من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ق (1)
21/03/2010
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج: الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية، القسم الأول) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المقدم: من حسن الحظ أنكم ستقفون في حلقة الليلة عند هذه القضية المهمة، وهي قضية ما هذه البيعة، ومن هو من تجب له الدعوة، هل قالها رسول الله بشكل عابر، هل تركه بدون ذكر شرائط وخصوصيات. لابد أن تذكروا قبل ذلك خلاصة لما تقدم.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ذكرنا في الحلقة السابقة وقلنا أن هناك مجموعة من المحاور فيما يتعلق بالأطروحة المهدوية لم يقع فيها خلاف بين علماء المسلمين على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم وأفكارهم ومبادئهم ونظرياتهم العقائدية والفقهية والسياسية، الكل متفق على أنه في آخر الزمان لابد من ظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان، وهذه قضية ضرورية لا مجال للشك فيها ولا مجال لإنكارها على أي وجه من الوجوه. وأنه ثبت لنا أيضاً أن ذلك يعد من أهم الأصول العقدية التي لا يكمل إيمان المسلم إلا بها، وليست قضية هامشية ثانوية يمكن تجاوزها، وأن هذا الإنسان وهو المصلح الإلهي المسمى في النصوص الروائية بالمهدي المنتظر هو الإمام الثاني عشر من الأئمة الذين نص عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهي روايات متواترة سيأتي الحديث عنها بألسنة مختلفة، الأئمة من بعدي اثنا عشر، الخلفاء من بعدي اثنا عشر، الأمراء بعدي اثنا عشر وغيرها من العناوين. وكعدة نقباء بني إسرائيل.
هناك بحث أساساً فيما يتعلق بهذه النصوص، وهناك مجموعة من التساؤلات المرتبطة بهذه النصوص، وهي نصوص الخلفاء من بعدي اثنا عشر لعلنا إنشاء الله تعالى نوفق للإشارة إلى هذه النصوص والأبحاث المتعلقة بها بإذن الله تعالى في الحلقات القادمة لأن لها مسيس ارتباط عضوي ببحث الأطروحة المهدوية، ولذا قلنا في الحلقات السابقة أن المهدي المنتظر هو خاتِم وخاتَم الأئمة الاثني عشر كما صرح بذلك جملة من علماء المسلمين, والمحور الرابع الذي لم يقع فيه الخلاف أن هذا الإنسان وهو الإمام الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر هو من أهل البيت، ومن العترة، ومن ولد فاطمة، وهذه نصوص قرأناها في الحلقات السابقة بنحو واضح وصريح.
نعم، موارد الخلاف التي وقع الكلام فيها هي المحاور التالية، هذه موارد الاتفاق ولا يوجد فيها بحث بين علماء المسلمين وقرأنا أدلة ذلك في الأبحاث السابقة. أما موارد الاختلاف التي وقع الكلام فيها، المحور الأول هو أن الإمام المهدي المنتظر، وأنا عندما أقول بودي أن المشاهد الكريم لعله للمرة العشرين أقول هذا، عندما أقول الإمام المهدي المنتظر الآن لست بالضرورة أني أريد أن أقول أنه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، وإنما أريد أن أقول أن هذا العنوان المتفق عليه وهو أنه مهدي وأنه منتظر وأنه إمام ومن ولد علي وفاطمة. هذا قدر متفق عليه ولا يوجد خلاف بين علماء المسلمين، ولذا عندما أعبر عنه بالإمام المهدي المنتظر لا يقول لنا قائل هذه أنتم تعتقدون أنه إمام، لا أبداً، قرأنا عباراتهم من أنه إمام وأنه خاتِم الأئمة الاثني عشر، أقول مرة أخرى الأئمة الاثنا عشر لا بالفهم الذي تقوله مدرسة أهل البيت، الآن العنوان أعم من ذلك، وبعد ذلك سيتضح أنه هل ينطبق على هؤلاء الاثني عشر أو ينطبق على غيرهم. هذا هو المحور الأول الذي أن الإمام المهدي المنتظر هل هو حي أم لا؟ لا إمامنا حي أو لا، هذا العنوان المتفق عليه، هل هناك أدلة دالة على حياته وأنه حي بغض النظر عن أنه متى ولد، وكيفية ولادته وفي أي سنة، هذا نحن الآن لا نتكلم فيه، وإنما نتكلم أن هذا المهدي المنتظر الذي نصت النصوص أنه من العترة وأنه من أهل البيت هل هو حي أو ليس بحي، أم يولد بعد ذلك. المحور الثاني أن هذا الإمام المهدي المنتظر بالعنوان العام لا بالعنوان المختلف فيه، لا بالعنوان المختص بنا، بل بالعنوان العام هل توجد أدلة بعد إثبات حياته تثبت له ولو درجة من درجات العصمة على مستوى القيادة وتطبيق الشريعة، أيضاً لا أقول تلك العصمة الأعلائية التي تعتقد بها مدرسة أهل البيت لأئمتهم، ذاك حديث آخر، حتى ولو على مستوى العصمة التي أنتم تؤمنون بها، وهي العصمة على مستوى التبليغ، العصمة على مستوى التطبيق، العصمة على مستويات متفق عليها بين علماء المسلمين، إذن لا يتبادر إلى ذهن المشاهد الكريم عندما أقول عصمة يعني العصمة التي تعتقد بها مدرسة أهل البيت، لا لا، أريد أن أقول هذا العنوان العام كما نحن نتفق جميعاً أن النبي (صلى الله عليه وآله) معصوم ولكن حدود هذه العصمة مختلف عليها بيننا، بين مدرسة أهل البيت وأتباع المدارسة الأخرى، بل نفس المدارس الأخرى تختلف فيما بينها سعةُ وضيقاً. إذن القضية الثانية أو المحور الثاني الذي وقع الخلاف فيه هو أن هذا الإمام المهدي المنتظر إذا ثبتت حياته أو حتى لو لم تثبت عندما يظهر هل هو إمام معصوم أم هو إمام لا يختلف عن باقي المجتهدين كما يحاول البعض أن يقول أنه مجتهد قد يصيب وقد يخطأ، وهنا أشرنا في الحلقة السابقة قلنا إذا كان الأمر كذلك فلا أعلم أن الذين لا يعتقدون بعصمته ما هو الدليل الذي يقدمونه لإثبات أنه هو المهدي المنتظر. ما دام أنه مجتهد كباقي المجتهدين لماذا يجب على الآخرين اتباعه، لماذا أن الأمة يجب أن تطيع هذا المجتهد أليس في زماننا الآن يوجد علماء كبار على مستوى العراق على مستوى إيران على مستوى مصر على مستوى المغرب العربي على مستوى الجزيرة العربية، علماء كبار موجودين في كل العالم الإسلامي وغير العالم الإسلامي، وهم علماء كبار وتشكلت منهم هيئات ومؤسسات. سؤال: لماذا يجب على الجميع أن يطيع هذا الشخص فيما يقول؟ يعني ما هي الضابطة التي يذكرها هؤلاء لتعيينه من بين باقي الأئمة والمجتهدين. طبعاً بعضهم يذكر يقول وسيأتي بحثه إنشاء الله، بعضهم يقول من خلال أنه سيقيم العدل يملأها قسطاً وعدلاً فيعرفونه أنه المهدي المنتظر، وهذا جوابه كما يقال يلزم منه الدور، لأنه قبل أن يقيم العدل ويملأها عدلاً وقسطاً قبل أن يعرفوه كيف يطيعوه، سوف يخالفونه.
إذن المحور الثاني الذي وقع فيه الكلام أنه هذا الإنسان وهذا المصلح الإلهي وهو الإمام المهدي المنتظر هل له درجة من درجات العصمة أم ليس كذلك، بل هو مجتهد قد يصيب وقد يخطأ.
المحور الثالث أن الإمام المهدي المنتظر هل ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن المجتبى أم ينتهي نسبه إلى الإمام الحسين شهيد كربلاء، أي منهما، بعد ذلك سنطرح أنه أساساً يوجد تنافٍ أو لا يوجد؟ يعني يمكن أن يكون منتسباً إلى الحسن والحسين معاً، هل أنه يوجد تنافي الذي يحاول بعض الكتّاب أن يوجد تنافياً، يعني إذا آمنا أنه يرجع بنسبه إلى الإمام الحسن فلا يمكن أن يكون راجعاً إلى الإمام الحسين، ولهذا يذكرون أن هذا من الفوارق بيننا وبينهم، هل الأمر كذلك أو الأمر يختلف.
المحور الرابع الذي ينبغي أن يشار إليه وهو أمر دقيق وهو أن هذا الإمام المهدي المنتظر هل أبوه هو عبد الله كما يقولون محمد بن عبد الله العلوي، أو أبوه الحسن العسكري (عليه أفضل الصلاة والسلام) كما نعتقد، هذه هي المحاور الأساسية التي سوف إنشاء الله تعالى وأدعو الله سبحانه وتعالى أن أوفق للإشارة إلى جميع هذه المحاور هذا أولاً وأنه يسع المشاهد الكريم صدره لأن يتابع هذه الأبحاث لأنها أبحاث بطبيعتها أبحاث متسلسلة مترابطة كل حلقة تؤدي إلى لاحقتها، ولذا إذا ضاعت بعض هذه الحلقات أو لم يرتب البحث واقعاً النتيجة المنطقية المطلوبة منها لا تترتب عليها.
المقدم: تفضلتم سماحة السيد بذكر حياة المهدي المنتظر، هنا يأتي سؤالان: الأول: ما أهمية البحث عن حياة الإمام المهدي المنتظر. ثم ما الفائدة المترتبة على حياته.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع هذا السؤال أنا أتصور المشاهد الكريم فليقبل مني هذه القاعدة أنه مسألة الفائدة المترتبة والضرورة الموجودة لحياة المهدي المنتظر، مدرسة أهل البيت تعتقد أن الإمام المهدي المنتظر هناك ضرورة لحياته، يعني لابد أن يكون حياً، ما هي أدلتهم؟ بعد ذلك سيأتي. وما هي الفائدة المترتبة على وجوده؟ أيضاً لهم أدلتهم الخاصة. الآن لا أريد أن أدخل من زاوية ومن البعد الذي تعتقد مدرسة أهل البيت بأهمية وضرورة حياة المهدي المنتظر، هم لهم أدلتهم وقواعدهم وأسسهم ومبانيهم العقدية التي يؤمنون على أساسها بضرورة أن الأرض لا تخلو من إمام معصوم، له بحث. ولا يتبادر إلى ذهن المشاهد الكريم أنني بالضرورة أريد أن أشير إلى قاعدة اللطف، حتى يقولون أن هؤلاء يؤمنون بقاعدة اللطف، وقاعدة اللطف فيها إشكالات كثيرة، لا لا، له بحث مستقل لعله إنشاء الله تعالى سيأتي في موعده المناسب له.
أريد أن أدخل إلى هذه المسألة من زاوية أخرى إذا أمكن في هذه الليلة. طبعاً يكون في علم المشاهد عدم فهم الفائدة والثمرة المترتبة على حياة الإمام المهدي المنتظر لعلها تعد واحدة من أهم الموانع التي منعت جملة من علماء المسلمين أن لا يصروا على أنه حي وموجود. لماذا؟ لأنهم عندما تسألهم إذا كان حياً أو يسألون إذا كان حياً فما هي الفائدة المترتبة على وجوده؟ نحن نقول: لا، نعلم، يقولون: إذن وجوده يكون لغواً لا فائدة منه. إذن هذه القضية قضية محورية بودي أن المشاهد الكريم يتأمل فيها بشكل دقيق وواضح وصريح، وهو أنه إذا استطعنا أن نبين الفائدة من خلال النصوص الروائية المقبولة من علماء المسلمين بين المدارس الإسلامية، الزاوية والبعد الذي أريد أن أدخل إليه هو هذه الزاوية، وهو أنه أساساً من الحقائق الثابتة إسلامياً وعند جميع المسلمين أنه لا يجوز لأي مسلمٍ أن ينام ليلته إلا وفي عنقه بيعة لإمام. هذه من الحقائق الثابتة التي لا يختلف عليها اثنان من علماء المسلمين، من أقصى اليمين – إن صح التعبير- إلى أقصى اليسار من علماء المسلمين يعتقدون بها، ثابتة ومتفق عليها ولم يخالف في ذلك أحد إلا لعله جاهل أو معاند فذاك حديث آخر، ولكن المحققون من العلماء، أعلام العلماء من المدرستين بل من المدارس والاتجاهات جميعاً يعتقدون أن هذا نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا إذا يسمح لي المشاهد الكريم أبدأ حديثي بما ذكره، الكتاب الأول أو المصدر الأول ما ورد في كتاب (الفصل في الملل والأهواء والنحل) هذا الكتاب نحن لم نبينه في الحلقات السابقة، تصنيف الإمام ابن حزم الأندلسي الظاهري، المتوفى سنة 456هـ وبهامشه المجلد الثاني، يطلب من مكتبة المثنى بغداد، الجزء الرابع من الكتاب، الطبعة لم تذكر هنا بحسب الظاهر، لأنه من الطبعات القديمة. في الجزء الرابع، ص102: قال أبو محمد: فجوابنا وبالله تعالى التوفيق أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نص على وجوب الإمامة. هؤلاء الذين يقولون أن رسول الله ترك الأمة تختار. هو يقول: نص على وجوب الإمامة. ولكن بعد ذلك سيتضح فرقه عن مدرسة أهل البيت. نص على وجوب الإمامة وأنه لا يحل بقاء ليلة دون بيعة، لا يحق لمسلم ليلة واحدة أن ينام بلا بيعة لإمام. هذا النص الذي قرأته لكم من المتفق عليه بين علماء المسلمين، الآن قد يقول قائل: ما هو دليل هذا الادعاء؟ دليل هذا الادعاء ما ورد في عشرات المصادر وأنا أشير إلى بعضها. المصدر الأول ما ورد في مسند الإمام أحمد، الجزء 28، مؤسسة الرسالة، ص88، في الحديث 16876، الرواية عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية قال: قال رسول الله: من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية. يقول: هذا حديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن من أجل عاصم وبقية رجاله ثقات، رجال الشيخين إلى آخره. ثم يذكر عشرات المصادر التي نقلت الحديث. هذا هو الأمر الأول والنص الأول.
النص الثاني: ما ورد في صحيح ابن حبان، المجلد العاشر، بتحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، وقد اشرنا إلى هذا المصدر سابقاً، المجلد العاشر، ص434، الرواية عن معاوية قال: قال رسول الله: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية. قال: حديث صحيح وأخرجه أحمد والطبراني و … إلى غير ذلك. هذا هو المصدر الثاني.
المصدر الثالث ما ورد في مسند أبي يعلى الموصلي، المجلد 13، حققه وأخرج أحاديثه حسين سليم أسد، مكتبة الرشد ودار المأمون للتراث، ناشرون، المجلد 13، ص366، الحديث 7375، الرواية عن معاوية أيضاً قال: قال رسول الله: من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية. قال: إسناده حسن.
النص الأخير الذي ورد في صحيح مسلم: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. وهو وارد في ص773 من هذه النسخة المعروفة، الحديث 1850، صريح العبارة هناك (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية).
إذن نحن عندما ندور مدار هذه الروايات نجد بشكل واضح وصريح تقول ما ذكره ابن حزم الظاهري قال بأنه نص رسول الله على أنه لا يمكن أن يبقى الإنسان ليلة وليس في عنقه بيعة لإمام.
الآن هذا البيان الذي أشرت إليه، طبعاً المستفاد من هذين النصين أو من هذين اللفظين (من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية. من مات وليس في عنقه بيعة) سؤال: في عنقه بيعة لمن؟ للإمام. وليس للإنسان العادي. لأن البيعة تكون للإمام، إذن بالجمع بين الحديثين أو بين اللفظين أو بين النصين نصل إلى هذه النتيجة (من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية) سؤال: هذا الإمام واحد أم يتعدد من زمان إلى زمان؟ المشاهد الكريم ماذا يتصور؟ لا إشكال ولا شبهة أنه في كل زمان يوجد إمام، يعني في زماننا يوجد إمام، وقبل ألف سنة يوجد إمام، يعني في زمن رسول الله كان الإمام هو رسول الله، يعني من مات ولم يبايع وليس في عنقه بيعة لرسول الله مات ميتة جاهلة، لماذا؟ لان رسول الله في زمانه هو الإمام. سؤال: أنا اسأل مدرسة الصحابة، وأسأل من يعتقدون بمدرسة النهج الأموي. بعد ذلك يعني من مات ولم يبايع الخليفة الأول كما يعتقدون، يعتقدون أنه الإمام الشرعي أما شرعي أما بالنص وأما شرعي بالنص والانتخاب وأهل الحل والعقد والسقيفة وغير ذلك لا يفرق. المهم من الإمام الذي تجب بيعته؟ هو الخليفة الأول. بعد ذلك الخليفة الثاني. بعد ذلك الخليفة الثالث، بعد ذلك الخليفة الرابع وإن كان عندهم هنٍ وهنٍ في الخليفة الرابع. بعد ذلك تصل القضية إلى معاوية عندهم فيبايعون معاوية، وبعد ذلك يبايعون يزيد وهكذا. إذن بهذا البيان الذي نحن اشرنا إليه يتضح بشكل واضح وصريح أن هذا المضمون، يعني (من مات وليس في عنقه بيعة لإمام زمانه مات ميتة جاهلة)، لا يمكن غير هذا. لأنه إذا كان الأمر كذلك فلا تجب البيعة للخليفة الأول ولا الثاني، وإنما تجب البيعة لرسول الله لأنه هو إمام الأئمة مع أنهم يقولون لا، تجب البيعة في كل زمان. إذن بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أنه بعض الأحيان أن من يدعون العلم كيف يتلاعبون بالألفاظ، إذن النص الأول قال: (من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية). النص الثاني قال: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية). هذا النص (في عنقه بيعة مات ميتة جاهلة) أبينها. هذا النص أقرأها لكم من الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد الثاني، رقم الحديث 984، قال: ومن مات وليس في عنقه – طبعاً من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، هذه مقدمة الحديث- بيعة مات ميتة جاهلة. أخرجه مسلم والبيهقي وأخرجه الحاكم، ومصادر أخرى في هذا المجال.
إذن (من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية)، هذا النص الأول، يعني اللفظ الأول الوارد عن رسول الله. اللفظ الثاني (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية). بيعة لمن؟ للإمام. بالجمع بينهما. السؤال الثالث: هذا الإمام واحد من زمن رسول الله إلى قيام الساعة أو لكل زمان إمامه الخاص؟ لا إشكال ولا شبهة أنه ليس إمام واحد وإلا كان يجب على المسلمين جميعاً طاعة الخلفاء الأوائل ولما وجبت بيعتهم، مع أنهم يصرون على بيعة الخليفة الأول والخليفة الثاني والخليفة الثالث والخليفة الرابع ثم يصرون على بيعة معاوية وعلى بيعة يزيد وعبد الملك بن مروان وأولاد عبد الملك، كما يعتقد الشيخ ابن تيمية أن هؤلاء هم الخلفاء الاثنا عشر، وأنا لا أعلم كيف انطبق الخلفاء إلى الملوك. صار بحثاً آخر لا أريد أن أدخل فيه.
إذن النتيجة ماذا نحصلها من هذه النتيجة؟ النتيجة من مات وليس في عنقه بيعة لإمام زمانه مات ميتة جاهلية، هذا مضمون، هل هناك شك عند المشاهد في ذلك.
الآن انظروا للشيخ ابن تيمية كيف يتعامل مع ذلك. العلامة الحلي عندما جاء هذا النص، أنا بودي أن أقرأ نص العلامة الحلي ثم انظروا المناقشة الركيكة والسخيفة التي ذكرها الشيخ ابن تيمية. يقول العلامة الحلي: فقد قال رسول الله: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. هذه رواية مدرسة أهل البيت. هذا في ص74 من (منهاج الكرامة) للعلامة الحلي. هو يأتي ويقول: يقال له أولاً من روى هذا الحديث بهذا اللفظ، وأين إسناده، وكيف يجوز أن يحتج بنقل عن النبي من غير بيان الطريق الذي به يثبت أن النبي قاله، وهذا لو كان مجهول الحال عند أهل العلم بالحديث فكيف وهذا الحديث بهذا اللفظ لا يعرف. أي مسكين، أي جاهل، صحيح افترضوا هذا اللفظ لا يعرف، ولكن المضمون متواتر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهذه طريقة يستعملها الشيخ ابن تيمية، وهو أنه في الأعلم الأغلب، في كثير من الموارد عندما لا يجد طريقاً للرد ماذا يفعل؟ يجد لفظ مختلف، مع أنه كتابه (منهاج السنة) مملوء بالتصرف في الأحاديث كما قرأنا في مطارحات في العقيدة، كذب أبو السنابل قلنا أن المعلق يقول: بأنه لم نجد هذا اللفظ. أو أنه كل من غزا قسطنطينية فهو مغفور له قالوا: لم نجد له أصل يدل على هذا اللفظ. ولو قال أحد لابن تيمية أو لأتباع ابن تيمية لماذا قال: يقول: المضمون واضح لا يحتاج إلى دليل. هذه هي الطريقة الركيكة، الطريقة السقيمة، الطريقة غير العلمية التي تحاول أن تظهر الطرف الآخر أنه لا يعرف شيئاً مع أنه القضية واضحة كما أشرنا بالجمع بين هذه النقاط الثلاثة (من مات وليس عليه إمام) ليس فقط حي، الإنسان إذا أراد أن يبايع إماماً لابد أن يعرفه أولاً، والعلامة قال: من مات ولم يعرف إمام زمانه. ذكر المقدمة لهذا البحث، باعتبار أنه لا يمكن لأحد أن يبايع إماماً من غير أن يعرف ذلك الإمام.
على أي الأحوال، إذن هذه القضية من القضايا المتسالم عليها، والمتفق عليها، أن الإنسان المسلم لا يحق له أن يبقى ليلة وليس في عنقه بيعة لإمام زمانه المفترض الطاعة عليه، في زمانه. كما هم يعتقدون ذلك، ونحن أيضاً نعتقد ذلك، مع اختلاف في المصداق، هم يقولون فلان وفلان وفلان وفلان ونحن نعتقد أنه علي والحسن والحسين وأولاد الحسن والحسين والإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت. إذن هذه القضية متفق عليها.
السؤال المطروح: فإذا ثبت – أبين الفائدة- أن الإمام المهدي المنتظر الذي هو خليفة رسول الله (فإن فيها خليفة رسول الله يأتي عليها حبواً ولو على الثلج) كما قرأنا، الذي هو خليفة رسول الله وهو أحد الأئمة الاثني عشر وهو عدل القرآن، لا يفارق القرآن ولا يفارقه، وهو من أهل البيت الذين طهرهم الله تطهيراً. إذا ثبتت حياته بينكم وبين الله فالبيعة لابد أن تكون له. يمكن أن تصل البيعة لغيره؟ أصلاً لا معنى له. نعم إذا لم يكن موجوداً في زماننا نستطيع أن نقول يمكن أن تكون البيعة لغيره، أما إذا وجد هذا الإمام المهدي المنتظر – التفتوا لي جيداً- إذا وجد هذا الإمام، يعني كان حياً الآن، بعد تصل النوبة إلى بيعة غيره أو لا تصل؟ يعني من الناحية الدينية، من الناحية العقلية، من الناحية الشرعية، من الناحية العقلائية، عبر ما تشاء، إذا كان هناك شخص وكان أحد الأئمة الاثني عشر الذين نص عليهم رسول الله هم يقولون أن رسول الله لم ينص على أحد، تبين أن المهدي المنتظر نص عليه لأنه قال … العلماء قالوا أنه أحد الأئمة الاثني عشر، إذن فقد نُص عليه، فإذا كان منصوصاً عليه من رسول الله بهذه الطريقة من أحاديث الثقلين من أحاديث الأئمة من بعدي أثنا عشر وكان حياً، يعني إذا استطعنا أن نثبت حياته ما هي الفائدة؟ الفائدة أنه تجب بيعته ولا تجوز البيعة لغيره، وأي فائدة أعظم من هذه الفائدة، أنا لا أعلم. نتكلم في قضية عقائدية، قبل أن ننتقل إلى البحث السياسي والاجتماعي والآثار الأخرى، لا أبداً. الآن المكلف، الإنسان المسلم يجب عليه أن يبايع، رسول الله أمره بذلك، قال لا يجوز لك أن تنام ليلة أنت إلا وفي عنقك بيعة لإمام. لمن يبايع؟ ولذا تجد الآن واقعاً أن الأمة متفرقة جماعة تبايع الملك الفلاني وجماعة تبايع الرئيس الفلاني وفلان أمير المؤمنين وفلان خليفة المسلمين … لماذا؟ لأنهم تركوا هذا الأصل، تركوا الإمام المفترض، إذا كان حياً طبعاً. أرجع وأقول. يقول قائل: سيدنا إلى الآن لم تثبتوا أنه حي. أقول: أريد أن أقول أنه إذا ثبتت حياة هذا الموجود، هذا المصلح الإلهي فالبيعة متعينة لمن؟ البيعة متعينة له لا لغيره.
المقدم: النص الوارد عن رسول الله يبين أنه لا يمكن لمسلم أن يبيت لليلة واحدة بغير بيعة لإمام، يسأل السائل، أي إمام أي ملك أي رئيس أي قائد وإن كان يمد يده لأعداء المسلمين.
سماحة السيد كمال الحيدري: وإن كان وصل إليها بالملك العضوض، الخلافة تكون بعدي ثلاثين عاماً وتكون ملكاً عضوضاً، وإن وصل إليه بالانقلاب العسكري، وإن كان يقتل ما يقتل ولكنه يذهب يوم الجمعة إلى صلاة الجمعة فقط.
المقدم: أكثر ولاة الأمر الآن من الفسقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: كن على ثقة لا أريد أن أعمم، أنا لا أحاول أن أدخل في الأبحاث السياسية، ولكن أحاول أن استنطق النص الدينين من القرآن والنصوص الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
المقدم: السائل يسأل ما هي أهم خصائص الإمام الذي تجب بيعته؟
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع هنا توجد اتجاهات ثلاثة. في المقدمة بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أن بعض هذه الأبحاث تتداخل مع أبحاث برنامج مطارحات في العقيدة ونحن هناك بصدد بيان الإسلام الأموي، وبعض هذه الأبحاث سنقف عندها في برنامج مطارحات في العقيدة، وكما تعلمون أن الأبحاث قد تتداخل فيما بينها فنحتاج إلى إثارتها ولو أجمالاً وإن كان التفصيل موكول إلى برنامج مطارحات في العقيدة.
في الواقع فيما يتعلق بهذه المسألة وهي المرتبطة بالفقه السياسي في الإسلام، ولها نظريات متعددة بودي أن أشير بنحو الإجمال إلى وجود اتجاهات ثلاثة في هذه المسألة، يعني ما هي خصائص الإمام الذي تجب بيعته على الأمة بنحو إذا مات الإنسان ولم يبايعه مات ميتة جاهلية، أنا بودي أيضاً هنا أن أشير ما معنى (مات ميتة جاهلية) فيما يتعلق بـ (مات ميتة جاهلة) في صحيح ابن حبان، المجلد 10، الذي اشرنا إليه قبل قليل، ص434، في الحاشية رقم 1، حققه وخرج أحاديثه شعيب الأرنؤوط وعلق عليه طبعاً، يقول: والمراد بالميتة الجاهلية حالة الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال.
المقدم: لم يؤمنوا بالرسالة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أو أنهم أمنوا ولكنهم لا يموتون على هداية، وإنما يموتون على ضلال، يعني ليسوا هم على الصراط المستقيم، لأنه كما نقرأ في سورة الحمد (أهدنا الصراط المستقيم * صراط الذي أنعمت عليهم * غير المغضوب عليهم ولا الضالين) إذن هؤلاء يكونوا داخلين في دائرة الضالين. يقول: كموت أهل الجاهلية على ضلال، وليس له إمام مطاع، طبعاً طاعته واجبة. لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك. هذا الاحتمال الأول. وليس المراد أنه يموت كافراً، لأن هناك عدة تفاسير لمات ميتة جاهلية. بعض يقول مات ميتة جاهلية يعني مات على ضلال، وبعض يقول لا، ظاهر الحديث يعني مات وكأنه على جاهلية والجاهلية كفر، إذن مات على كفر. وهذا تفسير أنا أستغرب أن يقول البعض هل يعقل أن يكون المسلم كافراً. يقول: وليس المراد أنه يموت كافراً بل يموت عاصياً، ويحتمل – هذا الاحتمال الثاني- أن يكون التشبيه على ظاهره، ومعناه – الأرنؤوط يقول- أنه يموت مثل موت الجاهلي، والجاهلي يموت كافراً. وإن لم يكن هو جاهلياً ولكن يموت على الكفر. عجيب مسلم يموت على الكفر، نعم هذا هو الاحتمال الثاني، أنا لا أريد أن أقول أن هذا الاحتمال الثاني هو الصحيح.ولكن هذا احتمله جملة من الأعلام أنه يمكن لمسلم، الكلام يجر الكلام البعض يقولون أنتم لماذا تقولون أن من أنكر الإمامة مات على الكفر. مسلم نعم مسلم، ونقسم لكم أنه مسلم، وأيضاً مؤمن، ولكن هناك مجموعة من الأمور العقدية إن مات وهو لا يؤمن بها يموت ميتة الكفر. نريد أن نقول الكفر. إذن هذا بحث آخر. من مات ميتة جاهلية، الاحتمال الأول يعني مات على ضلالة، الاحتمال الثاني مات على الكفر. ما هو معناه؟ سواء كان على الضلالة أو على الكفر واقعاً ومن من المسلمين يريد أن يموت وهو على ضلالة أو على كفر. لا يوجد إنسان مسلم يحترم إسلامه ويحترم اعتقاداته ويريد أن يموت ميتة ضلالة أو ميتة كفر. في هذه المسألة أخواني ما هو ذلك الإمام الذي تجب بيعته في كل زمان توجد اتجاهات ثلاثة، أنا أشير إلى إجمالها ولعل التفصيل إلى الحلقة القادمة.
الاتجاه الأول: الذي تعتقده مدرسة أهل البيت عليه أفضل الصلاة والسلام، تعتقد أن هذا الإمام الذي تجب بيعته بعد رسول الله يبدأ ببيعة الإمام علي ثم بيعة الإمام الحسن ثم الحسين إلى أن ننتهي إلى الإمام الحادي عشر وهو الحسن العسكري ثم الآن نبايع من؟ نبايع الإمام الثاني عشر وهو الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف. هذا اعتقاد مدرسة أهل البيت. فالقضية بالنسبة لمدرسة أهل البيت لا مشكلة فيها، قضية واضحة عندهم حتى أنه يستحب عندهم في كل صباح أن يقرأوا دعاء العهد للإمام الحجة الذي يبايعون فيه الإمام صلوات الله وسلامه عليه إلى أن يظهر عليه أفضل الصلاة والسلام. إذن القضية عند مدرسة أهل البيت لا يوجد فيها أي تشكيك وأي غموض وأي إبهام وهم بيعتهم الأساسية بيعتهم الأصلية، بيعتهم العقدية إنما هي للإمام الثاني عشر. نعم هناك بحث آخر وهو بحث فقهي وأنا لا أريد أن أدخل فيه وأنه إذا تصدى فقيه جامع للشرائط، مجتهد جامع للشرائط في بلد إسلامي لإقامة الدولة تجب بيعته، نعم، تجب أيضاً بيعته باعتباره فرع من فروع الإمامة الأصلية، وإلا لا تجب بيعته بشكل مستقل عن بيعة الإمام، ولذا إذا خرج عن طاعة وعن ضوابط الإمام الأصل فبيعته تكون لا قيمة لها. هذا بحث آخر الآن مرتبط ببحثي، ولاية الفقيه أنا لست بصدد الدخول فيها، أنا أتكلم في القضية العقائدي بشكل عام وتفصيلاتها لها مقام آخر من البحث. ولهذا لا يتبادر إلى ذهن أحد أنه لا تجب البيعة للمرجع أو الفقيه أو الإمام أو المتولي في زماننا إذا كان ضمن ضوابط معينة. هذا الاتجاه الأول في المسألة.
الاتجاه الثاني: وهو الاتجاه الذي ذهب إليه جملة من علماء المسلمين، جملة كبيرة من علماء المسلمين، قالوا أن الشارع وأن الشريعة وأن الدين وأن القرآن عندما جاء قسّم الأئمة إلى قسمين: قال (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) وقال (وجعلناهم أئمة يهدون إلى النار) إذن الإمام في القرآن والإمامة في القرآن، موقع الإمامة في القرآن تنقسم إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير، فريق يدعون إلى الجنة وفريق يدعون إلى النار، ولذا تجدون أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) طبق ذلك، هو طبقه قال لعمار: يا عمار تقتلك الفئة الباغية، تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار. يعني أنت الفئة التي هم فيها ويقتلونك هم أئمة حق أم أئمة ضلالة يدعون إلى النار؟ يدعون إلى النار. والغريب أن بعض الجهلة وبعض الذين يدعون العلم بل يدعون لهم شيخ الإسلام، يقولون معاوية خال المؤمنين، هنيئاً لكم، اللهم أحشرهم مع معاوية، اللهم أحشرهم مع يزيد، من أحب قوماً حشر معهم، وندعو لكم ليل نهار أن تحشرون مع بني أمية، مع معاوية، مع يزيد، مع عبد الملك بن مروان، مع أولاده، مع هذه الطبقة، أنتم تريدون ذلك. نحن نتبرأ من هؤلاء، نحن براء منهم لأنهم أئمة يدعون إلى النار.
المقدم: معنا الأخ عبد الناصر من النجف الأشرف، تفضلوا.
الأخ عبد الناصر: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد الناصر: نشكركم على هذا البرنامج القيم، سؤالنا بالنسبة للذين يعتبرون ولي الأمر هو حاكم الدولة التي هم فيها ويبايعونه فماذا يقولون بالنسبة للمسلم الغربي، الأمريكي مثلاً أو الفرنسي من يبايع هل يبايع أوباما أو ساركوزي.
المقدم: معنا الأخ علي من العراق، تفضلوا.
الأخ علي: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ علي: عن كيفية المبايعة.
المقدم: معنا الأخ مخلد من الجمهورية الإسلامية في إيران، تفضلوا.
الأخ مخلد: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ مخلد: يقول أحدهم أنه إذا كان المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف غائباً فلماذا تدعون له بالفرج؟
المقدم: معنا الأخ أبو محمد من قم المقدسة، تفضلوا.
الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو محمد: سؤالي هو وردت أحاديث متواترة بين الفريقين عن النبي أنه لو لم يبقى من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله يوماً. سؤالي: ما معنى أن يكون المهدي مبعوثاً من قبل الله، هذا البعث كيف هو؟
سماحة السيد كمال الحيدري: رجائنا كان من الأخوة الأعزاء القضايا ليست جزئية أو لفظية ما معنى بعث ما معنى غيرها، هذه الأبحاث جزئيات وليست لها تلك القيمة الأساسية، القضية الأصلية في الأطروحة المهدوية هو أن يؤمن الإنسان أن لابد أن يخرج، أما ما معنى بعث أو ظهر أو خرج وإلى أخره، عنون آخر يملك، ليست لها هذه القيمة هذه الأبحاث.
المقدم: معنا الأخ أبو إسلام من الجزائر، تفضلوا.
الأخ أبو إسلام: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو إسلام: أنا سني من الجزائر ولكن والله أن نيتي في نصرة المهدي المنتظر أينما كان، سواء مهدي الشيعة أو مهدي السنة أو مهدي السنوسية الذين هم إمامهم المهدي، والله أريد سؤال: هل معتقدي هذا خاطئ، والله تعالى يقول: (إنما الأعمال بالنيات وعلى كل امرئ ما نوى).
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا السؤال في صميم البحث، وفي عمق البحث، يثري البحث.
المقدم: الأخ عبد الناصر يقول إذا كان المسلم في بلاد الغرب فمن يتولى؟
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع هذا السؤال يوجه إليهم ولا يوجه إلينا، نحن نتعقد أنه ضمن شروط أنه لابد من مواصفات، أما هم ماذا يعتقدون، لعلهم يقولون يبايع إمام الأزهر، أو يقولون يبايعون الملك عبد الله، والله لا أعلم. نحن نستطيع من خلال النصوص والروايات التي بين أيدينا أن نجيب. أما هم ماذا يجيبون فهم أحرار.
المقدم: الأخ علي يقول: المهدي موجود ولكن كيف أبايعه؟
سماحة السيد كمال الحيدري: أن البيعة لم يقل أحد من قبيل أولئك الذي أسلموا في عهد رسول الله وكان رسول الله حياً وبايعوه ولم يصلوا إليه ولم يروه.
المقدم: تنعقد نيتهم على البيعة.
سماحة السيد كمال الحيدري: جزاكم الله خيراً، نعم إذا كان بجنبه وكان ظاهراً نستطيع، أو يضع يده في الماء ويبايع النساء، أما أولئك الذين أسلموا ولم يروا رسول الله ولم يوفقوا للمجيء إلى المدينة.
المقدم: وضعوها في أعناقهم عن بعد.
سماحة السيد كمال الحيدري: بلي أحسنتم، إذن نفس الطريق الذين بايعوا به رسول الله عن بعد، نحن نبايع الإمام وهو في غيبته.
المقدم: ننتقل إلى الأخ أبي إسلام.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب أخي العزيز: لا يعقل أن الإنسان يبايع شخصاً هذا الشخص مجهول الهوية، أن يكون السنوسي أو يكون مهدي السنة أو يكون مهدي الشيعة، لا يعقل هذا، لأن القضايا العقائدية، هذا من قبيل أن تقول أنا أؤمن بوجود الله سواء كان الله الذي يقوله المدرسة الكذائية أو الله الذي تقوله المدرسة الكذائية، لا يعقل هذا. مثال آخر أنت الآن تريد أن تؤمن برسول الله واختلف بعض في أن رسول الله فلان أو فلان، تقول: أنا أؤمن بهذا رسول الله وأؤمن بهذا رسول الله، هذا كلام غير منطقي، غير صحيح. إذن لابد أن تتعين العقيدة، وتتحرى وتسأل أن المهدي المنتظر الذي نص الرسول وجوب الاعتقاد به من هو حتى تبايعه.
المقدم: نشكر سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، كما أشكر الأخوة والأخوات جميعاً الذين اتصلوا تابعوا وشاهدوا، إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.