حديث الثقلين سنده ودلالته ق (27)
07/01/2011
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. أسعد الله أيامكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة (حديث الثقلين سنده ودلالته، القسم السابع والعشرون) نرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: هل هناك قرائن أخرى تثبت عدم إمكانية شمول أزواج النبي صلى الله عليه وآله بآية التطهير.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين.
في الواقع لا اريد أن استبق هذا البحث وهو أنه قد يقول قائل لماذا هذا التركيز على أن هذه الآية شاملة لنساء النبي أو أنها ليست شاملة لهن، ما هي الثمرة؟ قد يقول قائل سلمنا معكم أن هذه الآية أو هذا المقطع من الآية المباركة من سورة الأحزاب وهي قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) افترضوا أننا سلمنا معكم أنها مختصة بهؤلاء الخمسة، ما هي النتائج وما هي الثمرات المترتبة على ذلك؟
هذه قضية واقعاً قضية أساسية ومحورية ولعلنا إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى سنقف عند هذه النقطة وهي ما هي النتائج والثمرات المهمة المترتبة على معرفة من هم الذين قصدوا بأهل البيت في هذه الآية المباركة. سيأتي بحث هذه النقطة في الحلقات القادمة. وهنا واقعاً استميح المشاهد الكريم والمستمع العزيز عذراً أن هذه الأبحاث هي سلسلة مترابطة ولذا من لم يقف على مقدماتها لعله لا يستطيع الوقوف على هذه النتائج الخطيرة العقدية والإيمانية والمعرفية في المباحث القرآنية.
يتذكر المشاهد الكريم نحن في الحلقات السابقة انتهينا من بيان مجموعة من القرائن التي تبين أن هذا العنوان وهو عنوان (أهل البيت) في هذه الآية أو في آية المباهلة أو في حديث الثقلين أو في أي موضع آخر استعمله النبي صلى الله عليه وآله لا يراد منه إلا هؤلاء الخمسة، وهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين، لا نريد أن نقول أن ذلك هو المعنى اللغوي ولا نريد أن نقول هو المعنى العرفي، ولا نريد أن نقول هو المعنى الفقهي، وإنما عبروا عنه بالمعنى الاصطلاحي وهو المعنى الذي ذكره النبي الأكرم صلى الله عليه وآله لأهل البيت.
اشرنا إلى مجموعة من القرائن والشواهد ومن هذه القرائن يتذكر المشاهد الكريم هي القرائن اللغوية، قلنا أن الآية بدلت عنوان (قرن في بيوتكن) إلى (أهل البيت) يعني هناك كان جمع للبيوت وهنا كان إفراد للبيت، هذه قرينة مهمة، لماذا تغير هذا.
ومن القرائن الشواهد قلنا الروايات المتواترة التي وردت أن النبي صلى الله عليه وآله جمع هؤلاء تحت كساء واحد وقال: اللهم أن هؤلاء أهل بيتي، ومنع دخول أم سلمة مع أن الآية نازلة في بيتها.
ومن القرائن أن نساء النبي لم تدع أي واحدة منهن أنها مشمولة بآية التطهير.
ومن القرائن: أن النبي صلى الله عليه وآله لأشهر متعددة كان يقف على بيت علي وفاطمة.
ومن القرائن شأن نزول الآية كما ذكره جملة كبيرة من أعلام التفسير.
ومن القرائن جملة من أعلام المسلمين فهموا أن المراد من أهل البيت في هذه الآية هم هؤلاء الخمسة. هذا كله تقدم في الأبحاث السابقة.
أما بحثنا الليلة وهو أننا سنقف عند قرينة اصطلح عليها بالقرينة المضمونية، ما هو مرادي من القرينة المضمونية؟ لعل تلك القرائن بعضها كانت مرتبطة بشأن النزول بعضها لغوية وبعضها لفظية وبعضها روائية وبعضها سنة، أما هذه القرينة وهذا الشاهد قرينة مضمونية مرتبط بمضمون هذا المقطع من الآية المباركة. بأي معنى؟ أنا أضرب مثال للمشاهد الكريم حتى يتضح الأمر.
لو جئنا إلى القرآن الكريم لوجدنا أن القرآن في سورة التوبة يقول (يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) والسؤال الآن هل يمكن لإنسان معروف بالكذب أن يأتي ويقول لماذا لا تقولون أني مشمول بهذه الآية المباركة، يقال له الآية قالت الكون مع الصادق وأنت لست بصادق، إذن أنت لا تكون مصداقاً للآية، لماذا؟ باعتبار أن العنوان المأخوذ والمضمون الموجود في الآية المباركة شيء وذلك العنوان لا ينطبق عليك، أنت لست من مصداق الصادقين حتى يأمر القرآن بالكون معك في هذا.
وهذا ما يعبر عنه بالخروج الموضوعي وبالخروج التخصصي.
نحن في هذه الليلة في هذه القرينة نريد أن نبين للمشاهد وبودي أن الأعزاء يدققوا في هذه النقطة جيداً، أريد أن أبين للمشاهد الكريم أن الآية المباركة ذكرت بشكل واضح وصريح أن إرادة الله سبحانه وتعالى تعلقت بإذهاب الرجس عن أهل البيت في هذه الآية، لأن الآية واضحة ولا تحتاج إلى بيان، وإنما كل من له لسان عربي مبين يفهمها، قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) الآن لا اريد أن أدخل في تفصيل هذه الآية لأن بحثي ليس في آية التطهير، وإنما أريد أن أقول أن الله تعالى يريد أن يقول تعلقت إرادتي وبدأ هذا المقطع بالحصر بأداة (إنما) يعني حصراً هؤلاء وليس غيرهم، ولذا نحن قلنا في القرآن الكريم لا يوجد عندنا بالنسبة إلى أحد من الأنبياء السابقين وذررايهم وأهاليهم أن القرآن الكريم عبر، يعني لا يوجد عندنا في القرآن الكريم عبر عن آل عمران بهذا التعبير، عن آل موسى بهذا التعبير، عن آل إبراهيم بهذا التعبير، ولكنه هذه الآية المباركة عبرت عن آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا التعبير (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) يعني إرادته المستمرة لأن الآية المباركة قالت إنما يريد الله، إنما يريد بفعل مضارع والفعل المضارع يدل على الاستمرارية (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) وتعلقت أيضاً بالإضافة إلى ذلك (ويطهركم تطهيراً) بهذا القول.
قد يقول لي قائل: هذا لازمه أن هذه الإرادة يلزم منها سلب اختيار أهل البيت، لأن إرادة الله (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) إذن يلزم من ذلك سلب الاختيار منهم؟
الجواب: هذه شبهة أشرت إليها في كتاب (العصمة) وفي كتاب (بحث حول الإمامة) وفي كتاب (علم الإمام) وفي كتاب (الراسخون في العلم) وأجبت عنها في هذه الآية المباركة، والآن لست بصدد بحث هذا المضمون.
وبناء على ما ذكرت لابد أن أبين ما هو المراد من الرجس في الآية؟ لأني أريد أن أصل من هذه النقطة، التفتوا إلى النكتة المهمة وهي أن عنوان الرجس أخذ في الآية (ليذهب عنكم الرجس) لابد أن نقف عند مفردة الرجس لنرى بعد ذلك أن نساء النبي أو بعض نساء النبي ارتكبن ما يصدق عليه رجساً أو لم يرتكبن، فإذا ثبت أن بعض نساء النبي بنص الروايات الصحيحة وبنص القرآن الكريم ارتكبن رجساً، فإذا ثبت بنص القرآن الكريم وبنص النصوص الصحيحة المتفق عليها بين علماء المسلمين أن بعض نساء النبي ارتكبن رجساً صدر منهن وإن كان اجتهاداً شرعياً، بعد ذلك سيأتي، ولكن صدق عليه أن رجس، فإذا صدق ذلك، المشاهد الكريم أنت وأنصافك وعدلك وطلبك للحق والحقيقة، فهل يمكن أن تكون الآية شاملة لنساء النبي أو لا يمكن؟ محال. هذا معناه أن العنوان لا يصدق عليهن، كما قلنا (كونوا مع الصادقين) إذا لم يكن صادقاً لا يصدق عليه أن يكون معهم، هنا ايضاً لا يمكن أن يكونوا مشمولين بهذه الآية المباركة.
إذن محل الكلام وبيت القصيد أن نقف عند هذه النقطة وهو أنه ما هو المراد من الرجس.
من أولئك الذين وقفوا عند هذا البحث هو العلامة الالوسي في كتابه (روح المعاني في تفسير القرآن الكريم والسبع المثاني، ج12، ص18) قرأه وصححه محمد حسين عرب، ج12، دار الفكر، ذيل الآية المباركة، يقول: (والرجس في الأصل الشيء القذر واُريد به هنا عند كثير الذنب) إذن من ارتكب ذنباً فقد ارتكب رجساً فلا يكون مشمولاً للآية، فإذا ثبت قرآنياً أن نساء النبي ارتكبن ما يستحق التوبة من الله سبحانه وتعالى فلا يكونون مشمولون بهذه الآية المباركة.
(وقال السدي: الاثم، وقال الزجاج: الفسق. وقال ابن زيد: الشيطان. وقال الحسن: الشرك. وقيل: الشك. وقيل: البخل والطمع. وقيل: الأهواء والبدع. وقيل: إن الرجس يقع على الاثم وعلى العذاب وعلى النجاسة وعلى النقائص).
إذن النقائص من الرجس، يعني أي نقص ما يقابل الكمال، يعد أيضاً من الرجس حتى لو لم يكن منكراً ولكن كان نقيصة كان رجساً.
قال: (والمراد به هنا ما يعم كل ذلك) يعني يشمل الآثام والمعاصي والذنوب والنقائص والأهواء والبدع … كل من ارتكب أي واحدة من الذنوب ومن الآثام ومن غيرها هذا يؤدي إلى أن يكون قد ارتكب رجساً وإذا ارتكب رجساً فلا يكون مشمولاً للآية فلم يذهب عنه الرجس ولا يصدق عليه (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) فالإرادة لم تتعلق به وإلا لو تعلقت لذهب عنه الرجس، وحيث انه صدر منه الرجس خارجاً إذن الإرادة الإلهية لم تتعلق به.
سؤال: الآية المباركة قالت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) لم تقل رجساً، لأنها لو قالت رجساً فهذا التنوين تنوين التنكير وهو يفيد الإفراد كما قرأنا في النحو ولكن قالت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) وقد وقع بحث في أن هذه الآية تذهب رجساً ما أو تريد أن تذهب عن أهل البيت كل أنواع الرجس؟ هنا يقول: (و(ال)) يعني الالف واللام في الرجس. (و(ال) في الرجس للجنس أو للاستغراق) ما هو الفرق بين الجنس والاستغراق، أنا وقفت عنده مفصلاً في كتابي (اللباب في تفسير الكتاب، في تفسير سورة الحمد) عندما وقفنا في تفسير كلمة الحمد، هناك بحث ما هي (ال) الداخلة على الحمد هل هي (ال) الجنس أو الاستغراق أو العهد.
العلامة الالوسي أولاً قال المراد من الرجس ما يعم الذنوب والنقائص، وثانياً: أن (ال) تفيد كل أنواع الرجس.
هذا المعنى علم من أعلام الحنابلة وإمام من أئمة الحنابلة بين هذه الحقيقة بشكل اكثر تفصيلاً من هذا الذي أشرنا إليه ولذا أريد أن أقف عند هذه النقطة تفصيلاً.
الذي عرض لهذه المسألة هو نجم الدين أبي الربيع سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد الطوفي، المتوفى سنة 716هـ، في كتابه (شرح مختصر الروضة، المقدمة، ص10) أنا بودي المشاهد الكريم أولاً وإن لعلنا في أبحاث سابقة اشرنا ولكنه للاستذكار، أولاً لابد أن يعرف ان الطوفي فقيه حنبلي جاءت كل مؤلفاته في الفقه على مذهب الإمام أحمد، هذا يقوله المحقق عبد الله بن عبد المحسن التركي في الجزء الأول في المقدمة، مؤسسة الرسالة، الطبعة الرابعة سنة 1424هـ، يقول: (وكل مؤلفاته في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، ويعده المرداوي من كبار فقهاء الحنابلة) فهو إمام من أئمة الحنابلة (ضمن أصحاب الإمام ذوي الرأي والاجتهاد في المذهب) فهو مجتهد وصاحب رأي، هذا أولاً. محتوى الكتاب ما هو، انظروا ماذا يقول من كتاب المقدمة وهو عبد العال عطوة، استاذ ورئيس قسم السياسة الشرعية في المعهد العالي للقضاء، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يقول: (إن نجم الدين الطوفي قد اتهمه العلامة ابن رجب بالتشيع ودافع عن هذه التهمة بعض الباحثين المعاصرين) يقول الرجل متهم بأنه شيعي أو ليس بشيعي وقد كتبت رسائل في الدفاع عنه وأنه ليس شيعياً. ماذا يقول عبد العال عطوة؟ يقول: (وسواء صح هذا) يعني ما اتهم به (أم لم يصح فإن شرحه لمختصر الروضة قد جاء كله جملة وتفصيلاً على أصول مذهب الحنابلة) يعني كل ما ورد في هذا الكتاب مطابق لأصول مذهب الحنابلة (ولا اثر للتشيع فيه في أي جزئية منه) في أي مفردة من مفردات هذا الكتاب لا يوجد أثر للتشيع حتى لو ثبت أنه تشيع بعد ذلك. وهذا يكشف لنا أنه في التاريخ ليس كما يحاول البعض ان يصور أن الذين يرجعون إلى التشيع ويعتقدون بمدرسة أهل البيت هم العوام، لا، أئمة كبار أيضاً رجعوا إلى هذا. (وكفى بهذا تقويماً للكتاب) هذا يقوله في الجزء الأول من الكتاب.
إذن ما نقرئه الآن من كتاب الطوفي موافق لأصول مذهب الحنابلة ولا أثر للشخص في هذا الكتاب حتى لو ثبت أنه تشيع بعد ذلك.
تعالوا معنا إلى (ج3، ص108) من الكتاب، إلى أن يصل إلى (ص112) يقول: (أن المفردة) يشير إلى قرائن ثلاثة، أولاً يبين أن الرجس كما يشمل الآثام كذلك يشمل النقائص، يا ابن سعيد الطوفي أيها الإمام مرادك من النقائص ما هو؟ ما هو المراد من النقائص؟ هل مرادك من النقائص يعني النقائص البدنية؟ يقول: لا، مرادي من أوضح مصاديق النقائص الخطأ، إذا صدر خطأ من الإنسان فهو نقيصة فيكون رجساً. تقول: مرادك من الخطأ يعني في الأمور الحياتية؟ يقول: لا، من أقبح النقائص هو الخطأ في الاجتهاد الشرعي، يعني إذا اجتهد إنسان اجتهاداً شرعياً وتبين خطئه بعد ذلك فهو قد فعل رجساً صدر منه رجس. تقول هذا الرجل يقول، أقول: نعم.
يقول: (وإذا ثبت أن الرجس يقع على النقائص) طبعاً يكون في علم المشاهد الكريم هذا ليس فقط الالوسي بل كلام جملة من أعلام المفسرين ومنهم ابن عطية في كتابه (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ج4، ص384) للقاضي أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الاندلسي، المتوفى سنة 546هـ، تحقيق عبد السلام عبد الشافعي محمد، منشورات محمد علي بيضون لنشر كتب السنة والجماعة، دار الكتب العلمية، في ذيل هذه الآية المباركة، يقول: (والرجس يقع على الاثم وعلى العذاب وعلى النجاسات والنقائص) إذن كل من ارتكب نقيصة فقد ارتكب رجساً فصدق عليه أنه صدر منه رجس.
ثم يقول هنا: (وقالت فرقة هي الجمهور) جمهور علماء المسلمين، جمهور المفسرين (أهل البيت علي وفاطمة والحسن والحسين) جمهور المسلمين.
سؤال: ما هو المراد من النقائص؟ ابن سعيد الطوفي يقول: (وإذا ثبت) وهو ثابت وقد ذكر ذلك (وإذا ثبت أن الرجس يقع على النقائص) كما قرأنا من العلامة الألوسي ومن ابن عطية الاندلسي (فالخطأ من أقبحها) فالخطأ من أقبح النقائص (لا سيما وأقبح النقائص هو الخطأ في الاجتهاد الشرعي). يقول: (وإذا ثبت أن الرجس يقع على النقائص فالخطأ من أقبح النقائص لاسيما في الاجتهاد الشرعي) فإذا وجدنا صحابياً أو صحابية وإن كان الصحابي شامل لهما ولكن للتأكيد، فإذا وجدنا صحابياً أو صحابية وصدر منهم اجتهاد شرعي وثبت بعد ذلك خطأ ذلك الاجتهاد الشرعي فإذن صدر منه الرجس. سؤال: إذا صدر منهم الرجل فهل يكونوا مشمولين لآية التطهير أو لا؟ لا.
ولذا يقول ابن سعيد الطوفي: (فيكون منفياً عن أهل البيت ويلزم من ذلك إصابتهم في الاجتهاد) يعني أهل البيت إن اجتهدوا فاجتهادهم دائماً …
المُقدَّم: هذا هو معنى العصمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا لا أريد أن استعمل هذا الاصطلاح حتى لا يقولون أين العصمة، لا أبداً، أريد أن استعمل استعمالات أحد أئمة الحنابلة، أن علي يجتهد وأن فاطمة تجتهد وأن الحسن يجتهد وأن الحسين يجتهد، طبعاً نحن لا نعتقد بالاجتهاد بل نعتقد أن كل ما عندهم هو علم ورثوه من رسول الله، أريد أن أتنزل مع الطرف الآخر نقول اجتهدوا ولكن هؤلاء الصحابة الأربعة يختلفون عن الآخرين أن الصحابة الآخرين جميعاً من أكبرهم إلى اصغرهم يجتهدون فيصيب بعضهم ويخطأ بعض، أما هؤلاء فدائماً اجتهادهم مصيب، فإذا اجتهدوا وطالبوا بفدك فاجتهاد مصيب واجتهاد من خالف اجتهاد خاطئ، لا يمكن أن يكون كلاهما مصيب.
إذن العلامة ابن سعيد الطوفي يقول، وهذه من أوضح النقاط، بأن الرجس كما هو شامل للآثام والذنوب شامل للنقائص ومن أقبح النقائص الخطأ ومن أقبح الأخطاء الخطأ في الاجتهاد الشرعي وهو منفي عن أهل البيت. عند ذلك بعد ذلك لابد أن نرى أن عائشة أم المؤمنين هل صدر منها اجتهاد شرعي خاطئ أو لم يصدر؟ فإن لم يصدر كانت كل اجتهاداتها صحيحة ومطابقة للواقع قد يقول قائل أنها مشمولة لهذه الآية، أما إذا ثبت بالنصوص الصحيحة أن عائشة أو حفصة أو بعض أزواج النبي صدر منهن اجتهاد شرعي خاطئ فندمن على ذلك وتوبن على عملهم فلا يمكن أن يكنّ مشمولات لأهل البيت، هذا مرادي من القرينة المضمونية.
الآن نتكلم بنحو القضية الشرطية، وقد ذكروا أن القضية الشرطية صادقة حتى مع كذب طرفيها، أنا لا اريد أن أقول صدر من أم المؤمنين عائشة أو لم يصدر، صدر من أم المؤمنين حفصة أو لم يصدر، صدر من أم سلمة أو لم يصدر، ذاك بحث آخر سنأتي لاحقاً أنه صدر أو لا.
إذن اتضح لنا أن العلامة الألوسي قال أن الرجس يشمل النقائص، وبيّن الإمام ابن سعيد الطوفي أن من النقائص ما هو؟ الخطأ في الاجتهاد الشرعي بل من أقبح النقائص.
السؤال الثاني: هل يشمل هذا الرجس رجساً معيناً أو كل الأرجاس؟
الجواب: يقول أنه شامل لكل الأرجاس بقرائن ثلاثة، القرينة الأولى المفرد إذا دخل عليه (ال) يقول أن كثير من الفقهاء قالوا أنه يفيد العموم والاستغراق، والقرينة الثانية يقول أن الآية قالت ويطهركم تطهيراً فلو كان المراد رجس واحد إذن ليسوا مطهرين تماماً، إذن عندما قالت الآية (ويطهركم تطهيراً) إذن لا يوجد أي رجس، يعني (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) حتى لو قلنا أن (ال) في الرجس لا تدل على العموم والاستغراق فإن قوله تعالى (ويطهركم تطهيراً) يفيد العموم والاستغراق. وثالثاً: يقول: (استدللنا بقوله عز وجل (ويطهركم تطهيراً) ودلالته من وجهين) ثم يقول (الثالث: هب أن لفظ الرجس لا يقتضي العموم، لكن وقوع النفي عليه يقتضي انتفاء ماهيته) لأن الآية قالت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) فالإذهاب يعني نفي الرجس، يقول النفي إذا دخل على لفظ يفيد إزالة جميع أفراده وماهيته.
إذن كما قال الالوسي واتضح من كلام الطوفي بشكل واضح وصريح، طبعاً الطوفي سابق على الالوسي.
والنتيجة التي أريد الانتهاء إليها هي أن كل صحابي أو صحابية صدر منه ذنب شرعي ولو كان معذوراً فقد صدر منه رجس، فلا يكون مشمولاً للآية. كل من صدر منه من الصحابة صحابي أو صحابية من نساء النبي أو من غيرهن صدر منهم خطأ في الاجتهاد الشرعي فقد صدر منهم رجس، إذن لا يكون مشمولاً لأهل البيت، هذه قاعدة. هذا أصل في فهم هذه الآية أو هذا المقطع من آية سورة الأحزاب.
المُقدَّم: إذن نأتي إلى مطلب يتعلق بما تفضلتم وأسستم لهذه القاعدة الواضحة، هل صدر من أزواج النبي ما يمنع من دخولهن في الآية أو لم يصدر.
سماحة السيد كمال الحيدري: قد يقول لي قائل: بأن نحن نسلم ولكن من أين تقولون أنه صدر من بعض نساء أو من بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله صدر منهن ما يقتضي الرجس حتى يمنعن من شمول الآية لهن.
في الواقع هذه الليلة لا اريد أن أدخل في مسألة الذنب الشرعي هل صدر منهن أو لم يصدر، لأن له مقام آخر وسيأتي، وأعد المشاهد الكريم أني سأقف على هذه المسألة قرآنياً، لا أن أقف عندها روائياً.
الآن أتكلم في الاجتهاد الشرعي أنه صدر من بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله صدر منهن ما ثبت أنه خطأ في الاجتهاد الشرعي أو لم يصدر؟
يكيفنا أن نقف عند أم المؤمنين عائشة. تعالوا معنا أعزائي الكرام إلى كتاب (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج40، ص298)، هذه الرواية في مسند الإمام أحمد بن حنبل، حقق هذا الجزء وخرج أحاديثه الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة. الرواية هي: (لما أقبلت عائشة بلغت مياه بني عامر) يعني أقبلت إلى حرب الجمل (ليلاً نبحت الكلام، قالت أي ماء هذا؟ قالوا ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا أني راجعة) لماذا؟ سيأتي بعد ذلك. (فقال بعض من كان معها، بل تقدمين فيراك المسلمين فيصلح الله عز وجل ذات بينهم، قالت) لماذا كانت تريد أن ترجع وفيه إصلاح ذات البين وهو في ظاهره عمل جيد (قالت) هنا عائشة تبين لماذا تريد أن ترجع مع أنهم يقولون لها أنه عمل جيد (قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لها ذات يوم كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب) هذا إخبار عن هذه الفتنة (كيف بإحداكن) أنا لا أتصور أن هذا ترغيب من رسول الله أن تذهب للإصلاح، وإلا لو كان ترغيب لكانت عائشة أول من تذهب، قالت رسول الله أمرني بالذهاب، كانت تفهم من هذا الكلام نهي، رسول الله بقوله كيف إحداكن بأي قرينة؟ بقرينة فهم أم المؤمنين عائشة أنها قالت ما أظنني إلا أني راجعة.
(قالت ما أظنني إلا أني راجعة) فهمتها من كلام سيد المرسلين، كيف بإحداكن، يعني إياك إياك أن تقعي في هذا الموقع. ولكن مع الأسف الشديد امتثلت لتحذير زوجها سيد الأنبياء والمرسلين أم لم تتمثل؟ سؤال آخر: حفظت كرامة رسول الله أم لم تحفظها؟
المُقدَّم: (وقرن في بيوتكن).
سماحة السيد كمال الحيدري: ذلك من مخالفة القرآن وهو بحث آخر، لم تتمثل للقرآن، أنا لا أتكلم في البحث القرآني، ذاك بحث آخر فلهذا سيدخل في الذنب الشرعي لا في الاجتهاد والخطأ، وذاك بحث آخر.
(قال كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب) التفتوا ماذا يقول العلامة شعيب الأرنؤوط في ذيل هذه؟ يقول: (إسناد صحيح، رجاله ثقات، رجال الشيخين …).
قد يقول لي قائل هذا لا علاقة له بالبحث.
أقول: انتظرني قليلاً، هذا النص ينقله العلامة الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج1، ق1، رقم الحديث 474، حديث الحوأب) (أيتهن تنبح عليها كلاب الحوأب) يقول: (لما أقبلت عائشة) ويقرأ الحديث كما قرأناه. قال الألباني: (قلت وإسناده صحيح جداً، رجاله ثقات أثبات من رجال الستة الشيخين والسنن) الصحيحان والسنن (رواه الثمانية من الثقات عن إسماعيل …) ثم يقول في (ص848) من الكتاب يقول: (وعلى هذا فالحديث من أصح الأحاديث). لا فقط حديث صحيح بل من أصح الأحاديث، (ولذلك تتابع الأئمة على تصحيحه قديماً وحديثاً). من هم؟ ابن حبان الحاكم، الذهبي، الحافظ ابن كثير، الحافظ ابن حجر. ولذا يقول (فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث صرحوا بصحة هذا الحديث ولا أعلم أحداً خالفهم ممن يعتد بعلمهم ومعرفتهم في هذا الميدان) يعني إذا وجدنا من يخالف فهو ليس من أهل العلم بل من أهل أدعاء العلم، هذه قضية اساسية، كثيراً ما يخرجون على الفضائيات ويدعون العلم، ليس كل من أدعى العلم هو عالم، واقعاً لابد أن يتضح من خلال منطقه ومن خلال بياناته ومن خلال استدلالاته أنه واقعاً عالم أو ليس كذلك.
ثم يقول في (ص854) يقول: (وجملة القول أن الحديث صحيح الإسناد ولا إشكال في متنه) ايضاً لا يوجد فيه إشكال في المضمون، يعني فيه تحذير لأم المؤمنين عائشة من سيد الأنبياء والمرسلين، وهذا الحديث من أهم الأحاديث أن رسول الله كان يعلم ما هو كائن إلى يوم القيامة وسيأتي بحث هذا في محله.
(ولا إشكال في متنه خلافاً لظن الأستاذ فلان) يشير إلى بعض من ناقشه (فإن غاية ما فيه أن عائشة لما علمت بالحوأب كان عليها أن ترجع) هذه عبارة الألباني، يعني مضمون الحديث يدل على النهي، ولذا الألباني يسمح لنفسه أن يعين وظيفة لعائشة، لا يقول أنها زوجة النبي وأنا لا أعين لها التكليف وهي أعلم بتكليفها، بل يقول أن تكليفها كان أن تنتبه وترجع عما عزمت عليه من هذه الفتنة، لأن أي دليل وبينة أوضح مما قاله من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، أصدق الموجودات في عالم الإمكان، يقول لها كيف بإحداكن.
يقول: (كان عليها) يعني مسؤوليتها الشرعي وواجبها الشرعي يعني أنها منهية عن هذا العمل، يعني أن فعلها غير شرعي. نعم، له توجيه واحد وهو أنها اجتهدت فأخطأت، (كان عليها أن ترجع) وأنا لا أعلم كيف يصح الاجتهاد في قبال نص صريح من رسول الله (كان عليها أن ترجع والحديث يدل أنها لم ترجع) هذا ليس كلام عالم شيعي، بل هو كلام العلامة الألباني الذي هو أحد أعمدة الوهابية لا أقل أحد أعمدة أولئك الذين يتبعون نهج ابن تيمية كما هو معروف.
قال: (وهذا مما لا يليق) بدأ يخفف اللهجة (وهذا مما لا يليق أن ينسب لأم المؤمنين) والله لو صدر هذا الفعل من علي أو من الإمام الحسن أو من الإمام الحسين لما قالوا له هذا. لقالوا بأنه يستهزأ بحديث رسول الله!. (ولا نشك) هو يريد أن يقول أن هذا خطأ فهو حر، ونحن نريد أن نسلم معه الآن (ولا نشك أن خروج أم المؤمنين كان خطأ من أصله ولذلك همت) لا أنه خطأ بعد أن علمت بل أصل الخروج كان خطأ، هذا قول الألباني، لا أنها بعد أن تذكرت حديث رسول الله كان الاستمرار خطأ، بل بعد التذكر زادت مخالفتها، (ولذلك همت بالرجوع حين علمت بتحقق نبوءة النبي عند الحوأب ولكن الزبير أقنعها بترك الرجوع بقوله عسى الله يصلح، ولا نشك أنه كان مخطأ في ذلك أيضاً) إذن الآن بشكل رسمي العلامة الألباني يخطأ اثنين من واحد من المبشرين بالجنة وواحدة أم المؤمنين (والعقل يقطع بأنه لا مناص من القول بتخطئة إحدى الطائفتين المتقاتلتين) في الجمل التي وقع فيها مئات القتلى بل آلاف القتلى بل عشرات الآلاف من قتلى المسلمين (ولا شك أن عائشة هي المخطئة لأسباب كثيرة وأدلة واضحة) ولكن الآن يأتي أولئك الذين لا يحفظون الأمانة العلمية، لعله يأخذون هذه الجملة مني (هي المخطئة) ويضعونها في القنوات الفضائية ويقولون السيد الحيدري قالها (لاسباب كثيرة وأدلة واضحة ومنها ندمها على خروجها وذلك هو اللائق بفضلها).
إذن العلامة الألباني أنها كانت مخطئة في الاجتهاد الشرعي، والعلامة ابن سعيد قال ومن أقبح النقائص الخطأ في الاجتهاد الشرعي، أذن تكون مشمولة لآية التطهير أو لا تكون مشمولة لآية التطهير؟
تلخص مما تقدم أنه بتصريح أعلام المسلمين ممن يحبون الصحابة ويدافعون ونحن أيضاً كذلك ولكن لمن يستحق ذلك، نقول أنهم صرحوا أن أم المؤمنين عائشة أخطأت في هذا الاجتهاد إن لم نقل بأكثر من ذلك، وإذا كان الأمر كذلك والخطأ في الاجتهاد الشرعي من أقبح النقائص فلا يمكن أن تكون مشمولة لآية التطهير، هذه هي القرينة المضمونية لبيان عدم شمول الآية لنساء النبي.
المُقدَّم: كيف وقد خالفت ربها ونبيها.
معنا الأخ شاكر من السعودية، تفضلوا.
الأخ شاكر: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ شاكر: نشكر السيد على جهوده ونشكر قناة الكوثر، وهذا بفضل الله وبفضل أهل البيت، إن شاء الله السيد وضح لنا كل حاجة والله يعطيه الصحة والعافية.
المُقدَّم: معنا الأخ محمد من البحرين، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: نحن نستمع كل محاضراتك في البالوتك في غرفة الولاية، تحية لكم جميعاً. أنا عندي اقتراح أتمنى أن يقبل من وأن يفيد البرنامج، أتمنى من سماحة السيد أن يضع الكتب أسماء الكتب في الحلقة القادمة مقدمة لأجل مزيد الفائدة.
المُقدَّم: معنا الأخ عيسى من السعودية، تفضلوا.
الأخ عيسى: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عيسى: نشكرك على كل ما وضحته، ولكننا نحن الشيعة الإمامية ….
المُقدَّم: معنا الأخ أبو محمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو محمد: عندي سؤال كما زعموا أن كرامة المؤمن أعظم من كرامة الكعبة، إذن لو قلنا أن كرامة الإمام الحسين عليه السلام …
المُقدَّم: معنا الأخ رهيف من العراق، تفضلوا.
الأخ رهيف: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ رهيف: أحب أن أسلم على السيد.
المُقدَّم: الأخ أبو خالد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو خالد: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو خالد: هل تنازل الحسن لمعاوية عصمة أو اجتهاداً، والنقطة الثانية علي رضي الله عنه لما حرف قال ابن عباس أنك أخطأت ….
سماحة السيد كمال الحيدري: الأسئلة لابد أن تكون داخل موضوع البحث، ورجائي من الأعزاء أخي العزيز أنت تتصل ببرنامج السيد كمال الحيدري وأنت تعرف أنه في مسألة وحدة الموضوع لن يسمح لأي أحد أن يخرج عن موضوع البحث، نعم هناك فضائيات أخرى أن يتكلموا في ساعة واحدة في مواضيع كثيرة، هناك تكلموا هذا الكلام، عندما نأتي إلى بيان قضية صلح الإمام الحسن سيتبين هناك أنه هل كان هناك صلح أم لم يكن هل أن الإمام الحسن تنازل أم لم يتنازل، هذه التعبيرات أنتم أخذتموها من كذا وكذا وفي الوقت المناسب سيتضح أن الكثير من هذه التصورات خاطئة بل هي أوهام نسجها حتى يوهموا لكم صحة ومشروعية خلافة بين أمية.
المُقدَّم: الأخ ربيع من لبنان، تفضلوا.
الأخ ربيع: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ ربيع: قال السيد أن الآية تقول (يغفر الله لك ما تقدم).
سماحة السيد كمال الحيدري: في محله عندما نتكلم في عصمة النبي سنبين ما هو المراد من الآية.
المُقدَّم: الأخ عبد الرحمن من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد الرحمن: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد الرحمن: سورة (قل يا أيها الكافرون …). هذه الآية لها علاقة بالوهابية في السعودية فهم كلهم كافرون.
المُقدَّم: نحن نحترم كل الأديان والمذاهب. هذا البحث بحث علمي، القرآن ذكر فرعون بأسلوب مهذب، ولكن نحن نريد أن نحترم ونقول أن هذا ما عندنا والقوم عندهم ما عندهم والمستمع عليه أن يتبع ما هو الأحسن.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا ينبغي في هذا البرنامج أن لا يذكر أحد أو تذكر فضائية أو تذكر مدرسة أو اتجاه بأي اساءة.
المُقدَّم: الأخ أبو سعد من السويد، تفضلوا.
الأخ أبو سعد: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو سعد: أريد من سماحة الشيخ أن يورد أدلة كثيرة على تفسير الرجس في الآية، مع الرجس.
سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز بإمكانك أن ترجع إلى هذه الكتب التي أشرت إليها وخصوصاً كتاب (العصمة)، هذا الكتاب موجود الآن على الموقع وبإمكان أن تتبين معنى الرجس منه، نحن حديثنا الآن ليس في آية التطهير حتى نقف عند هذه النقطة.
المُقدَّم: الأخت أم عبد الله من السعودية، تفضلوا.
الأخ أم عبد الله: السلام عليكم.
المقدم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت أم عبد الله: لو صدر من شخص ذنب فهل هو رجس، مثلاً الصغير يخطأ وأقول له إنما أريد لك الإصلاح هل الذنب ينافي الإصلاح، ثم أن في الآية إذهاب أي أن هناك شيء يذهبه الله، أي شيء يذهب؟ أيذهب العدم.
سماحة السيد كمال الحيدري: نحن لا نتكلم في الطفل ولا يوجد له تكاليف شرعية، رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم، فهذا الكلام لا علاقة له بغير المكلف، وثانياً أنا لم أقل أن الرجس يشمل النقائص وإنما أعلام المفسرين كالالوسي وابن سعيد الطوفي وجملة من المفسرين كابن عطية الاندلسي وغيره ذكروا أنه يشمل ذلك. وثالثاً ان قولك ليذهب لابد من وجود هذا إذا فسرنا الإذهاب للرفع أما إذا كان للدفع فليس كذلك، من قبيل أني أقول لك أعلمك حتى لا تبتلي بالذنب، لا أنه افعلي حتى يذهب الله، بل حتى لا تقعي في الذنب، هذا ما يعبر عنه أن الآية تفيد الدفع لا الرفع، وتفصيله كما قلت أختي العزيزة أن هذه الآية لها أبحاث مفصلة أشرت لها في كتاب (العصمة).
المُقدَّم: لأنه قال عنكم لو قال منك لكان الرجس موجوداً فيهم، وهذا النكتة دفع لما يمكن أن يقع.
سماحة السيد كمال الحيدري: يعني حتى نحصنكم من قبيل أن الإنسان يستفيد من ابرة حتى يحصن نفسه والوقاية خير من العلاج.
في الواقع أنا أريد أن أشير في هذه الليلة أنه في الآونة الأخيرة كثرت الاتصالات وخصوصاً بليلة أمس وفي هذا اليوم، ولا أريد أن آتي بالأسماء من بعض القنوات الفضائية المعروفة للمشاهد الكريم، ولكن ليس من دأبي أن أذكر اسماء تلك القنوات أو الفضائيات أو اسماء الأشخاص، ويطالبونني بالحوارات المباشرة أو بطرق أخرى تقترب من الحوارات المباشرة.
مشاهدينا الأعزاء أنا ذكرت أن منهجي ليس هو الدخول في حوارات مباشرة لأن المشاهد الكريم على بينة أنها في السنوات الماضية لم تنتج، ولذا أخشى أن يخرجوا على الفضائيات ويحاولوا أن يستفيدوا من هذه الاتصالات ويقولون نحن دعوناه وهو رفض، أعزائي أقولها بشكل واضح جاءتني طلبات من قنوات وفضائيات ومن أشخاص وأنا رفضت أي حوارات ومناظرات ثنائية وأنا رفضت ذلك.
المُقدَّم: ونحن نؤكد ما قاله سماحة السيد أن أي شخص أو أي قناة تطرح ما عندها وسماحة السيد هنا مباحثه واضحة، وكل يتحدث براحة من غير مناظرة قد تؤدي إلى تشنج أو منازعة، الموضوع واضح، والهدف كما قال السيد ليس هو انك سني واريد منك أن تصبح شيعياً، وإنما الهدف هو إظهار الحقيقة والله تعالى يقول (وبشر الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، نلتقيكم إن شاء الله تعالى في الحلقات القادمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.