حديث الثقلين سنده ودلالته ق(38)
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين، عظم الله أجوركم وأعظمها مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية بذكرى شهادة سيد نساء أهل الجنة وسيد نساء العالمين من الأولين والآخرين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها التي تصادف هذه الأيام، نسأل الله تبارك وتعالى أن يحشرنا معها وأن يرزقنا شفاعة أبيها وشفاعة بعلها وشفاعتها وشفاعة المعصومين من ذريتها وبينها، نحييكم أطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج الأطروحة المهدوية عنوان هذه الحلقة (حديث الثقلين سنده ودلالته القسم الثامن والثلاثون) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلا ومرحباً بكم.
المُقدَّم: سماحة السيد نسأل الله أن يعظم الأجر والثواب، في المقدمة قد يقال أن الرواية إذا وردت في صحيح البخاري وصحيح مسلم فتكون مقدمة على ما يعارضها في غيرهما من الصحاح والمسانيد، فما هو تعليقكم على ذلك.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.
نحن نعيش هذه الذكرى الأليمة وهي ذكرى شهادة سيدة نساء العالمين الزهراء البتول الصديقة الكبرى، كان بودي أنه في هذه الليلة أن نقف على بعض ظلاماتها سلام الله عليه وعلى بعض مقاماتها عليها أفضل الصلاة والسلام، ولكن باعتبار أنها ليلة واحدة ولا يمكن إتمام البحث في ليلة واحدة ولذا أرجو الله سبحانه وتعالى أن أوفق في فرصة أخرى أن أقف على هذه الحقيقة التأريخية وعلى ما ورد في مقامات ودرجات سيدة نساء العالمين في كتب علماء أهل السنة والجماعة. واقعاً لا أريد أن أستند إلى الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت في كتبنا ومصادرنا، وإنما أكتفي سواء ما يتعلق بظلامتها التأريخية أو ما يتعلق بمقاماتها ودرجاتها في كتب علماء أهل السنة والجماعة، ارجو الله سبحانه وتعالى أن أوفق لهذه المهمة.
أما فيما يتعلق بسؤال الأخ الدكتور أنه أساساً قد يقال وقد قيل هذا المعنى أنه أنتم تقولون أن حديث الثقلين ورد بصيغ أخرى في غير صحيح مسلم، من هنا قد يقال بأنه نحن نقدم الصيغة الواردة في صحيح مسلم ولا يوجد في هذه الصيغة لا قوله صلى الله عليه وآله (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) ولا غير ذلك من المقاطع المهمة التي تريدون الاستدلال بها، كل ما ورد في صحيح مسلم (أذكركم الله بأهل بيتي) وهذا لا يدل على شيء جديد ووصية جديدة وأمر جديد كما أشرنا إلى ذلك، وإذا وقع التعارض بين ما ورد في صحيح مسلم وبين ما ورد في غيره فالذي يقدم هو ما ورد في صحيح مسلم باعتبار أن ما ورد في صحيحي البخاري ومسلم أصح سنداً وأدق لفظاً ومتناً.
طبعاً هذه القضية في هذه الليلة وفي هذه الحلقة ولعله في الحلقة القادمة يؤدي بنا الى أن نقف قليلاً عند هذه المقولة التي يحاول البعض أن يسوقها فكرياً وعقدياً وثقافياً من أنه كل ما ورد في صحيح مسلم فهو صحيح وأنه لا يمكن المناقشة في النصوص التي وردت في الصحيحين أي في صحيح البخاري وصحيح مسلم، ولعل هذا المعنى نستطيع أن نجده في بعض الكلمات من المتقدمين والمتأخرين منها ما ورد في كتاب (صحيح مسلم، ج1، ص135) بشرح الإمام محيي الدين النووي المتوفى 676هـ المسمى المنهاج، حقق أصوله وخرجه أحاديثه الشيخ خليل مأمون شيحة، دار المعرفة، بيروت، لبنان، الطبعة الخامسة عشر سنة 1429هـ قال: (فصل في حكم أحاديث صحيح مسلم: قال الشيخ أبو عمر ابن الصلاح: جميع ما حكم مسلم بصحته في هذا الكتاب فهو مقطوع بصحته والعلم النظري حاصل بصحته في نفس الأمر) يعني لا أنه هو مقطوع بصحته نحن أيضاً حصل لنا علم بأن كل ما ورد في صحيح مسلم بأنه مقطوع به (وهكذا ما حكم البخاري بصحته في كتابه وذلك لأن الأمة تلقت ذلك بالقبول سوى من لا يعتد بخلافه ووفاقه في الإجماع) يقول يوجد هناك من خالف أو وافق إلا أنه لا وفاقه مؤثر ولا مخالفه مؤثر.
إذن على هذا الأساس كل ما ورد في هذين الكتابين وهما المسميان بصحيح البخاري وصحيح مسلم فهو مقطوع الصدور ومتواتر، لأن الأمة تلقت ذلك بالقبول، هذا مورد.
وكذلك ما ورد في كتاب (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث، ج1، ص124) طبعاً اختصار علوم الحديث هو للحافظ ابن كثير، شرحه العلامة أحمد محمد شاكر، قال: (الحق الذي لا مرية فيه عند أهل العلم بالحديث من المحققين ومن اهتدى بهديهم وتبعهم على بصيرة من الأمر أن أحاديث الصحيحين صحيحة كلها) بلا استثناء، (ليس في واحد منها مطعن أو ضعف) لا يمكن الطعن أو الضعف في أ حد منها أشار إلى أنها ضعيفة أو قابلة للطعن، وكلمات من هذا القبيل.
ومن هنا أنتم تجدون في الآونة الأخيرة هناك محاولات حثيثة أنهم يعطوا حريم وقدسية لهذين الكتابين ليصححوا كل ما في هذين الكتابين.
وفي هذه الليلة لأن البحث يرتبط بحديث الثقلين، كما قلنا أن حديث الثقلين ورد في صحيح مسلم بهذه الصيغة، طبعاً حديث الثقلين لم يرد في صحيح البخاري على الإطلاق. نعم، ورد في صحيح مسلم بالصيغة التي قرأناها ونحن شككنا في صحة مثل هذه الصيغة.
نريد أن نرى ونقف في هذه الليلة لنرى بأن هذا التشكيك الذي ذكرناه لصيغة حديث الثقلين في صحيح مسلم هل نحن ننفرد بذلك أو أن هناك جملة من كبار علماء المسلمين ناقشوا وضعفوا وطعنوا في جملة من أحاديث الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم.
وفي هذه الليلة أحاول أن أشير الى بعض الأعلام بعضهم من المتقدمين وبعضهم من المتأخرين.
الشخص الأول الذي سوف اشير له وقد قام بعمل جبار في هذا المجال هو الإمام دارقطني، ولكنه قبل أن أشير الى ماذا فعل هذا الرجل في هذا المجال بودي أن أشير الى قضية محورية وهي أن من أهم معارف أو علوم الحديث أو علم الحديث من أهم تلك العلوم علم علل الحديث هذا الذي أشرنا له بالأمس في مطارحات في العقيدة وقلنا أن هذا غير علم أسانيد الحديث وإنما هذا علم العلل القادحة في صحة الحديث، يعني كأن يكون الرواية مرسلة ولكن الراوي ينقلها بشكل أنها مسندة، كأن تكون الرواية مقطوعة، كأن تكون الرواية من سيء الحفظ الى غير ذلك، هذه كلها مرتبطة بعلم علل الحديث وهو من أجل علوم علم الحديث.
هذا المعنى بشكل واضح وصريح أشار إليه الشيخ ابن تيمية في كتابه (مجموعة الفتاوى، ج13، ص189) ونسخة أخرى (ج13، ص353) يقول: (وكما أنهم يستشهدون ويعتبرون بحديث الذي فيه سوء حفظ فأنهم أيضاً يضعفون من حديث الثقة الصدوق الضابط أشياء تبين لهم أنه غلط فيها) مع أنه ضابط وثقة ولكنه هناك علم آخر هو علم علل الحديث (ويسمون هذا علم علل الحديث وهو من أشرف علومهم) من أشرف علوم علم الحديث بحيث يكون الحديث قد رواه ثقة وضابط وغلط فيه مع أنه ثقة والإسناد صحيح مع ذلك في الحديث علة قادحة تسقط اعتبار الحديث وصحة الحديث.
إذن هذه القضية جداً مهمة.
إذا اتضح هذا العلم اتفقت كلمة المحققين من علماء الحديث أن الدارقطني يعد أحد كبار أئمة علم علل الحديث، أنا إنماأعرف الدراقطني حتى يتضح أن هذا الرجل تخصصه في أي جهة. ولذا في (سير أعلام النبلاء، ج16، ص449 و 450) للذهبي عندما يأتي لترجمة الإمام الدارقطني، يقول: (الدارقطني الإمام الحافظ شيخ الإسلام علم الجهابذة أبو الحسن … البغدادي من أهل محلة دار القطن ببغداد … وكان من بحور العلم ومن أئمة الدنيا انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله). واقعاً بلغ القمة في هذا المجال مع التقدم (قال أبو عبد الله الحاكم أبو الحسن صار واحد عصره بالحفظ والفهم والروع.
إذن هذا الرجل يعد من كبار الأئمة في معرفة علل الحديث، وهذا ما قبله أيضاً أولئك الذين يتبعون آراء ابن تيمية في هذا المجال، هذا ما صرح به الشيخ ابن تيمية أن الإمام الدارقطني يعد من أئمة علم علل الحديث، هذا المعنى بشكل واضح وصريح جاء في (مجموعة الفتاوى لابن تيمية، ج18، ص14) قال: (وهذا الذي يسمى معرفة علل الحديث يكون الحديث إسناده في الظاهر جيداً ولكن عرف من طريق آخر أن راويه غلط) كان غالطاً (فرفعه وهو موقوف أو أسنده وهو مرسل أو دخل عليه حديث في حديث) تداخلت عنده الأحاديث (وهذا فن شريف وكان يحيى بن سعيد الأنصاري ثم صاحبه علي بن المديني ثم البخاري من أعلم الناس به وكذلك الإمام أحمد وأبو حاتم) الرازي (وكذلك النسائي والدارقطني) إذن يعده من أئمة هذا العلم.
السؤال المطروح هنا: هذا الرجل الذي يعد من الأئمة.
المُقدَم: على مستوى البخاري.
سماحة السيد كمال الحيدري: بل أعلم منهم في هذا المجال ويقر له في هذا المجال، السؤال المطروح: هل أن هذا الرجل عندما جاء هذا الإمام المحقق الكبير عندما جاء الى كتابي البخاري ومسلم هل قبل أن كل ما فيهما صحيح ولا توجد في الروايات التي نقلها البخاري ومسلم علة قادحة أو لا؟
من كتبه الأساسية في هذا المجال وأنا أنصح أهل العلم بالرجوع الى هذا الكتاب، من كتبه الأساسية (الإلزامات والتتبع) تصنيف الإمام الحافظ أبي الدارقطني، المتوفى 385هـ تحقيق العلامة الوادعي علامة اليمن المعروف المتوفى 1422هـ دار الآثار للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة سنة 1430هـ اليمن صنعاء. ينقسم الكتاب الى قسمين القسم الأول هو الإلزامات يعني ما ألزم به البخاري ومسلم من الروايات التي على شرطهما ولم يخرجاها من قبيل العمل الذي قام الحاكم النيسابوري في المستدرك، أيضاً الإلزامات يعني إلزام البخاري ومسلم، والقسم الثاني من الكتاب هو التتبع، ما هو مقصوده من التتبع؟ في (ص209) يقول: (قال الإمام الحافظ أبو الحسن الدارقطني قال: ابتداء ذكر أحاديث معلولة) يعني فيها علل أو علة قادحة أما علة واحدة أو أكثر من واحدة (اشتمل عليها كتاب البخاري ومسلم أو أحدهما بينت عللها والصواب منها) ثم يبدأ من ص210 من الكتاب الحديث رقم 1 الى ص564 من الكتاب 218 حديث موجود في صحيح البخاري ومسلم فيها علل قادحة، من إمام كالدارقطني.
ومع ذلك تجد أن البعض يحاول أنه عندما تصل القضية الى البخاري ومسلم وكأننا وصلنا الى كتاب الله ولا يوجد مجال للحديث، هذا الذي يحاولون أن يثقفوا الأمة علينا، وأنا عندي يقين أن أولئك الذين يحاولون ذلك لهم مآرب هناك قضايا يريدون الوصول إليها، لأن كثير من الأحاديث الواردة في فضائل بني أمية في هذين الكتابين طعن بها الكثير من العلماء، ولكنهم يعلمون أنهم إذا فتحوا باب الإشكال والطعن والتضعيف هذه الأحاديث وسوف نشير الى بعض المصاديق إذا سمح لنا الوقت.
ولذا الأخوة الذين يريدوا المراجعة يراجعوا، 218 رواية أشار لها الدارقطني وجعلها معلولة من حيث الإسناد.
السؤال المطروح: هل وافق العلامة الأرنؤوط على ذلك؟
نعم، العلامة في تحقيق كتاب (الموسوعة الحديثية) تقدمها مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر، ويشرف على إصدارها معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، (سنن الدارقطني، ص27) تأليف الدارقطني والتعليق عليها شعيب الأرنؤوط، الطبعة الأولى سنة 1424هـ قال: (من كتبه كتاب التتبع) من كتب الإمام الدارقطني (وهو كتاب وضعه الداقطني تتبع فيه البخاري ومسلماً في أحاديث أخرجاها في صحيحيهما، بين ذلك في مقدمته فقال: ابتداء ذكر أحاديث معلولة) هذا الذي قرأناه (وعدة الأحاديث التي تتبعهما فيهما مئتا حديث وحديثان) ولكنا قرأنا 218 حديثاً وهذا ليس مهماً (وليس وحده) التفتوا الى هذه الجملة من محقق كبير كشعيب الأرنؤوط (ولكنه ليس وحده من انتقدهما في بعض أحاديثهما) لم ينفرد الدارقطني حتى يقال وقد شذ الدارقطني لا ابداً (بل استدرك عليهما) يعني على البخاري ومسلم (كذلك أبو مسعود الدمشقي وأبو علي الغساني في جزء العلل من التقييد وعبد الغني بن سعيد والخطيب البغدادي والإسماعيلي والنووي وغيرهم).
إذن القضية كانت من مسلمات فكر علماء الحديث أن ما ورد في كتابي مسلم والبخاري ليس خارجاً عن دائرة النقد سواء النقد السندي أو النقد المضموني والدلالي وقد أجيب عن ذلك، نعم هناك محاولات حثيثة للجواب عن ذلك، ومن هذه المحاولات ما حاوله الحافظ ابن حجر العسقلاني في (هدي الساري مقدمة صحيح البخاري، ج2، ص923) يقول: (في سياق الأحاديث التي انتقدها علي حافظ عصره أبو الحسن الدارقطني وغيره من النقاد وإيرادها حديثاً حديثاً على سياق الكتاب …) فيستعرض حدود 108 رواية المرتبطة بصحيح البخاري ويحاول بشق الأنفس أن يدافع عنها ولكنها في آخر المطاف يقر بأنه لا يمكن الدفاع عنها جميعاً يعني في النتيجة وافق الدارقطني في بعض الموارد وهذا ما قاله بشكل واضح وصريح في (ص1000) من الكتاب قال: (هذا جميع ما تعقبه … وليست كلها قادحة بل أكثرها الجواب عنها ظاهر والقدح فيها مندفع وبعضها الجواب عنه محتمل) يعني لا يوجد جواب محتمل (واليسير منه في الجواب عنه تعسر) أساساً الحق مع الدارقطني.
إذن، القضية كانت واضحة عند الأعلام كما أشار إليهم العلامة الأرنؤوط أن هذين الكتابين ليسا فوق النقد ولم تعطِ لهما العصمة.
قد يقول قائل: من المعاصرين هل يوجد من يقول بهذا القول؟
الجواب: نعم، من المعاصرين من يثبت هذه القضية بشكل واضح وصريح.
من المحدثين لعله لا يصدق أحد هذا المعنى ولكن سأشير إليه، وهو العلامة الألباني. اتضح أن شعيب الأرنؤوط أشار أن الدارقطني لم ينفرد بنقد بعض أحاديث هذين الكتابين البخاري ومسلم ولكنه نجد بأنه بشكل واضح وصريح وبعبارات جداً شديدة وقاسية على من يعتقد بصحة هذين الكتابين، يعني التعبيرات التي وردت تعبيرات شديدة وقاسية وأنا بودي أن الأعزاء يراجعوا ذلك.
ورد في (سلسلة الأحاديث الصحيحة، ج6، ق1، ص93) بعد أن ينقل رواية من الروايات يقول أن الرواية شاذة (وهذا الشذوذ في هذا الحديث) مع أنه رواه البخاري (وهذا الشذوذ في هذا الحديث مثال من عشرات الأمثلة) ليست القضية مثال واحد أو اثنيناو ثلاث، لا أبداً (التي تدل على جهل بعض الناشئين) أولاً وصفهم بالجهل (الذين يتعصبون) إذن جهلة متعصبون أولئك الذين يقولون أن كل ما في هذين الكتابين صحيح، يقول ناشئة وليسوا من أهل العلم والمحققين (الذين يتعصبون لصحيح البخاري وكذا لصحيح مسلم تعصباً أعمى) إذن وصفهم أولاً أنهم من الناشئين يعني ليسوا من المحققين وثانياً أنهم من الجهلة وثالثاً أنهم من المتعصبين ورابعاً أنهم من العميان، أعمى. (ويقطعون) ما هي المشكلة؟ يقولون أن هؤلاء يقولون ويقطعون أن كل ما فيهما صحيح، هذا جنون وعمى وتعصب وجهل …
إذن أعزائي خصوصاً أهل العلم عندما تنقل لك رواية في المواقع أو في الفضائيات أو في القنوات أنه رواه البخاري، ثم ماذا حتى لو رواه البخاري، لا تناقش، هذا معناه استخفاف بعقول الناس واستخفاف بعقول المحققين واستخفاف بالعلم والتحقيق ومتى أن العلم أغلق على أحد على ينغلق على البخاري ومسلم بل أكبر منهما. نعم، القرآن لا يناقش. نعم، رسول الله لا يناقش. المعصوم لا يناقش. أما غير المعصوم أنتم تصرحون بأنه يؤخذ منهم ويرد، لماذا عندما نصل الى البخاري ومسلم لابد أن نأخذ ولا نرد، إذن تجدون أن العلامة الألباني بشكل واضح وصريح بأن من يدعي أن كل ما في هذين الكتابين صحيح بأجمعه فهو جاهل ومتعصب وأعمى وناشئ في هذا العلم.
نعم، أكمل العبارة حتى لا يقولوا بأن السيد الحيدري يقطع العبارات، يقول: (ويقابل هؤلاء بعض الكتّاب الذين لا يقيمون للصحيحين وزناً فيردون من أحاديثهما) يردون كل ما ورد في الصحيحين، ونحن لا نقول بهذا ولا بذاك، وهذا موقف متوازن وهو أن كل حديث لابد أن نخضعه للنقدالسندي أولاً ولنقد علم علل الحديث ثانياً وللمضمون ثالثاً عند ذلك نقبل الحديث أو نرد الحديث، هذا مورد.
المورد الثاني: ما ورد في كتابه (آداب الزفاف في السنة المطهرة، ص54) تأليف محمد ناصر الألباني، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى سنة 1423هـ قال بعد أن ينقل عبارة من أحد المعاصرين، ما هي العبارة؟ انظروا ماذا يقول؟ ذاك المعاصر يقول (وقد جفت الصحف ورفعت الأقلام عن أحاديث الصحيحين) لابد أن نقف عند كتاب مقدس لا يمكن التلاعب به، (وإلا كانت الامة باتفاقها على صحة الصحيح قد ضلت عن سواء السبيل) يقول (لأن هناك إجماع على قبول ما) وحيث أن الأمة لا تجتمع على ضلال إذن لابد أن نقول إذا اجتمعت هذاوفي الكتابين يوجد ما هو مطعون فيه أو ضعيف قد ضلت الأمة. انظروا ماذا يقول الألباني (قلت وهذا القول وحده منه) أي من هذا القائل (يكفي القارئ اللبيب أن يقنع بجهل هذا المتعالم) لا فقط أنه عالم، بل هذا مدعي للعلم (وافتراءه على العلماء المتقدمين منه والمتأخرين) بأي شيء افترى؟ (في إدعاءه الإجماع المذكور) لا يوجد من هذا الإجماع حتى نقول لا تجتمع أمتي على خطأ (فأنهم ما زالوا الى اليوم ينتقد أحدهم) علماء الأمة (بعض أحاديث الصحيحين مما يبدو له أنه موضع للانتقاد بغض النظر عن كونه أخطأ في ذلك أم اصاب) المهم من نقد العلماء نفهم أنهم كانوا لا يعتقدون بصحته ولا إجماع على ذلك (وانتقاد الدارقطني وغيرهما) يعني للبخاري ومسلم (أشهر من أن يذكر) ثم يذكر عشرات الأمثلة على ذلك ثم يقول: (فأقول كلا ثم كلا، أن الأمة لم تضل) لأنه قال إذا اتبعت كانت قد ضلت (إن الأمة لم تضل ولن تضل بإذن الله تعالى وإنما ضل من افترى على الأمة ونسب الاتفاق اليها في أمر هم مختلفون فيه). إذن منأين تدعي هذا الإجماع البائس.
إذن العلامة الألباني بشكل واضح وصريح يشير الى هذا المعنى في هذين الكتابين في سلسلة الأحاديث الصحيحة وفي كتابه آداب الزفاف.
وكذلك يشير الى هذا المعنى في تعليقاته على كتاب (الباعث الحديث شرح اختصار علوم الحديث) للحافظ ابن كثير، قلنا الشرح لأحمد محمد شاكر، والتعليق للعلامة محمد ناصر الألباني، هناك بعد أن ينقل عبارة أحمد محمد شاكر يقول في (ص124): (وتتبع الأحاديث التي تكلموا فيها وأنقدوها على القواعد الدقيقة) يقول الألباني في الحاشية بعد أن ينقل أحمد (وقد تتبعت كثيراً منها) من الأحاديث التي يدافع عنها أحمد محمد شاكر ويقول كلها صحيحة (وقد تتبعت كثيراً منها فوجدت بعضاً منها ضعيفاً قد ضعفها كثير من العلماء المحققين من المتأخرين كابن تيمية) يا أتباع ابن تيمية وأتباع الوهابية هذا إمامكم ومرجعكم في القضايا الحديثية قد ضعفها.
يقول: (ومن تلك الأحاديث التي أشرت إليها … وراجع كتابي دراسات علمية في صحيح مسلم) إذن بهذا يتضح واتضح أيضاً للمشاهد الكريم أن هذه الدعوى دعوى باطلة ولكن بنحو الإجمال، يعني دعوى أن ما في البخاري ومسلم صحيح كله، هذه دعوى لا يوافق عليها إلا – بتعبير الألباني لا بتعبيري حتى تقولوا لماذا تقول هكذا- جاهل ومتعصب وأعمى ومتعالم وناشئ في العلم. هذه خمسة أوصاف وضعها الألباني. لذا إذا وجدتم في الفضائيات أو في القنوات أو في المواقع يقول أجمع العلماء على صحة كل ما ورد في البخاري ومسلم هذا ينطبق عليه إما جميع هذه الأوصاف أو بعض هذه الأوصاف، يعني ينطبق عليه أنه ليس من أهل العلم بل متعالم يعني يدعي العلم وليس به، هذا يتضح أنه ناشئ وليس من المحققين وليس من المتبحرين هذا ثانياً، ويتضح ثالثاً أنه جاهل، يتضح رابعاً أنه قد يكون عالم ولكنه متعصب، ويتضح أنه يكون أعمى. إذن أنا أعطيتالآن الضابطة بأيدي الأعزاء الكرام عندما يجدون شخص يدعي ورد في صحيحالبخاري. ثم ماذا؟!
يعني واقعاً هذه لابد أن تتثقف عليها الأمة. ثم ماذا ورد في البخاري، ثم ماذا ورد في صحيح مسلم فضلاً عن غيرهما.
المُقدَم: إذن ذكرتم سماحة السيد لا أقل في البخاري ومسلم هناك من ضعف وهناك من طعن وهناك من ذكر عللاً، هل هناك شواهد تثبت صحة هذه الدعوى المتقدمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: في هذه الليلة أحاول أن أشير الى بعض الشواهد والموارد التي وردت في صحيح مسلم، سأقف عند صحيح مسلم باعتبار أنه هو المعني في بحث حديث الثقلين. هذا الحديث ورد بشكل واضح وصريح في (صحيح مسلم، ج4، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام، رقم 2789) الرواية عن أبي هريرة (قال: أخذ رسول الله بيدي فقال:) وقبل أن أدخل في بيان الحديث بودي أن أقف لدقائق عند أبي هريرة هذا الراوي.
فيما يتعلق بأي هريرة أنتم تعلمون أن أبا هريرة لم يصاحب النبي على أفضل التقادير إلا ثلاث سنين، وهذا بتصريح الروايات الواردة في هذا المجال، يعني من هذه الروايات هذه الرواية الواردة في (صحيح البخاري، ج3، ص126، رقم الحديث 3591) اتضح أنه عندما نعبر بصحيح البخاري على ما يسمونه هم وإلا نحن لا نعتقد أن كل ما ورد فيه صحيح، لا فقط نحن بل الدارقطني كذلك وجملة من أئمة علم علل الحديث.
الرواية: (أخبرنا قال أتينا أبا هريرة فقال: صحبت رسول الله ثلاث سنين) ليس أكثر من ذلك (صحبت رسول الله ثلاث سنين).
السؤال: هذا الرجل الذي لم يصطحب رسول الله أكثر من ثلاث سنين، في المقدمة لابد أن أشير لا أقل نقل مسند أحمد عن أبي هريرة حدود 3800 حديث، لو تجمع كل الخلفاء الأربعة لم ينقلوا عن رسول الله هذا القدر. فكيف استطاع في هذه المدة القصيرة أن ينقل هذا العدد الضخم من الروايات عن رسول الله!!
في هذا الرجل فيه خصوصيات ثلاث:
الخصوصية الأولى: أن هذا الرجل كان أموي الهوى، قد تقول لي سيدنا من أين تقول هذا المعنى؟ أقول هذا المعنى بشكل واضح وصريح ما ورد في (البداية والنهاية، ج11، في ترجمته ص362 أبو هريرة الدوسي) للحافظ ابن كثير، تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، يقول في (ص390) من الكتاب (بعد أن توفي أبو هريرة وكتب الوليد بن عقبة الى معاوية بوفاة أبي هريرة فكتب إليه معاوية أن انظر ورثته فاحسن إليهم) وصية خاصة لأنه كان من البلاط الأموي ولكن عندما نأتي الى شيعة علي اقطع عنهم أرزاقهم (وأصرف إليهم عشرة آلاف درهم وأحسن جوارهم وأعمل إليهم معروفاً) لماذا؟ لأنه كان ممن يناصر الأمويين.
الآن هذه الخصوصية الأولى في هذا الرجل.
الخصوصية الثانية: أنه كان معروفاً بكثرة نقل الأحاديث، ولذا في (البداية والنهاية) يقول: (وقد روي أن عائشة تأولت أحاديث كثيرة من أبي هريرة ووهمت في بعضها) هذا ابن كثير يقول هذا. (وفي الصحيح أنها عابت عليه سرد الأحاديث) ما معنى سرد الأحاديث (أي الإكثار منه في الساعة الواحدة) عابت عليه عائشة. هذه الخصوصية الثانية وهي إكثاره لسرد الحديث، هذا الحديث ورد في (صحيح مسلم، ج4، ص298) (أن عائشة قالت ألا يعجبك أبو هريرة، جاء فجلس الى جنب حجرتي يحدث عن النبي يسمعني ذلك وكنت أسبح فقام قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه أن رسول الله لم يكن يسرد الحديث كسردكم) ويكثر هذا الذي أنتم تفعلون، إذن صحيح مسلم يثبت هذه الحقيقة أنه كان يسرد الحديث. ولكنه هنا تظهر الأمانة العلمية للإمام البخاري ولصحيح البخاري أمامكم أعزائي أنا لا أدعي شيئاً على الرجل، انظروا الأمانة العلمية للجامع (الصحيح للبخاري بتحقيق شعيب الأرنؤوط، ج3، رقم الحديث 3568) الرواية عن عائشة، الرواية السابقة (أنها قالت ألا يعجبك أبو فلان) هنا لم يذكر هريرة، لماذا؟ هل هذا عيب في أبي هريرة، هل هذه هي الأمانة العلمية للإمام البخاري، قد يقول لي قائل: لماذا يريد أن يخفي معايب أبي هريرة؟ الجواب: لأنه نقل عنه ما يتجاوز 440 رواية، ولم ينقل رواية واحدة عن الإمام الصادق، عن أبي هريرة ينقل 440 رواية ولكن لا ينقل من الإمام الصادق شيئاً، إذن كيف يمكن أن ينقل رواية تبين معايبه وما يطعن فيه. ولذا نجد بأنه في كتاب آخر من الكتب الأساسية وهو في (سير أعلام النبلاء، ج2، ص600) للذهبي نجد أن عمر بن الخطاب في خلافته هدده بالطرد قال: (عن السائر بن يزيد سمع عمر يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس، وقال لكعب لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة) انظروا ماذا يقول شعيب الأرنؤوط (وقال لكعب كذا وهذا أسناد صحيح).
السؤال المطروح هنا أضعه للمشاهد الكريم: أن هذه الروايات التي كان ينقلها أبو هريرة كانت واقعاً عن رسول الله أو كانت انتحال وكذب على رسول الله، أي منهما؟ فإن كانت صحيحة وواقعاً عن رسول الله واقعاً يأثم الخليفة الثاني لأنه منع سنة رسول الله من الانتشار أو تقولوا أن عمر وجد أن أكثر هذه الأحاديث مكذوبة وموضوعة على رسول الله فهدده بالطرد. فأنتم بين أمرين لا ثالث لهما، إما أن يطعن في الخليفة الثاني وإما في أبي هريرة ولا طريق آخر، لأن الرواية صحيحة السند كما يقول شعيب الأرنؤوط، يقول بأن عمر منع أبو هريرة وكعب الأحبار. قد يقول لي قائل: لماذا منع هذين الاثنين ألم يكن هناك محدثين غيرهم. وهذه هي الخصوصيةالثالثة في الرجل، هناك كانت علاقة خاصة بين أبي هريرة وبين كعب الأحبار. هذا لا أقوله أنا بل يقوله الإمام الحافظ ابن كثير عندما يأتي الى هذه القضية بشكل واضح وصريح يشير إليها، أين يشير إليها؟ في (البداية والنهاية، ج1) يقول: (هذا الحديث مما سمعه أبو هريرة وتلقاه من كعب الأحبار، فأنهما كانا يصطحبان ويتجالسان للحديث) هذا يعطي الموضوعات لهذا وذاك يعطي الموضوعات لهذا. ولذا عمر التفت الى هذه الحقيقة فأراد أن يمنع ضررهما وكذبهما والروايات التي يضعها كعب الأحبار وأبو هريرة. والبخاري ينقل 440 أو 446 عن أبي هريرة، ومسند الإمام أحمد ينقل 3800 رواية عنه.
المُقدَم: من هنا لابد أن من فوائد هذا البرنامج أنه لابد أن نعيد الحديث والتأريخ.
سماحة السيد كمال الحيدري: المهم أناأريد أن أعطي الضوابط بيد أهل العلم حتى يعرفوا أنه بمجرد أن يسمعوا هذا الحديث في البخاري ومسلم لا يغتروا بذلك.
المُقدَم: معنا الأخ عبد العزيز من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد العزيز: السلام عليكم.
المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد العزيز: لو سمحت لي أحب أن استفسر من الشيخ عندي سؤالين: نريده في كل حلقة يخصص خاصة للأسئلة حتى نطمأن على كلامه ونعلم أنه صادق، حتى نتبع مذهب الحق. ولو في كل شهر حلقة، الطرف الثاني إذا كان كذا. الحجة بسيطة ودين الإسلام دين واحد، نحن نريد اتباع الحق. أنا إذا سألت الشيخ الآن … سؤالي هو أنت تتحدث عن حديث الرسول سنة الله وعترتي، أسألك سؤال آل محمد صلى الله عليه وآله على رؤوسنا نحن لا نختلف معكم، أنا أقول الآن أبو بكر وعمر رضي الله عنهم إذا قالوا في القرآن ما قالوا …
سماحة السيد كمال الحيدري: كلامه يتلخص في هذه الجملة، يذهب يميناً ويساراً حتى يقول بأنه أنا أقول أنا ابا بكر إذا قال بالقرآن محرف فهو كافر فهل تجرأوا أن تقولوا لعلمائكم الذين قالوا بتحريف القرآن أنكم كفار. أنا لا أعلم ما هو علاقة هذا ببحثنا، وهذه هي مشكلتنا مع هؤلاء الأعزاء وهو أنه يخرجون عن موضوع البحث ولا يحفظونه، أنا الآن اتكلم هل أنت تعتقد بصحة جميع ما ورد فيالبخاري ومسلم أو لا تعتقد، إن كنت تعتقد فماذا تقول لكبار علماء أهل السنة والجماعة وإن كنت لا تعتقد صرح بهذا وقل نحن معكم ليس كل ما في البخاري ومسلم صحيح نقول أهلاً بالوفاق، لماذا هذا التطويل والذهاب يميناً ويساراً واقتراحات ولا يوجد عندكم كلمة علمية واحدة تتكلمون بها.
المُقدَم: الأخ أبو مصطفى من رومانيا، تفضلوا.
الأخ أبو مصطفى: السلام عليكم.
المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو مصطفى: سيدنا الإمام مسلم انتقد البخاري والدليل على ذلك أحاديث جاءت في صحيح البخاري لم يذكرها مسلم في صحيحه.
المُقدَم: الأخ محمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: شكراً لكم على الطرح الدقيق، ولكن ما أريد السؤال عنه هو تطرق الى الكلام عن أبي هريرة في أنه كان من أنصار عثمان، وكونه أموياً، ومن المعلوم أن علياً وأبناءه كانوا مع أسرة عثمان.
سماحة السيد كمال الحيدري: لم يكنعلي بن أبي طالب ولا بعث الحسن ولا بعث الحسين للدفاع عن عثمان بن عفان، هذا كلام باطل لا اساس له، وقد حقق ذلك العلامة الأميني في كتابه (الغدير) وهذه مقولة موضوعة مدسوسة حتى يقولوا أن الإمام وإلا ريحانتا رسول الله وهما الحسن والحسين لا يبعثهما أمير المؤمنين للدفاع عن أمثال عثمان.
المُقدَم: أبو عبد الله من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو عبد الله: السلام عليكم.
المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو عبد الله: أبو هريرة رضي الله عنه أليس من أصحاب رسول الله، لماذا يقول أنه من أنصار معاوية، لأنه من الأموية، لماذا لم يقل أنه من أصحاب رسول الله.
المُقدَم: وعلي من أصحاب رسول الله لماذا سبه علي وشتمه ولم يغدق على أهله العطاء، هل أن أبا هريرة أفضل من علياً عليه السلام.
الأخ أبو عبد الله: كتاب الله محرف، الصحابة مرتدين، البخاري ومسلم.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا كلام لا واقع له، أقسم لكم الله أنكم لم تتعلموا الى الآن البحث العلمي والمنهجي هل تكلمنا عن كتاب الله حتى نقول أن كتاب الله محرف، أنت تسألني وأنا أجيب، أنا معتقد بأن هذا الكتاب بأيدينا هو الكتاب الذي نزل على قلب الخاتم وكثير من علماء المسلمين يشهدون للشيعة بأنهم يم يدعوا بأن هناك تحريف، ولكن مع الأسف الشديد أنتم تريدون أن تكرروا هذه الأمور البائسة هنا وهناك. نحن الذين وردت عندنا الروايات التي تقول … أئمتنا قالوا لنا أن كل ما جاءكم منا فاعرضوه على كتاب ربنا فإن وجدتم له شاهد أو شاهدين فخذوا به وإلا فاضربوا به عرض الجدار، أو زخرف لم نقله. كيف يمكن لمثل هؤلاء الأئمة ولمثل العلماء الذين يتبعون الأئمة أن يدعوا التحريف، وإن شاء الله إذا انتظرتني قليلاً وإن كان خارجاً عن موضوعي، عندما نأتي الى مقطع أحدهما أكبر من الآخر في حديث الثقلين سأقف عند هذه القضية ليتضح لك أن المحور الأصلي في المعارف جميعاً هو القرآن الكريم.
المُقدَم: الأخت زينب من سويسرا، تفضلي.
الأخت زينب: السلام عليكم.
المُقدَم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت زينب: أخي العزيز أنا أطلب منكم توفير برامج للتوعية والتثقيف لأن معظم الناس لأنهم لا يفهمون كل ما يقال، المشكلة الحقيقية أنهم يعتبروا أن هناك عداوة بين المسلمين سواء كانوا شيعة أم سنة، السيد بارك الله فيه يوضح لنا ويعطينا الكثير، لكن نريد برامج أكثر من سماحة السيد. السيد ينهى عن المنكر فهو يساعد الكثير من الناس البسطاء، وهناك الكثير من اخواننا أبناء السنة لا يفهموا ما هو موجود في كتبهم.
المُقدَم: كلمة أخيرة سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الأسبوع القادم إن شاء الله سأشير الى بعض الشواهد التفصيلية التي وردت في هذين الكتابين وبالخصوص صحيح مسلم أو ما يصطلح عليه بأنه صحيح مسلم ليتضح أن علماء وأئمة أهل السنة والجماعة لم يعتبروا كل ما ورد في هذا الكتاب صحيح يمكن الاحتجاج به.
المُقدَم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، شكراً لكم مشاهدينا الكرام، الى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
