بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
كان الكلام في النظرية التي وردت في كتاب الرافد للسيد السيستاني، قلنا أن هناك مجموعة من النقاط التي لابد ان نقف عندها ولعلنا وقفنا عند بعض هذه النقاط.
النقطة الأولى وهي العلاقة المتصورة بين اللفظ والمعنى، قال على نحوين (علاقة الاثنينية وعلاقة الاندماج والهوهوية) وبينا المراد من هاتين العلاقتين في البحث السابق.
النقطة الثانية المراحل التي يمر أو نمر بها للوصول إلى الاندماج، إذا يتذكر الأعزاء أنه في الرافد قال بأنه توجد هناك مراحل ثلاث والمرحلة الرابعة هي مرحلة الوضع في (الرافد، ج1، ص162 و 163) قال: (أن العلاقة بين اللفظ والمعنى الموضوع له تمر بمراحل أربع، مرحلة الانتخاب، مرحلة الإشارة، مرحلة التلازم والسببية، مرحلة الهوهوية وهي اندماج تصور المعنى في تصور اللفظ). والسيد السيستاني في هذا الكتاب يرى أن المرحلة الرابعة هي الوضع وأما المراحل السابقة حتى السببية بين اللفظ والمعنى حتى لو وصلت إلى القرن الاكيد فهي ليست بوضع. ولذا قال: (وهنا بحثان هل أن نتيجة المرحلتين الأوليين حصول المرحلة الثالثة فقط بحيث تكون العلاقة كذا أو … وهذا ما تعرضنا له واخترنا التصور الثاني وهو كون العلاقة الوضعية عبارة عن الهوهوية والاندماج بين تصور اللفظ وتصور المعنى).
تقول: هذه المقدمات أو المراحل الثلاث الأولى تكون هذه مقدمات لعملية الوضع، وإلا عملية الوضع هي الهوهوية والاندماج، هذا ما أشرنا إليه، هذا ما أشرنا إليه.
نعم، يتذكر الأعزاء أيضاً طرح بحثاً في الرافد وهو أنه هذه السببية والاندماجية كيف وجدت، قال: أن هذه الاندماجية وهذه الهوهوية إنما وجدت من خلال كثرة حمل اللفظ على المعنى. هذا المعنى في (ص150) قال: (فعامل الحمل … والخلاصة أن كثرة حمل اللفظ على المعنى مع مساهمة بعض العوامل الأخرى أدت لحصول الهوهوية والاندماج بين صورتي اللفظ والمعنى فصار اللفظ وجهاً للمعنى فانياً فيه والمعنى تتجلى صورته من نفس صورة اللفظ) إذن لو سأل سائل كيف تحققت هذه الهوهوية والاندماج والوحدة بين اللفظ والمعنى؟ يقول من خلال كثرة الحمل.
هذا ما انتهينا منه في البحث السابق، أما بحث اليوم:
ثم صار في الرافد لبيان هذه النقطة وهي أنه ما هي الشواهد على صحة هذه الدعوى وهي أن العلاقة بين اللفظ والمعنى هي علاقة الاندماج، وليست علاقة السببية، وليست علاقة الاعتبار أصلاً، لأنكم تتذكرون نحن في الأبحاث السابقة قلنا نمر بمراحل ثلاث أولاً أن يضع لفظ للمعنى، ثم يحصل من هذا الاعتبار أو الوضع قرن أكيد يعني سببية بين اللفظ والمعنى، وما بعد السببية تتحقق الهوهوية، ما هو الدليل على أن العلاقة بين اللفظ والمعنى هي الهوهوية والاندماج، لا القرن ولا الاعتبار. لأن القرن الأكيد معناه علاقة السببية، لفظ ومعنى، يعني توجد اثنينية بينهما، السيد في الرافد يريد أن يقول أن العلاقة أعمق من علاقة السبب والمسبب والاثنينية التلازم بين اللفظ والمعنى.
يذكر مجموعة من الشواهد لإثبات المدعى يقول في (ص152) (النقطة الثالثة في عرض الشواهد الدالة على كون العلاقة الوضعية هي علاقة الهوهوية والاتحاد بين اللفظ والمعنى، وهي خمس شواهد: الشاهد الأول) في (ص152) الشاهد الثاني في (ص153) الشاهد الثالث في (ص155) الشاهد الرابع في (ص156) الشاهد الخمس.
نحن باعتبار أن تلك الشواهد لا أريد أن أقول شواهد بل هي بعيدة، وأقرب الشواهد لإثبات المدعى هو هذا الشاهد الخامس، يقول بأنه نحن نجد سراية حكم أحدهما إلى الآخر، وهذا يكشف عن وجود نحو من الاتحاد وإلا إذا لم يكن بينهما اتحاد واندماج ووحدة لا معنى لأن يسري حكم أحدهما إلى الآخر. ما هي آثار سريان حكم أحدهما إلى الآخر، يقول: إذا كان اللفظ قبيحاً فيسري إلى المعنى وإذا كان المعنى قبيحاً فيسري إلى اللفظ وهكذا بالعكس. ولذا يقول: (ومما لا ريب فيه وجداناً الشعور بكراهة بعض الألفاظ كلفظ هتلر ويزيد لقبح معانيها واستحسان بعض الألفاظ الأخرى كالحسين وعلي ومحمد لحسن معانيها، فلولا علاقة الاندماج بين اللفظ والمعنى واتحاد صورتيهما لما سرى الحسن والقبح من المعنى إلى اللفظ، لكن) هنا واقعاً أنا أتصور يرد إلى الذهن مباشرة بأنه هذا الأثر غير مختص بالاتحاد والوحدة والهوهوية، لعله حتى في القرن الأكيد يسري حكم احدهما إلى الآخر أيضاً. يعني صديقان أحدهما صديق للآخر مباشرة أنت إذا سمعت بأحدهما ينتقل ذهنك إلى الآخر مع أنه لا يوجد اتحاد بينهما. وهو أيضاً ملتفت صاحب الرافد، أنا أقول صاحب الرافد لتلك الدعوى التي ذكرها السيد الحائري حيث قال الرافد المدعى نسبته إلى السيد السيستاني، ولهذا أقول صاحب الرافد من كان فليكن، بعبارة أخرى أنا أبين ملاحظات على هذا المكتوب هنا ولا علاقة لي بالاسم سواء كان اسم أياً كان، لأن النظر إلى البحث العلمي.
أنا أتذكر هذا المعنى ذكرته مراراً أنه بعض الأحيان أقول الأشاعرة قالوا هكذا والمعتزلة قالوا هكذا، أو المحقق الفلاني قال هكذا. يعترض أحدهم: لا لم يقل، يا أخي الكلام ليس أنه قال أو لم يقل، الكلام هذا الكلام أنا عندي ملاحظة، فلان قاله أو لم يقله، هذا لا يؤثر كثيراً، انظر إلى ما قيل ولا تنظر إلى الأشخاص.
هذا الشاهد الذي ذكره السيد السيستاني في هذا المجال يقول (وربما يقال بأن كراهة اللفظ واستحسانه لا يكشف عن كون علاقة اللفظ بالمعنى علاقة الهوهوية لان ذكر اللفظ سبب لإخطار المعنى القبيح) فهذه السببية كافية بلا حاجة إلى الاندماج (ولكن الذي يظهر وجداناً) وهذا دليل الوجدان لا تستطيع أن ترد عليه شيئاً، ولكن الذي يظهر بالتأمل الوجداني لا. كما قلنا مراراً أن القضايا عندما تصل إلى الوجدان لا حل فيها إلا (كفي العباس) هو يحلف بكفي العباس وأنت تحلف بكفي العباس، هو يقول وجداني يقول هكذا وأنت تقول وجداني يقول هكذا. فلا يوجد هناك بحث علمي حتى يبحث فيه.
هذه هي النقطة السادسة وهي الشواهد التي ذكرت في المقام.
النقطة السابعة في المقام: هو خلاصة ما تقدم الذي قرأناه في أو البحث.
النقطة الثامنة: هي أنه في النتيجة يعتقد في (ص166 – 167) يقول: (وأما مرحلة الجعل والانتخاب وأما مرحلة الإشارة وأما المرحلة الثالثة فهي مرحلة تحقق العلاقة الوضعية في نظرية المشهور) ما هي (وهي سببية تصور اللفظ لتصور المعنى). طبعاً المشهور ما قالوا هكذا، لم يقولوا أن اللفظ سبب لتصور المعنى، وإنما قالوا أن اللفظ للإشارة على المعنى أو للمعنى … نعم، السببية كانت واحدة من نتائج عملية الوضع، وإلا نفس الوضع لا يوجد فيه سببية، نفس الوضع، وضعت هذا لهذا، جعلت هذا لهذا، أما لماذا يحصل القرن الأكيد هذا الذي إذا يتذكر الأعزاء قلنا أنه يحصل خلط في كلمات الأعلام بين محاور البحث، نحن عندما بحث كيف وجدت العلاقة بين اللفظ والمعنى، بغض النظر أن تكون قرناً أكيداً سببية أو اندماجية، لا ربط لنا بهذا. المشهور لم يقولوا بأن العلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة السببية وكيف يمكن بالاعتبار إيجاد علاقة السببية، السببية من الأمور التكوينية والاعتبار من الأمور الاعتبارية فكيف يمكن إيجاد الحقيقة التكوينية بأمر اعتبار، ولذا اضطر السيد الشهيد أن يقول قال هذا تطبيق لقانون من القوانين التكوينية، إذن هذا التعبير فيه مسامحة واشتباه واضح. يقول: (وهي في نظرية المشهور وهي سببية تصور اللفظ لتصور المعنى وهي) يعني سببية تصور اللفظ لتصور المعنى (وهي عندنا مقدمة قريبة لحصول العلاقة الوضعية) يعني سببية اللفظ للمعنى هذه وضع أو ليست بوضع. يقول لا، الوضع هذه الجزء الأخير من العلة لتحقق العلاقة بين اللفظ وبين المعنى، يعني حصلت سببية وقرن أكيد والقانون الثاني من القانونيين المتقدمين والوضع لم يتحقق بعد. (وهي عندنا مقدمة قريبة لحصول العلاقة الوضعية والعلاقة عندنا) يعني العلاقة الوضعية بين اللفظ والمعنى (هي درجة أرقى من ذلك) يعني من السببية ومن القرن الأكيد فضلاً عن الاعتبار (وهي حصول الهوهوية والاندماج بين صورة اللفظ وصورة المعنى) إلى هنا انتهى كتاب الرافد إلى هذه القضية المحورية وهي أنه أساساً العلاقة الوضعية بين اللفظ والمعنى إنما هي الاندماج والهوهوية.
هذا الكلام أولاً أساساً كلام في نفسه غير متصور وغير معقول. لماذا غير متصور وغير معقول، لأنه هو السيد السيستاني يقول العلاقة بين اللفظ المعنى، التفتوا إلى عبارتين سأنقلهما من الكتاب، العلاقة بين اللفظ والمعنى إنما تصل إلى مرحلة الاندماج بكثرة الحمل، السؤال الأول الذي يطرح هنا: كيف صح الحمل بين اللفظ والمعنى إذا لم يوجد وضع، أصلاً يكون خطأ، يكون حمل الشيء على ما لا علاقة بينه … إلا أن يكون شيئاً قرائن وكذا، وأنتم تعلمون أن العلاقة المجازية تستبطن علاقة حقيقية في الرتبة السابقة، أنت لا تقول علاقة مجازية، إنما توجد علاقة حقيقية فأنت تحملها على غير ما وضع له فتقول علاقة مجازية.
إذن في كل الصور لابد هناك نحو علاقة بين اللفظ والمعنى في الرتبة السابقة وإلا كيف يحصل الاندماج، هذا تعبير.
وتعبير آخر – سواء كان من المقرر أو من غيره- قال: (بحيث تكون العلاقة الوضعية بين اللفظ والمعنى هي مرحلة التلازم والسببية ثم تتطور العلاقة إلى مستوى المرحلة الرابعة وهي مرحلة الاندماج) إذن الاندماج هي ابتداء العلاقة بين اللفظ والمعنى أو تطور العلاقة بين اللفظ والمعنى؟ أي منهما؟ هذا تصريح أنه تتطور العلاقة، يعني العلاقة بين اللفظ المعنى ابتداءً توجد بالاعتبار كما لو قلت وضعت هذا اللفظ لهذا المعنى، ولكن هذا الوضع يوجد سببية أو لا يوجد؟ لا يوجد سببية، بكثرة الاستعمال ماذا يتولد عندنا؟ سببية، هذا الذي عبر عنه السيد الشهيد بالقرن الأكيد، هذا القرن الأكيد كيف وجد؟ إما وجد بعامل كمي وإما بعامل كيفي، وإلا أصل الوضع لا يوجد لك القرن الأكيد.
إذن المرحلة الأولى الاعتبار الذي قاله المحقق الأصفهاني. المرحلة الثانية هي التي قاله السيد الشهيد بالقرن الأكيد تطبيقاً للقانون التكويني. نعم، في الرافد يدعي يقول أن هذه أيضاً تتطور إلى مرحلة جديدة وهو أنه لا يبقى العلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة اثنينية بل علاقة اندماج. إذن تعبيره مرة من كثرة الحمل وأخرى من التطور يكشف عن أن العلاقة والارتباط حصل، اللهم إلا – وهذا من حقه- يقول أنا لا اصطلح عليه وضعاً. يقول أنا لا اصطلح عليه وضعاً ولا مشاحة في الاصطلاح ولكن هذا لا دليل على أن الوضع هو هذا. أنت تريد أن تقول أنا إذا بقي علاقة بين اللفظ والمعنى علاقة لم تصل إلى السببية وصارت اعتبار فقط أو قرن أكيد أنا لا اسميها وضعاً، سيدنا سمها ما شئت فلا مشكلة في ذلك، ولكن هناك علاقة بين اللفظ وبين المعنى.
هذا هو الإشكال الأساسي الوارد على مجموع هذا الكلام، ولذا أنا اعتقد على الطريقة التي أشكلنا فيها على النظريات الأربعة المتقدمة، قلنا أن مشكلة تلك الاتجاهات الأربعة أن كل واحدة من تلك الاتجاهات أخذت بعداً ونسيت الأبعاد الأخرى. هذا الذي ذكره في الرافد بعد آخر غير تلك الأبعاد. وهو أنه يأتي التساؤل هل أن العلاقة بين اللفظ والمعنى بعد تطورها ووصولها إلى القرن الأكيد تبقى اثنينية أو أنها تصل إلى مرحلة الاندماج والهوهوية؟ الجواب: لا، واقعاً في كثير من الأحيان تصل … ولكن في مراحل متأخرة. إذن هذا سؤال لا عن حقيقة الوضع بل سؤال عن الآثار والنتائج المترتبة على الوضع، ووقع فيه خلط في هذا الكلام بين حقيقة الوضع وبين الآثار المترتبة على الوضع.
هذا كله فيما يتعلق بهذه النظرية الخامسة، هذا البحث بشكل واضح وبنفس العبارات يعني ما ورد في الرافد مأخوذ من كتاب (أصول الفلسفة) للسيد الطباطبائي، هذه نظرية السيد الطباطبائي في أصول الفلسفة، بعد أن يبين ظاهرة اللغة يبين المراحل التي مرت بها، يقول: (ثم يصل الأمر بعد ذلك) إذن في المراحل الأخيرة هذه العلاقة بين اللفظ والمعنى تصل إلى ما عبر عنه في الرافد بأنها تتطور وهنا يعبر عنها تصل، يعني بالتطور بالاستعمال بالعامل الكيفي أو بأي عامل آخر فهذا ليس مهم. (ثم يصل الأمر بعد ذلك إلى أن الإنسان حينما يتكلم أو يسمع يغفل الألفاظ) أساساً الألفاظ لها دور أو ليس لها دور، تكون فانية (ويركز على المعنى فقط وكأنه يلفظ المعنى) أصلاً لا يلفظ الألفاظ، هذا هو الاتحاد والاندماج الذ عبر عنه (وكأنه يلفظ المعنى أي يضحى المعنى لديه عين اللفظ) هذا هو الاندماج. هذه النتيجة ماذا تؤثر؟ يقول: (ومن هنا يؤثر جمال وقبح المعنى في اللفظ) بطبيعة الحال هذا يؤثر على الآخر (ومن هنا يؤثر جمال وقبح المعنى في اللفظ وتسري أحياناً سمة المعنى إلى اللفظ).
كتاب أصول الفقه فيه مباحث كثيرة، ولم يكن مترجماً كان باللغة الفارسية، ولذا في السبعينات والثمانينات التي ذكرها أعلام النجف كانت مأخوذة من كتاب أصول الفلسفة، وبعد أن ترجم هذا الكتاب اتضح بأن هذه المطالب مأخوذة منه. وهذا ليس فقط هنا حتى أكون أميناً في هذا المجال، كثير من العبارات، لا المطالب، كثير من نصوص العبارات في كتاب فلسفتنا مأخوذ من كتاب أصول الفلسفة ولم يشر لها. وهذه في الآونة الأخيرة في الثلاثين سنة الأخرى ظهرت، وفي وقتها هنا في إيران صارت ضجة على السيد الشهيد لأنه نص العبارات منقولة، لا أن المطلب منقول حتى نقول أنه من تداعي المعاني، لأي سبب الله العالم. وأنا حتى أقطع الشك باليقين ذهب إلى السيد الشهيد في يوم ما، قلت له: سيدنا أنتم تعرفون الفارسية، أنا سمعت هذه الإشكالات وأنا كنت في النجف، تأدباً لا يمكن أن يذهب أحد إلى السيد الشهيد ويقول له أنت أخذت من فلان فهذا خلاف الأدب، قلت له: سيدنا أنت تعرف الفارسية؟ قال: أبداً أنا لا أعرف الفارسية. قلت له سيدنا عندي سؤال: تقرأ الفارسية. قال: نعم أقرأ الفارسية. أنا اكتفيت بهذا وخرجت.
مقصودي أن هذه المطالب التي أنقلها الآن للأعزاء افترضوا موجودة في الرافد كم له نظير في كتاب فلسفتنا وفي كتب أخرى والآن لا أريد أن أذكر الأسماء، وإلا تجدون الآن (ومن هنا يؤثر جمال وقبح المعنى) الذي جعله الشاهد الذي وقفنا عنده لأني كان عندي قصد منه. وهو أنه نفس التعابير يؤثر.
(ومن هنا يؤثر جمال وقبح المعنى في اللفظ وتسري أحياناً سمة المعنى إلى اللفظ). لا اللفظ يسري إلى المعنى بل المعنى … يتعاكس. ثم (واللفظ إلى معنى آخر) ولذا عنده عبارة جيدة السيد العلامة … كثير من العبارات في الميزان لم يقل كلمات من ولكني أخرجتها كلمات من. ظاهراً سابقاً هذه كانت موجودة أن البعض ينقل عبارات كاملة ومطالب كاملة لسبب من الأسباب لعله لا يريد ذهن القارئ أن يذهب …
وأكثر من ذلك وخشيت أن القضية ترتبط بالسيد الشهيد وصاحب الرافد.
أساساً واحد من الإشكالات الأصلية الواردة على كتاب الأسفار الأربعة أنه منقولة فيه لا عبارات بل عشرات الصفحات، أصلاً منقولة فيه ثلاثة أو أربعة مجلدات للفخر الرازي، نص العبارات من غير أن يقول من. أما في المجلد التاسع فما شاء الله ما هو المنقول عن ابن عربي. أما العلامة والمحقق فما شاء الله أنه أساساً أما العلامة فرسائل من الفقه الكذائي ولا أريد أن أذكر الأسماء … رسالة في عشرين أو ثلاثين صفحة منقولة … إذن أريد أن أقول أن هذه كانت ظاهرة صحية أو ظاهرة سقيمة لا ربط لي، هذه موجودة. ولذا لا سمح الله لكي لا أكون في محل الانتقاص، هذا أريد أن أبينه كان واقع علمي في ذلك الزمان.
في (حاشيته على الكفاية، ص19) قال: (فاللفظ نفس المعنى) لقائل أن يقول كيف يعقل أن يكون اللفظ نفس المعنى، الجواب: هذا التطور الأخير أن اللفظ يكون عين المعنى. (فاللفظ نفس المعنى ودلالته عليه) دلالة اللفظ على المعنى (دلالة الشيء على نفسه) كيف يعقل، يقول بالاندماجية والاتحاد يقول صار من قبيل دلالة الشيء على نفسه (ولكن في ظرف الاعتبار وبحكم الوهم) هذه العلاقة عندما تصل إلى هذه المرحلة ولذلك (ربما سرى بعض أوصاف أحدهما إلى الآخر من حسن أو قبح أو خير أو شر ومن هنا يؤخذ جل باب التطير والتفأل) يقول منشأه هنا، أنهم كانوا يتطيرون بالغراب لأن لفظة ا لغراب مأخوذ من الغربة فكانوا يتشاءمون منه لأن هذا اللفظ فيه البينونة والغربة (كما يتطير من الغراب لاشتقاقه من الغربة ومن شجرة البان) خصوصاً العشاق يتألمون كثيراً من شجرة البان (لأنه من البين والفرقة، والعرب كانت تتشأم من العطسة لأنهم كانوا يتشئمون من حيوان يسمى عاطوسا) وإلى الآن موجود فيما بيننا إذا أردت أن تفعل شيئاً بمجرد أن تعطس يقولون تأمل وتأنى، مع أنه في الروايات شهادة صدق واردة في العطسة. ولا ربط لها بذلك المعنى ولكنا على تلك العادات. (يسمى عاطوسا فهذه وأمثالها سرت من معنى إلى لفظ ومنه إلى آخر ثم إلى معناه وربما ذهب الأمر إلى غايات بعيدة جداً) أصلاً أنت لا تعرف أنك لماذا تتشاءم من هذا اللفظ عندما يذكر. ما هو منشأه؟ لعله بأربعة أو خمس وسائط ينتهي إلى معنى أنت تتشاءم منه.
هذا أعزائي الكرام هذا تمام الكلام في حقيقة الوضع.
وتلخص مما تقدم أننا نعتقد أن الوضع عملية مركبة وليست بسيطة، ظاهر كلمات الأعلام جعلوها عملية بسيطة، إما هذه وإما هذه وإما هذه، يعني كل قال بشرط لا بالنسبة إلى الآخر، ولكن نحن نعتقد أن عملية الوضع عملية مركبة لها أبعاد متعددة وحيثيات مختلفة وزوايا تختلف بعضها عن بعض وكل واحدة من تلك الكلمات التي صدرت من المحقق العراقي والمحقق الأصفهاني والنائيني والسيد الخوئي والشهيد الصدر وأخيراً كلام السيد السيستاني في الرافد، هذه تشير إلى زاوية من زوايا هذه العملية المركبة، واحدة منها تشير إلى العلاقة الأولية ما بين اللفظ والمعنى يريد أن يقول اعتبار وليست حقيقة تكوينية كما قال الأصفهاني. والآخر يريد أن يقول بأن هذه تتحول إلى قرن أكيد بقانون تكويني هذا ما أشار إليه العراقي وبين السيد الشهيد. ثم انتقلنا إلى كلام السيد الخوئي قلنا الذي يبين لنا الغرض المترتب على الوضع، أساساً لماذا تحقق الوضع ولماذا احتجنا إلى الوضع، قال: لقصد تفهيم المعنى وهو كلام تام وصحيح ولكن لبيان الغرض المتحقق من الوضع لا نفس عملية الوضع، والاندماج أيضاً الآن اتضح لنا بشكل واضح وصريح.
البحث الآخر، هذا بحث جديد، نعنونه اليوم وندخل فيه يوم غد.
هذا عبروا عنه البحث الأول أو الفصل الثاني.
الفصل الثاني هو تقسيمات الوضع. فيما يتعلق بتقسيمات الوضع ذكرت في كلماتهم تقسيمات ثلاثة للوضع، هذه التقسيمات الثلاثة للوضع منشأها هذه الأمور الثلاثة، نحن عندما نأتي إلى عملية الوضع عندما أمور ثلاثة:
الأمر الأول: منشأ العلاقة بين اللفظ والمعنى، يعني كيف وجدت العلاقة بين اللفظ والمعنى؟ في النتيجة لم تكن هذه العلاقة، ثم وجدت بأي نحو وجدت هذه العلاقة؟ هنا يأتي بحث الوضع التعييني والوضع التعيني. إذن الوضع التعييني والوضع التعيني مقسمهما أنه توجد علاقة بين اللفظ وبين المعنى، منشأ هذه العلاقة وكيف وجدت هذه العلاقة، يقولون أنها وجدت بعضها بنحو التعييني وبعضها بنحو تعيني.
التقسيم الثاني: وهو ما يتعلق باللفظ، لأنا قلنا منشأ العلاقة لفظ ومعنى. اللفظ مرة ينظر إليه اللفظ بنحو شخصي ومرة ينظر إليه بنحو نوعي، ولذا قالوا بأن التقسيم بلحاظ اللفظ الموضوع إما شخصي وإما نوعي. إذن مقسم الوضع الشخصي والنوعي مقسمهما ما هو؟ المقسم هو اللفظ.
التقسيم الثالث: المعنى، هذا المعنى الذي وضع له اللفظ أي معنى، كلي، عام أو خاص. هنا تأتي هذه التقسيمات الأربعة: الوضع العام والموضوع له العام، الوضع الخاص والموضوع له الخاص، الوضع العام والموضوع له الخاص، وبالعكس. بغض النظر أن كلها ممكنة أو كلها معقولة بعضها معقولة، كلها واقعة، بعضها واقعة تلك أبحاث تأتي.
إذن عندنا تقسيمات ثلاثة مرتبطة بالوضع، واحدة بيان منشأ العلاقة بين اللفظ والمعنى، وواحدة مرتبطة بنفس اللفظ الموضوع، وواحدة مرتبطة بالمعنى الموضوع له اللفظ. إذن تقسيمات الوضع ما هي؟ ثلاثة. هذه خريطة البحث، هذا البحث الأول.
البحث الثاني: أن هذه التقسيمات الأول منها وهو التعييني والتعيني، والثالث منها ليست له تلك الأهمية، إنما الكلام كل الكلام في التقسيم الثاني، وهو بلحاظ المعنى الموضوع له اللفظ، هنا معركة الآراء والآثار الكلامية والفقهية والأصولية. أساساً لا أبالغ إذا قلت يعد هذا البحث من أهم محاور بحث علم الأصول أو عبر عنه فقه اللغة. أو عبر عنه فلسفة اللغة. لماذا؟ باعتبار أنه في هذا البحث سوف يقع الكلام أن المعنى الحرفي في قبال المعنى الاسمي، من أين نوع من هذه الأنواع؟ من القسم الأول الثاني الثالث الرابع؟ وهنا ندخل في بحث تفصيلي عند علماء الأصول وهو: ما هي حقيقة المعنى الحرفي؟ وبماذا يمتاز عن المعنى الاسمي؟ وما هي ثمرة هذا البحث فقيهاً وأصولياً؟ لا ندخل إلى البحث الكلامي ويتذكر الأعزاء أنا أشرت إلى الآثار الكلامية، ولكن أنا بحثي أريد أن يكون في دائرة الفقه والأصول في عملية الاستنباط. من أهم الأبحاث ومن ضروريات الأبحاث التي تقريباً واقعاً في أذهان الطلبة في الحوزة وخصوصاً طلبة البحث الخارج يتصورون أن كل هذه هي مقدمات لا ضرورة لها. فلهذا يمرون عليها مرور جداً سريع. مع أنه ليس الأمر كذلك، فهذه قضية مهمة جداً، وعند ذلك ستظهر آثار نظريات الوضع عند القوم عند الأعلام، طبعاً بالنسبة لنا، لماذا؟ لأننا كل هذا اعتبرناه مجموعة واحدة ليس فيها مشكلة، ولكن عندهم الذين قالوا إما تعهد أو اعتبار أو قرن أكيد. واقعاً قالوا … على القرن الأكيد هكذا، على الاعتبار هكذا، على التعهد هكذا.
ولا تقف المسألة عند المعنى الحرفي، عند ذلك ننتقل إلى الهيئات، هيئات الجمل وهيئات المفردات وعند ذلك ننتقل إلى بحث هيئات الجمل الإنشائية والخبرية وغيرها من الأبحاث المرتبطة بهذا القسم الثاني.
أما القسم الأول وهو التقسيم إلى التعييني والتعيني.
والحمد لله رب العالمين