعلم كنهها أنها مكونة من العظام واللحم (ثم كسوناها) هذا مقصودك نعم لا نعلم لأنا لا نعلم أن الله سبحانه وتعالى خلاياه وجسمه وأعضاءه وكرياته حمراء بيضاء لا نعلمها.
(ولا يعلم العباد كنهها فمعانيها معلومة) يعني قدم حقيقة (وكيفياتها مجهولة … ويقولون أمروها كما جاءت) يعني على ظاهرها، بدون الإرجاع إلى المحكمات (أمروها كما جاءت بلا كيفية) بلا أن تقول كيفيتها طولها متر أو … حتى تقعون في التشبيه المحض، لا، قولوا التشبيه من وجه والمفارقة من وجه آخر.
ومن الأعلام الذين صرحوا بهذه الحقيقة أيضاً أحد أعلامهم الكبار في (التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية، ج2، ص25 و 26) لفضيلة الشيخ عبد الله عبد الرحمن الجبرين، اعتنى بن علي بن حسين … دار الوطن، يقول: (هذا الحديث ذكره المؤلف) يعني ابن تيمية (لاشتماله على صفة القدم وقد ورد في القرآن ذكر الساق) إذن ابن تيمية كما يثبت القدم والرجل يثبت الساق ويتذكر المشاهد الكريم التفاصيل في ذلك ساق وقدم ورجل (وورد في الحديث الجمع يوم القيامة … والقدم في رواية والرجل في رواية أخرى صفة ذات) صفات ذاتية لا صفات فعلية (نؤمن بها كما يشاء الله ونثبتها وقد أنكرها المبتدعة) لم ينكرها المبتدعة، الأشاعرة لم ينكروا صفة القدم، وإنما أنكروا أنها من المحكمات وإنما قالوا بأنها من المتشابهات ولابد من إرجاعها إلى المحكمات، (وقد أنكرها المبتدعة وأهل الكلام واستعظموا أثباتها على أهل السنة) لا، استعظموا أثباتها على المشبهة والمجسمة فهذا كله تدليس (وقالوا أن في إثباتها إثبات حدوث وإثبات تجسيم وإثبات تحديد وترتيب وتشبيه وما أشبه ذلك من مقالاتهم المبتدعة) عجيب يعني إذا قلنا أن هذا تشبيه يقول هذه بدعة، هذا تشبيه صحيح لماذا تقول أنه تشبيه. يعني لابد ان تكونوا مشبهة ومجسمة. (ويجاب عن ذلك بأنا متبعون لا مبتدعون فقال بعضهم …).
إذن على هذا الأساس (وبأنا نقف حيث وقفت الأدلة ولا نتكلف التأويل، لا ليس إرجاع المتشابه إلى المحكم) هذا أمر إلهي (أما المبتدعة من معتزلة وأشعرية) يعني 99% من المسلمين لأن الشيعة خارجين فهم مشركون وكفار … وأما الأشاعرة والمعتزلة فأيضاً كلهم مبتدعة لا يعرفون من التوحيد شيئاً.
ومن أعلامهم المعاصرين أيضاً ما ورد في (اللئالئ البهية في شرح العقيدة الواسطية، ج2، ص59) الشرح لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ، يشير إلى نفس القضية يقول: (القدم والرجل والساق لله تبارك وتعالى فنثبت ذلك كما جاء في النصوص من غير تأويل) يعني من غير إرجاع إلى غيرهم (ومن غير تمثيل) يعني نقول أنه رجله ليس حجمها مثل رجلنا (ومن غير أن يطرأ على بالنا نفي أو تشبيه أو تمثيل ونحو ذلك).
ومن الذين صرحوا بهذا المعنى في (السبائك الذهبية بشرح العقيدة الواسطية، ص268) للعلامة عبد الله الغنيمان إنما أكرر وأذكر مصادر متعددة لأبين أن هذا هو إجماع الوهابية على هذه النظرية وأن هذه تحمل على ظاهرها وأنها من المحكمات ولا يجوز إرجاعها إلى المتشابهات وأن من أرجعها أرجع هذه إلى المحكمات فهو من أهل البدعة. قال: (وفيه إثبات صفة الرجل لله جل وعلا وليست رجل واحدة فله قدمان جل وعلا) يعني له رجلان كما للإنسان (كما جاء أن الكرسي موضع القدمين أي قدمي الرحمن جل وعلا وأنه يضع رجله فيها …).
وكذلك ما ذكره نفس العلامة الغنيمان في (شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري، ج1، ص117) دار العاصمة، قال: (ففي مجموع هذه الروايات البيان الواضح بأن القدم والرجل وكلاهما عبارة عن شيء واحد صفة لله تعالى حقيقة) نعم على ما يليق بعظمته، بحسب قانون الشأنية الله لابد أن تكون رجله تناسب رب العالمين, إلا لا يمكن أن يكون هو رب العالمين هو يكون الأول والآخر والظاهر ولكن رجله تكون مثل رجل مخلوقيه، لابد أن تكون رجله تستحق أن تكون لائقة بحضرته. تعالى الله عما يقول الجاهلون، عما يقول الظالمون، عما يقول الذين هم لا يستحقون أن يتكلمون في مثل هذه المعارف التي أشرنا إليها، ولذا تجدون في بعض كتبهم عبروا عن هذه الرجل بأنها مقدسة لأنه كما أن الوجه ذو الجلال والإكرام فالرجل تكون من أعضائه فلابد أن تكون الرجل كذلك، وهذا ما ورد في (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص959، في ذيل الآية 30 من سورة ق) للعلامة السعدي، في هذا التفسير المفصل المطول، قال: (حتى يضع رب العزة عليها قدمه الكريمة المنزهة عن التشبيه) يعني المنزهة عن التشبيه 100% وإن كانت هي من وجه شبيهة ومن وجه آخر غير شبيهة.
قد يقول قائل: سيدنا في كل هذه الكلمات لم يصرح أحد منهم أن هذه الصفات من المحكمات، لماذا تنسبون إليهم. طبعاً الكلمات كانت واضحة لم نرَ في واحدة من هذه الكلمات أنهم قالوا بان هذه من المتشابهات ولابد من إرجاعها إلى المحكمات، مع أن صريح القرآن يقول: (منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات) إذن كانوا يعتقدون أنها من المتشابهات فلابد من أن يصرحوا بأنها من المتشابه ولابد من إرجاعه إلى المحكمات، ولم نجد في كل هذه المصادر التي قرأناها من ابن تيمية وأتباعه شيء من هذا. ولكي يطمئن المشاهد الكريم أنا عندما أنسب إلى الوهابية والى ابن تيمية أنسب ذلك عن بينة (ليحيى من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة). هذا كتاب (الإرشاد إلى صحيح ا لاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد) لأحد أعلامهم المعاصرين وهو صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء بالرياض، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، يقول بعد أن يذكر الآية (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) يقول: (فيدعون المحكم ويتبعون المتشابه) يتكلم عن الفرق الأخرى (ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ونصوص الصفات من المحكم لا من المتشابه) أنا أتصور بأنه لا يوجد توضيح أوضح وتصريح أدق من هذا التصريح، يعني عندما نقول قدم قدم حقيقة كما هو في اللغة، وهذا محكم ولا نحتاج إلى إرجاعه إلى المتشابه (يقرأها المسلمون ويتدارسونها ويفهمون معناها ولا ينكرون منها شيئاً وإنما ينكرها) يعني ينكر أنها محكمة (المبتدعة من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة الذين ساروا على منهج مشركي قريش) يعني لو قال قائل أن هذه لابد من إرجاعها إلى المحكمات يكون من المبتدعة ومن مشركي قريش ومن الذين يكفرون ومن الذين يلحدون، وإن شاء الله تعالى سيتضح في الأسبوع القادم أولئك الذين قالوا بأن هذه من المتشابه لابد من إرجاعها إلى المحكم، من هم، من كبار علماء المسلمين فينطبق عليهم برأي أتباع ابن تيمية أنهم مبتدعة وأنهم من مشركي قريش وأنهم يكفرون بالرحمن ويلحدون بأسمائه.
المُقدَّم: الأخ أبو يوسف من الجزائر، تفضلوا.
الأخ أبو يوسف: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو يوسف: عندي تعليق، الشيخ مشكور على هذه البحوث، حيث يقرأ كتاباً بعد كتاب ويفصل في عنوان الكتاب وتاريخ الطبعة والتعليق وكل شيء يرتبط بالكلام، عندي سؤال: كيف ذهب ابن تيمية ما هو الذي جعل ابن تيمية يكون مشبهاً ويكون ناسباً العضوية لله عز وجل وفي هذا تنقيص لله، لو كان التنقيص من الرسول أو من أهل البيت كبشر. إلا إذا كان التنقيص مساواته مع البشر فهذا في الواقع يخالف العقل البشري.
المُقدَّم: الأخ أبو محمود من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو محمود: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو محمود: شرحت بشكل وافي ومستفيض، بودي أن يوضح السيد نقطة قد تكون خافية على الكثير من الناس، وهي ما هي ماهية الله، هل هو جسم أو ليس بجسم.
المُقدَّم: هذا ليس ضمن الموضوع.
الأخ أبو محمود: هذه الصفات إن نفيناها عن الله وهي من الصفات الحقيقية ولكن بعض الناس يلتبس عليها الموضوع ويقول إذا لم يكن الله جسم فما هو، كيف أن الله ليس له حد زماني أو مكاني.
المُقدَّم: الأخ عبد العزيز من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد العزيز: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد العزيز: عندي سؤالين: نريد من الشيخ أن يفهمنا موقف علي بن أبي طالب عندما أثنى على عثمان.
المُقدَّم: هذا موضوع يتعلق بالإمامة والخلافة وعلاقة الصحابة فيما بينهم ونحن نتكلم الآن عن التوحيد.
الأخ أبو مصطفى من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو مصطفى: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو مصطفى: عندي ملاحظة، حول ما ذكره في الحديث السابق أن الحق سبحانه وتعالى طوله ستون ذراعاً وله قدم واحد … هل توجد أمثال هذه الأحاديث عندنا.
المُقدَّم: السؤال الأول غير واضح.
الأخ أبو فهد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو فهد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو فهد: نحن عندما نناقش أخواننا أهل السنة ونقول لهم ما معنى يكشف عن ساقه، يقولون بأن الله وصف نفسه بهذا الكلام، قال الله له أن يوصف نفسه بما يريد، فماذا نرد عليهم في هذا الموضوع.
المُقدَّم: أولاً لا يوجد نص صريح بأن الله له ساق، (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود) من قال أنها ساق الله، يعني هل هذا نص محكم، هل فيه تصريح بان الساق.
سماحة السيد كمال الحيدري: وإن كان نصاً فلابد من إرجاعه إلى المحكمات، القرآن هو حل لنا المشكلة قال آياتي في القرآن منقسمة إلى محكمات ومتشابهات.
المُقدَّم: بالنسبة للأخ أبو يوسف من الجزائر أولاً يشكركم على هذه الأبحاث، ثم يقول ما الذي دعا ابن تيمية إلى انتقاص الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: ينتقص أهل البيت لعله له وجه، ينتقص النبي الأكرم كما هو ينتقص وسنشير إلى هذا، أما لماذا ينتقص الحق سبحانه تعالى؟
أساساً هذه قاعدة لابد أن تلتفتوا إليها وهي أن المنظومة الفكرية والعقدية والدينية التي بناها بنو أمية كانت قائمة على أن تفرغ الدين الإسلامي من محتواه الحقيقي، يعني بنو أمية ما استطاعوا أن ينكروا الإسلام بحسب الظاهر فصاروا مسلمين بحسب الظاهر، ولكن في واقع الأمر خصوصاً أكابرهم أمثال أبو سفيان ومعاوية هذه الطبقة الملعونة في القرآن الكريم هذه الطبقة المنافقة في القرآن بل رؤوس النفاق هم هؤلاء الذين حاربوا الإسلام إلى قدر ما استطاعوا أن يحاربوا عند ذلك عندما لم يجدوا اضطروا إلى الدخول في الإسلام فحاربوه من داخله وذلك بانتقاص الله وبانتقاص رسوله وبانتقاص أزواج النبي زوجات النبي، الروايات الواردة في كتب الحديث التي فيها انتقاص لأزواج النبي هذه أيضاً من وضع الأمويين، وبانتقاص الصحابة، هذه كلها منشأها جاءت من النهج الأموي وخير من يمثل هذا النهج وخير من أسس لهذا النهج هو الشيخ ابن تيمية وخير من دافع وسوق ابن تيمية هم الوهابية المعاصرة.
نعم، بعض الوهابية المعاصرين لا يعلمون وليسوا من اهل العلم وليسوا من أهل التحقيق فيتصورون أنهم يعبدون الله على علم وهم بيني وبين الله لا يعبدون الله حق عبادته.
المُقدَّم: الأخ أبو أحمد من الأمارات، تفضلوا.
الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو أحمد: الآية الكريمة تؤيد ما تذهبون إليه (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى).
المُقدَّم: تقول تؤيد لو كان فعلاً أن الله يرمي حقيقة …
سماحة السيد كمال الحيدري: تلك الآية مرتبطة بالتوحيد الأفعالي ولا علاقة لها بتوحيد الأسماء والصفات فهذه الآية لا علاقة لها ببحثنا.
المُقدَّم: الأخ هاني من السعودية، تفضلوا.
الأخ هاني: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ هاني: إذا كان لا يميز بين المحكم والمتشابه كيف يعول على كلامه، ثم كيف توفق بين القرآن وهو كتاب مبين ….
المُقدَّم: أبو هيثم من بلجيكا، تفضلوا.
الأخ أبو هيثم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو هيثم: نحيي هذه القناة ونحيي السيد الحيدري … سؤالي ممكن يبين لنا السيد الحيدري كيفية التمييز بين المحكمات والآيات المتشابهات، ثم أن عقائد ابن تيمية في هذا المجال لم تذكر على المنابر ولا في المجالس العامة ولا الخاصة، بل تركوا هذه في طيات الكتب.
المُقدَّم: الأخ أبو محمود ما هي ماهية الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: قلنا أن التوحيد الذاتي غير التوحيد الصفاتي، والجواب أن الماهية الإلهية والحقيقة الإلهية مجهولة الكنه لا يمكن الوقوف على معرفتها كما ورد في بعض النصوص الواردة عندنا بغض النظر عن صحتها وعدم صحتها (يا من لا يعلم ما هو إلا هو) كنهه تعالى وحقيقته هذه مجهولة لكل أحد ولا يمكن لأحد حتى لخاتم الأنبياء والمرسلين أن يطلعوا على حقيقة الحق تعالى.
المُقدَّم: بالنسبة للأخ هاني يقول كيف يعول على من لا يميز بين المحكم والمتشابه.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب هذا الإشكال الأصلي الذي قلناه وهو أن الإنسان الذي يريد أن يستدل بالآيات لابد أن يثبت في الرتبة السابقة أن هذا محكم وإن لم يكن محكم فهو متشابه لابد من إرجاعه إلى المحكم، إما إذا دخل البحث من غير هذا فسيقع في مثل هذه المفاسد وفي مثل هذه المطبات وفي مثل هذه الآراء البائسة.
المُقدَّم: الأخ ابو هيثم يسأل عن كيفية التمييز بين الآيات المحكمة والآيات المتشابهة.
سماحة السيد كمال الحيدري: عزيزي الكريم هذا البحث عرضت فيه تفصيلاً في كتاب (أصول التفسير والتأويل) أما أن تحصل على هذا الكتاب أو أن ترجع إلى موقعنا تجدونه هناك، وإذا وفقت في حلقة من الحلقات أبين الضابط العام لتمييز المحكم من المتشابه.
إن شاء الله أن المنابر والفضائيات والقنوات تعتني بمثل هذه الأبحاث ليكون المسلمون على بصيرة من عقيدتهم وتوحيدهم.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- تاريخ النشر : 2011/10/23
- مرات التنزيل : 2372
-