حديث الثقلين سنده ودلالته ق (16)
01/10/2010
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم السادس عشر) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: لا بأس أن تقدموا خلاصة لما سبق حتى يتواصل معنا الأخوة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع لا اريد أن أطيل في هذه المقدمة في هذه الليلة، أشير إلى أمرين فقط في هذه المقدمة.
الأمر الأول: أنه ثبت بحمد الله تعالى أن حديث الثقلين متفق على صدوره عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم باتفاق جميع علماء المسلمين سواء كانوا من أهل السنة والجماعة أو كانوا من اتباع مدرسة أهل البيت، بل اتضح أن هناك العشرات من الطرق والروايات التي أثبتت صحة هذا الحديث الوارد عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ويتذكر المشاهد الكريم أننا في حلقات سابقة أثبتنا صمود صحة هذا الحديث عن النبي، وفي الحلقة السابقة بينا الطرق التي من خلالها ورد هذا الحديث في مدرسة أهل البيت والمصادر والمراجع الأصلية التي أشارت إلى هذا الحديث وبينا أنه أدعي تواتره من قبل المدرستين والاتجاهين، يعني أي أدعي تواتره من قبل مدرسة أهل السنة والجماعة وكذلك أدعي تواتره من قبل مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، هذا الأمر الأول.
الأمر الثاني: أن صيغة هذا الحديث ليس هو صيغة (كتاب الله وسنتي) قلنا لأنه حديث ضعيف لا اصل له، وإنما الصيغة الصحيحة لهذا الحديث هو (كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) هذا ما تقدم تفصيله بحمد الله تعالى في الحلقات السابقة.
وانتهينا إلى المرحلة الثالثة وهي من هم أهل البيت في قول رسول الله صلى الله عليه وآله (وعترتي أهل بيتي) يعني هنا لابد أن نبين المصداق لأن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يشر إلى هذا المصداق في هذا الحديث، نعم اشار إليه في أحاديث أخرى كما سيأتي بحثه إن شاء الله تعالى، لأن هذا يهمنا كثيراً أن نعرف هؤلاء الذين لن يفترقوا عن الكتاب وأنه ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً من هم هؤلاء الذين إن تمسكنا بهم فقد نجونا من الضلالة، من هم هؤلاء الذين لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن؟ أي قرآن، القرآن الذي عبر عن نفسه كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه، فإذا كان الأمر كذلك إذن ما هو عدل القرآن ومن هو عدل القرآن ومن هو لا يفارق القرآن إذن تكون له نفس الأحكام الثابتة للقرآن الكريم، يعني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهذا إن شاء الله بحثه سيأتي، إذن في المرحلة الثالثة لابد أن نقف عند بحث من هم أهل البيت الذين أرادهم رسول الله في حديث الثقلين.
المُقدَّم: صار واضحاً، قبل أن تبدءوا في المحور الآخر ارجوا من الأخوة إذا كانوا علميين حقاً، الأخوة من الطرف المخالف أن لا يخوضوا مرة أخرى في سند الحديث لأننا سندخل في قضية مهمة. فقد اتضح بما لا يقبل الشك ولا 1% بل أكثر.
سماحة السيد كمال الحيدري: إلا لإنسان من الناحية العلمية أعمى أو يتعامى عن الحق، وإلا أتصور أن القضية واضحة.
المُقدَّم: الآن نعود إلى ما تقضلتم بالإشارة له من هم أهل البيت المقصودون بقول رسول الله صلى الله عليه وآله (وعترتي أهل بيتي) يعني ما المقصود بأهل البيت بحسب المعاجم اللغوية أولاً.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه أنا أتصور أننا قبل أن نصل إلى معرفة من الذين قصدهم رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله (وعترتي أهل بيتي) لابد أن نعرف ما هو المراد من الأهل وما هو المراد من البيت بحسب القواميس والمعاجم اللغوية، باعتبار أننا نعتقد، هذه قاعدة أساسية لابد أن يلتفت لها المشاهد الكريم، وهي أننا أي مفردة قرآنية وردت في القرآن الكريم لابد أن نرجع إلى اللغة لنعرف ما هو المراد من تلك المفردة، يعني عندما وردت كلمة الصلاة في القرآن أو لفظ الحج في القرآن أو لفظ الصوم في القرآن أو لفظ الزكاة في القرآن أو لفظ الخمس في القرآن وعشرات الاصطلاحات بل مئات المصطلحات القرآنية من الناحية المنهجية لابد أن نرجع إلى اللغة لنعرف، باعتبار أن القرآن كما قال في آيات متعددة (بلسان عربي مبين) فلابد أن نعرف المفردة القرآنية، (بلسان عربي مبين) (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) (إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) إذن القضية واضحة. ولكي نفهم المراد والمقصود بأهل البيت أولاً لابد أن نعرف ما هو المراد من الأهل لغة وما هو المراد من البيت لغة.
فيما يتعلق بالمفردة الأولى وهي (الأهل) وأنا أحاول أن أمر على هذه الأبحاث بسرعة، فيما يتعلق بلغة هذه المفردة الأولى وهي (الأهل) في الواقع يطلق الأهل ويراد به المنتسب إلى شيء، يعني إذا انتسب شيء إلى شيء يعبر عنه بالأهل، يعبر عنه بأهله، إذا انتسبت إلى مكان يقال عنك أهل بلد، إذا انتسبت إلى مدينة يقال لك أهل المدينة، إذا انتسبت إلى زمان يقال لك أهل هذا الزمان، إذا انتسبت إلى عمل تنسب إلى الخياطة، وهكذا، إذن أخواني الأعزاء اللغة تقول أن المنتسب إلى شيء أعم أن يكون ذلك المنتَسب إليه سواء كان زماناً أو مكاناً أو حرفة أو عملاً أو بيتاً فإنه يطلق عليه، ولكنه ليس مجرد الانتساب بل مع وجود اختصاص لذلك الشيء، يعني نحو اختصاص، يعني انتساب مع اختصاص، ولذا يقال أهل القرآن، ما معنى أهل القرآن، يعني الذين انتسبوا إلى القرآن واختصوا، إما بعلومه وإما بتفسيره وإما بحفظه، يقال أن فلان من أهل هذا البلد، ما معنى من أهل هذا البلد؟ هل المعنى أنه منتسب إلى هذا البلد، ولكنه مختص به، وإلا ليس كل منتسب إلى شيء يكون مختصاً بذلك الشيء، يقال أهل الزمان، يقال أهل الرجل، يقال أهل المرأة، حكم من أهلها وحكماً من أهلها، يقال أهل الأمانة، ويقال أهل المدينة، وأهل القرية، يقال أهل التقوى، يقال أهل المغفرة، هذه كلها آيات قرآنية، إذن ما معنى الأهل؟ هو الانتساب إلى شيء مع نحو من الاختصاص به.
قال تعالى: (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق) في سورة التورة، الآية 101. وقال تعالى: (قل يا أهل الكتاب) وعشرات الآيات قال فيها أهل الكتاب، ما معنى أهل الكتاب؟ يعني أنتم المنتسبون إلى هذا الكتاب والمختصون به، (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) ما معنى أهل الأمانة؟ يعني أصحابها المختصون بها، أو قوله تعالى: (فأبعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها) ما معناه؟ يعني المنتسبون إليها، لا حكماً من أهل الرجل يعني زوجة الرجل، لا ليس هكذا، من قبيلته أو من المنتسبين إليه والمختصين به، يعني أعم من أن يكون أباه أو أخاه أو قريبه أو صديقه فهو يعد من أهل الرجل، أو من أهل المرأة، الاستعمالات القرآنية التفتوا لها وأن القرآن يستعمل الأهل بمعنى المنتسب إلى شيء ومختص بذلك الشيء. أو قوله تعالى: (فانجيناه وأهله) وليس معناه أنجيناه وأهله زوجته فقط، بل كل من هو من أهله، لعله خادمه، لعله مرتبط به بنسب أو بسكن أو بغير ذلك. أو قوله تعالى: (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) ماذا يعني أن الله أهل التقوى؟ يعني المختص بأن يتقى منه وهو المختص بأن يغفر لعباده (لا يغفر الذنب إلا هو سبحانه وتعالى، أو قوله تعالى: (ولو أن أهل القرى أمنوا) إذن نسب الأهل إلى القرى، أو قوله تعالى: (وما كنت ثاوياً في أهل مدين) هذه إشارة إلى مدينة.
إذن تحصل إلى هنا بحسب هذه الاستعمالات، ما معنى الأهل؟ ليس معنى الأهل الزوج، التفتوا إلى هذه النقطة لأننا سنبحث فيها وهو أن القرآن عندما يقول (أهل البيت) لا يأتي قائل ويقول أن المراد من أهل البيت يعني أزواج النبي، لا أبداً، إذا كان مراده المعنى اللغوي فهو هذا استعمل في الأعم وفي الأوسع، وكلمات اللغويين واضحة وصريحة في هذا المعنى. أنا أشير إلى بعضها.
من كلمات اللغويين ما ورد في كتاب (معجم المقاييس في اللغة، مادة أهل) لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، يقول: (أهل، الهمزة والهاء واللام اصلان متباعدان، أحدهما الأهل قال الخليل: أهل الرجل يعني زوجه والتأهل التزوج وأهل الرجل أخص الناس به) إذن أولاً ذكر المصداق، إذن النساء من أهل الرجل، ولكن لا يختص أهل الرجل بنسائه، أهل الرجل يعني المنتسبون إليه، والمختصون به، أعم من أن يكون زوجه أو غيره.
(وأهل الرجل أخص الناس به) إذن كل من كان مختصاً برجل منتسب إليه سواء كان من أزواجه أو من أولاده أو من غيرهم فهو أهله (وأهل البيت سكان ذلك البيت) سكانه يعني فقط أزواجه! بل الأولاد سكانه، خدامه أيضاً سكانه، عبيده أيضاً سكانه، ولعله عنده من يعيلهم أيضاً من أهل البيت، ولذا من الناحية الفقهية عندما يطلق أهل البيت يطلق على هذا المعنى الواسع وهذا ما يشير إليه ابن فارس (وأهل البيت سكانه وأهل الإسلام من يدين به) يعني المنتسب إلى الإسلام المختص به. إذن أخواني الأعزاء هذا أحد كبار اللغويين يشير إلى هذا المعنى.
المورد الثاني الذي بودي أن يلتفت إليه ما ورد في كتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر، ص54) لابن الأثير الجزري، قال: (أهل، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) إذن ما معنى الأهل؟ يعني الخاصة. إذن ما معنى الأهل؟ الأهل ليس هو الأزواج، أقول هذا لأن البعض يحاول أن يوهم المشاهد الكريم ويوهم المستمع أنه عندما يقول أهل البيت يعني مراده أزواجه ونسائه، لا ليس الأمر كذلك من الناحية اللغوية (هم أهل الله وخاصته، أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله والمختصون به اختصاص أهل الإنسان) أهل الإنسان من هم؟ ليسوا أزواجه فقط، ولعل هذه النكتة التي أشرتم لها وهو أن أزواجه قد يطلقها فأولاده لا يمكن أن ينفصل عنهم، يمكن أن يخرجوا من البيت ولكن النسب باق، ولكنه لا يصدق الأهل إلا إذا كانوا منتسبين إليه ومختصين به.
وهكذا ما ذكره الراغب في (المفردات في غريب القرآن، مادة آل) المتوفى 502هـ، يقول: (والأهل يضاف إلى الكل) ما معنى إلى الكل؟ يعني إلى الزمان وإلى المكان وإلى البلد وإلى الحرفة وإلى العمل (والأهل يضاف إلى الكل يقال أهل الله وأهل الخياط كما يقال أهل زمن كذا وبلد كذا …) من هنا يشير وهذه نكتة للإشارة فقط من هنا يميز جملة من اللغويين بين الأهل وبين الآل، يقولون أن الآل لا يطلق إلا إذا أضيف إلى ناطق وإلى أعلام الناطقين، يقال آل إبراهيم، يقال آل البلد الفلاني، آل الإسلام، لا يقال هذا، بل يقال آل محمد صلى الله عليهم، آل إبراهيم، ولذا يقال: (خص بالإضافة إلى أعلام الناطقين) لا مطلقاً (دون النكرات ودون الأزمنة ودون الامكنة، يقال: آل فلان ، ولا يقال آل رجل، ولا آل زمان كذا أو موضع كذا ولا يقال آل الخياط) ولكن يقولون أهل الخياط (بل يضاف إلى الأشرف الأفضل يقال آل الله وآل السلطان، أما بخلاف الأهل فأنه يضاف إلى الكل) يضاف إلى الزمان والمكان والبلد وغيرها.
إذن فتحصل إلى هنا أن هذه المفردة بحسب الاستعمال كما هو واضح الاستعمال القرآني وبحسب تصريح اللغويين، ما معنى الأهل؟ الأهل يعني المنتسب إلى شيء له نحو اختصاص به. هذا أولاً.
أما ما هو المراد من البيت لغة، ما معنى البيت؟ أنت عندما ترجع إلى كلمات اللغويين تجد بشكل واضح كما يقولون المراد من البيت يعني المأوى الذي يأوي إليه الإنسان في الليل في ذلك الزمان، والبيتوتة في ذلك الزمان لا تكون إلا في الليل، الراغب في (المفردات، ص64، مادة بيت) يقول: (بيت أصل البيت مأوى الإنسان بالليل، لأنه يقال بات أقام بالليل، كما يقال ظل بالنهار، ثم قد يقال للمسكن بيت) إذن عندما نقول أهل بيتٍ أو أهل البيت يعني أهل هذا المسكن الذي يسكنون فيه، هؤلاء الذين في المسكن زوجه أو غيره لا فرق، سواء كان هناك علاقة سببية أو لم تكن، كانت علاقة نسبية أم لم تكن، فأنه بمجرد أن يجتمع معه في سكن معين يقال أهل بيت، يعني خادمك الذي يعيش معك في نفس البيت يقال من أهل البيت ولهذا عرفاً ولغة الخادم الذي يكون في ذلك البيت يقال له أن هذا من اهل هذا البيت، لأنه كان معهم في سكن.
وهكذا في مجمع مقاييس اللغة يصرح بهذا.
فتحصل إلى هنا عندنا أنه عندما نطلق البيت أو أهل البيت لا يراد منه أزواج النبي كما يحاول البعض أن يكتب أو أن يقول كلما أطلق أهل البيت أريد به أزواجه أو أزواج النبي صلى الله عليه وآله.
إذن من الناحية اللغوية أتضح لنا أن مصطلح أهل البيت في المعاجم اللغوية لا يعني نساء الرجل، وبهذا يتضح عدم تمامية ما ذكره الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج4، ص359) يقول: (أن المراد في قوله عترتي أكثر مما يريده الشيعة) الشيعة يقولون أن المراد من عترتي علي وفاطمة والحسين والحسين، يقول لا، أن هذا النص أكثر مما يقوله الشيعة (ولا يرده أهل السنة، بل هم مستمسكون به، ألا وهو أن العترة فيه هم أهل بيته، وقد جاء ذلك موضحاً في بعض طرقه كحديث الترجمة وعترتي أهل بيتي، وأهل بيته في الأصل هم نساءه) أنا لا أعلم أن الألباني عن أي أصل يتكلم إذا أطلق أهل البيت أريد به نساءه، من أين؟ أما اللغة فقد اتضح أنه في اللغة عندما يقال أهل بيت الرجل يعني الذين يجتمعون معه في مأوى معين، أعم من ان يكونوا من نساءه أو أولاده بل حتى من خدمه وعبيده وغيرهم، المنتسبون والمختصون بهذا البيت، إذن أنت واقعاً هذا لا نستطيع أن نقبله من مثل الألباني الذين يدعي التحقيق، يقول: (وأهل بيته في الأصل هم نساءه) الجواب: يا شيخنا عن أي أصل تتكلم، إن كنت تتكلم عن الأصل اللغوي فالأصل اللغوي أعم من ذلك، وإن كنت تتكلم عن الأصل الاستعمالي فالأصل الاستعمالي أعم من ذلك تبعاً للإضافة، وإن كنت تتكلم عن الأحاديث الواردة فانتظرنا مع المشاهد الكريم لنرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله عندما أراد أن يبين من هم أهل بيته ومن هم عترته ومن هم آله هل أدخل النساء أو أخرج النساء؟ إذن أيها الألباني الذي تقول لنا بأن الأصل في أهل البيت نساءه ومنها عائشة، أنا لا أعلم وكأن رسول الله لم يتزوج إلا عائشة، يقول: (وعترتي أهل بيتي وأهل بيته في الأصل هم نساءه وفيهن الصديقة عائشة) لماذا هذا الاختصاص؟ أنا لا أعلم، لماذا هذا الاختصاص والإصرار على (ومنهم عائشة) ومنهم أم سلمة ومارية!! هذا الإصرار على هذا والتمييز وجعل نساء النبي وأمهات المؤمنين درجة أولى ودرجة ثانية هذا من أين، مع أنه صريح القرآن الكريم يبين لنا كما بينا فيما سبق يبين لنا في موارد متعددة أن الله سبحانه وتعالى في سورة التحريم، الآية 5 (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن) إذن دعوى أن أزواجه كلهن أفضل نساء المؤمنين والمسلمين هذا كلام غير تام بنص القرآن الكريم، يوجد من هو أفضل منهن بخلاف خديجة وبخلاف فاطمة بخلاف مريم هؤلاء أفضل من نساء العالمين، تصريح موجود، ولا يقول لنا عندنا روايات في عائشة، الجواب أن هذه الروايات مختصة بطريق معين، نحن نتكلم في الروايات المجمع عليها بين علماء المسلمين (خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً).
إذن دعوى الألباني وقوله أن الأصل في عنوان أهل البيت نسائه هذا الأصل لا أصل له، لا اصل لغوي له، ولا اصل استعمالي له، ولا أصل بحسب النصوص والروايات الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله، ولا أدعت أم المؤمنين عائشة أنها من أهل البيت في هذه الآية مع أنها روت الحديث، ولا أدعت وإن شاء الله تعالى سأأتي بكتاب مرويات أم المؤمنين عائشة في التفسير وسيتضح أنها لم تدعي أنها مشمولة للآية وأنها من مصاديقها، وكم كانت هي محتاجة إلى مثل هذا وخصوصاً في معركة الجمل، ولكنها لم تدعي ذلك لأنها تعلم أنها ليست من هذه الآية أو أهل البيت بهذا المعنى في الأحاديث وسنبينه بعد ذلك.
إذن تحصل إلى هنا أن عنوان أهل البيت بحسب الاستعمال اللغوي وبحسب الاستعمال العرفي وبحسب الاستعمال الفقهي عام ولا يختص بنساء النبي، يبقى البحث الروائي هذا ما سيأتي لاحقاً إن شاء الله تعالى.
المُقدَّم: من الناحية اللغوية والعرفية والاستعمالي الأهل وأهل البيت أعم من النساء، ولكن المخالف أو المحتج يقول ماذا تقولون في سياق الآيات ألا يكون سياق الآيات أن المراد من أهل البيت في الآية أزواج النبي صلى الله عليه وآله ونساءه.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه الآيات كما يعلم المشاهد الكريم، هذه القضية أخواني الأعزاء إذا وقفنا عندها حلقة أو حلقتين أو أكثر تستحق ذلك، لأني أتصور من أهم الآيات التي وقع فيها الكلام بين علماء المسلمين هي هذه الآيات المرتبطة بسورة الأحزاب.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً) هناك بحث أن (منكن) هل هو للتبعيض أو للبيان، يحاول البعض أن يقول أنها للبيان، الجواب: لا أقول أنها للتبعيض ولكن أقول لا قرينة على أنها للبيان، يعني تحتمل البيان وتحتمل التبعيض، فنحتاج إلى قرائن من الخارج لإثبات أنها بيانية أو تبعيضية، إذن التشويش على ذهن المخاطب وذكر جملة من الآيات ورد (من) بمعنى البيان لا ينفع في المقام شيئاً، لأن من كما تستعمل للبيان تستعمل للتبعيض كما هو واضح. (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً * يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) عجيب هذا الخطاب، وطبعاً كل نساء النبي التزمن بهذا إلا أم المؤمنين عائشة، الآن لست بصدد البحث أنه كان خروجها للإصلاح أو كان لغير ذلك، المهم أنها لم تمتثل لهذه الآية وهذا ما كانت تقر هي به، وندمت كذلك، لا فقط ندمت وتابت من فعلها، ما معنى أنها تابت؟ لا يمكن أن يكون التوبة على أمر أريد به الإصلاح، هل يعقل أن الإنسان يتوب على أمر كان يقصد به الإصلاح وإنما يكون التوبة من أمرٍ فيه ذنب وفيه معصية وهذا ما صرح به هؤلاء الأعلام، هذا ليس كلامي، كلام ما ينقله في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج1، ق2، ص855) للألباني يقول: (وقال أيضاً إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: قالت عائشة وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها) (وقرن في بيوتكن) في بيتها (فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله حدثاً) لأن القرآن قال لها (وقرن في بيوتكن) لا يقول لنا قائل: سيدنا يعني أنتم …، الجواب: كلا وألف كلا، عائشة نحن من حيث العرض ومن حيث الفاحشة مبرأة هي وكل أزواج الأنبياء وبينا هذه الحقيقة مراراً وتكراراً فلا يزاود علينا أحد في هذا، نعم نريد أن نثبت أنها غير معصومة وهذا ما صرح به العلامة الألباني، قال (وجملة القول أن الحديث صحيح الإسناد) يعني كلاب الحوؤب (ولا إشكال في متنه) والحديث هو (أيتكن تنبح عليها كلاب الحوؤب) رسول الله حذرها وهذه من الأمور التي أخبرها بعلم الغيب رسول الله أنكن ستقومين، ولهذا عندما (فلما أقبلت عائشة وبلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلام قالت أي ماء هذا قالوا ماء الحوؤب قالت: ما أظنني إلا أني راجعة) لأنها علمت أن رسول الله حذرها، (فقال بعض من كان معها بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، قالت إن رسول الله قال ذات يوم كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوؤب) هذا الحدث الذي أحدثته ولذا هي تقول (أحدثت بعد رسول الله حدثاً ادفنوني مع أزواجه فدفنت بالبقيع) لأنها علمت أنها لا تستحق أن تدفن بجنب رسول الله (قلت تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل، فإنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك) سؤال أيها المسلمون ما معنى أنها تابت يعني كانت تعتقد بانه اجتهاد، والاجتهاد إذا أخطأ الإنسان فيه يثاب عليه لماذا يتوب منه، هل يتوب الإنسان من اجتهاد يثاب عليه؟! ولذا قال (فإن غاية ما فيه أن عائشة لما علمت كان عليها أن ترجع) الألباني يقول، (والحديث يدل على أنها لم ترجع، وهذا مما لا يليق أن ينسب لأم المؤمنين) يقول أن هذا قاله الأستاذ الأفغاني عن أم المؤمنين، (وجوابنا) العلامة الألباني يجيب الأستاذ الأفغاني (ليس كل ما يقع من الكمل) مقصوده عائشة أم المؤمنين (يكون لائقاً بهم إذ المعصوم من عصمه الله ونحن لا نعتقد العصمة لأزاوج النبي).
قال: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً).
أنا أدعي هنا أن هناك قرائن متعددة تثبت لنا، قرائن داخلية وقرائن خارجية أن نساءه وأزواجه لسن داخلات في قوله (أهل البيت). أن هناك قرائن داخلية في الآية وآيات أخرى ونصوص صحيحة كلها تقول أن أزواج النبي لسن ممن يدخلن في قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) هذا عنوان أهل البيت لا يدخل فيه نساء النبي، أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله.
أذكر قرينة على ذلك وهي أن الآية لو كانت تتكلم يعني قوله تعالى (أهل البيت) كانت تتكلم عن أزواج، نحن نجد أن الآيات السابقة على هذه الآية والآية اللاحقة تجمع بيوت نساءه (وقرن في بيوتكن) إذن النساء لهن بيت واحد أو بيوت؟ لكل واحدة بيت، (واذكرن ما يتلى في بيوتكن) ولكن عندما جاءت إلى مسألة التطهير قالت (أهل البيت) إذن هناك هذا البيت غير هذه البيوت، وإلا لو كان هذا البيت هو نفس تلك البيوت إما كان ينبغي أن يقول بيوت، البيوت جميعاً تكون بنحو الجمع وإما جميعاً تكون بمعنى المفرد، ليس صحيحاً من الناحية العلمية ومن الناحية المنهجية ومن الناحية اللغوية ومن الناحية الأدبية ومن الناحية السياقية إذا كان المراد من هذا البيت هو تلك البيوت عندما يتكلم عن نساء النبي يجعل البيوت أو البيت بنحو الجمع أما عندما يتكلم عن (يريد الله) يقول أهل البيت، هذا بيت غير تلك البيوت التي سبقت وغير تلك البيوت التي لحقت.
سؤال: لماذا أن الآية (أهل البيت) هؤلاء أهل البيت جاءوا في هذا السياق؟ الجواب: لأن الآيات السابقة واللاحقة فيها عتاب وتوبيخ وفيها غمر، القرآن أراد أن يقول يا أيها المسلمون في العالم أن هذه الأحكام التي قلنا (وقرن في بيوتكن) أو (لا تخضعن بالقول فيطعم الذي في قلبه مرض) هذا ليس لكل من انتسب إلى النبي، هذا الكلام قبله وبعده لنسائه، أما هناك من هم مختصون بالنبي منتسبون للنبي وهم علي وفاطمة والحسن والحسين، وهم مستثنون من هذه الأمور التي ذكرناه، لأنه إذا لم يشر إلى هذا المقطع من الآية المباركة لتصورنا أن هذا الخطاب متوجه إلى جميع من هو منتسب إلى النبي، يعني حتى علي وفاطمة والحسن والحسين، بتعبير علمي في الحوزات العلمية هذا دفع دخل مقدر يعني الآية لو لم تقل (إنما يريد الله ليذهب عنكم) لكان هذا الحكم شاملاً لعلي، يعني حتى شاملاً لبيت علي وفاطمة والحسن والحسين، ولكنه مباشرة فصّل هذا البيت عن بيوت أزواج النبي ونساء النبي، أزواج النبي لهن حكم وهذا البيت له حكم آخر.
المُقدَّم: رداً على الالباني يقول العترة النساء، الرسول قال المهدي من عترتي هل هو من نساء أو من عترته الخاصين.
معنا الأخ محمد من السويد، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: سيدنا بالنسبة للنساء من أهل البيت، إذا كان للمرأة أولاد، لو ماتت المرأة من يرثها، هل يرثها أهل بيت الرجل أو أهلها. نساء الرسول رضي الله عنهم من يرثهم؟ هل يرثهم أهل الرجل أم يرثها أبوها؟
المُقدَّم: معنا الأخ أبو أحمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو أحمد: هل خديجة رضي الله عنها أم للمؤمنين أو عائشة أم للمؤمنين أو هي من آل بيت النبي صلى الله عليه وآله، هل فاطمة من آل بيت علي رضي الله عنه أم ليست من آل بيت علي، أنا اريد أن أكمل كلام الألباني الذي قرأته، لا شك أن المنطق واحد، نحن نناقش في العقائد وأنتم تناقشون في الفروع، أتمنى من الشيخ المناظرة مع الشيخ العرعور أو دمشقية.
المُقدَّم: سماحة السيد يتحدث بشكل منهجي وعلمي، ويتحدث في عقائد ومن ذكرتم هم معنيون بها، فإذا كانوا يستطيعون رده ليس بالضرورة أن يذهب إليهم أو يأتوا إليه، وإن كانوا هم يريدون أن يدفعوا ما يقول بإمكانهم أن يتصلوا ويعترضوا على كلام سماحة السيد ويقول أن كلامك فيه هذا الخلل وهذا الخطأ، نحن لا نمنع أي أحد من أن يتصل سواء كان الشخص الذي ذكرته أو غيره. ثم ما الضير في أن يطرح سماحة السيد موضوعه وأنتم تردون على كلام السيد والمشاهد يستطيع أن يميز.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو أحمد من العراق، تفضلوا.
الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو أحمد: لا يشك عاقل من المسلمين أن السلطة الأموية والعباسية تلاعبت وزادت في الأحاديث النبوية أما لمصلحتهم أو للكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولولا عناية الله بالقرآن الكريم لتلاعبت أيدي هؤلاء بالقرآن، ولكن الله عز وجل حفظ القرآن الكريم (إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون).
المُقدَّم: معنا الأخ أمجد من السويد، تفضلوا.
الأخ أمجد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أمجد: سيدنا المفدى الله يسلمك أنا من السويد من أهل الأعظمية لكن الحمد لله من الله علينا بولاية أهل البيت، فنسأل الله منكم الدعاء والثبات على الولاية بحق محمد وآل بيت محمد.
المُقدَّم: معنا الأخ عبد الله من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد الله: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد الله: بالنسبة لبعض الصحابة المذكورين مثل سلمان الفارسي وعمار بن ياسر بأنهم من أهل البيت وبالنسبة للحديث الوارد في حق اليقين، هل داخلين في حديث الثقلين.
المُقدَّم: معنا الأخ أيمن من الأردن، تفضلوا.
الأخ أيمن: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أيمن: أحب أن أناقش الشيخ في الآية المباركة (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس …) وفي آية أخرى يقول (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت).
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه الآية المباركة أنا معتقد أنه أساساً من الناحية اللغوية والعرفية نساء الرجل من أهل بيته، هذا لا كلام فيه، إنما الكلام أن هذه الآية أخواني الأعزاء إذا كنتم تدعون أنكم أهل فضل وأهل علم التفتوا لما يقال لكم لا اقل تعلموا شيئاً من العلم حتى تكونوا من طلاب العلم، لماذا كالببغوات تكررون كلام هذا وذاك، أخي العزيز نحن لا نقول من الناحية اللغوية أن نساء الرجل ليسوا من أهل بيته، كلامنا أن قوله (أهل البيت) في آية التطهير رسول الله على من طبقها، هل طبقها على نساءه أو لم يطبقها؟ حديثنا ليس في المعنى اللغوي، المعنى اللغوي عام يشمل النساء وغير النساء، حديثنا ليس في الاستعمال العرفي والفقهي هذا كله لا ريب فيه، إنما الكلام في قوله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) أهل البيت هذا لا يمكن أن يكون بيوتكن السابقة وبيوتكن اللاحقة، و(سلام عليكم أهل البيت) أنا أعلم ما هو، لا علاقة لهذه الآية بمحل بحثنا.
المُقدَّم: سؤال الأخ أبو أحمد من السعودية يقول بالنسبة لخديجة ألم تكن من أهل بيت النبي وفاطمة من أهل بيت علي.
سماحة السيد كمال الحيدري: كلهم من أهل بيته ولكن بالمعنى اللغوي والعرفي والفقهي لا بالمعنى المصطلح الذي بينه رسول الله. هذا العنوان القرآني أهل البيت لا يمكن أن يكون المراد بيوتكن المرتبط بالنساء.
المُقدَّم: الأخ أبو أحمد فيما يرتبط بقضية سلمان منا أهل البيت وكذلك عمار بن ياسر.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: سلمان منا أهل البيت وعمار هذا أهل البيت بالمعنى اللغوي يعني المنتسب إليهم، المختص به، هذا قلته، قلت من الناحية اللغوية ومن الناحية العرفية ومن الفقهية المعنى واسع يشمل حتى الخدم والعبيد وحتى من ليس بينه وبينك نسبة سبب أو نسب، ولكن البحث ليس في المعنى اللغوي العرفي والفقهي، بل في الآية المباركة.
المُقدَّم: أحياناً يقال للضيف أنت من أهل البيت لا تستحي، شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام إلى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.