حديث الثقلين سنده ودلالته ق(34)
x
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد وعظيم الثناء على أن جعلنا من أهل مودة محمد وآله الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام في مستهل حلقة أخرى من برنامج الأطروحة المهدوية، تحية طيبة لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، موضوع هذه الحلقة (حديث الثقلين سنده ودلالته القسم الرابع والثلاثين) ستتابعون في هذه الحلقة مع سماحة السيد كمال الحيدري مباحثه فيما يرتبط بهذا الحديث وعلاقته بالأطروحة المهدوية فأهلاً بكم وأهلاً بسماحة السيد كمال الحيدري.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً.
المُقدَّم: سماحة السيد الحيدري الخلاصة عادة تربط ما تقدم بما هو آت وسيأتي، تفضلوا.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
يتذكر المشاهد الكريم أننا في الحلقات السابقة انتهينا إلى أن لحديث الثقلين صيغ متعددة وأشرنا إلى أن هذه الصيغ التي جاء بها حديث الثقلين هناك مجموعة من الخصوصيات والعناصر التي تشكل هذه الصيغ الثلاثة. ولكنه لعله استطيع أن أقول بلا مبالغة أن من أهم الخصائص التي تميزت بها أحاديث أو صيغ حديث الثقلين هو أنه اشتمل على هذا المقطع وهو قوله صلى الله عليه وآله (فإنهما لن يفترقا أو لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) يعني أن النبي صلى الله عليه وآله بعد أن أشار أني تارك فيكم الثقلين وبيّن المراد من الثقلين وأنهما الكتاب والعترة، أشار إلى خصائص الثقلين، قال: (وأنهما لن يفترقا أو لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض).
وفي اعتقادي استطيع أن أقول بضرس قاطع أن لب حديث الثقلين إنما هو في هذا المقطع المبارك الصادر عن النبي صلى الله عليه وآله، عصارة حديث الثقلين في هذا المقطع، زبدة حديث الثقلين في هذا المقطع، العمود الفقري لهذا الحديث إنما هو في هذا المقطع، ومن هنا تجدون، البحث دقيق وتترتب عليه آثار عقدية إلى يومنا هذا، يعني القضية ليست قضية تاريخية حتى يكتب هنا وهناك أو يقال بأن هذه قضية تاريخية ليس لنا دخل بها (لهم ما كسبوا وعلينا ما اكتسبنا) لا علاقة لنا بهذا البحث، لا لا، قضية عقائدية وعقدية تدخل في صميم الفكر العقدي للإنسان المسلم.
من هنا تجدون أن الخط الأموي وأن النهج الاموي يعني بالخصوص الشيخ ابن تيمية وأتباع ومن سار على نهج الشيخ ابن تيمية أصروا على تضعيف هذا المقطع من حديث الثقلين، وتضعيف هذا المقطع من حديث الثقلين، وحذف هذا المقطع من حديث الثقلين، هذا يكشف عن ماذا؟ يكشف أنهم عرفوا أن هذا المقطع من حديث الثقلين هو الذي يوجد فيه كل المحتوى وهو الذي يشكل صلب هذا الحديث ولب هذا الحديث وزبدة وخلاصة هذا الحديث، أنا أشير إلى بعض هؤلاء من المتقدمين ومن المتأخرين:
أما على مستوى المتقدمين كما أشرنا فهو الشيخ ابن تيمية في كتابه المعروف (منهاج السنة النبوية، ج4، ص300) الطبعة التي بتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، نشر دار الفضيلة وتوزيع مؤسسة الريان، هذا الكتاب في أربعة مجلدات. وفي الطبعة المؤلفة من ثمان مجلدات (ج7، ص394) بعد أن ينقل الحديث من صحيح مسلم باعتبار أنه في صحيح مسلم لا يوجد فيه هذا المقطع (وأنهما لن يفترقا حتى يردا) ولذا هم يصرون على أن الصحيح ما ورد في صحيح مسلم، يقول: (وأما قوله: وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. فهذا رواه الترمذي وقد سُئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه وضعفه غير واحد من أهل العلم) ويتذكر المشاهد الكريم أننا في الحلقة الماضية وقفنا تفصيلاً واتضح كذب هذه الجملة وأن الإمام أحمد بن حنبل في مسنده لم يكذب، بل أورد هذا الحديث بطرق متعددة وفي مواضع تصل لعله إلى ستة مواضع أشار إلى هذا الحديث، وقرأنا ويتذكر المشاهد الكريم أن الإمام أحمد قال بأنه كل ما في هذا الكتاب يمكن الاحتجاج به. إذن هو يصحح هذا الحديث وسيأتي بيانه إن شاء الله.
إذن تجدون أن الشيخ ابن تيمية يريد أن يقضي على هذا المقطع ويدعي أنه ضعيف. هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني: ما ورد في كلمات أحد المحققين المعاصرين وهو الشيخ شعيب الأرنؤوط في (مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج17) تحقيق الشيخ شعيب الأرنؤوط، هناك عندما يشير إلى هذا الحديث لا أقل في مواضع ثلاثة يشير إلى هذا الحديث: الموضع الأول في (ص170) بعد أن يقول عن أبي سعيد قال: (قال رسول الله إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) يقول: (حديث صحيح بشواهده دون قوله فأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وهذا إسناد ضعيف) يعني ذاك المقدار الذي لا يوجد فيه أنهما لن يفترقا في سند صحيح، أما هذا الذي فيه لن يفترقا فسنده ضعيف.
وكذلك في (ص212) من هذا الجزء أيضاً نفسه أشار إلى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح بعد أن ينقل الحديث يقول: (فانظروا كيف تخلفوني) يقول: (حديث صحيح، وهذا دون قوله … وهذا إسناد ضعيف) وهكذا في نفس الجزء في (ص309) بعد أن ينقل (ألا أنهما لن يفترقا) يقول: (صحيح دون قوله إلا أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
إذن هناك إصرار على تضعيف هذا المقطع.
إلى هنا اتضح لنا أن الشيخ ابن تيمية يدعي أن هذا المقطع ضعيف وينسبه إلى الإمام أحمد وقد تبين خطأ بل كذب هذه الدعوى.
وكذلك المحقق الأرنؤوط يقول بأن هذا الحديث بهذا السند ضعيف وهذا المقطع غير تام، ولكن الآخرين لم يستطيعوا أن يضعفوا هذا الحديث فلهذا ذهبوا إلى دعوى أخرى قالوا أن هذا الحديث أساساً منقول بالمعنى وليست هي ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله، كل هذا للتخلص من هذا المقطع، بأي دليل نقل بالمعنى؟ لا يعلم. بل بعضهم ادعى أن هذا المقطع شاذ، وأنا لا أعلم أين شذوذه، يعني التمسك بالقرآن شاذ، هم يقولون كتاب الله وسنتي، إذن الشذوذ عندهم في التمسك بالعترة، ومع ذلك يصرحون ويدعون ويقولون أنا نحب أهل البيت، بينك وبين الله لماذا أن التمسك بالعترة يعد من الشذوذ والشاذ.
هذا كتاب لأحد أعلامهم المعاصرين وهو كتاب (اللئالئ البهية في شرح العقيدة الواسطية، ج2، ص461) لشيخ الإسلام ابن تيمية، الشرح لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، تحقيق وعناية عادل بن محمد مرسي رفاعي، الجزء الثاني، دار العاصمة للنشر والتوزيع، الطبعة الاولى سنة 1430هـ، يقول: (لكن في رواية الترمذي وغيره جاءت هذه الزيادة ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) يعني كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لأنه في الصدر يقول: (وقد روي هذا الحديث بالجمع) يعني الجمع بين كتاب الله والعترة. (كتاب الله حبل ممدود) كما قرأنا في مسند أحمد (وعترتي أهل بيتي … لكن وردت هذه الزيادة: ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) كما قرأنا في مسند الإمام أحمد (ففهم البعض من ذلك أن هذين اللذين لن يتفرقا كتاب الله وأهل بيت النبي) فهم البعض بأنه لغة سنسكريتية مكتوبة، لغة لاتينية مكتوبة لا أنها لغة عربية. يقول: (وهذا فهم خاطئ) لا أعلم … وسيتضح الآن هذا. لماذا فهم خاطئ، قال: (لأن هذا الحديث حصل فيه اختصار في الروايات) يعني نقل إلينا بالمعنى، وأنا لا أعلم بأي دليل تقول أنه نقل لنا بالمعنى، مع أنه وارد أن رسول الله قال وبألفاظ متعددة. يقول: (وزيد بن أرقم ذكره) إلى أن يقول في (ص462) من الكتاب: (وقد قال عدد من المحققين) يعني يقصد عدد من أتباع من الوهابية وعدد من اتباع ابن تيمية، عدد من هؤلاء، وإلا علماء أهل السنة والجماعة لم يقل أحد منهم هذا المعنى. (وقد قال عدد من المحققين من أهل الحديث) من هم هؤلاء؟ هذه الطريقة التي يستعملها ابن تيمية، وهو أنه ذكر المحققون، ضعفه غير واحد، الإجماع كذا، السلف كذا وهكذا.
وقد قال عدد من المحققين من أهل الحديث أن هذا اللفظ سيق بالمعنى، إذن لا يمكن الاعتماد عليه لأنه ليس لفظ رسول الله، يعني ليس هو اللفظ الصادر عن رسول الله.
وبعضهم جعله من الشاذ وأن هذه اللفظة غير محفوظة، الى أن يقول في موارد متعددة الى أن يقول: (ومن جعل أحد هذين الأمرين آل البيت أو العترة فقد أدخل شيئاً في شيء) هذا تصرف في حديث رسول الله، رسول الله لم يرد ذلك، وهذا الحديث روي بالمعنى كما فهم الراوي وليس هذا بصحيح كما حققه الأئمة، أنا لا أعلم أي أئمة يشير إليهم، من أهل الحديث ومن أئمة السنة في العقيدة.
المُقدَّم: لم يذكر من هم.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا لا أبداً أبداً، إلا المتأخرين منهم على نهج ابن تيمية، يعني بعبارة أخرى النهج الأموي وأتباع النهج الأموي ومن يؤسس للنهج الأموي، ابن تيمية والوهابية المعاصرين، لا يوجد من علماء أهل السنة والجماعة من فسر الحديث بهذا، قال أنه شاذ، نعم، لم يتفق معنا أهل السنة والجماعة أن النص دال على العصمة، ولكن لم يقل أحد منهم أنه منقول بالمعنى أو أنه مثلاً من الشاذ أو أنه … هذه كلها ادعاءات الوهابية المعاصرة.
كل هذا يكشف لنا أن هؤلاء عرفوا أهمية هذا المقطع في هذا البحث، لذا أعزائي الكرام واقعاً في هذه الحلقة والحلقات القادمة سوف ينصب بحثنا كل البحث سوف ينصب على إثبات أولاً سند هذا المقطع وأنه هل هذا المقطع له سند صحيح أو ليس له سند صحيح، والمشاهد الكريم يتذكر أننا قرأنا اسناد متعددة صحيحة، ولكن هذه الادعاءات نريد أن نناقشها وبعد ذلك سننتقل بإذن الله تعالى الى بيان دلالة هذا المقطع من حديث الثقلين.
المُقدَّم: قبل أن ندخل هذا البحث بحث السندي أبو بحث الطرق الأخرى حبذا لو تكون هناك إشارة الى أدلة هذا التضعيف، لماذا هذا التضعيف لهذا المقطع.
سماحة السيد كمال الحيدري: الأرنؤوط ادعى الضعف وبين العلة، وهؤلاء لم يبينوا، يعني ابن تيمية لم يشر الى دليل التضعيف والآخرون لم يشيروا الى هذا، ولكن الأرنؤوط حاول أو يبين دليلاً فنياً لماذا لا يقبل هذا.
الآن يأتي هذى التساؤل، وهو أنه هذا الرجل معروف بالتحقيق والمراجعة والدقة ونحو ذلك، لماذا يقول أن هذا الحديث ضعيف؟ أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت أنه هو يصرح بنحو واضح وصريح أن هذا الحديث كل رجاله هو رجال الشيخين، هذا الحديث الذي ورد فيه وأنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض، انظروا الرواية، وهي الرواية 11131 وهي عن الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن النبي، قال: (إني أوشك أن أدعى فأجيب وأني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير أخبرنني) عجيب، لا أنه رسول الله يقول أنهما لن يفترقا وإنما يخبر عن الله الذي يخبره وهو ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، يخبر بأن (اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما تخلفوني فيهما) أيها المسلمون في العالم بما خلفتم أهل البيت عليهم السلام، رسول الله يوم القيامة يسألكم عن أهل بيته يسألكم عن العترة، وعندما أقول العترة اتضح في الأبحاث السابقة أن مرادي من العترة يعني علي وفاطمة والحسن والحسين وأولاد هؤلاء، هذا في (مسند الإمام أحمد، ج17، ص212)، وبعد أن ينقل الحديث يقول: (حديث صحيح بشواهده دون قوله: وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، وهذا إسناد ضعيف لضعف عطية العوفي وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين) إذن لا يوجد في الحديث إشكال إلا عطية، فإذا استطعنا إن شاء الله تعالى مع الأعزاء المشاهدين أن نثبت أن هذا الرجل لا أقل أنه ثقة، لا أقل أنه حسن، لا نقول أنه صحيح، ويتضح أنه يمكن الاحتجاج بهذا النص الوارد في مسند أحمد، وأنه ورد من ثقة. قال: (وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن محمد بن طلحة وهو ابن فلان مختلف فيه وهو حسن الحديث وهو فلان وفلان …).
إذن المشكلة الأصلية في عطية العوفي، ونفس هذا المعنى يشير إليه في (ص170 و ص309 و 310) أيضاً يقول: (هذا اسناد ضعيف لضعف عطية وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين).
السؤال المطروح: ما هي مشكلة عطية العوفي، يعني لماذا أن هذا الرجل ضعيف، ما هي مشكلته.
في الواقع أنا أريد في هذه الليلة ولو نتأخر قليلاً أن نقف عند عطية العوفي، المشاهد الكريم لابد أن يتذكر عطية العوفي هو ذلك الذي أخذ بيد جابر وجاء به لزيارة الإمام الحسين في أربعينية الإمام الحسين، هذا هو عطية العوفي، هذا الرجل من التابعين، مشهور لا يخفى أمره على أحد، ومن كبار التابعين، ولادته مختلف فيها ولكن الاحتمال القوي أنه في سنة 37 من الهجرة، ووفاته أيضاً مختلف فيه بعض يقول أنه في سنة 111هـ وبعض يقول في سنة 127هـ. من هو عطية العوفي؟
فقط بنحو الإجمال أشير، في (الطبقات الكبرى، ج6، ترجمة عطية بن سعد، ص304) لابن سعد، دار صادر، بيروت، يقول: (عطية بن سعد بن جنادة العوفي … فقدم الكوفة فلم يزل فيه الى أن توفي سنة 111 وكان ثقة إن شاء الله). إذن ابن سعد في الطبقات الكبرى يوثقه (وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتج به) وسيتضح بعد ذلك ما هي المشكلة، لماذا لا يحتج به، هذا المورد الأول.
المورد الثاني: ما ورد في كتاب (تأريخ أسماء الثقات، ص233) لأبي حفص المعروف بابن شاهين الواعظ، المتوفى سنة 385هـ، تحقيق أبو عمر الأزهري، الناشر الفاروق الحديثة للطباعة والنشر، الطبعة الأولى سنة 1430هـ، قال: (عطية العوفي ليس به بأس، قاله يحيى) أيضاً يشير الى أن هذا الرجل، ذاك عبر عنه ثقة، وهذا قال ليس به بأس، وهي من عبارات التوثيق، لا أقل الحديث يكون حسناً إن لم يكن صحيحاً.
وكذلك أنا بودي أن الأعزاء يراجعوا ترجمة هذا الرجل وهو عطية العوفي في كتاب (تفسير القرآن الكريم، ج1) للمفسر والمحدث والفقيه عطية بن سعد بن جنادة العوفي الكوفي، المتوفى 127 هـ الذي هو محل اختلاف بين العلماء، يقول أنه استخرجها وحققها وخرج أحاديثها عبد الرزاق بن محمد حسين حرز الدين، في هذا الكتاب توجد مقدمة قيمة وواسعة ومنظمة ودقيقة عن حياة هذا الرجل، فالأعزاء الذين يريدوا معرفة ترجمة هذا الرجل تفصيلاً بإمكانهم أن يرجعوا الى هذا الكتاب في الجزء الأول الى حدود صفحة 150 من هذا الكتاب. هناك ينقل في كتابه، يقول: (أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، قال عطية العوفي كوفي تابعي ثقة وليس بالقوي) أيضاً هذا ليس جرجاً، (ليس بالقوي) ليس جرحاً، وإنما تعبير بأنه ثقة.
وكذلك ما أورد عن سبط ابن الجوزي، قال: (أخرج حديث الترمذي عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله: يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك، ثم قال: عطية العوفي قد روى عن ابن عباس والصحابة وكان ثقة) طبعاً ينقل هذا الكلام عن (تذكرة الخواص، ص47، الباب الثاني، في ذكر فضائل علي، حديث سد الأبواب).
ومجموعة من الأعلام الذين وثقوا هذا الرجل.
إذن المورد الأول أن هذا الرجل وثق في كلمات جملة من أعلام الرجاليين المعتمدين في هذا المجال، لعله أيضاً أشير أيضاً وهذا مهم جداً وهو أنه في (ص69) ابن معين يحيى بن معين ابن عون المري الغطفاني، قال ابن طهمان عن ابن معين: عطية العوفي ليس به بأس. وهو من اعلام الرجاليين ابن معين. وقال عباس الدوري: (سمعت يحيى يقول عطية العوفي قيل ليحيى كيف حديث عطية، قال: صالح). إذن الآن صار عندنا تعابير (ثقة، لا بأس به، صالح).
وقال ابن معين: (ليس به بأس، وكذا قول ابن معين صالح … وعطية العوفي وإن ضعفه البعض وقال ابن معين فيه صالح فالحديث به حسن) إذن باعتبار أنه يوجد هذا الخلاف إذن الحديث لا يصنف في الصحيح وإنما يصنف في الحسن، وهذا ما أشرنا إليه أنه أخبار الآحاد كما أنه يمكن الاحتجاج بالصحيح يمكن الاحتجاج بالحسن وهذا الرجل يعد في الحسن وإن لم يعد في كلماتهم في الصحيح. الآن هذا المورد الأول.
المورد الثاني: هناك جملة من أعلام المحدثين، هؤلاء كانوا رجاليون، جملة من أعلام المحدثين والمفسرين ذكروا أو أخرجوا له أحاديث لأنه كان تابعي مشهور وله روايات كثيرة، ومن هنا أخرجوا له ومدحوه على ذلك، الآن لا يمكن لإنسان بعد أن أقرأ لكم من نقل عنه الأحاديث ومن أخرج له، هؤلاء كلهم مع أنه كانوا يعرفون أنه ضعيف ومع ذلك يخرجون له الأحاديث.
من أولئك الذين أخرجوا له الأحاديث، أيضاً في هذا الكتاب وهو كتاب ابن المبارك، قال: (كان عبد الله) يعني ابن المبارك (كيساً مستثبتاً لمن صحيح الحديث، وقال حجة بالإجماع أخرج عبد الله بن المبارك في مسنده لعطية العوفي ثلاثة أحاديث).
الشخص الثاني الذي أخرج للعوفي، وهو أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل الذي يقول بأنه إذا وجدتم الحديث هنا إذن يمكن الاحتجاج وقرأنا في الحلقة السابقة ولا نعيد، أخرج أحمد في مسنده حدود 77 حديثاً، وهكذا أخرجه الدارمي وهكذا أخرج له ابن ماجة حيث أخرج له ابن ماجة لعطية العوفي 25 حديثاً، وهكذا أخرج أبو داود لعطية العوفي 9 أحاديث، وهكذا الترمذي أخرج له 27 حديثاً، وهكذا أبو يعلى الموصلي أخرج في مسنده لعطية العوفي ما يقرب من 46 حديثاً، وهكذا العشرات، بل جملة من هؤلاء الأعلام، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت الى هذه النكتة. جملة من هؤلاء الأعلام أساساً قالوا أننا نخرج الأحاديث الصحيحة وأخرجوا حديث عطية، إذن يعتبرون حديث عطية يعتبرونه لا فقط حسن بل يعتبرونه صحيحاً. منهم الإمام ابن خزيمة، كتاب (التوحيد، ج2، الباب رقم 83) للإمام الحجة إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة المتوفى 311هـ حققه وخرج أحاديث سمير بن أمين الزهيري، دار المغني للنشر والتوزيع، يقول: (باب ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام قد يحسب كثيرٌ من أهل الجهل أنها خلاف هذه الأخبار التي قدمنا ذكرها) إذن هذه الأخبار ثابتة السند وصحيحة القوام. هذا في (كتاب التوحيد، ص760).
وفي (ص765) من الكتاب يقول: (حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن زكريا ابن أبي زائدة عن عطية عن أبي سعيد الخدري). إذن يعتبر الإمام ابن خزيمة يعتبر عطية سند ثابت وصحيح. (عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة) إذن يعتبر سند عطية من ماذا؟ كما قال في (ص760) قال: (أخبار ثابتة السند صحيحة القوام).
وممن أشار الى ذلك ما أشار إليه أبو عوانة في مسنده، أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت من هو ابو عوانة؟ أبو عوانة الإمام الحافظ الكبير أبو عوانة يعقوب بن إسحاق فلان الاسفرائيني صاحب المسند الصحيح الذي خرجه على صحيح مسلم وزائد أحاديث قليلة في أواخر الأبواب أيضاً خرج لعطية. يخرج الأحاديث على اساس صحيح مسلم ومع ذلك يخرج لعطية، إذن يعتبر عطية على مستوى رجال. والأعزاء يتذكرون نحن قلنا أن مسلم أشد في الرجال من البخاري.
وممن أخرج لذلك، وهذا المعنى مهم جداً، ما أخرجه الطبري، الطبري أخرج روايات كثيرة واعتمد على الروايات الواردة عن عطية العوفي. السؤال: من هو الطبري وما هو تفسيره؟
أنا بودي أن أقرأ التقييم للشيخ ابن تيمية في (مجموع الفتاوى، ج13، ص208) وفي طبعة أخرى (ج13، ص385) يقول: (وأما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري فأنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه بدعة ولا ينقل عن المتهمين) إذن عطية متهم أو غير متهم؟ هذه شهادة ممن تعتقدون بشهادته. يا أتباع ابن تيمية ويا أتباع الوهابية يا أتباع هذا النهج أنتم تقولون أن شيخ الإسلام ابن تيمية إذا قال فهو مؤتمن، يقول: (ولا ينقل عن المتهمين) وبإمكانكم أن ترجعوا لأن الوقت ضيق وإلا بودي أن انقل لكم في كم مورد أن الطبري نقل عن عطية … والروايات التي استند إليها عن عطية العوفي كثيرة جداً.
وكذلك ممن اعتمد عليه هو الإمام الطحاوي في (شرح مشكل الآثار) تأليف الإمام المحدث الفقيه أبي جعفر الطحاوي، المتوفى 321هـ، فقط أنا أنقل للمشاهد الكريم ماذا يقول في مقدمة الكتاب، ولقد أخرج لعطية العوفي. قال أبو جعفر: (وأني نظرت في الآثار المروية عنه صلى الله عليه وآله بالأسانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبت فيها والأمانة عليها وحسن الأداء لها). وينقل أيضاً عن عطية العوفي فيكون داخلاً أسانيد المقبولة في هذا المجال.
وممن أخرج له أيضاً (تفسير القرآن العظيم مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وآله الصحابة والتابعين) تأليف الإمام الحافظ ابن أبي حاتم المتوفى سنة 327هـ، تحقيق أسعد محمد الطيب، المكتبة العصرية، الطبعة الثانية سنة 1419هـ، هذا لعله أوسع تفسير روائي في هذا المجال، أوسع حتى من الدر المنثور للسيوطي، ولعل كثير مما موجود في السيوطي مأخوذ ومنقول من ابن أبي حاتم، هناك يقول في مقدمة كتابه: (… وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء وعلى آله أجمعين، سألني جماعة من أخواني تفسير القرآن مختصراً بأصح الأسانيد وحذف الطرق والشواهد والحروف والروايات) إذن ما نقله هنا يعد أصح الأسانيد على مبانيكم.
وآخر من أشير له هو ما قاله الإمام ابن كثير في (تفسير القرآن العظيم، ج10، ص485، في ذيل الآيات 81و 82 من سورة القصص) يقول: (وقال الإمام أحمد حدثنا فلان فلان حدثنا الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بينا رجل فيمن كان قبلكم خرج في بردين أخضرين يختال فيهما أمر الله الأرض فأخذته فأنه ليتجلجل فيها الى يوم القيامة … تفرد به أحمد) بودي أن المشاهد الكريم يلتفت (وإسناده حسن). هذا قول الإمام ابن كثير.
إذن أعزائي عندما نقف على هذه المجموعة وعشرات آخرين اشار إليهم في هذه المقدمة مقدمة تفسير القرآن لعطية العوفي، بإمكان الأعزاء أن يراجعوا هناك قلتم لكم ترجمة واسعة وشافية ودقيقة وعميقة، وجزاه الله خير الكاتب على ذلك.
السؤال المطروح هنا: إذا كان حال عطية هذا فلماذا أن الأرنؤوط يقول ضعيف ضعيف، لا أقل فليقل أنه اختلف فيه رأي كذا ورأي كذا، لماذا يرسل ضعفه إرسال المسلمات؟
الجواب في جملة واحدة: لأن هذا الرجل كان شيعياً والتشيع عند النهج الأموي كافٍ لتضعيف المؤمن ولتضعيف المسلم، يعني أنه هذه واحدة من مباني النهج الأموي أنه يضعفون ويصححون على اساس العقيدة، أما من قال أنه شيعي؟ هذا الآن أمامكم أعزائي أشير الى ما ورد في (تأريخ الإسلام، حوادث وفيات 101 الى 120هـ، ص424، رقم الترجمة 497) للإمام الحافظ الذهبي، تحقيق الدكتور عمر عبد السلام تدمري، الناشر دار الكتاب العربي، قال: (ويروى أن الحجاج ضربه 400 سوطاً على أن يلعن علياً فلم يفعل وكان شيعياً) هذا كلام الذهبي (رحمه الله ولا رحم الحجاج).
أنا لا أعلم إذا كان فاسد العقيدة إذا كان متهم لماذا هذا الكلام. ومن؟ الحافظ الذهبي يقول، ولكن المشكلة كان شيعياً، ولذا تجدون أن ابن حجر العسقلاني المتوفى 852هـ يصرح بهذا المعنى ولا يذهب يميناً أو شمالاً، يقول في كتابه (تقريب التهذيب، ترجمة عطية بن سعد العوفي) يقول: (عطية بن سعد بن جنادة بضم الجيم بعدها نون خفيفة) التفتوا الى التعبير، أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت الى هذه الحقيقة العجيبة الغريبة في كلمات هؤلاء، يقول: (صدوق).
المُقدَّم: يعني أعلى من الوثاقة سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: والله هذه لابد أن يسأل هؤلاء عنها (يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً) إذن المشكلة التي وقع فيها عطية العوفي أنه كان شيعي ولم يلعن علياً. ولذا وجدتم في كتاب (اللئالئ البهية) يقول بأنه أساساً عندما نقول كتاب الله وعترتي هذا شاذ أصلاً، اتباع العترة واتباع أهل البيت يعد من الشذوذ. قال: (صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً) وفي كتاب آخر له كما تعلمون ابن حجر في (هدي الساري مقدمة فتح الباري، ج2، ص1238) وعليه تعليقات مهمة للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، حققه أبو قتيبة نضر محمد الفاريابي، طبعة جديدة مقابلة على أربع نسخ خطية، المجلد الثاني من هدي الساري، دار طيبة، الطبعة الرابعة سنة 1432هـ انظروا الى المباني التي على أساسا ضُعف أمثال عطية العوفي، ما هو المبنى؟ التفتوا جيداً الى ما يقوله أحد أئمة هذا الفن؟
يقول: (في تمييز أسباب الطعن في المذكورين) ما هو الدليل عندما نطعن بشخص، ما هي العوامل التي تؤدي الى طعن والتضعيف (ومنه يتضح من يصلح منهم للاحتجاج به ومن لا يصلح وهو على قسمين: الأول من ضعفه بسبب الاعتقاد) هو في نفسه ثقة، في نفسه صدوق، في نفسه لم يثبت عليه كذب، لم يثبت عليه جرح، لم يثبت عليه تضعيف، لم تثبت عليه علة، لا يجوز لنا أن نترك حديثه ولكن عنده مشكلة، ما هي مشكلته؟ مشكلته في اعتقاده. يقول: (الأول من ضعفه بسبب الاعتقاد) التفتوا جيداً ما هو الاعتقاد، يقول أضرب لكم أمثالاً (فالارجاء) يقول المرجئة لا يمكن الاعتماد عليهم (والتشيع) إذن التشيع هذا سبب لضعف ماذا؟ هذا الاعتقاد سبب لضعف الإنسان (والتشيع) ما هو التشيع؟ (محبة علي) إذن إذا أردت أن تكون ثقة ومقبولاً عند هؤلاء وينقلون الرواية عنك ويطبلون لك لابد أن لا أقل لا أقول تبغض علياً. نعم إذا أبغضت علياً … ولذا هم قالوا بأن النواصب أكثر صدقاً من الروافض، قالوا النواصب أكثر صدقاً من الروافض. نعم، يعني عندما تبغض علياً هذه نقطة قوة في شخصية الناقل، أما إذا أحببت علياً فهذا ضعف يؤدي الى ضعف الشخص، (محبة علي وتقديمه على الصحابة) يعني لا يحق لك أولاً أن تظهر محبة علي وثانياً أن تقدمه على أحد من الصحابة، لا أن تقدمه على أبي بكر وعمر وعثمان، لا لا، اصلاً لا يحق لك أن تقدمه على معاوية، نعم أقصاه أن تقول في عرض معاوية. هذا هو المنطق, وعلى هذا الأساس أعزائي. وعلى هذا الأساس اتضح الميزان للمشاهد الكريم لماذا أن عطية العوفي ضُعِفَ، لماذا أن الشيخ الأرنؤوط ضعف هذا المقطع؟ لأن الناقل له عطية العوفي.
طبعاً الآن لا أريد أن أدخل في مبنى آخر في مقابل هذا المبنى وهو مبنى مدرسة أهل البيت، عندما تأتون الى كتبنا الرجالية تجدون أننا نقول بأن الحديث لو نقل عن ثقة حتى لو كان يخالفنا الاعتقاد فهو حجة وهو ما نسميه الأحاديث الموثقة في قبال الأحاديث الصحيحة، الصحيحة يعني من هو ثقة في النقل وصحيح في الاعتقاد نعبر عنه حديث صحيح، أما إذا كان يختلف معنا في الاعتقاد ولكن كان صدوقاً كما قلتم فهو بالنسبة لنا ثقة وننقل منه ولا نعتبر الاعتقاد دليلاً على تضعيف الرجل.
بناء على هذه المقدمة التي طالت كثيراً على الأعزاء، نصل الى هذه النتيجة الأساسية وهي أنه لماذا أن العلامة شعيب الأرنؤوط ضعف هذا النص، وقد اتضح أن تضعيفه في محله أو في غير محله؟
إذن على ما تقدم يتبين لنا بأنه أساساً ما ورد في مسند أحمد في الموارد الثلاثة عطية العوفي فيه إشكال أو لا يوجد فيها إشكال؟ إذن الحديث صحيح السند ولا أقل حسن كما قال الإمام ابن كثير.
أعيد هذا النص للأعزاء، قال الحديث كما هو واضح، (الرواية رقم 11104) (عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله: وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وبهذا نص الى هذه النتيجة الأساسية وهو بالإضافة الى ما تقدم من تصحيح هذا المقطع من كلمات جملة من الأعلام أشرنا اليهم في الأبحاث السابقة ولا أريد أن أطيل ذلك على المشاهد الكريم لأن ابن كثير الحاكم وغير الحاكم والإمام الطحاوي وغيرهم كلهم صححوا الحديث الذي يوجد فيه (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) نعم بهذا الطريق حاول الأرنؤوط أن يضعف وقد اتضح أن تضعيفه في غير محله.
المُقدَّم: الأخ أبو أحمد من الأمارات.
الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو أحمد: إذا كان الشيخ ابن تيمية يغير الأحاديث وهذا ما ثبت عندنا بذلك يكون قد غير وشوه السنة، إذن الأصح عند العقلاء أن يتبعوا الأحاديث المروية من خلال أئمة أهل البيت.
المُقدَّم: الأخ شريف من فلسطين.
الأخ شريف: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ شريف: عندي سؤال ومداخلة. السؤال: أنا كل حلقاتك سواء الأطروحة المهدوية أو المطارحات أنا أسجلهم على ((CD وأبيعها هل هذا جائز أم لا.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم جائز، أخي العزيز مقدمة حتى أخشى أن ينقطع الاتصال، الجواب أخي العزيز جزاك الله خيراً أنك تستطيع أن تكثر هذه وتوصلها الى أبعد ما توصله، وهذا من باب نشر السنة.
الأخ شريف: أنا لي الشرف أن أتكلم معكم سماحة السيد، وثانياً نحن الفلسطينيين كنا نساند صدام حسين، نحن نعتذر عن الموقف السلبي من الفلسطينيين تجاه الشعب العراقي، لم نكن نعرف من العراق إلا صدام حسين، أما الآن فقد عرفنا العراق وعرفنا علماء العراق … أنا اعتذر لكافة الشعب العراقي عن نفسي وعن أهلي وعن عشيرتي نعتذر الاعتذار الشديد للشعب العراقي خاصة الشيعة منهم وكذلك الكويت التي أخذت موقفاً سلبياً منها … الآن اكتشفنا أنكم أناس مظلومين.
المُقدَّم: الأخ خليل من الكويت.
الأخ خليل: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ خليل: سيدنا أنت تسأل عن عطية العوفي لم يكن له ذكر، هم محمد بن أبي بكر هذا أبن أول خليفة ليس له ذكر في الإسلام، فكيف بعطية العوفي، عموماً الحديث عن قوله تعالى (اني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) وهنا لن يتفرقا، الظالم لا يأخذ قيادة الإسلام …
المُقدَّم: سيأتي هذا البحث عند التطرق الى دلالة حديث الثقلين.
معنا الأخ علاء من العراق.
الأخ علاء: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ علاء: عندي سؤال للسيد، السؤال هو ما المقصود من لن يفترقا؟
سماحة السيد كمال الحيدري: سيأتي، نحن الآن في بيان إثبات سند الحديث، انتظر لعله في الأسبوع القادم سندخل في بيان لن يفترقا، ماذا تدل (لن) ما معنى (لن) وما معنى عدم الافتراق.
المُقدَّم: الأخ ليث من العراق.
المُقدَّم: السلام عليكم.
الأخ ليث: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ ليث: إذا كانوا علماء السنة يذكرون هذا الحديث كالطحاوي فلماذا ابن تيمية وغيره ينكروه.
المُقدَّم: سيدنا الأخ ليث يقصد تحليله.
سماحة السيد كمال الحيدري: الدليل العلمي هو لم يذكر شيء آخر فقط ذكر لنا أن الرواية واردة عن عطية وعطية العوفي مضعف، عطية العوفي ضعيف، وقد بينا للأعزاء الكرام حتى أنه لو كانت الرواية عن عطية العوفي فالرواية حسنة السند إن لم تكن صحيحة، نعم النوايا واضحة، وهو أن هذا المقطع إذا ثبت من الحديث لا يمكن أن يتخلصوا من لوازم كثيرة تثب.
المُقدَّم: سماحة السيد أنا أريد أن هناك قضية مهمة ولو إشارة إجمالية، يعني هل انحصر إثبات هذا المقطع يعني صدور هذا المقطع عن رسول الله فقط عن عطية أم توجد هناك طرق أخرى.
سماحة السيد كمال الحيدري: لابد أن يعرف المشاهد الكريم أنه حتى لو قبلنا من الشيخ شعيب الأرنؤوط أن عطية العوفي ضعيف ولا يمكن القبول به، هناك روايات أخرى بطرق أخرى لا يوجد فيها عطية العوفي فلابد أن نقف لنرى هل هي صحيحة السند أم لا، فإذا تمت صحتها عند ذلك حتى لو ثبت أن هذه الرواية عن عطية العوفي ضعيفة السند بهذا المقطع هناك طرق أخرى لتثبت وتصحيح هذا المقطع أنه وارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله. وهذا ما سنقف عليه في الأسبوع القادم إن شاء الله. لا أقل أنا أشير للأعزاء الى طريقين آخرين وردا في كتاب (المعجم الكبير للطبراني) وعند ذلك سأستعرض رجال هذين الطريقين ومن كلماتهم أصحح هذين الطريقين وبمقطع فيه (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
المُقدَّم: الأخ أبو جعفر من الامارات.
الأخ أبو جعفر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو جعفر: عندي ملاحظة وهي: يعني كم هي عظيمة مدرسة أهل البيت، هناك نكتة جداً رائعة، وهي أن مدرسة أهل البيت تأخذ حتى من المخالفين لهم في العقيدة إذا كان ثقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، إن شاء الله في الأسبوع القادم سأقف عند هذه النقطة، حتى من يخالفهم في العقيدة إذا ثبت أنه صدوق يأخذون منه الحديث.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة السيد كمال الحيدري، وشكراً لمشاهدينا الأكارم على طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج الأطروحة المهدوية، رزقنا الله وإياكم أيها الأحبة صدق التمسك بالثقلين وصدق الوفاء للرسول الأعظم بالعمل بهذه الوصية وحفظ الثقلين الذين تركهما فينا سبيلاً وطريقاً للنجاة من الضلالة والوصول الى الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.