حديث الثقلين سنده ودلالته ق(36)
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. السلام عليكم ورحمة وبركاته لكم مشاهدينا الكرام، تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام ونلتقيكم في حلقة جديدة من برنامج الأطروحة المهدوية، عنوان حلقة الليلة: (حديث الثقلين سنده ودلالته، السادس والثلاثون) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد في البدأ بعد أن ذكرتم مجموعة من الشواهد في الحلقتين الماضيتين هل هناك شواهد ودلائل أخرى تثبت صحة هذا المقطع من حديث الثقلين أقصد قول رسول الله صلى الله عليه وآله (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض).
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع قلنا بأن هناك محاولات حثيثة لابن تيمية وأتباع ابن تيمية لأن يقولوا بأن هذا المقطع من حديث الثقلين وهو قوله صلى الله عليه وآله (وأنهما لن يفترقا) أي الكتاب والعترة أهل البيت (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) يقولون أن هذا المقطع من حديث الثقلين لم يثبت بسند صحيح يمكن الاحتجاج به، بحمد الله تعالى في الحلقتين السابقتين ولعله في حلقات سابقة أخرى أشرنا بشكل تفصيلي أن الأمر ليس كذلك وأن هناك طرق يمكن من خلالها تصحيح حديث الثقلين الذي اشتمل على هذا المقطع الأساسي والمحوري الذي يعد خلاصة حديث الثقلين ويعد لب حديث الثقلين كما سيتضح لاحقاً إن شاء الله تعالى عندما نقف عند فقه هذا الحديث المبارك المتفق عليه بين علماء المسلمين، في الحلقة السابقة يتذكر المشاهد الكريم قلنا بأن هناك طريقين أشار إليهما الطبراني في المعجم الكبير وقلنا أن كلا الطريقين صحيح بل يعد صحيح من الدرجة العالية جداً الذي لم يختلف فيه أحد يعني في رجال السندين، يتذكر المشاهد الكريم في الحلقة السابقة قلنا بأن هناك طريقين يشتركان في بعض الرجال ويختلف أحدهما عن الآخر في بعض من الرجال الاخر الذي أشرنا إليهم تفصيلاً فلا أحتاج الى الإعادة، ولكن الإضافة التي أريد أن أشير لها في هذه الليلة هو أن هذا الحديث أيضاً ورد بنفس السند الوارد في المعجم الكبير للطبراني، المشاهد الكريم يتذكر هذا الحديث ورد في (المعجم الكبير للطبراني المجلد الخامس، ص169 و 170) الرواية عن زيد بن أرقم قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) وكذلك الرواية رقم (4981) نص هذا الرواية أيضاً ورد في كتاب آخر وهو كتاب (المعرفة والتاريخ، ج1، ص295) تأليف أبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي المتوفى سنة 277هـ وضع حواشيه خليل المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 1419هـ الرواية هذه: (حدثنا يحيى) يحيى هو الشيخ الفسوي، يعني الفسوي ينقل الحديث عن شيخه قال: (حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال قال النبي أني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) هذا السند من جرير وحسن بن عبيد الله وأبو الضحى وزيد ابن ارقم تقدم في المعجم الكبير للطبراني فلا نحتاج الى أن نوثق، إذن نحتاج الى أن نوثق يحيى ونعرف من هو يحيى ونعرف صاحب الكتاب وهو الفسوي.
من هنا أنا أشير إليهما معاً، فيما يتعلق بالشخص الأول وهو صاحب الكتاب الفسوي في كتاب (الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، ج3) للحافظ الذهبي، تحقيق فريد عبد العزيز الجندي، دار الحديث، القاهرة، وقد اشرنا إليه في الأسبوع الماضي، رقم الترجمة 6384، يقول: (يعقوب بن سفيان أبو يوسف الفسوي الحافظ عن أبي عاصم وأبي نعيم وعنه النسائي والترمذي) هؤلاء ينقلون عنه (وعبد الله بن درستويه ثقة) إذن (ثقة مصنف خيّر صالح) أنا لا أتصور أننا نحتاج الى توثيق أوسع من هذا التوثيق، (ثقة مصنف خيّر صالح) هذا التوثيق الأول.
التوثيق الثاني: ما ورد في كتاب (تقريب التهذيب) لابن حجر العسقلاني، دار العاصمة للنشر والتوزيع، رقم الترجمة 7871، هذه عبارته، قال: (يعقوب بن سفيان الفارسي أبو يوسف الفسوي ثقة حافظ) إذن من الحفاظ ومن الموثوقين، إذن ما يرتبط بالفسوي وهو مؤلف ومصنف كتاب المعرفة والتأريخ أن الرجل صالح موثق.
الآن ننتقل الى شيخه يحيى، فيما يتعلق بيحيى أيضاً الكلام الكلام في (الكاشف، ج3، ص295) للذهبي، قال: (يحيى بن يحيى ابن بكر التميمي النيسابوري أبو زكريا أحد الأعلام عن مالك زهير بن معاوية وعنه البخاري ومسلم وداود بن الحسين البيهقي قال أحمد: ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثله) يعني مثل يحيى (وقال ابن راهويه ما رأيت مثله … ثبت فقيه صاحب حديث وليس بالمكثر جداً … نقل عنه البخاري ومسلم والترمذي). هذا فيما يتعلق بيحيى.
وكذلك نفس هذا الكلام نجده في (تقريب التهذيب، للعسقلاني، رقم الترجمة 7718، ص1069) قال: (يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التميمي أبو زكريا النيسابوري ريحانة نيسابور ثقة ثبت إمام).
أنا أتصور لا يحتاج الى بحث كثير أن نقف عند توثيقهما. والمهم في هذا النص أنا بودي أن المشاهد الكريم يلتفت.
المهم في هذا النص وبعد ذلك سأقف، الرواية لا يوجد فيها فقط (لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) بل فيها أيضاً (ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عز وجل وعترتي) إذن التمسك لا أذكركم الله في أهل بيتي كما في مسلم، بل فيه تمسك، فيه كما في نص آخر فيه أخذ. إذن هذا احفظوه سيأتي في مدلول وفقه الحديث.
بهذا يتبين لنا أن ما ذكرناه عن المعجم الكبير للطبراني وما جاء في المعرفة والتأريخ للفسوي روايات صحيحة السند لا مجال للتشكيك في سندها. بل نجد أن صاحب سلسلة الأحاديث الصحيحة، يعني العلامة الألباني يحاول في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج4، ص356 و 357) مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، أساساً العلامة الألباني يقول حتى الرواية التي فيها عطية العوفي الذي ناقشوا فيه وقالوا ضعيف لأنه شيعي نجد بأن العلامة الألباني يقول الرواية التي فيها عطية العوفي أيضاً حسنة يمكن الاستناد إليها. يقول: (وشاهد آخر من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري يقول: أني تارك … إلا وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض … وهو إسناد حسن في الشواهد). إذن حتى الرواية، طبعاً النصوص التي نقلناها عن ا لمعجم الكبير للطبراني والمعرفة والتأريخ للفسوي لا يوجد فيها عطية العوفي، ولكن حتى تلك أيضاً يمكن الأخذ بها.
بل نجد أن العلامة الألباني صحح هذه الرواية في موارد متعددة التي فيها مقطع (وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) انظروا الى هذا النص الوارد في كتاب (صحيح الجامع الصغير، ج1، ص482) للألباني، المكتب الإسلامي، قال: (ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما، صحيح). إذن العلامة الألباني يؤكد على صحة الحديث الذي فيه مقطع وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
بل نجد أن العلامة الألباني صحح ذلك في (صحيح سنن الترمذي، ج3، 543) للإمام الحافظ الترمذي، تأليف محمد ناصر الألباني، الرواية هذه (قال رسول الله أني تارك فيكم ما أن تمسكتم فيه) أيضاً فيه ما إن تمسكتم به (لن تضلوا أبداً أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي … ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما) انظروا ماذا يقول؟ يقول: (صحيح، صحيح صحيح).
وهنا أريد أن أؤكد على حقيقة لابد أن يلتفت إليها المشاهد الكريم بشكل دقيق وواضح، وهو أن العلامة الألباني إذا لم يكن هذا المقطع من الحديث صحيح كان ينبه عليه يقول إلا قوله كما يفعل في أحاديث أخرى أذكر منها بعض الشواهد.
في (صحيح سنن الترمذي، ج3، رقم الحديث 3599) بعد أن ينقل الحديث (الحمد لله على كل حال …) يقول: (صحيح دون قوله: والحمد لله). يقول كلمة كلمة صحيح إذا هذا صحيح يثبته وإلا فلا.
وذلك يقول ذلك في (ص480، رقم الحديث 3604) من الكتاب بعد أن ينقل الحديث: (ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له، فإما أن يعجل له في الدنيا وإما أن يدخر له في الآخرة وإما أن يكفر من ذنوبه بقدر ما دعا ما أن يدعو باسم أو قطيعة رحم أو يستعجل، قالوا يا رسول الله وكيف يستعجل، قال يقول: دعوت ربي فما استجاب لي … صحيح دون قوله: وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا).
وكذلك ما جاء في (ص483، رقم الحديث 3605) يقول: (دون الاصطفاء الأول).
وكذلك في (ص490) بعد أن ينقل الحديث (جاء اعرابي الى رسول الله فقال بما أعرف أنك نبي، قال: أن دعوت هذا العثق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله فدعاه رسول الله فجعل ينزل) يعني العثق (من النخلة حتى سقط الى النبي ثم قال رجع فعاد فاسلم الاعرابي) قال: (صحيح دون قوله فأسلم الاعرابي).
إذن عشرات الموارد يؤكد أن الحديث صحيح دون هذا المقطع، ولكنه عندما جاء الى هذا الحديث لم يقول دون قوله (أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) هذا معناه أن هذا المقطع صحيح من حديث الثقلين.
هذا مضافاً أن هناك طرق أخرى متعددة لتصحيح هذا الحديث، منها ما أشرنا إليه سابقاً وأذكر المشاهد فقط به، لأنه من هذه الحلقة والحلقات القادمة سندخل في فقه الحديث.
ما ورد في (شرح مشكل الآثار، ج5) تأليف الطحاوي المتوفى 321هـ مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية سنة 1427هـ، يقول الرواية (كما حدثنا أحمد بن شعيب) شيخ الطحاوي الذي هو النسائي (أخبرنا أحمد بن المثنى قال قال عن زيد بن أرقم) أؤكد أن كل هذه النصوص وردت عن زيد بن أرقم (قال لما رجع رسول الله عن حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحات … قال أبو جعفر هذا الحديث صحيح الإسناد لا طعن لأحد في أحد من رواته) ماذا يوجد فيه (فأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) إذن هذه القضية أيضاً نقلها علم من الأعلام وهو الإمام الطحاوي.
وكذلك كما أشرنا إليه سابقاً نقله ابن كثير المتوفى سنة 774هـ في (البداية والنهاية، ج7، ص668) دار عالم الكتب، قال: (فانظروا كيف تخلفوني فيهما فأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) يقول: (قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح) ولم يعلق عليه ابن كثير، يعني ابن كثير يعتبر هذا الحديث ويسلم بصحة هذا الحديث. إذن الى هنا اتضح لنا بشكل لا مجال للريب فيه أن الحديث حديث الثقلين المشتمل على قوله وأنهما لن يفترقا أو يتفرقا حتى يردا علي الحوض صحيح صحيح صحيح إلا عند ابن تيمية وأتباعه. أنا لا أعلم، أنا عندما أقول أن هذا الرجل ناصبي ينصب العداء لأهل البيت ومبغض لأهل البيت يقول لي البعض لماذا تتهم الرجل، يا أخي كل هؤلاء الأعلام صححوا هذه الرواية ولكنه هو عندما يصل الى هذه الرواية انظروا كيف يتعامل. طبعاً من الأعلام الآخرين الذين اشاروا إليه هو علامة بغداد وهو العلامة الالوسي في كتاب (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) في ذيل هذه الآية من سورة الأحزاب (إنما يريد الله) يقول: (وأنت تعلم أن ظاهر ما صح من قوله وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) إذن لا مجال للريب فيه. ولكن مع كل هذا تجد أن الشيخ ابن تيمية عندما يأتي الى هذا الحديث بهذا المقطع (منهاج السنة في نقض كلام الشيعة والقدرية) دار الفضيلة، حقوق الطبع محفوظة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تمت الإعادة دار الفضيلة المملكة العربية السعودية، ومع ذلك يخرج البعض … فقط أقول ليدققوا وينصفوا، هذه الكتاب كلها من هناك.
انظروا ماذا يقول الشيخ ابن تيمية في (منهاج السنة، ج4، ص400) وفي الطبعة الأخرى (ج7، ص394) يقول: (وأما قوله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فهذا رواه الترمذي وقد سُئل عنه أحمد فضعفه وضعفه غير واحد من أهل العلم وقالوا لا يصح) أما من قال؟! على الطريقة المعهودة التي يحاول أن يوهم المشاهد الكريم أن هذا الحديث لا أصل له.
إذن أتصور من حيث السند لا مجال للبحث في سند حديث الثقلين المشتمل على هذا المقطع الأساسي وهو قوله صلى الله عليه وآله (وأنهما) يعني الكتاب والعترة أهل البيت (وأنهما لن يفترقا أو يتفرقا حتى يردا علي الحوض).
المُقدَّم: لقد وضحتم القضية بما لا مجال للشك والريب، ولكن هنا سؤال يتعلق بهذا الموضوع، يقول البعض أن النص الوارد في صحيح مسلم أصح من النص الوارد في مسند أحمد وغيره من الأعلام الذين أشرتم إليه قبل قليل فما حقيقة هذا الأمر.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع هنا أنا بودي أن هذه القضية التي يحاول كثير من أتباع الشيخ ابن تيمية أو أتباع محمد بن عبد الوهاب يعني الوهابية المعاصرين لنا يحاولوا أن يركزوا أ، الحديث الوارد في صحيح مسلم هو أصح وأدق وأكثر اعتماداً ويمكن الاحتجاج به، أما تلك الأحاديث الواردة عند الذهبي وعند ابن كثير وعند شرح مشكل الآثار وعند الألباني والفسوي والطبراني والذهبي والحاكم وكل هؤلاء الأعلام، الأصح ما ورد في صحيح مسلم. طبعاً القضية أين تكمن؟ وأين تكون مهمة؟ هو أن الراوي لهذا الحديث هو شخص واحد عن الرسول صلى الله عليه وآله وهو زيد ابن أرقم، لو كان الراوي اثنان أو ثلاثة قلنا نقول هذا ينقل في واقعة وذاك ينقل في واقعة، ولكن الراوي شخص واحد وهذا ما نريد أن نقف عليه هذه الليلة، بودي أن المشاهد الكريم يدقق معي لأن القضية فيها مقدار من الدقة وتحتاج الى تدبر شديد ليتضح في النتيجة أن الحق مع ما ورد في صحيح مسلم أو ما ورد عند الذهبي وابن كثير والطحاوي الفسوي والطبراني والحاكم وغيرهم. جملة من الأعلام في هذا المجال.
تعالوا معاً لنقرأ هذا النص الوارد في صحيح مسلم، هذا النص وارد في (صحيح مسلم، ج4، ص226) الطبعة التي حققها الشيخ مسلم بن محمود بن عثمان السلفي الاثري، دار الخير، الطبعة الأولى سنة 1423هـ دمشق، سوريا، بيروت. رقم الحديث (2408) الرواية (حدثني يزيد بن حيان) احفظوا يزيد بن حيان (قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم الى زيد بن ارقم) ويتذكر المشاهد الكريم أن النصوص كلها قرأناها عن زيد بن أرقم (فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلقه لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: يا ابن أخي والله لقد كبر سني وقدم عهدي) هذا احفظوه أيضاً، أن زيد بن أرقم أنه على ذكر كامل أو لا؟ لا، كبر سني وقدم عهدي. (ونسيت) إذن أيضاً يصرح بأني أنقل لكم الرواية ولكن ليس بالضرورة أني أنقل لكم الرواية كاملة (ونسيت بعض الذي أعيه) الذي كنت أحفظه من رسول الله صلى الله عليه وآله (فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه) لا تطلبوا مني أكثر لأني نسيت كثيراً من الحقائق (ثم قال) زيد بن أرقم (قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً) إذن يتكلم عن حادثة غدير خم، وهذه قضية واضحة، وهنا بودي أن يشار أنه هذه النكتة احفظوها، إذن النكتة الأولى أن الرواية عن يزيد بن حيان، النكتة الثانية أنه قد نسي، النكتة الثالثة أنها مرتبطة بغدير خم (بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب) يعني أني الموت والانتقال الى العالم الآخر (وأنا تارك فيكم ثقلين) احفظوا هذا أيضاً (أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله) من الواضح أن فحث على كتاب الله هذا ليس من كلام زيد وإنما من كلام الراوي أو كلام مسلم، لا أعلم، ولكنه الرواية إذن هذا يكشف لنا أن الرواية منقولة كاملة أو منقولة بالمعنى؟ (فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي) هذا النص الذي قرأناه للأعزاء بودي أن المشاهد الكريم يلتفت هنا يوجد إصرار من ابن تيمية أن النص الصحيح أي نص؟ هو النص الوارد في مسلم، أما النصوص الأخرى فهي لا تصح. وتبعه على ذلك الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقاته على مسند الإمام فلذا تجدون بأنه الشيخ ابن تيمية في (منهاج السنة، ج4، ص300) يصر على هذه القضية بشكل واضح وصريح ويقول بأن النص الصحيح هو هذا، يقول: (أن لفظ الحديث الذي في صحيح مسلم … فحث على … وهذا اللفظ يدل على أن الذي أمرنا بالتمسك به وجعل المتمسك به لا يضل هو كتاب الله) لا أنه كتاب الله وعترتي. إذن هو كل إصراره يريد أن ينفي وجوب التمسك بهما. ما إن تمسكتم بهما، وأن ينفي أن التمسك بأهل البيت ينجي من الضلالة، مع أنه عندما نقرأ الرواية الواردة في صحيح سنن الترمذي يقول: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي) هناك الحديث جعل التمسك بهما لن تضلوا … ولكنه يصر على أن القضية مرتبطة بالكتاب فقط أما أهل البيت فليس إلا …
وهذا المعنى أيضاً أكده يعني نفس هذا النهج حاول أن يسير عليه العلامة الأرنؤوط في (مسند الإمام أحمد، ج17، ص175) مؤسسة الرسالة، يقول: (قلنا وقد ورد التصريح بأن المراد من قوله وعترته هو وجوب مراعاتهم ومحبتهم واجتناب ما يسوءهم والاحتراز عما يؤذيهم في حديث زيد بن أرقم عند مسلم) إذن كلهم يؤكدون أن الصحيح ما في مسلم، لماذا؟ حتى يضيعوا علينا ما إن تمسكتم أو ما إن أخذتم ولن تضلوا ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
السؤال المطروح هنا: واقعاً النص الوارد عند مسلم أدق وهذه واقعاً مسألة مهمة أولئك الذين يبحثون عن الحقيقة أيها المسلمون في العالم الذين تبحثون عن الحقيقة التفتوا الى ما أقوله لكم هذه الليلة في هذه المسألة. لا تقولوا أنه في صحيح مسلم. نعم، صحيح مسلم، ولكن يخطأ مسلم وعندنا شواهد كثيرة أن كثير من علماء الوهابية قالوا أن مسلم يخطأ وأنه أخطأ في كذا وأخطأ في كذا، ولعله إن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم سأشير الى الموارد التي أخطأ فيها مسلم.
المهم أريد من القرائن الموجودة أن أتعرف بأن الحق مع هذا النص أو مع تلك النصوص.
هنا عدة شواهد تثبت لنا بأن النص الذي ورد عن زيد بن أرقم في (شرح مشكل الآثار) أو في الفسوي أو في الطبراني أو الحاكم أو الذهبي أو ابن كثير أو الألباني وغيرهم أدق وأصح مما ورد في صحيح مسلم. بأي قرينة؟
أولاً: أننا لابد أن نعلم أن الواقعة واحدة وليست متعددة كما أن الراوي واحد، يعني أنه تكلم في غدير خم لم يتكلم رسول الله في غدير خم في عمره إلا في مرة واحدة، إذن لا يمكن لأحد أن يقول أن زيد بن أرقم لعله نقل الرواية عن واقعتين، لا لا، هي حادثة واحدة والشاهد على ما أقول أمامكم أعزائي هذا كتاب (شرح مشكل الآثار، ص18) للإمام الطحاوي، قال: (زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله عن حجة الوداع ونزل بغدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال كأني دعيت فأجبت) نفس ما قرأناها عن صحيح مسلم (أني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر …) إذن الواقعة واقعة واحدة وليست واقعة متعددة، هذه النكتة الأولى.
النكتة الثانية أن هذه الواقعة بالنصوص الصحيحة لم يسمعها زيد بن أرقم فقط، بل سمعها العشرات بتعبير بعض الروايات ثلاثون وبعض الروايات ناس كثير. أريد أن أنقل فقط من سمعها لأن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، سلام الله عليك يا إمام التوحيد، الإمام أمير المؤمنين في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج4، ص330 و 331) يقول: (جمع علي) لماذا ننقل من هنا، أنا أفضل أن أنقله من (مسند الإمام أحمد، ج32، ص56). بتحقيق الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الرواية: (جمع علي رضي الله عنه الناس في الرحبة ثم قال لهم: أنشد الله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس) إذن ليس زيد بن أرقم فقط (وقال … فقام ناس كثير) إذن بعض يقول ثلاثون وبعض يقول ناس كثير. (فشهدوا حين أخذه بيده فقال للناس أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا: نعم، يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاده، قال) الراوي (فخرجت وكأن في نفسي شيئاً فلقيت زيد بن أرقم فقلت له أني سمعت علياً يقول كذا وكذا. قال: فما تنكر قد سمعت رسول الله يقول ذلك) إذن هنا بشكل واضح وصريح يؤكد زيد بن أرقم أنه سمعه ولا كبرت ولا نسيت ولا ولا ولا … إذن الشاهد الثاني. إذن من هنا يتضح لنا بأن الواقعة واحدة وليست متعددة.
النقطة الثانية أن الذين نقلوا الرواية بهذا النوع هل هم واحد أم كثيرون، ثلاثون أو يزيدون على ذلك. وبهذا يتضح … عندما نأتي الى نص مسلم ماذا يقول مسلم فيه؟ ماذا قرأنا في نص مسلم؟ يقول: (كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعيه) وهناك بالجزم يقول ذاك، وما تنكر من هذا. بينكم وبين الله أنا اريد أن أسأل المشاهد الكريم وأسأل أهل العلم وأهل التحقيق وأهل الإنصاف أيهما أدق ذاك الذي قول نسيت وكبرت سني وقدم عهدي فلا تكلفوني ما لا أعلم، أو المكان الذي يقول مما لا مجال فيه للشك والريب ونحو ذلك. فلذا نجد في نص آخر الذي ينقله (شرح مشكل الآثار) للطحاوي يقول: (فقلت لزيد سمعته من رسول الله) يعني أنه قال لعلي (فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه باذنيه) يعني هؤلاء الثلاثون لا أقل، هؤلاء الناس الكثيرون الذين وصل إليهم صوت رسول الله. أنا لا أعلم كيف يمكن مع كل هذا نقول أن النص الوارد في صحيح مسلم مقدم على النص الوارد عن هؤلاء الأعلام، مع أن هذا ينقل عن العشرات وذاك ينقل كبرت سني وغيره. ثم هناك نكتة أخرى أنه في مسند أحمد توجد تتمة لهذه الرواية تؤكد صحة الرواية الواردة عند هؤلاء الأعلام لا ما ورد في صحيح مسلم. القضية دقيقة وعميقة كما قلت بودي أن تلتفتوا إليها، عندما نرجع الى ما ورد في (مسند الإمام أحمد، ج32، ص13) ينقل أي رواية؟ الرواية رقم (19265) وفي (ص13، ج32، رقم الرواية 19266): (قال يزيد بن حيان) الذي ذكر في صحيح مسلم، ويقول العلامة الأرنؤوط هو موصول بإسناد سابقه، نفس الحديث ولكنه مسلم ماذا فعل؟ لا تروق له. سأقول لماذا لا تروق له. انظروا الى الرواية، يقول: (حدثني يزيد بن حيان) التفتوا في صحيح مسلم الرواية عن يزيد بن حيان، تعالوا معنا الى مسند الإمام أحمد، ج32، ص13 انظروا ماذا يقول: (قال يزيد بن حيان) نفسه الذي أشرنا إليه (قال يزيد بن حيان) ماذا يقول الأرنؤوط؟ يقول: (هو موصول بإسناد سابقه) يعني هذا المقطع من الكلام بنفس السند الوارد هناك. سؤال: يا مسلم لماذا جزأت الرواية مع أن السند واحد، فإما أن السند صحيح كان ينبغي أن تنقل كل الرواية وإما أن السند ضعيف فكان ينبعي أن تترك كل الرواية! هذا هو الإنصاف العلمي والأمانة العلمية، وأنا لا أقول من عندي، انظروا العلامة الأرنؤوط يقول: (هو موصول بإسناد سابقه) يعني من حيث السند سند واحد.
سؤال: لماذا أنت الذي يقال عنك أصح كتابين بعد كتاب الله صحيح البخاري وصحيح مسلم، لماذا تبعضون في متن واحد مع أن السند سند واحد، فإما جميعه صحيح وإما جميعه ضعيف، انظر ما هي المشكلة؟ الله أعلم أنا الآن لا أتهم نفس مسلم، لعله تلاعبوا بكتابه بعد ذلك، لعل بعد مسلم عندما طبعت هذه الطبعات المتعددة هنا وهناك وهم أعداء آل محمد حاولوا أن يتلاعبوا بالكتاب. قال: (حدثنا زيد بن أرقم في مجلسه ذلك) هذا المجلس الذي … (قال بعث إلي عبيد الله بن زياد).
المُقدَّم: إذن القضية أموية.
سماحة السيد كمال الحيدري: التفتوا الى منشأ القضية (فقال ما أحاديث تحدثها وترويها عن رسول الله صلى الله عليه وآله لا نجدها في كتاب الله عز وجل) صار عبيد الله بن زياد عالم بالكتاب يريد أن يحقق مع زيد بن أرقم. (تحدث أن له حوضاً في الجنة) سؤال هذا الحديث الذي قرأناه عن مسلم ليس فيه وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. إذن تبين أن زيد بن أرقم كان ناقل للنص الذي وأنها لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ولكنه لا توجد في مسلم. هذه هي الأمانة العلمية التي يدعونها لكتبهم الأساسية، يقول: (تحدث بأن له حوضاً في الجنة) سؤال: هذا أمامكم في صحيح مسلم، قال: (يا ابن أخي … إنما أنا بشرك … ثم قال أذكرك الله بأهل بيتي) لا فيها حوض ولا لن يفترقا، إذن تبين أن زيد كان قد نقل النص الذي فيه (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) فاعترض عليه عبيد الله بن زياد قال لم نجد في كتاب الله. قال زيد: (قد حدثناه رسول الله) رسول الله حدثنا ذلك وليس من عندنا (ووعدنا) ووعد بأنه على الحوض يلتقينا. (قال: كذبت) عبيد الله بن زياد يقول لزيد بن أرقم (ولكنك شيخ قد خرفت) من يقول؟ عبيد الله (قال: أني قد سمعته اذناي) هنا لا يقول لا نسيت ولا قدم عهدي، هنا بكامل قواه العقلية، ومن هنا يتضح بأن هناك تلاعب بهذه الرواية، ولعله المسكين زيد بن أرقم لم يقل. هذه الأمانة العلمية، أنا لا أنقل من مصدر آخر بل أنقل من (مسند الإمام أحمد، ج32، رقم الحديث 19266) مسكين نسبوا إليه في صحيح مسلم أنه قال أني نسيت وقدم عهدي وكذا، وأن الحديث الذي نقله هو حديث (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) فلذا اعترض عليه عبيد الله بن زياد، (ولكنك شيخ قد خرفت، قال: أني قد سمعته اذناي ووعاه قلبي من رسول الله) (قال: من كذب علي متعمداً فيتبوء مقعده من جهنم) كيف أنا أكذب على رسول الله (وما كذبت على رسول الله وحدثنا زيد في مجلسه قال: …).
إذن هذه القرينة الأخرى تبين أن زيد نقل الرواية التي فيها لفظ (الحوض) ولذا اعترض عليه. صحيح مسلم لا يوجد فيها لفظ الحوض على الإطلاق، وهي موصولة بنفس الرواية ونفس الحادثة ونفس الراوي ونفس الواقعة.
إذن الواقعة واحدة والراوي واحد والمجلس واحد ولكنه يعترض عليه عبيد … ولذا وجدت في صحيح مسلم أنه إذا ينقل تتمة الرواية سيتضح أن هذه الرواية متنها غير دقيق، فحذفت تتمة الرواية.
الله يعلم حتى أكون دقيقاً عند المشاهد لا أريد أن أتهم مسلم.
المُقدَّم: وما يؤكد التلاعب أنه يقول فحث على …
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا معناه أنه نقل بالمعنى.
قرينة أخرى وهو أنه في هذه الروايات التي قرأناها أن رسول الله جمع بين حديث الثقلين وبين حديث الغدير، قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه. ولكن هذا ما لا نجده في صحيح مسلم. أين ذهبت هذه؟ مع أن الواقعة واحدة، الجميع يعلم أن الواقعة واحدة والراوي أيضاً واحد، ويقول سمعه الجميع. إذن أين ذهب؟ لا أعلم.
والشاهد على أنه في صحيح مسلم هذه الرواية التي تنقل، الآن لا أعلم من تلاعب بصحيح مسلم هو الرجل تلاعب بالروايات لا أعلم الذين طبعوا هذه الكتب تلاعبوا، أن صحيح مسلم نقل الرواية في فضائل علي بن أبي طالب، وهذا الحديث لا علاقة له بعلي بن أبي طالب بل بأهل البيت. الرواية واردة في فضائل علي بن أبي طالب، وهنا عندما نقرأ الرواية (وأذكركم الله بأهل بيتي) إذن ليست مختصة بعلي، إذن يظهر أن مسلم إما غفل وإما لا، المسكين كان نقل الرواية كما هي موجودة في النصوص الصحيحة وجاء التلاعب بعد ذلك. وذكرت ونقلت بالمعنى وهذا الذي يتمسك به الوهابية المعاصرون، علماء الوهابية يصرون على هذا الحديث، مع أنه واضح فيه نقاط الضعف التي أشرنا إليها.
وتبقى قرينة أخيرة وهي أن النبي صلى الله عليه وآله هذه عبارته، التفتوا ماذا يقول. يقول: (تركت فيكم ثقلين) إذا كان ثقلين لماذا فقط يجب التمسك بالكتاب ولا يجب التمسك بالعترة، فلا يوجد ثقل، محبة ومودة موجودة لكل المسلمين. إذن عندما عبر عنهما عن الكتاب والعترة بالثقلين إذن أحدهما في عرض الآخر وأحدهما عدل للآخر فإذا كان يجب التمسك بأحدهما فيجب التمسك بالآخر، إذا يجب الأخذ بأحدهما فيجب الأخذ بالآخر، إذا كان أحدهما ينجي من الضلالة فالآخر ينجي من الضلالة أيضاً. لماذا صار الكتاب فقط يجب التمسك به. إذن مجموعة هذه القرائن توصلنا الى نتيجة أن الصحيح هو ما ورد في مسند الإمام أحمد وغير مسند الإمام أحمد.
المُقدَّم: وحتى مسلم يقول (أهل بيتي) ثم يبدأ التلاعب، إذن ماذا تعطف على كتاب الله. معنا الأخ علي من المانيا.
الأخ علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ علي: من ناحية حديث الثقلين لا مجال للتشكيك فيه، لكن أتباع ابن تيمية والوهابية يريدون أن يفصلوا أهل البيت من القرآن فيثبتوا للمسلمين والعياذ بالله أن أهل البيت لا يفسرون القرآن ولا يعلمون تفسير القرآن الصحيح، وأنا أقول للوهابية اقرأ كتاب الصواعق الذي هو رداً على الوهابية، عندي طلب آخر، عندي أسئلة كثيرة يسألوني إياها، يقولون أنتم أيها الشيعة تقولون في كتبكم أن الإمام علي مخلوق …
المُقدَّم: الأخ أبو أحمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو أحمد: أنا أسأل عن كلامك عن صحيح مسلم، يعني مسلم رحمه الله لو كان حياً لكان يرد عليك، لكن الآن يا شيخ يعني لو وسعت صدرك معي …
المُقدَّم: سماحة السيد يعارض ما في صحيح مسلم مع ما في الكتب الأخرى.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا عارضت ما في صحيح مسلم بما كذبه العلامة الألباني، العلامة الألباني يقول هذه الرواية الواردة عن زيد بن أرقم هذه هي الصحيحة ولكن مسلم هكذا يقول، ماذا أقول؟ أيهما أصحح، والأمر إليك. أعزائي أولاً نحن لا نتكلم عن القضية ميت، أنتم العلماء الذين تدافعون يعني أنتم الوهابية أتباع محمد بن عبد الوهاب وأتباع ابن تيمية أنكم تدافعون عن صحيح مسلم، دافعوا عنه، أنا ذكرت مجموعة من القرائن التي تثبت بشكل واضح وصريح أن النص الوارد في الكتب الأخرى اصح من هذا النص الوارد هنا، هذه أمامكم عبارة من؟ يقول: (جمع علي أتعلمون … فخرجت فلقيت زيد بن أرقم) هذا في (سلسلة الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني) يقول: (فخرجت فلقيت زيد فقلت له أني سمعت علياً يقول … قال: فما تنكر قد سمعت رسول الله يقول ذلك له). هذا أولاً. وثانياً أنا لم أنقل من عندي بل نقلت من مسند الإمام أحمد في ص13 أن السند واحد، إذن لماذا قطعت الرواية؟ (قال يزيد بن حيان هو موصول بإسناد سابقه) وهو يقول بأنه إسناد صحيح على شرط مسلم. هذا أمامكم في (ص11) ينقل الرواية ثم يقول: (إسناده صحيح على شرط مسلم) يقول: (وقال وهو موصول بإسناد سابقه) إذن لماذا مسلم قطّع الرواية، هناك احتمالان: أما أن مسلم تلاعب وهذا لا أعلمه، وإما أن الذين جاءوا وطبعوا هذه الكتب بعد ذلك فرقوا هذه وضيعوا الحقيقة ونقلوه بالمعنى.
المُقدَّم: (يكتمون الحق وهم يعلمون) وهذا كتمان للحق ولابد من إظهاره.
معنا الأخ محمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: لماذا يتعاملون مع مسلم بأنه معصوم، وينكرون العصمة لاهل البيت سلام الله عليه وفي الآية الشريفة دلالة على عصمة أهل البيت.
المُقدَّم: معنا الأخ عبد الكريم من الجزائر، تفضلوا.
الأخ عبد الكريم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد الكريم: كأن الشيخ يقرر سياسة الحكومات الإسلامية الأموية والعباسية … نحن في الجزائر نحب أهل البيت …
سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز ليس الكلام في محبة أهل البيت، بل الكلام في وجوب التمسك والأخذ منهم لا من غيرهم. لماذا تخلطون الأبحاث، ليس البحث في أنهم يحبون، أتباع محمد بن عبد الوهاب ونفسه ابن تيمية يقول أنا أحب أهل البيت، أما أنه صادق أو ليس بصادق فهذا بينه وبين ربه، الكلام ليس في المحبة والمودة وليس في الاحترام، الكلام (ما إن تمسكتم، ما إن أخذتم لن تضلوا). لا تخلطوا بين بحث المحبة وبين وجوب الأخذ والاقتداء بهم.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الأسبوع القادم سندخل في فقه ودلالة الحديث.
المُقدَّم: جزاكم الله خيراً قد كشفت اللثام عن هذه الحقيقة نسأل الله أن ينفع بها العباد، شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.