بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
اتضح لنا من البحث السابق أن هناك فارقاً اساسياً بين المعنى الحرفي والمعنى الاسمي، هذا الفارق الذي عبر عنه الشيخ محمد تقي الأصفهاني بالفارق بين الإخطار أو الإحضار والإيجاد، وفيما ذكرنا في سبق بينا يعني في البيان الثاني لماذا يكون المعنى الاسمي إخطارياً وأن المعنى الحرفي إيجادياً، قلنا أن المعنى الاسمي يكفي أن يوجد ويحضر في الذهن بالنظر التصوري وبالحمل الأولي بما هو مفهوم، لا تترتب عليه الآثار، هذا القدر من الحضور كافٍ لأن يستطرق من خلاله للحكم على الخارج، وهذا بخلافه في المعنى الحرفي فأنه لابد أن يكون حاضراً بالحمل الشائع، وبالنظر التصديقي، يعني بما له من واقع رابط لا مفهوم للربط، ومن هنا يكون إيجادياً يعني لابد أن يوجد، أما في المعنى الاسمي فيكفي أن يكون إخطارياً. هذا تمام الكلام في الفارق الأول بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي.
كما أشرت في دروس سابقة هذا البحث من الأبحاث … لا يتبادر إلى ذهنكم أنه بحث ترفي نظري، لا لا، بحث تترتب عليه آثار أساسية في عملية الاستنباط الفقهي، وبعد ذلك سنشير لعله إلى بعض الثمرات ولكنه بنحو الأصل الكلي لا يتبادر إلى ذهنك أنه ما هي فائدة هذا البحث، سواء كان هذا أو هذا .. لا أبداً، هذا من الأبحاث الذي في بحث الإطلاق والتقييد له تأثير، في بحث الإطلاق له تأثير مباشر سأشير به بعد ذلك.
الفارق الثاني: يعني تمييز المعنى الحرفي عن المعنى الاسمي أولاً وبيان حقيقة المعنى الحرفي له أثر مباشر في عملية الاستنباط الفقهي.
الفارق الثاني: لا شك أن الأعزاء بغض النظر عن القول الثاني أو الثالث، الآن لا أريد أن أدخل أنهما يختلفان أو لا يختلفان، المهم لا شك عند هذين القولين أن المعنى الاسمي قائم في نفسه، وأن المعنى الحرفي قائم في غيره. وقد قرأنا هذا بشكل واضح ولعله مراراً هذا المعنى أشرنا إليه، أنه لعله هذا مستفاد من بعض كلمات الإمام أمير المؤمنين (ما أنبأ عن معنى في نفسه أو ما أنبأ عن معنى في غيره) ولعلنا سنقرأ الرواية في مناسبة ما.
هذا المعنى لا إشكال فيه، هذا القدر من المعنى لا إشكال فيه. إنما الكلام أن الشيء في غيره له نحو واحد أو له نحوان؟ إذا تتذكرون في بحث سابق المرزا النائيني ميز لنا بين الحركات الإعرابية وبين المعنى الحرفي، قال الحركة الإعرابية تبين حالة الغير، أما المعنى الحرفي لا أنها تبين حالة للغير بل تضيف شيئاً إلى الغير وهذا هو المعنى الحرفي، وهذا الذي لم نجد في كلمات الآخرين. هنا أعزائي كون الشيء في غيره على نحوين، التفتوا لي وكثيراً وما يقع الخلط وقد رأينا بعض كلمات الأعلام التي خلطوا فيها بين هذين النحوين.
النحو الأول: أن القيام في الغير وبالغير على مستوى وجوده لا على مستوى ماهيته وحقيقته. حقيقته ومفهومه ليس مرتبطاً بالغير ولكن إذا أراد أن يوجد يحتاج إلى الغير. هذا نحو.
النحو الثاني: لا أنه محتاج في وجوده إلى غيره، لا، معناه ومفهومه لا يظهر إلا مع وجود الغير، إذن القيام في الغير على نحو واحد أو على نحوين؟ على نحوين لا على نحو واحد. النحو الأول هو مفهوم، معنى قائم في نفسه، افترضوا البياض، البياض له معنى أو ليس له معنى، هذا المفهوم له معنى أو ليس له معنى؟ نعم، تقول البياض غير السواد والسواد غير البياض، له معنى، ولكنه هل يمكن أن يوجد بياض من غير أن يقوم على شيء يتصف بأنه أبيض أو لا يمكن؟ محال، إذن بحسب المفهوم له معنى في نفسه ولكن بحسب الوجود … العلم ما هو؟ مفهوم. له معنى أو لا؟ نعم. العلم غير الجهل، معناه في نفسه واضح. ولكنه العلم عندما يأتوا ليعرفوه يقولون كيف نفساني، يعني العلم يحتاج إلى أحد يتصف به فيقال عنه عالم، هذا الغير مأخوذ في مفهوم العلم أو في وجود العلم، الحاجة إلى الغير مأخوذ في وجوده لا أنه مأخوذ في مفهومه. والأعراض جميعاً بحسب الفهم المشائي للأعراض كلها مفاهيمها في نفسها ووجودها لغيرها.
سؤال: هل المعنى الحرفي كذلك؟
الجواب: كلا، المعنى الحرفي أساساً إذا لم يكن غير أساساً لا معنى له، لا أنه له معنى إذا أريد أن يوجد يحتاج إلى الغير، فالاحتياج إلى الغير مأخوذ في وجوده أو في حقيقته ومفهومه وهويته؟ في هويته. هذا ما يصطلح عليه عند الأعلام بأنه معنى حرفي. إذن ما الفرق بين المعنى الحرفي والمعنى الاسمي ما الفرق بين العرض وبين المعنى الحرفي، ما الفرق بينهما؟ أن العرض حاجته إلى الغير في أي شيء؟ في الوجود لا في المفهوم والمعنى، أما في المعنى الحرفي فالحاجة إلى الغير في مفهومه، فإذا لم يأتِ الغير فلا يعطي معنى، لا معنى له. يعني مهمل. معناه متى يظهر؟ سمي … إذا أردنا أن نتكلم بلغة أقرب إلى الأذهان معناه بالقوة لا بالفعل، متى يصل إلى الفعلية؟ إذا جاء الغير، معناه لا وجوده. معناه.
هذا المعنى بشكل واضح وصريح جاء أولاً في كلمات المحقق الرضي الذي أشرنا إليه سابقاً قلنا في (شرح الكافية، ج1، ص10) منشورات المكتبة المرتضوية، قال: (الفرق بينهما) بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي (أن الابتداء) يعني مفهوم الابتداء الذي هو معنى اسمي (ليس مضمونه) لا وجوده، ليس مضمونه ومعناه (ليس … في مضمون لفظ آخر) أبداً، هو له مضمون في نفسه. كما أنت الآن بينك وبين الله أنت لو قلت الابتداء الانتهاء البصرة الكوفة الماء السماء …، من يسمع منك هذه يقول … طبعاً بعد وضعها للمعاني، من يسمع منك هذه يقول يستعمل مهملات أو يقول يستعمل مفردات لها معاني في نفسها. ماذا يقول؟ يقول يستعمل مفردات. نعم، لها معاني ولكن ليس كلاماً يصح السكوت عليه، ليست جملة وإنما هي مفردات. التفتوا لي جيداً … أما لو قال بينك وبين الله في العرف لا بالدقة، قال: (من، على، في، إلى) أنت تقول هذا ماذا يقول أو تقول أنه يذكر معاني ولكن لا يصح السكوت عليها، أي منهما؟ لا تقول لي بأن من وضعت للابتداء، إذا ذهبت للابتداء فصار معنى اسمي، أنا أتكلم في (من) التي إذا … وإلا إذا قلت (من) يعني الابتداء إذن هذا المعنى الاسمي، وأنا أتكلم في (من) الذي ليس هو الابتداء بقرينة أنك لا تستطيع أنك لا تستبدل أحدهما بالآخر. إذن تعريفه قال: (بل مدلوله) المعنى الاسمي (معناه الذي في نفسه مطابقة) هذا في المعنى الاسمي، أما المعنى الحرفي (ومعنى (من) مضمون لفظ آخر). أين يظهر؟ إذا كان الآخر غير موجود فليس له معنى، فقولوا معني أن (من) فيه قابلية أن يخرج منه معنى وهو الابتداء، وهذا غير موجود في (على) ولذا أنا عبرت عنه القابلية، متى يصل إلى الفعلية؟ من خلال ماذا؟ ليس إذا انظم إليه معنى حرفي آخر مثل (من، إلى، على) لا يخرج إلى الفعلية، متى يخرج إلى الفعلية، من يخرجه إلى الفعلية؟ يخرجه المعنى الاسمي، لكن لا أنه يبين حالة في المعنى الاسمي بل يضيف شيئاً إلى المعنى الاسمي، ولذا عبر وقال (ومعنى (من) مضمون لفظ آخر ينضاف ذلك المضمون إلى معنى ذلك اللفظ الأصلي) فلهذا يقول والشاهد على ذلك يعني الشاهد على الفرق بينهما يقول تستطيع أن تخبر عن المعنى الاسمي ولا تستطيع أن تخبر عن المعنى الحرفي (فلهذا جاز الإخبار عن لفظ الابتداء نحو الابتداء خير من الانتهاء ولم يجز الإخبار عن من) لماذا؟ يقول لأن الابتداء الذي هو مدلولها في لفظ آخر، فإذا لم تضفها إلى لفظ آخر فليس مدلول، فيمكن الإخبار عما لا مدلول له أو لا يمكن؟ لا يمكن. هذا المعنى بشكل واضح وصريح جاء في عبارة صاحب الكفاية. ما هي عبارة صاحب الكفاية؟ في طبعة مؤسسة آل البيت قال: (حيث أنه لا يكاد يكون المعنى حرفياً إلا إذا لوحظ حالة لمعنى آخر) هذا الكلام فيه مسامحة، لماذا؟ لأن هذا ينسجم حتى مع الحركات الإعرابية، أن يكون حالة لمعنى آخر، فالحركات الإعرابية ماذا؟ حالة لمعنى آخر، ولذا قلنا أن المحقق النائيني ميز جيداً بين الحركات وبين المعاني الحرفية (ومن خصوصياته القائمة به ويكون حاله) هذه واحدة من أهم الإشكالات المأخوذة التي أنا أخرتها حتى تتضح للأعزاء (ويكون حاله) حال المعنى الحرفي (كحال العرض) هذه العبارة تامة أو غير تامة من صاحب الكفاية؟ لا، المعنى الحرفي حاله ليس حال العرض فإن العرض يحتاج إلى الغير وجوداً لا مفهوماً بخلاف المعنى الحرفي محتاج مفهوماً فضلاً عن الوجود. وهذه واحدة من أهم الإشكالات التي أخذت على صاحب الكفاية. نعم، لو كان صاحب الكفاية يقول ويكون حاله كحال العرض وجوداً نستطيع أن نقول ملتفت، ولكنه لم يقل هذه الجملة وعلينا بظاهر كلامه، وهذا هو الذي أوضحه بشكل دقيق المحقق الأصفهاني في (نهاية الدراية، ج1، ص52) قال: (إن مجرد لزوم القيام بالغير لا ينافي الوجود النفسي) من قال لكم كل ما احتاج إلى الغير وجوداً فهو لا نفسية له، يمكن أن يكون له نفسية ومع ذلك محتاج إلى الغير مثل العرض، فأنه له مفهوم في نفسه قائم في نفسه ولكن وجوداً محتاج إلى الغير، (كيف والعرض من أنحاء الموجود في نفسه، مع أن وجوده في نفسه عين وجوده للغير) خارجاً لا مفهوماً (فكون النسبة حقيقة أمراً قائماً بالمنتسبين لم يكن مانعاً عن وجودها في نفسه وهذا بخلافه في المعنى الحرفي) الذي لا يوجد له معنى إلا بطرفين، لأنه نسبة، هو نسبة بين طرفين (فهي متقومة في ذاتها بالمنتسبين) لا في وجودها فقط. فقط في الوجود محتاجة إلى الغير بل في ذاتها وفي ماهيتها وفي مفهومها (بخلاف العرض فأن ذاته غير متقومة بموضوعه بل لزوم القيام بموضوعه ذاتي وجوده) لا ذاتي هويته.
وكل الأعلام هذا القدر متفق عليه بينهم، لا يوجد خلاف، الكل متفقين ولهذا قرأت عبارة الرضي الذي نسب غليه القول الأول وعبارة الكفاية الذي نسب إليه القول الثاني وعبارة الأصفهاني الذي يعتقد بالقول الثالث كلهم هذا القدر متفق عليه، نعم توجد اختلافات في مكان آخر لا قيمة لها في بحثنا، لا تؤثر على بحثنا.
إذن القدر المشترك بين الأقوال الثلاثة جميعاً وهو ما يهمنا في علم الأصول، وما زاد على ذلك مرتبط بفقه اللغة ولا ربط له بعملية الاستنباط. الاطلاع عليه جيد ولكن ليس له مدخلية في عملية الاستنباط. إذن القدر المتيقن بين القول الثاني والثالث هذا القدر المتيقن مشترك بينهما ولا فرق بينهما من هذه الجهة، كلاهما يقول أن المعنى الحرفي قائم في الغير مفهوماً لا وجوداً فقط كما هو الحال في العرض.
ماذا يترتب على هذا، هذا هو البحث الأصول الذي يترتب عليه البحث الفقهي. أعزائي من أهم خصوصيات المعاني الاسمية يمكن انتزاع جوامع ذاتية منها، يعني ماذا؟ زيد معنى اسمي أو معنى حرفي؟ اسمي، عمر بكر خالد؟ ذاك الماء هذا الماء؟ هذه كلها معاني اسمية. أولاً أبين الفرق بين الجماع الذاتي والجامع العرضي؟ هذا الأمر كثير الدوران على الألسنة وله معاني ستة أو سبعة في المنطق ومحل كلامنا في هذه النقطة.
هنا عندما يطلق الأعلام جامع ذاتي يعني المشتركات في الذاتيات من الماهية، هذا ذاتي باب الكليات باب الايساغوجي في المنطق الذي قرأتموه في منطق المظفر وفي الحاشية وفي غيرهما، يعني من باب المثال يعني الحيوانية والناطقية، بين زيد وعمر وبكر وخالد يوجد جامع ذاتي بينها ما هو؟ كلها حيوان … كل هذه الأفراد حيوان ناطق، فأنت إذا جئت إلى مجموعة من أفراد الإنسان يوجد بينها مختصات، واحد طويل واحد قصير واحد أسود واحد أبيض، هذه كلها عوارض، كلها مختصات، ماذا تفعل أنت في علم المنطق حتى تأخذ الكلي ماذا تفعل؟ ماذا قلنا؟ تقشر، ماذا تقشر؟ تقشر الذاتيات أو العرضيات، تقشر كل العرضيات وتحتفظ بالذاتي فتقول هذا إنسان وهذا إنسان وهذا إنسان وسبعة مليار إنسان وسبعين مليار إنسان، تقول هؤلاء ليسوا متشابهين. أقول: الاختلاف بينهم بالعرضيات لا بالأمور الذاتية. هذا نسميه جامع ذاتي مرادنا من الذاتي ذاتي باب الايساغوجي، باب الكليات، لا ذاتي باب البرهان، هذا الجامع الذاتي.
ما هو الجامع العرضي بناء على هذا التعريف؟ ما لم يكن مأخوذاً في حد الماهية، يعني أنت عندما تعرف الإنسان تأخذ ذلك أو لا تأخذه. أضرب لك مثال هذا الأفراد من الإنسان شيء أو ليست بشيء؟ هذا شيء هذا شيء … أنا شيء … الله شيء، كله شيء، ولكن هذه الشيئية تدخل في الذاتيات أو لا تدخل في الذاتيات؟ لا تدخل في الذاتيات وإلا لو كانت تدخل في الذاتيات لابد جنابك تعرف لي ماذا تقول؟ تقول الإنسان حيوان ناطق شيء مع أنه تقول أو لا تقول؟ هذا معناه أن الشيئية جامع ذاتي أو جامع عرضي؟ جامع عرضي. وإن كانت الشيئية ذاتي بباب البرهان, ما أدري واضح احفظ الاصطلاح, الشيئية ذاتي باب البرهان, ولكنه عرضي باب الإيساغوجي عرضي باب الكليات, هذا العنوان الانتزاعي.
عندنا عناوين اختراعية نحن نخلقها, نحن نوجدها, إذا تتذكرون العام الماضي أشرت إليها, مثل عنوان أحدها, أقول هؤلاء الخمسة من منهم كذا؟ تقول أحد الخمسة, أكرم هؤلاء أقول من؟ تقول أحدهم, هذا أحدهم جامع ولكن جامع ذاتي أو جامع عرضي؟ بقرينة أنت عندما تعرف أي واحد لا تقول حيوان ناطق أحدهم أو أحدهما أو أحدها لا تقول هذا, ما أدري واضح المعنى هذه المقدمة واضحة.
السؤال المطروح: لا إشكال ولا شبهة أنه من خصائص المعاني الإسمية إمكان انتزاع الجوامع الذاتية منها, كل معنىً اسمي الإنسان أفراده ما هي؟ زيد وعمر وبكر وخالد, هؤلاء القي الخصوصيات قشرها من الأمور العرضية يبقى عندك الأمور الذاتية هذا جامع ذاتي, كلها حيوان ناطق, هذه من أهم خصائص المعاني الاسمية, سؤال محل بحثنا, سؤال: هل يمكن انتزاع جامعٍ ذاتي من المعاني الحرفية أو لا يمكن؟ فإذا قلت نعم, إذن من هذه الجهة لا يبقى هناك فرق بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي, أما إذا قلت لا, إذن هذا هو الفارق الثاني بين المعنى الاسمي والمعنى الحرفي ولكن عليك الدليل, لماذا لا يمكن انتزاع جامع ذاتي من المعاني الحرفية لماذا؟ فأنت بين اثنين لا ثالث لهما, إما أن تقول نعم, إذن لا يبقى فرق, وإما أن تقول لا, إذن فرق ولكن ما الدليل على أنه يستحيل أو لا يمكن انتزاع جامعٍ ذاتي من المعاني الحرفية.
نضرب مثال: الآن تعالوا معنا إلى الظرفية, الظرفية معنىً اسمي أو حرفي؟ معنىً اسمي ليس بحثنا في الظرفية, الظرفية معنىً اسمي فأنت تستطيع أن تنتزع معنىً اسمي من المعاني الحرفية هذا لا مشكلة فيه, إنما الكلام ليس في الظرفية في كلمة في, التي هي معنىً حرفي أو معنىً اسمي؟ معنىً حرفي, التفت. تقول الماء في الإناء, هذا فردٌ هذا مصداق من مصاديق المعنى الحرفي لفي, معنى الحرفي في, لا من مصاديق الظرفية, لأنه نستعمل ماذا نحن؟ ما نقول الظرفية خيرٌ أو أفضل أو أقل أو أكثر نقول في.
جملة ثانية: النار في الموقد, هذا أيضاً استعملت هنا أيضاً في وهناك أيضاً في وهنا أيضاً في, زيدٌ في الدار, هذا أيضاً استعملت في, المال في الصندوق هذه أيضاً استعملت ماذا؟ ونحن نستطيع.
سؤال: هذه يوجد بينها مختصات ومشتركات أو لا توجد؟ هذه الجمل الأربعة ما هي مشتركاتها ما هي وما هي مختصاتها؟ مشتركاتها في كل هذه الجمل الأربعة لو أربعمائة جملة تصير في أو أربعة آلاف جملة تصير في ما الذي بينهما مشترك؟ في, المعنى الحرفي, مختصاتها ما هي؟
الجواب: كل جملة مختصاتها طرفيها, فإن الذي تمتاز به جملة الماء في الإناء عن جملة النار في الموقد ليس في في فيه وإنما الامتياز في الماء والموقد عفواً الماء والإناء والنار والموقد.
السؤال المطروح: هل يمكن إلغاء هذه المختصات وننتزع ماذا؟ معنىً مشترك من هذه المعاني الحرفية جميعاً كما فعلنا ذلك بالنسبة إلى المعنى الاسمي, ألغينا المختصات وأبقينا الذاتيات أو لا يمكن؟
بحثه يأتي.
والحمد لله رب العالمين.