حديث الثقلين سنده ودلالته ق (10)
11/07/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وأزكى الصلاة والتسليم على حبيبنا المصطفى وآله الطيبين الطاهرين. سلام من الله عليكم مشاهدينا الأكارم، على بركة الله نلتقيكم في حلقة أخرى من برنامج الأطروحة المهدوية، أنوب فيها عن زميلي الدكتور سالم جاري، معكم أيها الأخوة والأخوات وأنتم تتابعون بحوث السيد كمال الحيدري، عنوان هذه الحلقة (حديث الثقلين سنده ودلالته القسم العاشر) في كتاب الغيبة للشيخ النعماني رضوان الله عليه، هذا الحديث الذي افتتح به اللقاء تيمناً وتبركاً، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) فقال عليه السلام: يا فضيل، اعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخره، يعني ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، قال عليه السلام: ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعداً في عسكره، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه عليه السلام. قال الراوي: ورواه بعض أصحابنا أنه عليه السلام قال: كان بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) نرحب بكم ونرحب بسماحة السيد كمال الحيدري.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلا ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد اعتدتم أن تكون بداية ا لبرنامج خلاصة لما تقدم في الحلقات السابقة إعانة للمؤمنين الذين يسعون لمعرفة إمام زمانهم من خلال متابعة هذه البحوث، إعانة لهم للربط بين ما تقدم وما تتفضلون به في هذه الحلقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع كنا بصدد الحديث عن حديث الثقلين، قلنا بأنه هذا الحديث بحسب النصوص الموجودة بأيدينا يمكن أن يشار فيه إلى صيغتين، الصيغة الأولى وهي الصيغة التي تواترت ونقلها عشرات من الصحابة وهي صيغة (تارك فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي) هذه الصيغة التي لا يمكن لأحد أن يناقش في صحة إسناد الطرق التي وردت بهذه الصيغة ولكنه قلنا مع الأسف الشديد أننا نجد أن هناك محاولات حثيثة ومبرمجة وممنهجة لتغييب هذه الصيغة واستبدالها بصيغة أخرى وإعطاء الشرعية لهذه الصيغة الجديدة وهي قوله (صلى الله عليه وآله) (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وسنتي أو كتاب الله وسنة نبيه) كما في بعض الصيغ. من هنا صرنا بصدد الطرق التي نقلت هذه الصيغة الثانية وهي (كتاب الله وسنة نبيه) بحمد الله تعالى في الأبحاث السابقة وفي الحلقات السابقة انتهينا إلى بيان طرق ثلاثة لهذه الصيغة وهي (كتاب الله وسنتي) واتضح أن جميع هذه الصيغ إما يوجد فيها كذاب وإما وضاع وإما ركن من أركان الكذب وإما متروك بالاتفاق إلى أن انتهينا إلى الصيغة الثالثة والتي يوجد في سندها يعني الطريق الثالث ليس الصيغة الثالثة، الطريق الثالث الذي يوجد فيه إسماعيل بن أبي أويس وللتذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قلت أن في (تهذيب التهذيب، ج1، ص158) لابن حجر العسقلاني قال: وقال الدولابي في الضعفاء سمعت النضر بن سلمة المروزي يقول: ابن أبي أويس كذاب، لا فقط كاذب، لا أنه يخطئ، لا أنه ضعيف، بل كذاب، قل قرأنا سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: ربما كنت أضع هذا الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم حتى أرضي هؤلاء وأرضي هؤلاء ويأخذ ثمناً على ذلك، إذن هو يعترف أنه كان وضاعاً للحديث، إذن السند الثالث أو الطريق الثالث الذي ذكر فيه صيغة (كتاب الله وسنتي) يوجد فيه إسماعيل بن أبي أويس وإسماعيل بن أبي أويس وهو كذاب أولاً وثانياً أنه يعترف أنه وضاع.
إذن إلى هنا اتضح لنا أن هذه الطرق الثلاث التي أشرنا إليها لا يمكن الاحتجاج بها بحسب قواعد السند وقواعد علم الجرح والتعديل.
المُقدَّم: سماحة السيد عادة ما يتعامل العلماء مع الأحاديث الضعيفة تعامل السعي لتصحيح هذه الأحاديث، يعني إيجاد سبل معينة على ضوء قواعدهم التي لديهم، هل جرى هذا الأمر مع هذا السند.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع الاسناد السابقة أو الطريقين المتقدمين لا توجد هناك محاولات لتصحيح السند، ولكنه في هذا الحديث نجد أن هناك محاولات لادعاء أن هذا الطريق الثالث وإن كان فيه إسماعيل بن أبي أويس يقال أنه صحيح، كيف يقال أنه صحيح؟ قبل أن أشير إلى بيان الصحة بودي أن أشير إلى قضية وهذه القضية مهمة جداً وهي أننا نجد في المنهج الأموي أن كل نص وكل رواية ترتبط بفضائل ومناقب علي وأهل بيته يحاول المنهج الأموي أن يضعف سند تلك الأحاديث، وأن يرميها بالضعف وأن يرميها بالكذب، والمشاهد الكريم يتذكر مرارا وتكراراً أن الشيخ ابن تيمية روايات صحيحة السند قال اتفق أهل العلم والمعرفة على أنه موضوعة، لأنها مرتبطة بعلي وأهل بيته، طبعاً والعكس بالعكس أيضاً، يعني كلما كانت هناك رواية تحاول أن تبعد فضيلة عن أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام يحاولون بكل جهد أن يثبتوا صحة تلك الرواية وإن كانت بحسب موازين الجرح والتعديل ضعيفة لا يمكن الاحتجاج بها، هذا هو المنهج الذي وجدناه في جملة من الكتابات وخصوصاً الكتابات المعاصرة لنا.
في هذه الليلة أريد أن أقف عند نموذج معاصر وهو علم من الأعلام ويدعى له الأمانة العلمية وله تحقيقات واسعة النطاق، ومن هنا صار بودي أن أقف عند هذا الرجل، وهو العلامة شعيب الأرنؤوط، العلامة شعيب الأرنؤوط كما تعلمون له مؤلفات كثيرة، بل له تحقيقات واسعة النطاق، ويعد من العلماء المراجع في علم الجرح والتعديل، وبودي إنشاء الله تعالى أن بعض له علاقة بالشيخ شعيب الأرنؤوط أن يوصل له كلامي هذا وفي هذه القضية بالخصوص، عندما نأتي إلى الشيخ شعيب الأرنؤوط نجد عندما يأتي إلى حديث الثقلين يقول أن حديث الثقلين بصيغة (كتاب الله وعترتي) وإن كان صحيح السند ويمكن الاعتماد على السند ولكن هناك مقطع في هذا الحديث وهو قوله (صلى الله عليه وآله) وإنهما لن يفترقا أو لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، يقول هذا ضعيف ولا يمكن قبول هذا المقطع من الحديث وإن قبلنا صيغة كتاب الله وعترتي. ويبحث بحثاً مفصلاً علمياً لإسقاط هذا المقطع من حديث الثقلين الذين ورد فيه كتاب الله وعترتي، حتى أهل التحقيق وأهل المراجعة والذين يبحثون عن المصادر ويدققون فيها يرجعوا إلى كتاب (مسند الإمام أحمد، ج17، ص170- 176) بتحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، يوجد هناك بحث مفصل تصلح أن تكون رسالة مستقلة لإسقاط حجية هذا المقطع من حديث الثقلين، ولذا يقول بعد أن يقول: إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. يقول: حديث صحيح بشواهده دون قوله (فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهذا إسناد ضعيف. ثم يبدأ ويقول: أن هذا الحديث ورد بطرق متعددة يشير فيه هذه التعليقة على سبعة أو ثمانية طرق ولكن كلها بكل ما أوتي من جهد علمي يحاول تضعيفها، وتجده دائماً يقول وهذا إسناد ضعيف عطية في سنده وهو ابن سعد العوفي ضعيف، والبعض وثقه، ولكنه يستند، يقول: وأبو إسرائيل المولائي وثقه، وقال ابن معين: صالح الحديث … إذن يوجد اختلاف ولكن هو يرجح جانب الضعف، وهكذا عندما يأتي إلى الطريق الثاني يقول فيه طريق وهذا إسناد ضعيف لأنه ضعفه ابن سعد في الطبقات قال ابن معين أنه ضعيف وقال شاهين أنه كذا وكذا … ثم ينتقل (ص171) الطريق الثالث يقول ضعيف والطريق الرابع يقول ضعيف والطريق الخامس يقول ضعيف والسادس والسابع كلها يضعفها ثم ينتهي إلى (ص175) هكذا يقول: ونصه كذا وما ورد مما يفهم منه وجوب الاقتداء بهم والأخذ بأقوالهم والعمل بها مثل قوله لم تضلوا بعدهما أو لن تضلوا إن اتبعتموهما فأسانيده ضعيفة لا يصلح الاحتجاج بها كما بسطنا ذلك.
كل همه في هذا النص هو إسقاط هذا المقطع لأنه كل المضمون يوجد في هذا المقطع، وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وحيث ان هذه القضية مرتبطة بكتاب الله وعترتي يقوم بهذا العمل الجاد الحقيقي لإسقاط السند ولكن أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت بدقة، ولكن عندما يأتي إلى صيغة كتاب الله وسنتي، انظروا عندما يصل إلى هذا ماذا يقول، طبعاً هو رجل محقق عالم في علم الرجال يعرف أن كل أسانيد وكل طرق هذه الصيغة ضعيفة، طبعاً هنا لابد أن أشير لا يوجد في واحد من هذه الطرق التي أشار إليها (وعترتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) لا يوجد فيها وضاع، فقط يوجد ضعيف الحفظ، سيء الحفظ، ضعيف، يخلط، ولا يوجد في الطريق وضاع أو كذاب أو ركن من أركان الكذب كما قرأناه في صيغة وسنتي، ولكن انظروا هذا الرجل الذي يدعي الأمانة العلمية عندما يصل إلى صيغة كتاب الله وسنتي ماذا يفعل، مع أنه مقتضى هذا التحقيق العلمي كان ينبغي ان يجري هذا التحقيق أيضاً في صيغة وسنتي أيضاً.
في تعليقته على (سنن الموسوعة الحديثية، سنن الدارقطني، ج5، ص440) تقدمها مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر، حققه وعلق عليه وضبط نصه شعيب الأرنؤوط، بعد أن ينقل الرواية برقم 4606 يقول: حدثنا صالح بن موسى الطلحي، ويتذكر المشاهد الكريم أنه في الطريق الأول عبر عن هذا أنه ركن من أركان الكذب، عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال رسول الله: خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. يقول: قوله عن أبي هريرة الحديث رواه مالك في الموطأ مرسلاً، هذا لا قيمة له، وأخرجه الحاكم النيسابوري في المستدرك ج1، ص93 عن ابن عباس، الرواية هنا عن أبي هريرة ولكن يظهر أنه سند آخر وهو إسماعيل بن أبي أويس، عن ابن عباس، وقال، ينسب إلى الحاكم النيسابوري، وقال: صحيح الإسناد. أولاً هو لم يقل رأيه، وهذا واضح، بل ينسبه إلى الحاكم النيسابوري، واللطيف أننا نجد في المعاصرين أيضاً يفعلون ذلك وأنهم يدعون الأمانة العلمية في كتاب (فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، ج4) جمع وترتيب أحمد بن عبد الرزاق الدويش، دار المؤيد، الطبعة الخامسة 1424هـ الرياض، المملكة العربية السعودية، يقول: نصائح الرسول، النصائح التي نصح بها رسول الله أمته، يقول: قبل أن يموت رسول الله ماذا قال لأصحابه من نصائح؟ يقول في الجواب، اللجنة الدائمة، ثبت عنه أنه (صلى الله عليه وآله) قال في آخر حياته في الخطبة يوم عرفة في حجة الوداع، إني تارك ما لن تضلوا إن تمسكتم به كتاب الله، هذه واحدة، وفي رواية أخرى ذكرها الحاكم في صحيحه كتاب الله وسنتي. والموقع على هذه الفتوى عبد الله بن قعود وعبد الله بن قديان وعبد الرزاق عفيفي وعبد الله بن باز الذي هو رئيس هذه اللجنة العلمية التي تدعي الأمانة العلمية، رسول الله فقط أوصى بكتاب الله وسنته ولم يوصٍ بكتاب الله وعترته أهل بيته. هذه هي الأمانة العلمية التي تدعيها مثل هذه المؤسسات الدينية وغير ذلك.
السؤال المطروح هنا وهو أنه هذا الحديث ينسبه هؤلاء الأعلام ويقولون أن الحاكم النيسابوري ذكر الحديث وقال: صحيح الإسناد. الآن تعالوا معنا إلى (المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري) لتروا الأمانة العلمية التي يتمتع بها العلامة المحقق الشيخ شعيب الأرنؤوط أو الأمانة العلمية التي يمتاز بها ويدعيها لنفسه إمام من أئمة وهو ابن باز، تعالوا معنا إلى المستدرك على الصحيحين لنفس الطبعة، أنا جئت بنفس الطبعة. (المستدرك على الصحيحين، ج1، ص93) للحاكم النيسابوري وفي ذيله تلخيص المستدرك للذهبي، توجد روايتان، الرواية الأولى رواية صالح بن موسى الطلحي وهو ركن من أركان الكذب التي يرويها عن أبي هريرة، لكن نحن ننقل الرواية التي عن عكرمة عن ابن عباس التي فيها حدثنا ابن أبي أويس يعني إسماعيل بن أبي أويس الذي قرأنا عنه الآن أنه كان كذاباً وكان يضع الحديث، حدثني أبي عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطب الناس في حجة الوداع فقال: قد يأس الشيطان أن يعبد … إلى أن قال: إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا به أبدا كتاب الله وسنة نبيه. أنا سؤالي أين قال الحاكم النيسابوري أنها صحيحة الإسناد. أنتم تعلمون أن الحاكم النيسابوري إذا نقل الحديث إذا كان معتقد بصحته يقول صحيح على شرطهما أو على شرط الشيخين أو على شرط أحدهما وإذا لم يكن فأنه يتجاوز عن الحديث ولا يعلق عليه شيئاً، أنا بودي هذا ذيل الحديث في آخره هذا يقول: وذكر الاعتصام بالسنة في هذه الخطبة غريب ويحتاج إليها … وسكت. وتجدون الذهبي أيضاً لا توجد عنده تعليقة على هذا.
ارجع إلى العلامة الأرنؤوط، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت جيداً، يقول: وأخرجه الحاكم (ج1، ص93) عن ابن عباس وقال: صحيح الإسناد. أيها المحققون في العالم أيها المسلمون هذه هي الأمانة العلمية التي يمتاز بها ويدعونها وينسبون الكذب إلى علماء مدرسة أهل البيت، انظروا التدليس هنا أين قال الحاكم النيسابوري أنه صحيح السند، وأين جاء هؤلاء وقالوا وصححه عندما ذكر في فتاوى اللجنة الدائمة ذكره النيسابوري وصححه، من أين صححه، هذا هو إشكالنا الأول على هؤلاء الأعلام الذين يدعون الأمانة العلمية.
الإشكال الثاني لو سلمنا أن الحاكم النيسابوري قال صحيح الإسناد، يا علامة الأرنوؤط ما هو رأيك في المسألة، أنت متى كنت مقلدا في المسائل للحاكم النيسابوري، بدليل أنه عندما وصلت إلى كتاب الله وعترتي وكانت هناك طرق سبعة بحثت صفحات عديدة لرد هذا المقطع، لماذا هنا سكتَ لا تتكلم شيئاً، كان ينبغي بمقتضى الأمانة العلمية أيضاً تقول أن ما صححه الحاكم النيسابوري تصحيحه في غير محله لأن فيه كذاب وضاع أمثال إسماعيل بن أبي أويس وأمثال صالح بن موسى الطلحي وأمثال كثير بن عبد الله بن عوف، لماذا تسكت عن هذا، حتى لو فرضنا أن الحاكم النيسابوري صحح الحديث، أنت لابد أن تقول رأيك في مثل هذه المسائل.
النقطة الثالثة: أن الحاكم النيسابوري لا فقط لم يصحح الحديث، هو في ذيل الحديث ذكر عبارة يقول هذا غريب، يقول: وذكر الاعتصام بالسنة في هذه الخطبة غريب، لأنه في خطبة حجة الوداع رسول الله قال كتاب الله وعترتي، وهو نقل قبل ذلك وبعد ذلك فعندما نقل هذه الرواية استغرب في آخرها قال: وذكر الاعتصام بالسنة في هذه الخطبة غريب، هذه هي النقطة الثالثة التي أهملوها ولم يلتفتوا إليها أو تجاهلوها وتغافلوا عنها.
النقطة الرابعة لو فرضنا وسلمنا أن الحاكم النيسابوري صحح ولم يقل شيئاً وأنتم أردتم الاعتماد عليه، متى كنتم تعتمدون على تصحيح الحاكم النيسابوري فيما لو انفرد بالتصحيح، أنتم تصرحون أن الحاكم النيسابوري وإن كان إماماً في الحديث وصدوقاً إلا أنه رافضي خبيث، هذه نص عباراتكم وعلى هذا الأساس تقولون لو انفرد بتصحيح نص فلا يعتمد، وهنا انفرد بتصحيح هذا النص لأنه لا يوجد عندك أي طريق لتصحيح هذه الصيغة وهي كتاب الله وسنتي، انظروا ماذا يقول الشيخ ابن تيمية في هذا المجال، الشيخ ابن تيمية في كتابه (مجموعة الفتاوى، ج1، ص182- 183) اعتنى بها وخرج أحاديثها عامر الجزار وأنور الباز يقول: وأما تصحيح الحاكم لمثل هذا الحديث وأمثاله فهذا مما أنكره عليه أئمة العلم بالحديث … إلى أن يقول: ولهذا (ص183) ولهذا كان أهل العلم لا يعتمدون على مجرد تصحيح الحاكم، يعني أن الحاكم إذا انفرد بتصحيح نص لا يقبلون به، هذا تصريح ابن تيمية، هذا إمامكم في هذا المجال، يقول لو انفرد الحاكم بتصحيح فلا يعتمد، ولكن أنا أقول لكم هنا تعتمدون لأنكم تريدون أن تبعدوا حديث الثقلين عن عترتي وأهل بيتي، إذن لابد أن تصححوه بأي ثمن.
إذن النكتة هي هذه يعني لو دار الأمر بين قبول تصحيحات الحاكم وبين مناقب أهل البيت، نبعد مناقب أهل البيت ونقبل تصحيحات الحاكم لأنها تبعدنا عن معارف ومناقب وفضائل أهل البيت، هذا في مجموعة الفتاوى.
وكذلك ما ذكره في (لسان الميزان، ج7، ص256، الترجمة رقم 7020) دار البشائر الإسلامية، يقول: محمد بن عبد الله النيسابوري الحاكم أبو عبد الله الحافظ صالح التصانيف، إمام صدوق … ثم هو شيعي مشهور بذلك، وأنا لا أعلم أين مشهور، مع أنه يصرح في مقدمة كتابه ويترحم على أبي بكر وعمر، نعم تشيعه كما ذكرنا ذلك في حلقات سابقة أنه كان منحرف عن معاوية فقط، لا منحرف عن الله ولا منحرف عن الرسول ولا منحرف عن الصحابة، بل منحرف عن معاوية لأنه لم يذكر فضائله يقول: لا يجيء في قلبي أن أذكر له فضيلة، والمتفق عليه أن فضائل معاوية لا اصل لها ولا سند لها، فهو لم يقل شيئاً مخالف. ثم هو شيعي مشهور بذلك من غير تعرض للشيخين، فمن أين عرفتم أنه شيعي، فهو لا يتعرض للشيخين، وميزانكم لمعرفة الشيعي هو بغض أبي بكر وعمر، والرجل لا يتعرض لأبي بكر وعمر، فمن أين عرفتم، وقد قال ابن طاهر سألت ابا إسماعيل عبد الله الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله فقال: إمام في الحديث رافضي خبيث، قلت: الله يحب الإنصاف، ابن حجر يقول. ما الرجل رافضي بل شيعي … إلى أن يقول: فإما صدقه في نفسه ومعرفته بهذا الشأن، يعني بأمر الحديث، فأمر مجمع عليه، إذن بهذا يتضح لنا أنه لو انفرد الحاكم النيسابوري بنص فهو ليس بصحيح لأنه إما شيعي، إذن كيف جاز لكم أن تستندوا إلى تصحيحه فقط في (كتاب الله وسنتي) وهو تصحيح مزعوم، حيث اتضح من الابحاث السابقة أنه ليس كذلك.
إذن بحسب المباني الموجودة في أيديكم لا يحق لكم أن تستندوا إلى تصحيح النيسابوري في هذا المجال فضلاً كما ذكر الأخ المقدم أن الحاكم النيسابوري لم يصحح الحديث، إذن هذا السند أو هذا الطريق لصيغة كتاب الله وسنتي أيضاً ساقط لا يمكن الاحتجاج به لأنه في سنده إسماعيل بن أبي أويس وهو كذاب يضع الحديث.
المُقدَّم: هل توجد هناك طرق أخرى لصيغة كتاب الله وسنتي غير ما ذكرتموه.
سماحة السيد كمال الحيدري: يوجد هناك طريقان آخران يحاولون من خلالهما تصحيح سند هذه الصيغة وهي (كتاب الله وسنتي) إلى هنا اتضح لنا أن الطرق الثلاثة السابقة كلها ساقطة لا أنها ضعيفة لأنه قد يكون الراوي ضعيف الحفظ أو سيء الحفظ أو مخلط وقد يكون الراوي وضاع كذاب ساقط عن الاعتبار.
في الواقع يوجد عندنا طريقان آخران وبودي أن المشاهد الكريم أن يلتفت، وهذه القضية كررتها مراراً، الآن ليس قصدي إلا بيان الحقيقة وإذا اتضحت الحقيقة واقعاً عند ذلك ليحيى من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، لأن الحقيقة إذا اتضحت ولم يتبعها الإنسان فهذا يكون مصداقاً لقوله تعالى (وأضله الله على علم) يعني مع أنه كان عالماً وقع في الضلالة فلا يكون معذوراً، أو يكون مصداقاً لقوله تعالى (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً) إذن المهم أن المشاهد الكريم خصوصاً أهل التحقيق والمطالعة والمراجعة يتأملوا فيما أقول ويراجعوا، لأن البعض منهم لا يملك هذه المصادر حتى يتأكد من صحتها فليكتب ويراجع ليرى أن ما أقوله صحيح وعلى الموازين العلمية ولماذا أن علمائهم أخفوا هذه الحقائق عنهم طيلة هذه القرون ويوجد عندهم إصرار ممنهج على إخفاء هذه الحقيقة في زماننا، لا اقل فليقولوا أنه يوجد كتاب الله وعترتي وهناك أحاديث كتاب الله وسنتي، لماذا هذا الإصرار على كتاب الله وسنتي فقط.
يوجد طريقان آخران لهذه الصيغة، الطريق الأول ما ورد في كتاب (الفقيه والمتفقه، ص213، الحديث رقم 276) للحافظ المؤرخ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، ولد سنة 392هـ وتوفي سنة 462هـ حققه أبو عبد الرحمن عادل بن يوسف العزازي، دار ابن الجوزي، الإصدار الثاني 1430هـ المملكة العربية السعودية، ذكر الخبر عن رسول الله بأن سنته لا تفارق كتاب الله، الرواية هكذا: حدثنا عبد الله بن عمر حدثني شعيب وابن إبراهيم التميمي حدثنا سيف يعني ابن عمر عن أبان بن إسحاق الأسدي عن الصباح بن محمد عن أبي حازم عن أبي سعيد الخدري الروايات السابقة كانت عن ابن عباس وعن أبي هريرة، هذه عن أبي سعيد الخدري، قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) علينا في مرضه الذي توفي فيه ونحن في صلاة الغداة فذهب أبو بكر ليتأخر، باعتباره كان متقدماً للصلاة وعندما خرج رسول الله أراد أن يتأخر، فأشار إليه مكانك، يعني رسول الله قال مكانك وصلى مع الناس، ولا أعلم هل يقصدون أنه صلى خلف أبا بكر لأن الرواية تقول وصلى مع الناس، فلما انصرف حمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي فاستنطقوا القرآن بسنتي ولا تعسفوه فإنه لن تعمى أبصاركم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم ما إن أخذتم بهما. هذه الرواية فيها فائدتنان أولاً: فيها كتاب الله وسنتي، ثانياً أن أبا بكر كان متقدماً للصلاة.
تعالوا معي حتى نأخذ أيضاً نتيجتين وليس نتيجة واحدة، أقف عند شخصين لا أكثر لأن السند فيه أشخاص متعددون يمكن المناقشة فيهم، الأول سيف بن عمر التميمي الأسدي، تعالوا معنا إلى كتاب (المغني في الضعفاء، ج1، رقم الترجمة 2716) للإمام الحافظ الذهبي، تقديم أبي الزهراء حازم القاضي، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، سيف بن عمر التميمي الأسدي، له تواليف، عدة مؤلفات، متروك باتفاقٍ. بالاتفاق هو متروك، فلا يوجد أحد من العلماء يوثقه، التفتوا أيها المسلمون في العالم هذا الذي ينقل الروايات التي تقول أن أبا بكر تقدم للصلاة، وإن وفقنا للوقوف على هذه القضية سنقف عندها ونبين أن هذه القضية لها حقيقة أو لا، قد يقول قائل أن هذا موجود في البخاري أو موجود في مسلم، واتضح لكم أن البخاري ومسلم أيضاً ينقلون عن الوضاعين، في الحلقة السابقة اتضح أنه ينقل عن إسماعيل بن أبي أويس وهو من الوضاعين، اتضح لكم أنه ينقل عن عمران بن حطان وهو رأس الخوارج، وسيتضح لكم في الحلقات القادمة أن البخاري عمن ينقل. وقال ابن حبان: اُتهم بالزندقة، قلت، الذهبي: أدرك التابعين وقد اُتهم. قال ابن حبان: يروي الموضوعات. ومن موضوعاته كما قرأنها في كتاب الفقيه. قال ابن حبان: يروي الموضوعات، هذا هو الشخص الأول ولا أطيل.
الشخص الثاني الذي ورد في سند الرواية هو الصبّاح بن محمد، انظروا ماذا يقول عنه في (تهذيب التهذيب، ج2، ص203) لابن حجر العسقلاني، مؤسسة الرسالة، يقول: صبّاح بن محمد بن أبي حازم البجعلي الكوفي … إلى أن يقول: وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، يضع موضوعات، يضع روايات موضوعة على لسان الثقات، وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، وهو الذي روى عن مرة عن عبد الله عن النبي استحيوا من الله حق الحياء، وقال العقيلي في حديثه وهم، إذن يروي الموضوعات وفي حديث وهم. إذن الطريق الرابع يوجد فيه لا أقل هذان الشخصان وهما سيف بن عمر التميمي والآخر هو الصباح بن محمد، فهذا الطريق أيضاً ساقط لا أن الراوي ضعيف، الرواية ساقطة لا يمكن الاعتماد عليها.
الطريق الأخير وهو الطريق الذي ورد في (صحيح تاريخ الطبري، ج2، ص343، الرواية رقم 301) للإمام أبي جعفر بن جرير الطبري، حققه وخرج روايته وعلق عليه محمد بن طاهر البرزنجي، دار ابن كثير، دمشق بيروت، يقول: حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله ابن أبي نجيح قال: ثم مضى رسول الله … الآن السؤال المطروح هنا من هو عبد الله بن أبي نجيح وما هي الفاصلة بينه وبين رسول الله لنرى أن الرواية مرسلة أو مسندة. أما من هو عبد الله بن ابي نجيح، انظروا ما ورد في (تهذيب التهذيب، ج 2، ص444) عبد الله بن أبي نجيح … إلى أن يقول: وذكره النسائي في من كان يدلس. إذن أولاً كان مدلساً، هذا إذا كانت الرواية مرسلة ومعنونة، وثانياً: بودي أن المشاهد الكريم يلتفت عبد الله بن أبي نجيح توفي سنة 131هـ، ورسول الله في سنة 11هـ يعني الفاصلة 120 سنة، فهل يرى المشاهد أن الرواية مرسلة أو مسندة، فإذا كانت معنعناته ومسنداته مدلسة فما بالك بمرسلاته، ولذا تجدون بأن المحقق البرزنجي عندما ينقل الرواية يقول إسناده ضعيف، طبعاً لا ضعيف فقط، وإنما ساقطة، والغريب أنه كان ينبغي أن يذكر هذه الرواية في ضعيف تاريخ الطبري، لأن هذا الرجل قسم روايات تاريخ الطبري إلى صحيحة والى ضعيفة، فالمفروض أن تكون هذه الرواية في قسم الضعيف، ولكنه وضعها في صحيح تاريخ الطبري، فلابد من الإشارة إلى هذا للمشاهد الكريم وعليه أن يحكم وأن هذه الكتب الحديثة التي تطبع الآن كيف تطبع.
هذه هي الطرق الخمسة التي ذكرت حصراً، أريد أن أقول للمشاهد الكريم، المشاهد الكريم كان عالماً أو محققاً أو اكاديمياً أو من عموم الناس، هنا أقول التحدي العلمي، أتحدى أحد أن يأتي بسند آخر غير هذه الاسناد الخمسة التي ذكرت لحديث الثقلين بصيغة (كتاب الله وسنتي) توجد هذه الطرق الخمسة وهي جميعاً من وضع الكذابين ومن الموضوعات.
فالطريق الأول كان يوجد فيه صالح بن موسى الطلحي وهو شديد الضعف ومتروك بالاتفاق، وفي الطريق الثاني كان كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف وهو متهم بالوضع وركن من أركان الكذب، والطريق الثالث فيه إسماعيل بن أبي أويس وكان كذاباً يضع الحديث الرابع، وفي الطريق الرابع كان سيف بن عمر المتهم بالزندقة والوضع، وفي الطريق الخامس عبد الله بن أبي نجيح مرسلة ومدلس، والطريق السادس كان في موطأ الإمام مالك وهي مرسلة. هذه هي الطرق الموجودة، أيها المحققون، أيها العلماء، أيها المسلمون، أيها المؤمنون، هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات ويركزون على حديث كتاب الله أو صيغة (كتاب الله وسنتي) هذه هي أمانتهم العلمية، هذه هي أمانتهم الدينية، أنهم يحرفون حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع ذلك يخرجون علينا ويتبجحون أنهم يحترمون سنة رسول الله وهم يحرفون سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن ينقل لنا أحاديث محرفة.
المُقدَّم: الأخ أسامة من السعودية، تفضلوا.
الأخ أسامة: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أسامة: نعتذر من كل من يتصل من السعودية.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً بيني وبين الله اجد في المتصلين من المملكة العربية السعودية أناس من أهل الفضل ومن أهل العلم ولكن يظهر أن بعضهم لا يعرفون أدب المناظرة.
الأخ أسامة: نحن نتابعكم بشكل مستمر.
المُقدَّم: الأخ أبو هاشم، تفضلوا.
الأخ أبو هاشم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو هاشم: أنا مسلم سني، أريد فقط أن أقول لكم أنه عندما تتحدثون عن ابن تيمية أرجو من الشيخ كمال الحيدري أن يقول الفيلسوف ابن تيمية ولا يقول ابن تيمية لأن ابن تيمية شق عصا المسلمين وأتباعه الوهابية الآن في كل مكان يعيثون في الأرض، فنحن نرجو أن يبين الشيخ كمال الحيدري بأن المسلم السني هو ليس وهابياً، الوهابية فئة ضالة أضلت وشقت عصا المسلمين في كل مكان.
سماحة السيد كمال الحيدري: شكراً على هذه المداخلة، وفي الواقع أن هذه الحلقات إنما بنيت على هذا الأساس، وهو للتمييز أن اتباع ابن تيمية إنما يستندون إلى المنهج الأموي والى المدرسة الأموي ولا علاقة لهم بمدرسة الصحابة وبمدرسة أهل السنة والجماعة، نحن نعتقد أن مدرسة أهل السنة والجماعة هم يتفقون معنا في كثير من القواعد فيما يرتبط بالعترة وأهل البيت يحبون ويجلون ويعظمون، نعم قد نختلف معهم ويختلفون معنا ولكنهم يختلفون على أسس محبة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، وهذا بخلافه في النهج الأموي فإنه قائم على اساس الانحراف عن النبي بل الانحراف في التوحيد والانحراف في النبوة والانحراف عن أهل البيت وهذا أدعو الله أن أوفق لبيانه، والآن الذين يسمون أنفسهم اتباع ابن تيمية واقعاً نهجهم هو النهج الأموي وأنتم تجدون الذين يتصلون ويتضح مستواهم العلمي إلى أي مستوى.
المُقدَّم: الأخ حسن من العراق، تفضلوا.
الأخ حسن: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ حسن: سيدنا العزيز الرجاء الرد على ما ذكره العلامة الأرنؤوط.
سماحة السيد كمال الحيدري: إنشاء الله تعالى عندما نقف عند فقه الحديث، وعندما نقف عند هذا المقطع وهو قوله (صلى الله عليه وآله) وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، سأدخل في مناقشة علمية مستفيضة لمناقشة ما ذكره العلامة شعيب الأرنؤوط ويتبين أنه على صواب أو على خطأ، وهل توجد عندنا طرق صحيحة لهذا المقطع أو لا توجد.
المُقدَّم: الأخ هشام من الجزائر، تفضلوا.
الأخ هشام: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ هاشم: بدون إطالة شيخ كمال، أريد أن أنقل لك صورة من الواقع السني المعاش، كيفية تعامل المدرسة السنية مع حديث الثقلين بصيغة (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) نحن عندما عرفنا عدم صحة الحديث بصيغة (كتاب الله وسنتي) وصحته بصيغة (كتاب الله وعترتي) وقعنا في حيرة كبيرة وشديدة، لأن الحديث بصيغة (كتاب الله وسنتي) يكرس في كل مجلس وكل جمعة وهو لا يصح، فبحثنا عمن يعطينا جواباً شافياً أو يعطينا صورة أخرى أو أي تخريج كان، فأرشدنا بعض الأخوة إلى أستاذ جامعي متخصص بالشريعة كما عرفنا وهو أيضاً إمام وخطيب جمعة فحينما سألناه وقلنا له فضيلة الدكتور هل تعرف الحديث بصيغة (كتاب الله وعترتي) فقال: نعم أعرفه وهو حديث صحيح، وحين سألناه عن صيغة (وسنتي) هل تعرف أنها لا تصح، قال: نعم، أعلم أنها لا تصح. فقلنا أنه أنت ماذا تقول على المنبر في كل جمعة، ما تقول؟ قال: أقول الحديث بصيغة كتاب الله وسنتي، فتعجبنا لذلك، يعلم أن الحديث لا يصح ولكن يكرره في كل جمعة، وحين سألناه قلنا له: لماذا لا تقول بحديث (وعترتي) من كل جمعة، قال بالحرف الواحد: قال هذا الحديث لو قلته أنا على المنبر …
سماحة السيد كمال الحيدري: مع الأسف الشديد، كان بودنا أن نسمع أكثر، وهذه هي مشكلتنا أن كثير من هؤلاء يكتمون الحق والحقيقة وهم يعلمون، يعني (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ).
المُقدَّم: الأخ أبو عمار من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو عمار: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عمار: الشيء الأول اعتذر للشيخ كمال وللأخوة عن أخونا عبد الله، اعتقد أنه لم يكن يقصد الإساءة، عندي نقطتان، بالنسبة لحديث الثقلين أهل السنة بما فيهم من يسمون الوهابية لم يسقطوه من صحيح الإمام مسلم، وموجود في صحيح الإمام مسلم بلفظ وعترتي، فلم يكذبوه ولم يسقطوه، ولكن الفرق هو المعنى المعتبر من هذا، فالعترة وإن ذكروا في الحديث ليس معناه أن يكون هذا تصحيحاً لمبدأ الإمامة الموجود عند الاثنى عشرية، كان المقصود منه الإمامة من باب أولى أن العباسيين وهم ومن جملة آل البيت تجب إمامتهم في عنق الشيعة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا بودي في كلمة واحدة وهو أنه أنا أقول أولاً قولوا الحقيقة، لماذا تخفون الحقيقة، هذا أولاً وثانياً إنشاء الله ننتقل إلى من هم أهل البيت سيتضح أن العباسيين هل مشمولين لهذا الحديث أم لا، ثبت العرش أولاً ثم انقش.
المُقدَّم: شكراً لكم مشاهدينا الكرام على طيب المتابعة من برنامج الأطروحة المهدوية، في أمان الله.