في إطار الفعاليات المتواصلة والنشاطات المتنوعة التي يقوم بها مكتب سماحة المرجع الديني السيد كمال الحيدري، وضمن سلسلة اللقاءات التي يعقدها سماحته بأطياف مختلفة من الكوادر والنخب، التقى سماحة السيد الحيدري في مكتبه بمدينة قم المقدسة الاثنين 11 / ذي الحجة
الموافق: 8 / نوفمبر ـ تشرين الثاني، بنخبة من الاساتذة والمتخصصين في جامعة البصرة.
وجرى في اللقاء الذي حضره اكثر من ثلاثين أُستاذا ودكتورا في تخصصات وعلوم متعددة إستعراض لمجمل الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية في العراق.
وأكد سماحته في هذا اللقاء الذي استمر اكثر من تسعين دقيقة على ضرورة قراءة الوضع العراقي الراهن على اساس من الواقعية والتحليل الموضوعي، وضرورة التعاطي الجدي مع الاحداث الاخيرة لاسيما التقسيم والفدرالية، الموضوع الذي شغل الطبقة السياسية في الاونة الاخيرة بعد إعلان بعض المحافظات الغربية نفسها إقليماً، وبعد استعداد محافظات أُخرى لأن تحذوا السبيل نفسه.
ورغم تعاطف سماحته مع قضية وحدة العراق وتماسك محافظاته، إلا أنه أفصح عن واقع مرّ يعيشه هذا البلد ومستقبل من التقسيم الذي سيطال ترابه ويشظّي وحدتة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، وتحدث عن أن الامنيات شئ والواقع الذي يمرّ به العراق العزيز شئ آخر تماما.
وذكر سماحته (دام ظله) بأن الحلّ لا يكمن في استحداث حزب أو مؤسسة حكومية جديدة؛ لأن مثل تلك الحلول والمعالجات ستكون نتائجها محدودة جدا، إن لم تقع في فخ الشخصنة، بل يكمن الحلّ في النخب الفكرية الواعية في العراق، والتي حثّها على ضرورة التفكير والتأمل في ايجاد معالجات جذرية وسريعة، وذكّرها سماحته بضرورة أخذ العبر والدروس من الواقع العراقي السيئ لرسم مستقبل مشرق وواعد لأبناء هذا البلد المظلوم.
وفي معرض إجابته عن أسئلة بعض الأساتذه الحضور حول دور المرجعية الدينية وما هي الحلول التي يمكن أن تقدّمها للخروج من المأزق الحالي، قال سماحته: إنه ليس بصدد الحكم على تجربة المؤسسة الدينية وإدارتها للواقع العراقي طيلة السنوات الماضية، ولكن علينا أن نسأل أنفسنا السؤال الكبير : ما ذا نفعل إزاء الواقع المرير الذي يمرّ به العراق على كافة الأصعدة؟
وأضاف، علينا أن نعترف بعدم امكانية حذف دور المؤسسة الدينية من حياتنا واقصائها من واقعنا العراقي، ولكن ينبغي علينا أن نفكّر في الطريقة والأسلوب الذي يمكن من خلالها أن نوظّف دور المرجعية وأن نستثمر هذه المؤسسة الكبيرة لإصلاح الوضع الراهن.
وإستمع السيد الحيدري بعد ذلك لمجموعة من الأسئلة التي طرحها الوفد الزائر، والتي تناولت مجالات ومواضيع مختلفة كدور المرجعية وحاجة العراق الى استراتيجية جديدة تعتمدها المؤسسة الدينية، وتوظيفها في تماسك ووحدة العراق و..
وفي الختام أعرب الوفد الزائر عن شكره وإمتنانه لسماحة السيد الحيدري متمنيا له الاستمرار في ارفاد الساحة العراقية ـ التي هي بحاجة ماسّة إليه ـ بكل النتاجات العلمية والفكرية والسياسية.